هل يدل هذا على أن خط المصحف توقيفي ؟

  • بادئ الموضوع بادئ الموضوع Amara
  • تاريخ البدء تاريخ البدء

Amara

New member
إنضم
03/02/2009
المشاركات
576
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما

قال
زيد بن ثابت رضي الله عنه : أرسَل إليَّ أبو بكرٍ ، مَقتَلَ أهلِ اليمامةِ ، فإذا عُمَرُ بنُ الخطَّابِ عِندَه ، قال أبو بكرٍ رضي اللهُ عنه : إنَّ عُمَرَ أتاني فقال : إنَّ القتلَ قدِ استَحَرَّ يومَ اليمامةِ بقُرَّاءِ القرآنِ ، وإني أخشى أن يَستَحِرَّ القتلُ بالقُرَّاءِ بالمواطنِ ، فيذهَبُ كثيرٌ منَ القرآنِ ، وإني أرى أن تَأمُرَ بجمعِ القرآنِ . قلتُ لعُمَرَ : كيف تفعَلُ شيئًا لم يَفعَلْه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ؟ قال عُمَرُ : هذا واللهِ خيرٌ ، فلم يزَلْ عُمَرُ يُراجِعُني حتى شرَح اللهُ صدري لذلك ، ورأيتُ في ذلك الذي رأى عُمَرَ . قال زيدٌ : قال أبو بكرٍ : إنك رجلٌ شابٌّ عاقلٌ لا نتَّهِمُك ، وقد كنتَ تَكتُبُ الوحيَ لرسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فتتبَّعِ القرآنَ فاجمَعْه . فواللهِ لو كلَّفوني نقلَ جبلٍ منَ الجبالِ ما كان أثقلَ عليَّ مما أمَرني به من جمعِ القرآنِ . قلتُ : كيف تفعلونَ شيئًا لم يفعَلْه رسولُ اللهِ ؟ قال : هو واللهِ خيرٌ ، فلم يزَلْ أبو بكرٍ يُراجِعُني حتى شرَح اللهُ صدري للذي شرَح له صدرَ أبي بكرٍ وعُمَرَ رضي اللهُ عنهما ، فتتبَّعتُ القرآنَ أجمَعُه منَ العُسُبِ واللِّخافِ وصدورِ الرجالِ ، حتى وجَدتُ آخِرَ سورةِ التوبةِ معَ أبي خُزَيمَةَ الأنصاريِّ ، لم أجِدْها معَ أحدٍ غيرِه : { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} . حتى خاتِمةِ بَراءَة ، فكانَتِ الصحُفِ عِندَ أبي بكرِ حتى توفَّاه اللهُ ، ثم عِندَ عُمَرَ حياتِه ، ثم عِندَ حفصةَ بنتِ عُمَرَ رضي اللهُ عنه .

والذي يدل عليه أن زيدا جمع القرآن من العسب واللخاف كتابة ومن صدور الرجال نطقا ولفظا.. والذي يؤكده، أي يؤكد أن الجمع كان لفظا وخطا قول زيد رضي الله عنه :
حتى وجَدتُ آخِرَ سورةِ التوبةِ معَ أبي خُزَيمَةَ الأنصاريِّ ، لم أجِدْها معَ أحدٍ غيرِه : { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} . حتى خاتِمةِ بَراءَة ، فلو كان يكتفي باللفظ لوجدها عند كثير من الصحابة الذين يحملون الكتاب عن ظهر قلب.

وهذا الأمر، غفل عنه الباحثون، حتى ظن بعظهم أن هجاء المصحف اجتهاد من الصحابة وماهو كذلك.. إنما هو بحسب ما كتب عند النبي صلى الله عليه وسلم. والله أعلم

