هل يعد هذا بابا جديدًا في علم القراءات، وفي علم المتشابه اللفظي؟

إنضم
5 يوليو 2004
المشاركات
103
مستوى التفاعل
2
النقاط
18
المتشابه اللفظي في القراءات​

[align=justify]الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.
في إطار البحث في البلاغة القرآنية مع تعدد القراءات وجدت إشارة مهمة في كتاب "ملاك التأويل " لأبي الزبير الغرناطي (ت708هـ) ثم في كتاب "قطف الأزهار" للسيوطي (911هـ) عند آية الفاتحة: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ).
هذه الإشارة تؤسس لباب جديد في علم القراءات وتوجيهها، وكذلك في علم المتشابه اللفظي، إن لم يكن قد طرق من قبل، يتناول "المتشابه اللفظي في القراءات" ويقوم على دراسة اللفظة أو العبارة التي تعددت القراءة لها في موضع أو أكثر ولم تتعدد في موضع آخر أو مواضع أخر، وتوجيه ذلك ببيان السر في تعدد اللفظة في موضع دون الآخر.
قال الغرناطي في "ملاك التأويل: 26/1" حيث أورد قراءة (مَلِكِ): ((في قراءة عاصم والكسائي: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)، وفي سورة آل عمران: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ) ولم يقرأ بغيره، وفي سورة الناس: (مَلِكِ النَّاسِ) ولم يقرأ أيضًا بغيره.
ومدار الآيات الثلاث على تعريف العباد بأنه سبحانه الملك المالك، ثم ورد فيها من الاختلاف ما ذكر.
فللسائل أن يسأل فيقول : ما وجه هذا الاختلاف؟ وهل اختصاص آية أمّ القرآن بالقراءتين لموجب يخصها مع اتحاد المقصود فى الآيات الثلاث، من أنه سبحانه المنفرد بملك الكل وإيجادهم وأنه الملك المالك؟ أم ذلك لاختلاف المقاصد؟)) ثم أجاب بما يبين سر اختصاص آية الفاتحة بالقراءتين دون الآيات الأخرى مختتمًا بقوله: ((فقد حصل من كل واحدة من هذه الآي الأربع أنه سبحانه الملك المالك، وتبين أنه لا يلائم الآية من أم القرآن إلا ما ورد فيها من القراءتين، وأن الآيات الأخر لو قرئت بالوجهين لكان تكرارًا، فورد كل على ما يجب ولا يناسب خلافه، والله أعلم)).
وكذلك فعل السيوطي عند هذه الآية في "قطف الأزهار: 129/1" قال: ((فإن قلت: قرئ هنا بالوجهين، ولم يقرأ: (مَلِكِ النَّاسِ) و(مَالِكَ الْمُلْكِ) إلا بوجه واحد، فهل لذلك سر؟)) ثم أجاب بجوابين مبينًا أنه لم يقف على كلام لأحد في ذلك، إلا أن الجواب الثاني يتفق مع جواب أبي الزبير الغرناطي، ولعله اطلع عليه ونسي.
وقد نظرت في بعض كتب القراءات وتوجيهها فوجدتها تعنى بتحديد ما قرئ وما لم يقرأ، وتوجيه تعدد القراءات في الموضع الواحد، وأما توجيه الاختلاف بين مواضع اللفظة الواحدة فهذا لم أطلع عليه بعد مع قصر في التتبع والاستقراء.
والمأمول من أهل العلم بالقرآن والقراءات أن يفيدوننا إذا كانت تلك الإشارة قد أخذت حظًا من العناية في كتب توجيه القراءات أو أنها لم تأخذ حظها فتكون بابًا جديدًا يلجه المعاصرون من أهل الدراسات القرآنية والبلاغية، يتتبعون أسراره وهداياته، وقد بدأت بشيء من ذلك أرجو أن يعين الله عليه وييسره ويفتح فيه.
وإني لمنتظر قول أساتذتنا من أهل العلم بالقرآن والقراءات لننطلق أو نحجم، وفق الله الجميع لكل خير وبصرنا بالحق.[/align]
 
هذه لفتة دقيقة منكم يا دكتور يوسف وأنت الغواص على مثل هذه الدقائق ، ولا أذكر أنني رأيتُ من تتبع مثل هذه المسألة تتبعاً تاماً فيما اطلعتُ عليه من التفاسير والمؤلفات المعنية بتوجيه القراءات ، وأرجو ألا تكون قد غابت عمن صنف في توجيه القراءات من المعاصرين، وسأراجع ما عندي منها إن شاء الله .
 
