وظائف النجم الثلاث في القرآن...

إنضم
20 أبريل 2003
المشاركات
512
مستوى التفاعل
11
النقاط
18
وظائف النجم الثلاث في القرآن

يسند التنزيل للنجوم ثلاث وظائف عامة مرتبة ومدركة بحسب الملكات الثلاث للإنسان :

1- الملكة الحسية

2- الملكة العقلية

3- الملكة فوق العقلية

ويمكن اختزال وظائف النجوم الثلاث العامة على نحو منطقي ثنائي كما يلي :

الوظيفة الغيبية في مقابل الوظيفة الشهودية،

والوظيفة الشهودية قسمان : وظيفة حسية جمالية ،ووظيفة عقلية استدلالية.



1- الوظيفية الغيبية يسميها التنزيل "الحفظ" - والحفظ من الشياطين خاصة -

وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ [الحجر]

وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ [الملك : 5]

فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ [فصلت : 12]



هذه الوظيفة مناسبة للملكة فوق عقلية فلا تأويل ولا تفصيل.



2- الوظيفة الشهودية الأولى يسميها التنزيل "الزينة والتزيين" وهي- على عكس السابقة - موجهة لكل ذي بصر من الناظرين :

إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ [الصافات : 6]

وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ [الحجر]

وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ [الملك : 5]

فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ [فصلت : 12]



لنلحظ عطف الغيبي على الحسي في الآيات (زَيَّنَّاهَا – وَحَفِظْنَاهَا) (زَيَّنَّا- وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا) (َزَيَّنَّا- وَحِفْظًا)



3- الوظيفة الشهودية الثانية يسميها التنزيل "الهداية والاهتداء":

وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ [النحل : 16]

وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ [الأنعام : 97]

إذا كانت وظيفة التزيين "بصرية جمالية" فهذه "عقلية استدلالية"..... فعلى ضوء النجوم يميز الإنسان بين الجهات الأربع ويستتنتج المسافات والأبعاد بحساب المثلثات وغيرها ...

لنلحظ – أولا- أن آية الأنعام قد قيدت الاهتداء ب (ظلمات البر والبحر) ليقطع الطريق على الصابئة والسحرة الذين يسندون للنجوم هداية شركية مزعومة ، فالاهتداء بالنجوم هو في السيرالمادي فقط وفي الظلام الحسي فقط!

لنلحظ – ثانيا- في هذه الآية توجيه الاهتداء ل" قوم يعلمون " خاصة ،لأن الاستفادة من النجوم هنا يحتاج إلى خلفية علمية من الرياضيات والجغرافيا وعلم الفلك وغيرها.
 
أختلف مع النقطة الأخيرة. فالعلم هنا لا يعني العلم بالرياضيات والفلك، وتركيب الجملة لا يفهم منه أن الاهتداء في ظلمات البر والبحر مقيّد!
بل هي خاتمة عامة تأتي في آيات كثيرة، منها مثلا في التوبة:
"فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ"

وقد كان البدوي الأمي يعرف الشمال بالنظر، دون الحاجة لحسابات ولأسطرلاب وسدسية.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين أما بعد الأستاذ الكريم أبو عبد المعز وفقنا الله تعالى وإياكم
قال ابن كثير رحمه الله تعالى : (

{ ولقد يسرنا القرآن للذكر } أي: سهلنا لفظه ، ويسرنا معناه لمن أراده ، ليتذكر الناس ، كما قال : { كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب } ، وقال تعالى : { فإنما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا } [ مريم : 97 ] .
قال مجاهد : { ولقد يسرنا القرآن للذكر } يعني : هوناً قراءته .
وقال السدي : يسرنا تلاوته على الألسن .
وقال الضحاك عن ابن عباس : لولا أن الله يسره على لسان الآدميين ، ما استطاع أحد من الخلق أن يتكلم بكلام الله ، عز وجل .
قلت : ومن تيسيره تعالى ، على الناس تلاوة القرآن ما تقدم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : " إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف " . وأوردنا الحديث بطرقه وألفاظه بما أغنى عن إعادته هاهنا ، ولله الحمد والمنة .
وقوله : { فهل من مدكر } أي: فهل من متذكر بهذا القرآن الذي قد يسر الله حفظه ومعناه ؟
وقال محمد بن كعب القرظي : فهل من منزجر عن المعاصي ؟
وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا الحسن بن رافع ، حدثنا ضمرة ، عن ابن شوذب ، عن مطر - هو الوراق - في قوله تعالى : { فهل من مدكر } هل من طالب علم فيعان عليه ؟
وكذا علقه البخاري بصيغة الجزم ، عن مطر الوراق و [ كذا ] رواه ابن جرير ، وروي عن قتادة مثله ) .

أرى والله تعالى أعلم إن طريقة الأستاذ أبو عبد المعز جزاه الله تعالى خيرا صعبة الفهم وخاصة على عامة الناس ، فالمفسر يسهل ويقرب مفاهيم
القرآن وليس العكس والله تعالى أعلم .
 
الأخ الكريم والأستاذ المحترم البهيجي

أولا أشكر لكم متابعتكم لما أكتب وهذا يسرني جدا...أما عن ملاحظتكم وهي معتبرة فأقول

1- لكل مقام مقال ...فهذا المنبر حسب تقديري منبر علمي لا تعليمي وأنا عندما أكتب شيئا فإني أوجهه لفئة خاصة أفترض فيها مستوى علميا يمكنهم من فهم المصطلحات والمفاهيم....

2- ثم إن الغموض أمر نسبي فالغامض عند شخص مبتذل عند شخص آخر...

3- وليس كل غامض قبيح ...فهذه المتون والمختصرات التي دونها السلف والتي نالت تقديرا كبيرا مع أنها باعتراف الخاصة والعامة أشبه بالألغاز والمعميات بحيث لا تفهم إلا بشرح وذلك الشرح نفسه لا يتضح إلا بحاشيىة وتقرير...

4- قيل لأبي تمام لم لا تقول ما يفهم ...فقلب عليه في الجواب وقال لم لا تفهم ما يقال!!

أعترف أنني لا أحب شعر أبي تمام لكنني أحب هذا الجواب!

زادكم الله حبا في العلم ووفقكم فيه.
 
الوظائف الثلاثة للنجوم في القرآن تشمل الحفظ من الشياطين، الزينة والتزيين للناظرين، والهداية والاهتداء.
 
عودة
أعلى