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
أشكرك أخي عمارة على مشاركتنا إياك التفكير فيما استوقفك من هذا الحديث. وما أستطيع أن أشاركه معك مما يفيد في تشكيل التصور عن الموضوع هو أن الخط العربي في عمره التاريخي في تلك المرحلة كان طفلا يحبو لا يقف على قدميه ويعجز بحكم عمره عن نقل النص والسبب أن العرب تعلموا الخط من أهل الحيرة الذين تعلّموه من الآراميين وكانت الحروف التي استعملوها أقل بكثير مما للغة العربية من حروف فالجيم استعملوه للحاء والخاء والدال للذال والراء للزاي والسين للشين والباء للتاء والثاء والياء والنون ولم يستعملوا للهمزة شيئا فهذه الهمزات التي تقرؤها في المصحف وضعت متأخرة. ولم يفرِّق المسلمون بين هذه الحروف إلا بعد قرن من الزمان فرقوا بينها بالنقاط فكثروا الحروف لتستوعب النصوص. فلا يبدو مفيدا أن نذهب إلى أن الخط توقيفي بل نقول لم يكن بالإمكان أفضل مما كان. بالعكس فلأن فكرة النقط متأخرة اضطر الصحابة الكتبة إلى الاصطلاح فزادوا حروفا في بعض الكلمات بتمتاز عن غيرها مما يشكل. فقول من قال إنه توقيفي لا يبدو مقنعا لأنه لا يأخذ بالاعتبار العمر الزمني للخط حينئذ. وتقبل الله صيامكم
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما

أخي الحبيب الدكتور عبد الرحمن،
صحيح ما ذكرت بمنطق التاريخ، وهو أن العرب الأول لم يسعفهم علمهم أن يختاروا لكل حرف شكلا حتى جمعوا بين الجيم والحاء والخاء وبين الراء والزاي وبين الطاء والظاء وبين الصاد والضاد والدال والذال...الخ، هذا ما تذكره البحوث التاريخية وهو ناقص إلى حد بعيد، لأن العرب الأول أقصد من تعلم الكتابة منهم لم يكن يمزج بين تلك الحروف سليقة.. كما لا يخطئ من تمرس بالقراءة عندنا الان في قراءة جملة غير مشكولة.. ولعلك لو درست بقية اللغات لوجدت الشكل في حد ذاته حروفا لا تستطيع فهم الكلمة بدونها.. أما في العربية فلا يحتاج إليها إلا من لم يتمرسها.

ويستفاد من هذا أن الأصل في اللغة أو قل في ألفبائيتها راجع إلى ما يحتاجه قوم تلك اللغة.. والعرب الاول ما احتاجوا تفريقا بين الحاء والخاء مثلا فاكتفوا لها بشكل واحد.. واحتاج من بعدهم لما اختلطوا بالعجم ففرقوا بينها بالنقاط ثم احتاجوا الى الحركات فأظافوها وكل ذلك ما احتاج إليه العرب الأول.. أما القرآن ففي آياته أنه لم ينزل بما طرأ على العربية من تغيير، إنما نزل باللسان العربي على أصله.. ولا غرو أن ذلك يرجعنا إلى القول أنه نزل باللسان الذي كان قبل أن يستعجم بالتنقيط والشكل..

ثم إن تلك الزيادات التي تطرأ على الكلمة لها مدلولها عند من تدبرها، وتقدم من المعاني ما لا يخفى عن دارس.

ثم إنه قبل هذا وذاك، أحببت أن أعرف سر حرص الصحابة على تتبع القران كتابة في جمعهم للقرآن ؟ وهل يدل ذلك أنها منه وإلا فلم هذا الحرص ؟

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
إنّ ما كتِب بين يدي النبيّ صلى الله عليه وسلّم أوثق من المحفوظ في الصدورلأنّ النبي صلى الله عليه سلم قد أكّد وأقرّصحته؛ فقد كان زيد بن ثابت نفسه يعرضه عليه بعد كتابته ليقيم سقطه ويصحح خطأه... لهذا السبب اهتم كتبة المصحف بالمكتوب إلى جانب اهتمامهم بالمحفوظ وليس الأمر متعلقا بتوقيفية الرسم... والله أعلم.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما


أخي بودفلة فتحي، وفقنا الله وإيا لكل خير..
قلت إنّ ما كتِب بين يدي النبيّ صلى الله عليه وسلّم أوثق من المحفوظ في الصدور، وهذا يؤكد أن الأولى أن يكون المكتوب توقيفا أصلا وإلا كيف يحفظ القرآن بما هو دون الأوثق..
ثم ذكرت سبب مقالتك فقلت : لأنّ النبي صلى الله عليه سلم قد أكّد وأقرّصحته..
وانا أسألك.. أما أقر النبي صلى الله عليه وسلم المحفوظ أيضا ؟
طبيعي جدا قد أقر ذلك.. ويكفيك أن تعلم أن ابن مسعود قد أخذ من في رسول الله صلى الله عليه وسلم سبعين سورة..
ويكفيك أيضا ما روي عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها وكدت أن أعجل عليه ثم أمهلته حتى انصرف ثم لببته بردائه فجئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت إني سمعت هذا يقرأ على غير ما أقرأتنيها فقال لي أرسله ثم قال له اقرأ فقرأ قال هكذا أنزلت ثم قال لي اقرأ فقرأت فقال هكذا أنزلت إن القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرءوا منه ما تيسر..
فالإقرار كان للحفظة والكتبة معا.
فإن كانوا يبحثون فقط على الإقرار فقد أقر النبي المحفوظ أيضا.
ثم ذكرت أن الأمر ليس متعلقا بتوقيف الرسم لكنك لم تقدم دليلا.. أما ما ذكرت فيؤكد توقيفه..
والله أعلم


يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما

ذكر لي أحدهم قول عثمان بن عفان رضي الله عنه : إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلسان قريش.. زاعما أن ذلك يدل على أن الكتابة كان باجتهاد الكتبة.. وهذا بعيد لوجهين

الأول : ما الاختلاف المقصود في كلام عثمان رضي الله عنه هل هو اختلاف اللفظ أم اختلاف الرسم.. فإن كان اختلاف اللفظ فلا يستقيم لأن الألف الخنجرية لم ترسم مع وجودها في اللفظ، وإن كان يقضي بالاختلاف في الرسم لماذا يلجأ إلى ما خط قبل ذلك يجمعه ؟ ولكن الأمر أبلغ من ذلك بكثير.

والثاني : أنه لما أمرهم أن إذا اختلفتم في شيء فاكتبوه بلسان قريش لماذا نجد اختلافات في الكتابة بين المصاحف كزيادة الألف وحذفها وقلب الواو فاء وزيادة كلمة وحذفها... إلخ ومعلوم أن أصل المصاحف التي بين أيدينا اليوم ذلك الجمع الذي أمر به عثمان رضي الله عنه.. فلو كان الاختلاف فيما كتبوه على وفق ما يفهمه الناس اليوم فلن تجد اختلافا في الرسم..
والله أعلم

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
فقول من قال إنه توقيفي لا يبدو مقنعا لأنه لا يأخذ بالاعتبار العمر الزمني للخط حينئذ.

فما توجيه حضرتك لتشدد زيد بن ثابت رضي الله عنه في ألا يأخذ القرآن مكتوباً من صحيفة إلا لو شهد إثنان على أنها كُتِبَت بين يدي رسول الله ؟؟؟ أي " سنة تقريرية " .
 
