هل من دليل في القرآن يثبت عدم خلود أصحاب الكبائر في النار؟

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.

هاني خليل

New member
إنضم
12/03/2012
المشاركات
86
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
العمر
42
الإقامة
القاهرة
السلام عليكم إخواني الكرام
كنت أتناقش مع أخ من عمان وهو على المذهب الإباضي وكنت وقتها لا أعرف شيئا عن هذا المذهب ولكن مع مناقشتي له وجدت أنه يقول بخلود أصحاب الكبائر في النار ويستدل ببعض الآيات من القرآن ويرفض قبول الأحاديث الصحيحة التي تدل على عدم خلود الموحدين في النار ويقول بأنها تعارض القرآن الكريم ويقول بأن القرآن قطعي الثبوت والأحاديث ظنية الثبوت فلذلك فهو يردّ الأحاديث بزعمه بأنها تخالف القرآن الكريم حتى ولو كانت في البخاري ومسلم، بينتُ له أن السنة مبينة للقرآن ولكنه لا يرد السنة كليةً بل يرد ما يظن أنها تعارض القرآن فهم للأسف يقدمون العقل على النقل ويجعلون عقولهم حاكمه على النصوص.
ذكرتُ له قول الله تعالى ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) فهذه الآيه لمن مات على الذنوب ولم يتب منها فالله سبحانه لا يغفر لمن مات على الشرك أما باقي الذنوب بما فيها الكبائر فصاحبها تحت المشيئه إن شاء عذبه وإن شاء غفر له فقال لي هذا صحيح ولكن إن غفر له فلن يدخل النار أصلا أما إن لم يغفر له وأدخله النار فلن يخرج منها فهذه الآيه لا تثبت خروجهم من النار ولكن تثبت المغفرة ابتداءً
في النهاية هل يوجد دليل في القرآن يثبت عدم خلود أهل الكبائر في النار؟
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته، أخي في الله تأمل معي قول البارئ سبحانه:" " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه و منهم مقتصد و منهم سابق بالخيرات بإذن الله، ذلك هو الفضل الكبير، جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب و لؤلؤا و لباسهم فيها حرير"- فاطر:32-33، فقد قال العلماء أن في هذه الآية حرف يستحق أن يكتب بماء العين لا بماء الذهب ألا و هو الواو في قوله تعالى "يدخلونها"، فهذا وعد من الكريم سبحانه الذي لا يخلف وعده بدخول كل هذه الأمة الجنة، بأصنافها الثلاث: الظالمون و المقتصدون و السابقون، الكل وعده الله بدخول جنته، و قدم الظالم كما قال العلماء حتى لا يقنط و أخر السابق حتى لا يغتر. و الوعد لكل المسلمين بجنات عدن مع البدء بالظالم و هو الذي خلط الطاعات بالمعاصي، يؤكد بقوة على أن هذه الآية من أرجى آيات القرآن الحكيم حيث لم يبقى قسم من المسلمين خارج عن هذا الوعد فهو شامل لكل من دخل في زمرة المسلمين، فحق لهذه الآية أن تكون من أرجى آيات القرآن الحكيم.
و لا ريب أن الظالم هو الذي أذنب و أتى بالمعاصي سواءا كانت كبيرة أو صغيرة، و هذه من أقوى الآيات في الرد على مثل صاحبك هداه الله.
و قد صح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال:" شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي"، بل إن أحاديث الشفاعة بلغت التواتر.
و الحق أن التفيرق بين الوحيين -القرآن و السنة- ضلال مبين عياذا بالله، و الله جل و علا يقول:" و ما آتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا".
و أرجو أن تسأل صاحبك من أين لأحد أن يعرف عدد ركعات الصلوات و صفتها و مقادير الزكاة إن اكتفى بمجرد القرآن.
 
