هل يشترط للتأملات القرآنية شروط المفسر؟

إنضم
03/09/2008
المشاركات
221
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
هل يشترط للمتامل في الآيات واستخراج بعض ما ينقدح في الذهن ويقع في الخاطر حولها، ما يشترط للمفسر؟
وهل يدخل التأمل في القول على الله بغير ؟
فأحيانا ينقدح في نفس المستمع تأمل إشراقات وهو لم يستكمل شروط المفسر وضوابط التفسير.
 
هل يشترط للمتامل في الآيات واستخراج بعض ما ينقدح في الذهن ويقع في الخاطر حولها، ما يشترط للمفسر؟
نعم فكلما كان المتعامل مع كتاب الله مستوفيا لأدوات المفسر وشروطه كلما انقدح زناد فكره بالعلم الموصل إلى الاستنتاج المصيب ، والعكس بالعكس.

والله الموفق
 
التأمل والتدبر مطلوب من كل من يبلغه القرآن من مؤمن وكافر لعموم الخطاب به في القرآن الكريم، بل منه ما هو نص في مخاطبة الكفار والمنافقين بذلك كما في قوله تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) وقوله: (أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين)
فتأمل كلام الله تعالى وتدبره من حسن الاستماع المطلوب من كل أحد.

وأما مقام التعليم والتفسير والقول بأن مراد الله كذا وكذا مما لا يدل عليه ظاهر النص وإنما يعلم بالاستنباط والاجتهاد فهذا لا يجوز أن يقول به من لا يميز ما يصح من التفسير مما لا يصح
نعم يسوغ له أن يبدي ما فهمه بالتأمل والاستنباط لعالم من العلماء حتى يقره أو يبين له خطأه
وأما أن يتصدر بذلك بين الناس فهذا مما اشتد تحذير العلماء منه .

وهذا البيان المقتضب لا يعارض ما تفضل به الشيخ الدكتور عبد الفتاح، وكلامه سديد وجيه بأنه كلما كان المرء أكثر معرفة بأدوات التفسير كان ذلك أدعى لحسن فهمه لكلام الله جل وعلا.
 
التدبر والتأمل للآيات لا يشترط له ما يشترط للمفسر، وإنما يكفي له معرفة معنى الآية فإذا كانت الآية مفهومة للقارئ فله أن يتأملها ويعظ نفسه بها ، كأن يتأمل آيات الجنة والنار، وغير ذلك .
وأما المرحلة الثانية وهي أن يستخرج من الآيات فوائد وأحكاماً فلذلك شروط ولا يصح لكل أحد أن يستخرج من القرآن أحكاماً وفوائد .. وقد ذكرت طرفاً من ذلك في كتاب منهج الاستنباط من القرآن الكريم.. والله أعلم ..
 
أحسِبُ أن التدبرَ أنواعٌ , ولـهُ مجالاتٌ عدةٌ , ولكل منها مطالبـهُ ومقوماتُـهُ , وفي ظني أن التدبرَ الذي يستَخْـلصُ منهُ حكمٌ أو تعيينُ مـرادٍ معينٍ من الآية أو يقالُ فيـهِ إنَّ التعبير بلفظ كذا في الآية إنما هو لأجل كذا , فهذا كلهُ لا بد له من حصيلةٍ علميةٍ من علوم الآلـةِ تؤهلُ صاحبـها لهذا المجال من التدبر وهذا سرُّ اختلاف تدبر العلماء عن غيرهم.

ولذلك ربما أسأل المشايخ الكرامَ قائلاً:
هل بإمكاننا القول إنَّ التدبرَ قد يكون أقساماً وأنواعاً , لكل منها أدواتُـه وشروطُـه , فمنها مـا لا يدرك أسراره إلا العلماء , ومنها ما قد يدركه العالم وغره , ومنها ما يدركه العربي الفاهمُ للغة التي يتحدث بها القرآنُ ومنها ما يستوي فيه جميع الناس.؟
 
