وقفات مع تفسير فتح القدير للإمام الشوكاني رحمه الله

إنضم
02/04/2003
المشاركات
1,760
مستوى التفاعل
0
النقاط
36
الإقامة
السعودية
الموقع الالكتروني
www.tafsir.org
[align=justify][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم [/align]

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي المصطفى الأمين، وعلى آله وأزواجه وذريته وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين؛ أما بعد:
فلما كان تفسير فتح القدير للشوكاني مقرراً في عدد من الجامعات، ومرجعاً مهماً في التفسير للباحثين والباحثات، ومنتشراً بين طلبة العلم في كثير من الجهات؛ رأيت أن أشارك في خدمة هذا التفسير بإيضاح بعض المهمات، تبيين بعض المشكلات، وتعليق على بعض العبارات، وتصحيح لبعض الأخطاء والهفوات، مع الإشادة والتذكير بما ورد فيه من تحقيقات بديعات، وتنبيهات نفيسات، وترجيحات مقنعات، وقواعد مهمات.
وطريقتي في هذا الموضوع: أن ما نقلته بدون تعليق؛ فهو لأهميته، أو لكونه قاعدة أو ضابطاً مهما يحتاج إليه طالب علم التفسير. وما علقت عليه فهو للغرض الذي يظهر من خلال التعليق.
وسوف أبدأ مستعيناً بالله تعالى بمقدمة هذا التفسير.

- مقدمة تفسير فتح القدير:

قال رحمه الله: [mark=00FF00](ما كان من التفسير ثابتاً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإن كان المصير إليه متعيناً، وتقديمه متحتماً؛ غير أن الذي صح عنه من ذلك إنما هو تفسير آيات قليلة بالنسبة إلى جميع القرآن، ولا يختلف في مثل ذلك من أئمة هذا الشأن اثنان.
وأما ما كان منها ثابتاً عن الصحابة رضي الله عنهم فإن كان من الألفاظ التي قد نقلها الشرع إلى معنى مغاير للمعنى اللغوي بوجه من الوجوه فهو مقدم على غيره، وإن كان من الألفاظ التي لم ينقلها الشرع فهو كواحد من أهل اللغة الموثوق بعربيتهم، فإذا خالف المشهور المستفيض لم تقم الحجة علينا بتفسيره الذي قاله على مقتضى لغة العرب، فبالأولى تفاسير من بعدهم من التابعين وتابعيهم وسائر الأئمة.
وأيضا كثيرا ما يقتصر الصحابي ومن بعده من السلف على وجه واحد مما يقتضيه النظم القرآني باعتبار المعنى اللغوي ومعلوم أن ذلك لا يستلزم إهمال سائر المعاني التي تفيدها اللغة العربية ولا إهمال ما يستفاد من العلوم التي تتبين بها دقائق العربية وأسرارها كعلم المعاني والبيان فإن التفسير بذلك هو تفسير باللغة لا تفسير بمحض الرأي المنهي عنه.)[/mark]

[bdr][/bdr]
وقال وهو يبين سبب الحاجة إلى ذكر التفسير بالدراية مع التفسير بالرواية: [mark=00FF00](وأيضاً لا يتيسر في كل تركيب من التراكيب القرآنية تفسير ثابت عن السلف، بل قد يخلو عن ذلك كثير من القرآن، ولا اعتبار بما لم يصح، كالتفسير المنقول بإسناد ضعيف، ولا بتفسير من ليس بثقة منهم وإن صح إسناده إليه.
وبهذا تعرف أنه لا بد من الجمع بين الأمرين وعدم الاقتصار على مسلك أحد الفريقين، وهذا هو المقصد الذي وطنت نفسي عليه، والمسلك الذي عزمت على سلوكه إن شاء الله).[/mark]

[mark=FF0000]تعليق:[/mark] قوله رحمه الله: ( ولا اعتبار بما لم يصح...) صحيح من حيث الاعتماد عليه، والجزم بتفسير الآية به وحده، وأما من حيث ذكره والإفادة منه في التفسير؛ فله اعتبار، وقد يفيد في إزالة إشكال وإيضاح معنى، ونحو ذلك. وقد أشار الشوكاني إلى ذلك بقوله بعد هذا الكلام بقليل: ( وقد أذكر ما في إسناده ضعف إما لكون في المقام ما يقويه أو لموافقته للمعنى العربي.).
وأما قوله: (ولا بتفسير من ليس بثقة منهم وإن صح إسناده إليه) ففيه نظر؛ لأن القائل قد يكون من أئمة التفسير، وهو ليس بثقة في روايته، فقوله غير ما يرويه عن غيره، فالأول مقبول إن ثبت عنه، والثاني غير مقبول لفقده شرطاً من شروط قبول الرواية. والقاعدة في ذلك: أن قول المفسر غير روايته. والله أعلم.

