ورقة عمل:"مشروع تقعيد التلاوات التدبرية المجودة لدى النشء عوضا عن تعلم المقامات الموسيقية"

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
إنضم
18/07/2010
المشاركات
537
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
الإقامة
المدينة المنورة
ورقة عمل:"مشروع تقعيد التلاوات التدبرية المجودة لدى النشء عوضا عن تعلم المقامات الموسيقية"

ورقة عمل في المحور الثالث من محاور المؤتمر العالمي الأول لتدبر القرآن الكريم: محور تدبر القرآن وأثره في حياتنا الجانب العملي)
((مشروعُ تقعيد التلاواتِ التدبريّةِ المجوَّدَةِ لدى النشءِ, عوضًا عن تعلِّم علمِ المقاماتِ الموسيقيِّة))
إعـــداد: أ.حفصة محمد سعد اسكندراني

بسم1

المقدمة
 الحمد لله الذي أنزل علينا القرآن خير كتبه, وجعله آية ومعجزة بين يدي خير رسله, كتاب عزيز حكيم, هدى وموعظة للمتقين, يجذب النَّفوس ويبهرها, ويغذّي الأرواحَ ويأسرها, ويطلقُ العقول بالتأمّل والتفكّر, والتّروي والتّدبر, ويحرّرها من أغلال الجهل والخرافات.
كتابٌ "لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه"(1), عميقُ المعاني, عذبُ الإيقاع, بليغُ المقاطع, وجيزُ العبارة, له في السّمع حلاوة تستدعي الإنصات له, وله في القلب وقعٌ يستدعي الإيمان به.
فيه جوامع الكلم, وجوامع الأخبار, وجوامع الإعجاز, وجوامع الأخلاق, وجوامع كل رقيّ وفلاح.
ما يمسّ قلب امرئ إلا وتهتزّ أعماقه, وتنبت أرضه, ويتفتح زهره, فتعانق روحه سمواً وجمالا وروعة لا يُعرف لها مثيل ولا تشبيه.
فالحمد لله أولاً وآخرًا, وظاهراً وباطناً كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه, ثم الصلاة والسلام على سيد المرسلين, محمد الصادق الأمين, المبعوث رحمة للعالمين, وعلى آله وصحبه.
أما بعد.. أتقدم بهذه الورقة كمقترح مشروع أرجو أن ينفع الله به شريحة الأجيال الناشئة من حفظة كتاب الله, لاسيما الذين يمتلكون منهم أصوتا شجية, وإني ـ يعلم الله ـ لـم أتجرأ على الكتابة في هذا الموضوع إلا بعد أن تعمقتُ قليلا في علم المقامات, فاستمعتُ إلى الكثير من دروسها, وقرأتُ في أصولها وفروعها, وتتبعتُ آراء كبار العلماء ومشاهير القراء فيها, وقد قضيتُ في بحثي هذا شهوراً, واطلعتُ على آراء بعض طلاب العلم من جيل الشباب المهتمين بعلم المقامات, ودارت نقاشات بيني وبين أحد المتخصصين في علم المقامات على صفحات ملتقى أهل التفسير, وأعتقد أن ذلك قد أضاف إليّ كثيرا, وفي مشواري هذا كنتُ أتبنى أفكاراً أميل فيها إلى ضرورة تعليم النشء لعلم المقامات مع تغيير مسمياتها وتعريب الأعجمي منها؛ ثم رأيتُ التراجع عن ذلك الرأي لـمّـا تراءى لي ما هو خير منه, ولم أكن أفعل ذلك لهدف معين بقدر ما كان رغبة مني في استيعاب هذا الجانب والتعمق فيه للخروج بتصور واضح عن ماهيته, خاصة مع كوني معلمة قرآن أُدَرِّس معلمات القرآن الكريم وأُعِدُّهُنَّ لمهمة تعليم كتاب الله, وكم تردني أسئلة منهن تدور حول هذا الموضوع, لذا رأيت ضرورة الخوض فيه.
ولقد اقتضت طبيعة البحث أن أقسمه إلى مقدمة, وتمهيد, ومبحثين, وخاتمة, وذلك على النحو الآتي:
*المقدمة.
*التمهيد.
* المبحث الأول: تأثير الترتيل المتقن على تدبر القارئ والمستمع.
* المبحث الثاني: مشروع تقعيدُ التلاواتِ التدبريّةِ المجوَّدةِ لدى النشءِ, عوضا عن تعلِّم علمِ المقاماتِ الموسيقيِّة.
*المطلب الأول: بواعث فكرة المشروع.
* المطلب الثاني: فكرة المشروع, وآليات تنفيذه.
* المطلب الثالث: مميزات المشروع وأهدافه.
* الخاتمة: وفيها أهم النتائج والتوصيات.
والله أسأل أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل, وأن يكلل أعمالنا بالقبول وعظيم الأجر والمثوبة.

التمهيد
قبل البدء يهمني أن أوضح للقارئ أن موقفي من حكم القراءة بالمقامات هو أنني أميل لمن يحرّمها, وفي الوقت ذاته أدرك وأعي أن لا أحد يقرأ القرآن ولا يصدر صوتا منغما إلا وهو موافق لمقام من المقامات, عرف ذلك أم لم يعرف, وأقر به أم لم يقر, غير أني أوافق القائلين بالتحريم في غيرتهم على كتاب الله, وأؤمن أن تعلم المقامات مشغل عن التدبر, وبه الكثير من العبث الذي لا يليق بآيات الله, فبالرغم من أن الثمرة الآجلة المترتبة على تعلم المقامات قد تكون ثمرة نافعة وذات أثر قوي مبهر تدفع بالمستمع دفعا إلى التدبر؛ لكنني أظن أن الوصول إلى التدبر أيسر من سلوك ذلك الدرب, فمخاطر الولوج في هذا الطريق ليست بالهينة, والأعمار أقصر من أن نضيعها في طريق طويل محفوف بالمخاطر لأجل الوصول إلى هدف التدبر؛ رغم أن الخط المستقيم إليه أقرب وأيسر.
ولقد سرتُ خطوات في هذا الطريق الخطر لأكتشفه, ولألقي الضوء على بعض خفاياه وزواياه, بل وملتُ أول الأمر إلى رفض رأي القائلين بالتحريم جملة وتفصيلا, ثم حاولتُ التروي والتأمل, والانغماس والتعمق بتجرد لأجل الحكم بإنصاف ودقة على واقعنا, ولأجل البحث عن طريق آمن بين الفريقين ـ من أباح, ومن حرم ـ طريق يأخذ بيد شبابنا إلى الهدف المنشود دون المخاطرة بفعل محرم ـ على رأي المحرمين ـ ودون العبث والتساهل الذي يقع فيه فريق المبيحين لدراسة علم المقامات.


المبحث الأول: تأثير الترتيل المتقن على تدبر القارئ والمستمع
لقد اعتنت الأمة الإسلامية في كل عصورها ـ ولا تزال ـ بانتقاء أئمة المساجد وأئمة التراويح من ذوي الأصوات الشجية العذبة المميزة, لما لهم من تأثير بالغ في خشوع قلوب المصلين, وتدبر عقولهم لما يُتلى عليهم, ومضاعفة إقبالهم على الإنصات والطاعة, وقد أخرج البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى اللله عليه وسلم: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن"(2) وقال عليه السلام: "لله أشد أذانا إلى الرجل الحسن الصوت بالقرآن من صاحب القينة إلى القينة"(3).
ولا يخفى على أحد مطّلعٍ منصفٍ ما للأصوات الشّجيّة من أثر في دفع السامع إلى تدبر آيات الله, بل إن هذه الأصوات الخاشعة قادرة على جذب الانتباه إلى معاني الآيات ومقاصدها؛ وما فيها من قصص وأحداث؛ وما ورائها من أسباب نزول, ليس هذا فحسب؛ بل إن أعين الأعاجم قد تذرف دموعَ خشيةٍ من مجرد سماع ترتيل شجيّ آسِر لآيات الله.
إن القارئ حسن الصوت المتقن للأداء الصوتي لا يتلو الآيات مجرد تلاوة؛ وإنما يعيش داخل الآيات فتلامس قلبه وإحساسه, وينصهر وجدانه معها كلمة كلمة, ومعنى معنى, فتأتي تلاوته عذبة متدبرة, يقف المنصت لتلاوته مبهوراً, ويكاد يجزم أنه يسمع الآيات لأول مرة.
عَنْ أَبِى موسى الأشعري قال : قال لي رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم "لَوْ رَأَيتني وَأنا أَسمع قراءتك الْبارحة لقد أُوتِيتَ مزماراً منْ مزاميرِ آلِ داودَ" قال: "لَوْ علِّمتُ لحَبَّرْتُهُ لك تَحْبِيرا"(4).
قال الإمام ابن حجر رحمه الله: "ولا شك أن النفوس تميل إلى سماع القراءة بالترنم أكثر من ميلها لمن لا يترنم, لأن للتطريب تأثيراً في رقة القلب وإجراء الدمع, وكان بين السلف اختلاف في جواز القراءة بالألحان, أما تحسين الصوت وتقديم حسن الصوت على غيره؛ فلا نزاع في ذلك" (5)
ولعلنا لو تأملنا نماذج من أشهر قرائنا المعاصرين في العالم الإسلامي فسنجد أنهم امتلكوا ثلاث مقومات مكنتهم من التأثير القوي الذي يزداد يوما بعد يوم رغم وفاة بعضهم, هذه المقومات ـ من وجهة نظري ـ هي:
1. خامة الصوت الجيدة.
2. ومهارة استخدام الصوت.
3. والعيش مع الآيات والتأثر والتفكر بها.
واجتماع هذه المقومات في تلاوة يضفي عليها رونقاً وتأثيراً عميقاً بمعانيها.
ولو أن قارئاً لا يملك خامة صوت جيدة فإنه لن يحسن مهارة الأداء الصوتي, وبالتالي لن يتمكن من التأثير على المستمع بسهولة, وكذلك القارئ الذي يمتلك خامة صوت جيدة مع مهارات في تأدية وإخراج هذا الصوت؛ لكنه لا يعيش مع الآيات ولا تلامس قلبه وفكره بل همه مُنصَب على التركيز في استعراض مهارته الصوتية؛ فإن تلاوته وإن كانت جميلة إلا أنها تظل ينقصها أحد المقومات الأساسية وهو الإحساس العالي بمعاني الآيات, فترى السامع منشغل هو الآخر بالمهارات الأدائية أكثر من إنصاته للكلمات والمعاني, لذا لابد من توفر الثلاثة مقومات لأجل الحصول على تلاوة نموذجية مؤثرة.
ويمكن القول بأن من امتلك خامة الصوت الجيدة؛ وأتى بالثالثة فعاش مع الآيات وتدبرها وأحسن التفكر بها؛ لكنه لم يتقن مهارات مميزة في استخدام صوته؛ فإنني أزعم أن له تأثيرا عجيباً أيضا في آذان وقلوب المنصتين له وإن قرأ على وتيرة واحدة.

