هل يصح قول ( براءة الذئب من دم يوسف ) مع أنه لم تحصل المهاجمة ؟

المسيطير

New member
إنضم
14/04/2006
المشاركات
145
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
كثيرا مانسمع هذه العبارة عند ارادة تبرأة الرجل مما علق به من تهمة ، فيقال :

[align=center]( هذا الرجل برئ من هذه التهمة براءة الذئب من دم يوسف ) .[/align]
اي كما أن الذئب برئٌ من دم يوسف عليه السلام ، فهو لم يأكل يوسف عليه السلام كما قال اخوته ( فأكله الذئب ) ؛ فكذلك هذا الرجل برئ .

فهل تصح هذه العبارة مع أنه لا ذئب ، ولا دم ، ولا مهاجمة ، ولا أكل ، حتى يقال إن الذئب برئ من دم يوسف عليه السلام ؟ .

ما رأي الأفاضل ؟.

ملحوظة :
سبق طرح الإشكال ، لكن أعيد طرحه للمشايخ الفضلاء رجاء الإستزاده من أصحاب التخصص .
 
لايظهر لي في هذه العبارة بأس ، وأما قولك : ( مع أنه لا ذئب ، ولا دم ، ولا مهاجمة ، ولا أكل ، حتى يقال إن الذئب برئ من دم يوسف عليه السلام ؟ ) فيحاب : بأنه لو كان كذلك لم يكن الذئب بريئاً ، ولم يصح المثل .
 
الشيخ الدكتور / إبراهيم الحميضي
جزاكم الله خير الجزاء .

وجه الإشكال هو عدم المناسبة - فيما يظهر لي - .
فلو كان هناك ذئب حقيقي ، وفي قميص يوسف عليه السلام دم حقيقي ، ولم يكن هناك إعتداء ، لكان من الممكن أن نقول : ( إن الذئب يريء من دم يوسف ) .
فالذئب موجود ، والدم موجود ، لكن لا علاقة بينهما ، فنُفيت تهمة ( أن الذئب أصاب يوسف عليه السلام وخرج منه الدم ).

لكن لم يكن هناك ذئب ، ولا دم ، ولا قميص ممزق !! .

فحصل الإشكال لصاحبك .

ولعلك - إن أذنت لي - أبين بالمثال وجه الإشكال( بالنسبة لي ):
لو قيل :
فلان بريء من التهمة كبراءة ( سعيد من دم زيد ) لقيل وما مناسبة التشبيه ، فالمشبه به (سعيد وزيد) لم يحدث بينهما دم حتى يتم النشبيه بهما ، بل لا يوجد رجل اسمه سعيد حتى يتم ذكره في المثل .

وأنا متعلم فاعذرني .

زادك الله من فضله .
 
العرب تتوسع في الأمثال

العرب تتوسع في الأمثال

بسم الله شيخنا المسيطير، لقد وقفت طويلا أمام هذا المثل ، والأمر ببساطة أن العرب تتوسع في الأمثال
قال الميداني: قال إبراهيم النظام‏:‏ يجتمع في المثل أربعة لا تجتمع في غيره من الكلام‏:‏
- إيجاز اللفظ
- إصابة المعنى
- حُسْن التشبيه
- جَوْدة الكناية
فهو نهاية البلاغة "(1).
ومن نظر في أمثال العرب، علم أنها لا تشترط في المثل أن يكون صحيحا، بل فيها الغث والسمين، والجاهلي والإسلامي، ومنها ما اشتمل على خرافات الأعراب، وعربدة السكرى، وهذيان المجانين، ومنها ما كانت تكتبه الأعراب في خرزات للإستشفاء بزعمهم، وكثيرمن الأمثال جارية على ألسن العرب، وهم لايريدون وقوع الأمر. ألا تراهم يقولون : " لا أَرْضَ لك، ولا أُمَّ لك، ويعلمون أن له أرضاً، وأماً ".جاء في مجمع الأمثال : " قال المبرد‏:‏ سمع أعرابي في سنة قَحْط بمكة يقول‏.
‏ قد كُنْتَ تَسْقِيَنا فما بَدَا لَكَا **** رَبَّ العباد ما لَنَا وما لَكَا.
أنزل علينا الغيث لا أبا لكا.
قال‏:‏ فسمعه سليمان بنُ عبد الملك فقال‏:‏ أشهد أنه لا أبا له ولا أم ولا ولد ".
واخترت لك من هذا السفر العظيم هذا المثل الذي هوقريب من لقبي، قالت العرب:" جَاءَ بأُمَّ الرُّبَيْقِ عَلَى أُرَيْقٍ "
قال أبو عبيد‏:‏ أم الرُّبَيْقِ الداهية، وأصله من الحيات‏.‏ قلت‏:‏ هذا التركيب يدل على شيء يحيط بالشيء ويَدُور به كالرِّبقْةَ، ورَبَقْتُ فلاناً في هذا الأمر، أي أوقعته فيه حتى ارْتَبَقَ وارْتَبَكَ، فكأن أم الربيق داهية تحيط وتدور بالناس حتى يرتبقوا ويرتبكوا فيها، وأما أُرَيْق فأصله وُرَيْق تصغير أَوْرَق مُرَخَّما، وهو الجمل الذي لونُه لونُ الرمادِ، وقال أبو زيد‏:‏ هو الذي يَضْرِب لونُه إلى الخضرة، فأبدل من الواو المضمومة همزة، كما قالوا‏:‏ وُجُوه وأُجُوه ووُقِّتَتْ وأُقِّتَتْ، قال الأصمعي‏:‏ تزعم العرب أنه من قول رجل رأى الغُولَ على جمل أورق‏ "(2)

