هل هناك مقدم فى الأداء فى هذه الكلمات ؟

إنضم
12/11/2011
المشاركات
37
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
الإقامة
المنصورة - طلخا
ذكر ابن الجزرى فى باب الهمزتين من كلمة ص 293 ج1 طبعة دار الكتب العلمية " وأما همزة الوصل الواقعة بعد همزة الاستفهام ........" إلى أن قال " وبه قرأ الدانى على شيخه أبى الحسن " وأظنه يقصد الإبدال .
فهل على ذلك يكون المقدم فى الأداء من رواية حفص وخلف من الشاطبية فى الكلمات أآلذكرين وأخواتها من يونس والنمل هو الإبدال ؟
أم أن الأمر على غير ما فهمت وهو يقصد فقط كلمة " أأنذرتهم "وأخواتها .
خالص التحية والتقدير ؟
ملحوظة : برجاء المسامحة فقد لا أتمكن من المداخلة لسفرى لأداء العمرة لمدة 10 أيام
 
يشرفنا الشيخان أبو عمر، عبد الحكيم عبد الرازق، فولي، أو ومحمد يحيى شريف الجزائري بالرد على هذا السؤال
 
أشكر شيخنا محمد الحسن بوصو على حسن ظنّه به.

وسأقوم بنقل ما كان مكتوباً عندي وإلاّ فلن أتقدّم بين يدي شيخنا عبد الحكيم. فأقول وبالله التوفيق :

قد اقتصر في النشر على وجه الإبدال من طريق التذكرة في نحو {آلذكرين} وفيه نظر لأنّه خلاف ما في التذكرة وجامع البيان. قال أبو الحسن في التذكرة : "فإنّ همزة الاستفهام تُحقّق فيها وتسقط نبرة همزة الوصل في اللفظ وتُمدّ همزة الاستفهام قليلاً ، فتصير في اللفظ همزة واحدة بعدها مدّة للفرق بين الاستفهام والخبر"(التذكرة 1/115) . أقول كلامه واضح في أنّ مذهبه هو التسهيل لا غير بقوله : "وتُمدّ همزة الاستفهام" ولم يقل همزة الوصل ، وقوله : "وتسقط نبرة همزة الوصل" ، دلالة على إبقاء الهمزة مع سقوط نبرتها وذلك لا يتحقّق إلاّ مع التسهيل إذ الإبدال لا يُبقي شيء من الهمزة لتحوّلها إلى حرف آخر فتأمّل. وقوله : "تُمدّ همزة الاستفهام قليلاً" ، ولا ريب أنّ الإبدال يكون بالمدّ الطويل من جهة ولا يكون في همزة الاستفهام بل في همزة الوصل. والعجيب أنّ ابن القاضي في شرحه على الدرر فَهِم من كلام صاحب التذكرة الإبدال فقال : وعليه اقتصر – أي الإبدال – طاهر بن غلبون. ثمّ نقل النصّ فلعلّه قلّد ابن الجزري في ذلك ، بينما نجد الأزميريّ فهم من نصّه التسهيل كما ذكر في بدائعه.
وأمّا قراءة الداني على أبي الحسن فقال المنتوري : "وقال –أي الداني- في إيجاز البيان : وهذا – أي التسهيل - قول عامة البغداديين وأهل الشام ممن وصلت إلينا الرواية عنه منهم وهو الوجه السائر في العربية والقياس المطّرد في اللغة."(شرح الدرر 1/259). أقول : إنّ أبا الحسن حلبيّ شاميّ نزيل مصر فيكون مذهبه التسهيل.

