"وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ "

إنضم
12/01/2006
المشاركات
452
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم​
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على خاتم المرسلين , محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ,وبعد:
فإن الإختلاف والخلاف قد انتشر وانتشر قبوله على أنه أمراً محموداً , وأغلب من يستسيغ الخلاف يحتج بحديث اشتهر على ألسنة الناس وهو : "اختلاف أمتي رحمة "وهو حديث لا أصل له ومعناه بهذه الصورة عدا عن كونه ليس عن نبينا عليه الصلاة والسلام فإنه يخالف كتاب الله عز وجل في ذمه الاختلاف وسنة نبيه التي بين فيها نبذه للخلاف ,فهو منكر في معناه إن كان القصد منه في الدين , ومن أثر التغريب على هذه الأمة أن أصبح الناس يتقبلوا الخلاف في أي شيء ويقبلوا المخالف مما جعل كل صاحب قول شاذ يطرح فكره تحت اسم الخلاف , وجعل أهل البدع يطرحوا بدعتهم تحت اسم الإختلاف وأنه سنة !
وفي هذا الموضوع أحب أن أذكر نفسي وإخوتي بما يتعلق بالموضوع من آيات وأحاديث , وأدعوا من يجعل للإختلاف مساغ و أن يكون سمة الأمة أن يبين دليله على ذلك , والحق أحق أن يتبع ,والله تعالى أسأله الهداية والسداد .​

الآيات في ذم الاختلاف :

"ولَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ "[هود/118، 119]​

"كانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" [البقرة/213]

"إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ" [آل عمران/19]

" وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ " [يونس/19]

"وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ" [آل عمران/105]

"شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13) وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ "[الشورى/13، 14]

"وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ " [الأنفال/46]

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ "[آل عمران/102، 103]

ومن قوله عليه الصلاة والسلام :عن النزال بن سبرة أنه سمع"عَبْدَ اللَّهِ يَقُولُ:
سَمِعْتُ رَجُلًا قَرَأَ آيَةً سَمِعْتُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خِلَافَهَا فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَأَتَيْتُ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ كِلَاكُمَا مُحْسِنٌ قَالَ شُعْبَةُ أَظُنُّهُ قَالَ لَا تَخْتَلِفُوا فَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ اخْتَلَفُوا فَهَلَكُوا"صحيح البخاري - (ج 8 / ص 256)

عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِي الصَّلَاةِ وَيَقُولُ اسْتَوُوا وَلَا تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ لِيَلِنِي مِنْكُمْ أُولُو الْأَحْلَامِ وَالنُّهَى ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ"
قَالَ أَبُو مَسْعُودٍ "فَأَنْتُمْ الْيَوْمَ أَشَدُّ اخْتِلَافًا""صحيح مسلم - (ج 2 / ص 425)​


وما ورد عن الصحابة رضي الله عنهم:
منها أن عمر قال عن خبر السقيفة عند ارتفاع الأصوات : "حَتَّى فَرِقْتُ مِنْ الِاخْتِلَافِ فَقُلْتُ ابْسُطْ يَدَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ "صحيح البخاري - (ج 21 / ص 106)​

"عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
اقْضُوا كَمَا كُنْتُمْ تَقْضُونَ فَإِنِّي أَكْرَهُ الِاخْتِلَافَ حَتَّى يَكُونَ لِلنَّاسِ جَمَاعَةٌ أَوْ أَمُوتَ كَمَا مَاتَ أَصْحَابِي"صحيح البخاري - (ج 12 / ص 43)

وقال ابن عباس في حديث مرض النبي يوم الخميس :"وَلَا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ "صحيح البخاري - (ج 10 / ص 268)

ولما رأى حذيفة الإختلاف في القراءة بين الناس" قدِمَ عَلَى عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَكَانَ يُغَازِي أَهْلَ الشَّامِ فِي فَتْحِ أَرْمِينِيَةَ وَأَذْرَبِيجَانَ مَعَ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَرَأَى حُذَيْفَةُ اخْتِلَافَهُمْ فِي الْقُرْآنِ فَقَالَ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَدْرِكْ هَذِهِ الْأُمَّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي الْكِتَابِ كَمَا اخْتَلَفَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى"سنن الترمذي - (ج 10 / ص 370)​

