هل يدخل بعض الإعجازيين في هذا ؟

إنضم
28/02/2009
المشاركات
767
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : ".وهذه طريقة أهل البدع ؛ ولهذا كان الإمام أحمد يقول : أكثر ما يخطئ الناس من جهة التأويل والقياس ..ولهذا تجد المعتزلة والمرجئة والرافضة وغيرهم من أهل البدع يفسرون القرآن برأيهم ومعقولهم وما تأولوه من اللغة ولهذا تجدهم لا يعتمدون على أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين وأئمة المسلمين فلا يعتمدون لا على السنة ولا على إجماع السلف وآثارهم وإنما يعتمدون على العقل واللغة وتجدهم لا يعتمدون على كتب التفسير المأثورة والحديث وآثار السلف وإنما يعتمدون على كتب الأدب وكتب الكلام التى وضعتها رؤوسهم وهذه طريقة الملاحدة أيضا إنما يأخذون ما في كتب الفلسفة وكتب الأدب واللغة."اهـ.مجموع الفتاوى (7/ 119):
فهل تنطبق هذه الأوصاف على بعض من يبحثون في بعض أنواع الإعجاز ؛ حيث إن بعض منتقديهم يقول إنهم لا سلف لهم فيما يقولون ويدعون من أنواع الإعجاز ؟
 
أظن أنهم إن اتبعوا قواعد أصولية لعلمهم وضوابط محددة لتلك العلوم المستحدتة يرضى عنها أهل الرأي فلا بأس بذلك حتى ولو لم يقله الأولون. فالعبرة في أي علم جديد ليس في افتقاره لعلم الأولين بقدر افتقاره للضوابط الشرعية والعلمية الرصينة التي تحفظه من الزيغان والتقوّل.
 
المشكلة أن بعض المتعاطفين مع الإعجاز العلمي لا يرون التخبط الذي يقع فيه بعض من يتعاطى الإعجاز العلمي .
وترى بعض من يتعاطف مع الإعجاز العلمي يصوِّرُه بصورة حسنة، وكأنه مما اتفقت عليه الأمة، وأن المخالفين فيه إنما هم قِلَّةٌ من الباحثين .
وهذه النظر ـ مع الأسف ـ تدلُّ على أن عاطفتنا تسبق تقريراتنا العلمية، والله المستعان.
وبين يدي كتاب في الإعجاز العلمي أقوم بتحكيمه يقول فيه صاحبه : ( إذا العلاقة التي تربط الأجرام السماوية هي التجاذب ( طوعًا) ،والعلاقة التي تربط الموجات والأشعة هي التجاذب والتنافر (( طوعًا وكرهًا )) ... وعليه لابدَّ من رفض التفسيرات التي قيلت في معنى طوعًا وكرهًا عن المؤمن والكافر؛ لأنه لا يمكن لمخلوق أن يعصي أمر الله أو يأتيه مكرهًا ... )).
فانظر كيف خطأ علماءنا السابقين بجرة قلم، دون اعتبار لمنهج التفسير ، ولا للمنهج العلمي المنطقي الذي يلزم من أبطل شيئًا أن يدلل عليه بالدليل العلمي، وليس لأنه لا يوافق رأيه، أو أنه لا يتصور كذا، أو أنه لا يفهم كيف يكون كذا ... من الاستعمالات التي يظنها بعضهم أدلة كافية في الردِّ على المفسرين.
ومثل هذا المثال فيمن يتعاطون الإعجاز العلمي كثير ، ولا نجد من يقوِّمهم ويتصدَّى لهم، حتى عند من يدَّعي أنه معتدل في تعاطيه للإعجاز.
 
التعديل الأخير:
أظن أنهم إن اتبعوا قواعد أصولية لعلمهم وضوابط محددة لتلك العلوم المستحدتة يرضى عنها أهل الرأي فلا بأس بذلك حتى ولو لم يقله الأولون. فالعبرة في أي علم جديد ليس في افتقاره لعلم الأولين بقدر افتقاره للضوابط الشرعية والعلمية الرصينة التي تحفظه من الزيغان والتقوّل.