[bdr][/bdr]

[mark=00FF00]قال رحمه الله: (واعلم أن تفسير السيوطي المسمى بالدر المنثور قد اشتمل على غالب ما في تفاسير السلف من التفاسير المرفوعة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وتفاسير الصحابة ومن بعدهم، وما فاته إلا القليل النادر).[/mark]
[p5s][/p5s]
[mark=00FF00]قال رحمه الله: ( واعلم أن الأحاديث في فضائل القرآن كثيرة جداً، ولا يتم لصاحب القرآن ما يطلبه من الأجر الموعود به في الأحاديث الصحيحة حتى يفهم معانيه؛ فإن ذلك هو الثمرة من قراءة). [/mark]

[mark=FF0000]تعليق:[/mark] هذا الكلام يحتاج إلى تفصيل:
فإن كان يقصد لا يحصل لقارئ القرآن الأجر المترتب على القراءة إلا إذا فهم المعنى؛ فليس كذلك.
وإن كان يقصد "لا يتم له ذلك" أي لا يحصل له تمام الأجر وكماله إلا إذا جمع بين القراءة وفهم المعنى؛ فنعم. والله أعلم
ومما يبين أنه يقصد المعنى الثاني أنه ذكر في موضع آخر كلاماً حول هذه المسألة يزيل الإشكال، حيث قال: [mark=00FF00]( وأما سؤاله - عافاه الله - عن الذي يقرأ القرآن ولا يعرف معناه كالعوام؛ فنقول: الأجر على تلاوة القرآن ثابت، لكنه إذا كان يتدبر معانيه ويمكنه فهمه فأجر مضاعف، وأما أصل الثواب لمجرد التلاوة فلا شك فيه، والله سبحانه لا يضيع عمل عامل، وتلاوة كتابه من أشرف الأعمال لفاهم وغير فاهم، وإذا أضاع أحد ما اشتمل عليه القرآن من الأحكام أثم من جهة الإضاعة لا من جهة التلاوة.) [/mark]انتهى من الفتح الرباني من فتاوى الشوكاي 4/1901 نقلا عن كتاب القرآن لطارق عوض الله ص 215.[/align]
 
وقفات موفقة ، وأتمنى لو تابعتها ، ولم تتوقف ، وياحبذا لو عرَّجت على منهجيته الغريبة في الفصل بين التفسير الوارد عن السلف ، وسماه ( رواية ) والتفسير الوارد عن غيرهم ، وسماه ( دراية ) .
 
أحسنت يا أبا مجاهد،
واصل وصلك لله بفضله .
فلعلي أنقل بعض تعليقاتك على نسختي، وجزاك الله خيرًا .
 
- مقدمة تفسير فتح القدير:

قال رحمه الله:
( وأما ما كان منها ثابتاً عن الصحابة رضي الله عنهم فإن كان من الألفاظ التي قد نقلها الشرع إلى معنى مغاير للمعنى اللغوي بوجه من الوجوه فهو مقدم على غيره، وإن كان من الألفاظ التي لم ينقلها الشرع فهو كواحد من أهل اللغة الموثوق بعربيتهم ، فإذا خالف المشهور المستفيض لم تقم الحجة علينا بتفسيره الذي قاله على مقتضى لغة العرب ،فبالأولى تفاسير من بعدهم من التابعين وتابعيهم وسائر الأئمة)

حاصل ماظُلِّل بالأحمر ألا مزية لتفسير الصحابيِّ للفظةٍ باقيةٍ على أصلها اللغوي ، فإذا تعارض قول صحابيٍّ في ذلك مع قول أحد أئمة اللغة طلبنا المرجِّحَ كما لو كان التعارض بين إمامين من غير الصحابة.
هذا حاصل هذا الموطن..

والذي أريد قوله:ألا يكون تفسير الصحابي في هذا الموطن أرجح من غيره كما لو كان الخلاف في معنى آية؟ فكما أن الآية محتملة عدةَ أوجه من التفسير فكذا المفردة القرآنية،ومناط ترجيح قول الصحابي في معنى الآية وهو كونه أعلم بمواقع النزول ونحوها حاصلٌ في بيان معنى المفردة.وهذا مع الاتفاق على أن بيان الصحابي لمعنى اللفظة صحيح عربيَّةً..

وقوله رحمه الله بعدُ إنما يسلَّم إذا تحقق أن الصحابيَّ إنما فسر اللفظة بمجرد اقتضاء لغة العرب. وهذا محكوم بالنظر إلى السياق،فلا تطَّرد فيه قاعدة..


بانتظار تعليقكم..
وفقكم الله لمرضاته..
 
حاصل ماظُلِّل بالأحمر ألا مزية لتفسير الصحابيِّ للفظةٍ باقيةٍ على أصلها اللغوي ، ..

إذا خالف المشهور المستفيض.

والمسألة تتضح بالمثال فإذا لم يوجد فليس ثم ثمرة لطرح المسألة.
 
إذا خالف المشهور المستفيض.

والمسألة تتضح بالمثال فإذا لم يوجد فليس ثم ثمرة لطرح المسألة.

[وإن كان من الألفاظ التي لم ينقلها الشرع فهو كواحد من أهل اللغة الموثوق بعربيتهم ، فإذا خالف المشهور المستفيض لم تقم الحجة علينا بتفسيره الذي قاله على مقتضى لغة العرب ]

ماظُلِّل تقعيد لأصل المسألة..
ومابعده تفريع لضربٍ من خلاف الصحابي للمشهور في تفسير المفردة..
فلايُجعل قيدا..

ولاأظن هذه المسألة مفتقرة إلى أمثلة،ولعلي أنشط لجمع بعضها،واعذرني إن تأخرت فأنا أقاسي وهج الاختبارات الجامعية هذه الأيام
 
[align=justify]أشكر جميع الإخوة الذين شاركوا في التعليق علة هذا الموضوع، وأقول في الجواب تفصيلاً:

[mark=FFFF00]شيخنا مساعد الطيار ![/mark]حكمك على هذه الوقفات بأنها موفقة يشجعني على الجد والمتابعة، وطلبك بخصوص منهجيته سأفرده بتعليق إن شاء الله.

[mark=FFFF00]أخي العزيز "أبوالوليد التويجري" ![/mark]
شكر الله لك على حرصك، واهتمامك يدفعني للاهتمام أكثر.