قال تعالى :{ وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ } [الأنعام:128]

ويقول جلت قدرته في هود عن اهل النار : { خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ } [هود:107]

نعم هناك خلود في جهنم ولكن هناك مواضع استثناء في كتاب الله ان كان يقدم كتاب الله ويقدم العقل فالقرآن والعقل وسعة رحمة الله ومطلق قدرته ومشيئته في خلقه تدل دلالة ناصعة على أن الله يملك القدرة على ان يغفر لكل أحد مادون الشرك ، ولعلك تسأله لماذا (ضرب بينهم بسور له باب) فإن كان جلت قدرته يريد خلودهم (وهم المنافقين) الذين يعدون اسوأ من اهل الكبائر فلم جعل باباً في هذا السور ؟
قد يقول قائل ليمنيهم كما كانوا يتمنون ويمنون انفسهم في الدنيا وقد يقول قائل ربما يفتح يوما ما فيجاوزونه وليس ذلك على الله بعزيز فنحن ملكه وعبيده وكل شيء في يده ولا يتألّى عليه احد
والله أعلى وأعلم
 
السلام عليكم أخي هاني
لقد جادلت العماني فأحسنت جداله، وما عليك أن يقتنع بما قدمت من الحجج إنما عليك البلاغ، فلا تكلف نفسك بالإقتصار في بحثك على الأدلة التي يقبلها منهجه وقد قدمت له الدليل من المنهج الحق، وإلا اضطررك إذا جادلته في غير هذه المسألة أن لا تأتي إلا بالأدلة التي يقبلها منهجه وفي ذلك رد لكثير من الحق، وقد نزل علينا في الكتاب أن نؤمن بالحق كله وأن لا نكون ممن تفرقوا في الحق فآمنوا ببعض الكتاب وكفروا ببعض فتلك طائفة لم يجعل الله لما سينالهم من العذاب تخفيفا.
 
السلام عليكم
بداية ندعو أن يؤمن الناس كلهم ولايدخل أحد منهم النار .
عند مناقشة هذه القضية يجب ألا نتكلم عن المغفرة والقدرة وما إلى ذلك .... فهذا معلوم ، ولكن الكلام عنها بعد تجاوز هذا كله ... ونتساءل هل فى القرآن مايفيد أن من دخل النار من أهل الكبائر من المؤمنين يخرجون منها .؟
الظاهر أنه لا ...
الآيات التى ساقها الأخوة لاتقول ذلك
آية فاطر تقول أن الظالم لنفسه من الذين اصطفاهم الله سيدخل الجنة ولم تقل أنه دخل النار ثم خرج
آية هود التى فيها استثناء ... هناك استثناء فى آية الذين سعدوا أيضا "وَأَمَّا ٱلَّذِينَ سُعِدُواْ فَفِي ٱلْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلأَرْضُ إِلاَّ مَا شَآءَ رَبُّكَ ...." ورغم ذلك نوقن أنه لاخروج منها حتى ولو كان قد دخلها بحسنة واحدة .
والباب الذى فى السور بين المؤمنين الذين يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم من جانب والمنافقين الذين كانوا معهم فى الحياة الدنيا جعل لكى يتخاطبوا من خلاله ...وذلك فى أرض المحشر عند بدأ الفصل بين الفريقين قبل دخول الجنة أو النار
ثم إن الآية التى تكلمت عن مرتكب كبيرة القتل أكدت خلوده فما الذى يخرجه " وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَٰلِداً فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً "النساء 93
وكذلك " وَٱلَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ ٱللَّهِ إِلَـٰهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ ٱلنَّفْسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلاَّ بِٱلْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذٰلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ ٱلْعَذَابُ يَوْمَ ٱلْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً " الفرقان 68

التوبة قبل الموت ، تجاوز الله عنه ، تكفير الكبائر بالطاعات ، غفران الله له ...... كل ذلك يجعله ينجو من النار ولايدخلها .
ولكن من دخلها بعد الحكم عليه ولم يجز فى حقه أى من هذا ... فما الدليل من القرآن على خروجه منها؟

الأخ حسن يلمح كلامه أنه لادليل من القرآن على ذلك
والدليل من السنة فقط
إذن هذا هو مايجب أن يبلغ به السائل ..... قولا واحدا .
 
ما شاء الله لا قوة إلا بالله جزاكما الله خيرا كثيرا لقد أثلجتما صدري وخصوصا عند ذكر هاتين الآيتين الكريمتين وهما (( ثم أورثنا الكتاب ......) و ( ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن .....) أما آية سورة هود في الذين شقوا فقد ورد هذا الاستثناء أيضا في الذين سعدوا فلا دليل فيها.
أما عن عدد ركعات الصلاة وصفتها ومقادير الزكاة فالحق يُقال هم لا ينكرون السنة كليةً بل يأخذون كثيرا منها ولكن عندهم شبهة وهي أن الحديث إذا كان يعارض القرآن - على حسب ظنهم - فإنهم يردّون الحديث حتى ولو كان في البخاري ومسلم وهذا المذهب فيه اختلافات كثيرة عن أهل السنة وغالبيتها في باب صفات الله عز وجل وهم يقولون أيضا بخلق القرآن.
 
