ومن تأمل ما وقع في القرآن والسنة من النسخ, عرف بذلك حكمة الله ورحمته عباده, وإيصالهم

إنضم
27/05/2003
المشاركات
32
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال الامام السعيد رحمه الله في معرض تفسيره آية ( ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها ) في سورة البقرة:
ومن تأمل ما وقع في القرآن والسنة من النسخ, عرف بذلك حكمة الله ورحمته عباده, وإيصالهم إلى مصالحهم, من حيث لا يشعرون بلطفه.


فبارك الله فيكم من يتحفنا بتأملات في هذا الباب ، فبضاعتي في العلم قليلة؟
 
السلام عليكم


إليك مقالا منقولا


---------------

- تعريف النسخ

1- لغة: الإزالة. يقال: نسخت الشمس الظّل، أي أزالته. ويأتي بمعنى التبديل والتحويل، يشهد له قوله تعالى: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ} [النحل: 101].



2- اصطلاحاً: رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخر. فالحكم المرفوع يسمى: المنسوخ، والدليل الرافع يسمى: الناسخ، ويسمى الرفع: النسخ.

فعملية النسخ على هذا تقضي منسوخاً وهو الحكم الذي كان مقرراً سابقاً، وتقتضي ناسخاً، وهو الدليل اللاحق.

ب- شروط النسخ.

1- أن يكون الحكم المنسوخ شرعياً.

2- أن يكون الدليل على ارتفاع الحكم دليلاً شرعياً متراخياً عن الخطاب المنسوخ حكمه.

3- ألا يكون الخطاب المرفوع حكمه مقيداً بوقت معين مثل قوله تعالى:

{فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ} [البقرة:109] فالعفو والصفح مقيد بمجيء أمر الله.



جـ- حكمه وقوع النسخ:

1- يحتل النسخ مكانة هامة في تاريخ الأديان، حيث أن النسخ هو السبيل لنقل الإنسان إلى الحالة الأكمل عبر ما يعرف بالتدرج في التشريع، وقد كان الخاتم لكل الشرائع السابقة والمتمم له ما جاء به سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبهذا التشريع بلغت الإنسانية الغاية في كمال التشريع.

وتفصيل هذا: أن النوع الإنساني تقلب كما يتقلب الطفل في أدوار مختلفة، ولكل دور من هذه الأدوار حال تناسبه غير الحال التي تناسب دوراً غيره، فالبشر أول عهدهم بالوجود كانوا كالوليد أول عهده بالوجود سذاجة، وبساطة، وضعفاً، وجهالة، ثم اخذوا يتحولون من هذا العهد رويداً رويداً، ومروا في هذا التحول أو مرت عليهم أعراض متبانية، من ضآلة العقل، وعماية الجهل، وطيش الشباب، وغشم القوة على التفاوت في هذا بينهم، اقتضى وجود شرائع مختلفة لهم تبعاً لهذا التفاوت.

حتى إذا بلغ العالم أوان نضجه واستوائه، وربطت مدنيته بين أقطاره وشعوبه، جاء هذا الدين الحنيف ختاماً للأديان ومتمماً للشرائع، وجامعاً لعناصر الحيوية ومصالح الإنسانية و مرونة القواعد، جمعاً وفَّقَ بين مطالب الروح والجسد، وآخى بين العلم والدين، ونظم علاقة الإنسان بالله وبالعالم كله من أفراد، وأسر، وجماعات، وأمم، وشعوب، وحيوان، ونبات، وجماد، مما جعله بحق ديناً عاماً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

2- ومن الحكم أيضاً التخفيف والتيسير: مثاله: إن الله تعالى أمر بثبات الواحد من الصَحابَة للعشرة في قوله تعالى: {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} [ الأنفال:65] ثم نسخ بعد ذلك بقوله تعالى :{الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} [الأنفال:66] فهذا المثال يدل دلالة واضحة على التخفيف والتسير ورفع المشقة، حتى يتذكر المسلم نعمة الله عليه.

3- مراعات مصالح العباد.