المبحث الثاني: مشروع تقعيدُ التلاواتِ التدبريّةِ المجوَّدةِ لدى النشءِ, عوضا عن تعلِّم علمِ المقاماتِ الموسيقيِّة.
وفيه:
*المطلب الأول: بواعث فكرة المشروع.
* المطلب الثاني: فكرة المشروع, وآليات تنفيذه.
* المطلب الثالث: مميزات المشروع وأهدافه

المطلب الأول: بواعث فكرة المشروع
إن المتأمل لواقعنا سيجد أن الكثير من الإمكانيات الصوتية المبهرة متوفرة لدينا في شبابنا الناشئ من حفظة كتاب الله, غير أن هذه الحناجر الذهبية إما أن تندثر, وإما أن تنصرف عن القرآن إلى الإنشاد, ومن استمر منهم على توظيف حنجرته في تلاوة كتاب الله فهو لا يخلو من حالتين: إما أن يعتمد على تنميته لمهاراته الصوتية ذاتيا, أو يكون عرضة لأن تتلقفه أيدي أساتذة المقامات, وقد يحجم البعض منهم عن ذلك احتراماً للنهي الصريح ولفتاوى التحريم, والبعض الآخر ينجرف مع هؤلاء في هاوية المحظور, فنرى القارئ الفتيَّ يتدرب بين يدي مايسترو حقيقي يقرأ القرآن طلوعاً ونزولا كما تُتلى النوتة الموسيقية!, وتراه ينصرف تماما عن الآيات التي يقرأها وعن التطبيق وسائر التجويد, ويجعل جل اهتمامه منصب على اللحن, وعلى سلاسة التحول من مقام إلى مقام, والإتيان بالقرار والجواب وما إلى ذلك, وهذا بلا شك واقع مؤسف ومؤلم لا بد له من وقفة حاسمة لتداركه.
وفي زمننا الحاضر تفشت ظاهرة تعلم المقامات بين قراء القرآن بشكل لم نعهده من قبل في عالمنا العربي والإسلامي, وانتشرت برامج تعليم المقامات في الإذاعات والفضائيات وغيرها, كما كَثُرَت مقاطع الفديو على موقع (اليوتيوب) التي تعرض نماذج لتلاوات القرآن الكريم بمقامات مختلفة, وكذلك دروس تعليم المقامات.
ولقد شاهدنا الكثير من المقاطع على (اليوتيوب) لأطفال مبدعين في قراءتهم للقرآن لكنهم للأسف يتعلمون بين يدي من يقول لهم: إإتني بالدرجة الرابعة من مقام السيكا!
هات الآية التالية بمقام السوزنار!
أو ابدأ الآية بيات ثم اقفل عجم!إن هذا الواقع المزري يدفعنا للبحث عن حلول, ربما البعض لا يعني لهم ولا يؤلمهم أن يتحول طفل أو شاب متدبر وخاشع في تلاوته لكتاب الله إلى مؤدي ألحان همه الطرب والأوزان, وعد وإحصاء تفريعات كل مقام؛ لكننا نتألم من ذلك, وإغلاق الباب أمام الطاقات الصوتية الناشئة ليس حلا فاعلا, فهناك نوافذ أخرى مشرعة لهم, وخلفها فضاء رحب يرحب بهم ويتلقفهم ليحتضن إبداعاتهم!, وهذا الواقع يثير غيرتنا على كتاب الله, ولابد أن تكون هذه الغيرة موزونة عاقلة مستبصرة بالواقع ومدركة لأبعاد المشكلة دون إفراط ولا تفريط, وعلينا في الوقت ذاته أن نلاحظ ونرقب بقلق كمية الأسئلة التي أصبحت ترد في هذا الموضوع بإلحاح من عامة الناس في صفحات الإنترنت ومواقع التواصل أو برامج الاستفتاء وغيرها, ومن يسعى لتحسين صوته في القرآن لا يلام, فعن البراء بن عازب رضي الله عنه, عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "زينوا القرآن بأصواتكم"(6) وقال الإمام ابن حجر رحمه الله: "والذي يتحصل من الأدلة: أن حسن الصوت بالقرآن مطلوب, فإن لم يكن حسنا فليحسنه ما استطاع"(7).
فهؤلاء الذين يسألون عن كيفية تحسين أصواتهم في تلاوة القرآن؛ وعن أسهل الطرق وأيسر دروس تعليم المقامات؛ سيُدفع بهم قسرا إلى أروقة المقامات الموسيقية مالم يجدوا المناخ الملائم الذي ينتشلهم عن لججها وأوحالها, فمن المسئول عن ذلك حينئذ؟؟, وما هو البديل الآمن الذي وفره العاقلون لهم؟؟.
إننا بحاجة إلى منهجية سليمة لأجل توظيف الأصوات المميزة من شبابنا (حفظة كتاب الله) حتى يكونوا قراء وأئمة مساجد مدربين تدريبا جيدا على أجود ترتيل وأحسن أداء لا يخل بقواعد التجويد, ويعين في الوقت ذاته على الخشوع والإنصات والتفكر والتدبر فيما يُتلى, وقد ألف الإمام ابن الكيال (ت929ﻫ) رحمه الله كتاباً سماه: الأنجم الزواهر في تحريم القراءة بلحون أهل الفسق والكبائر؛ وقال في سبب تأليفه "وبعد فهذا كتاب مختصر مفيد في تحريم قراءة القرآن المجيد بلحون أهل الفسق والكبائر الداخلين في الوعيد, واستحباب قراءته وفضلها بلحون العرب وأصواتها, بالترتيل والتجويد"(8)
ويقول د. أيمن رشدي سويد في كتابه: البيان لحكم قراءة القرآن الكريم بالألحان والذي درس فيه باستفاضة جميع ما ورده من نصوص وآثار في هذا الموضوع وخلص في نهاية بحثه إلى قوله: "فالنتيجة التي انتهينا إليها من بحثنا هي أن قراءة القرآن الكريم بالأنغام المستفادة من علم الموسيقى حُكمها دائر بين الكراهة والحُرمة، فلا يرضينّ امرؤ لنفسه في قراءة كتاب الله تعالى إلا بأعلى الأمور، متّبعا غيرَ مبتدع، والحق أحق أن يُتبع"(9)
ويقول شيخ القراء في سورية الشيخ حسين خطاب: "خير ما يُسمَع من فم القراء ما يقال عنه: المصحف المرتل, المنسجم مع الطبيعة, والتي توجد معه هيبة القرآن" (10)
غير أن المشكلة التي تقف عقبة أمام تحقيق هذا الهدف هي عدم وجود طريق واضح آمن يسلكه حافظ كتاب الله لكي يساعده على توظيف إمكانياته الصوتية دون الاضطرار إلى دخول مستنقع علم المقامات الموسيقية, الذي لا يُؤمن على الداخل فيه أن يخرج منه بقلب سليم, فبالاستقراء والتتبع نجد أن أغلب محاولات تعليم التغني بالقرآن بواسطة علم المقامات تبدأ حذرة منضبطة إلى حد بعيد, لكنها تتحرر من الحذر كلما أبحرت بالطالب نحو عمق هذا العلم, فيجد المتعلم نفسه هو وقارئ النوتة الموسيقية سواء!.
إن الأحاديث والفتاوى الكثيرة التي تؤكد على تحريم قراءة القرآن بلحون أهل الفسق ـ ولا مجال لذكرها هنا اختصارا ـ وتحذر في الوقت ذاته من التساهل في ذلك؛ لابد أن تؤخذ بجدية, ولابد أن تكون مصدر قلق لمن يرغب في تعلم المقامات, فالذي يحرص على تحسين صوته في القرآن ثم يجد نفسه مضطراً إلى تعلم المقامات من أجل تحقيق هدفه؛ عليه أن يحذر, والوصول إلى غاية ما لا يبرر سلوك طريق يرى الأغلبية حرمته, والقليل هم من يرون جوازه, وبما أنه كذلك فهو في أحسن أحواله طريق مشتبه فيه, وحري بالعاقل الذي يرجو الوصول إلى رضا الله ألا يسلك دربَ شبهاتٍ, فلربما زلت قدمه فهوى.
ومن خلال تتبعي لهذا الموضوع لفت نظري ازدواجية عجيبة! فبالرغم من وجود عدد من المشايخ المعتبرين الذين يفتون بحرمة تعلم المقامات نجد أن بعضهم يمتدح في الوقت ذاته قراءة القراء الكبار كالشيخ عبد الباسط عبد الصمد والشيخ المنشاوي والشيخ الطبلاوي وغيرهم, وينعتونهم بالكبار!, وهؤلاء لم يولدوا كبارا دون أن يتعلموا, بل قد اشتهر عن بعض المشايخ القدامى أنهم كانوا يتعلمون قراءة القرآن بالمقامات الموسيقية, فهل يحسن بنا التغافل عن هذه المعلومة؟, وهل المقصود بالتحريم هي فترة التعليم ثم إذا ما أتقن القارئ وتناهى إلى أسماعنا إبداعه في التلاوة مُدح واستُعذب صوته وكان في حكم الحلال؟!.
ومن هنا كانت بواعث الفكرة ...

  المطلب الثاني: فكرة المشروع وآليات تنفيذه
قبل أن أعرج على فكرة المشروع أود أن أعرض تجربة متميزة قمتُ بها بنفسي, ومن خلالها تبلورت فكرة المشروع في ذهني, فلقد قمتُ باختيار عدة مقاطع قرآنية مميزة من ناحية الأداء الصوتي والتطبيقي, ثم أعطيتها لشقيقتي التي لاحظتُ امتلاكها لخامة صوت جيدة, لكنها لا تحسن توظيفها في كتاب الله, فطلبتُ منها التدرب على تقليد تلك المقاطع تدريبا مكثفا, وبالفعل أتقنتْ تقليدها دون الحاجة إلى معرفة أسماء مقاماتها أو السلم الموسيقي لكل مقام, واكتسب صوتها ثقة لم تكن فيه من قبل, فأبهرتْ بحسن صوتها وسلاسة أدائها معلماتها فأصبحتْ تقرأ في أغلب الحفلات التي تقام في مدرستها, بل وتم اختيارها لتتلو القرآن في بعض حفلات وزارة التربية والتعليم.
هذه التجربة وهذا النموذج التطبيقي هو ما شجعني وحمسني لدراسة هذه الفكرة ومن ثمّ طرحها للاستفادة منها, لسهولة تطبيقها وسرعة إنجازها وعظيم أثرها ونتائجها.

(1) فكرة المشروع:
على ضوء الواقع الذي فصلتُ الحديث فيه فإننا بحاجة إلى مشروع أوّليٍّ لحمايةِ التلاواتِ القرآنيةِ الشَّجيَّةِ المنضبطةِ تجويديًا من عبث علم المقامات الموسيقيّ الذي يشغلُ السَّامعَ عن التفكُّرِ والتَّدبُّرِ في الآيات, بحيث يقوم هذا المشروع على:
• جمع أجمل التلاوات التدبرية المنضبطة تجويديا من تسجيلات القراء المشاهير, ذلك الكنز الصوتي الذي نمتلكه, ولا يلزم حصرها وإنما جمع نماذج مختلفة ومتميزة منها.
• التعرّف على المقامات التي قُرأت بها تلك التلاوات من قبل المتخصصين ليسهل عليهم تصنيفها والتعامل معها, ومن ثمّ ..
• تغيير بعض مسمياتها ـ إن تيسر ذلك ـ بمسميات يغلب عليها الوصف أكثر من كونها أعلاما, كإطلاق وصف التحزين أو الحزن على مقام الصبا, والتعظيم على النهاوند وهكذا, وإلا فالأساس تركها بلا مسميات, فهدفنا ليس تغيير أسماء المقامات بقدر ما هو انتقاء التلاوات المنضبطة تجويديا لتكون نموذجا يحتذى به؛ أيا كان نوع ومسمى المقام الذي قُرأت به.
• عرض هذه الدراسة ـ بعد الانتهاء من إعداد ما سبق ـ على أهل العلم والقراء والمفتين المعنيين, لأخذ رأييهم وموافقتهم على صلاح هذه النماذج لتكون مادة مشروع يعين الشباب حفظة كتاب الله وأئمة المساجد على تحسين أصواتهم.
يأتي بعد مرحلة الإعداد السابق ذكرها مرحلة التنفيذ, وفيها يتم:
ترتيب النماذج التي تم انتقاؤها من الأسهل إلى الأصعب, ولنفترض أنها بلغت عشرين مقطعا, فنجعلها كبرنامج يأخذه الطالب ويتدرب عليه وحده دون معلم, فإذا ما أتقنه توجه إلى الجمعيات القرآنية التي تتبنى مثل هذا المشروع فيُجرى له اختبار فيها, ويكون الاختبار بتسميع نفس المقاطع الموجودة بالبرنامج مرتبة وبدرجة عالية من الإتقان, وحين يجيد المتعلم ذلك يُطلب منه القراءة بالتحزين مثلا, أو بنفس نغمة الشيخ فلان في النموذج العاشر, فيطبق المتعلم ذلك على آيات أخرى تختارها اللجنة غير تلك الموجودة في النماذج التي تدرب عليها, وفي حالة تميز الطالب في كل ذلك يُمنح شهادة في تحسين الصوت, هذه الشهادة ستزداد قيمتها يوما بعد يوم كلما أثبت المشروع نجاحه, وهذا ما أتوقعه له بإذن الله.
ومما سبق يتضح أن إعداد المشروع سيتطلب وقتا وجهدا, غير أن النتائج العظيمة المترتبة على تنفيذه تستحق ذلك الوقت وذلك الجهد, والجميل فيه أن تنفيذه سهل جدا, فهو لا يحتاج إلى دروس ومدرسين, وإنما يحتاج إلى جهد فردي مستند إلى خامة وإمكانيات صوت المتعلم.

(2) آليات تنفيذ المشروع:
• تكوين لجنة أو فريق عمل من أميز قراء القرآن الكريم وحفظته المهرة.
• توفر تسجيلات لأشهر قراء عالمنا العربي والإسلامي, وحبذا التركيز على تلاوات المتقدمين.
• الاستعانة بأكثر من متخصص في علم الصوتيات وعلم المقامات.
• توفر تقنيات حديثة لاقتصاص النماذج المختارة من تسجيلاتها.
قد يقف أمام تنفيذ هذا المشروع بعض العوائق وأهمها عدم وجود من يتبنى الفكرة ويؤمن بها, وكذلك صعوبة الاطلاع على جل التسجيلات القرآنية, والحرج من أخذ تلاوات لبعض القراء الأحياء دون غيرهم, والحرج أيضا من ترك تلاوات لبعض القراء الذين لا يتقنون التطبيق.