[mark=FFFF00]الأخوان الفاضلان "أبوعبدالعزيز الشثري" ، "حجازي الهوى"![/mark]
أشكركما على إثراء الموضوع، وعلى المشاركة في التعليق، وأحب أن أنبه هنا أن هذه الوقفات ليست شرحاً وتفصيلاً لما جاء في هذا التفسير؛ فهذا يحتاج إلى بسط أكثر ووقت أطول، وإنما الغرض التنبيه على بعض الأمور المهمة.
ومسألة تفسير الصحابي مسألة معروفة، وقد كتبت فيها بحوث، وسبق عرضها في هذا الملتقى في أكثر من موضوع.
وأقول هنا: إن تفسير الصحابي من حيث اللغة إذا ثبت عنه مقدم على غيره أيضاً؛ فقد اتفق العلماء على تقديم تفسير الصحابة - رضي الله عنهم - على من بعدهم لأنهم العرب الفصحاء على الحقيقة، مع ما لهم من مزايا أخرى.
[/align]
 
شكرا يا دكتور محمد على هذه الوقفات
ولكن بحكم تخصصك وباعتبار رسالتك في الدكتوراه والتي كانت في جمع ترجيحات ابن القيم فهل تتفضلون ولو لمرة واحدة بنقد لابن القيم مثلما انتقدتم الشوكاني
لست أقول هذا الكلام تعصبا لكني أحببت أن أرى وقفاتك مع ابن القيم كوقفاتك مع غيره والتي أراها هي الأولى والأجدر باعتبار قربك منه ودراستك لتفسيره وترجيحاته
أم أنه يصعب نقد ابن القيم؟ !
اتمنى أن أجد إجابة علمية لا عاطفية
وأتمنى أن يكون الرد مبنيا على علم لا على انطباعات وبعيدا عن الميول والرغبات
 
وياحبذا لو عرَّجت على منهجيته الغريبة في الفصل بين التفسير الوارد عن السلف ، وسماه ( رواية ) والتفسير الوارد عن غيرهم ، وسماه ( دراية ) .

ما وجه الغرابة يا دكتور مساعد؟
آمل التوضيح أكثر لنستفيد
 
ما وجه الغرابة يا دكتور مساعد؟
آمل التوضيح أكثر لنستفيد

لو سمحت لي يا أبا حسان

أقول غريب لأنه فصل بين الأثنين والدراية في جانب كبير منها مبنية على الرواية.
ثم إن في هذا تشتيتا للذهن.

وننتظر جواب الدكتور مساعد.
 
بارك الله فيك أبا مجاهد ونفع الله بك وبعلمك ...

أحببت أن أقيد كلمة تستحق النظر للشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله..
قال حفظه الله : "وأقل التفاسير بالإجتهاد والإستباط بالرأي خطأ حتى أن أخطاءه معدودة تفسير الشوكاني (فتح القدير) جامع بين فني الرواية والدراية (يعني الأثر واللغة والنحو والإستنباط) فمن احتاج لينظر في تفسير بالرأي فلينظر لفتح القدير، يتلوه -وهو أصعب منه- البحر المحيط لأبي حيان فإنه يغلب عليه في العقيدة السلامة أما غيرها مع فوائدها لا تصلح إلا لطالب علم متمكن" انتهى كلامه حفظه الله

ولي عودة بإذن الله
 
شكرا يا دكتور محمد على هذه الوقفات
ولكن بحكم تخصصك وباعتبار رسالتك في الدكتوراه والتي كانت في جمع ترجيحات ابن القيم فهل تتفضلون ولو لمرة واحدة بنقد لابن القيم مثلما انتقدتم الشوكاني
لست أقول هذا الكلام تعصبا لكني أحببت أن أرى وقفاتك مع ابن القيم كوقفاتك مع غيره والتي أراها هي الأولى والأجدر باعتبار قربك منه ودراستك لتفسيره وترجيحاته
أم أنه يصعب نقد ابن القيم؟ !
اتمنى أن أجد إجابة علمية لا عاطفية
وأتمنى أن يكون الرد مبنيا على علم لا على انطباعات وبعيدا عن الميول والرغبات


حياك الله يا أبا حسان ، وأحسن الله إلى وإليك، ورزقنا العلم النافع والعمل الصالح.

أولاً: سبق أن وقفت مع تفسير ابن القيم، وكتبت بعض التعقيبات عن بعض ترجيحاته كما تجد هنا:
دراسة لأقوال المفسرين في المراد بـ: (أمرنا مترفيها) مع التعقيب على رأي ابن القيم

وهنا:
دراسة ما ذهب إليه ابن القيم وابن كثير في معنى قول الله : (فتمنوا الموت إن كنتم صادقين)

ثانياً: يظهر من رسالتك شيئ من الاتهام بأن اختيار تفسير الشوكاني مبني على هوى أو عاطفة، وأني تركت ابن القيم لهذا الشيئ.
والأمر ليس كما تظن أخي الحبيب، وإنما وقع الاختيار على الشوكاني للأسباب التي ذكرتها سابقاً.

ثالثاً: هذه ليست انتقادات، وإنما هي وقفات وتعقبات واستدراكات.

رابعاً: لا أدري عن خبرتك ودرايتك بهذا التفسير؛ فإن كنت تتعامل معه وترجع إليه باستمرار فما أظنك إن كنت متخصصاً خبيراً إلا ممن يوافقني الرأي في وجود أشياء كثيرة تحتاج إلى نظر وتعليق.

والله أعلم.
 