4- ابتلاء المكلف واختباره حسب تطور الدعوة وحال الناس.

د- أقسام النسخ في القرآن الكريم

1- نسخ التلاوة والحكم معاً.

رُوي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان فيما نزل من القرآن:"عشر رضعات معلومات يحرّمن " فنسخن خمس رضعات معلومات، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي مما يقرأ من القرآن". ولا يجوز قراءة منسوخ التلاوة والحكم في الصلاة ولا العمل به، لأنه قد نسخ بالكلية. إلا أن الخمس رضعات منسوخ التلاوة باقي الحكم عند الشافعية.

2- نسخ التلاوة مع بقاء الحكم.

يُعمل بهذا القسم إذا تلقته الأمة بالقبول، لما روي أنه كان في سورة النور: "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما نكالاً من الله والله عزيز حكيم "، ولهذا قال عمر: لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله لكتبتها بيدي.

وهذان القسمان: (1- نسخ الحكم والتلاوة) و (2- نسخ التلاوة مع بقاء الحكم) قليل في القرآن الكريم، ونادر أن يوجد فيه مثل هذان القسمان، لأن الله سبحانه أنزل كتابه المجيد ليتعبد الناس بتلاوته، وبتطبيق أحكامه.



3- نسخ الحكم وبقاء التلاوة.

فهذا القسم كثير في القرآن الكريم، وهو في ثلاث وستين سورة.

مثاله:

1- قيام الليل:

المنسوخ: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمْ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلا * نِصْفَهُ أَوْ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلا}[المزمل: 1- 3].

الناسخ: قوله تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَي اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنْ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ} [المزمل:20].

النسخ: وجه النسخ أن وجوب قيام الليل ارتفع بما تيسر، أي لم يَعُدْ واجباً.

2- محاسبة النفس.

المنسوخ: قوله تعالى: {وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ}

[البقرة: 284].

الناسخ: قوله تعالى: {لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا} [ البقرة:286 ].

النسخ: وجهه أن المحاسبة على خطرات الأنفس بالآية الأولى رُفعت بالآية التالية.

3- حق التقوى.

المنسوخ: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ} [آل عمران: 102].

الناسخ: قوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} [التغابن: 16].

النسخ: رفع حق التقوى بالتقوى المستطاعة.



- ما الحكمة من نسخ الحكم وبقاء التلاوة؟

1- إن القرآن كما يتلى ليعرف الحكم منه، والعمل به، فإنه كذلك يُتلى لكونه كلام الله تعالى، فيثاب عليه، فتركت التلاوة لهذه الحكمة.

2- إن النسخ غالباً يكون للتخفيف، فأبقيت التلاوة تذكيراً بالنعمة ورفع المشقة، حتى يتذكر العبد نعمة الله عليه.

هـ- النسخ إلى بدل وإلى غير بدل

1- النسخ إلى بدل مماثل، كنسخ التوجه من بيت المقدس إلى بيت الحرام: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} [البقرة :144].

2- النسخ إلى بدل أثقل، كحبس الزناة في البيوت إلى الرجم للمحصن، والجلد لغير المحصن. ونسخ صوم عاشوراء بصوم رمضان.

3- النسخ إلى غير بدل، كنسخ الصدقة بين يدي نجوى الرسول صلى الله عليه وسلم.

4- النسخ إلى بدل أخف: مر معنا في الأمثلة السابقة ( قيام الليل ).

و- أنواع النسخ

النوع الأول: نسخ القرآن بالقرآن، وهو متفق على جوازه ووقوعه.

النوع الثاني: نسخ القرآن بالسنة وهو قسمان.

1- نسخ القرآن بالنسبة الآحادية، والجمهور على عدم جوازه.

2- نسخ القرآن بالسنة المتواترة.

أ- أجازه الإمام أبو حنيفة ومالك ورواية عن أحمد، واستدلوا بقوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ} [البقرة: 180] فقد نسخت هذه الآية بالحديث المستفيض، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: " ألا لا وصية لوارث " ولا ناسخ إلا السنة . وغيره من الأدلة .