قال العلامة الشنقيطي رحمه الله تعالى عند تفسيره عند تفسير قولة تعالى (أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوب أقفالها) محمد24
" وهذه الآيات المذكورة تدل على أن تدبر القرآن وتفهمه وتعلمه والعمل به ، أمر لا بد منه للمسلمين "
ثم قال"اعلم أن قول بعض متأخري الأصوليين : إن تدبر هذا القرآن العظيم ، وتفهمه والعمل به . لا يجوز إلا للمجتهدين خاصة ، وأن كل من لم يبلغ درجة الاجتهاد المطلق بشروطه المقررة عندهم التي لم يستند اشتراط كثير منها إلى دليل من كتاب ولا سنة ولا إجماع ولا قياس جلي ، ولا أثر عن الصحابة ، قول لا مستند له من دليل شرعي أصلاً .
بل الحق الذي لا شك فيه ، أن كل من له قدرة من المسلمين ، على التعلم والتفهم ، وإدراك معانى الكتاب والسنة ، يجب عليه تعلمهما ، والعمل بما علم منهما .
أما العمل بهما مع الجهل بما يعمل به منهما فممنوع إجماعاً .
وأما ما علمه منهما علماً صحيحاً ناشئاً عن تعلم صحيح . فله أن يعمل به . ولو آية واحدة أو حديثاً واحداً .
ومعلوم أن هذا الذم والإنكار على من يتدبر كتاب الله عام لجميع الناس "
 
التدبر والتأمل للآيات لا يشترط له ما يشترط للمفسر،

على حب لك يا شيخ فهد أقول :

إذا كان لا يشترط في التأمل والتدبر ما يشترط في المفسر ، فهل يشترط في المتأمل أن يكون جاهلا بلغة العرب ، جاهلا بعلوم القرآن ، جاهلا بأصول الفقه، جاهلا بعادات العرب ، جاهلا بـ.............حتى يتأمل.
إن معظم المحللين لآيات القرآن ـ أعنى التفسير التحليلي ـ يذكرون التدبر كعنوان رئيس لمصنفاتهم وهم الذين درسوا واستجمعوا ما استطاعوه من علوم تخدم المفسر والتفسير كما فعل مشايخنا ومنهم الأستاذ الدكتور جودة المهدي أستاذ التفسير ونائب رئيس جامعة الأزهر والذي درسنا " تدبر أسرار التنزيل من خلال سورة الفاتحة " وغيره وغيره من قمم علماء التفسير في عصرنا الحاضر.

كما أن التأمل هو عنوان أصحاب الفتوة العلمية الماهرة بالقرآن وتفسيره ـ عند معظم من صنف من أساتذتي ـ في قسم التفسير ولدي من البحوث التي تبدأ بـ " تأملات " العدد الكثير تأملات في سوة كذا ، تأملات في آية كذا ......وهلم جرا .

بل إن المتتبع لعبارات السابقين المتفردين في علم التفسير وعلوم القرآن يجد أن معظمهم يختم قوله بكلمة ......فتدبر.......فتأمل ............فتفهمه فقد لا تجده عند غيري.
ومن هؤلاء العلامة الجمل في الفتوحات الإلهية ، والفخر في مفاتيحه ، والألوسي في روح المعاني وشيخ زادة في حاشيته، والشهاب في حاشيته ........


وإنما يكفي له معرفة معنى الآية فإذا كانت الآية مفهومة للقارئ فله أن يتأملها
قلت: كيف يتأملها وليس لديه مؤهلات التأمل ، إذ أننا لم نشترط عليه توافر شروط المفسر لديه ؟

وأما المرحلة الثانية وهي أن يستخرج من الآيات فوائد وأحكاماً فلذلك شروط ولا يصح لكل أحد أن يستخرج من القرآن أحكاماً وفوائد ..
قلت: عين ما أشرتم إليه من استخراج الفوائد والأحكام هو هو عين ما يفرده مثلى من الضعفاء في مصنفاتهم تحت عنوان تأملات فتأمل .
وقد ذكرتُ طرفاً من ذلك في كتاب منهج الاستنباط من القرآن الكريم.. والله أعلم ..
وماذكرتَه ـ جزاك الله خيرا ـ في مصنفك المفيد النافع الذي شرفت بالانتفاع منه والإشادة به ليس مسلما على إطلاقه بل هو اجتهاد مأجور إن شاء الله ، ولكنه لا يؤدي إلى النفي المطلق الذي صدرت به مشاركتك هذه فتدبر وتأمل نفعني الله وإياك بالعلم وأفاض علينا بنور الحلم.

ومن هنا أقول لابد للمتأمل من أرض يستزرعها بهذا التأمل ولا شيء سوى التضلع من اشتيفاء شروط المفسر كلها أو جلها والله المستعان.

وهو وحده الموفق
 
للرفع والاستفادة من نقاشات علمية قرآنية ماتعة.
بين التفسير الذي يشترط له علوم الآلة واستيفاء شروط المفسر وآدابه، وبين التدبُّر الذي يطالبُ به كلّ أحد.
 
عودة
أعلى