دكتور محمد :
لما كان الأمر يتعلق بالشوكاني قسوت بالعبارة فقلت: (( وتصحيح لبعض الأخطاء والهفوات ))
وتقصد اخطاء وهفوات الشوكاني بينما لم تقل ذلك عندما كان الأمر يتعلق بابن القيم
بل تلطفت في العبارة وقلت : دراسة ما ذهب إليه ابن القيم .....
وقلت في موضوع آخر: دراسة لأقوال المفسرين في المراد بـ:(أمرنا مترفيها) مع التعقيب على رأي ابن القيم
هذا أمر
الأمر الآخر أنك لم تورد هنا في موضوعك هذا شيئا من تلك الأخطاء والهفوات التي زعمتها في حق الشوكاني فهل تتكرم بذلك
وإن كنت تعد ما أوردته سابقا في أول هذه المقال أخطاءاً وهفوات فتلك لعمري مصيبة إذا لم تورد شيئا يستحق هذا الوصف بل غاية ما يحمل عليه قولك وقول الشوكاني أنها وجهات نظر علمية ولا يجوز بحال أن تصف الشوكاني بأنه اخطأ أو تعد هذه من هفواته
 
دكتور محمد :
لما كان الأمر يتعلق بالشوكاني قسوت بالعبارة فقلت: (( وتصحيح لبعض الأخطاء والهفوات ))
وتقصد اخطاء وهفوات الشوكاني بينما لم تقل ذلك عندما كان الأمر يتعلق بابن القيم
بل تلطفت في العبارة وقلت : دراسة ما ذهب إليه ابن القيم .....
وقلت في موضوع آخر: دراسة لأقوال المفسرين في المراد بـ:(أمرنا مترفيها) مع التعقيب على رأي ابن القيم
هذا أمر
الأمر الآخر أنك لم تورد هنا في موضوعك هذا شيئا من تلك الأخطاء والهفوات التي زعمتها في حق الشوكاني فهل تتكرم بذلك
وإن كنت تعد ما أوردته سابقا في أول هذه المقال أخطاءاً وهفوات فتلك لعمري مصيبة إذا لم تورد شيئا يستحق هذا الوصف بل غاية ما يحمل عليه قولك وقول الشوكاني أنها وجهات نظر علمية ولا يجوز بحال أن تصف الشوكاني بأنه اخطأ أو تعد هذه من هفواته

هدئ السرعة قليلاً يا أبا حسان!!
كبّرت القضية، وحملت الكلام ما لا يحتمل.

وسيأتيك - إن شاء الله - ذكر للهفوات التي وقع فيها الشوكاني؛ فلا تستعجل.
واعلم أني أجل علماءنا، ومنهم الشوكاني رحمه الله تعالى.

وأنا أقرأ في هذا التفسير، وأعلق عليه منذ أكثر من عشرين عاماً، وغرضي من هذا الموضوع الإفادة لا الانتقاص من الشوكاني رحمه الله.
 
وأنا أقرأ في هذا التفسير، وأعلق عليه منذ أكثر من عشرين عاماً، وغرضي من هذا الموضوع الإفادة لا الانتقاص من الشوكاني رحمه الله.

كل نقد توجهه لهذا الكتاب فاعلم أنه في الغالب موجه لثلاثة كتب:
المحرر الوجيز لابن عطية
البحر المحيط لأبي حيان
الدر المنثور للسيوطي
 
أخشى أن تكون بعض مشاركاتنا حجر عثرة أمام تقييداتكم..
ومشاركتي إنما كانت مدارسة ظنا مني أن موضوعكم يتسع لها بما أنها رأي للشوكاني،لاسيما وقد تبين لي من خلال ردكم عدم موافقتكم له رحمه الله في هذه النقطة ..


واصل وصلك الله بحبل التوفيق والسداد..
 
ما زلنا ننتظر بيان بعض الأخطاء والهفوات في الكتاب يا أبا مجاهد
 
أعتذر عن التأخر؛ فقد اشتغلنا بالامتحانات والتصحيح، مع أمور أخرى.

وسوف تكون الوقفة القادمة - إن شاء الله - مع طريقة الإمام الشوكاني رحمه الله في تقسيمه للتفسير إلى قسمين، وما لها وما عليها.

وأسعد بمتابعة الأخ أبي حسان ، وبقية الإخوة لهذا الموضوع.

كما أسعد بتعليقاتهم وإضافاتهم وإفاداتهم حوله.
 
أين أنت يا أبا مجاهد

نحن في شوق لما ستكتبه
 
وقفة مع طريقة الإمام الشوكاني رحمه الله في تفسيره هذا

وقفة مع طريقة الإمام الشوكاني رحمه الله في تفسيره هذا

[align=justify]تبين من خلال ما سبق أن المؤلف قصد بتفسيره هذا الجمع بين التفسير الوارد عن السلف، وهو المسمى "بالرواية" ، والتفسير الذي تقتضيه اللغة، وتفيده علوم الآلة، وهو المسمى "بالدراية"، لأن كل واحد من هذين النوعين مكمل للآخر، بل لا يغني أحدهما عن الآخر لمن أراد معرفة التفسير، والتمكن منه.
ومن الأسباب التي ذكرها لضرورة الجمع بين النوعين: أن التفسير المنقول عن السلف لا يشمل جميع المعاني، لأن المفسر من السلف كثيراً ما يقتصر في تفسيره للآية على معنى من المعاني التي دلّ عليها اللفظ، مع أن هذا اللفظ من حيث اللغة يدل على معانٍ أخرى، قال رحمه الله: [mark=FFFF00](كثيرا ما يقتصر الصحابي ومن بعده من السلف على وجه واحد مما يقتضيه النظم القرآني باعتبار المعنى اللغوي، ومعلوم أن ذلك لا يستلزم إهمال سائر المعاني التي تفيدها اللغة العربية، ولا إهمال ما يستفاد من العلوم التي تتبين بها دقائق العربية وأسرارها، كعلم المعاني والبيان؛ فإن التفسير بذلك هو تفسير باللغة، لا تفسير بمحض الرأي المنهي عنه.).[/mark]