وقال الداني في جامع البيان بعد أن ذكر المذهبين : " فأمّا النصّ بذلك عن المحققين : فحدّثنا ابن غلبون ، قال حدّثنا عليّ ابن محمد ، قال أحمد بن سهل ، قال حدّثنا علي بن محصن ، قال حدّثنا عمرو عن حفص عن عاصم قال {آلذكرين} الحرفان يمدّ الألف فيهما ولا يهمزان {آلله أذن لكم} غير ممدود الألف" (جامع البيان ص217). فقوله : (الحرفان يمدّ الألف فيهما ولا يهمزان) أي تمدّ فيها همزة الاستفهام قليلاً لا همزة الوصل كما يُفسّره كلام صاحب التذكرة بقوله : "تُمدّ همزة الاستفهام قليلاً". وقوله : "ولا يُهمزان " : أي لا يهمزان بسقوط نبرتهما لأنّ همزة الاستفهام تُحذف مع نقل حركتها ، وهمزة الوصل تُسهّل بين بين ، والإبدال لا يكون إلاّ مع المدّ المشبع ويكون في همزة الوصل دون همزة الاستفهام ، وقوله : "{آلله أذن لكم} غير ممدود الألف" دليل آخر على التسهيل لأنّ الإبدال لا يكون إلاّ مع المدّ المشبع في {آلذكرين} وفي {آالله} خلافاً للتسهيل فإنّ المدّ الطويل معه متعذّر فلا يكون إلاّ مع القصر لقول الإمام الشاطبي : "ويقصره الذي يُسهّل عن كلّ كآلان مثلا". أمّا من جهة القياس فلقد تتبعت من اقتصر على التسهيل في نحو {آلذكرين} وأخواتها وهم صاحب التذكرة والعنوان والمجتبى فوجدتّهم اقتصروا كذلك على التسهيل لورش في نحو {ءأنذرتهم}قياساً كما قال ابن الجزريّ : "فوجب أن تسهل بين بين قياساً على سائر الهمزات المتحركات بالفتح إذا وليتهن همزة الاستفهام." ."(النشر 1/377).وقال في النشر في باب الهمزتين من كلمة : " وسهّلها عنه – أي الأزرق- بين بين صاحب العنوان وشيخه الطرسوسي وأبو الحسن طاهر ابن غلبون وأبو علي الحسن بن بليمة وأبو علي الأهوازي وغيرهم."(النشر 1/363). أقول : هؤلاء جميعاً مذهبهم التسهيل في نحو {آلذكرين} اللهمّ إلاّ الأهوازي فإنّي لم أقف على مذهبه في ذلك ولكنّ الذي يظهر من النشر هو التسهيل لأنّه لم يذكره مع أصحاب الإبدال. وقد لا نعتبر ذلك من باب القياس بل من نفس الباب لأنّ الشاطبيّ أدرجهما في نفس الباب وكذا فعل ابن الجزريّ إلاّ أنّ الفرق يكمن في امتناع تحقيق الهمزتين في نحو {آلذكرين}. قال ابن الباذش : "فكلّ ما كان في كلمة فإنّه ينقسم قسمين ، أن تكون الهمزة الأولى داخلة على ألف اللام ، أو تكون داخلة على غيرها."(الإقناع 1/259). وقال الجعبري عند شرحه لقول الشاطبي : (وإن همز وصل بين لام مسكن...)" : "هذا تخصيص لعموم قوله : (وتسهيل أخرى الهمزتين) ، لأنّه لم يفرض الكلام في همزة القطع فعم وذكرها في الأصل – أي التيسير للداني- بيونس لأنّه أوّل أفرادها." (كنز المعاني 1/406). ولمّا كان مذهب صاحب التذكرة في الهمزتين المفتوحتين من كلمة هو التسهيل لا غير كان كذلك في نحو {آلذكرين} بالضرورة من جهة النصّ والقياس. وهذا يجعلنا نحكم على أنّ رواية الإبدال في نحو {آلذكرين} من التذكرة من طريق النشر ضعيفة بنصّ التذكرة وجامع البيان وإيجاز البيان وكذلك من جهة القياس.

خلاصة المسألة
نخلص مما سبق أنّ التسهيل هو الصحيح من طريق التذكرة وبالتالي ينبغي أن يُقتصر عليه في كلّ الروايات التي أسندت من طريقه وفي طليعتها رواية حفص من طريق الشاطبية لأنّها من رواية الإمام الشاطبي عن الداني عن أبي الحسن.
ولقد لاحظت أنّ الشيخ المنشاوي رحمه الله قرأ في ختمته المرتّلة برواية حفص من طريق الشاطبية بوجه التسهيل في هذه المواضع ، فلا أدري هل كان بقصد أم لا ، لا سيما وأنّ الإمام الشاطلبيّ قدّم الإبدال بقوله : (فللكلّ ذا أولى).
أما الهمزتين من كلمة في نحو {ءآنذرتهم} فلا إشكال في كون مذهب أبي الحسن هو التسهيل لا غير كما يظهر صريحاً في النشر لقول ابن الجزري : " وسهّلها عنه – أي الأزرق- بين بين صاحب العنوان وشيخه الطرسوسي وأبو الحسن طاهر ابن غلبون وأبو علي الحسن بن بليمة وأبو علي الأهوازي وغيرهم."(النشر 1/363) ، وهو الموافق لما في التذكرة.


