التدبر والتأمل للآيات لا يشترط له ما يشترط للمفسر،
على حب لك يا شيخ فهد أقول :
إذا كان لا يشترط في التأمل والتدبر ما يشترط في المفسر ، فهل يشترط في المتأمل أن يكون جاهلا بلغة العرب ، جاهلا بعلوم القرآن ، جاهلا بأصول الفقه، جاهلا بعادات العرب ، جاهلا بـ.............حتى يتأمل.
إن معظم المحللين لآيات القرآن ـ أعنى التفسير التحليلي ـ يذكرون التدبر كعنوان رئيس لمصنفاتهم وهم الذين درسوا واستجمعوا ما استطاعوه من علوم تخدم المفسر والتفسير كما فعل مشايخنا ومنهم الأستاذ الدكتور جودة المهدي أستاذ التفسير ونائب رئيس جامعة الأزهر والذي درسنا " تدبر أسرار التنزيل من خلال سورة الفاتحة " وغيره وغيره من قمم علماء التفسير في عصرنا الحاضر.
كما أن التأمل هو عنوان أصحاب الفتوة العلمية الماهرة بالقرآن وتفسيره ـ عند معظم من صنف من أساتذتي ـ في قسم التفسير ولدي من البحوث التي تبدأ بـ " تأملات " العدد الكثير تأملات في سوة كذا ، تأملات في آية كذا ......وهلم جرا .
بل إن المتتبع لعبارات السابقين المتفردين في علم التفسير وعلوم القرآن يجد أن معظمهم يختم قوله بكلمة ......فتدبر.......فتأمل ............فتفهمه فقد لا تجده عند غيري.
ومن هؤلاء العلامة الجمل في الفتوحات الإلهية ، والفخر في مفاتيحه ، والألوسي في روح المعاني وشيخ زادة في حاشيته، والشهاب في حاشيته ........
وإنما يكفي له معرفة معنى الآية فإذا كانت الآية مفهومة للقارئ فله أن يتأملها
قلت: كيف يتأملها وليس لديه مؤهلات التأمل ، إذ أننا لم نشترط عليه توافر شروط المفسر لديه ؟
وأما المرحلة الثانية وهي أن يستخرج من الآيات فوائد وأحكاماً فلذلك شروط ولا يصح لكل أحد أن يستخرج من القرآن أحكاماً وفوائد ..
قلت: عين ما أشرتم إليه من استخراج الفوائد والأحكام هو هو عين ما يفرده مثلى من الضعفاء في مصنفاتهم تحت عنوان تأملات فتأمل .
وقد ذكرتُ طرفاً من ذلك في كتاب منهج الاستنباط من القرآن الكريم.. والله أعلم ..