أخي تيسير: ما مفهومُ قولكم أعلاهُ (قواعد أصولية) .؟
 
أخي تيسير: ما مفهومُ قولكم أعلاهُ (قواعد أصولية) .؟
لكل علم من العلوم قواعد أصولية تحتكم الى صحته بالدليل القطعي الثابت الذي لا يتغير وهذه القواعد هي الميزان والضابط للأدلة العلمية بحيث تكون قطعية لا اختلاف فيها مثل كروية الأرض وتنفس النبات والبخار وتكون الغيوم وغيرها من المسلمات. وهذه القواعد يجب أن تكون كلية تنطبق على كل جزئيات العلوم على اختلافها. وعند تثبيت هذه القواعد أو الضوابط يراعى تطبيقها بحذافيرها. لا أن يُغفل عنها حيناً ويؤخذ في بعضها حيناً آخر.
 
أشكر الإخوة الذين أفادوني بجوانب حول هذا الموضوع ؛ وخاصة الدكتور مساعد حفظه الله تعالى .
وبناء على ما تقدم أقول لعل مشكلة "الإعجازيين" في تفسيرهم الآيات القرآنية بالمكتشفات العلمية أو المعادلات الرياضية - وكثير من ذلك لا يرقى إلى مستوى المعادلات ؛ بل أغلبه عمليات حسابية بسيطة - تتمثل في النقاط التالية :
1 - أنهم لا يعتمدون منهجا واضحا سليما في المقدمات سليما في المسلكيات سليما في النتائج .
وهذه من أساسيات العلم حتى يسمى علما .
2 - أنهم لا يعتمدون الوسائل التي درج عليها عليها العلماء في التفسير ؛ بأنواعها المختلفة ؛ بل حتى اللغة التي التزم بها أهل البدع في كثير من تفاسيرهم - ولو احتمالا - رمى بها كثير من "الإعجازيين" وأتوا بلغة جديدة غير مسبوقة في عهود العرب على مر التاريخ .
3 - أن النتائج التي توصلوا إليها - رغم تلك الآفات السابقة وبغض النظر عنها - لم تكن نتائج مقنعة ؛ بل توصل الإعجازيون العلميون إلى نتائج مبنية على أبحاث من أعداء الإسلام قد تكون من ضمن خدعهم السابقة أو الحالية أو المستقبلية ؛ وأحسن الظن بها أن تكون نتائج غير نهائية ؛ وقد أثبت التاريخ أن بعضا منها يكون قطعيا في فترة تاريخية ثم يأتون يفندونه من أساسه ؛ وأكبر مثال على ذلك قولهم باستقرار الشمس ، ودوران الأفلاك حولها ثم قالوا لاحقا عكس ذلك .. والأمثلة كثيرة .
أما ما يسمى بالإعجاز العددي فلا يحتاج إلى أمثلة .
4 - أنهم لا سلف لهم في كثير من آرائهم ، وهذه وحدها تكفي ؛ فالحق لا يمكن أن يغيب عن كافة الأمة في أي فترة تاريخية بحال من الأحوال .
والله تعالى أعلم .
 
الأستاذ إبراهيم الحسني؛
لم أخالفك في المداخلة السابقة إلا في النقطة التالية:
أنهم لا سلف لهم في كثير من آرائهم ، وهذه وحدها تكفي ؛ فالحق لا يمكن أن يغيب عن كافة الأمة في أي فترة تاريخية بحال من الأحوال .

ووتتجلى المخالفة في ذلك بناء على
1- قوله سبحانه وتعالى : { وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } [البقرة : 105]

2- لقوله عليه الصلاة والسلام : [أمتي كالمطر لا يدرى أوله خير أم آخره]
الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: التمهيد - الصفحة أو الرقم: 20/253
خلاصة حكم المحدث: روي من وجوه حسان.
وبه وجب النصح.
 
الأستاذ إبراهيم الحسني؛
لم أخالفك في المداخلة السابقة إلا في النقطة التالية:
أنهم لا سلف لهم في كثير من آرائهم ، وهذه وحدها تكفي ؛ فالحق لا يمكن أن يغيب عن كافة الأمة في أي فترة تاريخية بحال من الأحوال .