والعلم عند الله تعالى.
 
لسم الله الرحمن الرحيم
الظاهر من كلام السائل أن الأمر يتعلق باجتماع همزتين في كلمة واحدة: الأولى همزة قطع للاستفهام والثانية همزة وصل، وأنقل هنا نصا لمحمد بن عبد السلام رحمه الله، يقول:
"
[FONT=&quot]77باب 'ءالله' فأبدل أوّلا

[/FONT]


[FONT=&quot]به، وسهلا ولا تهولا

[/FONT]

[FONT=&quot]الوجهان في التيسير[/FONT][FONT=&quot] ونصه : «[/FONT][FONT=Samir_Khouaja_Maghribi]([/FONT]LنêZtB#uنے$¾دmخ/z`ؤؤt9!#uن[FONT=Samir_Khouaja_Maghribi])[/FONT][FONT=Samir_Khouaja_Maghribi]{يونس/51}[/FONT][FONT=&quot] و [/FONT][FONT=Samir_Khouaja_Maghribi]([/FONT]z`ؤؤt9!#uنôs%ur|MِŠ|ءtم[FONT=Samir_Khouaja_Maghribi])[/FONT][FONT=Samir_Khouaja_Maghribi]{ يونس/91}[/FONT][FONT=&quot]بفتح اللام من غير همز، والباقون بإسكان اللام وهمزة بعدها، وكلهم سهل همزة الوصل التي بعد همزة الاستفهام في ذلك وشبهه نحو قوله تعالى: [/FONT][FONT=Samir_Khouaja_Maghribi]([/FONT]@è%ûّïtŸ2©%!!#ؤ[FONT=Samir_Khouaja_Maghribi])[/FONT][FONT=Samir_Khouaja_Maghribi]{الأنعام/144}[/FONT][FONT=Samir_Khouaja_Maghribi] ([/FONT]ھ!!#ؤšcدŒr&Nن3s9[FONT=Samir_Khouaja_Maghribi])[/FONT][FONT=Samir_Khouaja_Maghribi]{يونس/59}[/FONT][FONT=Samir_Khouaja_Maghribi] ([/FONT]ھ!!#uنîŽِyz[FONT=Samir_Khouaja_Maghribi])[/FONT][FONT=Samir_Khouaja_Maghribi]{النمل/61}[/FONT][FONT=&quot] ولم يحققها أحد منهم، ولا فصل بينها وبين التي قبلها بألف لضعفها، ولأن البدل في أكثر القراء والنحويين يلزمها»[FONT=&quot][3][/FONT] انتهى.[/FONT]
[FONT=&quot]فصدَّرَ كما ترى بالتسهيل، ونَسب البدلَ إلى أكثر القراء والنحاة/أ262/، فرُجِّح البدل بنسبته إلى الأكثر، وبذلك صرح الشاطبي -رحمه الله- في قوله: «فللكل ذا أولى»[FONT=&quot][4][/FONT]. والله سبحانه وتعالى أعلم[/FONT]"


[FONT=&quot][FONT=&quot][3][/FONT][/FONT][FONT=&quot] التيسير ص 310.[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot][4][/FONT][/FONT][FONT=&quot]ـ حرز الاماني، باب الهمزتين من كلمة ص 51.[/FONT]
 
أعتذر عما لم يظهر واضحا من نص الآيات، وذلك راجع لسبب تقني يتعلق بالخطوط المستعملة، والآيات المقصودة كما هو موثق في النص هي المواطن التي اجتمعت فيها الهمزتان على ما سأل عنه السائل، والله أعلم
 