في البداية آسف للأخ حسن والأخ مصطفى فلم أرى الرد الخاص بكما إلا بعد ما رفعت ردي.
ولكن أخي حسن أنا مضطر أن أذكر له الأدله التي يقبلها منهجه حتى يقتنع فلو أني ظللت ساعات أذكر له الأحاديث التي تدل على ذلك فلن يقتنع وأظن أن هذا منهج المناظرات وهي أن تدينه بما يعتقد.
أما ردود الأخ مصطفى فأظن أن هذا سيكون ردهم أيضا على هذه الآيات ولكن أخي مصطفى أنت لم تذكر آية سورة الأنعام .....أظن سيكون ردهم ( قال النار مثواكم خالدين فيها ) أي جميع الأنس والجن ( إلا ما شاء الله ) أي الذين يدخلون الجنة منهم، هذا ما أظنه فهل هذا صحيح أخي مصطفى؟
 
السلام عليكم
ولكن أخي مصطفى أنت لم تذكر آية سورة الأنعام .....أظن سيكون ردهم ( قال النار مثواكم خالدين فيها ) أي جميع الأنس والجن ( إلا ما شاء الله ) أي الذين يدخلون الجنة منهم، هذا ما أظنه فهل هذا صحيح أخي مصطفى؟

لا يأخى ليس كذلك
الموصول " ما " وليس " من "مما يعنى أنه اسبثناء من زمان و مكان الخلود ،وليس ممن يخلدون فى الجنة أو فى النار .
والآية تقرر للمخاطبين - معشر الجن وأولياؤهم من الإنس - أن مثواهم النار .... ومن ثم لااستثناء منهم .
والاستثناء منصب على زمان ومكان الخلود .
ومعلوم أنهم يخرجون منها وقتيا ثم يعودون إليها "ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لإِلَى ٱلْجَحِيمِ " الصافات 68 ، لقد خرجوا إلى الحميم ليشربوا على ماملؤوا به بطونهم من شجرة الزقوم ... يشربون عليه من الحميم ثم يعودون إلى الجحيم .وهذا مصداق قوله تعالى " يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ " الرحمن 44 ،
خروج وعودة بين نار وحميم ، بين دركة وأخرى ...
أما خروج بلا عودة فليس من القرآن دليل عليه
والله أعلم
 
هل هذا هو تفسير الإباضية لهذه الآيه؟!!!!!!! أنا لم أقتنع به تماما لأن الله عز وجل ذكر في أيات كثيرة عن الكافرين أنهم خالدين في النار أبدا بدون استثناء هذه الفترة الزمنية بالرغم من أنهم أيضا " يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ "
والله أعلم
 
