ونزعنا من كل امة شهيد ( هل هم الرسل)

فارس منقاش

New member
إنضم
23/02/2017
المشاركات
31
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
سوريا
هل ينزع الانبياء يوم القيامة

﴿ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون﴾٧٤
﴿ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون﴾٧٥ القصص

∆جاء عند الطبري
وَقَوْله : { وَنَزَعْنَا مِنْ كُلّ أُمَّة شَهِيدًا } وَأَحْضَرْنَا مِنْ كُلّ جَمَاعَة شَهِيدهَا وَهُوَ نَبِيّهَا الَّذِي يَشْهَد عَلَيْهَا بِمَا أَجَابَتْهُ أُمَّته فِيمَا أَتَاهُمْ بِهِ عَنْ اللَّه مِنْ الرِّسَالَة. وَقِيلَ : وَنَزَعْنَا مِنْ قَوْله : نَزَعَ فُلَان بِحُجَّةِ كَذَا , بِمَعْنَى : أَحْضَرَهَا وَأَخْرَجَهَا . , وعَنْ قَتَادَة , قَوْله : { وَنَزَعْنَا مِنْ كُلّ أُمَّة شَهِيدًا } وَشَهِيدهَا : نَبِيّهَا , يَشْهَد عَلَيْها*, وعَنْ مُجَاهِد ; قَوْله : { وَنَزَعْنَا مِنْ كُلّ أُمَّة شَهِيدًا } قَالَ : رَسُولًا . * -

∆جاء عند القرطبي
قوله تعالى: «ونزعنا من كل أمة شهيدا» أي نبيا؛ عن مجاهد وقيل: هم عدول الآخرة يشهدون على العباد بأعمالهم في الدنيا والأول أظهر؛ لقوله تعالي: «فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا» «النساء: 41» وشهيد كل أمة رسولها الذي يشهد عليها والشهيد الحاضر أي أحضرنا رسولهم المبعوث إليهم. «فقلنا هاتوا برهانكم» أي حجتكم. «فعلموا أن الحق لله» أي علموا صدق ما جاءت به الأنبياء. «وضل عنهم» أي ذهب عنهم وبطل. «ما كانوا يفترون» أي يختلقونه من الكذب على الله تعالى من أن معه آلهة .

∆‫وعند ابن كثير
ونزعنا من كل أمة شهيدا ): قال مجاهد : يعني رسولا

∆وعند الوسيط الطنطاوي
وقوله- تعالى-: وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً أى: أخرجنا بسرعة من كل أمة من الأمم شهيدا يشهد عليهم، والمراد به الرسول الذي أرسله- سبحانه- إلى تلك الأمة المشهود عليها. فَقُلْنا هاتُوا بُرْهانَكُمْ أى: فقلنا لهؤلاء المشركين- بعد أن شهد عليهم أنبياؤهم بأنهم قد بلغوهم رسالة الله

∆وعند البغوي
( ونزعنا )أخرجنا ،( من كل أمة شهيدا )يعني : رسولهم الذي أرسل إليهم ، كما قال :" فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد "( النساء - 41 )،

∆وعند ابن عاشور وعند الرازي وعند السمرقندي وفي تفسير الايجي وفي الكشاف للزمخشري

∆وعند كثير من علمائنا الاجلاء أئمة التفسير الشهيد في هذه الاية هو نبي الأمة

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
اقول والله اعلم

اولا
ونزعنا _ النزع في اللغة هو الأخذ والسلب والجذب بقوة
ولا يصح أن يحمل على الرسل

قال تعالى بحق الرسل

¶﴿ويوم نبعث من كل أمة شهيدا ثم لا يؤذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون﴾ النحل ٨٤
(قال نبعث )

¶﴿فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا﴾ النساء ٤١
(قال جئنا)

