كنت أقرأ وردي من القرآن، فوقفت عند قوله جل و علا من سورة ص:" جنات عدن مفتحة لهم الأبواب"، فتساءلت في نفسي عن قوله تعالى:" مفتحة"، ما ما حلها من الإعراب:فقلت إنها حال من لفظ"الأبواب"، فأبواب الجنة إذن دائما مفتحة لأن الجملة الاسمية تفيد كما هو معلوم الدوام و الثبوت - و هذه قاعدة مهمة من قواعد التفسير-، بخلاف الجملة الفعلية التي تدل على التجدد، فقوله تعالى "مفتحة"، ليس ك"تفتح لهم" لأن هذا التعبير الآخير يفيد التجدد، أي أن الأبواب تغلق و تفتح، ثم تساءلت، كيف نوفق بين هذه الآية الدالة على دوام و استمرار انفتاح أبواب الجنة مع قوله جل في علاه:" حتى إذا جاءوها و فتحت أبوابها"، فهذه الآية تدل على أنها كانت مغلقة ثم فتحت، أي فتحت للمؤمنين لدخولها-بشفاعة النبي صلى الله عليه و سلم-، ففيه إخبار عن مجرد الفتح بعد الغلق للولوج و قد يفهم من الآية أنهم بمجرد دخولها تغلق.
فتأملت موقنا بأنه لا تعارض البتة في كتاب الله الذي قال عنه سبحانه" و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا" و قوله:" كتاب أحكمت آياته"، فقلت: إن آية الزمر تخبر عن حال أبواب الجنة عند وقوف المؤمنين عندها، وآية ص تخبر عن حال الأبواب الدائم و المستمر عند وجود المؤمنين داخلها.
و الله أعلم، و لعل الإخوة يدلون بدلوهم في هذه الوقفة القرآنية.
فتأملت موقنا بأنه لا تعارض البتة في كتاب الله الذي قال عنه سبحانه" و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا" و قوله:" كتاب أحكمت آياته"، فقلت: إن آية الزمر تخبر عن حال أبواب الجنة عند وقوف المؤمنين عندها، وآية ص تخبر عن حال الأبواب الدائم و المستمر عند وجود المؤمنين داخلها.
لافائدة لهم من فتحها وهم داخلها وكون الأبواب مفتحة ... ولهم ... فلماذا يقفون عندها ؟ إن كونهم يقفون أمامها انتقاص من النعيم .
آتيك بأقوال أهل العلم الألوسى : 1-{ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ ٱلاْبْوَابُ } إما صفة لجنات عدن وإليه ذهب ابن اسحق وتبعه ابن عطية أو حال من ضميرها المستتر في خبر إن والعامل فيه الاستقرار المقدر أو نفس الظرف لتضمنه معناه ونيابته عنه وإليه ذهب الزمخشري ومختصرو كلامه أو حال من ضميرها المحذوف مع العامل لدلالة المعنى عليه والتقدير يدخلونها مفتحة وإليه ذهب الحوفي.
2- { حَتَّىٰ إِذَا جَاءوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوٰبُهَا } وقرىء بالتشديد، والواو للحال والجملة حالية بتقدير قد على المشهور أي جاءوها وقد فتحت لهم أبوابها كقوله تعالى:
{ جَنَّـٰتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ ٱلأَبْوَابُ } [ص: 50] ويشعر ذلك بتقدم الفتح كأن خزنة الجنات فتحوا أبوابها ووقفوا منتظرين لهم، وهذا كما تفتح الخدم باب المنزل للمدعو للضيافة قبل قدومه وتقف منتظرة له، وفي ذلك من الاحترام والإكرام ما فيه.
بن عاشور :1- و { مُفَتَحَةً } حال من { جنَّاتِ عدنٍ } ، والعامل في الحال ما في { للمُتَّقينَ } من معنى الفعل وهو الاستقرار فيكون (ال) في { الأبوابُ } عوضاً عن الضمير. والتقدير: أبوابها، على رأي نحاة الكوفة، وأما عند البصريين فــــ { الأبواب } بدل من الضمير في { مُفتَّحَةً } على أنه بدل اشتمال أو بعض والرابط بينه وبين المبدل منه محذوف تقديره: الأبواب منها. وتفتيح الأبواب كناية عن التمكين من الانتفاع بنعيمها لأن تفتيح الأبواب يستلزم الإِذن بالدخول وهو يستلزم التخلية بين الداخل وبين الانتفاع بما وراء الأبواب.