فهل على ذلك يكون المقدم فى الأداء من رواية حفص وخلف من الشاطبية فى الكلمات أآلذكرين وأخواتها من يونس والنمل هو الإبدال ؟
ولقد بيّنتُ من قبل أنّ رواية حفص عن عاصم من الشاطبيّة هي من طريق التذكرة لابن غلبون ، وبيّنتُ أيضاً أنّ مذهب ابن غلبون هو التسهيل لا غير في نحو {الذكرين} خلافاً لظاهر النشر ، وعليه ينبغي الاقتصار على وجه التسهيل لحفص من طريق الشاطبية وإن ذكر الشاطبي الوجهين وقدّم الإبدال.
وما قيل في رواية حفص عن عاصم يُقال في رواية خلف عن حمزة لأنّها في الشاطبية من طريق التذكرة لابن غلبون كذلك.
فيكون الجواب للسؤال المطروح أعلاه هو الاقتصار على وجه التسهيل لحفص ولخلف عن حمزة من طريق الشاطبية لأنّ الروايتين هما من طريق التذكرة ، وقد سبق بيان أنّ مذهب صاحب التذكرة هو التسهيل لا غير في نحو {آلذكرين}.
والعلم عند الله تعالى.
 
لا علاقة بين كلام سيدنا ومولانا محمد بن عبد السلام وبين كلام الشيخ محمد يحيى شريف.الإمام بن عبد السلام يتحدث عن حكمي همزة الوصل الواقعة بين همزة الاستفهام ولام التعريف في مواضعها الستة أو السبعة لكل القراء، وقدم الإبدال لكثرة القائلين به. وصحة كلام الإمام يتوقف على عدم اقتصاره على التذكرة.
الشيخ محمد يحيى شريف يرد على سؤال بثلاثة أركان:
1- حفص وخلف.
2- نص النشر.
3- مفهوم نص النشر عن ابن غلبون خاصة.
فبين أن ما نسبه ابن الجزري لابن غلبون مخالف لما نص عليه ابن غلبون نفسه في التذكرة، وأنه ليس لابن غلبون عن حفص وخلف في المواضع المذكورة إلا التسهيل، وعليه فلا مقدم ولا مؤخر، وإنما وجه واحد فقط عن ابن غلبون عنهما، وهو التسهيل. كلام الشيخ محمد يحيى شريف الجزائري صحيح جدا، وغير مصادم لكلام الشيخ الإمام محمد بن عبد السلام
 
الظاهر من كلام أبي الحسن طاهر بن غلبون الإبدال وليس التسهيل شيخنا الكريم .
. أقول كلامه واضح في أنّ مذهبه هو التسهيل لا غير بقوله : "وتُمدّ همزة الاستفهام" ولم يقل همزة الوصل
وهل همزة الاستفهام تمد على وجه التسهيل ؟؟!!
بالطبع لا ، ، وهذا لا يختلف عليه اثنان ، ولكن الإمام أبا الحسن يصف النطق الحاصل حال الابدال ، حيث أن الصوت في حال الابدال هو عبارة عن همزة ممدودة ،نحو ( آآآآلله ) وإن لم تكن كذلك في الحقيقة .ويؤكد ذلك قوله : " فتصير في اللفظ همزة واحدة بعدها مدة للفرق بين الاستفهام والخبر .
:
وقوله : "وتسقط نبرة همزة الوصل" ، دلالة على إبقاء الهمزة مع سقوط نبرتها
كيف تبقي الهمزة مع سقوط نبرتها ؟؟؟!!!
هذا تناقض يا سيدي ، فالنبر في اللغة معناه الهمز ، فمعنى ترك نبرها أي ترك همزها ، والذي يسهل لا يسقط النبر ، ولا يحدث ذلك إلا مع قراءة الابدال ، وذلك واضح جدا .
:
. وقوله : "تُمدّ همزة الاستفهام قليلاً" ، ولا ريب أنّ الإبدال يكون بالمدّ الطويل من جهة ولا يكون في همزة الاستفهام بل في همزة الوصل. .
ولا ريب أن التسهيل لا مد معه مطلقا ، لا قليل ولا كثير ، لا في همزة الاستفهام ولا همزة الوصل . . .فتأمل .
والذي يؤكد أن مذهب أبي الحسن هو الإبدال قوله في معرض حديثه في الرد على من أشبع البدل عند ورش : " ألا ترى أن قوله تعالى : " آمن الرسول " وقوله : " آمنهم من خوف " هما خبران ، ولو أشبع المد فيهما لصار استخبارا ، فاستحال المعنى ، إذ الفرق بين الخبر والاستخبار فيما كان مثل هذا قد يقع بإشباع المد كقوله : " قال فرعون آمنتم له " و : " آلآن وقد عصيت " بإشباع المد حيث كان استخبارا " التذكرة 1/150 .
أظن أن هذا النص قطعي الدلالة ، وغير قابل للتأويل .
وقال في سورة يونس : " وقرأ أبو عمرو " ما جئتم به السحر " بالهمز والمد على الاستفهام "2/452 .
فمنذ متى والمد يطلق ويراد به التسهيل ؟!!

