يوميات طالب سوري

هدى قاسم

New member
إنضم
30 ديسمبر 2009
المشاركات
135
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
الإقامة
ريف دمشق
[align=justify]هل أقول ( وا معتصماه ) وما بقي في الأرض معتصم ..
تلك العَبَرات تكاد تخنقني فرأبت أن لفظها خارج قفص روحي رحمة من ربي مَلّكني إيّاها...صباحي هذا مثل كل صباح، صباحي مثل ذلك الضباح الماضى منذ عامين، صباحي ملؤه التفاؤل والألم تفاؤل برحمة ربي وألم لما حلّ بعباده وعبيده.
بتّ أعشق ذلك الصباح الذي زهدت فيه ذلك الصباح الهادئ صباح لا تداخله أصوات مرعبة ولا أخبار مزعجة ولا ....
اليوم وأنا في دار المهجر بعيدة عن بيتي والمكان الذي أحب بعيدة عن كتبي ومكتبتي بعيدة عن حيي بعيدة عن أحلامي بعيدة عن وعن ..استيقظت لأصلي الفجر ورأيت في نفسي حزنا عميقا فتشت عن سببه حاولت رسم معالمه فما وجدت لذلك سببا سوى تلك المناظر المتكررة على مرآة عيني كل يوم ..قتل ودمار وتفجير حاولت قهر كل ماسبق أقهره بالتفاؤل والصبر والأمل ولكنني بشر أقسم بأنني بشر يعتريني ما يتعتري البشر من حالات فما عساي أن أصنع أمام ضعفي البشري .
أنا يا أعضاء هذا الملتقى رأيت أن أشارككم بعض خواطري ، ليش شكوة أو مللا أو حتى قنوطا من رحمته تعالى ولكن حقّ عليكم أن تتحملوا بعضا من الذي نتحمل فوالله هناك من نطق بمثل هذا الحق على مسمعي قبل أن يحل بأرضي ماحل فمافهمت منه قوله ولكن الدائرة دارة علينا فوعيت مقاله ...
وأنا اكتب هذه الكلمات كل ماحولي يرتج من القصف لكنه ماعاد يخيفني كما لم يكن يوما فأنا أسحقه بالدراسة و المدارسة... فيوميات الطالب السوري كيوميات أي طالب في العالم لكنه يعاني بعضا مما لا يعانيه الأخرون فليحمد الله كل طالب في العالم على النعيم الذي هو فيه- قبل أن أبدء بسرد يومياتنا الشاقة وبعد أن أنتهي- وليعلم يقينا أنّ كل ما يعانيه من صعوبات أجتماعية واقتصادية ومعرفية أو أي صعوبات كانت هي أهون وأبسط من يطلق عليها صعوبات فنحن هنا نعاني عقبات أشبه بالجبال الشامخة المستحيلة التفتت .. وأنا كطالبة أحدثكم من منبر الطلبة الذي سمحت لنفسي أن أعتليه في يومي هذا..
هل أنت طالب؟ نعم كونك فتحت على صفحة الملتقى فمن المؤكد أنك طالب فهنيئا لك هذا النعيم نعيم طلب العلم ونعيم فتحك لصفحة على النت ونعيم امتلاكك لحاسب تعمل من خلاله ونعيم ملكك لأجرة الدخول إلى مقهى النت للبحث عن طريقه ونعيم امتلاكك من الهدوء والطمأنينة والوقت ما مكنك من قراءة هذه الحروف ..أما أنا ( كطالب سوري) لا أملك نصف ما تملك فقد غادرت منزلي قهرا إلى مكان آخر يكتظ بالسكان فلا أملك حاسبا ولا أملك ( نت) ولقهر هذه الظروف بتّ أبحث عن عمل لأسدَّ فيه حاجاتي كطالب بعد أن فقدت بدل العمل عملين ولكن عبثا أصنع فمجال عملي لم يعد مرغوبا كما هو بالأمس ولم يعد هناك طلبة علم يترددون على مقاعد الدراسة كالسابق لذلك ماعاد للمعلم حاجة كما هو في الأمس ..سُدّ أمامي هذا الباب فبحثت عن باب آخر كنت أتردد على ( المقهى) بين الفينة و الآخرى لتحميل ما يلزمني من الكتب لإكمال رسالتي في التفسير ولكن توقفت بعد فترة وجيزة توقفت دون أن أنطق بالسبب لأحد توقفت لأنني ماعدت أطيق تكبيد أسرتي مزيدا من المصاريف ونحن في حالة أقل ما يقال فيها ( حالة حرب) ودعوته تعالى أن يفتح لي نافذة من الأمل أبصر من خلالها طريقي فأكرمني بإحدى الأخوات التي تمتلك حاسبا شخصيا( لابتوب) أعارتني إياه لأجل مسمى ففرحت لذلك وصرت آخذه إلى الجامعة حيث يوجد انترنت مجاني..أخرج ثلاثة أيام في الأسبوع لأراجع مكتبة الجامعة أحصل هناك على الكهرباء وقليل من الهدوء وبعض الكتب إضافة إلى شبكة ( النت) هناك أكمل جزء يسيرا جدا من بحثي لعلّه سطر أو سطرين فقط لا اكثر وأقوم بتحميل بضعة كتب أحتاجها لإكمال ما أستطيع إكماله في ( دار المهجر) وأعود إلى المنزل.

