بشير عبدالعال
Member
وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا
انْفِرَادٌ وَتَعَقُّبٌ وَمُوَازَنَةٌ
قولُه تَعَالى عن يَحيى عليه السَّلامُ :
وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15)
قَالَ فِي البَحرِ المُحِيطِ :
وَفِي قَوْلِهِ :{ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا } تَنْبِيهٌ عَلَى كَوْنِهِ مِنَ الشُّهَدَاءِ لِقَوْلِهِ :{ بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }.
وهَذَا القَولُ لَم يَأت تَقريبا إِلَّا في تَفسيرِ البَحرِ المُحِيطِ........
قَالَ فِي أضواءِ البَيانِ:
وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ :{ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا } ، قَالَ أَبُو حَيَّانَ : فِيهِ تَنْبِيهٌ عَلَى كَوْنِهِ مِنَ الشُّهَدَاءِ ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِيهِمْ :{ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }
قَالَ مُقَيِّدُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ : وَجْهُ هَذَا الِاسْتِنْبَاطِ أَنَّ الْحَالَ قَيْدٌ لِعَامِلِهَا ، وَصْفٌ لِصَاحِبِهَا ، وَعَلَيْهِ فَبَعْثُهُ مُقَيَّدٌ بِكَوْنِهِ حَيًّا ، وَتِلْكَ حَيَاةُ الشُّهَدَاءِ ، وَلَيْسَ بِظَاهِرٍ كُلَّ الظُّهُورِ ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .
قُلتُ: ولمَ لا يَكونُ المَقصودُ حَياةَ الأنبيَاءِ حَقيقةً فِي قُبُورِهِمْ. وَإِلَّا فَكُل الخَلقِ سَيُيعثُونَ أحياءً .
فَلَقَد قَالَ تَعَالَى عَن عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ :{ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33)}
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الأَنْبِيَاءُ أَحْيَاءٌ فِي قُبُورِهِمْ يُصَلُّونَ " .رواه أبو يعلى والبيهقي والبزَّار - قال حسين سليم أسد : إسنادُه صحيح- وانظر السلسلة الصحيحة للألباني رَحِمَه اللهُ .....
قال الألباني رَحِمَه اللهُ عقب الحديث في الصَّحِيحَة:
اعلم أن الحياةَ التي أثبتها هذا الحديثُ للأنبياء عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، إنما هي حياةٌ برزخيةٌ، ليست من حياة الدنيا في شيء، ولذلك وجبَ الإيمانُ بها دون ضرب الأمثال لها, ومحاولة تكييفها, وتشبيهها بما هو المعروف عندنا في حياة الدنيا, هذا هو الموقف الذي يجبُ أن يتخذه المؤمن في هذا الصدد: الإيمان بما جاء في الحديث دون الزيادة عليه بالأقيسة والآراء, كما يفعل أهلُ البدع الذين وصل الأمر ببعضهم إلى ادعاء أن حياته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في قبره حياة حقيقية!
قال: يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ ويجامعُ نساءَه!!. وإنما هي حياة برزخية لا يعلم حقيقتها إلا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " « مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى وَهُوَ يُصَلِّى فِى قَبْرِهِ ». وَزَادَ فِى حَدِيثِ عِيسَى « مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِىَ بِى ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا وَلَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلَاتكُمْ تبلغني حَيْثُ كُنْتُم» . رَوَاهُ النَّسَائِيّ (حسن)
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ» . رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّعَوَاتِ الْكَبِيرِ
جاء في فيض القدير شرح الجامع الصغير ........
وقوله: { رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي} يَعني ردّ علىَّ نُطقي، لأنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حيٌ على الدوَام، ورُوحُه لا تُفارقُه أبداً لما صحَّ أن الأَنْبِيَاءَ أَحْيَاءٌ فِي قُبُورِهِمْ... هذا ظاهرٌ في استمرارِ حياتِه لاستحالةِ أن يَخلو الوُجودُ كلُّه من أحدٍ يُسلم عليه عَادةً، ومن خَصَّ الرد بوقتِ الزيارةِ فعليه البيانُ، فالمرادُ كما قال ابنُ المُلقن وغيرُه بالروح النطق مَجازاً وعلاقةُ المَجازِ أن النطقَ من لازمِه وجودُ الروح، كما أن الروحَ من لازِمه وجودُ النطقِ بالفعلِ أو القوةِ، وهو في البرزخِ مشغولٌ بأحوالِ المَلكَوت، مُستغرقٌ في مُشاهدتِه، مأخوذٌ عَن النطقِ بسببِ ذلك.
جاء في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح.......
وَقَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: رَدُّ الرُّوحِ كِنَايَةٌ عَنْ إِعْلَامِ اللَّهِ إِيَّاهُ بِأَنَّ فُلَانًا صَلَّى عَلَيْهِ.
