وقفات مع بعض سلبيات المؤتمرات العلمية

شكرا لأخي العزيز الطيب وشنان على إتاحته هذه المقالة للدكتور محمود الطناحي رحمه الله وغفر له، وهو ملحظٌ جديرٌ بالانتباه مِمَّن يشاركون في المؤتَمرات التي يحضرها الطلاب .
 
ذكر الأديب السوري شفيق جبري في كتابه (أرض السِّحْر) شيئاً من ذكرياته ومشاهداته في (مؤتمر الثقافة الإسلامية وعلاقتها بالعالم المعاصر) الذي نظمته جامعة برنستن بالولايات المتحدة الأمريكية لأول مرة بالتعاون مع مكتبة الكونجرس في 8 أيلول 1953م الموافق (28/12/1372هـ) ، أي قبل ستين سنة تقريباً .
وقد اشترك في هذا المؤتَمر سبعون عالماً من أنحاء العالم، وحضره أربعة وعشرون زائراً تقريباً . وقد طبعت جامعة برنستن أعمال ذلك المؤتمر في كتاب عام 1953م.
وقد أشار شفيق جبري إلى مشكلة ضيق الوقت المتاح لعرض البحوث في عدة مواضع، منها قوله عند قيامه لعرض بحثه أول يوم في المؤتمر :

ضيق الوقت ..
قال شفيق جبري : ولما نهضت للكلام قال لي الدكتور فيليب حتي وهو رئيس الجلسة : معك عشر دقائق! فاغتنمت الفرصة قبل الشروع في بياني وقلت : على قدر ما شعرتُ بكرم الأمريكان في هذه الديار شعرتُ ببخل الدكتور حتي، لقد كلفني الخوض في بحث طوله طول السموات والأرض وقال لي : معك عشر دقائق، فكأنه أراد أن أكون طيارة نفاثة من النفاثات في العقد، فأنا بدلاً من أن أبدأ بقولي على عادة الدكتور : بسم الله الرحمن الرحيم، فإني أبدأ بقولي : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ! (أرض السحر ص 25) .

مناقشات المؤتمرات ...
قال شفيق جبري :( وبعد الفراغ من البيانين كثرت السؤالات ، فتبين لي أن هذا الطرز من المناقشة مضيعة للوقت، يخرج رجال المؤتمر من الموضوع ثم يعودون إليه، ثم يعترضون ولا بد في هذه المؤتمرات من شيء من المزح والتنكيت حتى يخف عناء الجد . والمشهود فيها ميل الأميركان إلى المرح والراحة من حين إلى آخر، ففي كل ساعة يترك الأعضاء القاعة ويدخلون المقصف لشرب الشاي، فكأن النفوس يتعبها الصبر على الجد والتفكير..)

وقال أيضاً :( ومن طبيعة المؤتمرات أن تنطلق الألسن في كل شيء، ولذلك لا تؤدي المباحث في المجالس العامة إلى نتائج قاطعة في كثير من الأوقات، على أن بعضهم يرون أن الألسن إذا أفاضت في كل شيء انكشفت الأمور، فتم الاهتداء إلى الحقيقة، قد يكون هذا صحيحاً من بعض الوجوه، وكيف كان الأمر فقد كان لمؤتمر برنستن نتيجة واحدة لا بأس بها، فقد وقف الأميركان وأساتذة الشرق على الآراء المختلفة، وهذه فائدة من فوائد المؤتمر.
دخل أحد الأميركان هذه المرة في المناقشات وكان دخوله ذا معنى ، فقد أراد أن يبحث الباحثون عن نصوص جديدة للقرآن، وأظن أن القارئ لا يجهل الغاية من ذلك، ولكن هذه الفكرة مرت مر السحاب، وقيل لي إن هذا الأميركي راعٍ من رعاة إحدى كنائس البروتستان) . (أرض السحر ص 28)

وقال :( كثرت المناقشات وأظرفها هذه الطريقة : يطرح أحدهم سؤالاً باللغة العربية ثم يطلب إلى أستاذ آخر أن ينقل سؤاله إلى اللغة الانجليزية، فتضيع المناقشة بين أصل السؤال وبين ترجمته، ثم يطرح على أستاذ سؤال باللغة العربية ويطلب إلى أستاذ آخر أن ينقله إلى اللغة الإنكليزية فيلقي الأستاذ الآخير السؤال باللغة نفسها أي اللغة العربية فيشتد الضحك، وهكذا تجد أن المناقشات لا بدء لها ولا منتهى .
وبعض المحاضرين يعرضون موضوعهم على الوجه الآتي : إنهم بدلاً من أن يعرضوا مبدأ واحداً فإنهم يدخلون في التفاصيل، فيفتحون باباً للاعتراضات الكثيرة...)
ثم أشار إلى عدد من المناقشات المتناثرة بعد إحدى الجلسات وعلق عليها بقوله :(مناقشات طارت في الهواء كما يطير دخان السجائر) ... ص 36