 

فمنذ متى والمد يطلق ويراد به التسهيل ؟!!

منذ عصر مكي والداني على الأقل، قال في الدر النثير : [وعبر الحافظ في التيسير عن همز بين بين بالمد، وكذلك عبر الشيخ في التبصرة وغيرها، إنما يعبر عنها بالمد لشبهه]. قال الفاسي في اللآلي: [وكيفية التسهيل في الهمزة المفتوحة أن تزال نبرتها، وتقرب من الألف، وزاد بعضهم: "فتصير كالمدة في اللفظ". وربما عبر بعضهم عنها بالمد لصيرورتها [كالمدة] فحمل ذلك بعض الناس على قراءتها بألف خالصة، ولم يَعْنِ أحد بذلك البدل، وإنما عبر بذلك حيث أُضعف الصوت بها، فصارت كالمدة، وربما قرب بعضهم لفظها من لفظ الهاء، وليس بشيء]
في نص الفاسي المفسر للتسهيل كل العناصر الموجودة في نص ابن غلبون. بحضرة هذين النصين لا أدري كيف جاز لحضرتكم القول: "لا ريب أن التسهيل لا مد معه مطلقا، لا قليل ولا كثير، لا في همزة الاستفهام ولا في همزة الوصل... فتأمل"
ثم أدعو حضرتكم إلى إعادة النطر في تفسيركم النبرَ بالهمز سواء كان محققا أو مسهلا.
 
أشكر شيخنا محمد الحسن بوصو على ما تفضّل به حيث فهِم مقصودي ومرادي مية بالمية.

وأما إطلاق المد أو المدة على التسهيل هو المعروف والمشهور عند المتقدمين ، كما أشار شيخنا.
وأنقل مثالاً لعلّ الأمور تتضح أكثر.
قال المالقي : في بيان حكم {هأنتم} : "وورش أقلّ مداً " يعنى أقلّ مداً من قالون وأبي عمرو ، وسبب ذلك أنّه ليس في قراءة ورش إلاّ همزة بين بين خاصّة. والحافظ يسمّي همزة بين بين : مداً مسامحة لما فيها من شبه الألف ، وكذلك فعل غيره." انتهى كلامه.(الدر النثير ص632).
 
يا جماعة حفظكم الله وزادكم علما وفهما
بما انني في ساحل بحر رواية حفص عن طريق الشاطبية ، فان الذي استنتجته من النقاش تقديم وجه التسهيل على الابدال في في آلذكرين وآالله وآلآن ، وليس الابدال هو المقدم، بينما الذي تعلمته من الكتب العكس وقد طبع المصحف على وجه الابدال.
قال المرصفى رحمه الله في هداية القاري
[FONT=&quot](والجائز فيها حينئذ وجهان:
الأول: إبدالها ألفاً مع المد الطويل لملاقاتها بالساكن الأصلي.
الثاني: تسهيلها بين بين أي بين الهمزة والألف مع القصر والمراد به هنا عدم المد مطلقاً، والوجهان صحيحان مقروء بهما لكل القراء ووجه الإبدال هو المقدمة في الأداء والوارد من ذلك في التنزيل ستة مواضع باتفاق القراء العشرة وموضع مختلف فيه بينهم.)

[/FONT]تحيرت فأخرجوني من حيرتي.
 
الوجهان صحيحان ولكن ...

