وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا

إنضم
21 ديسمبر 2015
المشاركات
1,712
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
مصر
وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا
انْفِرَادٌ وَتَعَقُّبٌ وَمُوَازَنَةٌ
قولُه تَعَالى عن يَحيى عليه السَّلامُ :
وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15)
قَالَ فِي البَحرِ المُحِيطِ :
وَفِي قَوْلِهِ :{ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا } تَنْبِيهٌ عَلَى كَوْنِهِ مِنَ الشُّهَدَاءِ لِقَوْلِهِ :{ بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }.
وهَذَا القَولُ لَم يَأت تَقريبا إِلَّا في تَفسيرِ البَحرِ المُحِيطِ........
قَالَ فِي أضواءِ البَيانِ:
وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ :{ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا } ، قَالَ أَبُو حَيَّانَ : فِيهِ تَنْبِيهٌ عَلَى كَوْنِهِ مِنَ الشُّهَدَاءِ ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِيهِمْ :{ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }
قَالَ مُقَيِّدُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ : وَجْهُ هَذَا الِاسْتِنْبَاطِ أَنَّ الْحَالَ قَيْدٌ لِعَامِلِهَا ، وَصْفٌ لِصَاحِبِهَا ، وَعَلَيْهِ فَبَعْثُهُ مُقَيَّدٌ بِكَوْنِهِ حَيًّا ، وَتِلْكَ حَيَاةُ الشُّهَدَاءِ ، وَلَيْسَ بِظَاهِرٍ كُلَّ الظُّهُورِ ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .
قُلتُ: ولمَ لا يَكونُ المَقصودُ حَياةَ الأنبيَاءِ حَقيقةً فِي قُبُورِهِمْ. وَإِلَّا فَكُل الخَلقِ سَيُيعثُونَ أحياءً .
فَلَقَد قَالَ تَعَالَى عَن عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ :{ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33)}
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الأَنْبِيَاءُ أَحْيَاءٌ فِي قُبُورِهِمْ يُصَلُّونَ " .رواه أبو يعلى والبيهقي والبزَّار - قال حسين سليم أسد : إسنادُه صحيح- وانظر السلسلة الصحيحة للألباني رَحِمَه اللهُ .....
قال الألباني رَحِمَه اللهُ عقب الحديث في الصَّحِيحَة:
اعلم أن الحياةَ التي أثبتها هذا الحديثُ للأنبياء عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، إنما هي حياةٌ برزخيةٌ، ليست من حياة الدنيا في شيء، ولذلك وجبَ الإيمانُ بها دون ضرب الأمثال لها, ومحاولة تكييفها, وتشبيهها بما هو المعروف عندنا في حياة الدنيا, هذا هو الموقف الذي يجبُ أن يتخذه المؤمن في هذا الصدد: الإيمان بما جاء في الحديث دون الزيادة عليه بالأقيسة والآراء, كما يفعل أهلُ البدع الذين وصل الأمر ببعضهم إلى ادعاء أن حياته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في قبره حياة حقيقية!
قال: يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ ويجامعُ نساءَه!!. وإنما هي حياة برزخية لا يعلم حقيقتها إلا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " « مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى وَهُوَ يُصَلِّى فِى قَبْرِهِ ». وَزَادَ فِى حَدِيثِ عِيسَى « مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِىَ بِى ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا وَلَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلَاتكُمْ تبلغني حَيْثُ كُنْتُم» . رَوَاهُ النَّسَائِيّ (حسن)
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ» . رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّعَوَاتِ الْكَبِيرِ
جاء في فيض القدير شرح الجامع الصغير ........
وقوله: { رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي} يَعني ردّ علىَّ نُطقي، لأنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حيٌ على الدوَام، ورُوحُه لا تُفارقُه أبداً لما صحَّ أن الأَنْبِيَاءَ أَحْيَاءٌ فِي قُبُورِهِمْ... هذا ظاهرٌ في استمرارِ حياتِه لاستحالةِ أن يَخلو الوُجودُ كلُّه من أحدٍ يُسلم عليه عَادةً، ومن خَصَّ الرد بوقتِ الزيارةِ فعليه البيانُ، فالمرادُ كما قال ابنُ المُلقن وغيرُه بالروح النطق مَجازاً وعلاقةُ المَجازِ أن النطقَ من لازمِه وجودُ الروح، كما أن الروحَ من لازِمه وجودُ النطقِ بالفعلِ أو القوةِ، وهو في البرزخِ مشغولٌ بأحوالِ المَلكَوت، مُستغرقٌ في مُشاهدتِه، مأخوذٌ عَن النطقِ بسببِ ذلك.
جاء في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح.......
وَقَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: رَدُّ الرُّوحِ كِنَايَةٌ عَنْ إِعْلَامِ اللَّهِ إِيَّاهُ بِأَنَّ فُلَانًا صَلَّى عَلَيْهِ.
 
