وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ

إنضم
26/02/2005
المشاركات
1,331
مستوى التفاعل
3
النقاط
38
الإقامة
مصر
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وبعد

أثناء مطالعتى لأحد البحوث التي أقوم بالحكم عليها والمتعلقة بمناهج المفسرين ، ذكر الباحث أن أبا المظفر السمعاني المفسر عدل عن الاعتزال ومذهب الحنفية إلى أهل السنة ومذهب الشافعية ولم يعلل هذا العدول .

فوجدت ما نصه :" سمعت شهردار بن شيرويه ، سمعت منصور بن أحمد ، وسأله أبي ، فقال : سمعت أبا المظفر السمعاني يقول : كنت حنفيا ، فبدا لي ، وحججت ، فلما بلغت سميراء رأيت رب العزة في المنام ، فقال لي : عد إلينا يا أبا المظفر ، فانتبهت ، وعلمت أنه يريد مذهب الشافعي ، فرجعت إليه .

وقال الحسين بن أحمد الحاجي : خرجت مع أبي المظفر إلى الحج ، فكلما دخلنا بلدة ، نزل على الصوفية ، وطلب الحديث ، ولم يزل يقول في دعائه : اللهم بين لي الحق ، فلما دخلنا مكة ، نزل على أحمد بن علي بن أسد ، وصحب سعدا الزنجاني حتى صار محدثا .

وقرأت بخط أبي جعفر الهمذاني الحافظ : سمعت أبا المظفر السمعاني يقول : كنت في الطواف ، فوصلت إلى الملتزم ، وإذا برجل قد أخذ بردائي ، فإذا الإمام سعد ، فتبسمت ، فقال : أما ترى أين أنت ؟ ! هذا مقام الأنبياء والأولياء ، ثم رفع طرفه إلى السماء وقال : اللهم كما سقته إلى أعز مكان ، فأعطه أشرف عز في كل مكان وزمان ، ثم ضحك إلي ، وقال : لا تخالفني في سِرِّك ، وارفع يديك معي إلى ربك ، ولا تقولن البتة شيئا ، واجمع لي همتك حتى أدعو لك ، وأمّن أنت ، ولا يخالفني عهدك القديم ، فبكيت ، ورفعت معه يدي ، وحرك شفتيه ، وأمنت ، ثم قال : مر في حفظ الله ، فقد أجيب فيك صالح دعاء الأمة ، فمضيت وما شيء أبغض إليَّ من مذهب المخالفين [ أي المعتزلة ] .

هل نعتبر ذلك ثمرة من ثمرات إخلاص العلماء حيث اتقوا الله فعلمهم ووجههم؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم
و صلى الله على سيدنا محمد و سلم تسليما
أخي الحبيب خضر،
لقد وقفت على أمر عظيم حقيق بالأمة كلها الوقوف عليه و التمعن فيه و التبصر به، و هو كيف يمكننا أن نتعلم.
إن هذا القرآن بين لنا كل جوانب الحياة و جوانب الفكر و جوانب العقيدة و الإيمان و جوانب التحدي أيضا..
و ما من شيء إلا و لك في هذا القرآن منه نصيب..
و من ذلك طرق العلم و البحث التي أولها القراءة، ثم النظر ثم الفكر و أسماها تدبر القرآن و أوفقها تقوى الله..

و إن كنت لا أعرف حكم ما ذكرت أيكون منه أو لا، فإني أرى أنه باب عظيم نبهتنا إليه نبهك الله من الغفلة..
وفقني و وفقك الله
يغفر الله لي و لكم
 
على الهامش:
جاء في التسهيل لابن جزي رحمه الله عند قول الله تعالى: (واتقوا الله ويعلمكم الله) مانصه:
(...وقيل معناه الوعد بأن من اتقى عَلَّمَه الله وألهمه وهذا المعنى صحيح ولكن لفظ الآية لا يعطيه لأنه لو كان كذلك لجزم يعلمكم في جواب اتقوا)
 