¶﴿ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين﴾النحل٨٩
( قال نبعث وقال جئنا)

~~~~~~~~~~~~~~~

ثانيا
الشهيد و هو الشاهد يوم القيامة (غير الانبياء)

قال تعالى
¶﴿يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون﴾٢٤ النور

¶﴿وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله وما كان الله ليضيع إيمانكم إن الله بالناس لرءوف رحيم﴾١٤٣ البقرة


~~~~~~~~~~~~~~~
ثالثا
قال تعالى
في هذه السورة سورة القصص الآية رقم٦٢ /٦٣/ ٦٤

¶﴿ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون﴾٦٢﴿قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون﴾٦٣﴿وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم ورأوا العذاب لو أنهم كانوا يهتدون﴾٦٤


الآية رقم (٦٢) هي نفسها تماما رقم (٧٤)

¶﴿ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون﴾٦٢القصص
¶﴿ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون﴾٧٤القصص

جواب النداء في الاية، (٦٣)

¶﴿قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون﴾٦٣ القصص
الذين حق عليهم القول /هم كبرائهم واسيادهم( الذين ادعوا انهم شركاء لله) /
فضلوا وأضلوا العباد عن الله.

ويأتي المعنى واضحا في قوله تعالى في سورة مريم
¶﴿ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا﴾مريم ٦٩

فيكون الشهيد في الآية هم زعماء الكفر واسيادهم الذين اضلوا الناس .
والله اعلم

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
وقد قال بهذا الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره :

¶( وَنَزَعْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ )
القصص (75)

فإذا حضروا وإياهم، نزع { مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ } من الأمم المكذبة { شَهِيدًا } يشهد على ما جرى في الدنيا، من شركهم واعتقادهم، وهؤلاء بمنزلة المنتخبين.

أي: انتخبنا من رؤساء المكذبين من يتصدى للخصومة عنهم، والمجادلة عن إخوانهم، ومن هم وإياهم على طريق واحد، فإذا برزوا للمحاكمة { فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ } حجتكم ودليلكم على صحة شرككم، هل أمرناكم بذلك؟ هل أمرتكم رسلي؟ هل وجدتم ذلك في شيء من كتبي؟ هل فيهم أحد يستحق شيئا من الإلهية؟ هل ينفعونكم، أو يدفعون عنكم من عذاب اللّه أو يغنون عنكم؟ فليفعلوا إذا [إن] كان فيهم أهلية وليروكم إن كان لهم قدرة، { فَعَلِمُوا } حينئذ بطلان قولهم وفساده، و { أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ } تعالى، قد توجهت عليهم الخصومة، وانقطعت حجتهم، وأفلجت حجة اللّه، { وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ } من الكذب والإفك، واضمحل وتلاشى وعدم، وعلموا أن اللّه قد عدل فيهم، حيث لم يضع العقوبة إلا بمن استحقها واستأهلها.
( تفسير السعدي. )



والله اعلم

فارس منقاش
 
ما شاء الله.... بارك الله بك اخي

وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (75)

أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكَائِهِمْ إِنْ كَانُوا صَادِقِينَ (41) القلم

أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (64)النمل

وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23)

وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (120) المائدة


وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنْتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُمْ مَا كُنْتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ (28) فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِنْ كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ (29) هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (30) قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (31) فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32) كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (33) يونس

وَإِذَا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكَاءَهُمْ قَالُوا رَبَّنَا هَؤُلَاءِ شُرَكَاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُو مِنْ دُونِكَ فَأَلْقَوْا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ إِنَّكُمْ لَكَاذِبُونَ (86) وَأَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (87) النحل

الشهداء هنا والله اعلم هم الشركاء سواء اكانوا صالحين ام لا

والنزع قد يكون نزع لما هو خير او نزع مما هو خير اي لا يدل على سوء المنزوع والمنزوع منه معا بالضرورة


وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَئُوسٌ كَفُورٌ (9)

وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (47)
 