المطلب الثالث: مميزات المشروع وأهدافه.
مميزات المشروع
ميزة تعلم تحسين الصوت من تسجيلات القراء لا من أساتذة المقامات الموسيقية أنها تدرب الشباب وتعلمهم علوما بسيطة ونافعة لا تؤخذ إلا من المشايخ المقرئين, وهي رغم بساطتها تزين التلاوة وتبرز معانيها على أي مقام كانت, ولعل منها على سبيل المثال:
*الإتيان بالاستفهام في القراءة وهو بديلا لما يسمى في علم المقامات بالجواب, فلا يمر القارئ بسؤال ولا استفهام إلا وأشعرك به, فيحرك الفؤاد لقوة وقعه وتأثيره, ويدفع المستمع دفعا إلى التدبر في الآيات ومراد الله من الاستفهامات الواردة فيها.
*إعطاء فعل الأمر صوت الآمر الجازم, فتراه يحدّث المستمع كما لو أنه هو المقصود, مثال: "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا"(11).
*الاعتناء بعلم الوقف والابتداء.
*تحقيق معنى الاستثناء صوتيا عند قراءة الآيات التي فيها استثناء, مثال: "ولا تؤمنوا إلا لمن تبع دينكم"(12).
*بث روح المعنى كما لو كان مصورا في بعض الكلمات مثل: "على"(13) "في" (14).
إلى آخر هذه الأمثلة التي يعتني بها كبار القراء, فنراهم بإتقانهم لفن خفض الصوت ورفعه يظهروا الشوق الصادق ـ وليس المفتعل ـ في آيات وصف النعيم, والوجل في آيات العذاب, ويبرزوا مواضع الخبر والاستفهام والعجب والاستنكار, ويحركوا القلوب بالوعد والوعيد, ويحسنوا تأدية الحوارات القصصية بتجسيدها, لذلك أرى أن إتقان خفض الصوت ورفعه فن يجدر الالتفات إليه والعناية به, فهو ليس مقصورا على مقام دون آخر, ولا يلزم لمن يريد تعلمه أن يتعلم علم المقامات, بل هو فن صوتي قائم بذاته.
وقد نقل الدكتور غانم قدوري الحمد في كتابه الدراسات الصوتية عند علماء التجويد قولا للدركزلي من كتابه المخطوط (خلاصة العجالة) يقول فيه: "قال بعض المحققين ينبغي أن يقرأ القرآن على سبعة نغمات: فما جاء من أسمائه تعالى وصفاته فبالتعظيم والتوقير, وما جاء من المفتريات عليه فبالإخفاء والترقيق, وما جاء من ذكر الجنة فبالشوق والطرب, وما جاء من ذكر النار والعذاب فبالخوف والرهب, وما جاء من الأوامر والنواهي فبالطاعة والرغبة, وما جاء من ذكر المناهي فبالإبانة والرهبة"(15).
ومن خلال إنصاتي لكثير من التلاوات المسجلة لعدد من القراء أثار انتباهي أن أي قارئ ذا صوت حسن أو مقبول؛ يستطيع أن يجبر المنصت له على التأثر بتلاوته تأثرا شديدا, بينما قارئ آخر صوته أجمل من القارئ الأول لا يحدث هذا التأثير فيمن ينصت له؛ رغم أن كلاهما يقرأ بنفس المقام.
بل إن قراءة الشيخ الواحد كالشيخ عبد الباسط عبد الصمد ـ رحمه الله ـ في سورة يوسف في تسجيلٍ عادي تختلف تماما عن تلاوته لها في الحفلات, والسبب هو عنايته بتجسيد الحوارات بواسطة (خفض الصوت ورفعه) في تلك الجلسات الهادئة بشكل عجيب, وفي أثناء إعداد بحثي هذا قرأت كلاما يوافق هذه النقطة تحديدا, حيث قال الدكتور إبراهيم الدوسري في كتابه إبراز المعاني بالأداء القرآني: "ولا جرم أن القراء يتباينون في تلاوتهم تبعا لتباين أصواتهم جودة وعذوبة, بيد أن حسن الأداء لا يتوقف من جهة الصوت على الخلق والتكوين, فكم من قارئ يقع صوته في النفوس أكثر ممن هو أندى منه صوتا, وما ذاك إلا لتوفر عوامل أخرى عند القارئ استدعت الاستماع والإصغاء إليه, ومن أهمها موافقة الكيفيات الصوتية قواعد التجويد ومعاني الألفاظ ومشاعر الوجدان, إذ التجويد هو الضابط لتفخيم حروفه وترقيقها وانحباس الصوت وجريانه, وأيضا المعاني وما تحدثه من انفعال وجداني هما العاملان في ارتفاع الصوت وانخفاضه وسرعته وبطئه"(16).
أهداف المشروع .
هدف المشروع الأساسي: وضع منهجٍ تعليمي لتوظيفِ الأصواتِ الشجيَّةِ في محاكاةِ التلاوات المتقنة التي تم انتقاؤها بعناية من تسجيلات مشاهير القراء, حتى لا يضطر هؤلاء إلى دراسة علم الموسيقى, وتأسيا ببعض الأحاديث والآثار التي وردت عن السلف والتي تحث على تعلم القرآن من أهل القرآن وليس من غيرهم, فمن ذلك: قال علي رضي الله عنه: "إن رسول الله يأمركم أن تقرؤا كما علمتم"(17), وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: "اتبعوا ولا تبتدعوا, فقد كفيتم"(18), وعن همام بن الحارث قال: أتانا حذيفة في المسجد فقال: "يا معشر القراء ، اسلكوا الطريق؛ فوالله لئن سلكتموه لقد سبقتم سبقا بعيدا، ولئن أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا"(19).
ويمكن جعل أهداف المشروع في النقاط التالية:
1. جذب شريحة من حفظة كتاب الله إلى تحسين أصواتهم في تلاوة كتاب الله.
2. حماية شريحة عريضة من شبابنا الغض الذين يضطرون من أجل تحسين تلاواتهم إلى تعلم المقامات الموسيقية والولوج في دروبها.
3. احترام الفتاوى المحرمة لتلاوة القرآن بالمقامات الموسيقية.
4. تحسن مستوى التطبيق التجويدي لدى المتعلم مع طول الاستماع إلى نماذج أصيلة لقراء مهرة متمكنين من تطبيق التجويد. وقد قال د. غانم الحمد في الدراسات الصوتية "وطريق تحسين الصوت في القراءة هو مراعاة أحكام التجويد لا مراعاة ما تقتضيه الألحان, وتزيين القراءة هو بإعطاء الحروف حقوقها من المخارج والصفات"(20).
5. ترسيخ مبدأ أن تطبيق التجويد هو المقدم على أي نغم في التلاوة, قال أبو عمرو الداني رحمه الله: "واعلموا أن كل حرف من حروف القرآن يجب أن يمكن لفظه, ويوفى حقه من المنزلة التي هو مخصوص بها, على ما حددناه ونحدده, ولا يبخس منه شيئا من ذلك, فيتحول عن صورته, ويزول عن صيغته, وذلك عند علمائنا في الكراهة والقبح كلحن الإعراب الذي يتغير فيه الحركات, وتنقلب به المعاني"(21)
وقد علق د.أحمد السديس على ذلك بقوله: "ومثل هذا يفوت على من يراعي جودة اللحن وحسن تناسقه, ولا يكون من أهل هذا الفن, فربما أفضى به هذا الأمر إلى المبالغة في مد الحروف, أو مد ما لا يمكن مده منها, لأن الغالب على من راعى الأنغام أن لا يراعي الأداء"(22)
6. الحفاظ على أسماع وقلوب حفظة كتاب الله من الاستماع إلى أنغام الموسيقى بحجة التعلم.
7. العمل بأصل معتبر في تعلم القرآن عن طريق أخذ المتأخر عن المتقدم وهكذا.
8. تخريج دفعات مميزة من الأئمة والقراء قادرين على أسر المستمع بتلاوتهم والتحليق به إلى آفاق التدبر والتأمل والتفكر.
9. سيتعلم المتعلم كيف يعيش مع معاني الآيات, وكذلك بعض الوقفات التفسيرية التدبرية من تلاوات كبار القراء, وهذا مما لا يمكن أن يتعلمه من أهل المقامات.
10. لاشك أن التعلم من أهل القرآن وطول الاستماع إلى تلاواتهم المتدبرة سيورث المتعلم خشية وخشوعا, وستعلمه مالا يمكن أن يعلمه إياه أهل الموسيقى.
يقول الإمام الآجري -رحمه الله-: " ينبغي لمن رزقه الله حسن الصوت بالقرآن أن يعلم أن الله قد خصَّه بخير عظيم فليعرف قدر ما خصه الله به ، وليقرأ لله لا للمخلوقين وليحذر من الميل إلى أن يستمع منه ليحظى به عند السامعين رغبة في الدنيا والميل إلى حسن الثناء والجاه عند أبناء الدنيا، والصلاة بالملوك دون الصلاة بعوام الناس، فمن مالت نفسه إلى ما نهيته عنه خفته أن يكون حسن صوته فتنة عليه ، وإنما ينفعه حسن صوته إذا خشي الله عز وجل في السر والعلانية وكان مراده أن يُستمع منه القرآن؛ لينتبه أهلُ الغفلة عن غفلتهم، فيرغبوا فيما رغبهم الله عز وجل وينتهوا عما نهاهم، فمن كانت هذه صفته انتفع بحسن صوته، وانتفع به الناس"(23)

الخاتمة
بعد حمد الله الذي وفق وأعان على تفصيل فكرة هذا المشروع القرآني في هذه الورقات؛ أرى أن ادعاءنا عدم الحاجة لتدريب القراء على القراءة السلسة المريحة ليس بالأمر الصحيح, فكم مرة صليتَ خلف إمام ذا صوت عذب لكنك لم تشعر بالراحة خلفه فقررتَ ألا تصلي خلفه مرة أخرى, ولا تدري لماذا؟؟ ولو أنك سألتَ من يعرف في المقامات لأفادك بأن ذاك القارئ يتنقل في المقام الواحد طلوعا ونزولا دون تدرج؛ أو بين المقامات دون مهارة فيصيبك صوته (النشاز) بعدم الراحة, ولرب إمام قراءته على وتيرة واحدة خير لك من ذاك الذي ينوع مقاماته دون إجادة.
وكم من مرة صليتَ خلف إمام لا يحسن نغمة تكبيراته, فيوحي لك طلوعه بالصوت بأنه قائم بينما هو جالس أو ساجد! وكم من إمام نبهتك تكبيرته ونبهت الأعجمي الذي بجوارك أنه ينوي السجود لا الركوع ليأتي بسجدة تلاوة.
إن حاجتنا لوضع سياج آمنة في طريق شبابنا من حفظة كتاب الله وأئمة المساجد الساعين إلى تحسين أصواتهم في كتاب الله لهي حاجة ماسة, وضرورة ملحة, خاصة في زمن كثرت فيه الفتن, واستحل فيه طائفة من الناس الغناء والمعازف, وتفنن أعداء الأمة في تلقف شبابنا الغض (فتيان وفتيات) من بيئاتهم وعاداتهم وتقاليدهم ومبادئ دينهم ودفعهم إلى بيئات منحطة في طريقهم إلى عالم النجومية والاحتراف لمجرد أنهم يمتلكون أصواتا ندية!
فما الذي يمنعنا من أن نَهِبَّ لنسخر هذه الأصوات المميزة بأيدينا لكي تتزين بالقرآن وتتغنى به؟ ولأجل أن تهتز بها محاريب المساجد وتخشع بها قلوب القائمين الراكعين الساجدين؟.

ومن خلال بحثي في هذا الموضوع أدون أبرز النتائج والتوصيات:
النتائج:

• القارئ حسن الصوت المتقن للأداء الصوتي والتجويدي يدفع المستمع دفعا لتدبر آيات الله, خاصة فيما لو تفكر فيها القارئ وعاش في معانيها بكل أحاسيسه.
• إن قراءنا المهرة خاصة وأهل القرآن عامة هم خير من يؤخذ عنهم التلاوة الصحيحة التي تدفع السامع إلى التدبر, وهم خير من يتعلم منهم تحسين الأصوات في تلاوة القرآن.
• إدراك أن ثمة إقبال متزايد من حفظة كتاب الله على البحث والاستفسار عن وسائل تحسين أصواتهم في تلاوة القرآن, وإدراك أن السواد الأعظم من هؤلاء يجدون حاجتهم عند أساتذة المقامات الموسيقية الذين يحسنون تلقفهم.
• واقع تعلم المقامات الموسيقية واقع يحتاج إلى وقفة, ويجب الحذر منه فقد يودي المهالك.