ب- منعه الإمام الشافعي ورواية أخرى لأحمد، واستدلوا بقوله تعالى: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} [البقرة: 106] قالوا: السنة ليست خيراً من القرآن ولا مثله.

النوع الثالث: نسخ السنة بالقرآن: أجازه الجمهور، ومثلوا له بنسخ التوجه إلى بيت المقدس الذي كان ثابتاً بالسنة بالتوجه إلى المسجد الحرام. ونسخ صوم عاشوراء بصوم رمضان.

http://www.islampedia.com/MIE2/MainInter/default.htm


===============================

نقلته لك ليكون أرضية للنقاش

إقرأ ثم ناقش


ولأن الموقع موقع تفسير يفضل مناقشة تفاسير آية((وما ننسخ من آية أو ننسها))
 
ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير).
هذه الآية لا تعني نسخ آيات الأحكام وإنما نسخ الآيات (المعجزات) بقرينة عجز الآية (ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير) وبقرينة ما أتى بعدها : أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ...
فاليهود سألوا موسى عليه السلام فقالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة، فهم تبدلوا الكفر بالإيمان ، أي اشترطوا أن يروا الله جهرة لكي يؤمنوا.
لو كانت الآية تعني نسخ آيات الأحكام لختمت الآية بما يناسب ذلك بأن تختم ب : ألم تعلم أن الله عليم حكيم .

الآية تعني نسخ معجزات الرسل ، فمعجزة عيسى عليه السلام معجزة حسية نسخت بمعجزة الإسلام العقلية (الحكمة) ، وما كان الله ليأتي بالمعجزة العقلية إلا إذا كان قد جاء قبلها ذروة المعجزات الحسية، وهو ما كان من معجزة عيسى عليه السلام (إحياء الموتى بإذن الله)، فتلك كانت قمة المعجزات الحسية .
 
بارك الله فيك أخي الشرباتي لكن من كاتب هذا المقال؟ لأني ضغطت على الرابط فلم يظهر لي المقال

أرجو التوضيح وفقك الله .
 
