{وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ} (القَلَم 4)

محمد يزيد

Active member
إنضم
24/01/2012
المشاركات
534
مستوى التفاعل
26
النقاط
28
العمر
44
الإقامة
الجزائر
الحمد لله وحده...
غايةُ المنى أن نحظى برضوان الله ونلتقي نبيَّنا المصطفى سيدَ ولد آدم في جنات النعيم؛ مع ثلة الإخوان من أهل الإيمان.
فمنْ هذا العظيمُ الذي نتشرفُ بأن نتمنى لقاءَهُ ومسامرتَه؟
هُوَ الهيِّنُ اللَّيِّنُ المحبُوب، وهُوَ الأمينُ الصادقُ الشفيعُ المرغُوب، نبيُّ الله ورسولُهُ، حبيب الله وصفيُّه، العربيّ الهاشميّ، ذو المحتدِ النقيّ، بشيرٌ نذيرٌ وسراجٌ منيرٌ، {بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}.
إنهُ من خاطبه اللهُ دون سائر المجْتَبَيْنَ المقربين المكرمين؛ مُزَكِّيًا مَادِحًا مثنيًا بجماع الخير والبرِّ، ثناءً طيبًا مبارَكًا يُتلى في الجهْر والسِّر:

{وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ}

أُطَالِعُ مجلسًا فيهِ البشيرُ * يسامِرُ أمَّتي يغْشَاهُ نُورُ
نُبَادرُهُ ببثِّ الشوقِ زُلْفى * عِيَانًا والفؤادُ لهُ أسِيرُ
ونذكرُ مَا ابْتُلِينا وَاصْطَبرنا * وقدْ حَلَّ الظَّلامُ المسْتَطِيرُ
وصَادقَ وعْدِ مولانا بلُقيَا * صَفِيِّ اللهِ وافانا السُّرورُ
فهلْ نفعَ ابنَ آدمَ مُلهياتٌ * عن الذكْر إذا وُرِدَتُ قُبُورُ
وهلْ يبقى من الأيامِ لَهْوٌ * ولَذَّتُها التي صنَعَ الغَرُورُ
وما النجوى لغيرِك من حبيبٍ * إذا صَرَمتْ علائقِيَ الدُّهورُ

نَشَدْتُ الصِّدقَ؛ تهمِسُ فيَّ حارتْ * به وكمالِ أخْلاقي العصورُ
وأَيْنَ الدِّينُ؟.. تُؤْوِيني إليه * ويغشى كلَّ أركاني الحُبُورُ
وأنتَ العلمُ والحلمُ لعَمْري * زكيٌّ؛ منكَ تستحيي البدُورُ
وقَلْبٌ رأفَةٌ؛ وحياءُ عَذْرَا * تغارُ بما حوتْ منكَ الخُدورُ
يُصَلِّي الله والأملاكُ طُرًّا * عليكَ والنُّجومُ والطُّيورُ
وكلُّ خلائق الرحمَنِ بين السَّـ*ـما والأرضِ بَرًّا والبحورُ

هو الرَّحمَاتُ مُهْداةٌ إلينَا * ومُسْداةٌ تفوحُ كما العطورُ
يُشِعُّ جلالةً ويضيءُ صَحْبٌ * بهِ ويصيبُ من عادى الضُّمورُ
وتصدحُ تالياتُ الذكْرِ فجرًا * فتنزاحُ المفاسِدُ والشُّرورُ
وتذكُرُهُ المنابرُ شاكراتٍ * فضائلَهُ فما تقوى السُّطورُ
وما بالعَبْرةِ السَّحَّاءِ نِلْنا الرَّ * غائبَ أو بها تَشتاقُ حُورُ
ولكن بالذي زَكّى ونَقَّى * قلوبًا شَانَها شِركٌ وزُورُ
فقيلَ لأعينِ العُشَّاقِ دِرِّي * فإنَّ محمدًا للقلبِ نورُ