التوصيات:
• ضرورة الالتفات والعناية بالتسجيلات الصوتية لقرائنا المعروفين بإتقانهم للتجويد, وضرورة الاستفادة من هذا الكنز الصوتي.
• الحذر من الانسياق خلف أهل المقامات الموسيقية في أعماق وسراديب علمهم بمبرر الحاجة إلى تحسين الصوت في تلاوة القرآن تعبدا لله!
• ضرورة قيام الجهات والمؤسسات القرآنية التي تسعى لخدمة القرآن وأهله بتبني مشاريع تحمي حفظة كتاب الله من الوقوع بين يدي الموسيقيين.
• كما أوصي بالاستفادة من فكرة هذا المشروع ومحاولة تطبيقه لما له من احتياج يفرضه الواقع, وأنا لا أدعي أن مشروعا كهذا هو كاف لتحقيق الهدف العظيم الذي أصبو إليه؛ وإنما هو فكرة تنتظر من يفعلها وينقلها إلى أرض الواقع, ثم يكمل ما تراءى له فيها من جوانب نقص, ثم يبتكر ليلحق بها أفكارا أخرى كلها تصب في نفس الهدف, غيرة لكتاب الله وغيرة على أهل القرآن من الانصراف عن تدبره وتلاوته تلاوة تجويدية صحيحة إلى عالم المقامات الموسيقية وعالم الطرب.
أسأل الله أن يتقبل منا صالح أعمالنا, ويجعلها خالصة لوجهه, وينفع بها الأمة, ويجعلها ذخرا لنا يوم نلقاه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

الهوامش
(1):سورة فصلت: 42
(2): أخرجه البخاري في كتاب التوحيد, برقم/7527
(3):أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن (44ظ ـ 45و), وقال المنذري في الترغيب والترهيب (3/180): رواه أحمد وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم والبيهقي.
(4):واه البيهقي في " سننه " ( 3 / 12 ) وقال الألباني – في " صحيح أبي داود " ( 5 / 232 ) - : سنده جيد على شرط مسلم.
(5):فتح الباري 9/72
(6): أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد برقم (84 ـ ص82 )
(7): فتح الباري 8/690
(8): الأنجم الزواهر في تحريم القراءة بلحون أهل الفسق والكبائر, ص25
(9): البيان لحكم قراءة القرآن الكريم بالألحان, د. أيمن سويد , ص47 (10):
(10):نقله عنه الدكتور أيمن رشدي سويد في كتابه: البيان لحكم قراءة القرآن الكريم بالألحان, ص49
(11): الأعراف: ٣١
(12): آل عمران: 73
(13): البقرة: ٥
(14): البقرة: 10
(15): الدراسات الصوتية عند علماء التجويد-غانم قدوري الحمد, ص480
(16): إبراز المعاني بالأداء القرآني, د.إبراهيم الدوسري, ص45
(17): أخرجه الإمام أحمد في مسنده (ج 2 حديث رقم 6815)
(18): أورده السخاوي في المقاصد الحسنة, حديث رقم (16)
(19): أخرجه البخاري في كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة, باب الاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم, رقم: (7282), وأورده ابن مجاهد في السبعة: (ص46)
(20): الدراسات الصوتية قدوري الحمد ص477
(21): التحديد في الإتقان والتجويد / 118
(22): التغني بالقرآن د.أحمد السديس ص42
(23): أخلاق حملة القرآن, لأبي يكر محمد الآجري ص 109

المراجع
1. القرآن الكريم.
2. إبراز المعاني بالأداء القرآني, أ.د. إبراهيم بن سعيد الدوسري, ط1, 1428هـ ـ 2007م, دار الحضارة للنشر والتوزيع, الرياض.
3. أخلاق حملة القرآن, أبي بكر محمد بن الحسين الآجري (360هـ) تحقيق الدكتور غانم قدوري الحمد, ط1,1429هـ ـ 2008م , دار عمار للنشر والتوزيع, الأردن.
4. الأنجم الزواهر في تحريم القراءة بلحون أهل الفسق والكبائر, زين الدين أبي البركات محمد بن أحمد بن محمد المعروف بأبي الكيال الشافعي, دراسة وتحقيق الدكتور عيسى بن ناصر الدريبي, ط1,1433هـ ـ 2012م , دار الحضارة للنشر والتوزيع. الرياض.
5. البيان لحكم قراءة القرآن الكريم بالألحان, د. أيمن سويد, ط1, 1412هـ ـ 1991م, الجماعة الخيرية لتحفيظ القرآن بجدة.
6. التحديد في الإتقان والتجويد, الإمام عمرو الداني, تحقيق د.غانم قدوري الحمد, ط1, 1407هـ , مكتبة دار الأنبار.
7. الترغيب والترهيب من الحديث الشريف, للمنذري عبد العظيم بن عبد القوي, تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد, ط2, 1393هـ ـ 1973م.
8. التغني بالقرآن, دراسة تأصيلية حول صفة التغني الواردة في السنة, د. أحمد بن علي السديس, ط1, آيات للنشر والتوزيع.
9. الدراسات الصوتية عند علماء التجويد, د. غانم قدوري الحمد, ط1, 1424هـ ـ 2003م , دار عمار للنشر والتوزيع, الأردن.
10. السنن الكبرى للبيهقي أحمد بن الحسين (ت458هـ) تحقيق محمد عبد القادر عطا, طبع سنة: 1414هـ, مكتبة دار الباز, مكة.
11. صحيح البخاري, أبو عبدالله بن اسماعيل البخاري, تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي ومحب الدين الخطيب, المطبعة السلفية.
12. صحيح سنن أبي داود، للشيخ محمد ناصر الدين الألباني (ت1420ه)، ط:1، 1423ه, دار غراس، الكويت.
13. فتح الباري بشرح صحيح البخاري, للإمام أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (773 ـ 852هـ ), دار المعرفة, بيروت.
14. فضائل القرآن ومعالمه وآدابه ؛ للعلامة أبي عبيد القاسم بن سلام الهروي (157 ـ 224 هـ) حققه وشرحه وعلق عليه: مروان العطية, محسن خرابة, وفاء تقي الدين, دار ابن كثير, دمشق ـ بيروت.
15. كتاب السبعة في القراءات, لأبي بكر أحمد بن موسى بن مجاهد البغدادي, تحقيق: د.شوقي ضيف, ط3, دار المعارف.
16. مسند الإمام أحمد, حققه شعيب الأرناؤوط وعادل مرشد, ط1, 1416هـ, مؤسسة الرسالة, بيروت.
17. المقاصد الحسنة في بيان كثير من الأحاديث المشتهرة على السنة، لأبي الخير محمد بن عبد الرحمن السخاوي (ت902ه)، تحقيق: عبد الله الصديق، (ط:1)، 1399ه دار الكتب العلمية، بيروت.
 
بسم الله الرحمان الرحيم
بارك الله فيكم اختنا الكريمة بنت اسكدراني على هذا المجهود الطيب ..والحقيقة ان المؤدين والمعارضين لمسالة قراءة القرءان الكريم بالالحان يساهمون جميعا في بلورة وتاسيس علم التغني بالقرءان الكريم الذي يدعو اليه ويضع معالمه الاستاذ محمد الوادي ..
وساقتبس مشاركتك وارد عليها ان شاء الله تعالى
 
ذ محمد الوادي : هذا المشروع بشكله هذا يتميز بالتناقض والنقصان ولايعالج موضوع قراءة القرءان بشكل عملي موضوعي وكثير من الافكار المطروحة سبق وان طرحتها في هذا المنتدى وعلى موقعي على اليوتيب وهو جزا من المشروع الذي طرحته سابقا مشروع كتاب التبيان في قواعد التغني بالقرءان اول كتاب يضع قواعد لعلم التغني بالقرءان الكريم ..

كثير من الذين يخضون في مسالة تلاوة القرءان الكريم بالمقامات الصوتية يحصرون علم التغني بالقرءان الكريم في تعلم هذه المقامات
وهذا خطا كبير راجع بالاساس الى :
-الجهل بعلم التغني بالقرءان الكريم مرده الى عدم توفر مرجع علمي نظري وتطبيقي في هذا الشان.
-ربط المقامات بالموسيقى حتى يتم تنفير الناس من تعلمها فتراهم يقولون مقامات موسيقية بدل مقامات صوتية وهذا جهل فضيع.
وقد يطرح البعض هذا السؤال : وهل يوجد علم مستقل اسمه علم التغني بالقرءان ..
الحقيقة ان علم التغني بالقرءان الكريم اشمل وماباب الانغام -مع اني افضل لفظ نغمة على لفظ مقام لكثرة استعمال هذا الاخير في الموسيقى- الا باب واحد من الابواب السبعة لهذا العلم :

الباب الاول : التاصيل لعلم التغني بالقرءان الكريم :
- ولقد ءاتينا داوود منا فضلا .
-تفصيل حديث ليس منا من لم يتغن بالقرءان
-تفصيل حديث ترجيع النبي لتلاوته لسورة الفتح
-صوت النبي
slah.png

- حديث مفصل عن الصحابي الجليل اي موسى الاشعري
-تفصيل الاثر الوارد في قراءة داوود
slm.png
للزبور.
-احاديث في حسن الصوت .
- اراء لعلماء الامة .
الباب الثاني :
-تعريف علم التغني بالقرءان الكريم
-المقومات التعليمية والتربوية لمعلم علم التغني بالقرءان الكريم
-المقومات التعليمية والتربوية لطالب علم التغني بالقرءان الكريم
-فوائد دراسة علم التغني بالقرءان الكريم

الباب الثالث :
-تدبر القرءان الكريم .
-العلاقة بين الدلالة والاداء في النص القرءاني
-التصوير في الاسلوب القرءاني .
-التناسق الفني في التصوير القرءاني.

الباب الرابع :الصوت :
الجهاز الصوتي عند الانسان
خصائص الصوت
انواع الاصوات
الطبقات الصوتية
-المهارات الصوتية
تداريب تحسين الصوت
العناية بالصوت

الباب لخامس : الانغام :
تعريف النغمة
طريقة تعلم الانغام
انواع الانغام
الانغام الاساسية
الانغام المركبة
طرق قراءة القرءان بالانغام
ترتيب الانغام
الانتقال بين الانغام

باب السادس:
الوقف والابتاء
الوقف المعلق والوقف التام

الباب السابع :
التلاوة التصويرية .

هذه الابواب السبع على قاريء القرءان ان يدرسها حتى تكون لديه المهارة والاتقان في تلاوة القرءان الكريم

5817alsh3er.jpg


‫اول كتاب في قواعد التغني بالقرءان : الاهداف مع اهم الابواب‬‎ - YouTube
 
الباب لخامس : الانغام :
تعريف النغمة
طريقة تعلم الانغام
انواع الانغام
الانغام الاساسية
الانغام المركبة
طرق قراءة القرءان بالانغام
ترتيب الانغام
الانتقال بين الانغام [/COLOR]
هذه الابواب السبع على قاريء القرءان ان يدرسها حتى تكون لديه المهارة والاتقان في تلاوة القرءان الكريم
[/COLOR]
الآلاف من القراء المتقنيين منذ النبي صلى الله عليه وسلم إمام القراء مرورا بأئمة القراء لم يتعلموا هذه الأنغام المبتدعة لكي يكون عندهم مهارة وإتقانا في تلاوة القرآن الكريم.
 
أخي الكريم محمد الوادي.. أتفهم اعتراضاتك, فالموضوع مشكل وأنا أعلم مسبقا أنه لن يحوز رضى الجميع خاصة من يشجع تعلم المقامات الموسيقية أو علم التغني كما تفضل أن تسميه.
وإني لأقدر كل ملاحظة علمية علقتَ بها من شأنها أن تضيف إلى الموضوع, فجزاك الله خيرا.
ثمة جزئيات أحببتُ أن أعلق عليها إن سمحتَ لي وهي قولك:
ذ محمد الوادي :وهذا ما دعوت وادعو اليه : التبيان في قواعد التغني بالقرءان و الذي قلت ان من اهم مصادره تحليل تلاوات القراء المجودين ووضعها في قواعد تعلم للقراء
وأيضا قولك:
وهو جزا من المشروع الذي طرحته سابقا مشروع كتاب التبيان في قواعد التغني بالقرءان اول كتاب يضع قواعد لعلم التغني بالقرءان الكريم
أخي الكريم لقد كررتَ التلميح إلى أنك أنت من أشرتَ إلى الاستفادة من تلاوات القراء المجودين والاعتماد عليها في تعلم تحسين الصوت, وفي تكرارك هذا إيحاء غير مباشر للقارئ بأنك أول من أشرتَ إلى ذلك وأنني متهمة بسرقة الفكرة منك (هكذا فهمتُ, وأرجو أن أكون قد أسأتُ فهمك) رغم أنك تعلم أن بحثي هذا قائم في الأساس على موضوعي الذي نشرتُه سابقا وهو: القُرآنُ الكرِيمُ وعِلمُ المقَامَاتِ ... واقعٌ يحتاجُإلى وقفةٍ!.
وهو بالمناسبة منشور قبل إعلانك عن كتابك وقبل انتهاءك منه أصلا؛ بل وقبل دخولك لملتقى أهل التفسير بعام كامل تقريبا!! ودونك التواريخ تشهد.
وموضوعي القديم ذاك مبني في الأساس على تجربة شخصية لي وعلى أساسها ولدت الفكرة ورأيتُ أننا بحاجة إلى تعليم النشء تحسين الأصوات دون إلجائهم إلى الخوض في علوم المقامات الموسيقية.