على الهامش:
جاء في التسهيل لابن جزي رحمه الله عند قول الله تعالى: (واتقوا الله ويعلمكم الله) مانصه:
(...وقيل معناه الوعد بأن من اتقى عَلَّمَه الله وألهمه وهذا المعنى صحيح ولكن لفظ الآية لا يعطيه لأنه لو كان كذلك لجزم يعلمكم في جواب اتقوا)

إذا لم تكن التقوى علة استحقاق التعليم فما معنى العطف بالواو؟
وما الفرق بين نهاية آية البقرة ونهاية آية النساء:
(يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )(النساء : 176 )
 
على الهامش:
جاء في التسهيل لابن جزي رحمه الله عند قول الله تعالى: (واتقوا الله ويعلمكم الله) مانصه:
(...وقيل معناه الوعد بأن من اتقى عَلَّمَه الله وألهمه وهذا المعنى صحيح ولكن لفظ الآية لا يعطيه لأنه لو كان كذلك لجزم يعلمكم في جواب اتقوا)

في مرجع آخر لا يحضرني وجدتُ التقدير " واتقوا الله ، ويعلمكم الله ما تتقون " .
 
إذا لم تكن التقوى علة استحقاق التعليم فما معنى العطف بالواو؟
وما الفرق بين نهاية آية البقرة ونهاية آية النساء:
(يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلاَلَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِن لَّمْ يَكُن لَّهَا وَلَدٌ فَإِن كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِن كَانُواْ إِخْوَةً رِّجَالاً وَنِسَاء فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )(النساء : 176 )



لاأدري إن نص أحد على أن الواو قد تأتي تعليلية..
والواو في هذه الآية استئنافية،كما نص على ذلك ابن هشام في المغني..

وفرقٌ بين أن نبحث في معنى الآية،وبين أن نتلمس المناسبة بين جملها،فليُعلم..

ولاأدري مامناسبة السؤال الآخر هاهنا..

والله تعالى أعلم..
 
على الهامش:
جاء في التسهيل لابن جزي رحمه الله عند قول الله تعالى: (واتقوا الله ويعلمكم الله) مانصه:
(...وقيل معناه الوعد بأن من اتقى عَلَّمَه الله وألهمه وهذا المعنى صحيح ولكن لفظ الآية لا يعطيه لأنه لو كان كذلك لجزم يعلمكم في جواب اتقوا)
مداخلة دقيقة لطيفة يا أبا عبد العزيز جزيت الجنة عليها وأقول:
فبالرغم من أن " ويعلمكم الله " ليست مرتبطة بـ " واتقوا الله " ارتباط الشرط بالجواب فإن أجلة العلماء ربطوا بينهما ربطا كاد يفوق الجزاء للشرط بل اسشهدوا بآيات من قبيل ما نحن فيه ارتبط فيها الشرط بالجزاء ، ودونكم سردا لما تيسر من أقوال العلماء:
قال المفسر اللغوي البلاغي ابن عاشور: { واتقوا الله وَيُعَلِّمُكُمُ الله والله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } .
أمر بالتّقوى لأنّها مِلاك الخير ، وبها يكون ترك الفسوق . وقوله : { ويعلمكم الله } تذكير بنعمة الإسلام ، الذي أخرجهم من الجهالة إلى العلم بالشريعة ، ونظام العالم ، وهو أكبر العلوم وأنفعها ، ووعدٌ بدوام ذلك لأنّه جيء فيه بالمضارع ، وفي عطفه على الأمر بالتقوى إيماء إلى أنّ التقوى سبب إفاضة العلوم ، حتى قيل : إنّ الواو فيه للتعليل أي ليعلّمكم . وجعله بعضهم من معاني الواو ، وليس بصحيح .

