( وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون )

سليم برهان

New member
إنضم
18/12/2010
المشاركات
57
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
قال تعالى : ( وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعا منه ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) الجاثية 13
هل يفهم من الآية الكريمة حث المؤمنين على النظر في نواميس الكون وقوانينه ودراستها حتى يستفاد من تسخير الله ما في السماوات والأرض لمصلحة الانسان . اي انها دعوة للاقبال على العلوم كالفيزياء والكيمياء والفلك والهندسة..... . ام أن المعنى هو التفكر لاثبات قدرة الخالق عز وجل .؟
 
سيدي الفاضل الشيخ/سليم برهان
جزاكــ الله خيرآ ونفع بكــ وبعلمكــ واسال الله لك التوفيق
في الدارين وان يرزقنا واياك الإخلاص في العمل​
هل يفهم من الآية الكريمة حث المؤمنين على النظر في نواميس الكون وقوانينه ودراستها حتى يستفاد من تسخير الله ما في السماوات والأرض لمصلحة الانسان . اي انها دعوة للاقبال على العلوم كالفيزياء والكيمياء والفلك والهندسة..... . ام أن المعنى هو التفكر لاثبات قدرة الخالق عز وجل .
نــعــم يفهم من الآية الكريمة حث المؤمنين على النظر في نواميس الكون وقوانينه ودراستها حتى يستفاد
دفع العقل إلى حركة في نطاق الوحي انطلاقا إلى اكتشاف القوانين في
مجال الطبيعة والتغير في سسن الله في الكون والطبيعة والإنسان
والمجتمعات وفي التاريخ الإنساني وفي آيات الله تعالى من أجل تنمية
الإيمان وتعميق العقيدة وترقية وسائل الحياة وتسخير الكون وتذليله للإنسان

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ولكن هذا التسخير ليس أمرا مطلقا أو أنه بلا هدف يرتجى فكما كان الخلق
الكوني هادفا كان تسخيره للإنسان هادفا أيضا لكي يعين الإنسان على القيام
.( بأداء أمانته وإتيان تكاليفه
إن القرآن الكريم يتحدث عن هذا الكون باعتباره جمله مخلوقات ومظاهر
سخرت لخدمة الإنسان وتحقيق مصالحة ورعاية أسباب حياته ورفاهيته من
جهة وباعتباره حجة لكل ذي عقل وبصيرة على وجود خالق هذا الكون من
جهة أخرى وليست العلاقات الدقيقة والمحكمة القائمة بين مكونات الكون
ومظاهر بعضها بعضا سوى مؤشر على وحدة هذا الكون ومن ثم وحدة خالقه

وهكذا فإن الكون كتاب مفتوح خلقه الله تبارك وتعالى وجعله زاخرا
بالآيات العظيمة والسنن والقوانين الثابتة وجعل مهمة الإنسان التفكر في هذا
الكون لترسيخ إيمانه بوحدانية الخالق عز وجل وعظمة قدرة وحكمته
واستحقاقه وحده للعبادة ودعا الإنسان إلى البحث والتنقيب في هذا الكون
المسخر له من أجل اكتشاف سنن الله ونواميسه لتسخيرها في خدمة الإنسان
وتقدمه فالإنسان مدعو للتفكر في نفسه وفي الآفاق حتى يزداد إيمانا بالله
الواحد الأحد ومعرفة قوانين الله تعالى في كونه لتسهيل مهمة الإنسان في
عمارة الأرض.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-1 التكامل بين الوحي والتجريب أو بين قانون الدين وقانون الطبيعة أو بين
الإيمان والعلم .
-2 أهمية البرهان والتجربة والتحرر من الظن والمتابعة بغير دليل ومقت اتباع
السابقين وتقليدهم بغير حق وبدون دليل والميل إلى التجديد والتطور
والحركة نحو الحق والإيجابية والمنفعة .
-3 إجراء البحث عن الحقيقة في ضوء الهدى الرباني المتمثل في القرآن
الكريم والسنة المطهرة
-4 إقامة المعرفة على الموضوعية والإنصاف واليقين والأخلاق وبعيدا عن
النظرة الشخصية الذاتية والانفعال والتحلل والهوى والتعصب والتمسك
بالحق والدوران معه .
-5 دفع العقل إلى حركة في نطاق الوحي انطلاقا إلى اكتشاف القوانين في
مجال الطبيعة والتغير في سنن الله في الكون والطبيعة والإنسان
والمجتمعات وفي التاريخ الإنساني وفي آيات الله تعالى من أجل تنمية
الإيمان وتعميق العقيدة وترقية وسائل الحياة وتسخير الكون وتذليله للإنسان
.
-6 لا مكان في الوجود للمصادفة العمياء "إنا كل شيء خلقناه بقدر".
-7 مراعاة فطرة الإنسان وطاقاته واستعداداته وقوته وضعفه .
-8 عدم الفصل بين الفكر والتطبيق وتحاشي سلبية التفكير الفلسفي اليوناني
الذي يفصل بين العقل والفعل أو بين الفكر والممارسة .
-9 أعلى المعارف مرتبة هي معرفة الله تبارك وتعالى ووحدانيته وأقواله
وأفعاله وصفاته التي تجعله وخده سبحانه المستحق للعبادة .
وهكذا يتبين أن المعرفة في الإسلام قول وفعل ووحي وتجيب وسعي متجرد
نحو الحقيقة من اجل تسخيرها لإسعاد الإنسان في الدنيا والآخرة

هادا والله اعلم فإن كان صواب فمن الله وإن كان خطا فمني ومن الشيطان
 
الآية الكريمة لاتدل على التفكر في قدرة الله تعالى وحسب، بل تدل على الاستدلال بكل ما في الكون على الرب تبارك وتعالى وتوحيده والإيمان به والقيام بحق العبودية من أجل ذلك.
فكل ما قادك إلى هذا الإيمان فهو تفكر ونظر شرعي تؤجر عليه، أما مجرد دراسة هذه العلوم بلا تفكر ونية فليس داخلا فيه وإن كان مطلوبا.
 
شكراً لكما أخي ألعبادي وأختي درة الألماس ......
في ذلك الزمان البعيد، وبينما كان العالم يغط في الظلام ، يحرِّم البحث العلمي ولا يؤمن الا بالخرافات والأساطير، و ينعت كل نظر في هذا الكون بأشنع الصفات واقلها الهرطقة ، أُنزل القرآن العظيم يطالب المسلمين بضرورة النظر في نواميس الكون والبحث في علومه، ويحثهم على الاستفادة من فهمه للسنن في الاهتداء الى الباري عز وجل اولاً ، وفي تسخير الكون ثانياً .
فاين نحن المسلمين الآن من هذه الآية الكريمة .

كما أن في هذه الآية الكريمة دعوة الى التوحيد الخالص لله عز وجل . فقد بين الله عز وجل ان كل ما في السماوات والأرض مسخر للانسان، وهو بذلك ينكر على كل من عبد غير الله عبادته . فكيف يعبد الناس الشمس والنجوم والقمر وغيرها من المخلوقات وهي مسخرة له . كما ان في الآية ايضاً اثباتاً لقدرة الله وقوته فهو لم يخلق ما في السماوات فقط بل سخرها، وهي بدورها اطاعت .
 
عودة
أعلى