السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
أما بعد ، مشايخي الكرام
يقول تعالى (( حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ))
روى البخاري و مسلم في صحيحيهما أن عدي بن حاتم ـ رضي الله تعالى عنه ـ حين سمع هذه الآية أخذ عقالا أبيضا و آخر أسودا ... الحديث
هل يستدل بهذه الحادثة على اعتبار المذهب الظاهري ؟
حيث إن الصحابي ـ رضي الله تعالى عنه ـ قد أخذ بظاهر اللفظ دون الانتباه إلى المراد منه الذي يفهمه جل العرب .
و لا يدخل على ذلك بأن يقال : إن ذلك ليس تمسكا بالظاهر بل هو مما يفهم من الحديث ، أي أنه من قبيل المشترك اللفظي وأن الصحابي ـ رضي الله تعالى عنه ـ قد حمل اللفظ على أحد معانيه المشتركة
أقول // لا يقال ذلك ، فهو مردود عليه بأنه لا يفهمه العرب قطعا من هذا اللفظ ، حتى أن بعض المفسرين أنكر وقوع ذلك من الصحابي ، فقد استبعد الفخر الرازي هذه الرواية على رجل مثل عدي بن حاتم ، فقال ما معناه : إنه يبعد على أي رجل أن يفهم من هذا اللفظ أن المراد الخيط الأبيض حقيقة مع قوله : من الفجر خصوصا و قد كان هذا التعبير مألوفا عند العرب . و كان ذلك عندهم اسما لسواد الليل و بياض النهار في الجاهلية قبل الإسلام .
و أقول ذلك مع علمكم بحادثة قوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ ( لا يصلين أحدكم العصر إلا ببني قريظة ) فقد تمسك بعضهم بالحكمة و المقصود من الأمر ، و تمسك البعض الآخر بالظاهر الجامد للنص ، و لم ينقل إلينا إنكاره ـ صلى الله عليه وسلم ـ بل أقر كل منهم على فهمه ـ أو فعله ـ و سواء كان الإقرار على الفهم أو الفعل ، فهو إقرار لهم بجواز ما ذهبوا إليه ، و أنه أجزأهم بدليل عدم الأمر بالإعادة ، و صحة الفرع مبناها صحة الأصل المفرّع عليه
و السلام عليكم
أما بعد ، مشايخي الكرام
يقول تعالى (( حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ))
روى البخاري و مسلم في صحيحيهما أن عدي بن حاتم ـ رضي الله تعالى عنه ـ حين سمع هذه الآية أخذ عقالا أبيضا و آخر أسودا ... الحديث
هل يستدل بهذه الحادثة على اعتبار المذهب الظاهري ؟
حيث إن الصحابي ـ رضي الله تعالى عنه ـ قد أخذ بظاهر اللفظ دون الانتباه إلى المراد منه الذي يفهمه جل العرب .
و لا يدخل على ذلك بأن يقال : إن ذلك ليس تمسكا بالظاهر بل هو مما يفهم من الحديث ، أي أنه من قبيل المشترك اللفظي وأن الصحابي ـ رضي الله تعالى عنه ـ قد حمل اللفظ على أحد معانيه المشتركة
أقول // لا يقال ذلك ، فهو مردود عليه بأنه لا يفهمه العرب قطعا من هذا اللفظ ، حتى أن بعض المفسرين أنكر وقوع ذلك من الصحابي ، فقد استبعد الفخر الرازي هذه الرواية على رجل مثل عدي بن حاتم ، فقال ما معناه : إنه يبعد على أي رجل أن يفهم من هذا اللفظ أن المراد الخيط الأبيض حقيقة مع قوله : من الفجر خصوصا و قد كان هذا التعبير مألوفا عند العرب . و كان ذلك عندهم اسما لسواد الليل و بياض النهار في الجاهلية قبل الإسلام .
و أقول ذلك مع علمكم بحادثة قوله ـ صلى الله عليه و سلم ـ ( لا يصلين أحدكم العصر إلا ببني قريظة ) فقد تمسك بعضهم بالحكمة و المقصود من الأمر ، و تمسك البعض الآخر بالظاهر الجامد للنص ، و لم ينقل إلينا إنكاره ـ صلى الله عليه وسلم ـ بل أقر كل منهم على فهمه ـ أو فعله ـ و سواء كان الإقرار على الفهم أو الفعل ، فهو إقرار لهم بجواز ما ذهبوا إليه ، و أنه أجزأهم بدليل عدم الأمر بالإعادة ، و صحة الفرع مبناها صحة الأصل المفرّع عليه
و السلام عليكم