وقال تعقيباً على ختام المؤتمر وثمرته :
(نخرج في هذا المساء من مؤتمر برنستن وقد شهدنا فيه كل شيء، سمعنا مباحث منسقة، وسمعنا مناقشات فوضى، رأينا أساتذة متزنين ورأينا أساتذة غايتهم الظهور، سمعنا سؤالات مطابقة للعقل وسمعنا سؤالات من ورائها التهديم، ولمسنا جموداً في العقول ولمسنا مرونة في الأذهان، وتبين لنا اعتدال في التفكير وتبين لنا اشتطاط في التجديد، ووقفنا على نيات مخبوءة تستعد للظهور وتخشى المقاومة.
كل هذا رأيناه في رجالات المؤتمر ، أي في رجالات الشرق، وكيف كان الأمر إن مؤتمر الثقافة الإسلامية كان له صدى بعيد في أميركة، ففي كل جامعة من جامعاتها كانوا يسألونني : كيف كان المؤتمر؟ لا شك في أن جامعة برنستن لم تضع وقتها في خلق هذا المؤتمر ومن يدري فقد تنشط جامعات في المستقبل إلى خلق مؤتمرات من هذا النوع في ربوع أميركة كلها، فيتم التعارف والتقارب). ص 41

افتتاح مؤتمر مماثل في واشنطن بعد مؤتمر برنستن مباشرة حول الثقافة الإسلامية ..
قال شفيق جبري :( كان علي أن أحضر مؤتمر الثقافة الإسلامية في واشنطن ثلاثة أيام متوالية : 17 أيلول و 18 أيلول و 19 أيلول، في اليوم الأول جلستان، جلسة بعد العصر وجلسة بعد العشاء، وفي اليوم الثاني ثلاث جلسات جلسة في الصباح وجلسة بعد الظهر وجلسة بعد العشاء، وفي اليوم الثالث جلسة واحدة في غروب الشمس، لقد حضرت المجالس كلها، ولكنِّي أعترفُ في هذا المقام بأنَّ انتباهي قد قَلَّ ، واهتمامي قد ضعُف، فكاد الضجرُ يدخل على صدري، فلو انتهى المؤتَمر في برنستن لكان هذا الانتهاء خيراً، فقد طفقت أشعر بأني أصبحت آلةً ميكانيكيةً لا إرادة لي في حركتها وسكونها، تأتي السيارة لتنقلني إلى المؤتمر، فأركب، ثم تأتي لتخرجني إلى الفندق فأخرج ولم تبق لي لذة في هذا كله، وإنما لذتي في البعد عن المؤتمر حيث طفقت أشعر بأني مقيد بالمجيء والذهاب، ولم أفطن إلى هذا الشعور في برنستن فقد كنت أحضر المؤتمر وأنصرف واللذة تملأ نفسي، ولستُ أدري لماذا أوشكت هذه اللذة أن تصير إلى ألم في واشنطن وأظن هذا ناشيء عن أن المؤتمر طالت أيامه ...) أرض السحر 44

وفي كلام الأستاذ شفيق جبري ما يدل على أن بعض المشكلات التي نشكو منها اليوم هي هي المشكلات التي كانوا يشكون منها قبل ستين سنة في المؤتمرات، فضيق الوقت، وتزاحم الجلسات، والمناقشات غير المفيدة، هي بعض المشكلات التي لا تزال قائمة في المؤتمرات العلمية اليوم .