قال رحمه الله: [mark=FFFF00]( وبهذا تعرف أنه لا بد من الجمع بين الأمرين وعدم الاقتصار على مسلك أحد الفريقين، وهذا هو المقصد الذي وطنت نفسي عليه، والمسلك الذي عزمت على سلوكه إن شاء الله).[/mark]

[mark=FF0000]التعليق:[/mark] ما ذكره الإمام الشوكاني هنا لا إشكال فيه، وما سلكه في تفسيره هو المسلك الذي عليه الغالبية العظمى من كتب التفسير، فالتفاسير التي جعلها بعض المتأخرين من تفاسير الرواية لم تخل من الدراية، وما جعلوه من تفاسير الدراية لا يمكن أن تستقل عن الرواية – إلا بعض تفاسير المبتدعة التي قامت على الظنون والأوهام والأهواء، وضّل أصحابها عن سواء السبيل ، مثل بعض تفاسير الصوفية الموغلة في الإشارة، وتفاسير الرافضة، والباطنية ومن سلك طريقهم من أهل الضلال-.
والتفسير المشهور الذي عُرف باقتصاره على أحد النوعين السابقين هو تفسير الدر المنثور للسيوطي رحمه الله، حيث اقتصر فيه على ذكر ما نقل في التفسير من الأحاديث وأقوال السلف من الصحابة والتابعين، ولم يدخل فيه أقوال أهل اللغة والتفسير من المتأخرين. وقد اعتمد عليه الشوكاني اعتماداً كلياً في قسم الرواية، مع بعض الإضافات التي زادها، وهي قليلة جداً. قال رحمه الله: [mark=FFFF00]( واعلم أن تفسير السيوطي المسمى بالدر المنثور قد اشتمل على غالب ما في تفاسير السلف من التفاسير المرفوعة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وتفاسير الصحابة ومن بعدهم وما فاته إلا القليل النادر.
وقد اشتمل هذا التفسير [ أي: فتح القدير ] على جميع ما تدعو إليه الحاجة منه مما يتعلق بالتفسير، مع اختصار لما تكرر لفظا واتحد معنى بقولي: ومثله أو نحوه. وضممت إلى ذلك فوائد لم يشتمل عليها وجدتها في غيره من تفاسير علماء الرواية، أو من الفوائد التي لاحت لي من تصحيح أو تحسين أو تضعيف أو تعقب أو جمع أو ترجيح.)[/mark]

والجديد في الجمع بين النوعين عند الإمام الشوكاني هو الطريقة التي سلكها في تفسيره، وهي تمييزه للنوعين عن بعضهما، وفصله لكل منها عن الآخر، حيث يبدأ بالتفسير بالدراية للمقطع المراد تفسيره، فيفسره تفسيراً تحليلياً يعتمد فيه على ما ذكره أئمة التفسير قبله في بيان معنى الآية، وأكثره مأخوذ من الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، مع زيادات من تفاسير أخرى.
فإذا انتهى من التفسير بهذه الطريقة التي تقوم على التحليل والدراية – كما تسمى – يبدأ في ذكر الأحاديث والآثار المروية في تفسير هذا المقطع، وهذا النوع ينقله من الدر المأثور للسيوطي مع شيئ يسير من الاختصار والإضافة.

[mark=FF0000]وهذه الطريقة المبتكرة التي سلكها الشوكاني لها محاسن وعيوب، ومن محاسنها: [/mark]
سهولة الرجوع لكل نوع لمن أراد أن يقتصر عليه.
يمكن الاستفادة منها في بعض التطبيقات التعليمية عند تدريس التفسير، وذلك بالنظر في النوعين، وعمل مقارنة بينهما من عدة جهات. ولذلك فإن هذا الكتاب من الكتب المناسبة في التدريس، وهذا هو الواقع، فهو المقرر في مادة التفسير في عدد من الكليات الشرعية.

[mark=FF0000]وأما عيوب هذه الطريقة، فمنها:[/mark]
أنها قد توهم الناظر فيها بأن هذين النوعين متغايران ومفصولان عن بعضهما. مع أنهما متداخلان ولا ينفك أحدهما عن الآخر. [ ينظر هذا الموضع ففيه فوائد وتنبيهات مهمة تتعلق بهذه المسألة ما الفرق بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي؟ ]

أن هذا الفصلَ جعل المفسر يترك ذكر أسباب النزول عند التفسير بالدراية، لأنها ستذكر في قسم الرواية، وكذلك أقوال السلف التي لها أهمية في إيضاح المعنى، وهذا له تأثير سلبي في فهم المعنى، ويفقد التفسير الكثير من الأقوال المهمة والجديرة بالذكر، خاصة أن الكثير ممن يقرأون في هذا الكتاب يقتصرون على قسم الدراية، وخاصة عند دراسته كمقرر.

ومن العيوب كذلك أن هذه الطريقة جعلت المؤلف يترك التعليق على كثير من الآثار التي تأتي في قسم الرواية، وهي بحاجة إلى تعليق وإيضاح، وسبب ذلك أن المؤلف قد أفرغ وسعه في قسم الدراية، وكذلك ظنه أن ما سبق يكفي ويغني عن التعليق على الآثار.