السلام عليكم
كذلك فى الآيات التى تتكلم عمن دخلوا الجنة ... منها الكثير التى لم يرد فيها " أبدا " ، وقيل فى هذا أن لكل درجة محددة ... أصحاب الدرجات الأقل يزورون أهليهم من أصحاب الدرجات العلى ثم يعودون درجاتهم ... أما أصحاب الدرجات العلى فلايغادرونها ... فأولئك الخالدون فيها أبدا .
إذن عدم ذكر كلمة ابدا وصفا للخلود يدل على أن صاحب الدرجة أو الدركة يترك درجته أو دركته إلى حين ... ولكنه يبقى داخل الاطار العام ... الجنة أو النار لايغادره
والله أعلم
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته، بالنسبة للأخ مصطفى عندي تعقيبات ثلاث:
الأول يتعلق بما ذكرته في معنى الأبدية لأهل الجنة، هل قال بهذا أحد من أهل التفسير؟ الذي أعلم أنه لا خلاف بين أهل السنة و الجماعة في أبدية الجنة و خلود أهلها الأبدي و قد قيد الخلود بالأبدية فيما أذكر في تسعة مواضع من القرآن الكريم، و أن المقصود بهذه الأبدية خلودهم اللامنتهي في الجنة.
أما بالنسية لأهل النار و إن ادعى البعض أنه لم تقيد بالأبدية- و لعل هذا من أسباب الخلاف في دوامها- فقد قيد الله تعالى الخلود في النار بالأبد في ثلاث سور.
التعقيب الثاني: بالنسبة لتأكيدك أنه ليس في القرآن الكريم دليل على أن أصحاب الكبائر يدخول النار ثم يخرجون منها ليدخلوا الجنة، فقد ذكرت للأخ آية فاطر، لكنك قلت معقبا:"ونتساءل هل فى القرآن مايفيد أن من دخل النار من أهل الكبائر من المؤمنين يخرجون منها .؟
الظاهر أنه لا ...
الآيات التى ساقها الأخوة لاتقول ذلك
آية فاطر تقول أن الظالم لنفسه من الذين اصطفاهم الله سيدخل الجنة ولم تقل أنه دخل النار ثم خرج "
لكن آخي، الله جل و علا يتكلم في هذه الآية عن مصير هؤلاء الأقسام الثلاث من هذه الأمة فمصيرهم كلهم إلى الجنة، قما المانع أن يدخل الظالم النار ابتداءا حتى يتطهر من كبائره- إن شاء الله ذلك- ثم يخرج ليكون مصيره ما أخبرت به الآية، و لو تأملت معي جيدا، لو دخل كل ظالم الجنة مباشرة، فمن يدخل إذن النار من الموحدين أصحاب الكبائر؟ و فيمن ستتحقق نصوص الشفاعة؟؟
و هذا كلام إمام المفسيرين الطبري في هذا الموضوع أنقله لك و للإخوة الكرام، يقول رحمه الله تعالى:"فإن قال: قيام الحجة أن الظالم من هذه الأمة سيدخل النار، ولو لم يدخل النار من هذه الأصناف الثلاثة أحد وجب أن لا يكون لأهل الإيمان وعيد؟ قيل: إنه ليس في الآية خبر أنهم لا يدخلون النار، وإنما فيها إخبار من الله تعالى ذكره أنهم يدخلون جنات عدن، وجائز أن يدخلها الظالم لنفسه بعد عقوبة الله إياه على ذنوبه التي أصابها في الدنيا، وظلمه نفسه فيها بالنار أو بما شاء من عقابه، ثم يدخله الجنة، فيكون ممن عمه خبر الله جل ثناؤه بقوله(جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا).
الثالث: بالنسبة لقولك:"ثم إن الآية التى تكلمت عن مرتكب كبيرة القتل أكدت خلوده فما الذى يخرجه " وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَٰلِداً فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً "النساء 93، فقد تكلم أهل العلم عن هذه الآية، و من ذلك أنها للزجر و الترهيب من هذا الذنب العظيم، أو أنها من المتشابه الذي يجب أن يرد إلى المحكم من مثل قوله تعالى:" و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء"، كما أن وجود مقتضى الحكم لا يكفي في وجود الحكم حتى تنتفي الموانع، و منها التوبة و الحسنات الماحيات و أعظم من ذلك كله الإكسير الأكبر :"التوحيد"، و حديث البطاقة لا يخفى عليك، و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
 
السلام عليكم
حياكم الله أخى ناصر
بالنسية لتعقيبكم الأول .. فإن الأبدية لم تأت فى آيات كثيرة فيما يخص أهل الجنة ولا يعنى ذلك أنهم يخرجون من دار النعيم والرضوان .
بالنسبة للتعقيب الثانى
فإن قول الطبرى على العين والراس ، ولكن يبدو أن الظالم لنفسه من أهل الايمان لن يدخلها أيضا ... وهل هناك أظلم لنفسه من صاحب حديث البطاقة الذى لديه 99 سجلا من السيئات كلها كمد البصر . وهذا لم يدخل النار ثم خرج ... بل لم يدخلها لأن البطاقة رجحت هذه السجلات .
ونفس الخلط فى التعقيب الثالث ... إن قبول التوبة والحسنات والتوحيد ، وحديث البطاقة ... تدل على عدم دخول النار.... نحن نتكلم فى دخول ثم خروج ليس عليه دليل من القرآن