بسم الله الرحمن الرحيم
شكرا ً أخي الكريم على ما تفضلت به واختلف معك في حرف مفهوم الشهادة عند المفسرين رحمهم الله بقرينة واحدة تتعلق بمفهوم النزع ، فهناك عشرات الدلالات والقرائن على غير ذلك فقد أتت مفردة الشهيد في 32 موضعاً في القرآن الكريم وكلها أتت بمعنى واحد مع اختلاف المواضع والأحوال التي يكون فيها الشهيد .
والشهادة هي الحضور والمشاهدة والسماع والإدراك ، والله تعالى أول الشهداء فهو تعالى حاضر مشاهد سامع مدرك لكل أفعال خلقه ، أما الشاهد سواه تعالى فعندما يكون شهيداً في موضع فهو غائب في سواه أما الله جل وعلا فهو حاضر شاهد في كل مكان وزمان.

مقام الشهادة للعباد:
للشهداء مقام عظيم عند الله جل وعلا ، فالشهيد والشاهد إذا تكلَّفَ بها في مقام كهذا فهو في مقام تكريم وتعظيم إذا كان في الآخرة ، ومقام ثقة ووقار وصدق وإقرار إن كان في الدنيا.وهذه القيمة للشهيد والشاهد في الدنيا والآخرة يصدقها قول الله تعالى في كتابه العظيم في كل مواضع الشهادة ، وفيما يلي سنتتبع تلك المواضع لنستجلي المزيد من أحوال الشهادة في الدنيا والآخرة.

{ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ } [البقرة:143]

في موقف العرض المهيب تقف الأمم ويكون أنبيائهم شهداء عليهم كما سيأتي في سياق الآيات القادمة ، إلا أن أكرم الشهداء يوم القيامة على الله تعالى هو محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فهو شهيد على أمته ، ولكن هذه الأمة امتازت بميزة الأنبياء دون الأمم أنهم شهداء على الناس وهذا مقام عظيم يوم القيامة امتازت به هذه الأمة عن بقية الأمم.



{ فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا} [النساء:41]


فالأمة قيد الحساب والمحاكمة والاستنطاق ، والسائل والمحاسب هو الله والشهيد هو نبي كل أمة ، وأمة محمد شهداء على الناس جميعاً وهنا دلالة على مقام الشهادة العظيم يوم القيامة .



{ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} [النساء:159]


والمسيح عليه السلام كإخوانه يوم القيامة يبعث شهيداً على من بعث فيهم ويحصل النقاش والحساب أمام الناس (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) فهنا المناقشة والحساب على رؤوس الأشهاد والله أعلم ولكن لتتحقق الشهادة ويقيم عليهم الحجة ولو أنه تعالى أقحمهم في نارجهنم بدون عرض ولا شهادة لكان ذلك حق له تعالى وهو شهيد عدل بل أعدل الشهداء وأحكم الحاكمين وكفى بالله شهيداً ، ولكنه أراد أن يحقق الشهادة لتتحقق البينة على المشركين في موقف عرض وحساب.



{ وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا ثُمَّ لَا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ} [النحل:84]

فالبعث ، والنزع ، والمجيء متعلقة بهذا الشهيد الذي يثبت على أهل الباطل والعصيان عصيانهم ، ولأهل الطاعة طاعتهم فكل أمة بُعِثَ فيها نبي فإنه سيكون عليهم شهيداً يوم القيامة ، ولو كان الشهيد من الكافرين فلا يصح ذلك فكيف للشهيد أن لا يؤذن له ولا يستعتب.



{ وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ} [النحل:89]


فالأنبياء والرسل من أنفس من أرسلوا إليهم ، وكذلك سيدنا محمد سيأتي شهيداً على قومه فالشهادة مقام عظيم يوم القيامة إذ يقول تعالى (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ) ونجد هذا متكرر ليبقي الناس على علم بالمهمة الجليلة التي تنتظرهم يوم القيامة كيف أن هذا يستلزم منهم العمل والعبادة والاخلاص لله (فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ ) حتى يسعكم ما ينتظركم من مقام.


{ وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ } [القصص:75]

والنزع هنا هو ما قد يجعل الالتباس يتبادر لذهن البعض تجاه الشهيد فيقال أن الشهيد هو من الكفار ولكن عند قراءة الآية بتأنٍ فالله تعالى يقول (وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا) وهذا يشير للمواضع المشابهة التي تتحدث عن بعث الشهداء من الأمم ثم يخاطب الأمة التي نزع منها الشهيد فيقول (فَقُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ) والخطاب بصيغة الجمع يفيد أن الخطاب موجه للأمة التي نُزعَ منها الشهيد (بصيغة الجمع) هاتوا برهانكم، والبرهان جواب لخبر أضمره السياق ، أي هاتوا برهانكم بما يرد قول الشهيد ويدفع عن أنفسهم فيسقط في ايديهم (فَعَلِمُوا أَنَّ الْحَقَّ لِلَّهِ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ) وهذا نتيجة لشهادة الشهيد عليهم.

والنزع هنا فصل وعزل بين الشهيد ومن يشهد عليهم بما كان منهم من شرك وتكذيب (وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا الْعَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ) فلما ثبت عليهم قولهم وافترائهم بالشرك وفعلهم بتكذيب الرسل وظل عنهم من كانوا إياهم يعبدون اسقط في أيديهم وعلموا انه لا مفر من العذاب وان الحجة تمت والكلمة حقت عليهم بتحقق شهادة الشهيد ، واعترافهم بما اقترفوه من الجرم.

فالشهادة يوم القيامة لا تكون من المشركين والمجرمين بل عليهم ، ولأن الشهداء كانوا يختلفون عنهم في الاعتقاد كانت المسارعة بفصلهم وإبعادهم عن أولئك القوم بنزعهم نزعاً لما هم عليه من حال خطير وموقف حقير فكان تعبير النزع أنسب للإسراع بإخراج الشهيد من بينهم فلا يقع عليه ما سيقع عليهم من الحسرة والندم.

ولا يلزم ان يكون النزع بذلك فعل سوء بالمنزوع ولكن يتوقف مفهوم المفردة على سياقها وموضعها.
فكانت بذلك أقوال المفسرين الكرام في نظري وجيهة في حقيقتها ومتفقة مع سياق المفردة ومواضعها المختلفة والله أعلى وأعلم.
 
السلام عليكم
[FONT=&quot]ولكن عند قراءة الآية بتأنٍ فالله تعالى يقول ([/FONT][FONT=&quot]وَنَزَعْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا[/FONT][FONT=&quot]) وهذا يشير للمواضع المشابهة التي تتحدث عن بعث الشهداء من الأمم [/FONT]
هل موضوع الشهادة هو نفسه فى كل المرات ؟!
مثلا شهادة المسيح هى شهاداة عن قضية محددة " ... أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ " . السياق فى سورة النساء سياق أحكام شرعية ... والرسول يشهد انه بلغ وعلّم و...؛ فى القصص ..السياق يتكلم عن الشركاء .. يسأل " مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ (71) إذن لا برهان لهم فى الدنيا ..وفى الاخرة أيضا

ولذلك الاحتمال الآخر قائم أيضا ... وهو كون الشهيد ممن زُعموا شركاء ،والسؤال لهم .. إذ انهم جماعة ( شهيد من كل أمة ) أن يأتوا ببرهان زعمهم بانهم شركاء ودعوتهم الناس إلى ذلك ... فلن يأتوا ببرهان ... فعلم المشركون أن الحق لله ... حيث أن المشركين إلي هذه اللحظة يشكون أن الحق ليس لله وأن شركائهم سيأتون وينقذونهم .... فلما عجز أولئك الشهداء - الشركاء - علموا- الأمم - أن الحق لله
وهناك احتمال ثالث- ... وهو أنه يُنادى على الأمم المشركة ويسألون " أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (74) " ، وينزع من كل أمة شهيدا ممن أشركوا نيابة عن من أشرموا نعه ... ويطلب منه أن ياتى ببرهان اتخاذه شريكا .. وبالطبع ليس لديه برهان

وكون الرسول أو النبي هو الشهيد المعنى فى الآية غير راجح حيث أن الرسول لم يُذكر فى السياق ، والرسول لن يطلب منه برهان بل هي شهادة ، ولن يُطلب من المشركين برهان أنهم كذبوا الرسول حيث هذا ثابت لا يحتاج برهان
 
السلام عليكم ..