وقال ابن كثير:" وقوله: { وَاتَّقُوا اللَّهَ } أي: خافوه وراقبوه، واتبعوا أمره { وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ } كقوله { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا } [الأنفال : 29] ، وكقوله: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ } [الحديد : 28] .وقال

وقال القرطبي : قوله تعالى: (واتقوا الله ويعلمكم الله والله بكل شئ عليم) وعد من الله تعالى بأن من أتقاه علمه، أي: يجعل في قلبه نورا يفهم به ما يلقى إليه، وقد يجعل الله في قلبه ابتداء فرقانا، أي فيصلا يفصل به بين الحق والباطل، ومنه قوله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا..... وقد قال صلى الله عليه وسلم: " من عمل بما علم علمه الله ما لم يعلم " .
وقال عمر بن عبد العزيز: إنما قصر بنا عن علم ما جهلنا تقصيرنا في العمل بما علمنا، ولو عملنا ببعض ما علمنا لأورثنا علما لا تقوم به أبداننا، قال الله تعالى: " واتقوا الله ويعلمكم الله ".

يقول البقاعي في تفسيره لقوله تعالى: فَلَمَّا جَاءَتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ:" { وكنا } أي مع العلم الذي هيأنا الله له بما جعل في غرائزنا من النورانية { مسلمين} أي خاضعين لله تعالى عريقين في ذلك مقبلين على جميع أوامره بالفعل على حسب أمره كما أشار إليه قوله تعالى : { واتقوا الله ويعلمكم الله } [ البقرة : 282 ] ، { يهديهم ربهم بإيمانهم } [ يونس : 9 ] .
ويقول البقاعي في تفسير قوله تعالى :{وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}
{ وأقم الصلاة } أي: التي هي أحق العبادات ، ثم علل ذلك بقوله دالاً بالتأكيد على فخامة أمرها، وأنه مما يخفى على غالب الناس : { إن الصلاة تنهى } أي توجد النهي وتجدده للمواظب على إقامتها بجميع حدودها { عن الفحشاء } أي الخصال التي بلغ قبحها { والمنكر } أي الذي فيه نوع قبح وإن دق ، وأقل ما فيها من النهي النهي عن تركها الذي هو كفر، ومن انتهى عن ذلك انشرح صدره، واتسع فكره ، فعلم من أسرار القرآن ما لا يعلمه غيره { واتقوا الله ويعلمكم الله } [ البقرة : 282 ] .