ووتتجلى المخالفة في ذلك بناء على
1- قوله سبحانه وتعالى : { وَاللّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } [البقرة : 105]

2- لقوله عليه الصلاة والسلام : [أمتي كالمطر لا يدرى أوله خير أم آخره]
الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن عبدالبر - المصدر: التمهيد - الصفحة أو الرقم: 20/253
خلاصة حكم المحدث: روي من وجوه حسان.
وبه وجب النصح.

أخي الفاضل : الجابري .
أولا : هذا الاستدلال ليس في محله ؛ فكون الله تعالى يختص برحمته من يشاء لا يعني أنه منع الأمة من معرفة الحق الذي تتعبد الله به ؛ والإثبات لا يقتضي النفي كما هو معلوم .
ثانيا : حديث : مثل أمتي مثل المطر رواه "الترمذي" في سننه حديث رقم 2869 ج 5 ص 152 وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" حديث رقم 2286 ج 5 ص 355
وهو مثل الاستدلال السابق ؛ فليس المهم هو الدليل وإنما الأهم هو محل الاستدلال .
فليتنبه لذلك غفر الله لي ولك .
 
أخي الفاضل : الجابري .
أولا : هذا الاستدلال ليس في محله ؛ فكون الله تعالى يختص برحمته من يشاء لا يعني أنه منع الأمة من معرفة الحق الذي تتعبد الله به ؛ والإثبات لا يقتضي النفي كما هو معلوم .
ثانيا : حديث : مثل أمتي مثل المطر رواه "الترمذي" في سننه حديث رقم 2869 ج 5 ص 152 وصححه الألباني في "السلسلة الصحيحة" حديث رقم 2286 ج 5 ص 355
وهو مثل الاستدلال السابق ؛ فليس المهم هو الدليل وإنما الأهم هو محل الاستدلال .
فليتنبه لذلك غفر الله لي ولك .

الأستاذ إبراهيم الحسني
الرد من غير دليل علمي غير مقبول بالمرة، وليس من أسلوب رجالات العلم، فهل لك من قراءة أصولية للنصوص الواردة، آنئيذ سيتبين المراد.؟
 
من ثمرات هذا النقاش خطر لي هذا السؤال لعل الإخوة الأفاضل يفيدوننا :
متى بدأ تشقيق الكلام في مسألة الإعجاز ؟

وسؤال آخر :
هل الكلام في مسألة " الإعجاز " مما يدخل في بحث " التفسير المأثور " أصلاً ؟​

كنت سأفرده في موضوع مستقل ولكنه ما خطر لي إلا بعد قراءة مشاركات الإخوة هنا
بارك الله فيكم​
 
ثمة ملاحظات عابرة :
1- سوء التطبيق و الممارسة يعود بالنقد على صاحبه .
2- مسائل الإعجاز العلمي ليست من جنس مسائل " معرفة الحق " أو " كل مسألة ليس لك فيها إمام .. " أو " تفسير العبارة " .. إلخ مما يذكر في سياقات خصوم هذا اللون من الإعجاز , و الذي لم يأتِ أكثره إلا من توهّم السير على خلاف أقدام السلف !
و إنما هي من جنس " سنريهم آياتنا " و جنس " لا تنقضي عجائبه "
3- إنّ مثالًا واحدًا محكمًا كافٍ لأن يترك أحدنا رأيه القديم .. لا ليعتنق الرأي الجديد ! بل ليبدأ البحث من جديد على " و لا يمنعك قضاء قضيته بالأمس أن تراجع فيه نفسك "

و لكم جزيل الشكر .
 