 
من الملاحظات الطريفة التي حصلت لي في بعض المؤتمرات:

1- شاركت في مؤتمر دولي منذ سنة، وكانت اللجنة قد حددت لكل صاحب ورقة مدة 15 دقيقة لعرض ورقته.. وقبل بدء الجلسة بيوم، أردت التأكد من الوقت، فقيل لي: 10 دقائق.
وحين جاء موعد الجلسة، فوجئت بمدير الجلسة يلقي محاضرة بعشرين دقيقة، ثم يعلن تخصيص 7 دقائق لكل مشارك.
ويبدو أن الرجل لم تسعفه المشاركة ببحث في المؤتمر، فأراد أن يستغل مكانته الرسمية، وحضور بعض الشخصيات، لإلقاء محاضرة كاملة.
وأنا من عادتي إعداد مداخلاتي بتركيز شديد، وأقرأها من ورق أضعه أمامي، بحيث أحذف منها كل أنواع الحشو، فلا أتجاوز الوقت المحدد، فوجدت نفسي ضائعا، ومحرجا، لا أدري ما أفعل. وقد كان استيائي شديدا، لأن هذا التصرف يمثل عدم احترام للباحثين.

2- في إحدى المؤتمرات التي شاركت في تنظيمها بكندا منذ بضع سنوات، تم تحديد 40 دقيقة لكل محاضرة. وكان من بين الحضور عدد من رجال الكنيسة، ومنسوبي الجامعة غير المسلمين. وكنت مكلفا بتنسيق المؤتمر ومتابعة سير الجلسات. وجاء دور أحد الشيوخ الطيبين، وبدأ محاضرته، وأطال في المقدمة التقليدية والحديث في عموميات لا دخل لها بالموضوع، 5 دقائق.. 10 دقائق.. ولم يبدأ موضوعه بعد. وكان الرجل يتفوه بجملة ثم يأخذ نفَسا، بقدر طول الجملة التي قالها (كأنه يتلو تلاوة المنشاوي بالنفس الطويل)..
فكتبت ورقة صغيرة لمقدم الجلسة أنبهه لضرورة الالتزام بالوقت، وأن يكتب ورقة صغيرة للمحاضر كي ينتبه للأمر.
15 دقيقة!!.. كتبت ورقة ثانية، ألح فيها على مقدم الجلسة. وكان الناس بدأوا يتململون.
20 دقيقة!!! وأنا أغلي وقوفا في جانب القاعة.
ثم قال الشيخ: يؤسفني أيها الأحباب أن لجنة المؤتمر لم تعطني سوى 40 دقيقة للحديث.. فالموضوع هام جدا ولا يمكن الإلمام به في مثل هذا المهلة المحددة.
فكتبت ورقة ثالثة أقول فيها لمقدم الجلسة: ((هذا الرجل له محرك ديزل.. ولن يأخذ أكثر من 40 دقيقة ولو على جثتي. ولو لم ينته في الوقت المحدد فسأنزل وأفتكّ منه المايكروفون!!))
فلم يتمالك مقدم الجلسة نفسه وقهقه بصوت مرتفع.
وكان لي، في الأخير، ما أردت..
 
فنُّ إدارة الجلسات في المؤتَمرات :
من السلبيات التي تكرر ذكرها والتنبيه عليها ضعف إدارة الجلسات في المؤتمر، وذلك لأسباب كثيرة منها :
- عدم عناية مدير الجلسة بالتحضير لإدارة الجلسة مبكراً، فلا يأخذ سيرة المحاضرين المشاركين إلا متأخراً.
- عدم قراءة أوراق المشاركين في الجلسة مبكراً ليكون مستحضراً لما سيقال، ويجهز ما يمكنه أن يعلق به أو يقوله تلخيصاً للورقة بعد نهايتها، أو تنبيها لخطأ لا ينبغي تركه في أوراق الجلسة أو نحو ذلك من الملحوظات التي لا ينبغي لمدير الجلسة أن يُفوِّتها .
- الحرص على أن يكون مدير الجلسة من كبار الشخصيات كالوزراء وأندادهم، وهم مشغولون عن مثل ذلك، فيأتون وهم غير متهيئين لإدارة الجلسة علمياً، ورأيت بعضهم يكتفي بافتتاح الجلسة ثم يدع لمقرر الجلسة التعريف بالمحاضرين وإدارة الأسئلة . ويصبح حضوره شرفياً فقط .
- عدم تهيئة ملف للجلسة من قبل منظمي المؤتمر يضعونه بين يدي المدير قبل الجلسة بمدة كافية.
- إغفال الشخصيات العلمية المميزة في تخصص الجلسة عن إسناد مهمة إدارة الجلسة لهم ولو لم يكونوا من أصحاب المناصب العالية .

وقد يكون هناك أسباب أخرى لضعف إدارة الجلسات لعل التعقيبات تظهرها .