والعيب الأشد في نظري هو تقديم الدراية على الرواية، مما جعل المؤلف يكثر من الإحالات على المتأخر بقوله: سيأتي ، وسيأتي. ولو أنه قدم الروايات لأراح واستراح، ولقدم ما ينبغي تقديمه. فالأصل أن المتأخر يعتمد على من قبله، وأن الكثير من التفسير إنما يعتمد على الرواية، وما ثبت عن الصحابة والتابعين؛ فهم أعلم الناس بالتفسير. فكيف تقدم أقوال من بعدهم على أقوالهم؟!

ولذلك؛ أقترح أن يقوم أحد الباحثين المتخصصين بتقريب لهذا التفسير، وتهذيب له بحيث يجعل قسم الرواية سابقاً لقسم الدراية. مع أمور أخرى تحتاج إلى تهذيب واختصار وتنبيه.والله أعلم.[/align]
 
[align=justify]تبين من خلال ما سبق أن المؤلف قصد بتفسيره هذا الجمع بين التفسير الوارد عن السلف، وهو المسمى "بالرواية" ، والتفسير الذي تقتضيه اللغة، وتفيده علوم الآلة، وهو المسمى "بالدراية"، لأن كل واحد من هذين النوعين مكمل للآخر، بل لا يغني أحدهما عن الآخر لمن أراد معرفة التفسير، والتمكن منه.
ومن الأسباب التي ذكرها لضرورة الجمع بين النوعين: أن التفسير المنقول عن السلف لا يشمل جميع المعاني، لأن المفسر من السلف كثيراً ما يقتصر في تفسيره للآية على معنى من المعاني التي دلّ عليها اللفظ، مع أن هذا اللفظ من حيث اللغة يدل على معانٍ أخرى، قال رحمه الله: [mark=FFFF00](كثيرا ما يقتصر الصحابي ومن بعده من السلف على وجه واحد مما يقتضيه النظم القرآني باعتبار المعنى اللغوي، ومعلوم أن ذلك لا يستلزم إهمال سائر المعاني التي تفيدها اللغة العربية، ولا إهمال ما يستفاد من العلوم التي تتبين بها دقائق العربية وأسرارها، كعلم المعاني والبيان؛ فإن التفسير بذلك هو تفسير باللغة، لا تفسير بمحض الرأي المنهي عنه.).[/mark]

قال رحمه الله: [mark=FFFF00]( وبهذا تعرف أنه لا بد من الجمع بين الأمرين وعدم الاقتصار على مسلك أحد الفريقين، وهذا هو المقصد الذي وطنت نفسي عليه، والمسلك الذي عزمت على سلوكه إن شاء الله).[/mark]

[mark=FF0000]التعليق:[/mark] ما ذكره الإمام الشوكاني هنا لا إشكال فيه، وما سلكه في تفسيره هو المسلك الذي عليه الغالبية العظمى من كتب التفسير، فالتفاسير التي جعلها بعض المتأخرين من تفاسير الرواية لم تخل من الدراية، وما جعلوه من تفاسير الدراية لا يمكن أن تستقل عن الرواية – إلا بعض تفاسير المبتدعة التي قامت على الظنون والأوهام والأهواء، وضّل أصحابها عن سواء السبيل ، مثل بعض تفاسير الصوفية الموغلة في الإشارة، وتفاسير الرافضة، والباطنية ومن سلك طريقهم من أهل الضلال-.
والتفسير المشهور الذي عُرف باقتصاره على أحد النوعين السابقين هو تفسير الدر المنثور للسيوطي رحمه الله، حيث اقتصر فيه على ذكر ما نقل في التفسير من الأحاديث وأقوال السلف من الصحابة والتابعين، ولم يدخل فيه أقوال أهل اللغة والتفسير من المتأخرين. وقد اعتمد عليه الشوكاني اعتماداً كلياً في قسم الرواية، مع بعض الإضافات التي زادها، وهي قليلة جداً. قال رحمه الله: [mark=FFFF00]( واعلم أن تفسير السيوطي المسمى بالدر المنثور قد اشتمل على غالب ما في تفاسير السلف من التفاسير المرفوعة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وتفاسير الصحابة ومن بعدهم وما فاته إلا القليل النادر.
وقد اشتمل هذا التفسير [ أي: فتح القدير ] على جميع ما تدعو إليه الحاجة منه مما يتعلق بالتفسير، مع اختصار لما تكرر لفظا واتحد معنى بقولي: ومثله أو نحوه. وضممت إلى ذلك فوائد لم يشتمل عليها وجدتها في غيره من تفاسير علماء الرواية، أو من الفوائد التي لاحت لي من تصحيح أو تحسين أو تضعيف أو تعقب أو جمع أو ترجيح.)[/mark]

والجديد في الجمع بين النوعين عند الإمام الشوكاني هو الطريقة التي سلكها في تفسيره، وهي تمييزه للنوعين عن بعضهما، وفصله لكل منها عن الآخر، حيث يبدأ بالتفسير بالدراية للمقطع المراد تفسيره، فيفسره تفسيراً تحليلياً يعتمد فيه على ما ذكره أئمة التفسير قبله في بيان معنى الآية، وأكثره مأخوذ من الجامع لأحكام القرآن للقرطبي، مع زيادات من تفاسير أخرى.
فإذا انتهى من التفسير بهذه الطريقة التي تقوم على التحليل والدراية – كما تسمى – يبدأ في ذكر الأحاديث والآثار المروية في تفسير هذا المقطع، وهذا النوع ينقله من الدر المأثور للسيوطي مع شيئ يسير من الاختصار والإضافة.

