وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ .. وقضيةُ النسخ

إنضم
21/12/2015
المشاركات
1,712
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
مصر
بسم الله الرحمن الرحيم ...
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه .
« اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِى لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِى مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ».
يقول ابن القيم رحمه الله في إعلام المُوقعين :
قَالَ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} [النساء: 59]
أَمَرَ الله تَعَالَى بِطَاعَتِهِ وَطَاعَةِ رَسُولِهِ، وَأَعَادَ الْفِعْلَ إعْلَامًا بِأَنَّ طَاعَةَ الرَّسُولِ تَجِبُ اسْتِقْلَالًا مِنْ غَيْرِ عَرْضِ مَا أَمَرَ بِهِ عَلَى الْكِتَابِ، بَلْ إذَا أَمَرَ وَجَبَتْ طَاعَتُهُ مُطْلَقًا، سَوَاءٌ كَانَ مَا أَمَرَ بِهِ فِي الْكِتَابِ أَوْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ، فَإِنَّهُ أُوتِيَ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ .
ويقول رحمه الله :
وقَوْلُهُ: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ} نَكِرَةٌ فِي سِيَاقِ الشَّرْطِ تَعُمُّ كُلَّ مَا تَنَازَعَ فِيهِ الْمُؤْمِنُونَ مِنْ مَسَائِلِ الدِّينِ دِقِّهِ وَجِلِّهِ، جَلِيِّهِ وَخَفِيِّهِ، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ بَيَانُ حُكْمِ مَا تَنَازَعُوا فِيهِ وَلَمْ يَكُنْ كَافِيًا لَمْ يَأْمُرْ بِالرَّدِّ إلَيْهِ؛ إذْ مِنْ الْمُمْتَنِعِ أَنْ يَأْمُرَ تَعَالَى بِالرَّدِّ عِنْدَ النِّزَاعِ إلَى مَنْ لَا يُوجَدُ عِنْدَهُ فَضْلُ النِّزَاعِ.
وأَنَّ النَّاسَ أَجْمَعُوا أَنَّ الرَّدَّ إلَى اللَّهِ سُبْحَانَهُ هُوَ الرَّدُّ إلَى كِتَابِهِ، وَالرَّدَّ إلَى الرَّسُولِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هُوَ الرَّدُّ إلَيْهِ نَفْسِهِ فِي حَيَاتِهِ وَإِلَى سُنَّتِهِ بَعْدَ وَفَاتِهِ.