من ثمرات هذا النقاش خطر لي هذا السؤال لعل الإخوة الأفاضل يفيدوننا :
متى بدأ تشقيق الكلام في مسألة الإعجاز ؟

وسؤال آخر :
هل الكلام في مسألة " الإعجاز " مما يدخل في بحث " التفسير المأثور " أصلاً ؟​

كنت سأفرده في موضوع مستقل ولكنه ما خطر لي إلا بعد قراءة مشاركات الإخوة هنا
بارك الله فيكم​

الأستاذ عصام؛
شكر الله لك هذه المداخلة الحكيمة، والتي جاءت في إبانها.
فهل كان الصحب الكرام في حاجة لعلوم النحو؟ أم لعلوم المعاني واليان والبلاغة؟ أم كانوا في حاجة لمنطق يعقلن الأمور؟ أم كانوا في حاجة لعلم الجدل القرآني؟ أم استعملوا كتبا لعلوم القرآن؟ ولبيان وجه الإعجاز؟ وقل هذا في سائر العلوم وما تفرع عن القرآن.
لكننا نقرأ النصوص والأدلة الشرعية من غير أن نتجرد لله في تلمذة بين يدي رسول كريم يتلو صحفا مطهرة.
وما العمل والحالة هذه وكثير منا يخشى السير على غير منهاج؟ كأن أنوار الكتاب والسنة لا تنير السبيل.
إن ما أصاب المسلمين بصفة عامة هو داء الفكر المسبق والانتماء لفئة من فئات المسلمين ثم بعد ذلك ندخل للقرآن والسنة لتصيد ما يمكن أن يكون سببا لإعلاء دربنا والافتخار به على من انحازوا لدروب غير ما اصطفينا وهنا يصدق علينا كتاب ربنا {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُراً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [المؤمنون : 53]؛
ولا دواء لهذا الداء إلا بالرجوع للتلمذة بين يدي رسول كريم يتلو صحفا مطهرة بعقلية المنفذ لتعاليم الله ورسوله من غير أن يتقدم أمرا أونهيا أو تشريعا.
وعن سؤالك عن إعجاز القرآن فقد جاء القرآن نفسه رافعا تحديات لكل المخلوقات من إنس وجان انظر موضوع كيفية دلالة القرآن الكريم على إعجازه.http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=24130
 
ثمة ملاحظات عابرة :
1- سوء التطبيق و الممارسة يعود بالنقد على صاحبه .
2- مسائل الإعجاز العلمي ليست من جنس مسائل " معرفة الحق " أو " كل مسألة ليس لك فيها إمام .. " أو " تفسير العبارة " .. إلخ مما يذكر في سياقات خصوم هذا اللون من الإعجاز , و الذي لم يأتِ أكثره إلا من توهّم السير على خلاف أقدام السلف !
و إنما هي من جنس " سنريهم آياتنا " و جنس " لا تنقضي عجائبه "
3- إنّ مثالًا واحدًا محكمًا كافٍ لأن يترك أحدنا رأيه القديم .. لا ليعتنق الرأي الجديد ! بل ليبدأ البحث من جديد على " و لا يمنعك قضاء قضيته بالأمس أن تراجع فيه نفسك "

و لكم جزيل الشكر .

مسائل الإعجاز لا يمكن أن نعرف جنسها دون منهج واضح فالحكم على الشيء فرع عن تصوره ولا يمكن تصور علم بلا منهج ولا أساس واضح فأين منهج أهل الإعجاز في تعاملهم مع النصوص حتى نعرف جنسهم هل هو من باب التفسير أو من باب فقه القرآن أو من باب ماذا ؟
أما المثال الذي ذكرت فلا زال الجميع يبحث عنه ؛ فأين مثال لأهل الإعجاز - من أي نوع كانوا : علمي ، عددي ، إحصائي ...إلخ - يكون محكما ، وله منهج واضح وأساس متين .؟
حتى نجده لا زال الجميع في الانتظار بحثا عن الحق ؛ وردا لما نتصوره مكيدة من مكائد الأعداء ؛ ومخططا محكما للنيل من أعز ما تملك هذه الأمة ..
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
 
مسائل الإعجاز لا يمكن أن نعرف جنسها دون منهج واضح فالحكم على الشيء فرع عن تصوره ولا يمكن تصور علم بلا منهج ولا أساس واضح فأين منهج أهل الإعجاز في تعاملهم مع النصوص حتى نعرف جنسهم هل هو من باب التفسير أو من باب فقه القرآن أو من باب ماذا ؟
أما المثال الذي ذكرت فلا زال الجميع يبحث عنه ؛ فأين مثال لأهل الإعجاز - من أي نوع كانوا : علمي ، عددي ، إحصائي ...إلخ - يكون محكما ، وله منهج واضح وأساس متين .؟
حتى نجده لا زال الجميع في الانتظار بحثا عن الحق ؛ وردا لما نتصوره مكيدة من مكائد الأعداء ؛ ومخططا محكما للنيل من أعز ما تملك هذه الأمة ..
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.

