هل يجب ألا تكره البغي على التحصن ؟

فكري حمدي

New member
إنضم
09/05/2013
المشاركات
31
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
الأنبار
في قوله تعالى :
وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَن يُكْرِههُّنَّ فَإِنَّ اللَّهَ مِن بَعْدِ إِكْرَاهِهِنَّ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النور33
النهي عن إكراه " فتياتكم " على البغاء ، وفيه إنه يجب تقديم العون لتلك الفتيات على تجنب البغاء ،
ولكن هل فيه ؛ " يجب ألا تكرهوا فتياتكم على التحصن " ؟
أو أقل من ذلك ؛ هل يمكن تركها وشأنها إن أصرت على ذلك ؟
وبأي دليل ؟
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
الجواب على سؤالك بالنفي، فيجب إرغام الفتاة أي الأمة على ترك الزنا و الفجور، فهي ملك لسيدها و أمره بالتالي مطاع عندها، لذا وجب عليه إن كان يرجو الله و اليوم الآخر ألا يرغم أمته على الزنا لتجلب له مالا حراما، و قد ذكر المفسرون أن الآية نزلت في رأس المنافقين ابن سلول، لكن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السب كما يقول الجمهور..
و قوله تعالى:"إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا" قيد خرج مخرج الغالب، إذ غالب الفتيات المؤمنات ترغبن في العفاف، و ما خرج مخرج الغالب أو لبيان الواقع كما في قوله تعالى:" و ربائبكم التي في حجوركم" أو ما يسمى بالصفة الكاشفة كما في قوله تعالى:" و من يدع مع الله إله آخر لا برهان له به.."...فكل هذا لا مفهوم له.
يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى:"وقوله: { إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا } هذا خرج مخرج الغالب، فلا مفهوم له. اهــــــــــ
و يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى:" وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ } أي: إماءكم { عَلَى الْبِغَاءِ } أي: أن تكون زانية { إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا } لأنه لا يتصور إكراهها إلا بهذه الحال، وأما إذا لم ترد تحصنا فإنها تكون بغيا، يجب على سيدها منعها من ذلك، وإنما هذا نهى لما كانوا يستعملونه في الجاهلية، من كون السيد يجبر أمته على البغاء، ليأخذ منها أجرة ذلك، ولهذا قال: { لِتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا } فلا يليق بكم أن تكون إماؤكم خيرا منكم، وأعف عن الزنا، وأنتم تفعلون بهن ذلك، لأجل عرض الحياة، متاع قليل يعرض ثم يزول.فكسبكم النزاهة، والنظافة، والمروءة -بقطع النظر عن ثواب الآخرة وعقابها- أفضل من كسبكم العرض القليل، الذي يكسبكم الرذالة والخسة." اهــ.
و الله أعلم و أحكم.
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
الجواب على سؤالك بالنفي، فيجب إرغام الفتاة أي الأمة على ترك الزنا و الفجور، فهي ملك لسيدها و أمره بالتالي مطاع عندها، لذا وجب عليه إن كان يرجو الله و اليوم الآخر ألا يرغم أمته على الزنا لتجلب له مالا حراما،.


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،

مشكور أخي ناصر ، أكيد لا أحد يختلف في ذلك ، ولكن كان سؤالي عن النص وليس السلوك ، هل النص يأمر بذلك أو يحتمل ذلك ؟ نريد أن نستنطق نصا قطعي الثبوت وينبغي أن يكون قطعي الدلالة ،
ينبغي للنص أن يقرر وينطق وحده من غير عون ، ولايجب أن يُقوَّل ما لايقول ،

والسلام عليكم .
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أخي، التفسير الذي نقلته لك هو تفسير للنص لا شك في ذلك، كما أن مسألة "ما خرج مخرج الغالب أو الصفة الكاشفة أو ما خرج لبيان الواقع" مسألة أصولية تنطبق على النص المذكور...
و النص القرآني القطعي الثبوت قد يكون فعلا ظني الدلالة، لكن في الآية التي بين أدينا لا يمكن أن نقول آن الآية تحتمل أن المراد: عدم إكراه الفتاة على التحصن و ترك البغاء أو تركها و شأنها...
هذا ما لا يليق بنا أن نفهمه من كلام الله تعالى، فالله سبحانه لا يأمر إلا الحسن و لا ينهى إلا عن القبيح، كما قال تعالى:"إن الله يأمر بالعدل و الإحسان و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر.." و قال تعالى:"قل إن الله لا يأمر بالفحشاء".
فالإكره على الزنا كيفما كان المكره حرا أو عبدا غير جائز إجماعا.
يقول الإمام البغوي رحمه الاله تعالى:"{ وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ } إماءكم { عَلَى الْبِغَاءِ } أي: الزنا { إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا } أي: إذا أردن، وليس معناه الشرط، لأنه لا يجوز إكراههن على الزنا وإن لم يردن تحصنا، كقوله تعالى: "وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين"( آل عمران-139 ) ، [أي: إذا كنتم مؤمنين] (5)" اهـ.
و الله أعلم و أحكم.
 
عودة
أعلى