الأمر الآخر: ألا ترى أنني وصفتك وصفا طيبا منصفا ومقدرا لخبرتك ومهاراتك حين قلتُ:
ودارت نقاشات بيني وبين أحد المتخصصين في علم المقامات على صفحات ملتقى أهل التفسير, وأعتقد أن ذلك قد أضاف إليّ كثيرا؟؟
فجاء تعليقك:
ودارت نقاشات بيني وبين أحد المتخصصين في علم المقامات على صفحات ملتقى أهل التفسير- ذ محمد الوادي : هل تقصدين الاستاذ محمد الوادي؟
فما الداعي لأضافتك كلمة (الأستاذ)؟ أنت أستاذ ولا خلاف في ذلك, لكن دع الآخرين هم من يضيفوا الألقاب والتبجيلات إلى اسمك ولا تفرضها على أحد خاصة وأنت في مقام لم يُنتقص فيه من قدرك, وأنا لم أفعلها معكم قبل ذلك ولن أفعلها بإذن الله.
ثم ألم يطرأ ببالك أخي الكريم بدل أن تنتقص من المشروع ومن المتخصصين الذين اقترحتُ الاستعانة بهم لتنفيذه, وتكتب:
هذا المشروع بشكله هذا يتميز بالتناقض والنقصان ولايعالج موضوع قراءة القرءان بشكل عملي موضوعي وكثير من الافكار المطروحة سبق وان طرحتها في هذا المنتدى وعلى موقعي على اليوتيب وهو جزا من المشروع الذي طرحته سابقا مشروع كتاب التبيان في قواعد التغني بالقرءان اول كتاب يضع قواعد لعلم التغني بالقرءان الكريم
ألم يخطر ببالك أنك من أبرز المرشحين للاستفادة من علمك ومن مؤلفاتك لأجل تهذيب مشروع كهذا فيما لو أنه لاقى منفذا يتحمس له؟؟.
تعليقك السابق هذا قد لا يتناسب مع ما كتبتُه في ورقة عملي لهذا المشروع حين قلتُ:
أنا لا أدعي أن مشروعا كهذا هو كاف لتحقيق الهدف العظيم الذي أصبو إليه؛ وإنما هو فكرة تنتظر من يفعلها وينقلها إلى أرض الواقع, ثم يكمل ما تراءى له فيها من جوانب نقص, ثم يبتكر ليلحق بها أفكارا أخرى كلها تصب في نفس الهدف, غيرة لكتاب الله وغيرة على أهل القرآن من الانصراف عن تدبره وتلاوته تلاوة تجويدية صحيحة إلى عالم المقامات الموسيقية وعالم الطرب.
على أية حال باستثناء ما سبق أكرر شكري وتقديري لقراءتك البحث وحرصك على التعليق عليه, وكذلك أشكرك على كل معلومة أضفتها, وحتما سأستفيد منها وسيستفيد منها القارئ المتابع كذلك, فجزاك الله خيرا وبارك فيك وبارك بك.
 
الآلاف من القراء المتقنيين منذ النبي صلى الله عليه وسلم إمام القراء مرورا بأئمة القراء لم يتعلموا هذه الأنغام المبتدعة لكي يكون عندهم مهارة وإتقانا في تلاوة القرآن الكريم.
الاف القراء منذ زمن النبي الى القرن الرابع الهجري لم يتعلموا القلقلة والصفير والمد الكلمي المخفف ..وغيرها من الاسماء المبتدعة -بدعة حسنة بالطبع - لكي يكون عندهم مهارة واتقان في تلاوة القرءان ...
شكرا لك اخي عمر مجددا على هذه الملاحظة....
 
العلماء عرفوا أن القارئ لا يتقن تلاوة القرآن إلا بمعرفة القلقلة والصفير والمد الكلمي المخفف...,
ذ محمد الوادي :كذلك علماء التغني نظروا في كتاب الله ففتح الله عليهم واحسوا بمعانيه وانصتوا الى قراءات القراء ونظروا في اختلاف العلماء وجدالاتهم ... فعزموا على التاليف في هذا العلم....

ولذلك ألفوا العشرات من المؤلفات فيها ليكون القارئ ماهرا في التلاوة,
ذ محمد الوادي :نظرتي المستقبلية انه سيتم تاليف عدة كتب في علم التغني بعد كتاب التبيان في قواعد التغني بالقرءان..والله اعلم .

ولو كانوا يعرفون
ذمحمد الوادي :ومن قال لك انهم يعرفون او لا يعرفون ..وماذا يعرفون ....او انه لم تتوفر لهم نفس الظروف المتوفرة لدينا ليفعلوا ذلك..

أن التلاوة لا تنضبط إلا بمعرفة هذه الأنغام المبتدعة لألفوا فيها وألزموا القارئ بها, إلا أننا لم نجد عالما واحدا من السلف والخلف ألف فيها مبحثا واحدا بل جاء النهي الصريح باجتنابها
ذ محمد الوادي :هناك علماء اباحو قراءة القرءان بالانغام ....
؛ فضلا على إلزام القارئ بها لكي يكون ماهرا, فهل جهل الآلاف من العلماء هذا الأمر وأتيت أنت
ذ محمد الوادي :ذلك فضل الله يوتيه من يشاء
-بارك الله فيك- لتعلمنا ما جهلوه؟!!!!!
وأقول لك أخي/ محمد الوادي جزاك الله خيرا على سعة صدرك, وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى
ذ محمد الوادي : امين واياكم ..
.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلَّم، وبعد؛
***​
كنتُ قد وطَّنتُ نفسي على عدم الخوض في مناقشات حول هذا الموضوع؛ قبل أن نرى مشروع الأخ محمد الوادي – حفظه الله - مكتملًا فنجتهد في محاولة الحكم عليه، وبيان ما له وما عليه، وذلك في هذا الموضوع:
ولكنِّي أُعجِّل بهذه المداخلة لأقول للأخ محمد الوادي للمرة الثالثة:
قياسك ما أسميتَه (علم التغنِّي) على علم التجويد، ودندنتك حول هذا المعنى؛كما في قولك:
الاف القراء منذ زمن النبي الى القرن الرابع الهجري لم يتعلموا القلقلة والصفير والمد الكلمي المخفف ..وغيرها من الاسماء المبتدعة -بدعة حسنة بالطبع - لكي يكون عندهم مهارة واتقان في تلاوة القرءان ...
أقول: هذا القياس لا يستقيم بحالٍ، وقد رددتُّ عليه في الوقفة السادسة في الموضوع المشار إليه، وحاول الأستاذ محمد الوادي - أكرمه الله - الإجابة عليها فلم يأتِ بطائلٍ.
وعمومًا أقولها بعبارةٍ أخرى سائلًا الله عز وجلّ أن يرزقنا حسن البيان وذكاء القلب.
الصفير والقلقلة والمدُّ اللازم الكلمي المخفَّف والمثقل ..إلخ هذه الـمبتدعات الحسنة (كذا!!) هي اصطلاحاتٌ لهيئاتٍ أدائية نُقلت إلينا بالتواترِ عن النبي ، فهي ثابتةٌ بالسَّند، أي أنَّها مُتعلَّمةٌ عن النبي صلى الله عليه وسلَّم الذي تلقَّاها من مُعلِّمه شديد القُوى.
ولو اخترتَ من كلِّ بلدٍ من بلاد الإسلام شرقها وغربها وشمالها وجنوبها شيخًا من مشايخ الإقراء المجيدين ، وجلستَ تقرأُ عليه ثم تعمدت أن تترك قلقلة أو مدًّا أو نحو ذلك؛ فسيردُّك إلى الصواب ويبين لك خطأك؛ لا يشذُّ في ذلك شيخٌ ممن اخترتهم. ولا يقتصر هذا على المجيدين من مشايخ الإقراء؛ بل أدَّعي أنَّك لو كرَّرت ذلك مع طلَّاب المرحلة المتوسطة – وربَّما قبل ذلك - في معاهد القراءات وفي الحلقات القرآنية ممن لا تجاوز أعمارهم عشر سنواتٍ = لردُّوك وصوَّبوا لك، فلو سوَّلت لك نفسُك أن تُخالف ما أوقفوك عليه لنسبوكَ إلى الجهل أو قلَّة الإتقان.
أمَّا لو قصدتَّ هؤلاء بعينهم قارئًا عليهم سورة معينة - ولنقل الفاتحة مثلًا - فقرأتَها مرَّة بمقام الصبا (أو لنسمِّه تنزُّلًا بنغمة الحزن)، وقرأتها على شيخ ثانٍ بالحجاز مثلًا (أو لنسمِّه ما شئت من نغماتك) وقرأت على ثالثٍ بالنهاوند، وهلَّم جرًّا؛ فهل سيأخذون عليكَ ويقولون لك: هذا لا يناسبُ تلك؟ أو ذاك لا يستقيم مع تِيكم؟ ثمَّ هو يردُّه ليرجع إلى ما رُسِمَ له من نَغَمٍ مُتلقَّىً بالتواتر؟! ثم هو بعد ذلك يدَّعي أنَّه هكذا تلقَّاه، وهكذا لابد أن يبلِّغه كما بُلِّغَه؟!!
بالطبع لا. وما أظنُّ عاقلًا ممن أجازوا القراءة بالمقامات قال بذالك، وما أظنُّ أحدًا ممن شمَّ رائحة الفقه في دين الله يقول بذلك...
وهل لو قرأتُ سورة الفاتحة كلها بالصبا الدالِّ على الحزنِ - وليس ثمَّة من حزنٍ - هل أكون قد أتيتُ منكرًا من القول وزورًا، وفظيعًا من الفعل وبُورًا؟!!
ومن هنا تعرفُ أنَّ قياسكَ المُتكرر التغنِّيَ على الصفير والقلقلة والمدِّ اللازم .. إلخ البدع الحسنة بالطبع (!!) هو قياس فاسدٌ من كلِّ الوجوه، فلا تسلك هذه الطريق لتسويغ ما ذهبتَ إليه، والزم غرز العلماء تَنْجُ.
ولا يعني كلامي أنِّي ضدُّ ما ذهبتَ إليه من قواعد التغني، فإنِّي لم أرَ شيئًا بعدُ، ولكن الذي أقصده – وبكلِّ وضوح – أنَّ هذا المسلك في الاستدلال للتغني بقياسه على التجويدِ ومفرداته = مسلكٌ خاطئٌ؛ فابحث لك عن مسلكٍ غيره، فإن استقام لكَ مسلكٌ غيره فنحنُ أوَّل مَنْ يُتابعُك عليه.
هامش: أرجو أن يوضِّح لي الأخ محمد الوادي هذه العبارة:
(كذلك علماء التغني نظروا في كتاب الله ففتح الله عليهم واحسوا بمعانيه وانصتوا الى قراءات القراء ونظروا في اختلاف العلماء وجدالاتهم ... فعزموا على التاليف في هذا العلم....)
وأرجو ألا أُثقل عليه إذ أطلبُ منه أن يذكر أسماء علماء التغني هؤلاء العازمين على التأليف في هذا العلم. وأقلُّ الجمع اثنانِ أو ثلاثةٌ – على خلافٍ – فليذكر لنا اثنينِ من علماء التغني العازمين.
ويا حبَّذا لو أوضح لنا - بالمرَّة - العلوم والأدوات والملكات المطلوب تحصيلها حتى يُصبح المرءُ عالمًا من علماء التغني في القرآن الكريم. ولا يخفى على فضيلته – طبعًا – أن يُسندَ ما سيأتي به من إجاباتٍ إلى قائليها وأن يعزوها إلى مصادرها.
***​
وأمَّا الأختُ حفصة بنت اسكندراني – حفظها الله – فأعجبني مشروعها – إجمالًا – وإن كنتُ أختلفُ في بعض التقعيداتِ للموضوع، وبالتالي أختلف في بعض التفصيلات، وربَّما يتَّضح ذلك من خلال موضوعي المشار إليه آنفًا في صدر هذه المداخلة، (ستُّ وقفات..إلخ) فأرجو منها أن تقرأه على مهلٍ، وتُعلِّق على ما ترى أنه يستحقُّ التعليق، ثم يكون للحديث بقيةٌ بإذن الله..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
***
 