2-والواو في جملة { وفتحت أبوابها } واو الحال، أي حين جاءوها وقد فتحت أبوابها فوجدوا الأبواب مفتوحة على ما هو الشأن في اقتبال أهل الكرامة. من اللباب قوله: " وَفُتِحَتْ " والواو زائدة. وهو رأي الكوفيين والأخفش. وإنّما جيء هنا بالواو دون التي قبلها لأن أبواب السجن تكون مغلقةً إلى أن يجيئها صاحب الجريمة فيفتح له ثم تغلق عليه فناسب ذلك عدم الواو فيها بخلاف أبواب السرور والفرح فإنها تفتح انتظاراً لمن يدخلها فعلى ذلك أبواب جهنم تكون مغلقة لا تفتح إلا عند دخول أهلها فيها فأما أبواب الجنة ففتحها يكون متقدماً على دخولهم إليها كما قال تعالى:
{ جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ ٱلأَبْوَابُ } [ص:50] فلذلك جيء بالواو فكأنه قيل: حتى إذا جاؤوها وقد فتحت أبوابها.
احسنت اخي ناصر فهذا الفهم السليم الفطري ان الباب اصلا لم يوضع ليبقى مفتوحاً بل ليغلق على ما خلفه فاذا وقف امامه المؤمنون يستفتحونه فتح لهم يقعقع حلقاته ابا القاسم صلى الله عليه وسلم فيستعلم الملك عن الطارق فيعرف بنفسه فيقول الخازن امرت ان لا افتح لأحد قبلك ، وقوله تعالى مفتحة لهم الابواب مبالغة في الترحيب حال الفتح فلا تكون مفتوحة جزئيا ولا تكون مفتوحة لفئة دون فئة ولا تكون نصفها مفتوح ونصفها مردود بل مفتَّحة مصاريعها لاهل الجنة يدخلون منها بدون ان يعيقهم عن دخولها عائق سوى ماكان قبل فتحها .
بوركت وسلمت
السلام عليكم
أخى عدنان
إنها أبواب وليست باب واحدا ليفتحها شخص واحد
إن أشرف باب فيها سيفتحه الرسول صلى الله عليه وسلم ،
أو سيأتيه الرسول يجده مفتوحا بنص الآية، والقول الأول يصح فقط إن لم يكن الفردوس الأعلى من جنات عدن المقصودة فى الآية ، ... وهو كذلك إذ هو أعلى درجة منها
ولذلك يمكن أن يكون التصور أنه إذا فتح الرسول باب الفردوس الأعلى فتحت باقى الأبواب .
ويجدر بى القول أنه على هذا التصور لا انتظار أمام أبواب الجنة ... لماذا ؟ ... لأن الرسول هو الأول وبينه وبين الذى يليه زمن ومسافة ،
فتح الرسول الأبواب ، وكل من دونه سيجد الباب الخاص به - هو وزمرته- مفتوحا
والله أعلم
{ جنات عدن مفتحة لهم الأبواب}الا يكون هذا تزاور اهل الجنة بعضهم لبعض وكما تعلمون ان الجنة درجات اي مفتحة بينهم في الجنة والله اعلم ،اوحال دخول الجنة من يدخلها بلا حساب وعقاب تبقى مفتحة لمن ولج النار أعاذنا الله منها امين من العصاة. {حَتَّىٰ إِذَا جَاءوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوٰبُهَا} تكونوا حال
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
صح عن النبي صلى الله عليه و سلم في عدة أحاديث أنه قال:" أنا أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة و أنا أول من يقرع باب الجنة"- رواه مسلم-، و قال:" أنا أول من يأخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها "، و قال"ولد آدم كلهم تحت لوائي يوم القيامة و أنا أول من يفتح له باب الجنة " ...، و كلها أحاديث صحاح، و قال تعالى:" حتى إذا جاءوها و فتحت أبوابها"، فذكر الواو هنا بخلاف الكلام عن الكفار، ليفيد أن أمرا وقع لأن هذه الواو واو عطف، و هذا الشيء الذي حدث هو ما أخبر به النبي صلى الله عليه و سلم في هذه الأحاديث و غيرها، فمن أنواع شفاعته الخاصة به الاستفتاح لأهل الجنة ليدخلوها، و لا شك أن القرآن و السنة كلاهما وحي من مشكاة واحدة فيجب الإيمان بهما و الجمع بين نصوصها فهذه سبيل النجاة لمن رامها..
