هل يصح أن نطلق على الجزء من الآية أو الآية أو مجموعة من الآيات ( النص القرآني ) ؟؟

إنضم
03/12/2011
المشاركات
1
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
الإقامة
مكة المكرمة
بسم1​


الاخوة الأعزاء في ملتقى اهل التفسير ... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد .. أرجو من الله أن تكونو جميعاً بصحة وعافيه​

أطرح على حضراتكم تساؤلاً :
هل يصح أن نطلق على الجزء من الآية أو الآية أو مجموعة من الآيات ( النص القرآني ) ؟؟
أم أن هذا المسمى يبعد القداسة عن القرآن الكريم لوجه الشبه بينه وبين المسميات الأدبيه : نص مسرحي .. نص أدبي ... ؟؟​

والله أسأل النفع والفائدة لنا ولكم​
 
إطلاق هذا الوصف سائغ على النص القرآني وعلى النص النبوي ، ولكن لكثرة الكتابات التي تطعن في القرآن وتصفه بهذا الوصف مع النصوص الأخرى دفعت بعض الباحثين الغيورين إلى الدعوة إلى عدم جواز وصف القرآن بأنه نص كسائر النصوص ، ولا شك أن الذي يفعل ذلك بقصد التهوين من شأنهِ والتسوية بينه وبين النصوص الأدبية التي تعرض على بساط النقد مرتكبٌ لخطيئةٍ عظيمةٍ .
غير أن أصل استخدام هذا الوصف (النص القرآني) في الكتابات والبحوث مع تعظيم القرآن وتوقيره لا شيء فيه، إلا أن يقول قائل : ندع هذا الوصف من باب قوله تعالى : (لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا) فقد يكون له وجاهته والله أعلم .
 
أشكر أخي الدكتور عبد الرحمن الشهري فيما تفضل به، لكن لي إضافة وهي:
أن النص مصطلح أصولي عريق، وفي أصل معناه اللغوي يدل على الرفع والظهور، من ذلك ما نقله ابن قتيبة في غريب الحديث عن عمرو بن دينار أنه قال: "ما رأيت أَحداً أنصَّ للحديث من الزهري"، من الرفع والإسناد، وقد ضرب الأصوليون أوضح الأمثلة في بيان معنى النص أصولياً، سواءٌ على الجزء من الآية أم على الآية أم على مجموعة الآيات، والناظر في كتب أهل العلم يجد الأمثلة الوافرة في تجويز ذلك، بل في إيراده لمعنى أصولي، خصوصاً إذا كان هناك طرح أصولي حول مسألة أصولية أو فقهية، وهل هي من باب النص أو الظاهر، وهل يدخل في النص العام والخاص، أو الخاص فقط، وهل يحتمل القطعية والظنية أو الظنية فحسب، وما إلى ذلك من تفصيلات مطولة عند الأصوليين، خصوصاً بين العراقيين والمتكلمين.
فالنص بهذا الاعتبار له مفهومه الأصولي الخاص، لكننا وجدنا العلماء يطلقون النص على الآية أو جزئها، أو مجموعة من الآيات، ويقصدون بها الألفاظ القرآنية، وكذلك تعاملوا مع السنة.
وهنا لفتة هامة أن كثيراً من الناس - وهم مشكورون على حرصهم - يتحرجون من إطلاق أي مصطلح يتداوله الحداثيون على القرآن، وهذا التحرج دافعه الحيطة والحذر من الانزلاق في متابعة الآخرين، لكن لا يغيب عن ناظرينا أصالة بعض المصطلحات التي استعارها أولئك منا، وثوروها في كتاباتهم، فلا ينقلب أصلنا فرعاً وفرعهم أصلاً بسبب هذه الحيطة والحذر، فالأولى أن نحتاط من هكذا حيطة، ونحذر كل الحذر من حذر ليس هذا محله.
ومن أراد أن يحتاط فليحتاط في إطلاق بعض المصطلحات التي تخص الشعر في إطلاقها على القرآن، كالسجع ورد العجز على الصدر، والغلو والمبالغة وغيرها من مصطلحات أهل البديع، فهنا الحيطة مطلوبة لأن في إطلاق هذه المصطلحات على القرآن مشابهةً للشعر، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
 
عودة
أعلى