مقترحات لإنجاح إدارة الجلسة :

1- حُسنُ اختيار مدير الجلسة مِمَّن يُضيفون للجلسة قيمةً علميةً لخبرته وعلمه في مجال تخصص الجلسة، وعدم التركيز على أصحاب المناصب إن لم يكونوا ممن يتصف بهذه الصفة .
2- الإعداد المبكر للأمر بتهيئة حقيبة لمدير الجلسة فيها تعريف موجز بالمحاضرين، وتلخيص للورقات، ومقترحات للمدير من أسئلة علمية تُثار، أو فوائد لم تشتمل عليها الأوراق تضاف ونحو ذلك تحت عنوان : (مقترحات لإثراء الجلسة ) تقوم اللجنة العلمية بتحريرها بدقة .
3- تحضر الجلسة جيداً من مدير الجلسة، وقراءة الأوراق بعناية، والتعليق عليها بعلم، حتى يشعر المشاركون قبل الجمهور بأن المدير قد قرأ البحث وعرف مواطن الجدة فيها فذكرها وأثنى عليها، ومواطن الاستدراك والتعقيب فنبَّه عليها.
4- الاستفادة من ساعات التوقيت لحساب الوقت وإتاحة ساعة أمام الجميع لمراعاة الوقت ، وفي برنامج Powerpoint ساعة رقمية مفيدة استعملتها في بعض المؤتمرات وكانت مفيدة جداً ، بحيث تبدأ في العد التنازلي أمام الجميع وأمام المحاضر منذ بدء إلقاء الورقة ، فيعرف كم بقي من وقته دون حاجة إلى تنبيهه بين الحين والآخر من مدير الجلسة.
5- من لم يسبق له إدارة الجلسات فليحرص على الاستشارة، ومشاهدة مؤتَمرات قديمة في التسجيلات الموثقة(1)، حتى ينتفع بها فالحياة تجارب ، وليت المدير يشاهد قاعة المؤتمر قبل الجلسة بوقت كافٍ ليعرف الجو الذي تتم فيه الجلسة، وليتأكد من كيفية تلقي الأسئلة من الجمهور وترتيبها، والعدل في أخذها من الحضور رجالاً ونساء، وعدم الغفلة عن قاعة النساء إن كانت بعيدةً، فبعض مدراء الجلسات يرتبك فينسى أسئلة مهمةً، أو يغفل مداخلات الجانب النسائي فيتهم بالعصبية وهو لم يقصد ونحو ذلك.

وأعتقد أن هذا باب يمكن تنظيمه وإدارته بمهارة يخرج فيها الجمهور الحاضر أو المشاهد فيما بعد بفائدة كبيرة إذا أديرت الجلسة بنجاح، والباب مفتوح للإضافة من الزملاء والخبراء .




ـــ الحواشي ـــ
(1) اقترح على أخي العزيز د. إبراهيم الحميضي في إدارة ملتقى المؤتمرات أن يتابعنا في مركز تفسير لنوفر تسجيلات لمؤتمرات علمية موثقة في الدراسات القرآنية إن تيسر وإلا ففي الدراسات الشرعية عموماً تعتبر نَماذج مرئية مُختلفة (ممتازة تحتذى - عادية - سلبية تجتنب ) لكي تكون نماذج توضع على قناة أهل التفسير لتكون نبراساً يستفيد منه المشاركون في المؤتمرات في جانب إدارة الجلسات وجانب المشاركة نفسها وعرض البحوث ، فالمشاهدة تكفي عن الكلام النظري الكثير .
 
اقترح على أخي العزيز د. إبراهيم الحميضي في إدارة ملتقى المؤتمرات أن يتابعنا في مركز تفسير لنوفر تسجيلات لمؤتمرات علمية موثقة في الدراسات القرآنية إن تيسر وإلا ففي الدراسات الشرعية عموماً تعتبر نَماذج مرئية مُختلفة (ممتازة تحتذى - عادية - سلبية تجتنب ) لكي تكون نماذج توضع على قناة أهل التفسير لتكون نبراساً يستفيد منه المشاركون في المؤتمرات في جانب إدارة الجلسات وجانب المشاركة نفسها وعرض البحوث.

شكرا لك يا دكتور عبد الرحمن على هذه الإضافة الجديدة، والواقع - مع الأسف - أن إدارة جلسات المؤتمرات في كثير من البلاد العربية والإسلامية حكر على كبار الشخصيات الذين يلح عليهم المنظمون إلحاحاً شديداً لكي يشاركوا، و تصرف على استضافتهم ومرافقيهم مبالغ كبيرة، ثم لا يحسن بعضهم إدارة الجلسة !
وأما الاقتراح الذي تفضلتم به فيحتاج إلى وقت؛ لأنه ليس لدينا حالياً أفلام وملفات وثائقية في هذا الموضوع، ولعلنا نبدأ بمساعدة الإخوة في المركز بجمع وحفظ وتصنيف ما يتيسر من ذلك إن شاء الله.
 
