إذا كان المسلم مشتغلا بأي عمل ثم و دون قصد مد يده إلى جيبه و تصدق على مسكين مر أمامه . فهل يثاب على فعله ؟
و إذا كان المسلم نائما و رأى في منامه أنه يصلي أو يقرأ القرآن , فهل يحصل له ثواب على ذلك ؟
الجواب : نعم في الحالتين .
يقول الله سبحانه و تعالى في الأية 120 من سورة التوبة :
{ مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنْفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَطَأُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }
الأية لا تحتاج إلى تفسير فهي واضحة المعاني و لكن وجدت أن الرازي و ابن عاشور - رحمهما الله و رحمنا – استنبطا أمورا قد تبدو غريبة .
فالرازي يقول : "ونقول دلت هذه الآية على أن من قصد طاعة الله كان قيامه وقعوده ومشيته وحركته وسكونه كلها حسنات مكتوبة عند الله. وكذا القول في طرف المعصية , فما أعظم بركة الطاعة وما أعظم شؤم المعصية " ( انظروا إلى عظيم كرم الله ) .
أما ابن عاشور فقد ذهب إلى أبعد من ذلك إذ أكد على الجزاء قصد الفاعل أم لم يقصد . فهو يقول أن " معنى: { كتب لهم به عمل صالح } أن يكتب لهم بكل شيء من أنواع تلك الأعمال عمل صالح، أي جعَل الله كل عمل من تلك الأعمال عملاً صالحاً وإن لم يقصِد به عاملوه تقرباً إلى الله فإن تلك الأعمال تصدر عن أصحابها وهم ذاهلون في غالب الأزمان أو جميعها عن الغاية منها فليست لهم نيات بالتقرب بها إلى الله ولكن الله تعالى بفضله جعلها لهم قربات باعتبار شرف الغاية منها. وذلك بأن جعل لهم عليها ثواباً كما جعل للأعمال المقصود بها القربة، كما ورد أن نوم الصائم عبادة.
وقد دل على هذا المعنى التذييل الذي أفاد التعليل بقوله: { إن الله لا يضيع أجر المحسنين }. و دل هذا التذييل على أنهم كانوا بتلك الأعمال محسنين فدخلوا في عموم قضية { إن الله لا يضيع أجر المحسنين } بوجه الإيجاز."
و في نفس المعنى يقول أحد العلماء:
" ما يحرك العبد رجله يمدها أو يردها إلا بني له قصر في جهنم أو في الجنة و لا يختلج في باطنه عرق حالة نومه إلا بني له قصر في جهنم أو في الجنة .و إذا كان هذا في هذه الأفعال التي لا يقصدها العبد فما ظنك بالأفعال التي يقصدها , و قد نهى عنها الشرع أو أمر بها .
ولما سئل العالم : و كيف تبنى القصور على الأفعال التي لا تقصد لا سيما أفعال النائم ؟
أجاب :المعتبر في بناء القصور الحالة التي يرجع الشخص إليها عند القصد فهي السبب في بناء قصوره سواء كان له قصد أو لم يكن له .فالحالة التي يرجع إليها الكافر حالة قصده هي حالة كفره و طغيانه فهي المعتبرة في بناء قصوره في جهنم على أي حالة صدرت منه أفعاله سواء صدرت على سبيل القصد أو الغفلة أو حالة النوم . و الحالة التي يرجع إليها المؤمن حالة قصده هي حالة إيمانه و محبته للنبي صلى الله عليه و سلم فهو السبب في بناء قصوره في الجنة سواء صدرت منه أفعاله قصدا أو غفلة أو مناما ."
هذا و الله أعلم .
و إذا كان المسلم نائما و رأى في منامه أنه يصلي أو يقرأ القرآن , فهل يحصل له ثواب على ذلك ؟
الجواب : نعم في الحالتين .
يقول الله سبحانه و تعالى في الأية 120 من سورة التوبة :
{ مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللَّهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنْفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَطَأُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ }
الأية لا تحتاج إلى تفسير فهي واضحة المعاني و لكن وجدت أن الرازي و ابن عاشور - رحمهما الله و رحمنا – استنبطا أمورا قد تبدو غريبة .
فالرازي يقول : "ونقول دلت هذه الآية على أن من قصد طاعة الله كان قيامه وقعوده ومشيته وحركته وسكونه كلها حسنات مكتوبة عند الله. وكذا القول في طرف المعصية , فما أعظم بركة الطاعة وما أعظم شؤم المعصية " ( انظروا إلى عظيم كرم الله ) .
أما ابن عاشور فقد ذهب إلى أبعد من ذلك إذ أكد على الجزاء قصد الفاعل أم لم يقصد . فهو يقول أن " معنى: { كتب لهم به عمل صالح } أن يكتب لهم بكل شيء من أنواع تلك الأعمال عمل صالح، أي جعَل الله كل عمل من تلك الأعمال عملاً صالحاً وإن لم يقصِد به عاملوه تقرباً إلى الله فإن تلك الأعمال تصدر عن أصحابها وهم ذاهلون في غالب الأزمان أو جميعها عن الغاية منها فليست لهم نيات بالتقرب بها إلى الله ولكن الله تعالى بفضله جعلها لهم قربات باعتبار شرف الغاية منها. وذلك بأن جعل لهم عليها ثواباً كما جعل للأعمال المقصود بها القربة، كما ورد أن نوم الصائم عبادة.
وقد دل على هذا المعنى التذييل الذي أفاد التعليل بقوله: { إن الله لا يضيع أجر المحسنين }. و دل هذا التذييل على أنهم كانوا بتلك الأعمال محسنين فدخلوا في عموم قضية { إن الله لا يضيع أجر المحسنين } بوجه الإيجاز."
و في نفس المعنى يقول أحد العلماء:
" ما يحرك العبد رجله يمدها أو يردها إلا بني له قصر في جهنم أو في الجنة و لا يختلج في باطنه عرق حالة نومه إلا بني له قصر في جهنم أو في الجنة .و إذا كان هذا في هذه الأفعال التي لا يقصدها العبد فما ظنك بالأفعال التي يقصدها , و قد نهى عنها الشرع أو أمر بها .
ولما سئل العالم : و كيف تبنى القصور على الأفعال التي لا تقصد لا سيما أفعال النائم ؟
أجاب :المعتبر في بناء القصور الحالة التي يرجع الشخص إليها عند القصد فهي السبب في بناء قصوره سواء كان له قصد أو لم يكن له .فالحالة التي يرجع إليها الكافر حالة قصده هي حالة كفره و طغيانه فهي المعتبرة في بناء قصوره في جهنم على أي حالة صدرت منه أفعاله سواء صدرت على سبيل القصد أو الغفلة أو حالة النوم . و الحالة التي يرجع إليها المؤمن حالة قصده هي حالة إيمانه و محبته للنبي صلى الله عليه و سلم فهو السبب في بناء قصوره في الجنة سواء صدرت منه أفعاله قصدا أو غفلة أو مناما ."
هذا و الله أعلم .