ولا يكتمون الله حديثا (42) سؤال فى الاعراب

إنضم
11/10/2011
المشاركات
39
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
6 اكتوبر
(ولا يكتمون الله حديثا) عطف على «يود» ويجوز أن تكون للاستئناف ويكتمون فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون والله منصوب بنزع الخافض وحديثا مفعول به، أي: لا يكتمون عن الله حديثا. وأجاز قوم أن يكون لفظ الجلالة مفعولا به ليكتمون، لأنه في رأيهم يتعدى لاثنين.

الكتاب : إعراب القرآن وبيانه
المؤلف : محيي الدين بن أحمد مصطفى درويش (المتوفى : 1403هـ)
-------------------
السؤال ما محل لفظ الجلالة من الاعراب ان كان منصوبا برفع الخافض؟؟؟
 
قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} الواو في قوله تعالى: {ولا يكتمون} إما أن تكون من قبيل العطف، وعليه فهو إما من قبيل عطف المفرد على المفرد، أو من قبيل عطف الجمل على الجمل، فإن كانت من قبيل عطف المفرد على المفرد فالمعنى: يوم القيامة يود الكافرون أمرين؛ الأول: تسوية الأرض بهم، الثاني: عدم كتمانهم الله حديثاً، وإن كانت من قبيل عطف الجمل على الجمل فالمعنى: يوم القيامة يكون أمران بالنسبة للكافرين؛ الأول: يود الكافرون تسوية الأرض بهم، الثاني: عدم كتمانهم الله حديثاً، وهذا على اعتبار {لو} مصدرية، أما إن كانت حرف امتناع فهي ثلاث جمل حينئذ، وهي: يودون كذا، تسوية الأرض بهم، عدم كتمانهم الله حديثاً.
أو أن نجعلها حالية والمعنى، ويوم القيامة يود الكافرون تسوية الأرض بهم حال كونهم غير كاتمين الله حديثاً.
أما حملها على الاستئناف فبعيد، فلا يظهر له وجه في الآية، والأوجه أن نجعلها من عطف المفرد على المفرد، فحبهم لعدم كتمان الله حديثاً داخل في حيز ودادتهم وحبهم أن يدافعوا عن أنفسهم، بحيث ينفوا عن أنفسهم الشرك بالله، وقد جاء وصفهم في آية أخرى: {وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ * ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ}، فحينئذ {يود الذين كفروا ..}، لكن الحديث لا ينفعهم في ذلك اليوم الجلل.
وأما سؤالك عن موقع لفظ الجلالة من الإعراب فهو النصب على المفعولية؛ لأن فعل {يكتمون} يأخذ مفعولين، والمعربون يجعلون أحد المفعولين متعدياً بنفسه، والثاني بحرف؛ ولذلك قدروا الخافض وهو حرف الجر على هذا الاعتبار، فقالوا منصوب على نزع الخافض، وهي عبارة كوفية جرت في كتب القوم، وقد تسأل: ولماذا هذا الذهاب والإياب؟! فأقول: الداعي لهذا الذي سمعت هو أنهم لا يرون أن فعل الكتم يقوى على التعدي بنفسه لمفعولين، فلما تعدى في الظاهر لمفعولين بنفسه قالوا: منصوب على نزع الخافض، مع ملاحظة أنه في الأصل مفعول به، هذا ما أفهمه من كلامهم والعلم عند الله.
 
لا يصح عطف يكتمون على تسوى من أجل النفي، فلا يكون إلا معطوفا على يود. ومن ناحية المعنى لا فائدة في ودادتهم أنهم لا يكتمون الله حديثا.
 
من قال إن جملة {ولا يكتمون الله حديثاً} معطوفة على {لو تسوى بهم الأرض}؟! بل هي معطوفة على جملة {يود ..}، وإنما الذي قلته بأننا لو جعلنا لو على بابها لكانت ثلاث جمل، ولم أقل إنها معطوفة لامتناع العطف، فأرجو الانتباه والتدقيق في الكلام، نعم أنا قلت هي من عطف الجمل على الجمل من باب أنه مصطلح يطلق، سواء قلنا جملتان أو أكثر، وأما من حيث المعنى فالفائدة كل الفائدة في أنهم يودون أن لا يكتموا الله حديثاً، للدفاع عن أنفسهم، وللخروج من المأزق حسب ما يظنون، هذا ما أراه ولباحث أن يرى غير ذلك، وإنما هي معانٍ تظهر لباحث وتخفى عن آخر، والعلم عند الله تعالى.
 
عودة
أعلى