وقال الشنقيطي: وربما عمل الإنسان بما علم فعلمه ما لم يكن يعلم ، كما يشير له قوله تعالى : { واتقوا الله وَيُعَلِّمُكُمُ الله والله بِكُلِّ } [ البقرة : 282 ] وقوله تعالى : { يِا أَيُّهَا الذين آمنوا إَن تَتَّقُواْ الله يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً } [ الأنفال : 29 ] على القول بأن الفرقان هو العلم النافع الذي يفرق به بين الحق والباطل .
وقوله تعالى : { ياأيها الذين آمَنُواْ اتقوا الله وَآمِنُواْ بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ } [ الحديد : 28 ] الآية .
وهذه التقوى ، التي دلت الآيات ، على أن الله يعلم صاحبها ، بسببها ما لم يكن يعلم ، لا تزيد على عمله بما علم ، من أمر الله وعليه فهي عمل ببعض ما علم زاده الله به علم ما لم يكن يعلم .
وقد بينت آيات عديدة آثار التقوى في العاجل والآجل .
منها في العاجل قوله تعالى : { وَمَن يَتَّقِ الله يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْراً } [ الطلاق : 4 ] ، وقوله : { وَمَن يَتَّقِ الله يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ } [ الطلاق : 2 - 3 ] ، وقوله : { واتقوا الله وَيُعَلِّمُكُمُ الله } [ البقرة : 282 ] ، وقوله { إِنَّ الله مَعَ الذين اتقوا والذين هُم مُّحْسِنُونَ } [ النحل : 128 ] .
أما في الآجل وفي الآخرة ، فإنها تصحب صاحبها ابتداء إلى أبواب الجنة كما في قوله تعالى : { وَسِيقَ الذين اتقوا رَبَّهُمْ إِلَى الجنة زُمَراً حتى إِذَا جَآءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فادخلوها خَالِدِينَ } [ الزمر : 73 ] ، فإذا ما دخلوها آخت بينهم وجددت روابطهم فيما بينهم وآنستهم من كل خوف ، كما في قوله تعالى { الأخلاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ المتقين } [ الزخرف : 67 ] ، { ياعباد لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ اليوم وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ الذين آمَنُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ مُسْلِمِينَ ادخلوا الجنة أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ } [ الزخرف : 68 - 70 ] إلى قوله : { لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِّنْهَا تَأْكُلُونَ } [ الزخرف : 73 ] إلى أن تنتهي بهم إلى أعلى عليين ، وتحلهم مقعد صدق ، كما في قوله تعالى : { إِنَّ المتقين فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرِ } [ القمر : 54 - 55 ] .
فتبين بهذا كله منزلة التقوى من التشريع الإسلامي وفي كل شريعة سماوية ، وأنها هنا في معرض الحث عليها وتكرارها ، وقد جعلها الشاعر الساعادة كل السعادة كما في قول لجرير :
ولست أرى السعادة جمع مال ... ولكن التقي هو السعيد
فتقوى الله خير الزاد ذخرا ... وعند الله للأتقى مزيد
والتقوى دائماً هي الدافع على كل خير ، الرادع عن كل شر
... يدعو المؤمنين إلى تقوى الله في النهاية؛ ويذكرهم بأن الله هو المتفضل عليهم ، وهو الذي يعلمهم ويرشدهم ، وأن تقواه تفتح قلوبهم للمعرفة وتهيىء أرواحهم للتعليم ، ليقوموا بحق هذا الإنعام بالطاعة والرضى والإذعان :

وقل صاحب الوسيط: قال : { واتقوا الله وَيُعَلِّمُكُمُ الله والله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } .
أي : واتقوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه ، فهو - سبحانه - الذي يعلمكم ما يصلح لكم أمر دنياكم وما يصلح لكم أمر دينكم متى اتقيتموه واستجبتم له ، وهو - سبحانه - بكل شيء عليم لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء .

قال السعدي: واستدل بقوله تعالى: { وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ } أن تقوى الله، وسيلة إلى حصول العلم، وأوضح من هذا قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا } أي: علما تفرقون به بين الحقائق، والحق والباطل.إن لم تكن جوابا فهي ظل للمعنى

ذكر السيوطي في الدر المنثور:"
عن سفيان قال : من عمل بما يعلم وفق لما لا يعلم .
وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم » .
وأخرج الترمذي عن يزيد بن سلمة الجعفي أنه قال « يا رسول الله إني سمعت منك حديثاً كثيراً أخاف أن ينسيني أوّله آخره ، فحدثني بكلمة تكون جماعاً قال : اتق الله فيما تعلم » .
وأخرج الطبراني في الأوسط عن جابر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « من معادن التقوى تعلمك إلى ما علمت ما لم تعلم والنقص والتقصير فيما علمت قلة الزيادة فيه ، وإنما يزهّد الرجل في علم ما لم يعلم قلة الانتفاع بما قد علم » .وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب التقوى عن زياد بن جدير قال : ما فقه قوم لم يبلغوا التقى .

وأخرج أبو الشيخ من طريق جويبر عن الضحاك عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « العلم حياة الإِسلام وعماد الإِيمان ، ومن علم علماً أنمى الله له أجره إلى يوم القيامة ، ومن تعلم علماً فعمل به فإن حقاً على الله أن يعلمه ما لم يكن يعلم » .