لقيتُ أحد المسئولين في إحدى الجامعات ممن تقلد عمادة إحدى الكليات الكبيرة عدة سنوات ، ثم وكالة الجامعة كذلك ، فأخبرني بأنه قد اطلع على هذا الموضوع وقرأه بتمعن مع التعليقات التي كتبت . ثم دار الحديث عن خبراته الخاصة مع المؤتمرات والمشاركة فيها ، وكان في حديثه فوائد وعيتها حتى أدونها على هامش هذا الموضوع ..
حدثني أن الجانب العلمي في المؤتمرات لا يمكن التهاون فيه بحال ، ولكن هناك جوانب أخرى في المؤتمرات لا تقل أهمية عن ذلك الجانب ، مثل الجوانب الاجتماعية التي تدعم العمل الأكاديمي ، والتعارف واللقاء بالخبراء والباحثين والنقاش معهم ومعرفة طرائق تفكير الآخرين .
وذكر لي أنه كان يحرص على تقريب وجهات النظر بين بعض منسوبي كليته التي كان يُديرها بواسطة إرسالهم في مؤتمرات علمية دولية معاً ، لما في الصحبة في السفر من المصاحبة وتقارب وجهات النظر واكتشاف كل من الزملاء لشخصية صاحبه في السفر ونحو ذلك ، وذكر لي نماذج أعرفها كانت متنافرة في العمل لا تكاد ترى بينها توافقاً، فلما بعثهم في مؤتمر معاً دون أن يشعروا بأن ذلك كان مدبراً عادوا وقد أصبحوا على خير حال ، وذكر لي مواقف خاصة به مع بعض العمداء في الجامعة ، حيث ذكر أنه كان يجد نفوراً من أحدهم لا مبرر له ، فلما رأى اسمه في أحد المؤتمرات الدولية حرص على المشاركة في ذلك المؤتمر رغبةً في أن يتاح له اللقاء به بعيداً عن أجواء العمل الرسمي ، وذكر أنه حقق الهدف الذي خطط له بالتعرف على هذا الأخ عن قرب والصحبة في السفر والإقامة في مكان واحد يلتقون فيه كثيراً على هامش المؤتمر كالعادة ، مما يكشف عن شخصيات الناس ، ويزيل الكثير من الحواجز النفسية بين الإخوان .
قال : فأصبح هذا الأخ من أقرب الناس لي بعد ذلك ، ومسارعة في التعاون معي وما أصدره من قرارات ، في الوقت الذي كان فيه من قبل من المعارضين أو المتحفظين على كثير مِمَّا يأتيه من جهتي .
وذكر لي قصصاً طريفة في ذلك تصب في صالح المؤتمرات وإيجابياتها لا في سلبياتها .
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع رائع (بحق) ومشاركة (خجلى) من محبكم في الله
فالموضوع عن المؤتمرات أو (الندوات ) العلمية
وهذه المؤتمرات لم أحضرها ، ولكني حضرت مؤتمرات و ندوات قريبة منها
لذلك سأقتصر على بعض النقاط التي شدت انتباهي هنا :
(2- ضعف الإعداد)
وضعف الإعداد أو (الإرتجالية) أحيانا ، هذه يظهر أثرها بالإرتباك الذي يجعل المشاركين غير مرتاحين ولك أن تتصور من يلقي وهو (غير مرتاح) !

4- المجاملات
وما دخلت المجاملة في شيء إلا أفسدته ، وقللت من جهد المجتهد ، ورفعت من شأن من لا يستحق!

5- عدم تعلق البحث بالمؤتمر
متى وجد مثل هذا ، فهو أصدق دليل على أن هناك (خطأ) ووراءه مخطئا !

6- البحوث المسروقة
وهذه مسؤولية اللجان التي ينبغي لها أن تتسلم البحوث وتراجعها ولو بشكل سريع، ومسؤولية أخرى ينبغي أن تلقى على كل من يكتشف شيئا من ذلك وذلك بالإبلاغ عنه في حينه (حين الإلقاء والنقاش) ليتم النظر في الموضوع (شرط توفر الشواهد الموثقة) وليس مجرد أمرا كيديا . ولو حصل وتم ادانة مقدم البحث ، فسيكون عبرة لغيره (مستقبلا) !

