هل هناك فرق بين القواعد العامة في التفسير والقواعد الترجيحية؟

إنضم
06/09/2005
المشاركات
960
مستوى التفاعل
18
النقاط
18
الإقامة
القصيم، بريدة.
فَرَّقَ بعضُ الباحثين المعاصرين بين القواعد العامة في التفسير، والقواعد الترجيحية، فالقواعد العامَّة في رأيهم: هي التي يستعملها المفسِّر ابتداءً عندما يريد تفسير آية من آيات القرآن، وأمَّا قواعد الترجيح فهي ما يُسْتَعْمَلُ عند الترجيح بين أقوال المفسرين المختلفة[SUP]([SUP][1][/SUP])[/SUP].
والصحيح أنه لا فرق بينهما من حيث الوضع، فقواعد التفسير يمكن أن تستعمل في الترجيح، والعكس كذلك، ولذلك نرى كثيراً من القواعد العامة التي يذكرونها تستخدم في الترجيح، وهكذا قواعد الترجيح تستعمل عند إرادة التفسير، ولو لم يكن هناك خلاف أو ترجيح.
ولم أرَ من فرَّق بينهما من المتقدمين، بل ظاهر عمل المفسرين عدمُ التفريق.
ولاشكَّ أن توظيف القاعدة واستعمالها قد يكون للتفسير وقد يكون للترجيح، بحسب الحاجة والمقام، كما أن بعضَ القواعد تستعمل في باب الترجيح أكثر، لكن التفريق بين القواعد وتقسيمها إلى قسمين، ليس له مسوِّغ في رأيي([2]).
([1]) انظر فصول في أصول التفسير ص 87، وقواعد الترجيح عند المفسرين 1/32.
([2]) انظر كتابي (المهذب في أصول التفسير) ص 166.
 
بارك الله فيكم يا أبا سلمان ونفع بعلمكم .
ليتك حتى يكون النقاش مثمراً ضرب مثال على قاعدة تفسيرية وبيان كيف كانت تفسيرية، وكيف تستخدم في الترجيح أيضاً ، وكذلك العكس حتى يكون الأمر أكثر وضوحاً أمامنا للنقاش وإبداء الرأي ، لأن قضية قواعد التفسير والترجيح ما زال يكتنفها الكثير من اللبس في البحوث المعاصرة.
 
مرحباً بكم د. عبد الرحمن.
هناك أمثلة عديدة لاستعمال القواعد العامة في الترجيح والعكس كذلك.
قال الأستاذ الدكتور حسين الحربي : "وبعض هذه القواعد الترجيحية قواعدُ تفسيرية تفسر بها آيات التنزيل ابتداءً ... فهي تفسيرية من وجه وترجيحية من وجه آخر". [قواعد الترجيح عند المفسرين دراسة نظرية تطبيقية 1 / 13].
ومن أمثلة ذلك: قاعدة: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، ذكرها الأستاذ الدكتور مساعد الطيار [فصول في أصول التفسير ص99] والأستاذ الدكتور حسين الحربي [قواعد الترجيح عند المفسرين دراسة نظرية تطبيقية 2 / 545] من قواعد الترجيح، وهي قاعدة عامة كما هو ظاهر تستعمل في معانٍ أو استنباطات مجمعٍ عليها، وقد ذكرها الأستاذ الدكتور خالد السبت في [قواعد التفسير 2 /593].
ومن الأمثلة على ذلك أيضاً: قاعدة: يقدم المعنى الشرعي على المعنى اللغوي في تفسير القرآن الكريم، ذكرها الأستاذ الدكتور مساعد الطيار [فصول في أصول التفسير ص106] والأستاذ الدكتور حسين الحربي [قواعد الترجيح عند المفسرين دراسة نظرية تطبيقية 2 / 401] من قواعد الترجيح، وهي قاعدة عامة كما هو ظاهر تستعمل في معانٍ أو استنباطات مجمعٍ عليها، وقد ذكرها الأستاذ الدكتور خالد السبت في [قواعد التفسير 1 /151].
وغالب قواعد التفسير هي قواعد أصولية عامة يستخدمها الأصوليون والفقهاء في بيان نصوص الكتاب والسنة والاستدلال للأقوال والترجيح بينها، ثم أفرد بعضُ أهل العلم ولا سيما المعاصرين، لقواعد التفسير أبواباً أو كتباً خاصة، وهي مهمة جداً ومفيدة لطالب العلم. والله أعلم.
 
عودة
أعلى