ولا تكن كصاحب الحوت

إنضم
22/04/2010
المشاركات
1,136
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
الاردن -- مدينة اربد
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {ولا تكن كصاحب الحوت} قال : تغاضب كما غاضب يونس.
وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد ، وَابن المنذر عن قتادة {ولا تكن كصاحب الحوت} قال : لا تعجل كما عجل ولا تغاضب كما غاضب.
وقال مقاتل: {ولا تكن كصاحب الحوت} يعني يونس بن متى من أهل نينوى ، عليه السلام ، يقول لا تضجر كما ضجر يونس فإنه
لم يصبر ، يقول : لا تعجل كما عجل يونس ، ولا تغاضب كما غاضب يونس بن متى فتعاقب كما عوقب يونس.انتهى
هذا نهي من الله تعالى للنبي محمد عليه الصلاة السلام ينهاه فيه أن لا يكون مثل يونس عليه السلام في عجلته وغضبه . والسؤال هنا . هل كانت المغاضبة لربه أم لقومه؟؟
قال الطبري: أَنَّ الَّذِينَ وَجَّهُوا تَأْوِيلَ ذَلِكَ إِلَى أَنَّهُ ذَهَبَ مُغَاضِبًا لِقَوْمِهِ ، إِنَّمَا زَعَمُوا أَنَّهُمْ فَعَلُوا ذَلِكَ اسْتِنْكَارًا مِنْهُمْ أَنْ يُغَاضِبَ نَبِيُّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ رَبَّهُ , وَاسْتِعْظَامًا لَهُ . وَهُمْ بِقِيلِهِمْ أَنَّهُ ذَهَبَ مُغَاضِبًا لِقَوْمِهِ قَدْ دَخَلُوا فِي أَمْرٍ أَعْظَمَ مِمَّا أَنْكَرُوا ، وَذَلِكَ أَنَّ الَّذِينَ قَالُوا : ذَهَبَ مُغَاضِبًا لِرَبِّهِ اخْتَلَفُوا فِي سَبَبِ ذَهَابِهِ كَذَلِكَ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّمَا فَعَلَ مَا فَعَلَ مِنْ ذَلِكَ كَرَاهَةَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ قَوْمٍ قَدْ جَرَّبُوا عَلَيْهِ الْخُلْفَ فِيمَا وَعَدَهُمْ ، وَاسْتَحْيَا مِنْهُمْ ، وَلَمْ يَعْلَمِ السَّبَبَ الَّذِي دُفِعَ بِهِ عَنْهُمُ الْبَلاَءُ.
وَقَالَ بَعْضُ مَنْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ : كَانَ مِنْ أَخْلاَقِ قَوْمِهِ الَّذِينَ فَارَقَهُمْ قَتْلُ مَنْ جَرَّبُوا عَلَيْهِ الْكَذِبَ ، عَسَى أَنْ يَقْتُلُوهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ وَعَدَهُمُ الْعَذَابَ ، فَلَمْ يَنْزِلْ بِهِمْ مَا وَعَدَهُمْ مِنْ ذَلِكَ وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ إِنَّمَا غَاضَبَ رَبَّهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَمَرَ بِالْمَصِيرِ إِلَى قَوْمٍ لِيُنْذِرَهُمْ بَأْسَهُ , وَيَدْعُوِهُمْ إِلَيْهِ ، فَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يُنْظِرَهُ لِيَتَأَهَّبَ لِلشُّخُوصِ إِلَيْهِمْ ، فَقِيلَ لَهُ : الأَمْرُ أَسْرَعُ مِنْ ذَلِكَ , وَلَمْ يُنْظَرْ , حَتَّى شَاءَ أَنْ يُنْظَرَ إِلَى أَنْ يَأْخُذَ نَعْلاً يَلْبَسَهَا ، فَقِيلَ لَهُ نَحْوُ الْقَوْلِ الأَوَّلِ . وَكَانَ رَجُلاً فِي خُلُقِهِ ضِيقٌ ، فَقَالَ : أَعْجَلَنِي رَبِّي أَنْ آخُذَ نَعْلاً فَذَهَبَ مُغَاضِبًا.والله أعلم.
 