الأستاذ إبراهيم الحسني؛
سبحان الله سؤال أستغربه، في وقت نشرت فيه كثير من مواضيع تتناول الإعجاز القرآني ومنها موضوعي الذي يعرض لمنجية قرآنية في طرح موضوع الإعجاز. بأن المسألة طرح الموضوع مسألة ربانية وتحد لا غبار عليه؛ فراجع موضوع :كيفية دلالة القرآن الكريم على إعجازه.والموجود على الحبل الرابط:
http://vb.tafsir.net/showthread.php?t=24130
 
لم يقوم - اللاإعجازيون - في مقابة الإعجازيين - بالنظر بعين عوراء إلى قضية الإعجاز العلمي ويجلسون متكئين على أريكتهم يقولون: إيتونا وأعطونا واذكروا لنا...الخ ولا يقرأون، ثم إذا ما أتيتهم بمثال أو بما يطلبون حاصوا ثم غابوا ثم رجعوا للتهويش، وناقشوا القضية من وجهة نظرهم وتصورهم، وكأن وجهة نظرهم وتصورهم مسلمة لا شية فيها، ثم يجعلون مخالفيهم فرقة مبتدعة وضالة!! أمر عجيب.
طبعا سينتقد بعضكم هذا الإسلوب في الكلام - وأنا لا أحبه أيضاً - ولكنه أسلوب الذين يغضون الطرف عن كل ما كتب بشكل علمي وصحيح في قضية الإعجاز العلمي، ويجعل الجميع في سلة واحدة ويرميهم بحكم واحد بجرة قلم.
نعم يوجد تعسف مقيت في الكتابة في الإعجاز العلمي وخروج عن جادة الحق ومخالفة للقواعد العلمية ولكن هذا لا ينفي الأصل العلمي للقضية،كما لا يلغي الأبحاث العلمية المنضبطة الجادة في هذا الاتجاه، وقد نوقشت هذه القضية كثيرا في الملتقى المبارك وأدلى كلٌّ بدلوه.
ودعني أسأل سؤالاً وحبذا لو يجيب عليه الـ (لا إعجازيون) هل تقرون بالإعجاز التشريعي للقرآن الكريم، إن كان الجواب نعم فما هو تعريف الإعجاز التشريعي.
 