أعتقد أنه سيكون من المفيد في هذا الباب أن يتم حصر جميع الكلمات التي على صيغة فعل (بفتحي الفاء وكسر العين) وصيغة فاعل في القران الكريم كاملا لمعرفة ما دلالة كلا من التفعيلتين ثم الجزم ماذا يفرق في معنى صيغتي الملك عن المالك.
 
الأخ الدكتور عبدالرحمن،
هذا من لطفك وحسن ظنك، وأنتظر إفادتك أحسن الله إليك..
الأخ فتحي،
شكرًأ لمرورك ومشاركتك، والمسألة ليست في المثال المذكور، وإنما البحث في فكرة المتشابه اللفظي في القراءات: سر تعدد القراءة للفظة في موضع دون الآخر.
وننتظر مزيدًا من إثراء الموضوع من الإخوة المختصين بالقراءات وعلوم القرآن، نفع الله بهم.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه محاولة للإجابة على عددٍ من استفسارات فضيلتكم
أولاً: بعض كتب توجيه القراءات اعتنت بتلك القضية، كالحجة للفارسي، ونقل معظمها وأضاف عليها ابن الجزري في كتاب النشر، ونبه عليها الدكتور محمد سالم محيسن في كتابه: الهادي الذي شرح فيه الطيبة؛ وفيها بيان لبعض أسرار ذلك؛ إلا أنّ معظمها يُرجع السبب إلى أنّ القراءة سنة متبعة. كذلك توجد اشارات لها في كتب التفسير: الرازي والبقاعي وابن عاشور؛ واعتبرها الأخير من ألوان اعجاز القرآن الكريم.


ثانياً: باستقراء كتب توجيه المتشابه اللفظي تبين أنّ أول من اعتنى بذلك هو الامام الكرماني في كتابه: البرهان في توجيه متشابه القرآن، عند قوله تعالى: (ولا تمسكوهنّ) [البقرة :231] (ص:139)، ثم ابن الزبير الغرناطي في الآية الرابعة من سورة الفاتحة. والمسائل كلها في كتب توجيه المتشابه اللفظي لا تتعدى أصابع اليد الواحدة. ثالثاً: هناك مجموعة من الأبحاث اعتنت بتوجيه: (النظير القرائي المتفق عليه) للدكتور محمد علوه: (علل الاختلاف والاتفاق بين القراءات المتواترة المتماثلة في المواضع المتعددة)، وللدكتور: صلاح الهدهد: (أثر السياق في بيان علل اتفاق القراءات العشر فيما اختلفت في نظيره)، وهي مرفوعة على الشبكة.


رابعاً: أنّ رسالتي لنيل درجة الدكتوراه بعنوان: (توجيه متشابه النظم في القراءات المتواترة- دراسة نظرية تطبيقية للآيات الواردة بأكثر من قراءة ومتشابه نظمها الوارد بقراءة واحدة) جمعت فيها أكثر من 200 نموذج تطبيقي، وطبقت -في توجيه المتشابه والبحث عن أسراره- قواعد وضوابط توجيه المتشابه اللفظي كما في الكتب الخمسة لتوجيه المتشابه.
وفقنا الله وفضيلتكم إلى خدمة كتابه المبين.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه محاولة للإجابة على عددٍ من استفسارات فضيلتكم
أولاً: بعض كتب توجيه القراءات اعتنت بتلك القضية، كالحجة للفارسي، ونقل معظمها وأضاف عليها ابن الجزري في كتاب النشر، ونبه عليها الدكتور محمد سالم محيسن في كتابه: الهادي الذي شرح فيه الطيبة؛ وفيها بيان لبعض أسرار ذلك؛ إلا أنّ معظمها يُرجع السبب إلى أنّ القراءة سنة متبعة. كذلك توجد اشارات لها في كتب التفسير: الرازي والبقاعي وابن عاشور؛ واعتبرها الأخير من ألوان اعجاز القرآن الكريم.