[mark=FF0000]وهذه الطريقة المبتكرة التي سلكها الشوكاني لها محاسن وعيوب، ومن محاسنها: [/mark]
سهولة الرجوع لكل نوع لمن أراد أن يقتصر عليه.
يمكن الاستفادة منها في بعض التطبيقات التعليمية عند تدريس التفسير، وذلك بالنظر في النوعين، وعمل مقارنة بينهما من عدة جهات. ولذلك فإن هذا الكتاب من الكتب المناسبة في التدريس، وهذا هو الواقع، فهو المقرر في مادة التفسير في عدد من الكليات الشرعية.

[mark=FF0000]وأما عيوب هذه الطريقة، فمنها:[/mark]
أنها قد توهم الناظر فيها بأن هذين النوعين متغايران ومفصولان عن بعضهما. مع أنهما متداخلان ولا ينفك أحدهما عن الآخر. [ ينظر هذا الموضع ففيه فوائد وتنبيهات مهمة تتعلق بهذه المسألة ما الفرق بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي؟ ]

أن هذا الفصلَ جعل المفسر يترك ذكر أسباب النزول عند التفسير بالدراية، لأنها ستذكر في قسم الرواية، وكذلك أقوال السلف التي لها أهمية في إيضاح المعنى، وهذا له تأثير سلبي في فهم المعنى، ويفقد التفسير الكثير من الأقوال المهمة والجديرة بالذكر، خاصة أن الكثير ممن يقرأون في هذا الكتاب يقتصرون على قسم الدراية، وخاصة عند دراسته كمقرر.

ومن العيوب كذلك أن هذه الطريقة جعلت المؤلف يترك التعليق على كثير من الآثار التي تأتي في قسم الرواية، وهي بحاجة إلى تعليق وإيضاح، وسبب ذلك أن المؤلف قد أفرغ وسعه في قسم الدراية، وكذلك ظنه أن ما سبق يكفي ويغني عن التعليق على الآثار.

والعيب الأشد في نظري هو تقديم الدراية على الرواية، مما جعل المؤلف يكثر من الإحالات على المتأخر بقوله: سيأتي ، وسيأتي. ولو أنه قدم الروايات لأراح واستراح، ولقدم ما ينبغي تقديمه. فالأصل أن المتأخر يعتمد على من قبله، وأن الكثير من التفسير إنما يعتمد على الرواية، وما ثبت عن الصحابة والتابعين؛ فهم أعلم الناس بالتفسير. فكيف تقدم أقوال من بعدهم على أقوالهم؟!

ولذلك؛ أقترح أن يقوم أحد الباحثين المتخصصين بتقريب لهذا التفسير، وتهذيب له بحيث يجعل قسم الرواية سابقاً لقسم الدراية. مع أمور أخرى تحتاج إلى تهذيب واختصار وتنبيه.والله أعلم.[/align]

هذا كلام محقق وجميل تُشكر عليه أبا مجاهد
ولي بعض الوقفات سأذكرها لاحقاً إن شاء الله تعالى
 
[align=justify]

ولذلك؛ أقترح أن يقوم أحد الباحثين المتخصصين بتقريب لهذا التفسير، وتهذيب له بحيث يجعل قسم الرواية سابقاً لقسم الدراية. مع أمور أخرى تحتاج إلى تهذيب واختصار وتنبيه.والله أعلم.[/align]

[align=center]لقد قمت بعمل قريب مما اقترحته ولكنه مختص بآيات الأحكام تحت عنوان:
"الإحكام في تقريب آيات الأحكام من تفسير الإمام الشوكاني" قطعت فيه شوطا كبيرا ولكني لم أكمله لأنه عمل يحتاج إلى جهد وعزيمة ووقت.[/align]
 
ومعلوم أن ذلك لا يستلزم إهمال سائر المعاني التي تفيدها اللغة العربية ولا إهمال ما يستفاد من العلوم التي تتبين بها دقائق العربية وأسرارها كعلم المعاني والبيان فإن التفسير بذلك هو تفسير باللغة لا تفسير بمحض الرأي المنهي عنه.)


وأيضاً لا يتيسر في كل تركيب من التراكيب القرآنية تفسير ثابت عن السلف، بل قد يخلو عن ذلك كثير من القرآن، ولا اعتبار بما لم يصح، كالتفسير المنقول بإسناد ضعيف، ولا بتفسير من ليس بثقة منهم وإن صح إسناده إليه

من هنا نستعمل المقاطع للشوكاني في التأكيد على أن التفسير بأوجه اللغة الصحيحة ليس هو من باب التفسير المجرد بالرأي، والذي يجعل مباينا أو مناقضا للمأثور كما يفهمه بعض المعاصرين من خلال قراءاتهم غير المدققة في مصنفات علوم التفسير أو القرآن.
 
بارك الله فيكم يا أبا مجاهد على هذه الوقفات المفيدة وليتك تستمر رعاك الله .

أبشر
وأنا حريص على هذا الموضوع.
وستكون الوقفات القادمة مع تفسيره للفاتحة في موضوع مستقل.