[1] متى بدأ تشقيق الكلام في مسألة الإعجاز ؟​

[2] هل الكلام في مسألة " الإعجاز " مما يدخل في بحث " التفسير المأثور " أصلاً ؟​

بارك الله فيكم
لمـّا يأتي الجواب المرجوّ بعد !
والسؤالان محددان جداً وقد يوجهان النزاع الحاصل .
وأعتقد أن هناك لبسا يعتور هذه المسألة اللطيفة في أذهان بعض الناس ، إن لم يكن الكثيرون كذلك ، فيخلط بين التفسيري والتدبري والتأثيري ، ويجعل الإعجاز تفسيراً ، والتفسير إعجازاً ، ويجهل ظروف ظهور هذا البحث اللطيف ، ويصطنع ظروفاً جديدة يريد ليُسوّغ بها تلبيس الحساب بالكلام ، وإلصاق النظريات بالسنن .. وهذا الجهل والخلط والتلبيس يؤدي إلى نتائج وخيمة على التفسير والإعجاز معاً وعلى التدبر والتأثر ، ومن عمل على غير عمل كان ما يفسد أكثر مما يصلح .
* * *
تأخر ظهور " علم الإعجاز " حتى القرن الثالث تقريباً ، ولا زال الناس يسطرون فيه آثاراً وأفكاراً ، تدل على خلود هذا الكتاب ابتداء من الجاحظ وابن قتيبة والباقلاني والجرجاني .. إلى الرافعي وسيد قطب ومحمود شاكر ...
أما "الإعجاز" مجرداً ، من غير إضافة العلم إليه ، فظهر ملازماً لنزول البيان الإلهي العظيم الذي دهم العرب وأعجزهم في أخص خصائصهم : البيان / الكلام / القول .
ولا زال هذا القرآن كلام الله يدْهم كلّ امرئ يستمع إليه .
لا يحتاج متلقي القرآن إلى كبير عناء حتى يدرك أنه يسمع ( قرآناً عجباً ) ... على حد قول النفر من الجن ، أو أن له حلاوة ، وأن عليه طلاوة ، وإن أعلاه لمثمر وإن أسفله لمغدق ... على حد قول الوليد بن المغيرة (دلائل النبوة) أو يبكي بكاء دامعاً خالصاً ، كما فعل القسيسون والرهبان حين سمعوا ما أنزل من الحق يقولون ربنا آمنا فاكتبنا مع الشاهدين ، أو حتى يتأثر تأثراً انطباعياً جاذباً ، كما نقل الأستاذ سيد عن راكبة السفينة الأعجمية المستمعة لتلاوته للقرآن وميزت بين كلام الله وكلامه في خطبته ، أو تأثراً نفسياً بليغاً ، على ما يذكر الدكتور نجيب الرفاعي في كتابه: عجائب قراءة القرآن على الأوربيين والأمريكان... أو يسجد من تلقاء نفسه بعد سماع آية بهرته ، كما فعل الأعرابي لما سمع (والنخل باسقات) ونحوه وغيره .
ثبت عجز هؤلاء جميعاً مع اختلاف ثقافتهم وأديانهم ومصادر تلقيهم وقربهم وبعدهم من الإسلام ...
هذا القدر ، وهو قدر معجز بلا ريب ولا نكير ، كما نرى ، لا يحتاج إلى شيء آخر مع القرآن المقروء ، ليكشف للناس أثره البالغ ... أي : ليس هذا القدر من ثبوت العجز محتاجاً إلى تفسير بأي شكل من الأشكال ولا أي ضرب من الحساب ، والذي يَشترط لسماعه وقراءته أن يكون سامعه ملماً بالتفسير الموافق لفهم السلف أو عالماً في الإحصاء والتعديد ، فقد تحجر واسعاً من أمر الله ورحمته ، وتناقض مع التاريخ والواقع ، واشترط شروطاً ليست في كتاب الله ولا سنة نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ، وإذا كان هناك ما يشترط لسماعه وقراءته وجوباً أو صحة ، سماعاً معجزاً يناسب عموم الخلق وأميّتهم المقصودة في الخطاب = فليأت به إن كان من الصادقين . (نعم يحتاج لذلك التفسير - ولا ريب - في فَسْر المشتبهات مما لا يدركه كثير من الناس ) .
وهذا القدر الذي يؤثّر في عموم الخلق إنسهم وجنهم أولهم وآخرهم ، المتحدى به ، المفارق للمعهود ... = لا يستطيع أحد أن يجاريه ، ولو بحديث من مثله ، ولو سحر ببيانه ما سحر ، ولو نقح سطوره ما نقح ، أو نغّم من صوته ما نغّم ...
بل إن تفسير هذا الأمر الواقع بالناس المحير لعقولهم والمستعلي على ذكائهم وعبقريتهم ورهافتهم وذلاقتهم ... = لهو من ضروب التكلف .. إلا إذا أقر الذي دهمه العجز ، حين سماعه ، من كل مكان ، بأنه إنما يستمع إلى قول ليس من القول البشري المألوف .. إنما يستمع إلى كلام الله وحده ، ليس بكلام غيره .
وهذا الشعور الأوّلي للسامع المستمرّ حتى آخر آية من آيات القرآن ، وهذا الشعور الكلي المستغرق لكل الجزئيات التي تأتي تباعاً من الآيات التي تطرق أذن السامع ، وهذا الشعور المجمل الذي لا يتخلف في أي تفصيل من التفصيل الآتي بعد من الآيات = هو ما نعبر عنه بالانبهار والعجز والذهول والإبلاس ...
هذا الشعور هو الذي لا يستطيع أحد تفسيره ولا يستطيع أحد أصلاً أن يعبر عنه تعبيراً صادقاً ... إلا بلوازمه التي قد نسمعها مرة على لسان صِدّيق من الصديقين الذين يتلون آيات الله تعالى آناء الليل وأطراف النهار فيغلبه البكاء والدمع فيحتضن المصحف ، وهو يقول : كلام ربي .. كلام ربي ...
والإعجاز هنا هو الحد الفاصل بين حالة البحث عن الحقيقة العظمى وحالة الوجدان لهذه الحقيقة في الذروة المعجزة كل الإعجاز ، فثبوت تلك المعجزة القاطعة يجعل القلوب والعقول تخشع وتذل للحجة القائمة من مجرد السماع ، أو تنفر والعياذ بالله . فإما الإقرار بعظمة المنزل فالإيمان والاتباع إلى النهاية .. وإما الإعراض والكفر .
ومن هنا تأتي أهمية دراسة المعجزة ، ويأتي اشتراط القطعية في كل مقدماتها المفصلة فنتائجها المطلقة .
ومن هنا كان الإعجاز البياني أصدق ما يعبر عن الآية القرآنية ، شاملاً كاملاً مستوعباً ، لكل أنواع الإعجاز القطعية الثبوت والتأثير ، ولأنه يقول إن القرآن معجز لأنه كلام الله تعالى ذي الجلال الإكرام ، ليس بكلام بشر قاصرين .
ومن هنا كان الإعجاز العددي باطلاً من كل وجوهه (في نظري ونظر كثيرين) ، لأنه مهلهل المقدمات (بالظنون) مضطرب النتائج (بالاختلاف)، ولأنا وجدنا فيه اختلافاً كثيراً ، فدل ذلك على أنه من عند غير الله ، فكيف يكون معجزاً ؟.
وأما الإعجاز العلمي فلا يثبت إلا إذا ثبت الكشف العلمي على وجه القطع الذي لا يتعارض مع بيان القرآن ، وهذا محل البحث والتحقيق والتحرير والتصحيح أو التخطئة .. فهو - إذا ثبت على وجه القطع - إعجاز بياني أولاً وآخراً .
والله أعلم وأحكم .​
 