أما عن سؤالك عن معنى الأبدية فى الجنة فلم أفهم مقصدك، فأنا لم أخالف القائلين بأن الجنة أبدية وخلود أهلها فيها أبدى ، فهذا مضمون كلامى عنها فى المداخلة الأخيرة ، ولكن أرى أنه عندما تذكر الجنة نتعامل معها ككل واحد لايتجزأ ... وهذا على رغم علمنا أنها درجات أو جنات ،
هناك آيات لم يذكر فيها الخلود الأبدي بل ذُكر الخلود فقط من غير كلمة أبدا .... فلماذا لم تذكر أبدية الخلود فى آيات معينة ؟
بالبحث وجدت أن كلمة أبدا وردت وصفا لخلود أصحاب الدرجات العلى من الجنة مما يدل على أنهم لن يغادروها إلى درجة أخرى ، أما من لم يذكر فى حقهم أبدا فهؤلاء أصحاب الدرجات الأدنى ... سيزورون أهليهم فى الدرجات العلى ثم يعودون إلى درجتهم .
والله أعلم
 
ولكن يبدو أن الظالم لنفسه من أهل الايمان لن يدخلها أيضا ... وهل هناك أظلم لنفسه من صاحب حديث البطاقة الذى لديه 99 سجلا من السيئات كلها كمد البصر . وهذا لم يدخل النار ثم خرج ... بل لم يدخلها لأن البطاقة رجحت هذه السجلات .
إن قبول التوبة والحسنات والتوحيد ، وحديث البطاقة ... تدل على عدم دخول النار....
ألا ترى أخي في هذه الفقرة تجريئ لأهل الإيمان على معصية الله وأظن أن هذا مذهب المرجئة الذي يقول بأنه لا يضر مع الإيمان معصية بل يجب ضم أحاديث الرجاء مع باقي الأحاديث حتى نُحسن فهمها ونحصل على العقيدة الصحيحة...فمذهب أهل السنه أن الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي وأهل المعاصي إن لم يغفر الله لهم بمشيئتة ورحمته فسيدخلون النار ليطهروا من هذه المعاصي ثم يخرجون منها إلى الجنة برحمته سبحانه وتعالى ...والله أعلى وأعلم
 
ألا ترى أخي في هذه الفقرة تجريئ لأهل الإيمان على معصية الله وأظن أن هذا مذهب المرجئة الذي يقول بأنه لا يضر مع الإيمان معصية بل يجب ضم أحاديث الرجاء مع باقي الأحاديث حتى نُحسن فهمها ونحصل على العقيدة الصحيحة...فمذهب أهل السنه أن الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي وأهل المعاصي إن لم يغفر الله لهم بمشيئتة ورحمته فسيدخلون النار ليطهروا من هذه المعاصي ثم يخرجون منها إلى الجنة برحمته سبحانه وتعالى ...والله أعلى وأعلم
لقد قصدت القول أن آية فاطر لادلالة منها على دخول النار ثم الخروج منها .
فالظالم لنفسه - حسب حديث البطاقة - لم يدخل ثم خرج ... بل لم يدخل ابتداءا .
وهذا لايقال عنه أنه من أهل المعاصى طالما رجحت حسناته سيئاته .

إنه لو كان صحيحا أن العاصى يدخل النار ليطهر من ذنوبه ثم يخرج لكان صاحب البطاقة قد دخل ... وهو ماليس له دليل من متن الحديث ، بل الدليل على عكسه أنه دخل الجنة مباشرة ...
وبذلك يجب ألا نحتج بهذا لنستنبط من آية فاطر دليلا على خروج من النار
والله أعلم
 