ذ محمد الوادي : هذا المشروع بشكله هذا يتميز بالتناقض والنقصان ولايعالج موضوع قراءة القرءان بشكل عملي موضوعي وكثير من الافكار المطروحة سبق وان طرحتها في هذا المنتدى وعلى موقعي على اليوتيب وهو جزا من المشروع الذي طرحته سابقا مشروع كتاب التبيان في قواعد التغني بالقرءان اول كتاب يضع قواعد لعلم التغني بالقرءان الكريم ..
أخي الكريم: هذا نقد جائرٌ منك، لم تلتزم فيه بالموضوعية والإنصاف، بل أطلقتَ فيه سيء العبارات ذات اليمين وذات الشمال، دون أن تؤيِّد ذلك بالبراهين الموثَّقة، وهذه الطريقة لا يعجز عنها أحد.
تأمّل اتهاماتك:
1. مشروع (يتميز) بالتناقض والنقصان!
2. لا يعالج موضوع قراءة القرآن بشكل عملي موضوعي!
3. كثير من الأفكار المطروحة سبق وأن طرحتُها!(اتهام واضح بسرقة أفكار).
الذي أراه أخي ذ. محمد الوادي أنه ليس لديك جديد في موضوع التغنّي، فقد طرحتَ أفكارك سابقاً، وكرّرتَها كثيراً، مما اضطرني بعد تنبيهك إلى حذف كثير من موضوعاتك، لكني أراك الآن تسلك أسلوباً غير لائق أبداً، وهو النقد الجارح، وتوزيع الاتهامات بلا بيّنة، وأرجو أن لا يتكرر منك ذلك.
موضوعات علم التجويد كثيرة وفيرة، فما بالك تصرف جلُّ عنايتك فيما هو أجنبي عنها لتقحمه فيها؟!
أتمنى أن أرى لك موضوعاً علمياً في غير ما تسميه: (علم التغنّي)، قد عرفنا كتابك (التبيان في قواعد التغنّي) ومحتواه وتفاصيله؛ فكفاك تنويهاً به رعاك الله ووفقك، ولتفدنا بكتاب آخر يكون لصيقاً بمسائل علم التجويد والقراءة، غير أجنبي عنها.
 
. ابن مجاهد الإمام المقرئ المحدث النحوي شيخ المقرئين أبو بكر أحمد بن موسى ابن العباس بن مجاهد البغدادي ، مصنف كتاب السبعة، ولد سنة خمس وأربعين ومئتين، أخذ الحروف عرضا عن طائفة وانتهى إليه علم هذا الشأن، وتصدر مدة وقرأ عليه خلق، وكان ابن مجاهد صاحب لطف وظرف يجيد معرفة الموسيقى، وكان في حلقته من الذين يأخذون على الناس أربعة وثمانون مقرئا، توفي في شعبان سنة أربع وعشرين وثلاث مئة . محمد ابن أحمد بن عثمان الذهبي ( 673- 748هـ ) ، سير أعلام النبلاء ، تحقيق: شعيب الأرناؤوط ومحمد نعيم ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، 1413هـ (ط9) ، ج 15، ص272- 273
 
حياكم الله اخواني الاعزاء لا تنفعلوا فنحن نناقش افكار ا لا اشخاصا
 
. ابن مجاهد الإمام المقرئ المحدث النحوي شيخ المقرئين أبو بكر أحمد بن موسى ابن العباس بن مجاهد البغدادي ، مصنف كتاب السبعة، ولد سنة خمس وأربعين ومئتين، أخذ الحروف عرضا عن طائفة وانتهى إليه علم هذا الشأن، وتصدر مدة وقرأ عليه خلق، وكان ابن مجاهد صاحب لطف وظرف يجيد معرفة الموسيقى، وكان في حلقته من الذين يأخذون على الناس أربعة وثمانون مقرئا، توفي في شعبان سنة أربع وعشرين وثلاث مئة . محمد ابن أحمد بن عثمان الذهبي ( 673- 748هـ ) ، سير أعلام النبلاء ، تحقيق: شعيب الأرناؤوط ومحمد نعيم ، مؤسسة الرسالة ، بيروت ، 1413هـ (ط9) ، ج 15، ص272- 273
الله اكبر ....هذا هو الجديد يامشرفنا العزيز

كنت احدث نفسي بان المتذوقين للفن التغني اصحاب احاسيس لطيفة وذوو قلوب لينة واصحاب ظرافة وها انا اجد نصا في هذا الامر ...
حياك الله شيخنا العلامة الفاضل عبد الحكيم عبد الرزاق مجهودات مشكورة دائما تتحفنا بالجديد ...

واتمنى ان تتحفنا بكل جديد بخصوص التاصيل لعلم التغني بالقرءان الكريم ...وشكرا لكم مجددا..
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلَّم، وبعد؛
***​
كنتُ قد وطَّنتُ نفسي على عدم الخوض في مناقشات حول هذا الموضوع؛ قبل أن نرى مشروع الأخ محمد الوادي – حفظه الله - مكتملًا فنجتهد في محاولة الحكم عليه، وبيان ما له وما عليه، وذلك في هذا الموضوع:
ولكنِّي أُعجِّل بهذه المداخلة لأقول للأخ محمد الوادي للمرة الثالثة:
قياسك ما أسميتَه (علم التغنِّي) على علم التجويد، ودندنتك حول هذا المعنى؛كما في قولك:

[FONT=&quot]ذ.محمد الوادي


[FONT=&quot]ان الدارس لتاريخ العلوم بصفة عامة والعلوم الإسلامية بصفة خاصة منذ نشأتها ومسالك تطورها لابد وان تستوقفه ملاحظات أساسية من بينها :[/FONT]

[FONT=&quot]ان أغلب هذه العلوم بدات في نسق عملي وظيفي ، بعيداً عن التنظير[/FONT][FONT=&quot]..[/FONT][FONT=&quot]ما إن تطور بها الزمن وتشعب، واشتدت حاجة المسلمين اليها ، واحتاج الناظرون فيها من العلما ء الى الوقوف على أمور لم يقف عليها من تقدمهم، الا واشتدت الحاجة إلى وضع قوانين تساعدهم عند النظر فيها وتحفظ تلك العلوم من التبديل والتغيير فكان نتاج ذلك نشاة علوم ،مؤصلة لقواعدها وملازمة لصيرورتها التاريخية..[/FONT]....
[FONT=&quot]وبداية علم التجويد مثلا كانت كذلك فعند اتساع رقعة الدولة الإسلامية في القرن الثالث للهجرة، حيث كثر الخطأ واللحن في القرآن بسبب دخول كثير من غير العرب في الإسلام. اضطر العلماء الى تدوين أحكام التجويد وقواعده حفظا للسان من الخطا في تلاوة القرءان ...وكذلك علم التغني بالقرءان الكريم فنلاحظ ان كثير من القراء خصوصا الشباب يبالغون في تلاوة القرءان الكريم بالانغام وايضا هناك بعض العلماء الذين لا حض لهم من الصوت يخوضون في علم الانغام بغير علم ويمنعون قراءة القرءان بالالحان .واشتداد الخلاف بين العلماء في هذا الامر ..ومع توفر المواد الصوتية لقراء القرءان الكريم –وهذا اهم مصدرمن مصادر وضع قواعد علم التغني بالقرءان الكريم - مما لم يكن لدى علمائنا الاوائل وسهولة التواصل مع العلماء مع توفر جهاز التلفاز والهاتف وغيرها من الاجهزة وايضا الشبكة العنكبوتية ...هذه الاسباب وغيرها ساهمت في ظهورعلم التغني بالقرءان الكريم[/FONT]
-
وقد يقال: إن ما سبق صحيح ولكننا صرنا الآن – والآن فحسب – إلى الضرورة التي لو صاروا إليها في زمانهم لفعلوا ما نريد أن نفعله الآن.

-ذ محمد الوادي : كلام صحيح ..

[/FONT] أقول: هذا القياس لا يستقيم بحالٍ، وقد رددتُّ عليه في الوقفة السادسة في الموضوع المشار إليه، وحاول الأستاذ محمد الوادي - أكرمه الله - الإجابة عليها فلم يأتِ بطائلٍ.


وعمومًا أقولها بعبارةٍ أخرى سائلًا الله عز وجلّ أن يرزقنا حسن البيان وذكاء القلب.
الصفير والقلقلة والمدُّ اللازم الكلمي المخفَّف والمثقل ..إلخ هذه الـمبتدعات الحسنة (كذا!!) هي اصطلاحاتٌ لهيئاتٍ أدائية نُقلت إلينا بالتواترِ عن النبي ، فهي ثابتةٌ بالسَّند، أي أنَّها مُتعلَّمةٌ عن النبي صلى الله عليه وسلَّم الذي تلقَّاها من مُعلِّمه شديد القُوى.
ولو اخترتَ من كلِّ بلدٍ من بلاد الإسلام شرقها وغربها وشمالها وجنوبها شيخًا من مشايخ الإقراء المجيدين ، وجلستَ تقرأُ عليه ثم تعمدت أن تترك قلقلة أو مدًّا أو نحو ذلك؛ فسيردُّك إلى الصواب ويبين لك خطأك؛ لا يشذُّ في ذلك شيخٌ ممن اخترتهم. ولا يقتصر هذا على المجيدين من مشايخ الإقراء؛ بل أدَّعي أنَّك لو كرَّرت ذلك مع طلَّاب المرحلة المتوسطة – وربَّما قبل ذلك - في معاهد القراءات وفي الحلقات القرآنية ممن لا تجاوز أعمارهم عشر سنواتٍ = لردُّوك وصوَّبوا لك، فلو سوَّلت لك نفسُك أن تُخالف ما أوقفوك عليه لنسبوكَ إلى الجهل أو قلَّة الإتقان.
أمَّا لو قصدتَّ هؤلاء بعينهم قارئًا عليهم سورة معينة - ولنقل الفاتحة مثلًا - فقرأتَها مرَّة بمقام الصبا (أو لنسمِّه تنزُّلًا بنغمة الحزن)، وقرأتها على شيخ ثانٍ بالحجاز مثلًا (أو لنسمِّه ما شئت من نغماتك) وقرأت على ثالثٍ بالنهاوند، وهلَّم جرًّا؛ فهل سيأخذون عليكَ ويقولون لك: هذا لا يناسبُ تلك؟ أو ذاك لا يستقيم مع تِيكم؟ ثمَّ هو يردُّه ليرجع إلى ما رُسِمَ له من نَغَمٍ مُتلقَّىً بالتواتر؟! ثم هو بعد ذلك يدَّعي أنَّه هكذا تلقَّاه، وهكذا لابد أن يبلِّغه كما بُلِّغَه؟!!
ذ محمد الوادي :هل قلت انا هذا ..وهل سمح المشرف بهذا وبتوضيح جملة من الامور...سانقاشها ان شاء الله في الملتقلى العلمي المفتوح ان سمح لي بذلك..

ولا يعني كلامي أنِّي ضدُّ ما ذهبتَ إليه من قواعد التغني، فإنِّي لم أرَ شيئًا بعدُ،
- ذ محمد الوادي :صحيح ..فقد تم حذف عدة مواضيع ....

***
 
الشيخ العلامة ذو الفنون كمال الدين أبو الفتح موسى بن يونس بن محمد بن منعة بن مالك ، الموصلي ، الشافعي .

ولد في سنة 551 وتفقه على أبيه ، وأخذ العربية عن يحيى بن سعدون القرطبي ، وببغداد عن الكمال الأنباري . وتفقه بالنظامية على السديد السلماسي في الخلاف وكان يضرب المثل بذكائه وسعة علومه .

اشتهر اسمه ، وصنف ، ودرس ، وتكاثر عليه الطلبة ، وبرع في الرياضي ، وقيل : كان يشغل في أربعة عشر فنا بحيث أنه يحل مسائل " الجامع الكبير " للحنفية ، ويقرأ عليه أهل الذمة في التوراة والإنجيل ، حتى إن العلامة الأثير الأبهري كان يجلس بين يديه ، وحتى أنه فضله على الغزالي .

قال ابن خلكان وهو من تلامذته : كان شيخنا يعرف الفقه والأصلين ، والخلاف ، والمنطق ، والطبيعي ، والإلهي ، والمجسطي ، وأقليدس ، والهيئة ، والحساب ، والجبر ، والمساحة ، والموسيقى ، معرفة لا يشاركه فيها غيره ، وكان يقرئ " كتاب سيبويه " و " مفصل الزمخشري " ، وكان له في التفسير والحديث وأسماء الرجال يد جيدة ، وكان شيخنا ابن الصلاح يبالغ في الثناء عليه ويعظمه . وبالغ ابن خلكان ، إلى أن قال إلا أنه كان - سامحه الله - يتهم في دينه ، لكون العلوم العقلية غالبة عليه .