مسائل الإعجاز لا يمكن أن نعرف جنسها دون منهج واضح فالحكم على الشيء فرع عن تصوره ولا يمكن تصور علم بلا منهج ولا أساس واضح فأين منهج أهل الإعجاز في تعاملهم مع النصوص حتى نعرف جنسهم هل هو من باب التفسير أو من باب فقه القرآن أو من باب ماذا ؟
.
أيها العزيز :
هذا إلقاء بالكلام على عواهنه ! منهجهم يستشار فيه أمثال العلامة اللغويّ الأصوليّ الفقيه النادر على عبارة الشيخ الجليل العودة ابن بيّة !

أما المثال الذي ذكرت فلا زال الجميع يبحث عنه ؛ فأين مثال لأهل الإعجاز - من أي نوع كانوا : علمي ، عددي ، إحصائي ...إلخ - يكون محكما ، وله منهج واضح وأساس متين .؟
.
يكفيك منه أخي المثال الصارخ الذي ألجأ كبيرًا من علماء الأجنّة .. كنديّا و تدرّس كتبه في أوربا فضلًا عن كندا !
ألجأه المثال لأن يشرحه أمام الملأ في التلفزيون الكندي على الهواء !
ثمّ ألجأه لأن يبرّد دهشة المذيعة التي سألته : فهل تقول بنبوّة محمد !؟! ( صلى الله عليه و سلّم ) مستنكرة عليه ... قائلًا مواجهًا الضغط العلمي و العالمي على أمثاله : " لا أجد صعوبة في الاقتناع بذلك " !!!
 
ما يسمى بـ(الإعجاز العلمي) أو (التفسير العلمي) على أنواع:

منه ما وافق شروط التفسير الصحيح المنضبط المناسب للفظ والسياق كأقوال بعضهم في شرح قول الله تعالى (كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ) وقول الله تعالى : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ) . فمثل هذا لا يشمله ذم شيخ الإسلام المذكور في أول الموضوع ، بل هذا من التفسير الصحيح ، والناس فيه بين مطول بالاستطرادات الكثيرة وبين مقتصر على توضيح المعنى بشكل موجز .

