خالد الباتلي
New member
- إنضم
- 04/04/2003
- المشاركات
- 172
- مستوى التفاعل
- 0
- النقاط
- 16
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة القرآن ، وما فيه من العلوم والمواعظ ماتستقيم به حياتنا ، وتطمئن به قلوبنا ، والصلاة والسلام على رسول الله الذي كان خلقه القرآن ، وعلى أصحابه الذين كان أحدهم قرآنا يدب على الأرض أما بعد
فهذه وقفات دعا إليها حق التذكرة ، ومناسبة الزمان بقرب شهر رمضان بلغنا الله إياه ، وهي تتعلق بقراءة القرآن ، أشير في طليعتها إلى أمرين :
1.أن القصد من هذه الوقفات ما خفي العلم به ، أو قل العمل به ، فخرج بهذا ماكان معلوما معمولا به عند الأكثر .
2.أنني لم أراع ترتيبا معينا في سردها بل كيفما اتفق ، والجامع هو الفائدة – إن شاء الله - في إطار هذا الموضوع .
الوقفة الأولى : السواك وتطهير الفم .
وهذه – أيها الإخوة - نغفل عنها قبل القراءة ، وقد جاء عن علي رضي الله عنه أنه أمر بالسواك وقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي قام الملك خلفه فيستمع لقراءته فيدنو منه - أو كلمة نحوها - حتى يضع فاه على فيه ، فما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك ، فطهروا أفواهكم للقرآن "
قال المنذري في الترغيب والترهيب 1/102: رواه البزار بإسناد جيد لا بأس به ، وروى ابن ماجه بعضه موقوفا ولعله أشبه . والحديث جوّد إسناده الألباني في الصحيحة 3/215 .
وقال قتادة رحمه الله :" ما أكلت الكراث منذ قرأت القرآن " .
وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يكون بين يديه تور فيه ماء إذا تنخع تمضمض ثم أخذ في الذكر ، وكان كلما تنخع تمضمض . ( القرطبي 1/27 )
قال الآجري :" أحب لمن أراد قراءة القرآن من ليل أو نهار أن يتطهر وأن يستاك ، وذلك تعظيم للقرآن ، لأنه يتلو كلام الرب عز وجل " ( أخلاق حملة القرآن ص73 ) .
الوقفة الثانية : الانشغال عن قراءة القرآن .
كان السلف رحمهم الله يعتنون بالحزب أو الورد اليومي من القرآن عناية عظيمة ، ولهم في ذلك أخبار عجيبة .
أما اليوم فما أقل من قطع على نفسه حزبا يوميا ، وما أقل – من هذا القليل – من يحافظ على حزبه محافظته على الفريضة لايخل به ، بل الواقع أنه يقع الإخلال به لأدنى شغل .
جاء في ( البداية والنهاية ) 9/162 :" قال إبراهيم بن أبي عبلة : قال لي الوليد بن عبد الملك – الخليفة الأموي - يوما : في كم تختم القرآن ؟ قلت : في كذا وكذا ، فقال : أمير المؤمنين على شغله يختمه في كل ثلاث - وقيل في كل سبع قال - وكان يقرأ في شهر رمضان سبع عشرة ختمة " .
وقال أبو العالية : كنا عبيدا مملوكين ، منا من يؤدي الضرائب ومنا من يخدم أهله ، فكنا نختم كل ليلة مرة ، فشق ذلك علينا فجعلنا نختم كل ليلتين مرة ، فشق علينا فجعلنا نختم كل ثلاث ليال مرة ، فشق علينا حتى شكا بعضنا إلى بعض ، فلقينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمونا أن نختم كل جمعة أو قال كل سبع ، فصلينا ونمنا ولم يشق علينا . ( طبقات ابن سعد 7/113 )
ومما يدل على مواظبتهم ما جاء عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال :" ما تركت حزب سورة من القرآن من ليلتها منذ قرأت القرآن "
وكان عروة يقرأ ربع القرآن في كل يوم نظرا في المصحف ، ويقوم به بالليل فما تركه إلا ليلة قطعت رجله ثم عاوده من الليلة المقبلة . شعب الإيمان 2/410
ويحكي إبراهيم النخعي عن حالهم فيقول : كان أحدهم إذا بقي عليه من حزبه شيء فنشط قرأه بالنهار أو قرأه من ليلة أخرى ، قال : وربما زاد أحدهم .
ولهذا شرع قضاؤه إذا فات ، كما روى عمر بن الخطاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل " رواه مسلم .
بل كان أحدهم يتأثر غاية التأثر إذا فاته حزبه ، كما روى أبوداود الجفري قال دخلت على كرز بن وبرة بيته فاذا هو يبكي فقلت له ما يبكيك قال ان بابي مغلق وان ستري لمسبل ومنعت حزبي أن أقرأه البارحة وما هو إلا من ذنب أحدثته . حلية الأولياء 5/79 .
ولهذا أقترح - أيها الأحبة - أن يهيأ أحدنا نفسه من الآن استعدادا للشهر ، ويقضي أشغاله من الحاجات وملابس العيد وغير ذلك ، وأن يتخفف من الانترنت أو يتركه – أو يتركها إن كانت مؤنثا – في رمضان .
أقف عند هذا القدر وللحديث بقية – إن شاء الله - ، كما أرجو من الإخوة أن يتحفوا هذا الموضوع ، لتجتمع لدينا حصيلة طيبة قبل رمضان ، فالمسائل كثيرة ، والوقت قصير ، والله المستعان .