كل هذه مأثورات تعضد بعضها بعضا في ربط العلم بالتقوى


وعلى هذا أقول: ما تم تحريره يؤكد أن التقوى سبب رئيس لفيوضات علم الله على العبد التقي الصالح وإن كان ابن جزي ـ رحمه الله رفض ما تقدم صناعة ، فإن غيره قبل عين ما رُفض من ناحية المضمون والمعنى .
ولا يفوتني أن اتقدم بشكرى للأخوة الفضلاء حسب الترتيب " عمارة وحجازي و متبعة ".

والموفق من وفقه الله تعالى.
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته :
المداخلة الأولى في هذا الموضوع فيها لمحات صوفية منها ادعاء معرفة علم الغيب كقوله إنه أجيب فيه دعاء صالح الأمة .
وفيه دعوة للمذهب الشافعي وهو كغيره من المذاهب فيه ما هو موافق للسنة وما هو مخالف لها.
والواجب هو انتباه المشايخ الكبار لمثل هذه الأمور لخطورتها على العقيدة.
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.
 
أحسن الله إليكم وشكر لكم شيخنا الفاضل الدكتور عبدالفتاح خضر .
ومن مزيد إثراء أو ثَراء ما على الهامش ما ورد في تفسير الشهرستاني ( 2/1041 ) :
"وقال الضحاك ومجاهد : وإن تفعلوا غير الذي أمرتكم فإنه معصية وإثم ( وَاتَّقُوا اللهَ ) أن تخالفوا أمره. ( وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ ) أحكام دينكم ( وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ )."ا.هـ
 
مراجعة

مراجعة

وقد جعلها الشاعر الساعادة كل السعادة كما في قول لجرير :
ولست أرى السعادة جمع مال ... ولكن التقي هو السعيد
فتقوى الله خير الزاد ذخرا ... وعند الله للأتقى مزيد
[/size][/color]


قلت :
هذان البيتان ومعهما ثالث تنسب إلى الحطيئة ، ديوانه .
وهما ضمن قصيدة طويلة في شعر نابغة بني شيبان ، ديوانه .

وقلت :
كان الشافعي -رحمه الله - يعزو نسيان العلم إلى المعصية ، وقد قال :

شَكَوتُ إِلى وَكيعٍ سوءَ حِفظي ..... فَأَرشَدَني إِلى تَركِ المَعاصي
و َأَخبَرَني بِأَنَّ العِلمَ نورٌ .......... وَ نورُ اللَهِ لا يُهدى لِعاصي

وبالله التوفيق
 
قبول للمراجعة

قبول للمراجعة

قلت :
هذان البيتان ومعهما ثالث تنسب إلى الحطيئة ، ديوانه .
وهما ضمن قصيدة طويلة في شعر نابغة بني شيبان ، ديوانه .

قلت: إنه سبق قلم والعهدة على المصدر المنقول منه وما أبريء نفسي هذه واحدة أما الثانية فإنني ليس عندي كثير اهتمام بمجال الشعر وقرضه ، اللهم إلا في حال الضرورة الملحة.
وقلت :
كان الشافعي -رحمه الله - يعزو نسيان العلم إلى المعصية ، وقد قال :

شَكَوتُ إِلى وَكيعٍ سوءَ حِفظي ..... فَأَرشَدَني إِلى تَركِ المَعاصي
و َأَخبَرَني بِأَنَّ العِلمَ نورٌ .......... وَ نورُ اللَهِ لا يُهدى لِعاصي
أسأل الله أن نكون جميعا من أهل نور الله تعالى
 
التقوى سبب رئيس لفيوضات علم الله على العبد التقي الصالح وإن كان ابن جزي ـ رحمه الله رفض ما تقدم صناعة ، فإن غيره قبل عين ما رُفض من ناحية المضمون والمعنى "تلخيص مفيد" جزاك الله خيرا يا أبا عمر0
 