فما وجدنا شيئا مما يسوغ الاختلاف وإنما هو شقة وعذاب , فلم أصبحنا نجد مدح الاختلاف وتسويغه للناس حتى في منتديات أهل السنة ومنتديات يكثر فيها أهل العلم وطلابه ؟!​
 
أخي الكريم : جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم .
لا شك أن الأصل هو الاتفاق ونبذ الخلاف ، وأن الأولى بالمسلمين أن يتفقوا وأن يكونوا يدا واحدة وصفا واحدا ..
ولكن من سنة الله تعالى أن يقع الخلاف وإن لم يكن هدفا في حد ذاته ..
فهو أمر قدري لا شرعي ، بمعنى أن الله تعالى قدره وإن لم يكن أمر به ؛ بل أمر بضده وهو الاتفاق ..
ومن هنا وقع الخلاف في بعض المسائل البسيطة بين صفوة الخلق بعد الأنبياء وهم الصحابة ، ولكن كان لذلك الخلاف ضوابط وتربية نفسية وعلمية لذلك الجيل منعت الخلاف من السير في الاتجاه الخاطئ إلا في حدود ضيقة قدرية ..
وهذا لا يعطي المبرر لكل مخالف في أن يبث أفكاره الواهية تحت دعوى أحقية الخلاف ، إلا ما كان في الفهم السائغ ، مع الاستنارة بأقوال أهل العلم قبل الاعتماد على الفهم وحده ..
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه .
 
أخي الكريم : جزاك الله خيرا على هذا الموضوع القيم .
لا شك أن الأصل هو الاتفاق ونبذ الخلاف ، وأن الأولى بالمسلمين أن يتفقوا وأن يكونوا يدا واحدة وصفا واحدا ..
ولكن من سنة الله تعالى أن يقع الخلاف وإن لم يكن هدفا في حد ذاته ..
فهو أمر قدري لا شرعي ، بمعنى أن الله تعالى قدره وإن لم يكن أمر به ؛ بل أمر بضده وهو الاتفاق ..
ومن هنا وقع الخلاف في بعض المسائل البسيطة بين صفوة الخلق بعد الأنبياء وهم الصحابة ، ولكن كان لذلك الخلاف ضوابط وتربية نفسية وعلمية لذلك الجيل منعت الخلاف من السير في الاتجاه الخاطئ إلا في حدود ضيقة قدرية ..
وهذا لا يعطي المبرر لكل مخالف في أن يبث أفكاره الواهية تحت دعوى أحقية الخلاف ، إلا ما كان في الفهم السائغ ، مع الاستنارة بأقوال أهل العلم قبل الاعتماد على الفهم وحده ..
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه .
حياك الله أخي ابراهيم.
القصد أخي ليس موضع الإجتهاد , فموضع الإجتهاد المخطيء مع أنه أضاع أجرا فالمصيب له أجران , والنبي عليه الصلاة والسلام لم يعنف من اجتهد فأخطأ , ولكنه غضب على من انتهك حرمات الله لهوى , فلما أمرهم بالصلاة في بني قريضة:
"عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَنَا لَمَّا رَجَعَ مِنْ الْأَحْزَابِ لَا يُصَلِّيَنَّ أَحَدٌ الْعَصْرَ إِلَّا فِي بَنِي قُرَيْظَةَ فَأَدْرَكَ بَعْضَهُمْ الْعَصْرُ فِي الطَّرِيقِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لَا نُصَلِّي حَتَّى نَأْتِيَهَا وَقَالَ بَعْضُهُمْ بَلْ نُصَلِّي لَمْ يُرَدْ مِنَّا ذَلِكَ فَذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يُعَنِّفْ وَاحِدًا مِنْهُمْ"
صحيح البخاري - (ج 3 / ص 499)
ولكن هؤلاء فهموا أمر النبي بالإستعجال والأخرون قالوا لا نخالف قوله عليه الصلاة والسلام , فمسوغ الإختلاف هنا الإجتهاد في فهم النص . وهذا الأمر ليس من مقصود الموضوع , وإنما ما دخل على الناس وروج له أن الحرية بالقول , والإجتهاد مع ورود النص , والتعصب للمذهب , ثم ظهر التعصب للأحزاب والتعصب للأشخاص ,والتقليد الأعمى, وتميع الدين ليوافق المذاهب الفكرية المعاصرة كالإشتراكية والديمقراطية والليبرالية ...
أما المذاهب فإن أئمة المذاهب لم يقبلوا التقليد الأعمى , ولم يقدموا رأيهم ولا إجتهادهم على الكتاب والسنة وهنا أنقل من كتاب صفة صلاة النبي عليه الصلاة والسلام للشيخ ناصر الدين الألباني نقله عن أعلام الأمة في ذلك :
"1 - أبو حنيفة رحمه الله
فأولهم الإمام أبو حنيفة النعمان بن ثابت رحمه الله وقد روي عنه أصحابه أقوالا شتى وعبارات متنوعة كلها تؤدي إلى شيء واحد وهو وجوب الأخذ بالحديث وترك تقليد آراء الأئمة المخالفة لها :
1 - ( إذا صح الحديث فهو مذهبي ) . ( ابن عابدين في " الحاشية " 1 / 63 )
2 - ( لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه ) . ( ابن عابدين في " حاشيته على البحر الرائق " 6 / 293 )
وفي رواية : ( حرام على من لم يعرف دليلي أن يفتي بكلامي )
زاد في رواية : ( فإننا بشر نقول القول اليوم ونرجع عنه غدا )
وفي أخرى : ( ويحك يا يعقوب ( هو أبو يوسف ) لا تكتب كل ما تسمع مني فإني قد أرى الرأي اليوم وأتركه غدا وأرى الرأي غدا وأتركه بعد غد )
3 - ( إذا قلت قولا يخالف كتاب الله تعالى وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فاتركوا قولي ) . ( الفلاني في الإيقاظ ص 50 )