ثانياً: باستقراء كتب توجيه المتشابه اللفظي تبين أنّ أول من اعتنى بذلك هو الامام الكرماني في كتابه: البرهان في توجيه متشابه القرآن، عند قوله تعالى: (ولا تمسكوهنّ) [البقرة :231] (ص:139)، ثم ابن الزبير الغرناطي في الآية الرابعة من سورة الفاتحة. والمسائل كلها في كتب توجيه المتشابه اللفظي لا تتعدى أصابع اليد الواحدة.

ثالثاً: هناك مجموعة من الأبحاث اعتنت بتوجيه: (النظير القرائي المتفق عليه) للدكتور محمد علوه: (علل الاختلاف والاتفاق بين القراءات المتواترة المتماثلة في المواضع المتعددة)، وللدكتور: صلاح الهدهد: (أثر السياق في بيان علل اتفاق القراءات العشر فيما اختلفت في نظيره)، وهي مرفوعة على الشبكة.


رابعاً: أنّ رسالتي لنيل درجة الدكتوراه بعنوان: (توجيه متشابه النظم في القراءات المتواترة- دراسة نظرية تطبيقية للآيات الواردة بأكثر من قراءة ومتشابه نظمها الوارد بقراءة واحدة) جمعت فيها أكثر من 200 نموذج تطبيقي، وطبقت -في توجيه المتشابه والبحث عن أسراره- قواعد وضوابط توجيه المتشابه اللفظي كما في الكتب الخمسة لتوجيه المتشابه.
وفقنا الله وفضيلتكم إلى خدمة كتابه المبين.
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه محاولة للإجابة على عددٍ من استفسارات فضيلتكم
أولاً: بعض كتب توجيه القراءات اعتنت بتلك القضية، كالحجة للفارسي، ونقل معظمها وأضاف عليها ابن الجزري في كتاب النشر، ونبه عليها الدكتور محمد سالم محيسن في كتابه: الهادي الذي شرح فيه الطيبة؛ وفيها بيان لبعض أسرار ذلك؛ إلا أنّ معظمها يُرجع السبب إلى أن القراءة سنة متبعة.

ثانياً: باستقراء كتب توجيه المتشابه اللفظي تبين أنّ أول من اعتنى بذلك هو الامام الكرماني في كتابه: البرهان في توجيه متشابه القرآن، عند قوله تعالى: (ولا تمسكوهنّ) [البقرة :231] (ص:139)، ثم ابن الزبير الغرناطي كما ذكرتم فضيلتكم،والمسائل كلها في كتب توجيه المتشابه اللفظي لا تتعدى أصابع اليد الواحدة.

ثالثاً: هناك مجموعة من الأبحاث اعتندت بتوجيه: (النظير القرائي المتفق عليه) للدكتور محمد علوه، وللدكتور: صلاح الهدهد، وهي مرفوعة على الشبكة.

رابعاً: أنّ رسالتي لنيل درجة الدكتوراه بعنوان: (توجيه متشابه النظم في القراءات المتواترة- دراسة نظرية تطبيقية للآيات الواردة بأكثر من قراءة ومتشابه نظمها الوارد بقراءة واحدة) جمعت فيها أكثر من 200 موضع، طبقت في توجيه المتشابه والبحث عن أسراره قواعد وضوابط توجيه المتشابه اللفظي كما في الكتب الخمسة لتوجيه المتشابه
 
عودة
أعلى