لقد سبق أن تكلم بعض أعضاء هذا الملتقى -القدماء- حول هذه الآية وخطّأ هذا الفهم، على هذا الرابط:

http://tafsir.org/vb/showthread.php?t=1126

يا أخانا الفاضل حكيم منصور أما عن رفض القضية من حيث الصناعة الإعرابية فهذا لك وأما عن حكمك بالخطأ على ربط التقوى بالعلم فخطأ .
واستذكر ما كتب قديما وحديثا ووازن بين أقوال العلماء على رابطي الملتقى لتجد أن التعميم بالخطأ دون تفصيل خطأ .
والله الموفق
 
الحمد لله

بارك الله لك د.خضر تعيينك رئيسا لقسم التفسير وعلوم القرآن بالكلية بجامعة الأزهر،

ولست أنا خطأتك وحاشا

وإنما أردت إثراء الموضوع بما كتب في هذا الملتقى، ونقلت تخطئة غيري، ولذلك تجد فوق الطاء علامة الشدة (خطّأ)


ولو أنكم -جزاكم الله خيرا- صدّرتم استدلالكم بقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا) آية سورة الحديد -كما تقدم نقلكم لهما في كلام المفسرين- لما كان فيه اعتراض إن شاء الله،


وبارك الله في جهودكم النافعة وزادكم توفيقا وسدادا.

وفي مجلة الإصلاح الجزائرية تخطئة لهذا الفهم لهذه الآية، وهي عبارة عن سلسلة في خطإ الاستشهاد ببعض الآيات، وذكر هذه منها، تجد المجلة على هذا الرابط

http://www.rayatalislah.com/tahmil-majelleh.htm

العدد الثاني عشر (12)

لعلي أنشط لتلخيص ما فيه، وهو من بحث الإمام والخطيب عز الدين رمضاني، أحد خطبائنا هنا بالجزائر.
 
أكرك الله يا حكيما في اسمك وقولك وأجزل الله لك المثوبة فلله درك من مهذب مؤدب .

والذي نؤكده ونكرره أننا لا نجيز المعنى من جهة الصناعة " من ناحية الإعراب " ونجيزه كما أجازه أساطين التفسير من غير هذه الجهة .
والله الموفق
 
في معرض الحوار حول الموضوع المطروح للنقاش بعنوان ؛ معنى مرجوح في تفسير قوله تعالى( واتقوا الله و يعلمكم الله) شاركت بمشاركتين على النحو الآتي :

مشاركة رقم 7
الإمام الشافعي رحمه الله
نور العلم يسطع بترك المعاصي
شكوت إلى وكيع سوء حفظي-------فأرشدني إلى ترك المعاصي
واخبرني بـأن العلـم نـور-------ونور الله لا يهـدى لعاصـي


مشاركة رقم 11
لنسلم جدلا بأن معنى التعليم الإلهي لأهل التقى في الآية الكريمة مرجوح فكيف يمكن أن نفهم آخر الآية
((... وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ))(البقرة: من الآية282)
فهذه الآية الكريمة تتحدث عن كتابة الدين دون إضرار يلحق الكاتب أو الشاهد أو إضرار في الشهادة منهما ... على نحو ما ذكرته كتب التفسير في معنى (يضار)
فإن وقع الضرر فإنه فسوق بمن أوقعه ، ثم أمرنا أن نتقي الله سبحانه وتعالى ، وإذا تم المعنى هنا ، كيف نفهم باقي الآية الكريمة ؟؟؟ وهل الابتداء بـ ( ويعلمكم الله ) تام ؟؟؟
ثم ما الرابط بين قوله تعالى : ((وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)) وما سبقه من كلمات الآية ؟؟؟ أم أن الكلام فيه انقطاع وانفصال ؟؟؟
وفي حديث الداني في كتابه المكتفى في الوقف والابتدا بيّن أن الوقف على (فسوق بكم) شبيه بالتام ومثله على (ويعلمكم الله) ومثله (عليم)

وبما أن موضوع البحث واحد أعيد طرح نفس الأسئلة على من يقول بأن تعليم الله لا يترتب على التقى ، راجيا أن أسمع إجابة تشفي العليل .
 