نعم .. الشهادة في أصلها هي ذاتها في كل المواضع ، فالشهادة يوم القيامة مقام عظيم كما قلنا وهي مقام "المؤتمن" والكافر لم يؤدي الأمانة في الدنيا فكيف يؤتمن في الآخرة ؟؟
والشهادة يؤديها النبي والبرهان يطلب من المشهود عليهم وليس من النبي والجميل واللافت أن السياق رائع فهو نور عين المتدبر والمفسر فكن معي رعاك الله ووفقك لكل خير:
في سورة المائدة يقول تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ) فالعدالة لازم من لوازم الشهادة والكافر ليس بذي عدل ، ثم يسير السياق فيقول تعالى ( ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَىٰ وَجْهِهَا أَوْ يَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمَانٌ بَعْدَ أَيْمَانِهِمْ) هذا في الآية 108 من سورة المائدة ، ومباشرة بعد هذه الآية - أي الآية 109- يأتي بالله بالشهادة التي نتحدث عنها فيقول جل شأنه (يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) فسياق مناقشة الرسل وسؤالهم تجاه مهمتهم التي أؤتمنوا عليها ، فكل نبي يسأله الله فيشهد قومه بالبلاغ ويشهدون عليهم بالتكذيب وتشهد عليهم ايديهم وأرجلهم بما كانوا يعلمون.
فالشهيد خارج دائرة الاتهام وهذا معلوم في الدنيا والآخرة فالشاهد لا يدان ، والمدان لا يستشهد فهو ليس موضع يؤتمن فيه على الشهادة فلا عدالة له.
ودائما ما نلحظ أن مسألة النقاش والحساب والاستشهاد في القرآن الكريم سواء في سورة المائدة أو في سورة القصص يتبعها سرد لقصة عيسى عليه السلام ذلك أن قومه يدعون اتباعه ويؤلهونه من دون الله وينسبونه لله ابناً ، واما قوله (قُلْنَا هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ) فهو طلب موجه للأمة المشهود عليها بصيغة الجمع وليس للشهيد الذي نزعه الله وذلك ما يوضحه السياق.
فالشهادة لا ينبغي أن تكون في غير مؤتمن عدل والكافر غير مؤتمن وغير عدل فلا يصح أن يكون شاهداً بل إنهم ينفون الشهادة عن أنفسهم لأنهم اقل من أن يستشهدون وهذا مقام عظيم مقام المؤتمن لا ينبغي لهم فانظر رعاك الله ماذا يقولون (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47) وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (48) فإذا كانوا هم ينفون عن أنفسهم الشهادة فكيف نثبتها نحن لهم ؟؟
والله أعلم.
 