الوجهان صحيحان ولكن ...

الوجهان صحيحان باعتبار مجموع الطرق، والإبدال هو المقدم باعتبار الكثرة بالنسبة لجملة الروايات. هذا مما لا نزاع فيه. أما رواية حفص خاصة، من طريق الشاطبية خاصة فالأمر أوضح. ذلك أن الإمام الشاطبي نظم التيسير الذي أسند رواية حفص من طريق ابن غلبون صاحب التذكرة. وصادف أن ليس في التذكرة ولا في قراءة الداني على صاحبها إلا التسهيل. وبناء على التحرير الدقيق الذي قام به الشيخ محمد يحيى شريف الجزائري - وقد تم التحقق من صحته - فإن القول بالإبدال في هذا الباب من طريق التذكرة سهو أو وهم أو خطأ. وكان على الشاطبي أن يقتصر على التسهيل رعاية لما في التذكرة، لكنه لم يكتف بذكر الوجهين بل نوّه بالإبدال ونص على أولويته مع خلوّ التذكرة منه.
فمن يأخذ بزيادات الشاطبية أخذ بالوجهين، ومن لا يأخذ بها اكتفى بالتسهيل، لأنه هو المروي من طريق الشاطبية.
 
منذ عصر مكي والداني على الأقل
بل قبلهما ، كما عند ابن مهران رحمه الله .( انظر: المبسوط:212-213) والله أعلم.
مع التحفظ على مسألة " المقدم في الأداء" التي لا ضابط لها ولا مقدّم .
 
منذ عصر مكي والداني على الأقل.
ولكن هنا قرينة _ تغاضى فضيلتكم عنها ، كذلك الشيخ محمد يحى _ يفهم منها أن المقصود المد على معناه الحقيقي ، وهي قوله : " آلآن وقد عصيت ) بإشباع المد حيث كان استخبارا " التذكرة /.
كيف يكون مذهبه التسهيل ويقول بإشباع المد ؟‏!‏‏!‏
أليس هذا نصا صريحا ؟ فأرجو التعليق عليه .
ولا زلت أقول أن التسهيل لا مد فيه حقيقة ، لا في همزة الوصل ولا غيره ،وإطلاق المد عليه فيه مسامحة ، كما نقل ذلك الأخ محمد يحيى مشكورا عن المالقي ، ولا أدري كيف تمد همزة الوصل حال التسهيل ؟ !
 
:
ثم أدعو حضرتكم إلى إعادة النطر في تفسيركم النبرَ بالهمز سواء كان محققا أو مسهلا.

نعم بارك الله فيك ، قال في لسان العرب : " النبر بالكلام الهمز . . .والنبر مصدر نبر الحرف ينبره نبرا همزه " .
وقال أيضا " والمنبور المهموز ، والنبرة الهمزة " .
ولا شك أن سقوط النبر لا يكون إلا مع الإبدال ، ولا يصدق سقوط الهمز على قراءة التسهيل ؛ إذ الهمزة لا تسقط كلية ، لذا عبر بعضهم عنها بتليين الهمزة ! .
والعجيب أن الشيخ الكريم محمد يحيى استدل بقول الداني في الجامع : "(آلذكرين ) الحرفان يمد الألف فيهما ولا يهمزان " على التسهيل ، وقال :أي تمد فيه همزة الاستفهام ! ! !
الداني يقول يمد الألف والشيخ محمد يحيى يقول تمد همزة الاستفهام ، وهذا فيه من لي العنق ما فيه
 