ــــــــــــــــــ
(1) مجمع الأمثال للميداني (1/14)، وقد حوى هذا السفر العظيم (6000) مثل.
(2) مجمع الأمثال (1/261)
 
السلام عليكم....
ما استشكله الأخ المسيطير متفرع عن إشكال آخر وهو دلالة اللام في كلمة "الذئب"
-لا يجوز أن تكون للاستغراق...
-لا يجوز أن تكون اللام للجنس....
-لا يجوز أن تكون للحقيقة الذهنية..
-يبقى أن تكون عهدية....لكن أي عهد؟
احتمالان:
-أن يكون هناك ذئب معروف في بادية الشام فاتهمه إخوة يوسف زورا.....وهذا الاحتمال ضعيف في نظري.
-أن الذئب فرد متوهم اختلقه خيال الاخوة ليحملوه وزر قتل يوسف. فهو ذئب اعتباري لا يوجد في الخارج....
فيكون المعنى:بريء براءة الذئب الذي فكر فيه الاخوة وتوهموه....
وعليه يكون استشكال الاخ المسيطير في محله....والله اعلم.
 
المسيطير قال:
الشيخ الدكتور / إبراهيم الحميضي
جزاكم الله خير الجزاء .

وجه الإشكال هو عدم المناسبة - فيما يظهر لي - .
فلو كان هناك ذئب حقيقي ، وفي قميص يوسف عليه السلام دم حقيقي ، ولم يكن هناك إعتداء ، لكان من الممكن أن نقول : ( إن الذئب يريء من دم يوسف ) .
فالذئب موجود ، والدم موجود ، لكن لا علاقة بينهما ، فنُفيت تهمة ( أن الذئب أصاب يوسف عليه السلام وخرج منه الدم ).

لكن لم يكن هناك ذئب ، ولا دم ، ولا قميص ممزق !! .

فحصل الإشكال لصاحبك .

ولعلك - إن أذنت لي - أبين بالمثال وجه الإشكال( بالنسبة لي ):
لو قيل :
فلان بريء من التهمة كبراءة ( سعيد من دم زيد ) لقيل وما مناسبة التشبيه ، فالمشبه به (سعيد وزيد) لم يحدث بينهما دم حتى يتم النشبيه بهما ، بل لا يوجد رجل اسمه سعيد حتى يتم ذكره في المثل .

وأنا متعلم فاعذرني .

زادك الله من فضله .

وفقك الله ...

هناك ذئاب حيث ذهبوا في تلك البادية، وهذا كان ظاهرا عندهم معلوما ... وهي مظنة الإعتداء على البشر ... وقد تخوف نبي الله يعقوب - عليه السلام - من ذلك ... فجاؤوا على قميصه بدم ... ووقع منهم اتهام لفرد غير معين من جنس تلك الذئاب بأنه أكل يوسف ... ثم جاء ما يفيد براءة الذئب من تلك التهمة ( بدم كذب ) ... فمن مجموع ذلك أخذ الناس قولهم ذاك ... وضربوه مثلا لكل من ثبتت براءته مما اتهم به ... أو أرادوا براءته مما رمي به ...

