عدنان الغامدي
Active member
- إنضم
- 10/05/2012
- المشاركات
- 1,360
- مستوى التفاعل
- 37
- النقاط
- 48
- الإقامة
- جدة
- الموقع الالكتروني
- tafaser.com
[FONT="]واقعة حقيقية اقرأها بقلبك وأرسلها لكل من تعرف[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]
[FONT="]مرت تسعة أشهر كأنها تسع سنين وهما ينتظران قرة أعينهما غير آبهين بجنسه ذكراً كان أو أنثى ، وعندما حانت ساعة الولادة حملوا إلى الأب القلق لفافة بها أجمل طفل رآه في حياته ، تلقفه كأغلى وأثمن وأجمل وأعز هدية من الخالق سبحانه فكان هذا الوليد الجميل روح والديه وقلبهما وعقلهما ، كلما كبر قليلاً زاد بهاءً وتألقاً وجمالاً وذكاءً ، إذا غاب الأب قليلاً عن المنزل عاد وقلبه يكاد ينخلع من مكانه شوقاً لحبيبه الصغير ، حتى بلغ فوق السنتين بقليل وفي أجمل عمر حدث ذات يوم.[/FONT]
[FONT="]عاد الأب إلى منزله عجلاً فإذا به يسمع نواحاً ونشيجاً وصراخاً داخل بيته فانطلق والرعب يمزق قلبه حتى دخل فإذا بزوجته تستغيث وتنوح وتحاول أن تقول لزوجها شيئاً وبالكاد فهم الزوج أن قرة عينه قد اختفى ولم يعثر عليه ولا يُعلم أين هو فانطلق كالمجنون يبحث في كل محيط المنزل ويسأل الناس وعيناه مغرورقتان بالدموع والرعب يتملكه خوفاً على فلذة كبده ، ساقه القدر إلى حقول قريبة وكأنه اشتم رائحة صغيره وبين النباتات العالية التي انفرجت عن طفل مسجى بين الأحراش غارق في دمه وقد ذبح كالحمل من الوريد إلى الوريد.[/FONT]
[FONT="]انتهى هنا المشهد المؤلم بكل تفاصيله وانتقل إلى مشهد آخر وهو مشهد القاتل وشريكه هاربين وعينا القاتل جامدة لم تهتز ومشاعره كالصخر لم تتزحزح ورفيقه قد تملكه الرعب لفعل هذا القاتل السفاح لا يكف عن السؤال ماذا فعلت كيف تجر هذا الطفل المسكين كالبهيمة بين الأحراش لتجهز عليه ؟ أي قلب تحمل وأي مشاعر لديك ؟ وهو مشتغل بالاختفاء لم يكف عن الحركة لم يلتفت لرفيقه ولم تهتز حواسه لفعلته الشنيعة وعندما أصر الرفيق على سؤال رفيقه التفت إليه فأجابه قائلاً (وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ) كان ذلك الخضر عليه السلام ورفيقه موسى عليه السلام وكان الأبوين والغلام هم الأبوين المؤمنين المذكورين في سورة الكهف والقتيل هو غلامهما الذي قتله الخضر بأمر رباني في درس قاسٍ لنبي الله موسى، وقليل منا من يتقمص شخصية الأبوين المؤمنين عندما يقرأ تلك الآيات الكريمات وقليل منا يتقمص شخصية أصحاب السفينة ، دائماً نتخيل موسى وردود فعله لما يرى ولكن قل ما نضع أنفسنا مكان أولئك الذين يظن البعض أن المصائب حاقت بهم ، وقصة الأبوين والغلام من أعظم القصص التي تدلنا على أن ما يحدث في حياتنا من مصائب إنما هي مصائب في أعيننا ولكنها قد تكون منح من رب العالمين ، فمقتل الابن أراد الله به أن يجمعه معه شفيعا لوالديه ورفيقا لهما في الجنة بدلا من أن يكون من أصحاب جهنم ، ويبدلهما ذرية صالحة قيل أنهما فتاتين صالحتين .[/FONT]
[FONT="]عرفت رجلاً فقد ابناً له في حادث سير وهو في ريعان شبابه فكاد قلبه ينفطر حزنا وكمداً عليه فسألته وقلت : افترض أن ابنك لم يمت ومازال حياً وأثناء دراسته الجامعية اندمج في مجموعة منحرفة فأدمن المخدرات أو انساق مع مجموعة من الشواذ فأصبح شاذاً أو انحرف فكرياً فصار ملحداً الم تكن ستتمنى انه مات في حادث سير؟؟، فحقيقة الحياة أن كل ما يحدث فيها ليس خيرا محضاً او شراً محضاً فما تراه خير وثروة قد يكون هو باب الفسوق والانحراف وما يصيبك من جوع وفاقة قد يكون هو سبب صلاح أمرك في الدنيا والآخرة .[/FONT]
[FONT="]إذا أدركت ذلك فلن تجزع عن المصائب ولن تفرح بالعطايا فسوف ترى ببصيرتك أن دخول الثروة عليك قد لا تكون سبباً في الخير بل قد تحرفك إلى الطغيان والفساد ، ولا تحكم على نفسك وتقطع وتنفي أمرا فالنفوس تتغير دوما وكذلك الحال لو أصابك ما تظنه شر وأذى فقد يكون في ثناياه خيرٌ لم تكن تحتسبه ولا تتوقعه.[/FONT]
[FONT="]قال صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء في صحيح سلم (عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذلك إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له) ولو علمنا المعنى الحقيقي لهذا الحديث لأدركنا عظمته ولاستقر الإيمان الصحيح والاعتقاد المريح في قلوبنا وأفهامنا فالنبي عليه الصلاة والسلام جعل ذلك حصراً للمؤمن وليس للمسلم ولا لغير المسلم فالإيمان شرط الاستفادة والدخول في مقتضى هذا الحديث بأن تكون كل حادثة تحدث في حياة المسلم خير حقيقي فيقول ( إن أصابته سراء شكر فان خيراً له) ومن قال أن حصول السراء أصلا خير ؟ فقد تكون باب شر وتفضي بمن تحصل له إلى شر يجعله يبغض تلك السراء إذ أتت بالسوء ولكن ما إن يشكر الله حتى تكون خير فعلاً فعلاوة على أجر الشكر تكون الحادثة ليست خيراً يحمل في ثناياه الشر بل خيراً كله من أوله لآخره وإذا أصابته ضراء صبر فكانت باباً يؤدي به إلى نتيجة خير عظيم لم يكن ليتأتّى إلا بوقوع ذلك الضرّ وذلك فضلاً عن أجر الصبر نفسه ،بينما يجزع المصاب غير المؤمن فيكون المصاب مصيبة ولا يناله منها خير وتكون السراء في ظاهرها خير ولكنها معرضة لأن تكون وبالاً على صاحبها ، فالحديث الشريف ينبهنا ليس إلى الشكر على النعم والصبر على المصائب فقط بل يدلنا على أن الله يجعل ما نراه خيراً خيرٌ حقيقي ويجعل ما نراه شراً خير يعقب حدوث ما نكره ، فإن استقر الإيمان الحقيقي في قلوبنا حملنا كل ما يحدث في حياتنا على محمل حسن ونبذنا التشاؤم واستحضرنا كرم الله ومحبته وولايته وجميل صنيعه الدائم في خلقه، فهم هذا في نظري هو بوابة السعادة في الدنيا والأمن والنجاح في الآخرة هذا وصلِّ اللهم على محمد وآله وصحبه وسلم[/FONT][FONT="][/FONT]
رابط المقال