وفي الأمور التنظيمية تطرق د. عبد الرحمن لـ :
5- المدير الثرثار
وهذا يحدث بكل أسف عند جلب هواة (الظهور) حيث يحب ان يسجل له حضورا بثرثرته مع أنه أحيان سكوتهم أنفع .

بارك الله فيكم ووفقكم
 
مقارنة مذهلة لها دلالتها الصريحة :

مقارنة مذهلة لها دلالتها الصريحة :

مقارنة مذهلة لها دلالتها الصريحة :
وفي دراسة مقارنة بين مؤتمرات المبشرين والمؤتمرات الإسلامية من حيث العدد ونوعية المشاركين وموضوعات المؤتمرات ومدي الواقعية والصدق ومكان الانعقاد والمذهبية تجلي البون الشاسع ، والفرق الهائل بيننا وبينهم ، وللأسف الشديد كانت المقارنة لصالحهم في كل المحاور ، وقد ساق الدكتور بكر زكي عوض مثالا علي ذلك من مؤتمر عقد في الأزهر الشريف بعنوان « الدراسات الإسلامية عند غير العرب » عام 1977م يقول : تم افتتاح المؤتمر بكلمات عاطفية للغاية ، هيجت المشاعر الدينية وصورت للحاضرين أن سيف الاستشراق قد انكسر ، وأن ضوء التبشير قد خفت ، وتم الإعلان عن تأسيس مركز للدراسات الاستشراقية في جامعة الأزهر ، للرد علي المستشرقين والدفاع عن الإسلام ، كل ذلك محمود وعندما بدأت اللجان أعمالها ، وتم طرح البحوث المقدمة تبين أن 80% من مقدمي البحوث لم يفهموا العنوان الذي عقد المؤتمر من أجله .... وقد دفع ذلك أحد الحاضرين إلي القول : إنني جئت مستمعا لشبهة مستشرق أو فرية ملحد تطرح ويتم الرد عليها والإبطال لها ، فوجدت نفسي طالب علم في الصف الثالث الثانوي أسمع درسا في النكاح
 
موضوع قديم جديد ، لا تنقضي عجائبه ولا يشبع منه الباحثون عن الكمال ، والكمال عزيز ، لكن ما لا يدرك جله لا يترك كله ، وقد شدني هذا الموضوع شدا وجذبني جذبا لأنني من المحبين لأي منتدى علمي لا يعرف الكسل أو الهرج أو المجاملات غير اللائقة التى تحدث على حساب ما يجب أن يكون .
والموضوع قديم إلا أنني في ليلة قارصة البرد والمطر هي ليلتي هذه تقوقعت تحت دثاري وشرعت في صبر جميل أطالع عشرات المداخلات والصفحات التى طواها وبسطها عنوان هذا الرابط ، وأحب أن أشير إلى مدى النفع الذي أحرزته من خلال تجاذبات فنية رائعه ومراجعات قمة في النفع ، ومشروعات مستوحاة من الفكرة في حاجة إلى التنفيذ ، وتوصيات في طريقها إلى الحلحلة ، وقد أدلى بدلوه كبار العلماء وتلاميذهم ، واجتمع الأحياء مع الأموات ـ يرحمه الله ـ في صعيد واحد على قمة الفكر في ملتقانا لإنضاج مشروع جدير بالطبع والنشر والتوزيع على حاله أو بعد إعمال فكر المخرج فيه ، علي كل حال أشهد الله ثم اشهدوا أنني أفدت إفادة عظيمة من اطلاعي على هذا الملف الذي لا يستغني عنه باحث.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ومما أبهجني تلك المُلَح التي وردت بين الفينة والفينة خاصة ما ورد من يراع أبي عبد الله الدكتور عبد الرحمن الذي أقرأ حديثه من روحه قبل خروجه إلى سِن قلمه

{ مطعم وسكن وقاعة ثلاثة في واحد} { لا تدري ـ على رأي المصريين ـ هو عبيط ولا بيستعبط } {حضور البعض للمؤتمرات في السعودية دون سبق اهتمام أو جدية في بحث بل من اجل العمرة لا يجبره دم ولا العمرة ولا الزيارة } {الحزم بلطف في إدارة الجلسة } {الطعام عند البعض أفضل فقرات المؤتمر } { هم البعض إلتقاط الصور التذكارية } {الحياة حلوه بس نفهمها } .
ــ اعود فأسجل هذا الملمح { أنني في بعض المؤتمرات ـ وكان موضوعه يخص أمرا دينيا مهما ـ وإذا بمقدم الجلسة يقدّم أحد الجالسين على المنصه ـ وأخذ يسرد مؤلفاته فإذا بها { تربية الدجاج والأرانب وزيادة نتاجهما } فكدت أخرج عن صمتي وأعترض علنا وأذهب دون عودة .