لمزيد ثراء أو إثراء الهامش ، وعذراً لشيخنا الفاضل الدكتور عبدالفتاح خضر لعنايتي بالهامش دون محور حديثكم حفظكم الله ووفقكم .
يقول الدكتور محمد بن زيلعي هندي وفقه الله في كتابه ( اختيارات ابن تيمية في التفسير ومنهجه في الترجيح ) في الصفحات من 487 إلى 489 :
[[ قال تعالى : { وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }
مسألة : دلالة العطف في : { وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ } .
اختار شيخ الإسلام أن العطف في الجملة لا مانع من أن يدل على اقتران العلم بالتقوى وتلازمهما فقال : ( ولهذا قال من قال من السلف : إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها ، وإن من عقوبة السيئة السيئة بعدها . وقد شاع في لسان العامة أن قوله : { وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ } من الباب الأول ؛ حيث يستدلون بذلك على أن التقوى سبب تعليم الله ، وأكثر الفضلاء يطعنون في هذه الدلالة ؛ لأنه لم يربط الفعل الثاني بالأول ربط الجزاء بالشرط ، فلم يقل : واتقوا الله ويعلمْكم ، ولا قال : فيعلمْكم . وإنما أتى بواو العطف ، وليس من العطف ما يقتضي أن الأول سبب الثاني ، وقد يقال : العطف قد يتضمن معنى الاقتران والتلازم كما يقال : زرني وأزورك ، وسلم علينا ونسلم عليك ، ونحو ذلك مما يقتضي اقتران الفعلين والتعاوض من الطرفين ، كما لو قال لسيده : أعتقني ولك عليّ ألف ، أو قالت المرأة لزوجها : طلقني ولك ألف ، أو اخلعني ولك ألف ، فإن ذلك بمنزلة قولها : بألف أو على ألف .
وكذلك – أيضا - لو قال : أنت حر وعليك ألف ، أو أنتِ طالق وعليكِ ألف ، فإنه كقوله : عليّ ألف أو بألف عند جمهور الفقهاء . والفرق بينهما قول شاذ . ويقول أحد المتعاوضين للآخر : أعطيك هذا وآخذ هذا ، ونحو ذلك من العبارات ، فيقول الآخر : نعم . وإن لم يكن أحدهما هو السبب للآخر دون العكس . فقوله : { وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ } قد يكون من هذا الباب ، فكلٌ من تعليم الرب وتقوى العبد يقارن الآخر ويلازمه ويقتضيه ، فمتى علمه الله العلم النافع اقترن به التقوى بحسب ذلك ، ومتى اتقاه زاده من العلم ، وهَلُمَّ جَرّا . )
الدراسة والترجيح
من البيّن أن شيخ الإسلام يرى أن الواو هنا عاطفة ، وأن هذا العطف يدل على ترتب الاقتران بين العلم والتقوى ، بحيث يترتب على حصول أحدهما حصول الآخر ، ولكن ليس بدلالة العطف ، وإنما بدلالة الاقتران والتلازم التي يدل عليها العطف .
وقد استدل شيخ الإسلام على ما يفيده الاقتران بين التقوى والعلم من تحقق أحدهما إذا تحقق الآخر بالواقع وأن هذا حاصل .
ولم يستدل على أن الواو للعطف بشيء .
ولم أجد أحداً ممن سبق شيخ الإسلام من المفسرين نص على اختيار هذا القول ، وقد أشار إلى القول بأن الواو للعطف الآلوسي ، وابن عاشور فقال : ( وفي عطفه [ يعني العلم ] على الأمر بالتقوى إيماء إلى أن التقوى سبب إفاضة العلوم . حتى قيل : إن الواو فيه للتعليل أي : ليعلمكم . وجعله بعضهم من معاني الواو . وليس بصحيح ) .
وأما الارتباط بين العلم والتقوى فقد نص عليه أكثر من واحد ، ومنهم القرطبي ، والشوكاني .
واستدلوا عليه بقوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً } .
وفي المسألة قول مخالف لهذا .