أخي عمر هذا للوثاقة التاريخية أي للسورة كلها لا لكيفية كتابة الكلمات فالمقصود بالتوقيفي أن كلماته نفسها لا تجوز كتابتها بغير صورتها في المصاحف العثمانية. وهذا القول وإن قال به جماعة من العلماء وعليه العمل اليوم تقريباً فإنه رأي من الآراء لا دليل عليه إلا استصحاب حال كتاب المصحف. فالقرآن العظيم نزل مقروءاً لا مكتوباً واستخدم المسلمون في كتابته وسيلة الكتابة المتاحة في عصرهم ولو كان لديهم خطّ أكثر تطورا لاستخدموه.
وأما لماذا قلتُ "تقريبا" فلأنّ الناس قد أضافوا الهمزات في بنية الخطّ في حين أنها غير موجودة في خطّ المصحف أما إضافة النقط والحركات فيمكن أن يحاجّ بأنها فوق وتحت الخط لا معه.
الزبدة أن من يقول بأن الخط توقيفي مطالب بدليل غير مجرد استصحاب حال الناس فهذا استحباب أما التوقيف فيعني نصا عن النبي صلى الله عليه وسلم أو إجماعا معلنا من أصحابه على ذلك. ولا سبيل إلى ذلك فيما نعلم. فليس من قال "إن الخط غير توقيفي" هو المطالب بالدليل، لأن الأصل فيه أن لا يكون توقيفيا لأمية النبيّ صلى الله عليه وسلم التي من أشهر ما قيل في معناها ظاهر ما دل عليه قوله تعالى "وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذاً لارتاب المبطلون"، ولأن الكتابة من وسائل المعاش التي يصطلح عليها الناس، ولما نعرفه من ضعف الخط في عصرهم مما تقدم بعضه، والنصُّ المقروء المتلو يكون "التوقيفي" فيه هو "تلاوته وأداؤه وقراءته" لا كتابتُه. بل المطالب بالدليل هو من ذهب إلى "أن الخط توقيفي" وليس في ما ساق الأخ صاحب الموضوع وفقه الله تعالى لمراضيه ومن سبقه إلى هذا القول من العلماء بدليل إلا إذا كنتُ لم أفهم مرادَه فيما يراه هو دليلاً. والله أعلم.
 
هنا بعض الأدلة من القرآن الكريم في مسألة أن خط (رسم القرآن) توقيفي وأنه بتوجيه الرسول:
الدليل الأول
إخبار الله تعالى عن تعليم الرسول الكتاب:
قوله تعالى: (كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِّنكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُم مَّا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ) البقرة 151
(لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) آل عمران 164
(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) الجمعة 6

ولا يخفى الفرق بين القرآن و الكتاب ، فالكتاب اسم للمكتوب ، والقرآن اسم لقراءة القرآن (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).

الدليل الثاني اختلاف رسم إبراهيم ، ففي سورة البقرة رسمت دون ياء وفي غيرها رسمت بياء ، وهذا فيه إشارة إلى أن الرسم توقيفي وليست المسألة مسألة قاعدة مطبقة إذ لو كان هذا هو الحال لما اختلف رسم ذات الكلمة ، و لهذا لا يستقيم أن الكتابة كان باجتهاد من الصحابة.

الدليل الثالث الوجه الذي يحتمله قوله تعالى من أن النبي تعلم قراءة وكتابة القرآن بعد نزول الوحي عليه (وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ) العنكبوت.