ويقول رحمه الله عن جيوب المعتزلة :
........ وَحَرَّفُوا لِأَجْلِهَا النُّصُوصَ عَنْ مَوَاضِعِهَا، وَأَخْرَجُوهَا عَنْ مَعَانِيهَا وَحَقَائِقِهَا بِالرَّأْيِ الْمُجَرَّدِ الَّذِي حَقِيقَتُهُ أَنَّهُ ذُبَالَةُ الْأَذْهَانِ وَنُخَالَةُ الْأَفْكَارِ وَعُفَارَةُ الْآرَاءِ وَوَسَاوِسُ الصُّدُورِ، فَمَلَئُوا بِهِ الْأَوْرَاقَ سَوَادًا، وَالْقُلُوبَ شُكُوكًا، وَالْعَالَمَ فَسَادًا، وَكُلُّ مَنْ لَهُ مَسْكَةٌ مِنْ عَقْلٍ يَعْلَمُ أَنَّ فَسَادَ الْعَالَمِ وَخَرَابِهِ إنَّمَا نَشَأَ مِنْ تَقْدِيمِ الرَّأْيِ عَلَى الْوَحْيِ، وَالْهَوَى عَلَى الْعَقْلِ، وَمَا اسْتَحْكَمَ هَذَانِ الْأَصْلَانِ الْفَاسِدَانِ فِي قَلْبٍ إلَّا اسْتَحْكَمَ هَلَاكُهُ، وَفِي أُمَّةٍ إلَّا فَسَدَ أَمْرُهَا أَتَمَّ فَسَادٍ، فَلَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ كَمْ نُفِيَ بِهَذِهِ الْآرَاءِ مِنْ حَقٍّ، وَأُثْبِتَ بِهَا مِنْ بَاطِلٍ، وَأُمِيتَ بِهَا مِنْ هُدًى، وَأُحْيِيَ بِهَا مِنْ ضَلَالَةٍ؟ وَكَمْ هُدِمَ بِهَا مِنْ مَعْقِلِ الْإِيمَانِ، وَعُمِّرَ بِهَا مِنْ دِينِ الشَّيْطَانِ؟ وَأَكْثَرُ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ هُمْ أَهْلُ هَذِهِ الْآرَاءِ الَّذِينَ لَا سَمْعَ لَهُمْ وَلَا عَقْلَ، بَلْ هُمْ شَرٌّ مِنْ الْحُمُرِ، وَهُمْ الَّذِينَ يَقُولُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: {لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ} [الملك: 10] .
وَقَالَ ابْنُ وَهْبٍ: حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ شَيْءٍ، فَقَالَ: لَمْ أَسْمَعْ فِي هَذَا شَيْئًا، فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: فَأَخْبِرْنِي أَصْلَحَك اللَّهُ بِرَأْيِك، فَقَالَ: لَا، ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: إنِّي أَرْضَى بِرَأْيِك، فَقَالَ سَالِمٌ: إنِّي لَعَلِيُّ إنْ أَخْبَرْتُك بِرَأْيِي ثُمَّ تَذْهَبُ فَأَرَى بَعْدَ ذَلِكَ رَأْيًا غَيْرَهُ فَلَا أَجِدُك.
بعد هذه المقدمة أقول :
أكثر من التحق بهذا الملتقى السني الذي يقوم عليه علماء الحرمين – تلكم الأرض الطيبة مهبط الوحيين – الكتاب والسنة – والذي يقوم على أمره علماءُ نوابغ من أتباع هذا الدين الخالد مشهود لهم بالعلم والوفاء لدينهم ...نحسبهم كذلك والله حسيبهم ...
كان هدف كل من التحق بهذا الملتقى أن يتعلمَ أولا ما ينفعه في دينه ..وهو على يقين من أن سياسة الملتقى نابعةٌ من عُمق ثوابت الشريعة المُطهرة ..
على أن كل أخ مشارك أو زائر ربما تمنعه الأقدار من الاستمرار أو التواجد بشكل مناسب ... فعندما يدخلُ إلى الملتقى ويرى موضوعا شائكا كموضوع النسخ أو الرجم وغيرهما ... ويرى أن ذئابا جائعة مُستأجرة لا تفارقُ الملتقى وتتناوبُ عليه وتشاركُ في كل موضوع ظاهره أن له حظا من الاختلاف ..
ثم لا يرى يدَ البيان ولا يدَ السلطان متوجهة نحو الذئاب إما تعقيبا أو تحذيرا أو طردا ... فماذا يظنُ وماذا يعتقدُ ...
سيكون مضطرا إلى الخلوص إلى فكرة ما هي :
إما أن العلماءَ راضون عن هذا التوجه المخالف – وهذا محال- أو غيرُ راضين ولا تحضرهم الحجةُ .. وتلكم كارثة - فلم يمت نبينُا صلى الله عليه وسلم إلا وقد أكملَ الدينَ وأبانَ السبيلَ .... وهما سبيلانِ – سبيلُ المؤمنين ...
قال تعالى :{وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}
وسبيلُ المُجرمين .. والله تعالى يقولُ :{ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ }.
أو لعله يعتقدُ أن المخالفَ على حق ..أوأن تصلَه رسالةٌ صادمةٌ أن المُلتقى غيرُ مَعنيٍ بحسم القضايا الخِلافية – انتهت هذه النقطة .
ولعلنا نحسنُ الظن ونقولُ أنهم يريدون أدلةً قاطعةً حتى يؤمنوا على بصيرة وبرهان ...
نقول : لقد قام الأخ البهيجي والأخ عبدالله الأحمد والأخ ناصر عبدالغفور والأخ علي سبيع والأخ مسعود والأخ جهاد وغيرهم مستعينين بالله بجمع الأدلة المتعددة من باب طرق الباب على المختبيء والمتربص ..
