" ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى " المسلم المعتدل والإسلام المعتدل

د محمد الجبالي

Well-known member
إنضم
24/12/2014
المشاركات
400
مستوى التفاعل
48
النقاط
28
الإقامة
مصر
المسلم المعتدل والإسلام المعتدل

هذان المصطلحان:

(مسلم معتدل) ، (الإسلام المعتدل)

ينتشران هذه الأيام بكثرة في أوربا وأمريكا وفي أبواق الإعلام في بلاد الشرق.

فما هو الإسلام المعتدل الذي يريدونه؟

ومن هو المسلم المعتدل الذي يحبونه؟

إنه الإسلام الذي يتخلى فيه المسلم عن دستوره وقرآنه وسنة نبيه ويعتبرهما من التاريخ الذي ولى ولن يعود لأنه صار من الآثار التي اندثرت.

إنهم يحبون المسلم الذي لا يعرف عن دينه إلا اسمه
وإلا أساطير ابتدعها شيوخ تربوا في محضن أوربا وأمريكا.

إنهم يريدون إسلاما (مودرن) يتوافق مع إلحادهم وعلمانيتهم
إسلاما يتخلق بأخلاقهم وعاداتهم التى تعافها القرود
إسلاما يحرر المرأة من أسر الستر والعفة
إسلاما ودينا يكون فيه الرب خادما للعبد
إسلاما (مودرن) ومسلما (مودرن)

والله الذي لا إله إلا هو: حتى لو تخلينا عن إسلامنا وقيمه وأخلاقه ولحقنا بدينهم فلن يرضوا عنا

والله لن يرضوا عنا
والله لن يرضوا عنا

إنهم لن يقبلوا إلا أن نكون لهم خدما وعبيدا

وليس المقصود من قول الله عز وجل:
(وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ )
أنهم سيرضون إذا اتبعنا ملتهم إنما المقصود هو أن ييأس النبي صلى الله عليه وسلم من إيمانهم باختيارهم.

فكأن الآية تقول للنبي وللمؤمنين : محال أن يؤمن اليهود والنصارى كما أنه محال أن تتبعوا ملتهم.

وتأملوا الأداة التي استعملها القرآن:
"لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى"

فقد نفى بـ (لن) التي تنفي المستقبل نفيا قاطعا
ليس هذا فقط
تأملوا لما عطف النصارى على اليهود إنه لم يعطف بالواو فقط - وكانت كافية - لكن الله قال (ولا النصارى) أكد النفي الأول القاطع بنفي ثان حتى نوقن نحن المؤمنين ونقطع الأمل في إيمان هؤلاء باختيارهم إلا أن يشاء الله شيئا.

ولعل البعض يقول:
إن الإسلام يدخله كثير منهم كل يوم.

وأقول : نعم صحيح
ولكن التاريخ يخبرنا أن إيمان الأفراد غير إيمان الأمم ؛

فإن الأمم تقاتل قتالا شديدا دون دينها ، وقد يسلم بعض أفرادها لكن الأمة جميعها لا تترك دينها - ولو كان باطلا - لدين آخر باختيارها.

ولعلكم تعلمون أن أمم النصارى التي أسلمت ، قد أسلمت بالفتح ، ولم يسلموا حتى عاش الإسلام بينهم فرأوه وعرفوه فأيقنوا أنه الدين الحق فآمنوا.

والله أعلم
أخوكم د. محمد الجبالي
 
عودة
أعلى