أما ادعاء أن الرسول صلى الله عليه و سلم لا يفتح له إلا باب جنة الفردوس ثم تفتح أبواب الجنة الأخرى و أن هناك أبوابا و ليس بابا واحدا حتى يفتحه شخص واحد، فكل هذا الكلام من تحكيم العقل دون النص، لأن النبي صلى الله عليه و سلم أخبر أنه سيفتح باب الجنة، فخرج اللفظ مخرج العموم فيجب حمله عليه، و كما يقول أهل الأصول المفرد المضاف يفيد العموم و لفظ الباب في الأحاديث جاء مضافا إلى الجنة فدل على العموم فيشمل كل الأبواب و لادليل على تخصيصه بباب دون غيره، كما أن هذا الأمر من أمور الغيب التي لا يجوز الكلام فيها إلا بنص. و الله أعلم.
السلام عليكم صح عن النبي صلى الله عليه و سلم في عدة أحاديث أنه قال:" أنا أكثر الأنبياء تبعا يوم القيامة و أنا أول من يقرع باب الجنة"- رواه مسلم-، و قال:" أنا أول من يأخذ بحلقة باب الجنة فأقعقعها "، و قال"ولد آدم كلهم تحت لوائي يوم القيامة و أنا أول من يفتح له باب الجنة " ...، و كلها أحاديث صحاح، لم يجادل أحد فى كون النبى محمد صلى الله عليه وسلم هو أول المسلمين وهو أول الداخلين إلى الجنة و قال تعالى:" حتى إذا جاءوها و فتحت أبوابها"، فذكر الواو هنا بخلاف الكلام عن الكفار، ليفيد أن أمرا وقع لأن هذه الواو واو عطف، و هذا الشيء الذي حدث هو ما أخبر به النبي صلى الله عليه و سلم في هذه الأحاديث و غيرها، فمن أنواع شفاعته الخاصة به الاستفتاح لأهل الجنة ليدخلوها،
السؤال: كيف تقول عن هذا أنه شفاعة ،بطريقة أخرى : كيف ينطبق عليه وصف الشفاعة ؟ ثم إذا كانت واو العطف دلت على أن شيئا ما قد حدث ،وقلت أنه الشفاعة ، فما الشيء الذى حدث حتى يقول لهم خزنتها " سلام عليكم …"حيث وجدت واو العطف " وقال لهم خزنتها..." أما ادعاء أن الرسول صلى الله عليه و سلم لا يفتح له إلا باب جنة الفردوس ثم تفتح أبواب الجنة الأخرى و أن هناك أبوابا و ليس بابا واحدا حتى يفتحه شخص واحد، فكل هذا الكلام من تحكيم العقل دون النص،لأن النبي صلى الله عليه و سلم أخبر أنه سيفتح باب الجنة، فخرج اللفظ مخرج العموم فيجب حمله عليه، و كما يقول أهل الأصول المفرد المضاف يفيد العموم و لفظ الباب في الأحاديث جاء مضافا إلى الجنة فدل على العموم فيشمل كل الأبواب و لادليل على تخصيصه بباب دون غيره، كما أن هذا الأمر من أمور الغيب التي لا يجوز الكلام فيها إلا بنص. و الله أعلم. نحن نحلل النص الذى يتكلم عن أمر من أمور الغيب والباب لابد وأنه باب واحد … وإلا من فتح باب الجنة التى فيها الشهداء ، أم أنهم ليسوا فى جنة ؟!