وأضيف سؤالاً على ماذكر الشيخ من جهة أخرى في نفس الآية لماذا لم يسمه؟ بل قال صاحب الحوت ولم يقل النون؟ فهل من متأمل!
 
هنا مسائل مهمة ينبغي التنبه لها :
1 - أن نهي النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله تعالى : "ولا تكن كصاحب الحوت .." إنما هو منصب على المسألتين فقط أعني المغاضبة والعجلة عن تأدية أوامر الله تعالى ولو كان ذلك عن حسن نية .
2 - لا يدخل في نهيه تعالى "ولا تكن كصاحب الحوت .." : "إذ نادى" لأن نداءه كان "لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين" وكل مسلم مطالب بها وهي ذكر من أفضل الأذكار فليست داخلة في نهيه تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم .
3 - أن نبي الله تعالى يونس بن متى عليه الصلاة والسلام من أفضل أنبياء الله تعالى ، ولا ينقص من قدره لو اجتهد في أمر بخلاف مراد الله تعالى ما دام أنه تاب منه واعترف بأنه كان من الظالمين وأناب إلى الله تعالى .
4 - لا ننسى قول النبي صلى الله عليه وسلم المتفق عليه : "لا ينبغي لعبد أن يقول أنا خير من يونس بن متى"
5 - هناك كثير من التفاسير التي تقول بأن نبي الله يونس ظن أن لن يقدر الله تعالى عليه - من القدرة - وهذا لا شك في بطلانه وبعده عن الحق .
وأما ذا النون وذا الحوت أو صاحب الحوت أو يونس بن متى فهي كلها تعني هذا النبي العظيم ولا فرق بينها جميعا.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .
 
وأما ذا النون وذا الحوت أو صاحب الحوت أو يونس بن متى فهي كلها تعني هذا النبي العظيم ولا فرق بينها جميعا.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .
جزيت خيرا على ما بينت ولكن
الذي يبدو والله أعلم أن بينهما فرقا حيث أن الله ذكر (ذا النون) في مقام الثناء
وذكر (صاحب الحوت) في ضد ذلك
فهل أحدٌ يتفضل علينا ببيان الفرق؟
نكون من المثنين والداعين له بتمام التوفيق.
مع أني سأتدخل في ذاك ذاكرا احتمالا لعلي أوفق:
وهو أن قوله( صاحب الحوت )في سورة القلم تفسير وبيان لقوله( ذا النون) في سورة الأنبياء
والسلام
 
ه
5 - هناك كثير من التفاسير التي تقول بأن نبي الله يونس ظن أن لن يقدر الله تعالى عليه - من القدرة - وهذا لا شك في بطلانه وبعده
بارك الله بك أخي الفاضل على تلك المسائل المهمة الجليلة. وأريد فقط أن أقف على معنى قوله تعالى: (فظن أن لن نقدر عليه) لو سمحتم لي:
القدرة هنا كما تعلمون معناها التضييق.يقال قَدَرْتُ عَلَى فُلاَنٍ : إِذَا ضَيَّقْتُ عَلَيْهِ. أي أن يونس عليه السلام ظن أن الله تعالى لن يعاقبه ولن يضّيق عليه .وفي هذا المعنى قوله تعالى { وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ }أي من ضيّق عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله . والله أعلم.
 