والله أعلم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد استعرضتُ إجابات الإخوة الكرام ،
ومع أنها جميعا موضع التقدير والاحترام إلّا أنّني أودًّ أن أبيّنَ أنَّ الأخ المسيطير قد أحسَّ بأنَّ في المثلِ أكثرَ منْ إشكالٍ وذلك من خلال إنزالِهِ للمثلِ على وقائع قصة يوسف في القرآن المجيد : "قالوا يا أبانا: إنّا ذهبْنا نستبقُ وتركنا يوسُفَ عندَ متاعِنا فأكلَهُ الذئبُ " .. "وجاءوا على قميصِهِ بدمٍ كذِبٍ"..
حقّاً لم يكن هناك دمٌ قْد أُهريقَ من يوسُفَ ، ولم يكن هناك قتلٌ لِيوسُفَ .. وعلى هذا فقدْ كان الصحيحُ هو أنٍ يأتيَ المثلُ هكذا : فلانٌ بريءٌ براءةَ الذئبِ منَ اتهامِ إخوةِ يوسفَ بأكلِه.. أوْ منعاً لأيِّ التباسٍ : فلانٌ بريءٌ براءةَ الذئبِ منَ اتهامِ إخوةِ يوسفَ لهُ بأكلِهِ يوسفَ.
ولا ريْبَ أنَّه من الممكن أنْ يتبادرَ إلى ذهنِ مَنْ يسمعُ المثلَ :" فلانٌ بريءٌ براءةَ الذئبِ منْ دمِ يوسفَ" ولم يكن قدْ علمَ بقصة يوسُفَ من القرآنِ الكريمِ أنَّه كان هناكَ قتلٌ ليوسُفَ أوْ إراقةٌ لدمِ يوسُفَ.
اعتمادا على كتاب : "خفايا وخبايا قصة يوسف" – عطية عبد المعطي زاهدة – مدرس علوم متقاعد
(الكتاب غير منشور).
 
بما ان الموضوع لا يتعلق بالتفسير و إنما مجرد تجاذب الحديث
حول المعاني و اللغة فإني أستطيع المشاركة فأقول :

ربما أن المقصود بالذئب - في المثل السائد يا إخوان - جنس الذئب و ليس ذئبا معينا
حيث : إن الذئاب ربما تغضب من تلك التهمة بسبب الإيقاع بجنس الذئاب في تهمة
أكل نبي - و هي ليست تهمة سهلة - كما أن البراءة منها تعني براءة قوية و هنا بيت القصيد
فالمثل يضرب بشدة البراءة و الخروج من التهمة - حيث ان المعتدى عليه في الدعوى الكيدية نبي !!!! و ليس أي أحد !!!!!!
و ليس ذئبا بعينه تم اتهامه في تلك الحادثة التي لم تكن !! بل ربما
مجرد إضافة أدبية جميلة لا بأس بها من النواحي الأدبية و اللغوية
لإختلاق إخوة يوسف عليه السلام لتلك القصة!!!!
=====================
و قد أعجبني كثيرا الكلام المختصر للشيخ د / إبراهيم الحميضي
================================
انهت المشاركة في الموضوع !!!!
====================
و هنا أذكرا أحجية فيها نوع من الدعابة للصغار _ كان يقال في المرحلة المتوسطة :
ما اسم الذئب الذي أكل يوسف؟؟ !!!!
... و للمعلومية كان بعض الطلاب يفكر في الجواب
=======================
وفق الله القائمين على هذا المنتدى ,,, و المشاركين من علماء و طلاب علم و
الصعاليك المتطفلين عليهم مثلي !!!
و السلام عليكم
ابو طارق \ أمريكا
 
جاءني رد ... يا ترى هل هو مقنع ... أكاد أقتنع به كثيرا !!! على الايميل !!!

جاءني رد ... يا ترى هل هو مقنع ... أكاد أقتنع به كثيرا !!! على الايميل !!!

يقول :
المثل القائل : براءة الذئب من دم يوسف ...
===================
يقول
ضرب هذا المثل لكون إخوة يوسف اجتهدوا كثيرا في إثبات أكل الذئب ليوسف
فجاؤا بالدليل على ذلك و هو ثوبه و الدم عليه !!! حيث لا مجال لإنكار قولهم !!!!!
---------------------
و كانت براءة الذئب بذلك براءة قويه جدا حيث كان الذئب في ورطة لكونه متهم من الصعب أن تثبت براءته !!! حيث الدليل موجود عليه ... بإجماع الإخوة ووجود الدم على ثوبه !!!!
-----------------
هذا القول وقع في نفسي كثيرا !!!!
=================
و لكن اعتقد أن كاتب الموصضوع كان يسأل من ناحية شرعية لا أدبية بلاغية !!!
فإذا كان كذلك فلأمر يترك لأهل العلم - فليتهم يفيدوننا و الله اعلم !!
 
عودة
أعلى