واناأيضا لا اعرف فليس مكتوبا في الرابط


لكن الأهم من هذا مناقشة بعض ما فيه بعد أن تقرأه بتأن
 
النسخُ في القرآنِ الكريم مِن الموضوعاتِ المهمّةِ التي لا بُدَّ مِن مَعرفتها والعنايةِ بها لِكُلِّ مَن أرادَ دراسة القرآنِ ومَعرفةَ أحكامه ومعانيه ، ولِذا فقد ضَمَّنَهُ المؤلِّفُون في علوم القرآنِ ضِمْنَ كُتُبِهِم ، وأفْرَدَهُ بالتأليف كَثِيرُونَ .
ومِمّا ينبغي التنبيه عليه أنّ النسخَ عند المتقدّمينَ – مِن الصحابةِ والتابعينَ– أَعَمُّ مِن النسخِ المُصْطَلَحِ عليه عند المتأخِّرينَ – مِن الأصوليين والفقهاء والمحدّثين - ، ذلكَ أنّ النسخَ عند السلفِ معناهُ : البيان ، فيشملُ تخصيصَ العامّ ، وتقييد المطْلَق ، وتبيين المجْمَل ، وكذا يشملُ النسخَ بالمعنى الاصطلاحيِّ عند المتأخِّرينَ كما تقدّم تعريفه ، وقد قرَّر هذا جَمْعٌ مِن المحقِّقينَ مِنهم شيخُ الإسلام ابن تيميةَ وابنُ القيِّم والشاطبيُّ .( 1)
قال ابن القيِّم رحمه الله :" مُراد عامّةِ السلفِ بالناسخِ والمنسوخِ رَفْعُ الحُكْمِ بجُمْلَتِهِ تارةً وهو اصطلاحُ المتأخِّرينَ ،ورَفْعُ دلالةِ العامّ والمطْلَق والظاهِر وغيرها تارةً ،إمّا بتخصيصٍ أو تقييدٍ أو حَمْلِ مُطْلَقٍ على مُقَيَّدٍ وتفسيره وتبيينه حتّى إنّهم يُسمُّونَ الاستثناءَ والشرطَ والصِّفَةَ نَسْخًا لتَضَمُّنِ ذلكَ رفعَ دلالةِ الظاهِر وبيان المراد ، فالنسخُ عندهم وفي لسانهم هو بيانُ المراد بغير ذلكَ اللفظِ ، بل بأمرٍ خارجٍ عنه ، ومَن تأمّلَ كلامهم رأى مِن ذلكَ فيه ما لا يُحصَى ، وزالَ عنه به إشكالاتٌ أَوْجَبَهَا حَمْلُ كلامِهم على الاصطلاحِ الحادثِ عند المتأخِّرين ".(2 )
وللنسخ حكم كثيرة نص عليها أهل العلم رحمهم الله منها :
أنّ الشريعةَ تابعةٌ للمصالح ؛ لأنّ النسخَ لا يكونُ إلا لمصلحةٍ ؛ فإنّ الله لا يُبَدِّلُ حُكْمًا بِحُكْمٍ إلا لمصلحة .
قد يقولُ قائلٌ : ما الفائدةُ إذاً مِن النسخِ إذا كانتْ مِثْلَهَا ، والله تعالى حكيمٌ لا يفعلُ شيئاً إلا لحكمةٍ ؟
فالجوابُ : أنّ الفائدةَ اختبارُ المكلَّفِ بالامتثالِ ؛ لأنّه إذا امتثلَ الأمرَ أولاً وآخراً ، دَلَّ على كمالِ عُبُودِيَّتِه ؛ وإذا لَمْ يمتثلْ دَلَّ على أنّه يَعْبُدُ هواهُ ،ولا يَعْبُدُ مَوْلاهُ .
ومن الحكم أيضا
1-مراعاةُ مصالحِ العباد وتشريع ما هو أنفعُ لهم في دينهم ودنياهم .
2-التطوُّر في التشريع حتّى يبلغَ الكمال .
3-اختبار المكلَّفينَ باستعدادهم لقبول التحوّل مِن حُكْمٍ على آخر ورضاهم بذلك .
4-اختبار المكلَّفينَ بقيامهم بوظيفةِ الشُّكرِ إذا كانَ النسخُ إلى أَخَفّ ، ووظيفةِ الصَّبْرِ إذا كانَ النسخُ إلى أثْقَلَ ".( 3)
[line]
( 1 ) انظر : مجموع فتاوى ابن تيمية ( 13 / 29 ) ، إعلام الموقّعين لابن القيم ( 1 / 29 ) ، الموافقات للشاطبي ( 3 / 65 ) ، معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة صـ ( 254 ) .
( 2 ) إعلام الموقّعين ( 1 / 29 ) .
( 3 ) قد تعرّضَ جَمْعٌ مِن أهل العلم للحكمةِ مِن النسخِ سواء في أقسامه ، أو إجمالاً فَمِنْ كُتُبِ علوم القرآن : البرهان في علوم القرآن ( 2 / 44 ، 46 ، 47 ) ، الإتقان في علوم القرآن ( 2 / 713 ، 717 ، 722 ) ، مناهل العرفان في علوم القرآن ( 2 / 195 ) ، مباحث في علوم القرآن صـ (240) ، ومِنْ كُتُبِ أصول الفقه : الرسالة للشافعي صـ (106) ، الواضح في أصول الفقه ( 1/243 ، 255) ، إرشاد الفحول ( 3 / 619 ) ، معالم أصول الفقه عند أهل السنة والجماعة صـ ( 261 ) .
 
الاخ البريدي


ما رايك العلمي في قول نفاة النسخ أن آية(( وما ننسخ من آية أو ننسها))

المقصود منها الآية الكونية


ويتتبعون معنا إستقراء كل الآيات التي نقول أنها منسوخة محاولين إثبات عدم وقوع النسخ


ما رأيك؟؟
 
بارك الله فيكم أخي خالد والشرباتي .