الأمر الآخر أن هذه الإشكالات تصدر عن مسألة هل جمع القرآن زمن النبي ، أم كان مفرقاً في الصحف والجلود و ترك ليجمع على عهد الصحابة. وأهم ما يقال في هذا هو قوله تعالى: (لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) القيامة ، فبالإضافة إلى أن الله عز وجل تكفل بجمعه ، فقد أخبر نبيه بهذا. وإذا كان النبي بلغ القرآن كاملاً وكتبه فلا يعقل أن يتركه دون أن يجمع.
وهذا ما أشار إليه ابن كثير في مقدمة تفسيره ، فيقول أن النبي مات وكان هناك أربعة ممن جمعوا القرآن ومنهم زيد بن ثابت , ثم بعد حادثة اليمامة أشار عمر إلى أبي بكر -رضي الله عنهم - بجمع القرآن فطلب من زيد بن ثابت أن يجمعه ، فذهب زيد يجمعه من العسب واللحاف وصدور الرجال كما ذكر سابقاً في هذا الموضوع ، والإشكال هنا إما أن يكون زيد بن ثابت جمع القرآن على عهد النبي كاملاً أو أنه لم يجمعه و إلا فما الحاجة إلى بحثه وتتبعه للقرآن.
ووما يزيد على هذا أنه بعد جمع المصحف أمر عثمان في عهده بنسخ المصاحف (أو جمعها) ، فطلب من زيد بن ثابت مع جماعة من الصحابة أن ينسخوه ، وحتى بعد الجمع الأول اختلفوا في بعضه ومثاله:
"فجلس هؤلاء النفر يكتبون القرآن نسخا ، وإذا اختلفوا في وضع الكتابة على أي لغة رجعوا إلى عثمان ، كما اختلفوا في التابوت أيكتبونه بالتاء والهاء ، فقال زيد بن ثابت : إنما هو التابوه وقال الثلاثة القرشيون : إنما هو التابوت فتراجعوا إلى عثمان فقال : اكتبوه بلغة قريش ، فإن القرآن نزل بلغتهم . "
فمن هذا كله يظهر أن القرآن جمع ثلاث مرات ، وهذا لا يستقيم فضلاً عما يحتويه من تناقضات وتشكيك في تبليغ النبي:
"وكان عثمان - والله أعلم - رتب السور في المصحف ، وقدم السبع الطوال وثنى بالمئين ؛ ولهذا روى ابن جرير وأبو داود والترمذي والنسائي من حديث غير واحد من الأئمة الكبار ، عن عوف الأعرابي ، عن يزيد الفارسي ، عن ابن عباس قال : قلت لعثمان بن عفان : ما حملكم أن عمدتم إلى " الأنفال " وهي من المثاني وإلى " براءة " وهي من المئين ، فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ، ووضعتموها في السبع الطوال ؟ ما حملكم على ذلك ؟ فقال عثمان : كان رسول الله مما يأتي عليه الزمان وهو ينزل عليه السور ذوات العدد ، فكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من كان يكتب فيقول : ضعوا هذه الآيات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ، فإذا أنزلت عليه الآية فيقول : ضعوا هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا ، وكانت الأنفال من أول ما نزل بالمدينة ، وكانت براءة من آخر القرآن ، وكانت قصتها شبيهة بقصتها ، وحسبت أنها منها وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها ، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم فوضعتها في السبع الطوال . "وأضف على ذلك ما يروى أن علي رضي الله عنه جمع القرآن بعد وفاة النبي مباشرة ، ولكن ترتيب الآيات مختلف ومرتب حسب النزول..

والله تعالى أعلم
والحمد لله رب العالمين.
 
الدليل الثاني اختلاف رسم إبراهيم ، ففي سورة البقرة رسمت دون ياء وفي غيرها رسمت بياء ، وهذا فيه إشارة إلى أن الرسم توقيفي وليست المسألة مسألة قاعدة مطبقة إذ لو كان هذا هو الحال لما اختلف رسم ذات الكلمة ، و لهذا لا يستقيم أن الكتابة كان باجتهاد من الصحابة.

هذا الدليل يا دكتور " عبد الرحمن الصالح " هو أكثر دليل يرسخ في نفسي أن الكتابة توقيفية، وهو وجود كلمات في القرآن مكتوبة على وجه في موضع ومكتوبة على وجه في موضع آخر، فلو كان طريقة الكتابة التي تعلمها العرب تقتضي كتابتها على الوجه الأول فلَمَ كتبوها على الوجه الثاني في موضع آخر ؟

إن من أكثر الأشياء التي أقنعتني أن " المصاحف كُتِبَت استناداً إلى التعدد اللفظي للقراءات القرآنية، لا أن القراءات القرآنية نشأت بسبب اختلاف الرسم أو غياب النقط في الحروف "
أقول: أكثر شئ أقنعني بصحة هذه المقولة هو أن كلمة " ملك " وردت في سورة الفاتحة وسورة آل عمران وسورة الناس
واتفق جميع القراء ورواتهم على قراءتها في موضعين:
آل عمران " قل اللهم مالك الملك " لا خلاف بين القراءات في ذلك ولم يقل أحد " قل اللهم ملك الملك "
الناس " قل أعوذ برب الناس * ملك الناس " لا خلاف بين القراءات في ذلك ولم يقل أحد " مالك الناس "
الفاتحة : قال بعضهم " ملك يوم الدين " وبعضهم " مالك يوم الدين "

ولو كان " الرسم والنقط والضبط " هو سبب اختلاف القراءات القرآنية ، لما اتفق القرّاء ورواتهم في موضعين واختلفوا في الثالث.