وكلما وصلنا لنقطة الحسمِ غيروا الموضوعَ وأخذوه بعيدا – ثم يظهر أحدُهما ويستترُ الآخر .. ويستخدما أساليبَ متعددة على حسب الموقف ليكسبوا وقتا ليحصلوا فيه على أي عصفٍ مأكول ليبقى الموضوعُ قيدَ الرؤية لكي يصطادوا من يتمكنون من صيده .. وأنى لهم - والله من ورائهم محيط .
وكما يقول القحطاني رحمه الله :
- لا يصحبُ البدعيُ إلا مثلَه ... تحتَ الدخان تأججُ النيران
أيظن عاقلٌ أن موضوعا كموضوع النسخ قد سقط من هذه القرون العظيمة السابقة ليستقر في أيدي المارقين !!!!!!!!!
هل حارَ علماءُ المسلمين في قضية النسخ ثم خلق اللهُ لها أمثال هؤلاء الثعابين ..!!!!
بفضل الله ومعونته قد جمعتُ ملفا كاملا يحوي أقوالَ علماء السلف والخلف وإجماعهم على وقوع النسخ وجوازه وبقائه وهو ضمن هذا الملتقى بعنوان {أقوال علماء السلف والخلف في وقوع النسخ وجوازه وبقائه }
ولقد أثبتُ والحمد لله بكل دقة وتوفيق وقوعَ النسخ في القرآن من خلال قوله تعالى في سورة النحل :{ وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (101)}
وجعلتُه في ملف منفصل بعنوان :{ وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ ..} وظهر فيه توفيقُ الله – ولقد طلبَ الأخُ علي سبيع منهم الردَ على هذا العرض فتناوموا وعموا وصموا ....
وأقول لإخواني – لقد جمعتم بفضل الله أدلة عظيمة لم أرها جُمعت من قبل- ودافعتم بقلوبكم قبل ألسنتكم عن قدسية النصوص والحمد لله رب العالمين .. ولم يبق عليكم شيء إن شاء الله غير أن تدعوا الله أن يتقبلَ منكم وأن يهدي المُعتدي ...وإن لم يُحسم الخلاف- فالعاقبة في رقاب الذين أوتوا الكتاب من أهل العلم من المسلمين من وُلاة هذا الملتقى .
في سورة الرحمن يقول تعالى :{ وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7)}
فلدينا كفة فيها القرآن والسنة وإجماع المُسلمين– وكفة فيها معتزلي ومُنجم إن لم يكونا أبعدَ من ذلك ...فأنى يذهبون ....
لقد قلتُ من قبل أن التغليبَ في اللغة العربية يقع على المُثنى في الغالب – فكيف والفارق بعيد جدا بين الكفتين ..
قال تعالى :{وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ }
والحسنةُ الوحيدة لهؤلاء أنهم كانوا سببا في أن نجمعَ بفضل الله ملفا متكاملا مدعوما بشتى الأدلة على حقيقة النسخ في القرآن والسنة .
-هم يريدون أن يتجمد الملتقى على موضوع واحد – وأنى لهم ذلك !!
وهناك نقطة غاية في الأهمية – وهي أن موضوعَ النسخ بحمد الله ثابت قرآنا وسنة وإجماعا لا يحتاجُ إلى كثرة استدلال ... لكن الأخطرَ في هذا الأمر أن هذه الذئابَ الجائعةَ المُستأجرة المُرابطة الساهرة على التلبيس يريدون أن ينقلوكم من الهجوم إلى الدفاع – وهذا مكر بعيد الجذور.
فيترتب على المُدافعة مع مرور الوقت وتتابع الأجيال الشك فيما يُدافع عنه.
فلقد كان المسلمون وشريعتُهم يوما ما في الصدارة في كل شيء فتغير الحالُ وأصبح أكثرُ العلم والعمل هو الدفاع – وتوقف الهجوم والتقدم .
وكما يقول المُتنبي :
وليس يصح في الأفهام شَيْءٌ ... إذَا احْتَاجَ النَّهَارُ إِلَى دَلِيلِ
وكما يقول القحطاني رحمه الله :
-لا تلتمس علمَ الكلام فإنه ... يدعو إلى التعطيل والهيمانِ
- لا يصحبُ البدعيُ إلا مثلَه ... تحتَ الدخان تأججُ النيران
-علمُ الكلام وعلمُ شرعِ محمدٍ ... يتغايرانِ وليس يشتبهان
- أخذوا الكلامَ عن الفلاسفة الأولى ... جحدوا الشرائعَ غُرةً وأمانِ
- حَملوا الأمورَ على قياسِ عُقولهم ... فتبلدوا كتبلدِ الحيران
لحجاجهم شبهٌ تخالُ ورونق ... مثل السراب يلوح للظمآن
- كلٌ يقيسُ بعقله سبلَ الهدى ... ويتيه تيهَ الواله الهيمانِ
ونقول للمُنجم وصاحبه في مثل حالتهما - كما قال القائل :
قَالَ الْمُنَجِّمُ وَالطَّبِيبُ كِلَاهُمَا ... لَا تُبْعَثُ الْأَمْوَاتُ قُلْتُ إِلَيْكُمَا
إِنْ صَحَّ قَوْلُكُمَا فَلَسْتُ بِخَاسِرٍ ... أَوْ صَحَّ قَوْلِي فَالْخَسَارُ عَلَيْكُمَا.
................................
على أنه مازال في المطوية بقية إذا أطلت برأسها من جُحرها الحَيةُ ...
 