بارك الله فيكم لنحرص قدر المستطاع أن لا نحيل إلى مقال بلا كاتبه ،

اسأل الله أن يفقهني وإياكم في الدين ويعلمنا التأويل
 
الإسلام منهج هدى للناس كمثل المنهج الدراسي ، فالمنهج الدراسي فيه قواعد للمبتدئين وقواعد للمتقدمين ، فللمبتدئين تمارين تناسب مستواهم الابتدائي فإذا تقدموا في دراستهم فإن القواعد والتمارين تتغير لتناسب التطور الجديد ، والمدرسة مفتوحة للتلاميذ ، كل يوم ينتسب إليها تلاميذ جدد ، فهل يوضع التلاميذ الجدد مع طلبة الثانوية العامة أم يوضعوا في أول ابتدائي ؟
كذلك دين الإسلام الذي منهجه القرآن لكل الناس ، كل حكم فيه يتلى إلى يوم القيامة إلا ويوجد من يسري عليه حكمه.
لنأخذ مثلا قوله تعالى :
يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون).
هذه الآية فيها حكم للمبتدئ الجديد ، مثلا :
رجل إيرلندي مدمن كحول (يجري الكحول في دمه : يرتعش جسده من الإدمان) أو مدمن مخدر الهيروين هداه الله إلى الإسلام.
هل يقال له : أجل إسلامك إلى أن تعتزل الخمر نهائيا أم يقال له آمن بالإسلام وعالج نفسك من الإدمان؟
مدمن الخمر أو السموم البيضاء لا يستطيع الإقلاع عنها دفعة واحدة وإنما يعالج بتقليل الكمية يوم عن يوم في المستشفى أو في البيت ، فهذا الرجل الجديد في الإسلام شأنه شأن من نزلت فيهم هذه الآية، يأخذ بحكمها فبدلا من تعاطيه الخمر طول النهار أصبح عليه ألا يشرب إلى درجة السكر وفي غير أوقات الصلاة.
وبعد شفاءه من إدمان هذا الهباب فإنه يصبح محكوما بقوله تعالى :
إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون).
هذا هو القرآن فيه أحكام تناسب المنتسب الجديد وأخرى للمتقدم .
أما النسخ النهائي الذي لن يأتي إلى يوم القيامة فهو الذي يتعلق بآيات الرسل : لن يأتي رسول آخر بمعجزة إحياء الموتى .
 