قال الضباع: "هذا هو المأخوذ به عندنا في كيفية التسهيل بين بين وهو المراد بقول أكثر المتقدمين هو أن يجعل الحرف الذي هو خلف الهمزة مدا ‏يسيرا، وقول السخاوي: هو أن يلين صوتها ويقرب من حرف اللين الذي منه حركتها، وقول جماعة هو أن تصير كالمدة في اللفظ ، ‏وقول ابن مجاهد حين حكى مذهب نافع وابن كثير وأبي عمرو في ءأنذرتهم فقال: بهمزة مطولة، وقول اليزيدي (ت 202)عن أبي عمرو في هذا ‏أنه كان يقرؤه بهمزة واحدة ممدودة، فلم يعن أحد منهم بذلك البدل وإنما عنوا إضعاف الصوت بالهمزة فتصير كالمدة ويدل على ذلك ‏ما ذكره بعضهم عن أبي طاهر أنه قال إن أبا عمرو يدخل ألفا بين الهمزتين ويلين ألف القطع فيكون في تقدير ثلاث ألفات" أما قولكم في قوله "{ءالن وقد عصيت} بإشباع المد حيث كان استخبارا" فلم نتغاض عنه، بل هو مثل قوله: " إذ الفرق بين الخبر والاستخبار فيما كان مثل هذا قد يقع بإشباع المد، كقوله {قال فرعون ءامنتم به} و{ءالن وقد عصيت} بإشباع المد حيث كان استخبارا".
بالله عليكم قولوا لي أين يشبع المد للاستخبار في {ءأمنتم به}.
هنا ثلاث همزات؛ الأولى هي همزة الاستفهام وهي التي يقول بإشباع المد فيها، وهل تطاوعكم نفسكم على إشباع المد فيها لقوله" بإشباع المد حيث كان استخبارا". فإن مد الثانية فقد أتى ما كان ينهى عنه. أما الثالثة فلا يشبعها أحد لتحرك ما بعدها. إن فهمتم إشباع المد على ظاهره في {ءالن} قولوا لنا - يا رعاكم الله - كيف يكون ذلك في {ءأمنتم} ؟ وهما في جملة واحدة في التذكرة.
إننا لم نتغاض عنها وإنما أدركنا أنه لو اقتصر على {ءالن} لكان مشكلا، لكن لما قرنها ب{ءأمنتم به} علمنا أنه يريد التسهيل
ما علينا إلا توفير النصوص وذكر مصارها، ولا يسعنا إقناعكم، لكن يسعنا احترام رأيكم بغض النظر عن صوابه أو خطئه لما لكم من الاطلاع الواسع في هذا المجال.لي تعليق طويل على ما ذكره فضليتكم في مرادفة النبر للهمزة المحققة والمسهلة معا، ناقلين التعريف من لسان العرب، ومثل ذلك في القاموس، وهذان لم يتعرضا للتفصيل بين المحققة والمسهلة والمبدلة والمنقولة. وليس عندي شك في خطإ ما ذهبتم إليه. ولكن ما دامت الأمور قد اتضحت فلا مانع من إغلاق الموضوع بعد تعقيبكم.
شكر الله لكم
 
إننا لم نتغاض عنها وإنما أدركنا أنه لو اقتصر على {ءالن} لكان مشكلا، لكن لما قرنها ب{ءأمنتم به} علمنا أنه يريد التسهيل
شكر الله لكم
وشكر لكم ، وجزكم خيرا ، لكن سيدي هنا قرينة أخرى تدل على أنه يقصد الإشباع الحقيقي ، وهو أن هذا الكلام كان في معرض رده على من أجاز إشباع البدل عند ورش ، فكيف يكون كذلك ويكون قصده التسهيل، وأظن أن هذه القرينة كافية لتبيين أن المراد من قوله : " بإشباع المد حيث كان استخبارا " الإبدال وليس التسهيل .
أما استشكال المثال الذي ذكره ( آمنتم به ) فلا أستطيع أن أدفعه إلا بقوله " قد يقع " ، فكأنه قال : إن الفرق بين الاستفهام والخبر قد يقع بإشباع المد نحو ( آلآن وقد عصيت ) وقد يقع بلا إشباع نحو ( آمنتم به ) ، وبهذا نجمع بين الكلام ، ونحمله على ظاهره الواضح ، والله أعلم .
ولكن ما دامت الأمور قد اتضحت فلا مانع من إغلاق الموضوع بعد تعقيبكم.
نعم هو كذلك ؛ إذ النت منقطع عندي ، وأجد صعوبة في التواصل .
بارك الله فيكم .
 
جزى الله خيرا جميع الشيوخ الأفاضل خير الجزاء على ما أجابوا به وما عرضوه وعارضوه . وأسأل الله العليم الحكيم أن ينفعنا بهذا العلم وهذا الأدب . خالص التحية والود والتقدير .
 
عودة
أعلى