فقد نص بعض المفسرين والمعربين كأبي حيان ، والسمين الحلبي ، وشيخ زاده ، وأبي السعود على أن الراجح أن الواو للاستئناف ، بل نقل بعضهم كالعجيلي أنها لا يجوز أن تكون عاطفة لما يترتب عليه من عطف الإخبار على الإنشاء .
والراجح في هذه المسألة أن الواو عاطفة ، وهو ما ذهب إليه شيخ الإسلام ، وأما ما يلزم عليه من عطف الإخبار على الإنشاء فالصحيح أن ذلك جائز ، ولا يشترط اتحاد الجملتين خبراً وإنشاءً ، وهذا هو الذي يدل عليه القرآن الكريم ، فقد عطف فيه ذلك في آيات كثيرة ، مثل قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلا تَعْضُلُوهُنَّ } وقوله : { لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا } وقوله : { لا تَحْسَبَنَّ الّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ } قال أبو حيان : - بعد أن نقل استبعاد بعضهم عطف جملة ( مأواهم ) على جملة ( لا تحسبن ) بسبب الاختلاف خبراً وإنشاءً – قال : ( والصحيح أن ذلك لا يشترط بل يجوز عطف الجمل على اختلافها بعضاً على بعض وإن لم تتحد في النوعية ) .
كما أن الراجح حصول الارتباط بين العلم والتقوى ، فإذا حصلت التقوى حصل العلم ، وإن كان هذا لا يعني أن الواو للسببية ، فإن ذلك لا يعرف .
ولكن ما اختاره شيخ الإسلام بأن ذلك من التلازم والذي يكون بين المعطوف والمعطوف عليه اختيار وجيه .
واستشهاده عليه بحصوله واقعاً في محله ، وقد دل عليه كتاب الله تعالى في مثل الآية التي استدل بها القائلون بهذا القول ، ومثل قوله : { يَا أَيُّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ } وغيرها . والله أعلم . ]] ا.هـ .
قلتُ : ابن تيمية رحمة الله عليه لما استدل بهذه الآية كان قد استدل قبلها بالآيتين اللتين ذكرهما المؤلف وبغيرهما من الآيات في فصل كامل وسمه بِـ ( إحسان الله إلى عباده مع غناه عنهم ) في كتابه الفتاوى الكبرى ، إلا أنه جاء بهذه الآية ختاماً { وَاتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللهُ } لمزيد اعتناءٍ بهذا الاختيار الجديد والغير مسبوق تحريراً والتنويه برجحانه من حيث المعنى بعدما قررته الآيات التي سبق استشهاده بها عليه : { وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا ، وَإذًا لَّآتَيْنَاهُم مِّن لَّدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا ، وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا } ، { قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ ، يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ } ، { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ } ، { إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا } ، { وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ } ، { وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ } ، { إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } ، ثم أتى بما يوافق المعنى المختار صناعة مما لا اختلاف في قبوله لغة .
يقول ابن القيم في بدائع الفوائد ( 1/ 115 ) : ورأيت لشيخنا أبي العباس ابن تيمية فيه - يعني في دقائق لطائف بلاغة القرآن - فهماً عجيباً كان إذا انبعث فيه أتى بكل غريبة ، ولكن كان حاله فيه كما كان كثيراً يتمثل :
تألَّقَ البرقُ نَجْدِيّاً فقلتُ لهُ : .. يا أيها البرق إني عنكَ مشغولُ .​
 
عودة
أعلى