الأخ جمال حسني الشرباتي
كلامهم يحتمل أحد أمرين:إما نفي وقوع النسخ مطلقاً , أو نفي دلالة الآية على النسخ .
فإن كان الأول فأشهر من قال به من المسلمين ابو مسلم الأصفهاني فإنّه زَعَمَ أنّ النسخَ مستحيلٌ ؛ وأجابَ عَمَّا ثبتَ نَسْخُهُ بأنّ هذا مِن بابِ التخصيصِ ؛ وليسَ مِن بابِ النسخِ ؛ وذلكَ لأنّ الأحكامَ النازلةَ ليسَ لها أَمَدٌ تنتهي إليه ؛ بلْ أَمَدُهَا إلى يومِ القيامةِ ؛ فإذا نُسِخت فمعناهُ أنّنا خَصَّصْنَا الزمنَ الذي بعدَ النسخِ . أيْ أخرجناهُ مِن الحُكْمِ .
1-وهذا الخلاف كما ترى في التسمية فقط , وعلى هذا فيكونُ الخلافُ بينَ أبي مسلمٍ وعامّةِ الأمّةِ خِلافًا لَفْظِيًّا ؛ لأنّهم مُتّفِقُونَ على جوازِ هذا الأمرِ ؛ إلاَّ أنّه يُسمِّيهِ تَخْصِيصًا ؛ وغيرهُ يُسمُّونَهُ نَسْخًا ؛ والصوابُ تَسْمِيَتُهُ نَسْخًا ؛ لأنّه صَرِيحُ القرآنِ : {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا } , وهذا هو رَأْيُ الشوكانيِّ رحمه الله (1 ) ، وعلى فَرضِ أنّ الخلافَ حقيقيٌّ فَكَلامُهُ مَرْدودٌ مِن وجوهٍ :
أ – أنّ إنكارَ وُقُوعِه مع ثبوتِ ذلكَ بالأدلّةِ المتظافرةِ مُكابرةٌ .
ب – أنّ إنكارهُ أَتَى بعد إجماعِ الأمّةِ على ثبوته واتّفاقِهم على ذلكَ ؛ كما أنّ مِن أهل العلم مَن لم يعتدَّ بخلافهِ وجعلهُ شاذًّا, كما سيأتي ؛ ، وهو رأْيُ الشوكانيّ .(2 )
ومن منكري النسخ اليهود – لعنهم الله – يُنْكِرُونَ النسخَ ، ويقولونَ إنّ النسخَ يستلزمُ البَدَاءَةَ على الله – أيْ أنّه بَدَا لَهُ العلمُ ثم نَسَخَ .
فيقالُ ردًّا عليهم : أنتم الآنَ كذَّبْتُم التوراةَ ، قال تعالى : {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرائيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرائيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ}(آل عمران:من الآية93)فلمّا نزلت التوراةُ حُرِّمَ فيها ما حُرِّمْ .
وقد وتوسَّعَ بعض العلماء في إيرادِ شُبهِهم وردِّهَا (3 ). وليسَ بذكرِ الخلاف معهم طائل ، وما أجْمَلَ كلامَ الشوكانيِّ رحمه الله حيثُ قال :" وأمّا الجوازَ فَلَمْ يُحْكَ الخلافُ فيه إلاَّ عن اليهودِ ،وليسَ لنا إلى نَصْبِ الخلافِ بيننا وبينهم حاجةٌ ، ولا هذه بأوَّلِ مسألةٍ خالفوا فيها أحكـامَ الإسلامِ حتّى يُذْكَرَ خلافهم في هذه المسألةِ ، ولكن هذا مِن غرائبِ أهل الأصول ".(4 )
و النسخَ جائزٌ عقلاً وثابتٌ شَرْعًا ، فقد دَلَّت الأدلّةُ المتظافرةُ على جوازه عقلاً وثبوته شرْعًا (5 ) .
بل نقلَ ابنُ الجوزيِّ رحمه الله إجماعَ أهل العلمِ على ذلكَ ؛ فقالَ :" انعقدَ إجماعُ أهلِ العلم على هذا ؛ إلاّ أنّه قد شَذَّ مَن لا يُلتفت إليه " ( 6) ، وكذا ابنُ كثيرٍ نقلَ اتّفاقَ المسلمينَ على جوازه ( 7) ، بل حَكَى الشوكانيُّ اتّفاقَ أهلِ الشرائعِ عليه . ( 8)
وأما الأحتمال الثاني : وهو أن يكون المراد نفي دلالة الآية على نسخ الأحكام الشرعية كما ذهب إليه الأخ أبو علي واستند على أمرين :
الأول : قرينة عجز الآية (ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير ) ,إذ لو كانت الآية تعني نسخ آيات الأحكام لختمت الآية بما يناسب ذلك بأن تختم ب : ألم تعلم أن الله عليم حكيم .
الثاني : قرينة ما أتى بعدها : أم تريدون أن تسألوا رسولكم كما سئل موسى من قبل ...
فاليهود سألوا موسى عليه السلام فقالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة، فهم تبدلوا الكفر بالإيمان ، أي اشترطوا أن يروا الله جهرة لكي يؤمنوا. فالآية تعني نسخ معجزات الرسل لا نسخ الأحكام الشرعية وجواب ذلك ما يلي :
أولا ً : هذه الآية وما بعدها من الآيات توطئة لنسخ استقبال القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة , وبيت المقدس هي قبلة اليهود , ولذا تجد الآيات التي بعدها تحدثت عن أهل الكتاب , ويدل على هذا ما ذكره المفسرون من سبب نزول الآية , وتحويل القبلة حكم شرعي لا معجزة .
ثانياً : أهل اللسان من مفسري السلف وغيرهم , فهموا منه نسخ الأحكام الشرعية , كما هو بين لمن رجع إلى أقوالهم في تفسير هذه الآية .
ثالثاً : خاتمة الآية مناسبة لمضمونها من إرادة نسخ الأحكام الشرعية , يدل على ذلك ما ذكره المفسرون عند تفسير هذه الآية
قال ابن القيم : أخبر سبحانه أن عموم قدرته وملكه وتصرفه في مملكته وخلقه لا يمنعه أن ينسخ ما يشاء ويثبت ما يشاء كما أنه يمحو من أحكامه القدرية الكونية مايشاء ويثبت فهكذا أحكامه الدينية الأمرية ينسخ منها ما يشاء ويثبت منها ما يشاء .
وقال ابن كثير عن هذه الآية والتي بعدها : يرشد عباده تعالى بهذا إلى أنه المتصرف في خلقه بما يشاء فله الخلق والأمر وهو المتصرف فكما خلقهم كما يشاء ويسعد من يشاء ويشقي من ويصح من يشاء ويمرض من يشاء ويوفق من يشاء ويخذل من يشاء كذلك يحكم في عباده بما يشاء فيحل ما يشاء ويحرم ما يشاء , ويبيح ما يشاء , ويحظر ما يشاء , وهو الذي يحكم ما يريد لا معقب لحكمه ... الخ .
وأما الجواب عن الدليل الثاني وهو قوله : فاليهود سألوا موسى عليه السلام فقالوا لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة، فهم تبدلوا الكفر بالإيمان ، أي اشترطوا أن يروا الله جهرة لكي يؤمنوا.
فهو أن بني اسرائيل سألوا موسى عليه السلام مسائل كثيرة منها ما هو معجزة ومنها ما هو حكم شرعي يدل على ذلك ما ذكره المفسرون حول هذه الآية فليراجعها من شاء , فحصرها بسؤال واحد تحكم .