ـــ وعلى الجانب الآخر قدمت بحثي وتم اعتماده لكن عميد الكلية لم يوافق لي على الذهاب وقال لي حضورك للطلاب فرض وذهابك للمؤتمر نافله وكان أصوليا هاتفه المنظمون لكنه أبي ، ثم سارقته وذهبت وسافرت وحضرت رغما عن أنفه التى لا أدري عنها اي شيء الآن خاصة { زكمة الشتاء وهل تمكنت منها أو لا } ؟

ــ ومرة أخرى يقتحم بحثي العقبة في مؤتمر دولي وترسل التذكرة ويحجز الفندق لكنه يأبي حسدا من عند نفسه ، ولما علمت أنه دائم المعارضة أحجمت عن تعريفه وأحضر دون علمه، وعندما محصته وحلّلته وجدت أن السبب في منعي خيبة أمله كونه لم يتمكن من مشاركه في مؤتمر طوال حياته العلمية التعيسة ولا يوجد في قاموسه شيء يسمى مؤتمرات {ولا بطيخ } فيجدك تريد أن تذهب لعمل علمي محترم فيستكثر عليك ذلك ، لذا جرَّمتُ مشاورته وما لا يحدث باللطف يمكن الحصول عليه بلطف اللطف .وأكرر ما قاله الدكتور عبد الرحمن { بس نفهمها } .
ــ أعظم ابواب السلب في المؤتمرات من وجهة نظري أن القائمين على المؤتمر لم يتدربوا على هيكل تنظيمي لمفرادات المؤتمرات لذا يجدون أنفسهم أمام الجمهور لا يحسدون على اتباكهم وتبلبلهم ، وتحسبهم ايقاظا وهم رقود.
للجميع تحياتي
 
في مؤتمر حضرته كتب أحد الفضلاء من كبار السن موضوعا وقع في 30 صفحة تناول فيه مسألة قتلت بحثاً
والمفاجأة أنه حين جلس على المنصة أصر على قراءة الـ30 كاملة
وكان كل فترة يرفع نظارته ويبدأ بالشرح بلغته العامية
وكلما حاول مدير الجلسة إنهاء الموضوع بأدب واحترام
يصر (فضيلة) الشيخ أن يقرأ الورقة كاملة ويمن علينا بشرحا، بعد أن ينهر (ابنه المدير) بقسوة
وكان من الحضور وزير تعليم عالي الدولة المضيفة، رؤساء عدد من الجامعات الإسلامية الكبرى، الشيخ علي جمعة، الدكتور القره داغي..
مما أثر سلبا على برنامج المؤتمر.. وفي حضور مبتدئي طلبة العلم لباقي فعليات المؤتمر
 
قد يوجّه اللوم في هذه الحالة إلى المنظمين، كيف جعلوه يقدم بحثه في الجلسة الافتتاحية أو الرسمية، إلا إذا كانوا لا يعرفون طبيعة هذا الرجل .
وعلى كل حال المجاملات أحياناً تفسد الجو العلمي لمؤتمراتنا.
في إحدة المؤتمرات الخليجيه استضافوا متحدثا من أصحاب المعالي فمكث يتحدث بعد انتهاء الوقت المخصص له نصف ساعة، ولم يجرؤا أحدٌ على إيقافه، لاسيما وأنه دخل في موضوع سياسي حسّاس قد يُفسر إيقافه عن مواصلة الحديث بأنه رفض للفكرة التي يردّدها دائماً.
 