2 - مالك بن أنس رحمه الله وأما الإمام مالك بن أنس رحمه الله فقال :
1- ( إنما أنا بشر أخطئ وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه ) . ( ابن عبد البر في الجامع 2 / 32 )
2 - ( ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ويؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم ) . ( ابن عبد البر في الجامع 2 / 91 )
3 - قال ابن وهب : سمعت مالكا سئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء فقال : ليس ذلك على الناس . قال : فتركته حتى خف الناس فقلت له : عندنا في ذلك سنة فقال : وما هي قلت : حدثنا الليث بن سعد وابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الحنبلي عن المستورد بن شداد القرشي قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه . فقال : إن هذا الحديث حسن وما سمعت به قط إلا الساعة ثم سمعته بعد ذلك يسأل فيأمر بتخليل الأصابع . ( مقدمة الجرح والتعديل لابن أبي حاتم ص 31 - 32 )

3 - الشافعي رحمه الله
وأما الإمام الشافعي رحمه الله فالنقول عنه في ذلك أكثر وأطيب وأتباعه أكثر عملا بها وأسعد فمنها :
1 - ( ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعزب عنه فمهما قلت من قول أو أصلت من أصل فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لخلاف ما قلت فالقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قولي ) . ( تاريخ دمشق لابن عساكر 15 / 1 / 3 )
2 - ( أجمع المسلمون على أن من استبان له سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل له أن يدعها لقول أحد ) . ( الفلاني ص 68 )
3 - ( إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلت ) . ( وفي رواية ( فاتبعوها ولا تلتفتوا إلى قول أحد ) . ( النووي في المجموع 1 / 63 )
4 - ( إذا صح الحديث فهو مذهبي ) . ( النووي 1 / 63 )
5 - ( أنتم أعلم بالحديث والرجال مني فإذا كان الحديث الصحيح فأعلموني به أي شيء يكون : كوفيا أو بصريا أو شاميا حتى أذهب إليه إذا كان صحيحا ) . ( الخطيب في الاحتجاج بالشافعي 8 / 1 )
6 - ( كل مسألة صح فيها الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أهل النقل
بخلاف ما قلت فأنا راجع عنها في حياتي وبعد موتي ) . ( أبو نعيم في الحلية 9 / 107 )
7 - ( إذا رأيتموني أقول قولا وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه فاعلموا أن عقلي قد ذهب ) . ( ابن عساكر بسند صحيح 15 / 10 / 1 )
8 - ( كل ما قلت فكان عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما يصح فحديث النبي أولى فلا تقلدوني ) . ( ابن عساكر بسند صحيح 15 / 9 / 2 )
9 - ( كل حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو قولي وإن لم تسمعوه مني ) . ( ابن أبي حاتم 93 - 94 )