إن كان الأمر مجرد شبهة حصلت فأرى أن كل ما ذكره الإخوة الكرام وما قدموه من أدلة يكفي لدحضها ونسفها من أسها، وشفاء صاحبها منها، وإن كان غير ذلك، بل إصرار لإبطال الحق وإحقاق الباطل -عن علم لا عن جهل-، فالأمر خطير...نسأل الله السلامة والعافية.
وعلى أي فيجب أن نحسن الظن بالإخوة المخالفين ونقول أنها مجرد شبهة حصلت لهم سرعان ما تزول.
 
(حديث مرفوع) أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ خُشَيْشٍ الْبَغْدَادِيُّ ، بِالرِّيِّ قَدِمَ عَلَيْنَا ، قَالَ : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِيُّ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، قَالَ : ثنا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ، قَالَ : ثنا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ , عَنْ مَطَرٍ , وَحُمَيْدٍ , وَدَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو . ح أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عُثْمَانَ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ ، قَالَ : ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ التُّرْكِيُّ ، قَالَ : ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَوَّارٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا حَمَّادٌ ، قَالَ : أَخْبَرَنَا مَطَرٌ الْوَرَّاقُ , وَحُمَيْدٌ , وَعَامِرٌ الأَحْوَلُ , وَدَاوُدُ بْنُ أَبِيَ هِنْدٍ , وَقَتَادَةُ , وَثَابِتٌ , عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ عَلَى الصَّحَابَةِ وَهُمْ يَتَنَازَعُونَ فِي الْقَدَرِ ، هَذَا يَنْزِعُ آيَةً ، وَهَذَا يَنْزِعُ آيَةً ، فَكَأَنَّمَا فَقِيَ فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ ، فَقَالَ : بِهَذَا أُمِرْتُمْ أَوْ بِهَذَا وُكِّلْتُمْ ، زَادَ أَسَدٌ فِي حَدِيثِهِ : أَنْ تَضْرِبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ ، انْظُرُوا إِلَى مَا أُمِرْتُمْ بِهِ فَاتَّبِعُوهُ ، وَمَا نُهِيتُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ . لَفْظُهُمَا قَرِيبٌ .