وكلُّ حبالنَا للهِ إنْ لمْ * تَكُنْهَا الوَاصِلَ الأعلى تبُورُ
وحين نَضيق بالدنيا فلسنا * بغير هُداك تنشرحُ الصُّدورُ
ألستَ إمامَ من فُضِّلْتَ فيهمْ * من الرُّسْل الكِرام وهم حُضُورُ
وسَالِكَ درْبِ عرشِ الله حتَّى * دَنَوْتَ وخلفكَ الرُّوحُ يسيرُ
وَذِيدَتْ دونَ أمتِكَ البرايَا * عن الحوضِ ونسبقُ يا شَكورُ
ولا يشقى بحُبِّكَ ذو الْتِياعٍ * يتابعُ ما أَمَرْتَ بهِ صَبُورُ
وكيفَ وأنتَ فيكَ خليلُ ربِّي * وفيكَ شفاعةٌ وبكَ الأجورُ
وذو خُلُقٍ عظيمٍ لا يُضاهى * وبالعدْل وفي الحقِّ الجَسُورُ
ومن يخشاهُ كسرى دون بطشٍ * فكيف إذا بطَشْتَ تُرى القُصورُ؟!

أبا الزهراءِ لسْتُ ألوم جِذعًا * إذا ما حنَّ أو عينًا تفورُ
ولا حجرًا إذا ما جاءَ يسعى * ولا مَلَكًا يدورُ كما تدورُ
وَلَا قَولًا لعَائشَ حينَ هَامَتْ * بمَرْأى الحُسْنِ فيكَ عليْكَ نورُ
(وأحْسَن مِنك لمْ ترَ قطُّ عَيني) * فَأنتَ لعَيْنِ عاشقِكَ الطَّهُورُ
كذلك عيْنُ قلْبِي اليومَ تهوى * وفي غَدِهَا مؤَمِّلَةٌ غيُورُ
ولا عَجَبٌ إذا ما سُدْتَ قومًا * وإنْ كانوا كمَا يحيى الحَصُورُ
وهاأنذا أقَصِّرُ دونَ قَصدٍ * بمدحِكَ لكِنِ اللهُ الغَفُورُ

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
 
عالٍ مقامُكَ بين النَّاس أخلاقَا (*)
عالٍ مقامُكَ بين النَّاس أخلاقَا * يا من أراكَ لداء النّاسِ ترياقَا
مُحمّدٌ مَن رآكَ اهتاجَ في وَلَهٍ * يقولُ أكرِمْ برَبِّ النّاسِ خلَّاقَا
ومَنْ تشنَّف سمعٌ منه وادَّلَفَت * أُذنٌ بسيرتك الغرّاءِ قَد لاقَى
صبابةً ليس يجلُوها سوى نظرٍ * لنورِ حُسنِكَ في الجنّات بَرَّاقَا
بالرفقِ سُسْتَ فكنتَ الحُبَّ متّئدًا * وتابَعَ الصّدقُ نهجًا منك وانساقَا
وكنتَ في الصّبْر نعمَ المحتذى فغذا * عطاؤكَ المُجْتنى فقرًا وإملَاقَا
عقَدتَ للحقِّ بين المتقين عُرًى* وكنْتَها خُلُقَ القرآنِ إيثاقَا
وأنت في الملأ الأعلى بما ذكَروا * محمودَه البالغَ العلياءِ سبَّاقَا
أنبئتُ أنّ رسول اللّه واعدَنا * متابعًا سنّةً منهُ ومُشتَاقَا
جنّاتِ عدنٍ لدى الرحمنِ أنهُرُها * تجري إلى أبدٍ لمْ تُبْلَ إِخْلَاقَا
فسرتُ في دربه أرجو الخلاصَ ولي * في اللهِ أعظمُ ما أرجوهُ تَوَّاقَا
صلى عليك رفيع العرشِ ما نُطِقتْ * حاءٌ وميمٌ ودالٌ منطقًا راقَا
محمّدٌ أحمدُ المحمودُ ذو خُلُقٍ * في العالمينَ عظيمٍ حمْدُهُ فاقَا
كلَّ المحامدِ من عربٍ ومن عجمٍ * وممن التزموا عَهْدًا وميثاقَا​

---
(*) من سلسلة الردود.
 
ليت دواعشنا قاتلهم الله يفهمون ذلك ، ولكنهم بلا اخلاق ولا علم ولا خوف من رب العالمين
 
ليت دواعشنا قاتلهم الله يفهمون ذلك ، ولكنهم بلا اخلاق ولا علم ولا خوف من رب العالمين

نسأل الله أخي عدنان أن يهدينا لأحسن الأخلاق والأعمال ويرزقنا خيرة الأصحاب والخلان ويبعد عنا سيئ الأخلاق والأعمال.
 
إذا سنحتْ مرّةً فرصةٌ
إذا سنحتْ مرّةً فرصةٌ * لأخْتارَ منْ مَجمع الحكمَاءْ
وقيلَ لِيَ اخترْ ذكيًّا نبيهًا * جمِيلَ الكلامِ من البلغاءْ
فصيحًا إذا قالَ حلوُ اللسانِ * يداوي بحكمتهِ كلّ داءْ
وتنشرحُ النفسُ في صمتهِ * ومرآهُ في سَمتهِ كالضياءْ
فكيفَ إذا الأُذْنُ أوحى لها * بما لمْ تُطِقْ فهمَهُ العُلماءْ
فحتما سأختار من تستقي * وتنهلُ مِنْ وِردهِ الأدباءْ
وللحرفِ من فيهِ عطرٌ يفوحُ * وأفعالهُ من مزيد العطاءْ
وأسماؤهُ الحمد فيها تجلَّى * وإسنادُ ما قالَ مأتى الثناءْ
لهُ في نفوسِ الورى هيبَةٌ * ويُكبِرُ سُلطانَهُ الكُبَراءْ
ولمْ يرضَ مُلْكًا وكلُّ الملوكِ * عيالٌ على مُلكهِ فُقَراءْ
ودُودٌ كريمٌ رؤوفٌ رحيمٌ * عظيمٌ عليمٌ من الأنقياءْ
تَحِنُّ لمَقْرَبَةٍ منهُ إنسٌ * وجنٌّ وطيرٌ ووحشُ الخلاءْ
وتشكو إليهِ الجِمالُ أساهَا * وجِذعٌ من النخلِ عند الدّعاءْ[SUP][SUP][1][/SUP][/SUP]
وينفجرُ الماءُ بينَ يديه * وتتبعهُ مُزْنةٌ في السماءْ
تخُدُّ لتصديقِهِ سَلْمةٌ * وعَذْقٌ من النَّخلِ عندَ النداءْ[SUP][SUP][2][/SUP][/SUP]
ويُسرى به ثمّ يُعْرجُ ليلًا * كأنَّ المسارَ بهِ حيثُ شاءْ
ويا مرحبًا من ملائكةٍ * إذا طُرِقَ بابُها في السماءْ
ويرضى كَفَافًا ويحيا عفَافًا * وأزواجُهُ خيِّراتُ النِّساءْ
ويغضي حياءً فكلُّ العذارَى * أُساراهُ بلْ منهُ يُغضِي الحيَاءْ
ويعطي عطاءَ الذي ليسَ يخشى * من الفقرِ إلا لجهد البلاءْ
ويصفحُ عمّن أرادُوا أذاهُ * ووديانَ مالٍ عليهِمْ أفاءْ
وما كانَ فظًّا غليظَ الفؤادِ * وناديهِ مزدَحَمُ الجُلَسَاءْ
وما قالَ فُحشًا ولا خانَ قطُّ * أقرَّ العدوُّ لهُ بالوفاءْ
ومَا أُثِرتْ عنهُ من كِذْبَةٍ * وسِتُّونَهُ كلُّهُنَّ زكاءْ
وبُرِّئَ من خائناتِ العيونِ * ومن كلِّ عيبٍ وكلّ افتراءْ
وكفَّاهُ مثل الحريرِ إذا ما * لمستهمَا فَهُمَا كالدّواءْ
وقدْ كملتْ فيه أخلاقُهُ * لتحتارَ في وصفها الأصفياءْ
وشانئهُ مُبغَضٌ أبترٌ * وأفعَالهُ كلّهنَّ هباءْ[SUP][SUP][3][/SUP][/SUP]
إذا سنحتْ مرّةً فرصةٌ * لأخْتارَ منْ أكمَل العقلاءْ
فحتْمًا جوابِي سريعٌ عجولٌ * سأجلسُ معْ خاتم الأنبياءْ