4 - أحمد بن حنبل رحمه الله
وأما الإمام أحمد فهو أكثر الأئمة جمعا للسنة وتمسكا بها حتى ( كان يكره وضع الكتب التي تشتمل على التفريع والرأي ) ولذلك قال :
1 - ( لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا ) . ( ابن القيم في إعلام الموقعين 2 / 302 )
وفي رواية : ( لا تقلد دينك أحدا من هؤلاء ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فخذ به ثم التابعين بعد الرجل فيه مخير )
وقال مرة : ( الاتباع أن يتبع الرجل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أصحابه ثم هو من بعد التابعين مخير ) . ( أبو داود في مسائل الإمام أحمد ص 276 - 277 )
2 - ( رأي الأوزاعي ورأي مالك ورأي أبي حنيفة كله رأي وهو عندي سواء وإنما الحجة في الآثار ) . ( ابن عبد البر في الجامع 2 / 149 )
3 - ( من رد حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو على شفا هلكة ) . ( ابن الجوزي في المناقب ( ص 182 )


تلك هي أقوال الأئمة رضي الله تعالى عنهم في الأمر بالتمسك بالحديث والنهي عن تقليدهم دون بصيرة وهي من الوضوح والبيان بحيث لا تقبل جدلا ولا تأويلا وعليه فإن من تمسك بكل ما ثبت في السنة ولو خالف بعض أقوال الأئمة لا يكون مباينا لمذهبهم ولا خارجا عن طريقتهم بل هو متبع لهم جميعا ومتمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها وليس كذلك من ترك السنة الثابتة لمجرد مخالتفها لقولهم بل هو بذلك عاص لهم ومخالف لأقوالهم المتقدمة والله تعالى يقول : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما وقال : فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم
قال الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى :
( فالواجب على كل من بلغه أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وعرفه أن يبينه للأمة وينصح لهم ويأمرهم باتباع أمره وإن خالف ذلك رأي عظيم من الأمة فإن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن يعظم ويقتدى به من رأى أي معظم قد خالف أمره في بعض الأشياء خطأ ومن هنا رد الصحابة ومن بعدهم على كل مخالف سنة صحيحة وربما أغلظوا في الرد لا بغضا له بل هو محبوب عندهم معظم في نفوسهم لكن رسول الله أحب إليهم وأمره فوق أمر كل مخلوق فإذا تعارض أمر الرسول وأمر غيره فأمر الرسول أولى أن يقدم ويتبع ."صفة الصلاة - (ج 1 / ص46-54)

إذا نرد ما اختلفنا فيه الى ما اتفقنا عليه .

ومن غير أهل التقليد فأهل الحيل أشد ظلما لأنفسهم ولغيرهم , فهم قد امتازوا ببحثهم من مخرج من كل أزمة , وتحليل المحرمات اتباعا لأهوائهم وهؤلاء في كل زمن,و اذكرك بقول ابن القيم في قصيدته :