وفي الختام أنبه على أمرٍ مهم وهو أنه ليس كل ما يذكره المفسرون من النسخ مسلم فإن منهم من بالغ بالقولِ بالنسخِ حتّى جعلَ آيةَ السَّيْفِ وهي قوله تعالى :{فَإِذَا انْسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ }(التوبة: من الآية5) ناسِخَةً لمائةٍ وأربعٍ وعشرينَ .
والحق أن النسخ قليلٌ جداً قال السيوطيُّ في حديثه عن النسخِ :" وهو في الحقيقةِ قليلٌ جدًّا ، وإنْ أَكْثَرَ الناسُ مِن تِعْدَادِ الآياتِ فيه ".( 9) ثمّ قام بتحريرِ ما ثبتَ فيها النسخُ فأوصلها إلى عشرين آيةٍ .
أمّا الزرقانيُّ فقد تعرّضَ لثنتينِ وعشرينَ آية قَبِلَ النسخَ في اثنتي عشرة آية مِنها .( 10)
أمّا د. مصطفى زيد وهو أَكْثَرُ مِن تعرّضَ لقضايا النسخِ وناقشها ؛ فقد قرَّرَ أنّ الآياتِ التي صَحّتْ فيها دعوى النسخِ لا تَزِيدُ عن سِتِّ آياتٍ .( 11)
أمّا الدهلويُّ رحمه الله ؛ فقد بيّنَ أنّ النسخَ لا يَصِحُّ إلاّ في خَمْسِ آياتٍ (12 ) ، وهو
أقلُّ عددٍ قِيلَ بِنَسْخِه فيما أعلم .
[line]
( 1 ) انظر : إرشاد الفحول ( 3 / 618 ) .
( 2 ) المرجع السابق
( 3 ) انظر : تقريب الوصول صـ ( 313 ) ، تفسير ابن كثير ( 1/264 ) ، مناهل العرفان في علوم القرآن ( 2 / 198 ) وما بعدها .
( 4 ) إرشاد الفحول ( 3 / 618 ) . وانظر : تفسير ابن كثير ( 1 / 264 ) .
( 5 ) انظر الأدلّة مبسوطةً ومستوفاةً في : مناهل العرفان في علوم القرآن ( 2 / 187 ) وما بعدها .
( 6) انظر : نواسخ القرآن صـ ( 13 ) .
( 7 ) انظر : تفسير ابن كثير ( 1 / 265 ) .
( 8 ) انظر : إرشاد الفحول ( 3 / 618 ) .
( 9 ) الإتقان في علوم القرآن ( 2 / 706 ) وما بعدها .
( 10 ) انظر : مناهل العرفان ( 2 / 255 ) وما بعدها .
( 11 ) انظر : مقدمة كتابه : النسخ في القرآن .
( 12 ) انظر : الفوز الكبير في أصول التفسير صـ ( 60 ) .
 