ومنه ما خرج عن شروط التفسير المباشر للآية ولم يخرج عن كونه "تفسيرا إشاريا" لها حيث تكلم فيه المفسر الإعجازي عن أشياء خارجية لا يتعلق بلفظ الآية وسياقها بشكل مباشر وإن كان يفهم من الآية إشارة إليها ولو من بعيد . فمثل هذا تطبق عليه شروط التفسير الإشاري المعروف، من (1) كونه معنى صحيحا في نفسه مدلولا عليه بالأدلة الخارجية السمعية أو الحسية أو العقلية، و(2) كون الأية فيها إشعار بهذا الأمر، و(3) عدم الجزم بأنه مقصود الآية أو مراد الله تعالى بكلامه .

ومنه ما جرج عن شروط التفسير الصحيح، وهو ما كان ليس له تعلق بلفظ الآية وسياقها لا من قريب ولا من بعيد (فذكره حشو لا طائل له) ، أو كان هو في نفسه معنى خاطئا أو توقعات لم تتم البرهنه على صدقها (فلا يليق ذكره بجانب الآية إلا كما يذكر هنالك أقول المختلفين من الفقهاء في حكم من الأحكام دون الجزم بصحته فضلا عم الجزم بكونه معجزا)، أو ما كان مما يناقض مقصود الآية وينافيه (فهو من تحريف الكلم عم مواضعه).

وهذا الأخير هو الذي دخل في ذم شيخ الإسلام ، والله أعلم .
 
أيها العزيز :
هذا إلقاء بالكلام على عواهنه ! منهجهم يستشار فيه أمثال العلامة اللغويّ الأصوليّ الفقيه النادر على عبارة الشيخ الجليل العودة ابن بيّة !


يكفيك منه أخي المثال الصارخ الذي ألجأ كبيرًا من علماء الأجنّة .. كنديّا و تدرّس كتبه في أوربا فضلًا عن كندا !
ألجأه المثال لأن يشرحه أمام الملأ في التلفزيون الكندي على الهواء !
ثمّ ألجأه لأن يبرّد دهشة المذيعة التي سألته : فهل تقول بنبوّة محمد !؟! ( صلى الله عليه و سلّم ) مستنكرة عليه ... قائلًا مواجهًا الضغط العلمي و العالمي على أمثاله : " لا أجد صعوبة في الاقتناع بذلك " !!!
أخي الفاضل : خسرو.
أولا : أنا هنا لست في حوار مع ابن بية أو العودة ؛ غاية ما في الأمر أني طرحت موضوعا أريد منه الفائدة ؛ فتدخلت أنت فإن كنت تعرف ما قاله ابن بية أو العودة في الموضوع فأتنا به مشكورا ليستفيد الجميع إن كان فيما قالوه فائدة تحل الإشكال .
ثانيا : ما هذا التقسيط الإعلامي أخي الكريم ؛ طالبناك بمثال أنت الذي ألمحت إليه ؛ فأتيتنا بقصة عن كافر كندي ؛ كيف نشكك في الإعجاز العلمي وقد قال به جمع من طلبة العلم نحسبهم من أهل الخير والصلاح ؛ فتستدل لنا بهذا الذي نؤمن بأنه أضل من الأنعام .
ما هذا النوع من الاستدلال ؟!!
رابعا : يجب أن لا نمطط الموضوع أكثر من اللازم ؛ إن كان عندك مثال على ما ذكرت فهاته : اسرد الآيات ، بين وجه الاستشهاد منها ، بين منهجك في تعاملك العلمي معها ، وضح التزامك بهذا المنهج في مقدمات بحثك فيها وفي آلية بحثك وفي النتائج التي توصلت لها ، بين أن قولك فيها لا يعارض قول السلف .
هذا هو المطلوب فإن كان عندك فأفدنا به مشكورا مأجورا وإلا فلا فائدة من عبارات من مثل : إلقاء للكلام على عواهنه ونحوها ؛ فهي عبارات لاكتها الألسن حتى امتصت ما احتوت عليه من أملاح .
 
عودة
أعلى