يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ ؟!

إنضم
08/09/2017
المشاركات
614
مستوى التفاعل
5
النقاط
18
الإقامة
السودان
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم،

فى قراءتى للقرآن الكريم لاحظت مسألة غفران الذنوب بعضها أو جميعها،

فقد قال نوح عليه السلام لقومه : قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ، أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ،
يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى 2-3-4-نوح

وقالها الجن- الذى سمع القرآن - لقومه : أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ
يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ -31- الأحقاف

ويبدو أن كل الرسل قالوها لأقوامهم صالح ولوط وشعيب وغيرهم عليهم السلام
فقد جمعها موسى عليه السلام أثناء نصحه لقومه :
أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ
قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ ، قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ -9-10- ابراهيم

الملاحظ قول العبارة (
من ذنوبكم) ، فهل هى للتبعيض أى أن الله تعالى سيغفر لهم بعض ذنوبهم عند إيمانهم بالله تعالى ؟
والذنوب التى يغفرها الله تعالى لهم ما كان من عبادة غيره من الآلهة، وما يخص من سلوكيات أو معتقدات تلك العبادة كالقرابين وشرب الخمر والدم وأكل الميتة وإباحة النهب والسرقة والزنا.
أما الذنوب الأخرى كالإضرار بالناس فهى لا تغفر إلا أن يغفر الشخص المظلوم.

بينما المؤمنين الذين عاصروا الرسول (ص) قال لهم الله تعالى أنه سيغفر لهم ذنوبهم وليس (من ذنوبهم) :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ،
يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ -10-11-12-الصف
فهل هذا الغفران الشامل إختصّ به أمّة محمد (ص)؟

أم لأنه جاء فى الآية ذكر الجهاد فى سبيل الله؟
فعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (القتل في سبيل الله يكفّر كل شيء إلا الدّين ).


 
شكرا أخ سائد على المشاركة،
أعتقد أن دعوة الرسل واحدة فالنبى شعيب على سبيل المثال أخذ يدعو قومه ويعرّفهم بالحلال والحرام قبل الإيمان (فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشيائهم)

أعتقد والله أعلم أنه بعد التأمل فى كل الآيات وخاصة قول الجن الذين سمعوا القرآن الكريم وقالوا لقومهم ( آمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم)
وبما أن البشر والجن متساويين فى كل شئ وكتبنا هى كتبهم ورسلنا هم رسلهم،
إذا كل من يؤمن من البشرالمعاصرين للنبى محمد (ص) ومن بعده من البشر ( سيغفر الله تعالى له من ذنبه) ، وليس كل الذنوب،

أما الآية
فهى تخصّ الذين يجاهدون بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله سيغفر الله تعالى لهم، أنظر الى المجاهد الذى قتل وهو يدعو الناس للإيمان بالله فى سورة يس فقد غفر الله تعالى له ودخل الى الجنة مباشرة :
أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَنُ بِضُرٍّ لَا تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنْقِذُونِ، إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ، إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ، قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ، بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ .
والله تعالى أعلم
 
بسم1​
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم هناك إشكال في حال اعتبرت "من" تبعيضية فإن ذلك يتعارض مع مفهوم أن "الإسْلامُ يجبُّ مَا قَبْله" ، وتتعارض مع تبديل السيئات بحسنات في قوله تعالى :
{إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } [الفرقان:70]
ولعل من هنا ظرفية كقول "يخرجكم من ذنوبكم" أو "يطهركم من ذنوبكم" وزيادة المبنى زيادة في المعنى فتفيد هنا المبالغة في المغفرة والتجاوز لأنها لا تستثني ذنباً . والله تعالى أعلم​


 
شكرا اخ الغامدى،
وتبقى الآية للمسلمين الذين يجاهدون بأموالهم وأنفسهم لماذا يغفر لهم الله ذنوبهم؟ دون من التبعيضية؟
وإذا كان الخطاب موجه لهم كمؤمنين فلما ذكر تنجيكم من عذاب أليم؟!
 
لأن المغفرة للذنوب وهي مابين العبد وربه
أما التكفير فهو للسيئات وهي مابين العبد والعبد
فالأولى قائمة على المسامحة والثانية قائمة على المشاحة
والتكفير عملية حسابية يستبدل فيها صاحب الحق ما يوازي ما وقع عليه من السوء من حسنات المسيء حتى تنفد فتؤخذ من سيئات صاحب الحق وتطرح على المسيء فيقذف في جهنم .
لذلك تكون الحسنة بعشر أمثالها والسيئة لا يجزى الا مثلها فمن لم يجد بعد ذلك في رصيده شيئا يكفر سيئاته فهمنا أن حسناته برغم مضاعفتها اقل من أن تنجيه فيكون بذلك لا يستحق الا النار الا برحمة الله فالتكفير شيء والغفران شيء آخر.
لذلك فقد أسمى الله هذه العملية الحسابية : تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ.
احصد من الحسنات ما تستطيع لتنال فوق ما تستحق ، وربما اختص الله أمة محمد دون سواها بهذا الفضل

وقال : تنجيكم من عذاب أليم لأن المستكبر عن فعل تلك الواجبات تارك للمعلوم من الدين بالضرورة وهي الإيمان والجهاد والانفاق في سبيل الله ، وذكر الايمان برغم نعتهم وندائهم بالمؤمنين لأن الإيمان يزيد وينقص ويغيب ويحضر فاستمراريته شرط الدخول في البشارة.
 
السلام عليكم ورحمة الله
(من) هي لإبتداء الغاية وهو الغالب عليها ، الاية دعوة للاسلام والترغيب به ، فمجرد ايمانكم يمحى عنكم كل شي كان منكم في الجاهلية ...

من ذنوبكم بمعنى كل ذنوبكم ( الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن أبي طالب (ت 437هـ)
و( من ) في قوله : { من ذنوبكم } ، قال أبو عبيدة : هي زائدة ، والمعنى : يغفر لكم ذنوبكم . وقيل : ليست بزائدة . والمعنى : يغفر لكم / بعضها ، إذ لا يأتي أحد يوم القيامة إلا بذنب ، إلا النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، لأنه قد غفر له ما تقدم من ذنبه ، وما تأخر في الدنيا (أنتهى).
 
عودة
أعلى