بارك الله في كل من أضاف وأثرى هذا الحوار الماتع عن المؤتمرات العلميَّة برأيه وخبرته وأفكاره ، والمعوَّل على أصحاب الإرادة من أمثالكم إصلاح الخلل ، وتقويم المعوج ، وتوسيع دائرة الإيجابيات ، وتقليل دائرة السلبيات . وقد حرصنا في تنظيم المؤتمر الدولي لتطوير الدراسات القرآنية على تجاوز الكثير من السلبيات المذكورة في هذا الموضوع ، فتُرِكتْ فرصة واسعة للباحثين للتعارف والنقاش في الفترة المسائية كاملة دون إرهاقهم بمواصلة الجلسات . كما تم عمل جلسات نقاشا يومياً لترك الفرصة واسعةً للحوار العلمي حول الأوراق والأفكار المطروحة . كما تم اختيار رؤساء الجلسات من الأساتذة المتخصصين كي تكون إدارتهم للجلسات على علم ومعرفة بحاجة التخصص لما يطرح من أفكار ، وغير ذلك من البرامج والأنشطة المصاحبة التي نرجو أن تثري هذا المؤتمر العلمي المنتظر .

الخميس 28 صفر 1434هـ
 
جزاكم الله خيرا
ما رأيكم بتوزيع نشرة إرشادية للمشاركين في المؤتمر تتضمن توصيات وإرشادات
مثل:
- تحديد مدة العرض الخاصة بالورقة في المؤتمر، وبيان أن المطلوب إلقاؤه ورقة عمل وليس البحث كاملاً
- ضرورة تسليم العروض التقديمية (شرائح البوربوينت) للجنة المشرفة قبل المؤتمر بفترة كافية لمراجعتها والتأكد من تعرف جهاز الحاسوب عليها
- آلية تنظيم المداخلات والتعقيبات والأسئلة
- ضرورة حضور جميع الجلسات في وقتها المحدد
- الترتيبات الخاصة بالأخوات الكريمات حضوراً ومشاركة
 
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
وبعد، أشكر أستاذنا الدكتور عبد الرحمن الشهري على هذا الموضوع المهم في الميدان العلمي ، وكذا جل الأساتذة المتدخلين . فهذا الموضوع يحتاج إلى تأصيل ، كما يحتاج إلى أن يكون مادة تدرس في الجامعات الإسلامية ، أو تقام له الدورات التدريبية لتربية أجيال الأمة على استغلال الفضاءات العلمية على أحسن وجه ممكن .
وهنا إن سمحتم أريد أن ألفت أنظار الإخوة إلى سلبية من سلبيات المؤتمرات كثيرا ما تحز في نفسي :
وهو أن بعض الأساتذة المشايخ المشاركين ، قد تكون له الشهرة والباع الطويل في البحث العلمي ، والصيت الحسن في الميدان العلمي ، فضلا عن تكبده مشاق السفر ، وترى اللجنة المنظمة لا تعرفه وتبرمجه في جلسة من جلسات المؤتمر مع الأساتذة المحليين ، ويضيق عليه من الوقت ، مما يضيع على الحاضرين لذة الاستفادة العلمية .
لهذا أقترح أن يقدر العلماء حق قدرهم في المؤتمرات العلمية . لأنهم يعتبرون العملة الصعبة . وبهم تكتسب المؤتمرات القيمة المضافة العلمية والأدبية .
والله الموفق للصواب
 
في مؤتمر بمدينة دبلن عام 2010م
أرسل القائمون عليه مع التذكرة: شرحاً مفصلاً لحالة الطقس المتوقعة خلال أيام المؤتمر
 
من الجميل أيضاً أن يتوفر نموذج موحّد للسيرة الذاتية المختصرة التي يعرضها مدير الجلسة للمحاضرين
لتكون بين يديه بوقت كاف
 
أستسمح مشايخي بذكر بعض الأمور السلبية التي لاحظتها في بعض الملتقيات والمؤتمرات العلمية, والإنسان عندما يذكر ذلك إنما يريد خروج مثل هذه الفعاليات في أحسن صورة ليستفيد منها المشاركون والمتابعون وتحقق الأهداف التي أنشأت من أجلها.
والذي لاحظته يتلخص في:
1- أن البعض ممن ليس له دخل في التخصص المتعلق بموضوع المؤتمرات والملتقيات أو له تعلق ضعيف يسند إليه الأمر, سواء ممن له ورقة من الأوراق العلمية, أو يكون مديرا للجلسات, أو رئيسا لفريق عمل المؤتمر عموما وليس له دراية تامة بأهل هذا التخصص.
2- نظام الاستكتاب, وهذا له محاسنه ومساوئه, والذي أقصده أن يستكتب أحد الأفاضل ثم لإحراجه ممن طلب منه ذلك يكتب ما يملأ الورقات دون تحرير أو إتقان, ثم يضطر المنظمون لقبول ورقته لأنهم هم من طلبوا منه ذلك فلا يحسن منهم أن يردوا ورقته.
 
عودة
أعلى