وقال ابن أبي أصيبعة له مصنفات في غاية الجودة . وقيل : كان [ ص: 87 ] يعرف السيمياء ، وله تفسير للقرآن ، وكتاب في النجوم .

مات في شعبان سنة تسع وثلاثين وستمائة .
سير اعلام النبلاء
 
الحمد لله ربِّ العالمين وصلاة وسلامًا على المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين...
***
بصراحةٍ شديدة أنا أعجب لك يا أستاذ محمد، هل حقًا لا ترى الفارق بين علم التجويد وعلم التغني رغم كلِّ ما وضحته لك؟
بأيِّ عبارة أخاطبك حتى تفهم أنَّ التجويد العمليَّ مُتلَّقىً مع تلقي النبي صلى الله عليه وسلَّم للقرآن؟ وأنَّه هو والتلاوة وجهان لحقيقةٍ واحدة؟
أمَّا قوانينه فمستنبطةٌ بالاستقراء مثله في ذلك مثل علم النحو والعروض، ثمَّ كانت المصطلحات التي توصِّف هذه القوانين.
فهل تستطيع أن تثبت كيفية معيَّنةً من كيفيات التغني وتنسبها بالسند المكافئ للأسانيد الثابت بها التجويد العمليّ إلى النبي صلى الله عليه وسلَّم أو حتى إلى أحدٍ ممن يُعتدُّ به من قرَّاء السلف؟
هل في هذا الأمر ما يصعب على الفهم فأضطر لقوله بعبارة خامسة؟
أمَّا كتابك عن التغني فيمكنك أن ترسله على الخاصِّ أو على بريدي الإلكتروني،
[email protected]
وأعدك أن أعكف عليه – في أقرب فرصة - قارئًا مستفيدًا، وأعلِّق عليه بما يفتح الله، وليس غرضي إلا النصح لا التعجيز....
وأمَّا بخصوص ابن مجاهد فقد قال الذهبيُّ في السير:
«قال ابن أبي هاشم: قال رجل لابن مجاهد: لم لا تختار لنفسك حرفا؟ قال: نحن إلى أن تعمل أنفسنا في حفظ ما مضى عليه أئمتنا، أحوج منا إلى اختيار.
وقيل: كان ابن مجاهد صاحب لطف وظرف يجيد معرفة الموسيقى.
وكان في حلقته من الذين يأخذون على الناس أربعة وثمانون مقرئا».
فانظر إلى هذه الـ(قيل) رحمك الله...
على أنَّ هذا الأثر لم أقف عليه مُسندًا فيما بين يدي من المصادر التي ترجمت للإمام ابن مجاهد، (معرفة القراء – غاية النهاية – تاريخ بغداد – طبقات الشافعية الكبرى – الفهرست)...
بل ولم أقف عليه بالمرَّة في تلك المصادر، إذًا فغاية ما يتعلَّق بالخبر هذا (القيل) الذي ذكر الذهبي في السير ، ولم يذكره في المعرفة ولا في التذكرة... فعلامَ يدلُّ هذا؟
ومع هذا؛ فإن صحَّ هذا الزعم من أنَّ ابن مجاهد كان يجيد معرفة الموسيقى؛ فما علاقة ذلك بالتأصيل لما أسماه البعض بعلم التغنِّي للقرآن الكريم؟!!!!
إن كان التأصيل لعلمٍ ما يتوقَّف على تتبُّع مثل هذه النصوص الهزيلة من كتب التراجم والطبقات؛ فيكفي هذا دليلًا واضحًا على هشاشة الأسس التي يرتكز عليها.
والحمد لله رب العالمين
 

على أنَّ هذا الأثر لم أقف عليه مُسندًا فيما بين يدي من المصادر التي ترجمت للإمام ابن مجاهد، (معرفة القراء – غاية النهاية – تاريخ بغداد – طبقات الشافعية الكبرى – الفهرست)...
بل ولم أقف عليه بالمرَّة في تلك المصادر
قال في تاريخ بغداد: .. فقال للفتى هات قضيبا فأتاه به فأخذه أبو بكر ووقع واندفع يغني فغناني نيفا وأربعين صوتا في غاية الحسن والطيبة والاطراب فاشجاني وحيرني فقلت له يا أستاذ متى تعلمت هذا وكيف تعلمته فقال يا بارد تعلمته لبغيض مثلك لا يحضر الدعوة إلا بمغن..اه.
لكن ينبغي أن تثبت صحته خصوصا وأن الذهبي رحمه الله حكاه بصيغة التمريض، ويضاف إلى هذا ما يحكى عن أبي بكر من الصلاح في الدين و ....
 
قال في تاريخ بغداد: .. فقال للفتى هات قضيبا فأتاه به فأخذه أبو بكر ووقع واندفع يغني فغناني نيفا وأربعين صوتا في غاية الحسن والطيبة والاطراب فاشجاني وحيرني فقلت له يا أستاذ متى تعلمت هذا وكيف تعلمته فقال يا بارد تعلمته لبغيض مثلك لا يحضر الدعوة إلا بمغن..اه.
لكن ينبغي أن تثبت صحته خصوصا وأن الذهبي رحمه الله حكاه بصيغة التمريض، ويضاف إلى هذا ما يحكى عن أبي بكر من الصلاح في الدين و ....
السلام عليكم
بارك الله فيك أخي سمير على هذا النقل المنصف مع أنك من المخالفين للقراءة بالتغني .
وأبو بكر المقصود به ابن مجاهد رحمه الله .
والترجمة كاملة :
عليه من أمس وأنا أنفذ إليه رسولا ثانيا ومضى وجلس أبو بكر ففرغ من شغيلات له ثم أنا نهضنا جميعا وعبرنا الجانب الغربي وصعدنا درب النخلة وكانت دار الفتى فيه فوجدناه مترقبا لنا فدخلنا فدعا بماء فغسلنا أيدينا ثم أتى بجونة فوضعها بين أيدينا فقلت في نفسي ما أذري مرؤة هذا الفتى أيش في الجونة مما يعمنا ففتحها فإذا فيها بزماورد وأوساط ولفات وسنبوسج فأكلنا أكلا عظيما مفرطا والجونة على حالها وما فيها من هذا الطعام على غاية الكثرة والوفور وشلنا أيدينا فاستدعى الحلوى فأتى بفالوذج غرف حار بماء ورد على مائدة كبيرة فاستكثرنا منه فعجبت من ظرف طعامه ونظافته وطيبه وحسنه وتمام مروءته من غير إجحاف ولا إسراف وغسلنا أيدينا فقلت له أين بن غريب فقال لي عند بعض الرؤساء وقد حال بيننا وبينه فشق علي وتبين أبو بكر بن مجاهد ذلك مني فقال لي ها هنا من ينوب عن بن غريب فتحدثنا ساعة فقلت له لا أرى للنائب عن بن غريب خبرا ولا أثرا فدافعني فصبرت ساعة ثم كررت الخطاب عليه وألححت ولست أعلم من هو النائب بالحقيقة عن بن غريب فقال للفتى هات قضيبا فأتاه به فأخذه أبو بكر ووقع واندفع يغني فغناني نيفا وأربعين صوتا في غاية الحسن والطيبة والاطراب فاشجاني وحيرني فقلت له يا أستاذ متى تعلمت هذا وكيف تعلمته فقال يا بارد تعلمته لبغيض مثلك لا يحضر الدعوة إلا بمغن ومضى لنا يوم طيب معه حدثني أبو الفضل محمد بن عبد العزيز المهدي الخطيب قال سمعت الحسين بن محمد بن خلف المقرئ جارنا يقول سمعت أبا الفضل الزهري يقول انتبه أبي في الليلة التي مات فيها أبو بكر بن مجاهد المقرئ فقال يا بني ترى من مات الليلة فإني قد رأيت في منامي كان قائلا يقول قد مات الليلة مقوم وحي الله منذ خمسين سنة فلما أصبحنا إذا بن مجاهد قد مات قرأت علي الحسن بن أبي بكر عن أحمد بن كامل القاضي قال توفي أبو بكر بن مجاهد المقرئ يوم الأربعاء ودفن في يوم الخميس لعشر بقين من شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة حدثني الأزهري حدثنا محمد بن العباس الخزاز قال مات أبو بكر بن مجاهد المقرئ يوم الأربعاء وقت العصر وأخرج يوم الخميس ضحوة وصلى عليه الحسن بن عبد العزيز الهاشمي الإمام عند باب البستان في الجانب الشرقي ودفن في مقبرة له بباب البستان وذلك لتسع بقين من شعبان سنة أربع وعشرين وثلاثمائة أخبرني محمد بن جعفر بن علان الشروطي أخبرنا أبو علي عيسى بن محمد بن أحمد الطوماري قراءة عليه قال رأيت أبا بكر بن مجاهد في النوم كأنه يقرأ فكأني أقول له يا سيدي أنت ميت وتقرأ فكأنه يقول لي كنت أدعو في دبر كل صلاة وعند ختم القرآن أن يجعلني ممن يقرأ في قبره فأنا ممن يقرأ في قبره )ا.هـ
والسلام عليكم
 
.وكان ابن مجاهد صاحب لطف وظرف يجيد معرفة الموسيقى،
قال ابن خلكان وهو من تلامذته : كان شيخنا يعرف الفقه والأصلين ، والخلاف ، والمنطق ، والطبيعي ، والإلهي ، والمجسطي ، وأقليدس ، والهيئة ، والحساب ، والجبر ، والمساحة ، والموسيقى ، معرفة لا يشاركه فيها غيره ،
هل هذا معناه أن العلم الجديد الذي يقدمه لنا الشيخ محمد الوادي هو "الموسيقي" باصطلاح جديد؟؟؟
 
هل هذا معناه أن العلم الجديد الذي يقدمه لنا الشيخ محمد الوادي هو "الموسيقي" باصطلاح جديد؟؟؟
السلام عليكم
أ. محمد الوادي لا يعلم بموسيقى ، فالرجل يضع قواعدا للنغم بدون اللجوء إلى آلات الموسيقى ..هل هذا فيه شئ ؟
والسلام عليكم
 