جزاكم الله خيراً على هذا الموضوع الموفق وبارك الله فيكم على ما إضفتوه من إضافات قيمة حوله..
فشكر الله لكم على هذا الطرح..
تحياتي لكم..
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما
موضوعكم جعلني أبحث في معاني الصحبة في القرآن : والذي لفت نظري أن كلمة صاحب وصاحبة تكتب في الخط الإملائي بالألف.. في حين تكتب في رسم الوحي بالألف وبدونه..
ولعل السؤال الذي يخطر ببال كل واحد فينا هو :
هل في ذلك من حكمة ؟
أم أن الأمر يرجع إلى خطإ الصحابة في كتابة المصحف ؟
وهل أصلا كانت كتابة المصحف بالوحي أم بأمر اتفق عليه الصحابة ؟
اعتمادا على رواية حفص.. لاحظت أن الكتابة في القرآن تقدم معنى زائدا أيضا.. فالله تعالى كما اختار الكلمة التي لا يمكن لقاموس أن يغيرها إلا بما هو أدنى منها معنى.. اختار كذلك عدد الحرف في كل كلمة من القرآن..
فالزيادة والنقص في حرف هو زيادة في المعنى..
وموضوع الصاحب في القرآن الكريم ..
تختلف طريقة رسم الكلمة فيه، بحسب المعنى المراد.. فإن وجد سبب للفرقة كالكفر أو النوع وضع الألف في رسمها..
وإن وجد سبب للجمع كالإيمان أو الدعوة كتبت الكلمة بدون ألف.. دلالة على تمام الود والإقتراب.
هذا والله أعلم
يغفر الله لي ولكم
 
إليكم هذا الاقتباس من مقال طويل للشيخ بسام جرار:
والذي نرجحه هنا أنّ نون هو الحرف المعروف. ويلزم من هذا القول أن نبين لماذا سمي يونس، عليه السلام، بذي النون، ولماذا يسمى الحوت نوناً؟! جاء في مختار الصحاح للرازي في مادة (بلس):"أبلس من رحمة الله أي يئس، ومنه سمي إبليس وكان اسمه عزازيل". وهذا فيما نراه خطأ بيّن؛ لأنّ القرآن الكريم ينص على أنّ اسمه إبليس قبل أن ييأس من الرحمة؛ انظر قوله تعالى:" إلا إبليس أبى أن يكون من الساجدين، قال يا إبليس مالك ألا تكون من الساجدين، قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال ..." الحجر 31-33. وكذلك الآيات 7578 من سورة ص، تنص على أنه خوطب بـ (إبليس) قبل أن يطرد من الرحمة. وعليه نقول: إن أبلس من إبليس، لا أن إبليس من أبلس. فبعد أن أصبح إبليس يائساً من الرحمة ووجدت البشرية ووجدت اللغة العربية، اشتق الناس من اسم إبليس الفعل. فالاشتقاق هنا إذن من الاسم. وما قلناه في (إبليس) نقوله في (نون)، فاسم (يونس) معناه كما سنرى (ذو النون وعليه فهناك احتمال أن يكون الحوت قد عُرف بـ (نون) بعد قصته مع ذي النون (يونس).
بالرجوع إلى الآية 88 من سورة الأنبياء نلاحظ أن كلمة (ننجي) كُتبت في المصحف (نجي) على الرغم من أنها تُقرأ فقط (نُنجي). فلماذا حذفت النون عندما كان الكلام عن ذي النون؟! ويصبح الأمر لافتاً بشدة عندما نعلم أنّ سورة القلم تفتتح بقوله تعالى:" ن والقلم وما يسطرون"، وقبل نهاية السورة يقول سبحانه:" فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت إذ نادى وهو مكظوم". فلماذا حذفت النون عندما وصف، عليه السلام، بذي النون؟! مع ملاحظة أنّ قصة يونس، عليه السلام، وردت أيضاً في سورة القلم التي تستهل بحرف النون، وملاحظة أنه، عليه السلام، لم يوصف فيها بذي النون، بل هو فيها صاحب الحوت.
يحتمل أن تكون هذه إشارة إلى أنّ النون هو الحرف وليس الحوت؛ ففي سورة الأنبياء حذفت النون التي هي حرف، وفي سورة القلم استهلت بنون الذي هو حرف، فالقَسَم كما هو واضح بالحرف والأداة والكتابة:"نون والقلم وما يسطرون".
 
عودة
أعلى