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أما بالنسبة لسؤالك عن استفتاح النبي صلى الله عليه و سلم للمؤمنين ليدخلوا الجنة و كيف اعتبرت هذا شفاعة، فأقول أن هذا الكلام ليس من كيسي بل إن العلماء -قاطبة فيما أظن- حينما يتكلمون عن أنواع شفاعاته صلى الله عليه و سلم يذكرون هذا الاستفتاح، و إليك بعض أقوالهم في ذلك:
يقول الحافظ الحكمي: " الثانية : الشفاعة في استفتاح باب الجنة ، وأول من يستفتح بابها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأول من يدخلها من الأمم أمته ." - أعلام السنة المنشورة لاعتقاد الطائفة الناجية المنصورة-.
و يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى في القول المفيد على كتاب التوحيد:" الثاني: شفاعته في أهل الجنة أن يدخلوها، لأنهم إذا عبروا الصراط ووصلوا إليها وجدوها مغلقة، فيطلبون من يشفع له، فيشفع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الله في فتح أبواب الجنة لأهلها، ويشير إلى ذلك قوله تعالى: { حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها } [الزمر: 73]، فقال: { وفتحت } ، فهناك شيء محذوف، أي: وحصل ما حصل من الشفاعة، وفتحت الأبواب، أما النار، فقال فيها: { حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها... } الآية.".
و مما جاء في كتاب" تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي:" ـ الشفاعة لأهل الجنة بأن يدخلوها : وهي أيضاً خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فهو أول من يستفتح باب الجنة فيفتح له . وأول الداخلين من الأمم أمته صلى الله عليه وسلم ، كما قال صلى الله عليه وسلم : " نحن الآخرون الأولون يوم القيامة " ".
و قال الشيخ سليمان بن عبد الوهاب في كتابه تيسير العزيز الحميد:" الثاني شفاعته لأهل الجنة في دخولها وقد ذكرها أبو هريرة في حديثه الطويل المتفق عليه ".
و يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى:" وأما حاجتهم إليه في الآخرة فإنهم يستشفعون بالرسل إلى الله حتى يريحهم من ضيق مقامهم فكلهم يتأخر عن الشفاعة فيشفع لهم وهو الذي يستفتح لهم باب الجنة "- الفوائد-
و يقول رحمه الله في حاشيته على سنن أبي داود:" فقد تضمنت هذه الأحاديث خمسة أنواع من الشفاعة
أحدها الشفاعة العامة التي يرغب فيها الناس إلى الأنبياء نبيا بعد نبي حتى يريحهم الله من مقامهم
النوع الثاني الشفاعة في فتح الجنة لأهلها
النوع الثالث الشفاعة في دخول من لاحساب عليهم الجنة
النوع الرابع الشفاعة في إخراج قوم من أهل التوحيد من النار
النوع الخامس في تخفيف العذاب عن بعض أهل النار ". اهـ أما بالنسبة لقولك:" والباب لابد وأنه باب واحد … وإلا من فتح باب الجنة التى فيها الشهداء ، أم أنهم ليسوا فى جنة ؟!"
فهذا تساءل جد غريب و عجيب، يفهم منه أنك تعتقد أن الشهداء يوجدون الآن في الجنة بأجسادهم، و كل من قرأ سؤالك هذا لا بد أن يفهم ما فهمته منك.
اعلم أخي أنه لن يدخل الجنة أحد مهما كانت درجته حتى يستقتح له النبي صلى الله عليه و سلم، ثم إنه لن يدخل أحد الجنة بجسده إلا بعد أن تقوم الساعة و تنتهي كل أمور القيامة من حساب و ميزان و مرور على الصراط...
و أما آية آل عمران:" وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) .
فهذه الآيات تتحدث عن نعيمهم في البرزخ و تنعم أرواحهم فيه، فلماذا تتساءل هذا السؤال الغريب، هل دخلوا بأجسادهم حتى تسأل من فتح لهم الجنة. إن التنعم تنعم الروح و الجسد تبعا، و قد صح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال:" إن أرواح الشهداء في جوف طير خضر لها قناديل معلقة تحت العرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل فاطلع إليهم ربهم اطلاعة فقال : هل تشتهون شيئا ؟ قالوا : أي شيء نشتهي و نحن نسرح من الجنة حيث شئنا ؟ فيفعل ذلك بهم ثلاث مرات فلما رأوا أنهم لم يتركوا من أن يسألوا قالوا : يا رب نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نرجع إلى الدنيا فنقتل في سبيلك مرة أخرى ! فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا " -صحيح الجامع-.