نفس الفكرة

أكثر شئ أقنعني أن الرسم توقيفي هو وجود كلمات مرسومة على وجه في مواضع وعلى وجه آخر في مواضع أخرى، ولو كانت المسألة اجتهادية من الصحابة أو بحسب ما تلقوها من الذين تعلموا منهم الكتابة ما اختلف رسم الكلمة الواحدة في موضعين

ولو كان عندي وقت لقمت بعمل دراسة استقرائية لكل الكلمات التي كُتِبَت على وجه في موضع وكُتِبَت على وجه آخر في موضع آخر

ويكفي مؤقتاً " رحمت ، بقيت، جنت، كلمت ..... رحمة، بقية، جنة، كلمة "
" إن ما، إنما ، أن لا ، ألا ، من ما ، مما "
كما ذكرهم ابن الجزري في " منظومة المقدمة فيما يجب على قارئ القرآن أي يعلمه "
 
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما

أضيف إلى ما تقدم مما ذكر أن في القرآن تجد الكلمة لها رسم واحد بنطقين مثال ذلك : الم.. تقرأ : ألم كما في سورة الفيل : ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل.. وتقرأ : ألف لام ميم (مقطعة ومتصلة) كما في فاتحة البقرة.. وتجد الكلمة بنطق واحد ورسمين : ككلمة ابراهيم رسمت بالالف وبدونه وكلمة قران رسمت بالالف وبدونه...الخ وتجد الكلمة تنطق بغير ما رسمت به مثال ذلك : الصلاة هكذا تنطق وترسم : الصلوة..

وكل هذا إنما يدل على كون هجاء المصحف توقيفي..
والله تعالى أعلم

يغفر الله لي ولكم
عمارة سعد شندول
 
هل توقيفي اقرارا سكوتيا من الوحي؟
ام توقيفي بان النبي كان يرشدهم كيف يرسمون الكلمات؟
 
قرأت في تفسير الشعراوي أنه في بعض القرءات تقرأ (فتثبتوا) بدلا من (فتبينوا) في قوله تعالى:
إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا

لأن القران نزل على سبعة أحرف، فتختلف الكلمات باختلاف تشكيل النقط!. انتهى كلام الشيخ

وعندما فكرت وجدت أن مثل ذلك قوله تعالى
صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً
فقد تقرأ (صنعة الله)

وقوله تعالى:
عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ
فقد تقرأ (من أساء)

ووالله أن هذا الكلام فتنني!
فهل تشكيل الحروف كما ننطقها الان كان بإجماع الصحابة؟ ومتى كان ذلك؟
جزاكم الله خير
 
لتصح القراءة هناك شروط ثلالثة لتثبت قرآنا
1...صحة السند تواترا...وهذا يحكم فيه ائمة القراء وقد اثبتوا عشرا متواترة
2....موافقة رسم القرآن
3....موافقة اللغة العربية

فاذا وافقت القراءة الرسم ولا سند لها او لم يصح سندها لم تكن قطعا قرآنا...لان تلاوة القرآن انما بالتلقي مشافهة

مثلا عندك في سورة الفاتحة
"مالك يوم الدين"قراءة عاصم والكسائي
"ملك يوم الدين"قراءة الباقين
ويجوز قراءتها "ملك يوم الدين"بفتح اللام موافقة للرسم....وهذا ليس قرآنا قطعا....لانه لا سند له

فاطلاق القول ان الاختلاف في القراءات راجع لعدم الاعجام والتشكيل قول قاصر وغير صحيح

كما قال ابن الجزري رحمه الله:
(فكل ما وافق وجه نحو...
وكان للرسم احتمالا يحوي
وصح اسنادا هو القرآن...
فهذه الثلاثة الأركان)
 
قرأت في تفسير الشعراوي أنه في بعض القرءات تقرأ (فتثبتوا) بدلا من (فتبينوا) في قوله تعالى:
إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا

لأن القران نزل على سبعة أحرف، فتختلف الكلمات باختلاف تشكيل النقط!. انتهى كلام الشيخ

