تيسير الغول
New member
أخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله : {ولا تكن كصاحب الحوت} قال : تغاضب كما غاضب يونس.
وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد ، وَابن المنذر عن قتادة {ولا تكن كصاحب الحوت} قال : لا تعجل كما عجل ولا تغاضب كما غاضب.
وقال مقاتل: {ولا تكن كصاحب الحوت} يعني يونس بن متى من أهل نينوى ، عليه السلام ، يقول لا تضجر كما ضجر يونس فإنه
لم يصبر ، يقول : لا تعجل كما عجل يونس ، ولا تغاضب كما غاضب يونس بن متى فتعاقب كما عوقب يونس.انتهى
هذا نهي من الله تعالى للنبي محمد عليه الصلاة السلام ينهاه فيه أن لا يكون مثل يونس عليه السلام في عجلته وغضبه . والسؤال هنا . هل كانت المغاضبة لربه أم لقومه؟؟
قال الطبري: أَنَّ الَّذِينَ وَجَّهُوا تَأْوِيلَ ذَلِكَ إِلَى أَنَّهُ ذَهَبَ مُغَاضِبًا لِقَوْمِهِ ، إِنَّمَا زَعَمُوا أَنَّهُمْ فَعَلُوا ذَلِكَ اسْتِنْكَارًا مِنْهُمْ أَنْ يُغَاضِبَ نَبِيُّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ رَبَّهُ , وَاسْتِعْظَامًا لَهُ . وَهُمْ بِقِيلِهِمْ أَنَّهُ ذَهَبَ مُغَاضِبًا لِقَوْمِهِ قَدْ دَخَلُوا فِي أَمْرٍ أَعْظَمَ مِمَّا أَنْكَرُوا ، وَذَلِكَ أَنَّ الَّذِينَ قَالُوا : ذَهَبَ مُغَاضِبًا لِرَبِّهِ اخْتَلَفُوا فِي سَبَبِ ذَهَابِهِ كَذَلِكَ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّمَا فَعَلَ مَا فَعَلَ مِنْ ذَلِكَ كَرَاهَةَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ قَوْمٍ قَدْ جَرَّبُوا عَلَيْهِ الْخُلْفَ فِيمَا وَعَدَهُمْ ، وَاسْتَحْيَا مِنْهُمْ ، وَلَمْ يَعْلَمِ السَّبَبَ الَّذِي دُفِعَ بِهِ عَنْهُمُ الْبَلاَءُ.
وَقَالَ بَعْضُ مَنْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ : كَانَ مِنْ أَخْلاَقِ قَوْمِهِ الَّذِينَ فَارَقَهُمْ قَتْلُ مَنْ جَرَّبُوا عَلَيْهِ الْكَذِبَ ، عَسَى أَنْ يَقْتُلُوهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ وَعَدَهُمُ الْعَذَابَ ، فَلَمْ يَنْزِلْ بِهِمْ مَا وَعَدَهُمْ مِنْ ذَلِكَ وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ إِنَّمَا غَاضَبَ رَبَّهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَمَرَ بِالْمَصِيرِ إِلَى قَوْمٍ لِيُنْذِرَهُمْ بَأْسَهُ , وَيَدْعُوِهُمْ إِلَيْهِ ، فَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يُنْظِرَهُ لِيَتَأَهَّبَ لِلشُّخُوصِ إِلَيْهِمْ ، فَقِيلَ لَهُ : الأَمْرُ أَسْرَعُ مِنْ ذَلِكَ , وَلَمْ يُنْظَرْ , حَتَّى شَاءَ أَنْ يُنْظَرَ إِلَى أَنْ يَأْخُذَ نَعْلاً يَلْبَسَهَا ، فَقِيلَ لَهُ نَحْوُ الْقَوْلِ الأَوَّلِ . وَكَانَ رَجُلاً فِي خُلُقِهِ ضِيقٌ ، فَقَالَ : أَعْجَلَنِي رَبِّي أَنْ آخُذَ نَعْلاً فَذَهَبَ مُغَاضِبًا.والله أعلم.
وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد ، وَابن المنذر عن قتادة {ولا تكن كصاحب الحوت} قال : لا تعجل كما عجل ولا تغاضب كما غاضب.
وقال مقاتل: {ولا تكن كصاحب الحوت} يعني يونس بن متى من أهل نينوى ، عليه السلام ، يقول لا تضجر كما ضجر يونس فإنه
لم يصبر ، يقول : لا تعجل كما عجل يونس ، ولا تغاضب كما غاضب يونس بن متى فتعاقب كما عوقب يونس.انتهى
هذا نهي من الله تعالى للنبي محمد عليه الصلاة السلام ينهاه فيه أن لا يكون مثل يونس عليه السلام في عجلته وغضبه . والسؤال هنا . هل كانت المغاضبة لربه أم لقومه؟؟
قال الطبري: أَنَّ الَّذِينَ وَجَّهُوا تَأْوِيلَ ذَلِكَ إِلَى أَنَّهُ ذَهَبَ مُغَاضِبًا لِقَوْمِهِ ، إِنَّمَا زَعَمُوا أَنَّهُمْ فَعَلُوا ذَلِكَ اسْتِنْكَارًا مِنْهُمْ أَنْ يُغَاضِبَ نَبِيُّ مِنَ الأَنْبِيَاءِ رَبَّهُ , وَاسْتِعْظَامًا لَهُ . وَهُمْ بِقِيلِهِمْ أَنَّهُ ذَهَبَ مُغَاضِبًا لِقَوْمِهِ قَدْ دَخَلُوا فِي أَمْرٍ أَعْظَمَ مِمَّا أَنْكَرُوا ، وَذَلِكَ أَنَّ الَّذِينَ قَالُوا : ذَهَبَ مُغَاضِبًا لِرَبِّهِ اخْتَلَفُوا فِي سَبَبِ ذَهَابِهِ كَذَلِكَ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ : إِنَّمَا فَعَلَ مَا فَعَلَ مِنْ ذَلِكَ كَرَاهَةَ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ قَوْمٍ قَدْ جَرَّبُوا عَلَيْهِ الْخُلْفَ فِيمَا وَعَدَهُمْ ، وَاسْتَحْيَا مِنْهُمْ ، وَلَمْ يَعْلَمِ السَّبَبَ الَّذِي دُفِعَ بِهِ عَنْهُمُ الْبَلاَءُ.
وَقَالَ بَعْضُ مَنْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ : كَانَ مِنْ أَخْلاَقِ قَوْمِهِ الَّذِينَ فَارَقَهُمْ قَتْلُ مَنْ جَرَّبُوا عَلَيْهِ الْكَذِبَ ، عَسَى أَنْ يَقْتُلُوهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ وَعَدَهُمُ الْعَذَابَ ، فَلَمْ يَنْزِلْ بِهِمْ مَا وَعَدَهُمْ مِنْ ذَلِكَ وَقَالَ آخَرُونَ : بَلْ إِنَّمَا غَاضَبَ رَبَّهُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَمَرَ بِالْمَصِيرِ إِلَى قَوْمٍ لِيُنْذِرَهُمْ بَأْسَهُ , وَيَدْعُوِهُمْ إِلَيْهِ ، فَسَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يُنْظِرَهُ لِيَتَأَهَّبَ لِلشُّخُوصِ إِلَيْهِمْ ، فَقِيلَ لَهُ : الأَمْرُ أَسْرَعُ مِنْ ذَلِكَ , وَلَمْ يُنْظَرْ , حَتَّى شَاءَ أَنْ يُنْظَرَ إِلَى أَنْ يَأْخُذَ نَعْلاً يَلْبَسَهَا ، فَقِيلَ لَهُ نَحْوُ الْقَوْلِ الأَوَّلِ . وَكَانَ رَجُلاً فِي خُلُقِهِ ضِيقٌ ، فَقَالَ : أَعْجَلَنِي رَبِّي أَنْ آخُذَ نَعْلاً فَذَهَبَ مُغَاضِبًا.والله أعلم.