حسين ابراهيم
New member
قال تعالى :(وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا (20)الفرقان
بشرية الرسل كثيرا ما كانت سلما للاعتراض عليهم و عدم قبول رسالاتهم عند مكذبيهم كقوله تعالى ( وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا (94)
و قوله( فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا )27 هود
و قوله(وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ (34)المؤمنون
و قوله(فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (24)القمر
فهل هولاء استبعدوا صلاحية البشر لان يكون من بينهم من يتلقى رسالة الهية أم كرهوا أن يتميز أحد من بينهم برسالة من عند الله؟
الاجابة تجدها في هذه الآية( وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ
الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124)الانعام. فالذي يستبعد صلاحية البشر لذلك لا يقول (حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّه)
لان هذا كلام من يعتقد الصلاحية لكنه كره أن يتميز عليه أحد من بني جنسه بمرتبة الرسالة كبرا و حسدا منه، و هما داءان عظيمان كم من قتيل لهما من بني آدم،
و لهذا آخر الآية يتوعدهم بنقيض ما في نفوسهم من كبر و تعالي( سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124)
لكن عندما رد هولاء ما جاء به الرسل كراهية منهم أن يقروا لهم بمنصب الرسالة كبرا و حسدا منهم يكونون قد دخلوا في عداء مع الله
و لم يكن الرسول في حقيقة الامر محل العداء بل سببا وقعوا من خلاله بهذا العداء كما يتمردون على عبادته بغيره من الاسباب
كالمال و المنصب و اسباب القوة المادية المختلفة و كذلك المصائب التي تعتريهم من مرض و فقر و نحوهما ،و هي اسباب جعلها الله فتنة
للبشر بها يتميز المؤمن من غيره كما يقول ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35). و قال في فتنة الرسل( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ
الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا (20)الفرقان. فالمخلص المتجرد لطلب الحق المحب لطاعة الله يقبل الحق ممن قاله
و لا يلتفت لهوية القائل اذا ظهر له الحق يحفظه تجرده و اخلاصه للحق من الوقوع في براثن مثل هذه الفتنة و من كان غير ذلك وقع فريسة لمثل هذه الفتنة بقدر ما معه من
بضاعة الهوى قوة و ضعفا.
بشرية الرسل كثيرا ما كانت سلما للاعتراض عليهم و عدم قبول رسالاتهم عند مكذبيهم كقوله تعالى ( وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى إِلَّا أَنْ قَالُوا أَبَعَثَ اللَّهُ بَشَرًا رَسُولًا (94)
و قوله( فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا )27 هود
و قوله(وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ (34)المؤمنون
و قوله(فَقَالُوا أَبَشَرًا مِنَّا وَاحِدًا نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذًا لَفِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (24)القمر
فهل هولاء استبعدوا صلاحية البشر لان يكون من بينهم من يتلقى رسالة الهية أم كرهوا أن يتميز أحد من بينهم برسالة من عند الله؟
الاجابة تجدها في هذه الآية( وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آَيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ
الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124)الانعام. فالذي يستبعد صلاحية البشر لذلك لا يقول (حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّه)
لان هذا كلام من يعتقد الصلاحية لكنه كره أن يتميز عليه أحد من بني جنسه بمرتبة الرسالة كبرا و حسدا منه، و هما داءان عظيمان كم من قتيل لهما من بني آدم،
و لهذا آخر الآية يتوعدهم بنقيض ما في نفوسهم من كبر و تعالي( سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124)
لكن عندما رد هولاء ما جاء به الرسل كراهية منهم أن يقروا لهم بمنصب الرسالة كبرا و حسدا منهم يكونون قد دخلوا في عداء مع الله
و لم يكن الرسول في حقيقة الامر محل العداء بل سببا وقعوا من خلاله بهذا العداء كما يتمردون على عبادته بغيره من الاسباب
كالمال و المنصب و اسباب القوة المادية المختلفة و كذلك المصائب التي تعتريهم من مرض و فقر و نحوهما ،و هي اسباب جعلها الله فتنة
للبشر بها يتميز المؤمن من غيره كما يقول ( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (35). و قال في فتنة الرسل( وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ
الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا (20)الفرقان. فالمخلص المتجرد لطلب الحق المحب لطاعة الله يقبل الحق ممن قاله
و لا يلتفت لهوية القائل اذا ظهر له الحق يحفظه تجرده و اخلاصه للحق من الوقوع في براثن مثل هذه الفتنة و من كان غير ذلك وقع فريسة لمثل هذه الفتنة بقدر ما معه من
بضاعة الهوى قوة و ضعفا.