انْفِرَادٌ وَتَعَقُّبٌ وَمُوَازَنَةٌ
قولُه تَعَالى عن يَحيى عليه السَّلامُ :
وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا (15)
قَالَ فِي البَحرِ المُحِيطِ :
وَفِي قَوْلِهِ :{ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا } تَنْبِيهٌ عَلَى كَوْنِهِ مِنَ الشُّهَدَاءِ لِقَوْلِهِ :{ بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }.
وهَذَا القَولُ لَم يَأت تَقريبا إِلَّا في تَفسيرِ البَحرِ المُحِيطِ........
قَالَ فِي أضواءِ البَيانِ:
وَقَوْلُهُ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ :{ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا } ، قَالَ أَبُو حَيَّانَ : فِيهِ تَنْبِيهٌ عَلَى كَوْنِهِ مِنَ الشُّهَدَاءِ ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى فِيهِمْ :{ بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ }
قَالَ مُقَيِّدُهُ عَفَا اللَّهُ عَنْهُ : وَجْهُ هَذَا الِاسْتِنْبَاطِ أَنَّ الْحَالَ قَيْدٌ لِعَامِلِهَا ، وَصْفٌ لِصَاحِبِهَا ، وَعَلَيْهِ فَبَعْثُهُ مُقَيَّدٌ بِكَوْنِهِ حَيًّا ، وَتِلْكَ حَيَاةُ الشُّهَدَاءِ ، وَلَيْسَ بِظَاهِرٍ كُلَّ الظُّهُورِ ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .
قُلتُ: ولمَ لا يَكونُ المَقصودُ حَياةَ الأنبيَاءِ حَقيقةً فِي قُبُورِهِمْ. وَإِلَّا فَكُل الخَلقِ سَيُيعثُونَ أحياءً .
فَلَقَد قَالَ تَعَالَى عَن عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ :{ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33)}
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الأَنْبِيَاءُ أَحْيَاءٌ فِي قُبُورِهِمْ يُصَلُّونَ " .رواه أبو يعلى والبيهقي والبزَّار - قال حسين سليم أسد : إسنادُه صحيح- وانظر السلسلة الصحيحة للألباني رَحِمَه اللهُ .....
قال الألباني رَحِمَه اللهُ عقب الحديث في الصَّحِيحَة:
اعلم أن الحياةَ التي أثبتها هذا الحديثُ للأنبياء عَلَيْهِمُ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ ، إنما هي حياةٌ برزخيةٌ، ليست من حياة الدنيا في شيء، ولذلك وجبَ الإيمانُ بها دون ضرب الأمثال لها, ومحاولة تكييفها, وتشبيهها بما هو المعروف عندنا في حياة الدنيا, هذا هو الموقف الذي يجبُ أن يتخذه المؤمن في هذا الصدد: الإيمان بما جاء في الحديث دون الزيادة عليه بالأقيسة والآراء, كما يفعل أهلُ البدع الذين وصل الأمر ببعضهم إلى ادعاء أن حياته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في قبره حياة حقيقية!
قال: يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ ويجامعُ نساءَه!!. وإنما هي حياة برزخية لا يعلم حقيقتها إلا الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " « مَرَرْتُ عَلَى مُوسَى وَهُوَ يُصَلِّى فِى قَبْرِهِ ». وَزَادَ فِى حَدِيثِ عِيسَى « مَرَرْتُ لَيْلَةَ أُسْرِىَ بِى ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لَا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قُبُورًا وَلَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عِيدًا وَصَلُّوا عَلَيَّ فَإِنَّ صَلَاتكُمْ تبلغني حَيْثُ كُنْتُم» . رَوَاهُ النَّسَائِيّ (حسن)
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامُ» . رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الدَّعَوَاتِ الْكَبِيرِ
جاء في فيض القدير شرح الجامع الصغير ........
وقوله: { رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي} يَعني ردّ علىَّ نُطقي، لأنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حيٌ على الدوَام، ورُوحُه لا تُفارقُه أبداً لما صحَّ أن الأَنْبِيَاءَ أَحْيَاءٌ فِي قُبُورِهِمْ... هذا ظاهرٌ في استمرارِ حياتِه لاستحالةِ أن يَخلو الوُجودُ كلُّه من أحدٍ يُسلم عليه عَادةً، ومن خَصَّ الرد بوقتِ الزيارةِ فعليه البيانُ، فالمرادُ كما قال ابنُ المُلقن وغيرُه بالروح النطق مَجازاً وعلاقةُ المَجازِ أن النطقَ من لازمِه وجودُ الروح، كما أن الروحَ من لازِمه وجودُ النطقِ بالفعلِ أو القوةِ، وهو في البرزخِ مشغولٌ بأحوالِ المَلكَوت، مُستغرقٌ في مُشاهدتِه، مأخوذٌ عَن النطقِ بسببِ ذلك.
جاء في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح.......
وَقَالَ ابْنُ الْمَلَكِ: رَدُّ الرُّوحِ كِنَايَةٌ عَنْ إِعْلَامِ اللَّهِ إِيَّاهُ بِأَنَّ فُلَانًا صَلَّى عَلَيْهِ.