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى و بركاته *أما بالنسبة لسؤالك عن استفتاح النبي صلى الله عليه و سلم للمؤمنين ليدخلوا الجنة و كيف اعتبرت هذا شفاعة، فأقول أن هذا الكلام ليس من كيسي بل إن العلماء -قاطبة فيما أظن- حينما يتكلمون عن أنواع شفاعاته صلى الله عليه و سلم يذكرون هذا الاستفتاح، ** أعلم أن العلماء قالوا هذا ولكن لاأفهم كيف وصّفوا الأمر ، كيف طبقوا معنى الشفاعة على فتح باب الجنة ، هل تزاحم أهل الجنة أمامها فاحتاج الأمر إلى شفاعة ؟!هل معنى هذا أن أحدهم سبق النبى محمد إلى الباب ولكنه انتظر حتى يـأت النبى فيشفع فى الدخول ؟ أم أن النبى نفسه انتظر حتى يلحق به أهل الجنة جميعا ويضيقوا بمقامهم أمام أبواب الجنة التى لايفتحها خزنتها حتى يجيء آخر المستحقين لها ثم يشفع النبى !!!
*و إليك بعض أقوالهم في ذلك: ..... و يقول العلامة ابن عثيمين تعالى في القول المفيد على كتاب التوحيد:" الثاني: شفاعته في أهل الجنة أن يدخلوها، لأنهم إذا عبروا الصراط ووصلوا إليها وجدوها مغلقة، فيطلبون من يشفع له، فيشفع النبي - - إلى الله في فتح أبواب الجنة لأهلها، ويشير إلى ذلك قوله تعالى: حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها [الزمر: 73]، فقال: وفتحت ، فهناك شيء محذوف، أي: وحصل ما حصل من الشفاعة، وفتحت الأبواب، أما النار، فقال فيها: حتى إذا جاؤوها فتحت أبوابها... الآية.". **إن كان دليل الشيخ الفاضل هو تصور محذوف لوجود واو العطف ،فالمحذوف لايُقبل أن نقدره" حتى إذا جاؤوها - شفع النبى - وفتحت أبوابها " ولكن يُقبل " حتى إذا جاؤوها -استعدت وازينت - وفتحت أبوابها "
*اعلم أخي أنه لن يدخل الجنة أحد مهما كانت درجته حتى يستقتح له النبي صلى الله عليه و سلم، ثم إنه لن يدخل أحد الجنة بجسده إلا بعد أن تقوم الساعة و تنتهي كل أمور القيامة من حساب و ميزان و مرور على الصراط... **نعم صدقت ....، ولكن استفتاح النبى ليس شفاعة بل إنه أول من يدخل الباب . الرسول أول من يجوز الصراط وأول من يصل باب الجنة فمتى الشفاعة ، بل لماذا الشفاعة ، وأى معنى لها فى هذا المقام ؟
الإخوة الأفاضل ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد، فمن خلال الاستقراء يتبين أن كل آية من الآيتين المذكورتين تتحدث عن موقف خاص : {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ }[الزمر:73] {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ }[ص:50] الآية 73 من سورة الزمر تبين أول دخول إلى الجنة ، وهذا الدخول له حيثيات ، ذكرت في الأحاديث النبوية الشريفة . بينما الآية 50 من سورة ص فهي تبين لنا أبواب جنات عدن التي يجدها المؤمنون مفتحة لهم باستمرار . لأن جنان عدن موجودة داخلة الجنة ، والمرور إليها لا يمكن إلا للذين دخلوا الجنة كما تدل على ذلك الآية 73 من سورة الزمر . والدليل الذي يؤكد أن جنات عدن هي داخل الجنة هو قوله تعالى : {وَعَدَ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }[التوبة:72] وقوله تعالى : {يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }[الصف:12] فهي جنات في جنات عدن . فالجنة درجات ، وجنة عدن لها خصوصيتها ، يقول تعالى : {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالمَلاَئِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ }[الرعد:23] والله أعلم وأحكم
السلام عليكم
نعم ... آية الزمر فى الجنة ككل بما فيها من درجات
أما آية ص فهى فى درجة واحدة وهى جنات عدن
والجنات التى فى جنات عدن هى ما لكل واحد من جنة خاصة به
والجنات التى هى من درجة عدن أيضا درجات
والأبواب المفتحة هى الباب العام لجنة عدن ، وباب الدرجة منها ، وباب الجنة الخاصة والمسكن الطيب الذى لكل واحد .