وعندما فكرت وجدت أن مثل ذلك قوله تعالى
صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً
فقد تقرأ (صنعة الله)

وقوله تعالى:
عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ

فقد تقرأ (من أساء)

ووالله أن هذا الكلام فتنني!
فهل تشكيل الحروف كما ننطقها الان كان بإجماع الصحابة؟ ومتى كان ذلك؟
جزاكم الله خير

أخي الفاضل أعتقد أنك لا تملك خلفية جيدة عن علم القراءات فأنصحك نصيحة محب أن تشاهد هذا الفيديو وتصبر عليه حتى يعصمك - بإذن الله - مشاهدته من الفتنة فهو وإن كان طويل - ساعتين ونصف - إلا أن فيه كبير فائدة لأنه تم تجميعه من العديد من المحاضرات واللقاءات والندوات المختلفة المرئية والصوتية ليعطيك فكرة كاملة عن " القراءات القرآنية ".
أرجو أن تطمئنني أنك وافقت على مشاهدته وقد كنت أود أن أضعه للمشاهدة المباشرة في الملتقى دون الذهاب لموقع يوتيوب لكن للأسف لا أعرف كيفية فعل ذلك

https://www.youtube.com/watch?v=E5upWFXjpBU
 
أخي الفاضل أعتقد أنك لا تملك خلفية جيدة عن علم القراءات فأنصحك نصيحة محب أن تشاهد هذا الفيديو وتصبر عليه حتى يعصمك - بإذن الله - مشاهدته من الفتنة فهو وإن كان طويل - ساعتين ونصف - إلا أن فيه كبير فائدة لأنه تم تجميعه من العديد من المحاضرات واللقاءات والندوات المختلفة المرئية والصوتية ليعطيك فكرة كاملة عن " القراءات القرآنية ".
أرجو أن تطمئنني أنك وافقت على مشاهدته وقد كنت أود أن أضعه للمشاهدة المباشرة في الملتقى دون الذهاب لموقع يوتيوب لكن للأسف لا أعرف كيفية فعل ذلك

https://www.youtube.com/watch?v=E5upWFXjpBU

جزاك الله خيرًا وأحسن إليك.. فأنا والله لا أملك خلفية البتة في علم القراءات!
وأعدك بإذن الله أن أشاهد المقطع المذكور خلال الأيام القليلة القادمة.

أكرر شكري وخالص امتناني وكل عام وأنت وأمة الإسلام بخير
 
جزاك الله خيرًا وأحسن إليك.. فأنا والله لا أملك خلفية البتة في علم القراءات!
وأعدك بإذن الله أن أشاهد المقطع المذكور خلال الأيام القليلة القادمة.

أكرر شكري وخالص امتناني وكل عام وأنت وأمة الإسلام بخير

مر عشرون يوم على مشاركتك الكريمة ولم أعلم هل شاهدت الفيديو أم لا وأريد أن أطمئن على جودته العلمية ، هل ساعدك في فهم علم القراءات أم لا .
 
مر عشرون يوم على مشاركتك الكريمة ولم أعلم هل شاهدت الفيديو أم لا وأريد أن أطمئن على جودته العلمية ، هل ساعدك في فهم علم القراءات أم لا .

أهلا أخي عمر ..
بصراحة لا أعلم طريقة أشكرك بها أفضل من الدعاء لك بظهر الغيب، فقد شاهدت هذا الفيديو المبارك قبل بضعة أيام، وسبحان الله بعد أن كنت أتوجس وأخاف من القراءات الأخرى.. أصبحت الآن من عشاقها والراغبين بتعلمها !!
فقد كان هذا الفيديو خير بداية وخير معين، رغم أنه مأخوذ من محاضرات ومقاطع متنوعة إلا انه يتميز (بترتيب الأفكار) بطريقة سلسلة ومتدرجة حتى تكاد تظن أنه قطعة واحدة!!
والحمد لله، ساهمت في نشره بين أصدقائي وفي بعض المواقع لعل الله أن ينفع به.

جزاك الله خير الجزاء ووفقك في الدنيا والآخرة
 
عودة
أعلى