واعظ يقول"إني أحمل فوق رأسي حلماً يأكل الموت منه" هل يجوز مثل هذا القول؟؟

ابن كثير

New member
إنضم
14/12/2003
المشاركات
16
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
سمعت واعظاً يعض في المسجد موعظة بليغة
وكان مما قال وهو يتحدث على لسان حال الإنسان في الدنيا
"إني أحمل فوق رأسي حلماً يأكل الموت منه"
اقتباساً من قول السجين في سورة يوسف"أحمل فوق رأسي خبزاً تاكل الطير منه"

ناقشت بعض الإخوة في ذلك فقال إن ذلك من الاستفادة من بلاغة الآيات القرآنية
فهل يسمى ما قاله اقتباساً؟
وهل يجوز مثل هذا القول؟
 
هذا مجرد رأي والمسألة مطروحة للمدارسة:
إن تعامل الناس اليومً مع الاقتباس من القرآن ذو طريقين:
1 - طريق هزلي بغيض مقيت أخشى على سالكيه الكفر والاندراج تحت قوله تعالى (لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم) كمن يعلق مازحاً بكتاب الله الذي قال عنه الله (وما هو بالهزل) فتجده إن اشتبه عليه شخصان قال بقول بني إسرائيل (إن البقر تشابه علينا وغير ذلك من الفظائع المستنكرة.

2- طريق قصد أهله توظيف بلاغة القرآن لاستجلاب السامعين وتزيين الكلام وإضافة هالة الإجلال والإبداع فيه ويظهر لي والعلم عند الله أن لا بأيس به لحديث الصحابة رضي الله عنهم كما عند أحمد والطبراني بسند حسن (أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالقتال فرمي رجل من أصحابه بسهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أوجب هذا ) و قالوا حين أمرهم بالقتال اذا يا رسول الله لا نقول كما قالت بنوا اسرائيل لموسى { اذهب أنت و ربك فقاتلا } الى آخر الآية و لكنا نقول اذهب أنت و ربك فقاتلا انا معكما من المقاتلين )
فهذا فيما أحسب نص على جواز استخدام آيات القرآن وتعبيراته في الجاد من الأمور خصوصا في الخطب والمواعظ من غير تقعر ولا تحميل لها أكثر مما تطيق.
والله أعلم
 
روى مسلم في صحيحه من حديث أنس رضي الله عنه في غزوة خيبر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( الله أكبر خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ) الحديث.
قال الإمام النووي رحمه الله في شرح مسلم: "فيه جواز الاستشهاد في مثل هذا السياق بالقرآن في الأمور المحققة وقد جاء لهذا نظائر كثيرة كما سبق قريباً في فتح مكة أنه صلى الله عليه وسلم جعل يطعن في الأصنام ويقول: جاء الحق وما يبدئ الباطل وما يعيد، جاء الحق وزهق الباطل. قال العلماء: يكره من ذلك ما كان على ضرب الأمثال في المحاورات والمزح ولغو الحديث فيكره في كل ذلك تعظيماً لكتاب الله تعالى" انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
 
عودة
أعلى