ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون

إنضم
18/10/2016
المشاركات
302
مستوى التفاعل
8
النقاط
18
الإقامة
مصر
كنت أقرأ في تفسير السعدي رحمه الله عند الأية الكريمة {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ} (151) سورة البقرة
تسآءلت ما دلالة تكرار ويعلمكم ، وما هو " ما لم تكونوا تعلمون " المغاير للكتاب والحكمة .
بعد بحث وجدت في التحرير والتنوير (( وَقَوْلُهُ: وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ تَعْمِيمٌ لِكُلِّ مَا كَانَ غَيْرَ شَرِيعَةٍ وَلَا حِكْمَةٍ مِنْ مَعْرِفَةِ أَحْوَالِ الْأُمَمِ وَأَحْوَالِ سِيَاسَةِ الدُّوَلِ وَأَحْوَالِ الْآخِرَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ.وَإِنَّمَا أَعَادَ قَوْلَهُ: وَيُعَلِّمُكُمُ مَعَ صِحَّةِ الِاسْتِغْنَاءِ عَنْهُ بِالْعَطْفِ تَنْصِيصًا عَلَى الْمُغَايَرَةِ لِئَلَّا يُظَنَّ أَنَّ: مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ هُوَ الْكِتَابُ وَالْحِكْمَةُ، وَتَنْصِيصًا عَلَى أَنَّ: مَا لَمْ تَكُونُوا مَفْعُولا لَا مُبْتَدَأٌ حَتَّى لَا يَتَرَقَّبَ السَّامِعُ خَبَرًا لَهُ فَيَضِلُّ فَهْمُهُ فِي ذَلِكَ الترقب، وَاعْلَم أأن حَرْفَ الْعَطْفِ إِذَا جِيءَ مَعَه بِإِعَادَة عَامل كَانَ عَاطِفُهُ عَامِلًا عَلَى مِثْلِهِ فَصَارَ مِنْ عَطْفِ الْجُمَلِ لَكِنَّ الْعَاطِفَ حِينَئِذٍ أَشْبَهُ بِالْمُؤَكِّدِ لمدلول الْعَامِل)) .
ولكن هذا التفسير لا يتناسب مع الاية الأخرى {فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنتُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ } (239) سورة البقرة
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليس تكرار الجملة في القرآن يعني قطعاً أنها تعطي نفس المعنى ونفس الموضوع!

______
{حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ (238) فَإِنۡ خِفۡتُمۡ فَرِجَالًا أَوۡ رُكۡبَانٗاۖ فَإِذَآ أَمِنتُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمۡ تَكُونُواْ تَعۡلَمُونَ (239)} سورة البقرة.
الآية التي تسبقها تكمل معنى الآية هنا ، فالله يخبر المسلمين أن يواظبوا على الصلاة المكتوبة والصلاة الوسطى و قوموا لله طائعين ، ثم أكمل الله فإن خفتم من عدوٍ لكم في الحرب يمكنكم الصلاة راكباً او ماشياً (بالإيماء) متوجهين للقبله او غير متوجهين لها ، فإذا أمنتم - اطمأننتم - أن العدو لن يغدر بكم وأنتم تصلون فصلوا الصلاة كما كنتم تصلونها قبل الخوف مثلما أنعم عليكم وهداكم للإيمان وعلمكم ما ينفعكم للدنيا والأخرة وأنباء الأمم السابقة والقادمة والحلال والحرام والأحكام فقابلوه بالشكر والذكر. (قد يكون التعليم هنا يشمل كل ما سيتم ذكره بالأسفل).
______
أما { وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} {البقرة:151} فتعني : ويعلمكم القرآن ، ويعلمكم أحكامه (السنن والفقه)
أما {
وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُواْ تَعْلَمُونَ} {البقرة:151} فتعني : ويعلمكم من أخبار الانبياء وقصص الامم السابقة والأمم الآتية ، لانهم لم يكونوا سيعلموها إلا عن طريق الرسول (ص)

[المرجع]:تفسير الطبري وابن كثير فقط في تفسير الثلاث آيات.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اما بعد جزاكم الله تعالى خيرا
قال ابن عاشور رحمه الله تعالى : (
وَقَوْلُهُ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ تَعْمِيمٌ لِكُلِّ مَا كَانَ غَيْرَ شَرِيعَةٍ وَلَا حِكْمَةٍ مِنْ مَعْرِفَةِ أَحْوَالِ الْأُمَمِ وَأَحْوَالِ سِيَاسَةِ الدُّوَلِ وَأَحْوَالِ الْآخِرَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ .

وَإِنَّمَا أَعَادَ قَوْلَهُ وَيُعَلِّمُكُمْ مَعَ صِحَّةِ الِاسْتِغْنَاءِ عَنْهُ بِالْعَطْفِ تَنْصِيصًا عَلَى الْمُغَايَرَةِ لِئَلَّا يُظَنَّ أَنَّ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ هُوَ الْكِتَابُ وَالْحِكْمَةُ ، وَتَنْصِيصًا عَلَى أَنَّ ( مَا لَمْ تَكُونُوا ) مَفْعُولٌ لَا مُبْتَدَأٌ حَتَّى لَا يَتَرَقَّبَ السَّامِعُ خَبَرًا لَهُ فَيَضِلُّ فَهْمُهُ فِي ذَلِكَ التَّرَقُّبِ ، وَاعْلَمْ أَنَّ حَرْفَ الْعَطْفِ إِذَا جِيءَ مَعَهُ بِإِعَادَةِ عَامِلِهِ كَانَ عَاطِفُهُ عَامِلًا عَلَى مِثْلِهِ ، فَصَارَ مِنْ عَطْفِ الْجُمَلِ لَكِنَّ الْعَاطِفَ حِينَئِذٍ أَشْبَهُ بِالْمُؤَكِّدِ لِمَدْلُولِ الْعَامِلِ ) تفسير التحرير والتنوير .
ويرى العبد الفقير : ربما الله تعالى قصد أمور الدنيا أيضا فمن ينظر إلى تاريخ البشرية يرى أن الله تعالى يفتح على بني آدم من العلوم ما لم تكن عند من سبقهم .
والله تعالى اعلم .
 
عودة
أعلى