والسلام عليكم .
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة القرآن ، وما فيه من العلوم والمواعظ ماتستقيم به حياتنا ، وتطمئن به قلوبنا ، والصلاة والسلام على رسول الله الذي كان خلقه القرآن ، وعلى أصحابه الذين كان أحدهم قرآنا يدب على الأرض أما بعد
فهذه وقفات دعا إليها حق التذكرة ، ومناسبة الزمان بقرب شهر رمضان بلغنا الله إياه ، وهي تتعلق بقراءة القرآن ، أشير في طليعتها إلى أمرين :
1.أن القصد من هذه الوقفات ما خفي العلم به ، أو قل العمل به ، فخرج بهذا ماكان معلوما معمولا به عند الأكثر .
2.أنني لم أراع ترتيبا معينا في سردها بل كيفما اتفق ، والجامع هو الفائدة – إن شاء الله - في إطار هذا الموضوع .
الوقفة الأولى : السواك وتطهير الفم .
وهذه – أيها الإخوة - نغفل عنها قبل القراءة ، وقد جاء عن علي رضي الله عنه أنه أمر بالسواك وقال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن العبد إذا تسوك ثم قام يصلي قام الملك خلفه فيستمع لقراءته فيدنو منه - أو كلمة نحوها - حتى يضع فاه على فيه ، فما يخرج من فيه شيء من القرآن إلا صار في جوف الملك ، فطهروا أفواهكم للقرآن "
قال المنذري في الترغيب والترهيب 1/102: رواه البزار بإسناد جيد لا بأس به ، وروى ابن ماجه بعضه موقوفا ولعله أشبه . والحديث جوّد إسناده الألباني في الصحيحة 3/215 .
وقال قتادة رحمه الله :" ما أكلت الكراث منذ قرأت القرآن " .
وجاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يكون بين يديه تور فيه ماء إذا تنخع تمضمض ثم أخذ في الذكر ، وكان كلما تنخع تمضمض . ( القرطبي 1/27 )
قال الآجري :" أحب لمن أراد قراءة القرآن من ليل أو نهار أن يتطهر وأن يستاك ، وذلك تعظيم للقرآن ، لأنه يتلو كلام الرب عز وجل " ( أخلاق حملة القرآن ص73 ) .
الوقفة الثانية : الانشغال عن قراءة القرآن .
كان السلف رحمهم الله يعتنون بالحزب أو الورد اليومي من القرآن عناية عظيمة ، ولهم في ذلك أخبار عجيبة .
أما اليوم فما أقل من قطع على نفسه حزبا يوميا ، وما أقل – من هذا القليل – من يحافظ على حزبه محافظته على الفريضة لايخل به ، بل الواقع أنه يقع الإخلال به لأدنى شغل .
جاء في ( البداية والنهاية ) 9/162 :" قال إبراهيم بن أبي عبلة : قال لي الوليد بن عبد الملك – الخليفة الأموي - يوما : في كم تختم القرآن ؟ قلت : في كذا وكذا ، فقال : أمير المؤمنين على شغله يختمه في كل ثلاث - وقيل في كل سبع قال - وكان يقرأ في شهر رمضان سبع عشرة ختمة " .
وقال أبو العالية : كنا عبيدا مملوكين ، منا من يؤدي الضرائب ومنا من يخدم أهله ، فكنا نختم كل ليلة مرة ، فشق ذلك علينا فجعلنا نختم كل ليلتين مرة ، فشق علينا فجعلنا نختم كل ثلاث ليال مرة ، فشق علينا حتى شكا بعضنا إلى بعض ، فلقينا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلمونا أن نختم كل جمعة أو قال كل سبع ، فصلينا ونمنا ولم يشق علينا . ( طبقات ابن سعد 7/113 )
ومما يدل على مواظبتهم ما جاء عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال :" ما تركت حزب سورة من القرآن من ليلتها منذ قرأت القرآن "
وكان عروة يقرأ ربع القرآن في كل يوم نظرا في المصحف ، ويقوم به بالليل فما تركه إلا ليلة قطعت رجله ثم عاوده من الليلة المقبلة . شعب الإيمان 2/410
ويحكي إبراهيم النخعي عن حالهم فيقول : كان أحدهم إذا بقي عليه من حزبه شيء فنشط قرأه بالنهار أو قرأه من ليلة أخرى ، قال : وربما زاد أحدهم .
ولهذا شرع قضاؤه إذا فات ، كما روى عمر بن الخطاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل " رواه مسلم .
بل كان أحدهم يتأثر غاية التأثر إذا فاته حزبه ، كما روى أبوداود الجفري قال دخلت على كرز بن وبرة بيته فاذا هو يبكي فقلت له ما يبكيك قال ان بابي مغلق وان ستري لمسبل ومنعت حزبي أن أقرأه البارحة وما هو إلا من ذنب أحدثته . حلية الأولياء 5/79 .
ولهذا أقترح - أيها الأحبة - أن يهيأ أحدنا نفسه من الآن استعدادا للشهر ، ويقضي أشغاله من الحاجات وملابس العيد وغير ذلك ، وأن يتخفف من الانترنت أو يتركه – أو يتركها إن كانت مؤنثا – في رمضان .
أقف عند هذا القدر وللحديث بقية – إن شاء الله - ، كما أرجو من الإخوة أن يتحفوا هذا الموضوع ، لتجتمع لدينا حصيلة طيبة قبل رمضان ، فالمسائل كثيرة ، والوقت قصير ، والله المستعان .
والسلام عليكم .