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
الأخ الفاضل عبد الكريم، جزاك الله خيرا، لكن في قولك أن آية ص تتعلق بأبواب جنة عدن و أن هذه الأخيرة موجودة داخل الجنة نظر، لأن الصحيح و الله أعلم أن هناك جنة واحدة- أو جنتان على التحقيق إحداهما من ذهب و أخرى من فضة كما صح عن النبي صلى الله عليه و سلم-، لكن أقصد عموما الجنة فهي جنة واحدة و أما "عدن" فاسم من أسماء الجنة، كجنة المأوى و غيرها من الأسماء، و قد بوب الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه"حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح": " الباب الحادي والعشرون في أسماء الجنة ومعانيها واشتقاقها"، ثم قال:" ولها عدة أسماء باعتبار صفاتها ومسماها واحد باعتبار الذات فهي مترادفة من هذا الوجه وتختلف باعتبار الصفات فهي متباينة من هذا الوجه وهكذا أسماء الرب سبحانه وتعالى وأسماء كتابه وأسماء رسله وأسماء اليوم الآخر وأسماء النار".
ثم ذكر أسماءها و هي: الجنة- دار السلام- دار الخلد- دار المقامة- جنة المأوى- جنة عدن- دار الحيوان- الفردوس- جنات النعيم- المقام الأمين- مقعد الصدق و قدم الصدق.
و عند ذكره لجنة عدن قال رحمه الله تعالى:" فقيل هي اسم لجنة من الجنان والصحيح أنه اسم لجنة الجنان وكلها جنات عدن قال تعالى:" جنات عدن التي وعد الرحمن عباده بالغيب "، وقال تعالى:" جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من اساور من ذهب ولؤلؤ ولباسهم فيها حرير"، وقال تعالى:" ومساكن طيبة في جنات عدن"، والاشتقاق يدل على أن جميعها جنات عدن فإنه من الإقامة والدوام يقال عدن بالمكان إذا أقام به وعدنت البلد توطنته وعدنت الإبل بمكان كذا لزمته فلم تبرح منه قال الجوهري ومنه جنات عدن أي إقامة ومنه سمى المعدن بكسر الدال لأن الناس يقيمون فيه الصيف والشتاء ومركزه كل شيء معدنه والعادن الناقة المقيمة في المرعى" اهـ
إذن فهي أسماء لمسمى واحد فاختلفت الأسماء لكن الذات واحدة، و التفاضل و الله أعلم في الدرجات كما دلت عليه النصوص الشرعية من الكتب و السنة. و الله أعلم.
توجيه..
كل بستان = جنة اخترقها نهر من وسطها تطلق العرب عليها: (جنتان)
كبستان صاحب الجنتين
وسورة محمد ذكرت أربعة أنهر تخترق جنة المسلم الكبرى
وعلى هذا فللفرد المسلم أكثر من جنة صغرى تشكل جنته الكبرى
فلمن خاف مقام ربه جنتان.. ومن دونهما جنتان
وورد في حديث أم حارثة: " بل هي جنان "
* كيف نوفق بين أنّ للفرد جنة وله جنان؟
هي للناظر من أعلى حين يجلس في (الغرفة / العلية / الشرفة) متكئاً على الأرائك تبدو كجنة واحدة؛ لتشابك أشجارها حيث لا تظهر أنهارها
ولكنها بالنسبة لمن يسير على الأرض جنان
حيث تخترق الأنهار ما بين جنة (صغرى) وأخرى
ولا يوجد بين جنته (الصغرى) والأخرى أبواب موصدة
بل مفتحة
والله أعلم