الأخ البريدي

لقد قلت فأجدت----واحب أن أضيف على بيانك أن الآية (([color=993366]وما ننسخ من آية أو ننسها))[/color]
لا تعني نسخ الآية الكونية أو المعجزة فأقول


----الآية الكونية إن حصلت لا يمكن أن تنسخ---فهي حصلت فكيف يعقل أن تنسخ

فإذا حصل لنبي معجزة تحريك الجبال وانتهت فكيف يتصور العقل نسخها؟؟؟



===============================

أما نسخ التلاوة كما قيل (([color=990033]والشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة[/color]))

فإن نفسي تعاف القول بحدوثه فهو يفتح ابواب أقوال مزعجة في جانب حفظ القرأن الكريم


فما رأيك
 
ما ذكرته لفتة طيبة إذ النسخ اصطلاحا إنما يكون في الأحكامُ الشرعيةُ ، أمّا القضايا الكونية التي حصلت و الأحكامُ الخَبَريَّةُ فإنّها لا يُمكن أنْ يَدْخُلها النسخُ ؛ لأنّنا لو جَوَّزْنَا نسخَ أحد الخَبَرَيْنِ بالآخرِ لَزِمَ مِنه تكذيبُ أحد الخَبَرَيْنِ بالآخرِ ، وهذا مُحَالٌ في كلامِ الله ، وكلامِ رسوله صلى الله عليه وسلم .
قال ابنُ عبد البرِّ رحمه الله :" الناسخُ والمنسوخُ إنّما يكونانِ في الأوامر والنواهي ، وأمّا الخبرُ عن الله  أو عن رسوله  فلا يجوز النسخُ فيه البَتَّةَ بِحَال ".(1 )
قال شيخُ الإسلام ابن تيمية :" الخبرُ عمّا كانَ وما يكونُ لا يدخلهُ نَسْخٌ ".( 2)
وقال ابن القيِّم :" أحكامُ التوحيدِ التي اتّفقتْ عليه دعوةُ الرُّسُلِ يستحيلُ دخول النسخِ فيه ".( 3)
وقال السيوطيُّ :" لا يقعُ النسخُ إلاّ في الأمرِ والنَّهْيِ ؛ ولو بلفظِ الخبر ، أمّا الخبرُ الذي ليس بمعنى الطلبِ فلا يدخلهُ النسخُ ، ومِنه الوعدُ والوعيد ، وإذا عرفتَ ذلك عرفت فسادَ صُنْعِ مَن أدخلَ في كُتُبِ النسخِ كثيرًا مِن آياتِ الأخبارِ والوعد والوعيد ".( 4)

[line]
( 1 ) التمهيد ( 3 / 215 ) .
( 2 ) مجموع فتاوى ابن تيمية ( 4 / 326 ) .
(3 ) بدائع الفوائد (1 / 128 ) .
( 4) الإتقان في علوم القرآن ( 2 / 702 ) .
وللاستزادة انظر : البرهان في علوم القرآن ( 2 /39 ) ، الموافقات للشاطبي ( 3 /63 ، 66 ، 68 ، 69 ) ، تقريب الوصول صـ ( 314 ) ، إرشاد الفحول ( 3 / 621 ) .
 
عودة
أعلى