السلام عليكم
[FONT=&quot]أتي بالله بالشهادة التي نتحدث عنها فيقول جل شأنه (يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ) فسياق مناقشة الرسل وسؤالهم تجاه مهمتهم التي أؤتمنوا عليها ، فكل نبي يسأله الله فيشهد قومه بالبلاغ ويشهدون عليهم بالتكذيب وتشهد عليهم ايديهم وأرجلهم بما كانوا يعلمون.[/FONT]
إن كانوا سيشهدون عليهم بالتكذيب ...إذن ما معنى قول الرسل كما نصت الآية "... لا علم لنا ..." ؟
الشهادة من مؤتمن - على قدر ما بلغه علمنا عنه - فى الدنيا ، أما فى الآخرة فالله يعلم ولكنه سبحانه يسألهم ليشهدوا على أنفسهم ولذلك فإنهم " .... وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا (42)النساء ، وصح أن يوصف قولهم بالشهادة " ... وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130) الأنعام ، .
وفى قوله " ... وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكَائِي قَالُوا آَذَنَّاكَ مَا مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ (47) وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ وَظَنُّوا مَا لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (48)فصلت ، هو نفس المعني فى القصص ؛ والله أعلم .. أنهم الشهداء الذين نُزعوا من الأمم .. من كل أمة شهيد .. سيقولون ما من أحد منا يشهد أن لك شريك يا الله،
ثم هناك شهداء غير النبيين " ..وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) ، كما يقتضي العطف .
والسؤال : هل النبي سيشهد علي من جاءوا بعده أم أن شهادته عليه الصلاة والسلام مقصورة على المعاصرين له ؟ وما الدليل ؟
أقول أنه لن يشهد على من جاء بعده إلا كما دلت آية المائدة " لاعلم لنا " ، وكما جاء فى حديث الحوض " ... إنك لاتعلم ماذا أحدثوا بعدك " ..فكيف يشهد من لم يعلم !!
وإذن سيشهد على من ضلوا بعده من أضلهم ، ويشهد عليهم من دعاهم للإيمان من معاصريهم .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله بكم إخواني وجزاكم الله خيرا

من المعلوم في كتاب الله أن الشهيد ( شاهد)لا يقتصر على الأنبياء والملائكة فحسب
فالشها دة كما قال اخي هي مقام تعظيم وتكريم ولكن لمن كان بجانب الحق سبحانه ،اما الشهادة الأخرى فهي شهادة اعتراف واقرار وهي شهادة المتهمين على بعضهم( الكفار) حتى ان الرجل منهم لايقبل شهادة احد سوى نفسه
﴿اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون﴾ وهذه شهادة اقرار واعتراف .
فكل مخلوق يوم القيامة هو شاهد حتى ابليس هو شاهد ( شهادة اعتراف واقرار)على اتباعه يوم القيامة ﴿وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم﴾ ٢٢ ابراهيم
فهذا يوم الفصل وهذا يوم الحساب وهذه محاكمة عظيمة لا يغيب فيها احد ويظلم فيها احد فكل يكون يومئذ شاهد ومشهود اما له واما عليه
﴿إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود﴾ ١٠٣ هود
فزعماء الكفر والذين ادعوا انهم شركاء لله هم ايضا يشهدون على اتباعهم شهادة متهم على أخر مثله ﴿الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين﴾
≤≤≤≤≤≤
اما قوله تعالى
﴿إليه يرد علم الساعة وما تخرج من ثمرات من أكمامها وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ويوم يناديهم أين شركائي قالوا آذناك ما منا من شهيد﴾٤٧ فصلت
اي مامنا من أحد يشهد ان لك شركاء فهذه شهادة اقرار واعتراف منهم بتوحيده سبحانه

اما الذين ادعوا انهم شركاء لله في الدنيا فإنهم يشهدون على اتباعهم شهادة اعتراف واقرار واتهام قال تعالى
﴿ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون﴾٦٢
﴿قال الذين حق عليهم القول ربنا هؤلاء الذين أغوينا أغويناهم كما غوينا تبرأنا إليك ما كانوا إيانا يعبدون﴾٦٣
ثم يأتي السياق بعده فيتكرر النداء ذاته الذي في الأية ٦٢ بقوله تعالى
﴿ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون﴾٧٤
﴿ونزعنا من كل أمة شهيدا فقلنا هاتوا برهانكم فعلموا أن الحق لله وضل عنهم ما كانوا يفترون﴾٧٥
وهنا ينزع الظلمة الذين ادعوا انهم شركاء لله ويقال لهم هاتوا برهانكم انكم شركاء لله فعلموا ان الحق لله وهو التوحيد والربوبية والملك وضل عنهم ما كانوا يفترون اي يكذبون انهم شركاء لله.
ثم يأتي السياق مباشرة بعده بأحد هؤلاء الظلمة ( الذين ادعوا انهم شركاء لله ) قوله
﴿إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين﴾٧٦ القصص

والله اعلم
 
عودة
أعلى