هذه الآية
وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً
هي خطاب جبريل للنبي
فيحتمل أن يأتي يحيى مع سيدنا عيسى في آخر الزمان
لأن كلمة (يموت) هي مضارع وتفيد عدم حدوث موته في الماضي
لأنه لو كان مات، لكان وجب أن يكون الحوار (سلام عليه يوم مات)
كما أن اسمه ( يحيى) وهذا الاسم من الله، وله صفة أن يحيى والله أعلم
 
هذه الآية
وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً
هي خطاب جبريل للنبي
فيحتمل أن يأتي يحيى مع سيدنا عيسى في آخر الزمان
لأن كلمة (يموت) هي مضارع وتفيد عدم حدوث موته في الماضي
لأنه لو كان مات، لكان وجب أن يكون الحوار (سلام عليه يوم مات)
كما أن اسمه ( يحيى) وهذا الاسم من الله، وله صفة أن يحيى والله أعلم
هي بشارة من الله تعالى لعبده زكريا عليه السلام قبل أن يخرج يحيى عليه السلام إلى الوجود ، ففعل المضارع (ويوم يموت) لا يعني أنه لا زال لم يمت. لقد مات يحيى عليه السلام . والسلام عليه جاء من الله غير معرف ب (ال) لأن الله سلمه من أن يؤذيه اليهود بكلام سوء عنه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا ، فاليهود لم يتكلموا عنه بسوء، لا يقول عنه اليهود إنه كذاب وسيصلى نارا.
أما المسيح عليه السلام فالسلام عليه جاء على لسانه معرفا ب (ال) للتأكيد ، ولا يؤكد الشيء إلا لوجود ما يعارضه لنفيه ، فلو لم يتكلم اليهود عن المسيح بسوء يوم مولده لكان يكفي أن يقال (سلام عليه يوم ولد، لكنهم تكلموا عنه بالسوء وعن أمه لذلك من المناسب أن يأتي السلام مؤكدا ب (ال) ، ويوم توفاه الله ورفعه إليه تكلموا عنه بالسوء : قالوا قتلنا الكذاب الملعون الذي ادعى أنه رسول الله، وهو عند اليهود مدعي للنبوة كذاب سيصلى نارا يوم البعث.
هذه هي المناسبات الثلاثة التي تكلم فيها اليهود بالسوء عن المسيح عليه السلام كذبهم الله فيها على لسان المسيح بقوله (والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا).

سلام قولا من رب رحيم ، هو أمن مطلق من الله. فالحمد لله الذي قال (سلام) ولم يقل (السلام) ، والحمد لله أن الملائكة سيقولون (سلام عليكم) وليس (السلام عليكم).
 
هذه الآية
وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً
هي خطاب جبريل للنبي
فيحتمل أن يأتي يحيى مع سيدنا عيسى في آخر الزمان
لأن كلمة (يموت) هي مضارع وتفيد عدم حدوث موته في الماضي
لأنه لو كان مات، لكان وجب أن يكون الحوار (سلام عليه يوم مات)
كما أن اسمه ( يحيى) وهذا الاسم من الله، وله صفة أن يحيى والله أعلم

الحديث عن المغيبات لابد فيها من وجود نص، وليس بالتخرص والتوقع.
وهذه الآية نظيرها قوله تعالى: ( إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)
[آل عمران 59]
قال القرطبي رحمه الله في قوله (فيكون ): "أي فكان . والمستقبل يكون في موضع الماضي إذا عرف المعنى ".
 
عودة
أعلى