[1] في(الصحيح) عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما ((إِنَّ النَّبيّ صلى الله عليه وسلم كان يقوم الجمعة إلى شجرة أو نخلة، فقالتْ امرأةٌ مِنَ الأنصار أو رجل: يا رسولَ اللهِ ألا نجعل لك منبراً؟ قال: إِنْ شِئْتُمْ، فجعلوا له منبراً، فلمَّا كان يوم الجمعة دفع إلى المنبر فصاحت النخلةُ صياح الصبيِّ، ثم نزل النَّبيّ صلى الله عليه وسلم فضمَّها إليه تئن أنين الصبيِّ الذي يسكن، قال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها)).
[2] أخرج الدارمي في سننه عن ابن عمر-رضي الله عنهما- قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فأقبل أعرابي فلما دنا منه، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أين تريد؟» قال: إلى أهلي قال: «هل لك في خير؟» قال: وما هو؟ قال: «تشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله» فقال: ومن يشهد على ما تقول؟ قال: «هذه السلمة» فدعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي بشاطئ الوادي فأقبلت تخد الأرض خدا حتى قامت بين يديه، فاستشهدها ثلاثا، فشهدت ثلاثا أنه كما قال، ثم رجعت إلى منبتها، ورجع الأعرابي إلى قومه، وقال: إن اتبعوني أتيتك بهم، وإلا رجعت، فكنت معك. والحديث أخرجه كذلك ابن حبان في صحيحه، وصححه الألباني.
[3] العاص بن وائل السهميّ، وعقبة بن أبي معيط، وكعب بن الأشرف كل شنأه.
 
سيرة حياة (*)
لو أنّي ألفتُ كتابًا * لحياتي ومسيرة دربي
سيكونُ العنوانُ "محمّدٌ الهادي أثّر في قلبي"
وتكونُ الأبوابُ جوامعَ ما * قالَ لكشفِ لظى الكَرْبِ
وفصولٌ تمتدُّ تِبَاعًا * عن رِيّـــــــي من ماءٍ عَذْبِ
من منهلِ إيمانٍ يمشي * من مجرى إخلاصٍ صَبِّ
من أخلاقٍ حُسنَى تمّتْ * واكتملتْ فيه بلا عيْبِ
ومباحثُ سِفْرِي عن شِبَعي * من سنَّةِ مُختارِ العُرْبِ
مِن جِلسته من بَسمتهِ * من ضِحْكته منْ ذِي لُبِّ
مِن صدقٍ فيه ومن عدلٍ * مِن صبرٍ في مُرِّ الخطبِ
ووفَاءٍ ما شهِدَ نظيرًا * لأباعدهِ وذوي القُرْبِ
ملأ الوجدانَ بطيبتهِ * بركاتُ هداهُ سنا حُبِّـــــي
كالأمّ حنانًا كالأبِ في * تربيةٍ في أزكى صَحْبِ
هل تعلمُ رجُلًا خاطبَهُ * في القرآن الأعلى ربِّــــــي
ويقولُ بأنّكَ ذو خلقٍ * في نونَ عظيمٍ يا حِبِّي
هو منهجُنا هو أسوتُنا * هُوَ قدوتنَا حسبي حسبي
هو أصفى من ولدتْ حَوَّا * وبحُبّيهِ يصفُو شِرْبِي
في السلم رؤوفٌ ورحيمٌ * وحريصٌ؛ وحكيمُ الحَرْبِ
في الدنيا بدرٌ مكتملٌ * وشفيعُ الأخرى عن ذنبي
يا ربِّ بعِدَّةِ منْ خُلقُوا * أحياءً أو تحتَ التُّربِ
ما نطقت نفسٌ أوْ شمسٌ * ظهرتْ في الشرقِ أو الغربِ
صلِّ على أحمدَ سيّدنا * وعلى الآلِ وعلى الصحبِ​


(*) جوابٌ عن قول أحدهم: "إذا سمحت لك فرصة بتأليـف كتـاب عن حيـاتك فمـاذا سيكون عنوانه؟".
 
عودة
أعلى