وتمام ذاك القول بالحيل التي =فسخت عقود الدين فسخ فصال
جعلته كالثوب المهلهل نسجه=فيه تفصله من الأوصال
ما شئت من مكر ومن خدع = ومن حيل وتلبيس بلا إقلال
فاحتل على إسقاط كل فريضة=وعلى حرام الله بالإحلال
واحتل على المظلوم يقلب ظالما =وعلى الظلوم بضد تلك الحال
واقلب وحول فالتحيل كله =في القلب والتحويل ذو إعمال
إن كنت تفهم ذا ظفرت بكل ما = تبغى من الأفعال والأقوال
واحتل على شرب المدام وسمها =غير اسمها واللفظ ذو إجمال
واحتل على أكل الربا واهجر شنا = عة لفظه واحتل على الابدال
واحتل على الوطء الحرام ولا تقل= هذا زنا وانكح رخى البال
واحتل على حل العقود وفسخها = بعد اللزوم وذاك ذو إشكال
إلا على المحتال فهو طبيبها = يا محنة الأديان بالمحتال
واحتل على نقض الوقوف وعودها =طلقا ولا تستحي من إبطال
فكر وقدر ثم فصل بعد ذا = فإذا غلبت فلج في الإشكال
واحتل على الميراث فانزعه م =الوراث ثم ابلع جميع المال
قد أثبتوا نسبا وحصرا فيكم = حتى تحوز الإرث للأموال
واعمد إلى تلك الشهادة واجعل = الإبطال همك تحظ بالابطال
فالحصر إثبات ونفى غير = معلوم وهذا موضع الاشكال
واحتل على مال اليتيم فإنه = رزق هنى من ضعيف الحال
لا سوطه تخشى ولا من سيفه = والقول قولك في نفاذ المال
واحتل على أكل الوقوف فإنها = مثل السوائب ربة الإهمال
فأبو حنيفة عنده هي باطل = في الأصل لم تحتج إلى إبطال
فالمال مال ضائع أربابه = هلكوا فخذ منه بلا مكيال
وإذا تصح بحكم قاض عادل = فشروطها صارت إلى اضمحلال
قد عطل الناس الشروط وأهملوا =مقصودها فالكل في إهمال
وتمام ذاك قضاتنا وشهودنا = فاسأل بهم ذا خبرة بالحال
أما الشهود فهم عدول عن طريق =العدل في الأقوال والأفعال
زورا وتنميقا وكتمانا =وتلبيسا وإسرافا بأخذ نوال
ينسى شهادته ويحلف إنه =ناس لها والقلب ذو إغفال
فإذا رأى المنقوش قال : ذكرتها =يا للمذكر جئت بالآمال
ويقول قائلهم : أخوض النار في =نزر يسير ذاك عين خبال
ثقل لى الميزان إني خائض = للمنكبين أجر بالأغلال
أما القضاة فقد تواتر عنهم = ما قد سمعت فلا تفه بمقال
ماذا تقول لمن يقول : حكمت أنت = فاسق أو كافر في الحال
فإذا استغثت أغثت بالجلد الذي =قد طرقوه كمثل طرق نعال
فيقول طق فتقول : قط فتعارضا = ويكون قول الجلد ذا إعمال
فأجارك الرحمن من ضرب ومن =عرض ومن كذب وسوء مقال
هذا ونسبة ذاك أجمعه إلى = دين الرسول وذا من الأهوال
حاشا رسول الله يحكم بالهوى =والجهل تلك حكومة الضلال
والله لو عرضت عليه كلها =لاجتثها بالنقض والإبطال
إلا التي منها يوافق حكمه=فهو الذي يلقاه بالإقبال
أحكامه عدل وحق كلها = في رحمة ومصالح وحلال
شهدت عقول الخلق قاطبة بما = في حكمه من صحة وكمال
فإذا أتت أحكامه ألفيتها = وفق العقول تزيل كل عقال
حتى يقول السامعون لحكمه : =ما بعد هذا الحق غير ضلال
لله أحكام الرسول وعدلها =بين العباد ونورها المتلالى
كانت بها في الأرض أعظم رحمة =والناس في سعد وفي إقبال​
 
حتى الاختلاف .. فيه خلاف


منه المقبول ومنه المردود

..

المجتهدين بعضهم مصيب وبعضهم مخطيء والمصيب خير من المخطيء وقد نال من الأجر أكثر , أما من اجتهد في مخالفة الشرع فليس له إلا الوزر وظلم النفس .
 
حياك الله أخي ابراهيم.
اوإنما ما دخل على الناس وروج له أن الحرية بالقول , والإجتهاد مع ورود النص , والتعصب للمذهب , ثم ظهر التعصب للأحزاب والتعصب للأشخاص ,والتقليد الأعمى, وتميع الدين ليوافق المذاهب الفكرية المعاصرة كالإشتراكية والديمقراطية والليبرالية ...
أ[/CENTER]
أخي الكريم : جزاك الله خيرا .
ليس عندي أمام هذه المعلومات القيمة التي تفضلت بها في هذا الموضوع إلا أن أقول : زدنا زادك الله علما وفضلا ؛ فكم أجدت وأفدت وبينت بأدلة مقنعة سهلة واضحة لمن كان له قلب أو عقل ..
فكم عانينا ونعاني من قوم يقدمون أقوالهم وأقوال مشايخهم على الكتاب والسنة ؛ ويتعصبون لتيارات فكرية أشد من تعصبهم لدينهم فيعقدون الولاء والبراء على ذلك ..
 
عودة
أعلى