وللفائدة؛ هناك رسالة ماجستير بعنوان "الإمام الشوكاني مفسراً" تجدها مع معلومات هنا:
http://www.islamfeqh.com/Nawazel/NawazelItem.aspx?NawazelItemID=741
 
وللفائدة؛ هناك رسالة ماجستير بعنوان "الإمام الشوكاني مفسراً" تجدها مع معلومات هنا:
http://www.islamfeqh.com/Nawazel/NawazelItem.aspx?NawazelItemID=741

يقول صاحب الرسالة:
"
1-تقدم ان بينت موقفه في منهجه بأنه سلك مسلكا محمودا حيث دعا الي التفسير بالرأي ولم يهمل التفسير بالمأثور ، وأنه التزم منهجا موفقا في التفسير بالمأثور عن الرسول صلي الله عليه آله وسلم واصحابه والتابعين لهم باحسان وبين في تفسيره ان بعض المفسرين يجهلون فن الحديث. " أهــ

هذا الكلام من صاحب الرسالة من النوع الذي يصيب الرأس بالدوران.
عموما موقف الشوكاني من تفسير الصحابة وخاصة ما يخص اللغة أتعجب منه .
ترى من بحث في هذا الموضوع على سبيل الخصوص.
وجزا الله صاحب الموضوع خيرا على جهده.
 
الشيخ أبا مالك قال في المشاركة التالية :
قول الإمام الشوكاني في الإجماع لا ينبغي الاعتماد عليه لوضوح فساده؛ إذ إنه أنكر حجية إجماع الأمة نفسه حتى بفرض ثبوته القطعي، يعني عنده لا يمتنع اتفاق الأمة على باطل في نفس الأمر، وهذا ما لا ينبغي أن يقوله مسلم.

والعلماء الذين نسب إليهم القول بإنكار الإجماع -كالطوفي والشوكاني وغيرهما- تراهم يحتجون بالإجماع كثيرا في مصنفاتهم، بل تراهم يتناقضون أحيانا فيثبتون حجية الإجماع كما فعل الطوفي.

فالمقصود أن مسألة إنكار الإجماع هذه مسألة مفروغ منها، وإنما النقاش في أفراد الأدلة ودلالتها كما في هذا الموضوع.

وقد ذكرت في المشاركة (37) أنه لا يمكن أحدًا أن يستدل بدليل غير مفتقر إلى الإجماع ولو بالالتزام.

بل إن أهلية المستدل نفسها لا يمكن معرفتها من غير اعتماد على الإجماع كما بينتُ هنا:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=11139

ليت المتصدي لبيان منهجه يدرس تأثير هذا الرأي على توجيهه للمسائل في تفسيره .
http://vb.tafsir.net/showpost.php?p=110025&postcount=58
 
من أهم المآخذ على تفسير الشوكاني - كما ظهر لي - عدم الدقة في نسبة الأقوال إلى قائليها، ولعل السبب في ذلك أنه ينسب الأقوال إلى العلماء بالواسطة، ولا يرجع إلى أقوالهم من مصادرها المعتبرة.
ولهذا المأخذ أمثلة كثيرة، سواء في الأقوال التفسيرية أم اللغوية أم في القراءات.
والذي أنصح به في هذا المقام عدم الاعتماد على تفسير الشوكاني في نسبة الأقوال إلى قائليها.
وهذا مثال سبق ذكره في موضوع آخر: افتح الرابط
والأمثلة كثيرة، ولعلها تأتي في تعليقات أخرى في مواضعها.
 
مما نسبه الإمام الشوكاني إلى الإمام الطبري رحمهما الله أنه فسّر قوله تعالى { ثم نخرجكم طفلاً } [ الحج 5] بأن ابن جرير قال : هو منصوب على التمييز كقوله { فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً } [النساء5] ، ثم ردّ عليه بقوله : وفيه بعدٌ ، والظاهر انتصابه على الحال بالتأويل المذكور [ فتح القدير3/595] ط. الوفاء.
ولم أرتض هذا القول على الإمام ابن جرير رحمه الله لعلم الجميع بإمامته في اللغة كإمامته في التفسير، حيث أن الإمام ثعلباً رحمه الله ذكر أن ابن جرير قد أخذ عنه الشعر قبل أن يتكاثر عليه الطلاب ، وشهد له بأنه من حذّاق الكوفيين [معجم الأدباء 6/2451]وما بعدها .
وعند النظر في تفسير الطبري نجد أنه يقول رحمه الله :
يقولُ تعالى ذِكره : ثم نخرجكم من أرحام أمهاتكم إذا بلغتم الأجل الذي قدَّرتُهُ لخروجكم منها صغاراً . ووحَّد الطفل ، وهو صفةٌ للجميع ، لأنه مصدر مثل عدل وزور. [16/464]
ولكشف الغموض الذي اكتنف هذه المسألة ينبغي الرجوع إلى مصدر الشوكاني الذي ينقل من خلاله عن الطبري ألا وهو القرطبي رحمه الله ، فإذا به ينقل أن معناه -أي : طفلاً- اسم جنس ، وأن المبرّد قال : هو اسم يستعمل مصدراً كالرضا والعدل ، فيقع على الواحد والجمع ، قال الله تعالى {أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء } ؛ وقاله الطبري.[14/322]
إلى هنا انتهى النقل عن المبرد والطبري ، ثم ذكر بعده الجملة التي ظن الشوكاني أنها من قول الطبري وهي:
وهو نصبٌ على التمييز كقوله تعالى { فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً }.
فظن الشوكاني أن العبارة هكذا : وقال الطبري وهو نصب على التمييز كقوله تعالى {فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً }. بدون هاء في (وقال الطبري).
ولعله يعتذر للشوكاني رحمه الله أن النسخة التي وقعت في يده من تفسير القرطبي ، قد أسقطت الهاء ونسبت القول بالتمييز إلى الطبري كما أفاده المحققان في طبعة الرسالة ، إلى وجود هذه النسخ عند مقابلتهم بين المخطوطات . انظر الهامش[14/322]
هذه لمحة متطفلٍ يطلب المزيد من درر استدراكاتكم المفيدة ، ومآخذكم السديدة .
 
عودة
أعلى