ورود المجاز في القرآن من عدمه

إنضم
24/03/2020
المشاركات
109
مستوى التفاعل
11
النقاط
18
الإقامة
الجزائر
قال الله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (82)} [يوسف: 82]
سؤال: هل في الآية حذف أم مجاز ؟
 
ما يبدو أن مافيها حذف اقرب من المجاز ، ذلك أن توجيه الآية الكريمة :
اسأل القرية التي كنا فيها (القرويون الذين رافقوا قافلتنا من مصر حتى وصلنا).
والعير التي أقبلنا فيها (أصحاب القافلة التي نقلتنا ونقلت القرويين الذين رافقناهم من المدينة).
وفي ذلك قوله تعالى(أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ) فالخطاب لمن يركب العير ومن يقودها وليس للعير ذاتهلا فكان حذفاً بلاغياً، فكانت العير صفة مميزة مشاهدة لمجموعة من الناس فوصفوا بها وصدر إليها النداء، وإلا فالمقصود من في القافلة من الناس لأنهم شهدوا كل أحداث القصة وقبض الجنود على اخيهم حين اتهم بالسرقة.
وسوء الفهم هنا قاد لتسمية المدينة قرية وأن الاسم جائز على الحالين وهذا ليس بصحيح.
 
عندما تنطلق القافلة من أقصى منطقة ينظم لهم المزيد من الناس في كل قرية يمرون بها حتى تصبح القافلة ضخمة عند وصولها إلى مقصدها ، وعند العودة يحصل العكس فينقص في كل قرية يمرون بها جزء من القافلة حتى تتفكك القافلة في آخر المطاف .
وهذا يعني السؤال للقرية التي كانو فيها تعني سؤال الناس الذين رافقوهم من القرية الموالية وسؤال العير التي كانو فيها يعني سؤال الناس الذين وصلو معهم إلى محل إقامتهم أي جيرانهم من نفس المكان .
والمراد من ذالك هو إسأل من شئت سواء الناس الذين أتو معنا في العير التي أقبلنا فيها أي الناس الذين تعرفهم وتثق بهم أو تستطيع أن تسأل الناس من القرية السابقة أي الناس الغرباء والذين رافقونا في رحلتنا بمحض الصدفة .
والله أعلم
 
يعطيكم العافية إخواني..، وللإيضاح فإن القصد من السؤال هو: هل للقائلين بالمجاز في القرآن الكريم حجة استنادا إلى الآية المذكورة آنفا.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله تعالى خيرا ...الاستاذ الفاضل امحمد ربة الآية الكريمة ليس فيها دليلاً على المجاز
لكن المجاز موجود في قوله تعالى:
﴿ وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْباً ﴾(مريم:4) حيث جاء فعل اشتعل لكي
يُشبه انتشار الشيب كأنتشار النار في الخشب والمعتاد ان لا نستخدم فعل اشتعل للدلالة على كثرة
الشيب ...ولكن الله تعالى جاء بهذا الفعل لكي يدل على حال قائله عليه الصلاة والسلام وأنه يستحق
الإجابة والإعانة وهذا الذي حصل ...والله تعالى أعلم .
 
سبب إنكار وجود المجاز في القرآن الكريم واللغة من قبل بعض العلماء راجع إلى إستعمال بعض الفرق مثل الجهمية والمعطلة للمجاز كحجة لدعم عقائدهم ، لكن إنكار المجاز يجب أن يكون في المواضع الخاطئة التي إستعمل فيها فقط وليس نفيه بالمجمل ، فلو قمنا بإنكار كل أداة يمكن إستعمالها في موضع خاطئ لتعطل كل شيئ .
مثال عن الإستخدام الخاطئ للمجاز في العقيدة ماجاء في سورة البقرة ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ ۖ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (258))
فسيدنا إبراهيم قال ربي يحي ويميت وهو يقصد الإحياء والإماتة بالمعنى الحقيقي أما الذي حاجه فإستعمل المجاز ليدعي لنفسه نفس الشيئ ، ولما رآى إبراهيم منه إستعمال أدوات اللغة للتلاعب بالمعنى أعطاه حجة أخرى أوضح لا يمكن له الإدعاء بمثلها ولو بالمجاز .
وهنا المجاز للإحياء والإماتة جائز لكن تم إستخدامه لغرض خاطئ ، وإستعمال المجاز لغرض خاطئ لا يعني أن الخطأ في المجاز .
والله أعلم
 
القول بالحقيقة أو بالمجاز أو بكليهما في القرآن الكريم وأيضا في كلام العرب من المسائل الدقيقة العميقة والـمُشكِلة في آن واحد، إلا أن المتّفق عليه والمتقرِّر عند أهل السنة أن آيات الصفات كلها حقّ على حقيقتها
 
عودة
أعلى