هل يصح إيمان القلب دون النطق باللسان؟
لا يصح أبدا...
عدم النطق باللسان لا يتحقق معه إيمان ولا حتى إسلام! فهو ركن ضروري في المفهومين معا...
وقول القائل:
الإيمان بالقلب دون اللسان معتبر لأن الأصل هو استقراره في القلب...
قول لا يستقيم إلا مع مذهب غلاة المرجئة ،أعني مرجئة الفلاسفة ،الذين زعموا أن الإيمان هو المعرفة فقط.. أما مرجئة الفقهاء فالنزاع معهم في ركنية العمل لا في النطق باللسان ..
فتكون المذاهب ثلاثة:
مذهب أهل السنة يقولون بالأركان الثلاثة التصديق، والنطق، والعمل.
مذهب مرجئة الفقهاء يقولون بركنين التصديق، والنطق.
ومذهب المرجئة وهم يقولون بعدم تركب الإيمان فهو تصديق فقط..
ومعنى الركنية أن الكل لا يتحقق أبدا بغياب الجزء الركني...كما يقال "لا صلاة بدون فاتحة الكتاب ": فلو جاء المصلي بكل الأركان الأخرى من ركوع وسجود، لكنه لم يقرأ الفاتحة، فلا يقال إن صلاته ناقصة ،بل هي باطلة كأنه لم يصل أصلا. وكذلك مسمى الإيمان لا ينقص بترك النطق ،بل يبطل به فتأمل!
أما كتم الإيمان فهذا شيء آخر...فالمؤمن لم يدخل إلى الإيمان إلا بالنطق، وله بعد ذلك أن يجري على لسانه ما قد يخرجه من الإيمان كسب الرسول صلى الله عليه وسلم أو يقول "لست من المسلمين" أو" دين المشركين حق "أو غير ذلك... يقول ذلك تقية بسبب إكراهات معتبرة بشرط أن لا يعتقد ذلك بقلبه..
ولا يمكن لأحد أن يمنع النطق بشهادة التوحيد ،فإن لم يتلفظ بها جهرا تلفظ بها سرا...ومن لطائف شهادة التوحيد "لا إله إلا الله " أنها لا تشتمل على أي صوت شفوي، فبوسع المرء إن ينطق بها مرات فلا تتحرك بها شفتاه ...ومن ثم ينطق بها وهو آمن من رقابة الرقيب!