َفْظةٌ قُرآنيَّة ؟ أمْ مُفْرَدَةُ قُرْآنيَّة ؟

إنضم
10/05/2012
المشاركات
1,361
مستوى التفاعل
37
النقاط
48
الإقامة
جدة
الموقع الالكتروني
tafaser.com
بسم1​
ينتشر في المجتمع العلمي الإسلامي عامة والقرآني خاصة تسمية مفردات القرآن بألفاظ القرآن وعند بحثي في قاعدة بيانات أوعية المعلومات القرآنية الذي يهتم بتصنيف وحصر البحوث والرسائل والمصنفات القرآنية وجدت مئات النتائج التي تسمي المفردات القرآنية "ألفاظ".
ومن منطلق تنزيه القرآن الكريم فإني أعتقد أن تسمية "ألفاظ القرآن" تسمية غير لائقة بكتاب الله العزيز ، فاللفظ هو أسوأ ما ينطق ابن آدم من كلام تنطقه شفتاه من كلامه أو كلام نظرائه، ففي المعاجم (لفظ) قذف ورمى ما في فمه، ورمى ما في فمه من غير ريق ، وكل كلام البشر المنطوق ألفاظاً ، ففيه الغث والسمين ، وفي كتاب الله أتت مرة واحدة في سورة ق إذ يقول تعالى { مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } [ق:18] وكانت في سياق تدوين ما يتلفظ به الإنسان من عنده فيحسب له أو عليه ، يلفظه فيرميه غير آبه به ، والأظهر أن السياق يوحي بالسيئ من الألفاظ مما سيحاسبه الله عليه.
ومن ذلك فلا ينبغي أن تسمى مفردات القرآن الكريم (ألفاظا) لعدة أسباب:
أولا: فكلام الله المنزل لم يلفظه بشر ولم يبتكره إنسان بل هو موجود من الأزل أنزله الله على عبده محمد صلى الله عليه وآله وسلم فتكلم به ونطق بآياته وتكلم بمفرداته.
ثانياً : أن من يتلو كتاب الله يقرأه بعد أن قريء وتُلِي و هناك فرق بين لفظة يرميها قائلها من بنات أفكاره فينساها ويدونها الرقيب عليه وبين كلام الله المنزل المنطوق على لسان نبيه ووصفه باللفظ فيه مساواة بينه وبين كلام البشر ، ولم يأت في القرآن ولا السنة تعبير اللفظ فيما يخص مفردات القرآن الكريم وآياته فمن أوجه التكريم أن القرآن يقرأ ويتلى ولا يقال (يلفظ).
ثالثاً : أن تسمية وحدات النص القرآني الشريف (بالحرف ، المفردة أو الكلمة ، السورة) ينبغي أن تكون تسميات ثابتة وطالماً كانت اللغة والبيان هما الصورة المعجزة لهذا التنزيل الحكيم فقد وجب علينا العناية بتسمية مكوناته بأفضل وأنسب ما تجود به لغتنا العربية الثرية ، بل وحتى عند ترجمة تلك العلوم مصطلحاتها فإنها يجب أن تنتقى بعناية وحذر.
وبناءً على ذلك فأرى أنه لا ينبغي استعمال كلمة "لفظ ، ألفاظ ، لفظة" عند الحديث عن كلمات القرآن الكريم ومفرداته وانفر من رؤيتها في مصنفات القرآن والتفسير خاصة ، وأرى أن يجتهد الباحثين وطلبة العلم وأساتذتهم بضرورة العناية بمراجعة تلك التسميات والاصطلاح على الأنسب والأفضل والأجمل منها .
والله أعلى وأعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك و جزاك الفردوس و زادك علما
وعلى هذا الاساس الا تظن ان تسمية القراءات الشاذة بالشاذة كذا فيها قبح و انما هي القراءات المنسوخة
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم ، فقد تكون استعمالات الكلمة في العصور المتقدمة ليست كاستعمالاتها الشائعة هذه الأيام ، فمفهوم الشذوذ في عصرنا هذا وعلى كل المستويات مفهوم بذيء قميء فأتفق معك بروز الحاجة إلى إعادة النظر في استعمال المصطلح واستبداله بأفضل منه.
وفي حالة مفردة "اللفظ" و "التلفظ " و "الألفاظ" فيبقى مصطلحا سلبيا لا يتفق وقدسية النص القرآني قديما وحديثا
والله اعلم
 
عودة
أعلى