أشكر للأستاذ سمير عمر مرتين؛ الأولى على التنبيه لوجود الرواية مسندة في تاريخ بغداد ولم أرها لتقصيرٍ مني في البحث والتدقيق فأستغفر الله العظيم،وجزاك الله أخي عني كلَّ خير...
وهذا هو إسناد الرواية:
«حدثني علي بن أبي علي البصري، حدثني أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم القاضي، حدثني أبو بكر بن الجعابي...» وأرجو أن يتفضَّل بعض مشايخنا من علماء الحديث في الحكم عليه هل يصحُّ أم لا؟
وأمَّا الثانية: فأشكره على الإشارة الخفية لأهمية تدقيق المصطلحات الذي حمل التفريطُ فيه البعضَ على أن يحيدَ عن ضبط المسألة ويتناقض فيها تناقضًا بيِّنًا...
والآن هبْ أنَّ هذه الرواية صحيحة واكتشفنا فجأة أنَّ ابن مجاهد كان موسيقيًا عظيمًا (فشر موزارت وبتهوفن وشوبان: بسمة) فماذا يفيد ذلك في التأصيل لهذا العلم الدعيِّ؟
والآن تعال نُدقِّق في هذه الرواية على فرض صحتها؛ ماذا نرى:
1- أوَّلًا أن صديق ابن مجاهد أبا بكر الجعابي لم يكتشف قبل هذه اللحظة أن ابن مجاهد كان عالمًا بالموسيقى، ولا نشكُّ أنَّه قد سمع ابن مجاهد يقرأ القرآن مرارًا؛ فماذا يستنبط من ذلك؟
2- أن ابن مجاهد صرَّح – إن صحَّت الرواية - بأنه تعلَّم هذه الأصوات (يا أستاذ متى تعلمت هذا وكيف تعلمته! فقال: يا بارد تعلمته لبغيض مثلك لا يحضر الدعوة إلا بمغن)؛ فكيف تعلَّم ابن مجاهد ذلك؟ إمَّا أنَّه تعلَّمه بالتقليد والمحاولة وإمَّا أنَّه تعلَّمه على يد الموسيقيين (وهكذا ترى أننا بحاجة إلى بحث يكشف لنا عن هذا الجانب الخفي في حياة ابن مجاهد، وليكن بعنوان: ابن مجاهد موسيقارًا... واديها كمان بسمة). ولكنه في كلتا الحالين قام بالدور الذي كان يفترض أن يقوم به الـمغنِّي الغائب (منه لله) ولكنًّ المؤدى واحد، وهكذا يا طلَّاب العلم أنصحكم عندما تريدون تعلَّم الموسيقى للاقتداء بابن مجاهد فإمَّا أن تتعلموها على يد موسيقيين أو بالتجربة والخطأ والمحاولة ، وأنصحكم أن تنتظروا حتى يُنتهى من بحث ابن مجاهد موسيقارًا... ولكن السؤال الذي ما زال يطرح نفسه حتى تمرمغ في وحل الشارع دون جواب: ما علاقة ذلك بعلم التغني الدَّعيِّ؟
3- إن صحَّ ذلك فابن مجاهد مجرَّد رجل يُستدلُّ لفعله ولا يستدلُّ به، وإلَّا فيمكن أن نستنبط من هذه القصة أن المعازف والغناء حلال: «فقال للفتى: هات قضيبا، فأتاه به، فأخذه أبو بكر ووقع واندفع يغني، فغناني نيفًا وأربعين صوتًا في غاية الحسن والطيبة والإطراب». بل هي مندوبة حتى إذا غاب المغني تستطيع أن تطرب أصحابك البغضاء الذين لا يحضرون الدعوة إلا بمغنٍّ (!!!!) وكلُّه بثوابه... ولكن السؤال إيَّاه يُلح من جديد: ما علاقة ذلك بعلم التغني هذا؟
والآن ننتقل إلى قضية أخرى: يفترض بعض المناقشين أنَّ أصحاب الموقف المتحفِّظ من طروحات الأخ محمد الوادي ضدُّ التغني بالقرآن أو تحسين الصوت أو حتَّى القراءة بالمقامات، وهذا كلُّه غير لازم – على الأقلّ بالنسبة لي – وهذا نصُّ ما قلته في موضوعٍ سابق:
«الوقفة الرابعة: إن كانت القراءة بالمقامات جائزةً، فكيفَ نتعلَّمها؟
نحن – كما قلنا - بين احتمالين لا ثالث لهما: إمَّا أن تكون القراءة بالألحان الموسيقية حلالًا، وإمَّا أن تكون حرامًا، فإن كانت حلالًا فإنَّ تعلُّمها بفهمٍ خيرٌ من تعلُّمها بالتقليد المجرَّد. وهذا حقيقةٌ لا يُمارَى فيها. أنت أمامك قصدٌ وبين يديكَ وسيلةٌ؛ فإن كان القصد والوسيلة مشروعَين كلاهما؛ فلا تُبالِ: امتطِ مطيَّتكَ واطرُق قصدكَ، أمَّا إن كان أحدهما أو كلاهما غير مشروعٍ؛ فقِفْ حيث أنت.
طبِّقْ هذه البدهيَّة على تعلُّم المقامات الموسيقية؛ فإن كانت القراءة بها مشروعةً؛ فتعلُّمها مشروعٌ ما التُزِمَ فيه بالوسيلة المشروعة.
أمَّا التعلُّم بمجرد التقليد بالمحاولة والتجربة، فيخطئ المقلد مرة، ويُصيب مرة حتى يُتقن فيقرأ قراءة مستقيمة غير نشازٍ = فإنَّ هذا يصير تورُّعًا في غير محلِّه ما دامت القراءة بالألحان مشروعة، ويصير تحايُلًا لا يليق بمسلم – فضلًا عن رجل من أهل القرآن - إن كانت القراءة ممنوعة، ولا ثالث لذينك الفرضين.
والمعروفُ المتواتر أنَّ لكثير من العلوم شقَّين: شقًا نظريًّا وشقًّا عمليًّا، وقد يُعبِّر عنهما المختصون بطرق التدريس والتربية: بالمجال المعرفي والمجال المهاري، وثالثهما المجال الوجدانيّ ولكنَّه لا يهمنَّا الآن. ومتى ما أتقن الطالب الجانب المعرفيّ كان أكثر قدرةً على التطبيق بمهارةٍ، فضلًا عن أنَّه يصير قادرًا على تعليم غيره وتوريث مهارته ومَلكتِه، كما يصير أكثر قدرة على ضبط الهَنَاتِ والتنبُّه لها. واعتبر بالتجويد، فمَن أخذه تقليدًا مجرَّدًا - وإن كان يقيمه إقامة القدح - لا يُقارن في القيمة العلمية بمَن أخذه نظريًّا وأتقنه عمليًّا في الوقت نفسه.
فإن علمتَ ذلك؛ يُصبح – في تقديري – من التورُّع الفاسد أن يُقال: المقامات لا تؤخذ ولا تُتعلَّم إلا تقليدًا بدون الخوضِ في قواعد الموسيقى النظرية وقوانين النغم وأبعاد المقامات وما أشبه ذلك مما يعرفه المختصون.
وإذا اتفقنا على ما سبق يمكن أن ننتقل إلى جزئيَّةٍ فرعيَّة، وهي وسائل التعليم، فلا يُطلب هذا العلم من الملحِّنين الموسيقيين ونحوهم من أهل الغناء، ولا يُطلَب بآلات الموسيقى، ولا يُطلَبُ بتوقيع ما لا يليق من كلام الأغاني السائرة في عصرنا مما طفح بساقط الإشارات وفاحش العبارات.
فإن قيل: لا نجدُ هذا العلمَ إلا عند هؤلاء الموصوفين. وهذه الفرضية على ما فيها من (الفنقلة) التعجيزية؛ يُجاب على (مُفنقلها)، بالقواعد الفقهية التي تضبط الضروريات وما تبيحه من المحظورات، فيقال: هل هذه ضرورة؟ وما مبلغها في الضروريَّات؟ وهنا يتبيَّن أهمية تقرير: هل التغنِّي وسيلة أم غاية. ويقال: هل الفائدة المرجوَّة من أمثال هؤلاء المعلمين من مُلحِّني الأغاني لا تتحقق إلا بهم؟ فإن قيل (نعم): يمكن الأخذ عنهم بشروط وتقييدات؛ أهمها: ألا يطلب بآلات، ولا يُطلب باختلاطٍ مع طُلَّاب الموسيقى للغناء، ولا يُطلب باختلاطٍ بين الرجال والنساء، ولا تمكَّن منه النساء وإن كنَّ قارئاتٍ، ولا يُمكَّن منه مشتهَرٌ بالتردُّد بين القرآن والغناءِ من باب سدِّ الذريعةِ... وغير ذلك من الضوابط والتقييدات التي تتأتى بالنظر والتجريب وجدَّة الجديد»...
وخلاصة القول أنَّنا ندور فعلًا في حلقة مفرغة لعدة أمورٍ:
1- عدم اهتمام المتكلمين في الموضوع بتأصيل هذه القضية (وقد حاولتُ ذلك في موضوعٍ سابقٍ)
2- عدم ضبط الـمصطلحات المتعلقة بالموضوع، وقد حاول الأخ محمد الوادي فعل ذلك ولكنَّ كثيرًا مما جاء به – مما وقفت عليه - فيه نظرٌ، ويحتاج إلى مزيد من البحث والتحرير.
3- الخلطُ بين الآراء العاطفية والتحرير العلمي.
4- التعامل مع المحاور بالمبدأ (البوشي): إمَّا معنا وإمَّا علينا... فليس هناك – للأسف – مناطق وسط.
ولذلك أقترح على الأستاذ محمد الوادي أن يأخذ قسطًا من الراحة وأن يعاود النظر في كتاباته وينقحها بمنهجٍ علميٍّ واضحٍ ومستقيم، ثم يُرسلها لمن يستطيع من المشايخ والعلماء لينقحوا عمله ويهذبوه ويقوموه فإن بقي فيه ما يستحقُّ التبشير به فعل ، وإلا فالصمت به أليق وأسلم... وليعلم أنِّي – والله الذي لا إله إلا هو – له ناصحٌ وعليه مشفق...
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
 
بارك الله في جميع مشايخي الأعزاء, وشكر لهم ما طرحوه, والأشخاص الضعفاء مثلي يستفيدون مما يكتبه مشايخي حتى المعارضين منهم.
أرى والله أعلم أن الأستاذ الفاضل/ محمد الوادي أبى إلا أن يأخذنا بعيدا عن موضوع أ/بنت اسكندراني, وكان الأولى أن نناقش ما سطرته عن مشروعها, ونحيل هذه المناقشة إلى موضوع آخر بأي عنوان.
 
وهذا هو إسناد الرواية:
«حدثني علي بن أبي علي البصري، حدثني أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن إبراهيم القاضي، حدثني أبو بكر بن الجعابي...»
بسم الله الرحمن الرحيم
لست من علماء الحديث، لكن سأنقل ترجمة أبي بكر الجعابي من كتب الجرح والتعديل
أبو بكر محمد بن عمر بن سالم ابن الجعابي الحافظ الأوحد، مات سنة خمس وخمسين وثلثمائة.
قال عنه الذهبي في "المغني في الضعفاء رقم 5871 " : "مشهور محقق ، لكنه رقيق الدين ، تالف"
وقال عنه أيضا في ميزان الإعتدال
{ محمد بن عمر، أبو بكر الجعابى الحافظ، من أئمة هذا الشأن ببغداد، على رأس الخمسين وثلثمائة، إلا أنه فاسق رقيق الدين.
وله غرائب، وهو شيعي.
وقيل: كان ابن الجعابي يشرب في مجلس ابن العميد.
وقال الحاكم: ذكر لي الثقة من أصحابه أنه كان نائما فكتب على رجله، قال: فكنت أراه ثلاثة أيام لم يمسه الماء.
وقال الدارقطني: شيعي، وذكر أنه خلط} انظر "ميزان الاعتدال في نقد الرجال للذهبي رقم 8006"
 
الحمد لله ربِّ العالمين وصلاة وسلامًا على المبعوث رحمة للعالمين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين...
***
بصراحةٍ شديدة أنا أعجب لك يا أستاذ محمد، هل حقًا لا ترى الفارق بين علم التجويد وعلم التغني رغم كلِّ ما وضحته لك؟
بأيِّ عبارة أخاطبك حتى تفهم أنَّ التجويد العمليَّ مُتلَّقىً مع تلقي النبي صلى الله عليه وسلَّم للقرآن؟ وأنَّه هو والتلاوة وجهان لحقيقةٍ واحدة؟
أمَّا قوانينه فمستنبطةٌ بالاستقراء مثله في ذلك مثل علم النحو والعروض، ثمَّ كانت المصطلحات التي توصِّف هذه القوانين.
فهل تستطيع أن تثبت كيفية معيَّنةً من كيفيات التغني وتنسبها بالسند المكافئ للأسانيد الثابت بها التجويد العمليّ إلى النبي صلى الله عليه وسلَّم أو حتى إلى أحدٍ ممن يُعتدُّ به من قرَّاء السلف؟
ذ محمد الوادي : الا تكفيك استاذي العزيز قراءة مئات من قراء العالم الاسلامي الاحياء منهم والاموات المحفوظة لدينا اليوم صوتيا لنستخلص منها قواعد عملية ونظيف اليها مباحث نظرية مستنبطة من عدة علوم لنضعها في اطار علمي واحد نطلق عليه علم التغني
هل اسلوب الشيخ المنشاوي والشيخ شحات انور والشيخ مصطفى اسماعيل والشيخ السديس والشيخ العفاسي .والشيخ البهتيمي وووووو ..في التلاوة بدعة..


 

1- عدم اهتمام المتكلمين في الموضوع بتأصيل هذه القضية (وقد حاولتُ ذلك في موضوعٍ سابقٍ)-
ذ محمد الوادي : قد تم تاصيل القضية في عدة مداخلات وهي موجودة على قناتي الى جانب مداخلات الشيوخ الكرام في هذا المنتدى وغيره من المنتديات .. فاعتقد ان مسالة التاصيل انتهينا منها ..

2- عدم ضبط الـمصطلحات المتعلقة بالموضوع، وقد حاول الأخ محمد الوادي فعل ذلك ولكنَّ كثيرًا مما جاء به – مما وقفت عليه - فيه نظرٌ، ويحتاج إلى مزيد من البحث والتحرير.

ذ محمد الوادي : اتمنى من الجميع ابداء رايهم بكل حرية في المصطلحات الجديدة ..واتمنى من المشرفين على المنتدى عدم حذف المواضيع وترك المجال للشيوخ والعماء من رواد هذا المنتدى ابداء ملاحظاتهم حتى يستفيد الجميع ..


ولذلك أقترح على الأستاذ محمد الوادي أن يأخذ قسطًا من الراحة

ذ محمد الوادي : راحتي في اخراج هذا العمل الى الوجود

وأن يعاود النظر في كتاباته وينقحها بمنهجٍ علميٍّ واضحٍ ومستقيم، ثم يُرسلها لمن يستطيع من المشايخ والعلماء لينقحوا عمله ويهذبوه ويقوموه فإن بقي فيه ما يستحقُّ التبشير به فعل ، ..

ذ محمد الوادي : وهذا هو السبب الذي جعلني لا استعجل في نشره ...فاطمئنوا ...فلن انشره كاملا.. ولو تطلب الامر سنة او سنتين ..الا بعد ابداء الراي فيه ومناقشته وتنقيحه
وانا اضع بعض الافكار هنا حتى استفيد من علمائنا ومشايخنا الكرام جزاهم الله خير ا.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى