هنا أورد ما استعمله العلماء السابقين المؤلفين في التجويد والقراءات:
-ففي الإقناع في القراءات السبع لابن خلف : ص108 سماه إبدالا وقلبا صحيحا، ثم نقل عن السيبويه قوله (تقلب النون مع الباء ميما). وكذلك ذكر في كتابه الاكتفاء في القراءات السبع ص53: إبدال.
-وأما الكنز في القراءات العشر لعبد الله بن عبد المؤمن: ص46 سماه قلبا.
-وأما الروضة في القراءات الإحدى عشرة لأبي علي المالكي : ج1ص280: قال: يقلبان ميما.
-وفي التجريد لابن الفحام المتوفى 516: ص116: قلبهما ميما.
-وفي كتاب التحديد للداني: ص115: أن يقلبا ميما، وكذا هو في كتابه التيسير ص174 (وكذا في شرحه الدر النثير للمالقي ص443و448) ، وجامع البيان ،والأرجوزة المنبهة ص219، وجامع البيان ص300
-وفي التبصرة لمكي بن أبي طالب: ص125: وأجمعوا على إبدال النون الساكنة والتنوين ميما عند الباء. وقال في كتاب الرعاية ص265: ينقلبان ميما.
-وفي غاية الاختصار للعطار الهمداني ج1 ص174 قال : مقلوبة، وص 176 فإنهما تنقلبان عندها ميما.. وقال في كتابه التمهيد في معرفة التجويد ص302: أما القلب فعند الباء خاصة، وذاك أنها تُقلَبُ في اللفظ ميما.
-وفي كتاب "قراءة الكسائي" لمحمد بن أبي نصر الكرماني المتوفى سنة 563: ص22: ويقلبهما عند الباء.
-وفي منح الفريدة الحمصية في شرح القصيدة الحُصرية: ص361: قال الحُصْري: وتقلب عند الباء ميما. وقال الشارح ابن عظيمة: يقلبان في اللفظ ميما إذا كانت بعدهما باء.
فتلاحظ أنهم استعملوا (القلب) ولم يستعملوا (الإقلاب)
-وأما في المختصر البارع في قراءة نافع لابن جزي المالكي: ص71، قال: الإبدال.
-وتلخيص العبارات بلطف الإشارات في القراءات السبع،لابن بليمة: ص26: يبدل عند الباء ميما.
-والتذكرة للطاهر بن غلبون ج1 ص238: أن يبدلا عند الباء ميما.
-وأما في المصباح لأبي الكرم الشهرزوري المتوفى سنة 550: ج1 ص456: يصيران عند الباء ميما.
فاستعملوا هنا مصطلح الإبدال، والأخير كلمة التصيير.
وكلهم تركوا استعمال كلمة (الإقلاب).
بل قد أنكر بعض علماء التفسير والقراءات هذا الاستعمال، وقد نقلتم فيما سبق كلام المارغني التونسي رحمه الله في كتابه النجوم الطوالع شرح الدرر اللوامع، وهو نقل عن ابن المجراد رحمه الله إنكارهلكلمة الإقلاب وأنه من كلام عوام الطلبة، وهذا نص ما نقلتم:
قال صاحب النجوم والطوالع :" [1]- يذكره بعض القراء كابن الجزري في التمهيد 157 يلفظ الإقلاب ، وانتقد ابن المجراد ذلك وصحح ابن القاضي في الفجر اللغتين قال ابن المجراد : " والقلب مصدر قلب يقلب ولا يقال الإقلاب كما يقوله بعض عوام الطلبة، لأن الإقلاب وزنه إفعال بكسر الهمزة، وإفعال لا يكون مصدرا إلا لأفعل رباعيا مثل أظهر وأنذر ولم يسمع عن العرب "أقلب" رباعيا ، وإنما سمع ثلاثيا" إيضاح الأسرار والبدائع لوحة 93).
وأضيف هنا كلام المفسر المقرئ عبد الرحمن الثعالبي الجزائري المالكي رحمه الله المتوفى سنة 875 في كتابه المختار من الجوامع في محاذاة الدرر اللوامع فقال ص72:
والقلب مصدر قولك قَلَبَ يقْلَبُ قَلْباً ولا يقال الإقلاب، لأن الإقلاب رباعي من أقلب، والقلب ثلاثي من قلب يقلب قلبا، مثل: ضرب يضرب ضربا. اهـ
وطبعا هناك كتب أخرى في القراءات والتجويد القديمة لم أطالعها، يمكن الإفادة منها .
وأما الحافظ المقرئ ابن الجزري رحمه الله:
ففي كتابه التمهيد -وهو من أول مصنفاته-: ص56 [الباب الثالث]: القلب. وفي باب أحكام النون الساكنة: الإقلاب.(فنلاحظ أنه استعمل اللفظين)
وأما في المقدمة الجزرية والنشر وتقريب النشر والطيبة وتحبير التيسير كلها لابن الجزري: القلب.
فنلاحظ أن في كتبه المتأخرة استعمل (القلب) وترك استعمال (الإقلاب). وهذا يحتمل أنه تركه لضعفه في اللغة، تبعا لغيره من القراء السابقين كما تقدم.
وطبعا له كتب أخرى ينبغي الرجوع إليها لنتأكد من أن استعمال لفظة (الإقلاب) في كتبه نادر أو في حكم الشاذ.
والله أعلم
وأما كلام أهل اللغة فيكون في مشاركة قادمة إن شاء الله.