قال تعالى :
( أفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )
قال بعض المفسرين : ييأس الله رسوله ومن معه من المؤمنين من إيمان اليهود !
وقال بعضهم : أي لا تطمعوا في إيمانهم !
أليس قد آمن بعضهم ودخل في الإسلام ؟
وهل يسقط بهذه الآية حكم وجوب دعوتهم إلى الإسلام ؟
جزيت خيرا استاذ / محمد عبدالله آل الأشرف - هذه مشاركتي
اولا : والله اعلم ان الاية (افتطمعون ان يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ) البقره 72 - فيها فريقان من اليهود لقوله في اخر الاية ( وهم يعلمون) :
1 - فريق يقوم بالكتابه والتحريف كقوله تعالى(فويل للذين يكتبون الكتاب بايديهم ثم يقولون هذا من عند الله) البقره 79
2- وفريق يعلم ولاينكر كقوله تعالى (كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون ) المائده 79
ثانيا : اما امر الدعوه الي الله ابتداء فالشواهد عليها من التنزيل كثيرة - قوله تعالى
(قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بانا مسلمون) ال عمران 64 - فالدعوه الي الله و (الجهاد) قائمة الي قيام الساعة ، لليهود أو لغيرهم -لقوله تعالى ( كنتم خير امة اخرجت للناس تامرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو امن اهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون واكثرهم الفاسقون ) ال عمران 110 . ثالثا :مسالة ايمان اليهود
قوله تعالى ( فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بايات الله وقتلهم الانبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا ) النساء 155 - الا قليلا - الا قليلا - فالحقيقه أن ايمانهم صعب جدا ففي زمن الرسول امن من علمائهم (عبدالله بن سلام ) فقط -والله أعلم - وفي صحيح البخاري -قوله صلى الله عليه وسلم (لو آمن بي عشرة من اليهود لآمن بي اليهود.) والمقصود عشرة من قادتهم وعلمائهم.
قصة رايتها في يوتيوب
فالقصة كانت عن فتاة يهوديه اسلمت (في امريكا) فتقول : تخبر عن نفسها انها اسلمت بسبب الصحبه بمسلمات واقتنعت بالاسلام ، الشاهد هنا ( صعوبة اسلامهم ) : تقول عندما اخبرت ابي قال لها : لماذا الاسلام ؟ لو اخترتي الديانة البوذية كان افضل !!!!
أخي عمر رعاه الله
قال بعض المفسرين في معنى ( فلا يؤمنون إلا قليلا ) أي لا يؤمنون إلا إيمانا ضعيفا لا ينفعهم يوم القيامة .
أليس معنى الآية :
كيف تطمعون أيها المسلمون أن يصدقكم اليهود في ما تخبرونهم به عن نبيكم محمد ، وقد كان فريق من أحبارهم يسمعون ما يتلى من كلام الله في التوراة ومافيه من خبر محمد ونعته ، ثم يغيرونه من بعد ما فهموه وعرفوا معناه وهم يعلمون عظم وجرم هذا الفعل.
أي أنه من المستبعد أن يصدقوكم في ماتخبرونهم به عن نبيكم ويكذبوا أحبارهم وعلمائهم ، وإن كان بينكم وبينهم حلف وشراكة ورضاعة قبل الإسلام .
واقرأ الآيات التي قبل هذه الآية والآيات التي بعدها تجدهاكلها في سياق واحد .
القول بسقوط امر عظيم من اوامر الله بتأول آية على محمل بعيد امر ليس بالهيّن اخي الحبيب فالدعوة رسالة كل مسلم ولو تتبعنا سياق الآيات التي سبقت هذه الآية والتي تلتها لوجدتها تعدد جرائم بني اسرائيل وافاعيلهم على مر التاريخ ولكن ربنا جل وعلا دائما ما يستثني القلة من كل انحراف يحدث منهم او جرم يرتكبونه ونحن لا نعلم ايهم يدخل في القليل ولذلك فقلة السالكين للمسلك الحسن والذين لديهم الاستعداد المبدئي للاستماع والخشوع والايمان لا يبرر ترك الدعوة ولو لم ينقذ الله بك الا رجلا واحد والواقع يثبت ذلك كما تفضل الاخ عمر فقلة من يهود عادة يدخل في دين الله مؤمناً تمام الايمان ولا يمكن ان يعني ذلك قلة اي ضعفاً في ايمانهم لانك تنسب نفي الايمان التام بالكلية وهذا لا تؤيده شواهد من التاريخ الماضي والحاضر
واستثناء القلة من الجرم بمعنى انتفاء قيامهم بالجرم له شواهد عديدة في كتاب الله فيقول ربنا تعالى { وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ } [البقرة:83]
ويقول ايضاً :{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ } [البقرة:246]
وما يظهر جليا من الآية ان من يحرف كلام الله كان "منهم" اي من بين من طمع المؤمنين بإسلامهم لبيان ان القائمين عليهم من كبرائهم وعلمائهم الموثوقين لدى عامتهم هم ممن يحرف كلام الله فمن تجرأ على ذلك فسيكون ذا عداوة شديدة يصد بها ابناء جلدته عن الايمان واتباع النبي ، وقد كان تحريفهم بمحو دلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم حتى اضلوهم عن وصفه وذكره في التوراه وهم يعلمون صدق دعوته فيكون عدد المتبعين للدعوة (قليلاً) منهم ، وترك الواجب بشبهة لا يجوز فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن اسقط واجب دعوة احد او تركه في كفره دون بيان الحجة واقامتها عليه حتى لو تيقن الداعي بأن من يدعوه لن يؤمن
وقوله جلت قدرت (افتطمعون) على سبيل اخبار المؤمنين عن الفئة التي يطمعون في ايمانهم وليس عن كل اليهود على مر التاريخ فالرسالة الربانية في هذه الآية مخصصة لقوم معينين من المؤمنين عن قوم معينين من اليهود الذين لو تتبعنا تاريخهم في القرآن لوجدنا تلازماً بين عرض افعالهم وبين استثناء القلة من تلك الافعال والله اعلى واعلم وصلى الله على محمد وآله
شكرا لكم أخوتي اسمحوا لي أن أدلوا بدلوي في هذا المجال وإن كان الأخوة قد سبقوني بردودهم وهم أعلم مني وأبصر،،\ما أريد المشاركة به والله أعلم أن الاستنكار في هذه الآية قد يكون أفتطمعون أن يؤمنوا جميعهم أو اكثرهم أو فريق الأحبار الذين لهم كلمة على اليهود فإيمان هؤلاء بعيد كبعد أن يؤمنوا جميعهم
أما أن يؤمن أفراد منهم هذا ليس ببعيد وإن كان هؤلاء الأفراد قلة من اليهود وقد حصل أن آمن أفراد منهم برسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة وآمن بعض منهم على مدار تاريخ الإسلام.
الأمر الثاني أن مسألة الدعوة إلى الله أمر مفروغ منه تماما ولاتتوقف على الاستجابة أو قطف الثمرة فالواجب هو الدعوة إلى الله وليس الاسنجابة أو الإيمان( ماعليك إلا البلاغ) ولذلك قال العلماء أن الأجر والمثوبة لاتتوقف على مقدار من آمن أو استحاب إنما هي متوقفة على مجرد الدعوة والتبيين وهذا لطف منه تعالى أن جعل الثواب على الدعوة والبلاغ وليس على الإيمان والاستجابة
والله أعلم