نسيت التكلم عن رحلة الذهاب و الإياب عندما أقف لانتظار (الميكرو) الذي سيقلني إلى جامعتي أقف وأقف وأقف انتظارا لهذا القادم وقد يطولوا انتظاري حتى الساعة وبعد ذلك يأتي ليقلني إلى المكان الذي أريد طبعا الطريق مكتظ بالسيارات ومن المستحيل الوصول قبل 30 دقيقة، أما عند العودة إلى البيت فمن المستحيل أن أجد ( ميكرو). كنت سابقا آخذ طريق ذهاب وآياب فأستقل (الباص) إلى آخر خطه وأعود مرة أخرى فيه حتى يصل إلى بيتي هذا كان سابقا أما الآن فقد عقدت عهدا على نفسي أن ألا أعود بأي (باص )لأنني أنتظر أحيانا ما يقارب الساعة ولا أجد فائدة لذلك بدأت العودة إلى منزلي مشيا ...هنا إلى مهجرنا أعود لأجد وجوها لم أألفها وأناس لم أرغب يوما بمجالستهم و الأخذ عنهم هنا في هذه الدار أعود لأبدأ رحلتي من جديد أحاول عابثة نحت جزء من (رسالتي) فأراني أمضي الساعة تلو الساعة وأنا أنظر إلى ذات الكلمات وإلى السطور نفسها ...غدت الأيام كيوم واحد والسنيين واحدة كل ما حولي رسوم تتحرك أحاول فهمها تتتبعها أحاول حتى لمحها فأجد جمودا في مقلتي يمنعني عن ذلك أعود لأتفقد أخبار من أحب لأطمئن على حياتهم فأسمع من أخبارهم ما يقطّع فؤادي وأراهم يتوافدون إلى بلاد أخرى أحاول أن أصرخ بأعلى صوتي أحاول التوسل إليهم ألا يتركوا وطني فهنا شامنا هنا عزّنا وما عادت بلاد العرب كسابق عهدنا بها ماعادت بلاد العرب أوطاني ..إنها كما أعلم وكما يعلمون وكما رددوا على مسامعي ( سهم بتّ شرياني)...
هذه لم تكن شكوى ياأهل التفسير لكنها أمور باتت أوضح من أن تشرح؛ ولأنني سورية أفتخر بشامي كما أرثي لها...ولأنني عربية ملّكت نفسي حقا لقض مضجع النائمين من أبناء جلدتي، ولأنني مسلمة فخورة بإسلامي صرخت بأعلى صوتي ...وا معتصماه فعلمت يقينا أن الأرض خلت من معتصم فرفعت رأسي إلى السماء لأشكو إلى رب الأرض و السماء تخاذل المتخاذلين وضعف الضعفاء و غفلة الغافلين ...فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.[/align]
 
أشاطرك الهم أختي هدى. وأشعر بمعاناتك. فنحن جسد واحد.وسلاحنا الأقوى هو الدعاء.
حسبنا الله ونعم الوكيل
ألا إن نصر الله قريب.
 
إن مع العسر يسراً.
اصبروا واحتسبوا أجركم عند الله تعالى، وأبشروا بالفرج؛ فإن الله عز وجل أرحم بعباده من أمهاتهم، وهو عزيز حكيم يمهل ولا يهمل .
نسأل الله تعالى فرجا عاجلا لإخوننا في الشام ، كما نسأله سبحانه وتعالى أن ينتقم من القوم الظالمين المعتدين وأعوانهم وأنصارهم، وأن يشفي صدور المؤمنين منهم، إنه على كل شيء قدير .
 
قرأتُ كلماتكِ ـ أختي الفاضلة ـ ووقفتُ أمامها حائرة أتساءل :
ترى هل بجعبتي كلماتٍ يمكن أن تخفّف عنكم الألم ؟؟!!
وهل يمكن لمجرد (كلماتٍ) أن تشفي جراح الجسد والروح ؟؟!!
حقيقة لستُ أدري , لكن ما أجزم به هو أنه يمكن للكلمات أن تُؤلم .. وأن تُحزن .. وأن تُوجع !!
فبعض كلماتك في هذا المقال لها تلك الخاصيّة المؤلمة التي تعلق بالذاكرة !!
أسأل الله لكم فرجا قريبا , ونصرا مؤزرا , وأن يعوضكم الله بحياة طيبة كريمة على أرض وطن مستقر محرر , كما أسأله سبحانه أن يعظم لكم الأجر في كل مشقة تلاقونها , وفي كل بلاء تعانون منه أفصحتم به أم لم تفصحوا , وفي كل حبيب أو قريب غاب عنكم فافتقدتموه , وفي كل مسلم وجب عليه نصرتكم فخذلكم .
وإنا لنشكو إلى الله ضعف حالنا وقلة حيلتنا , ولكن حسبنا وحسبكم الله وهو نعم الوكيل ونعم الحافظ ونعم الناصر والمنتقم .​
 
شكرا أخوتي: إبراهيم الحميضي، محبة الدعوة، بنت الإسكندراني....أشكركم على رقة المشاعر وأسأل الله تعالى أن يستجيب دعاءكم فحقا لم يبق إلا الدعاء
 
عودة
أعلى