(حديث مرفوع) أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِيُّ ، أنبا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ، ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أنبا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْمًا يَتَمَارُونَ فِي الْقُرْآنِ ، فَقَالَ : " إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ بِهَذَا ، ضَرَبُوا كِتَابَ اللَّهِ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ ، وَإِنَّمَا أُنْزِلَ كِتَابُ اللَّهِ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا ، وَلا يُكَذِّبُ بَعْضُهُ بَعْضًا ، مَا عَلِمْتُمْ مِنْهُ فَقُولُوا ، وَمَا جَهِلْتُمْ فَكِلُوهُ إِلَى عَالِمِهِ " .

فكيف سترد ايها المبطل على رسول الله إذا سألك:
من أمرك بإبطال القرآن بعضه ببعض ؟؟
وكيف ستدفع عن نفسك إن حاسبك ربك باعتقادك أن في القرآن ما يعارض بعضه بعضاً باسم النسخ ؟؟
فهذا هو رسول الله في أزيد من 24 حديثا مرفوعاً ينفي أن يكون في كتاب الله ما يبطل شيئاً من كتاب الله أفلا يكفيك قوله صلى الله عليه وسلم حتى تأتي وتقول قال ابن فلان وقال أبا علان ؟؟

فهاهو يقول بأبي هو وأمي :

(حديث مرفوع) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ ، فَقَالَ نَا مُحَمَّدُ بْنُ صُدْرَانَ السَّلَمِيُّ ، قَالَ : نَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِي الأَخْضَرِ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : كَانَ قَوْمٌ عَلَى بَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا يَتَنَازَعُونَ فِي الْقُرْآنِ ، فَخَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَغَيِّرًا وَجْهُهُ ، فَقَالَ : " يَا قَوْمُ بِهَذَا هَلَكَتِ الأُمَمُ ، إِنَّ الْقُرْآنَ يُصَدِّقُ بَعْضُهُ بَعْضًا ، فَلا تُكَذِّبُوا بَعْضَهُ بِبَعْضٍ " . لَمْ يَرْوِ هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ إِلا صَالِحُ بْنُ أَبِي الأَخْضَرِ ، وَرَوَاهُ مَعْمَرٌ : عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ .

فهلك بنو إسرائيل من يهود ونصارى حين ابطل بعضهم كتاب الله ببعضه البعض ، فأبطلوا بما يطابق ما نسميه اليوم ترقيقاً (بالنسخ) فعطلوا أحكام الله وأحلوا محلها سواها فتأول أحبارهم ورهبانهم واشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً فجعلوا من كتاب الله قراطيس يخفونها ويبدون كثيراً منها ، فها نحن نجد بيننا من يدعي نسخ مئات السور والآيات من كتاب الله .

بل ظهر من يدعي نسخ آيات بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وينسب ذلك لأصحاب رسول الله وهم من ذلك براء، فالمزور لم يتقن تزويره فتجد ابن عباس رضي الله عنه يثبت النسخ في موضع ، ثم ينفيه عن ذات الموضع ثم ينسخ منه شيئا ويثبت شيء.
لقد تعرضت المصنفات الاسلامية إبان الحضارة الأموية والعباسية لأيدي النساخ من الفرس والأعاجم الذي ادخلوا منها ماليس فيها ولكن الله غالب على أمره فكانت دعواهم مهلهلة متضعضة ، ضعيفة مردودة مليئة بالثغرات والأكاذيب البيِّنة.

ولنا بإذن الله عودة.
 
عودة
أعلى