قوله تعالى في سورة مريم:(ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا )
وكذا قال ابن جريج وقوله: "ثم ننجي الذين اتقوا" أي إذا مر الخلائق كلهم على النار وسقط فيها من سقط من الكفار والعصاة ذوي المعاصي بحسبهم نجى الله تعالى المؤمنين المتقين منها بحسب أعمالهم فجوازهم على الصراط وسرعتهم بقدر أعمالهم التي كانت في الدنيا ثم يشفعون في أصحاب الكبائر من المؤمنين فيشفع الملائكة والنبيون والمؤمنون فيخرجون خلقا كثيرا قد أكلتهم النار إلا دارات وجوههم وهي مواضع السجود وإخراجهم إياهم من النار بحسب ما في قلوبهم من الإيمان فيخرجون أولا من كان في قلبه مثقال دينار من إيمان ثم الذي يليه ثم الذي يليه ثم الذي يليه حتى يخرجون من كان في قلبه أدنى مثقال ذرة من إيمان ثم يخرج الله من النار من قال يوما من الدهر لا إله إلا الله وإن لم يعمل خيرا قط ولا يبقى في النار إلا من وجب عليه الخلود كما وردت بذلك الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذا قال تعالى "ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا".تفسير ابن كثير
-------
ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا
أي نخلصهم
وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا
وهذا مما يدل على أن الورود الدخول لأنه لم يقل وندخل الظالمين وقد مضى هذا المعنى مستوفى والمذهب أن صاحب الكبيرة وإن دخلها فإنه يعاقب بقدر ذنبه ثم ينجو وقالت المرجئة لا يدخل . وقالت الوعيدية : يخلد وقد مضى بيان هذا في غير موضع وقرأ عاصم الجحدري ومعاوية بن قرة " ثم ننجي " مخففة من أنجى وهي قراءة حميد ويعقوب والكسائي وثقل الباقون وقرأ ابن أبي ليلى " ثمه " بفتح الثاء أي هناك و " ثم " ظرف إلا أنه مبني لأنه غير محصل فبني كما بني ذا ; والهاء يجوز أن تكون لبيان الحركة فتحذف في الوصل ويجوز أن تكون لتأنيث البقعة فتثبت في الوصل تاء .تفسير القرطبي

والله أعلم
 
لكن ما المانع أن يمتن الله جل و علا على الظالمين لأنفسهم-بالكبائر و الصغائر- بدخولهم الجنة - بعد دخول من شاء الله منهم إلى النار ليتطهروا- ثم خروجهم إلى الجنة، و هذا لا يمكن لأحد أن ينكر على من فهمه من آية فاطر، لأن الآية و إن كنت أعتقد تبعا لثلة من العلماء كالإمام الشنقيطي أنها أرجي آية في القرآن، لا دليل فيها على أن الدخول يكون مباشرة، فقد يسبقه دخول إلى النار لمن استحقها من أهل المعاصي ثم يخرجون، و هؤلاء سيكونون من "الجهنميين" كما وردت بذلك النصوص.
و هذا الفهم هو الوحيد الذي يمكننا من إعمال النصوص جميعا، لأنه كما تعلم إعمال النصين أولى من إهمال أحدهما، فإن قلنا بما تقول، و أن الدخول إلى الجنة سيكون مباشرة، فكيف ستحقق نصوص الشفاعة -التي بلغت حد التواتر- ؟ و أين هم إذن الجهنمييون الذين ورد في الأحاديث أنهم سيخرجون من النار و يردوا نهر الحياة بعد أن صاروا حمما، ثم يمتن علهم الكريم سبحانه بالدخول إلى الجنة، و أنهم سيدعون الله أن يزيل عنهم ذلك اللقب فيستجيب لهم؟؟
و قد صح عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال:" أما أهل النار الذين هم أهلها فإنهم لا يموتون فيها و لا يحيون و لكن ناس أصابتهم النار بذنوبهم فأماتتهم إماتة حتى إذا كانوا فحما أذن بالشفاعة فجيء بهم ضبائر ضبائر فبثوا على أنهار الجنة ثم قيل : يا أهل الجنة أفيضوا عليهم فينبتون نبات الحبة تكون في حميل السيل"-صحيح الجامع-.
تعلم أخي في الله أن النار لا يخلد فيها إلا أهلها الذين هم أهلها، أما أهل التوحيد، فلا يبقى منهم أحد، حيث يشفع الرسل و المؤمنون و الملائكة، و يأمر الله تعالى بألا يبقى في النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان، و يخرج الجبار سبحانه بيده ما الله به عليم من الخلائق..
فإن لم نفهم من آية فاطر إلا الدخول المباشر إلى الجنة، فأين الموحدون الذين سيدخول النار بمعاصيهم، لينالوا أنواع الشفاعات؟
 
السلام عليكم
الأخت أم ورقة الأنصارية
بارك الله بك
نعم ،قد تكون هذه الآية دليلا من القرآن على عدم خلود بعض من فى النار .
 
وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّآ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَةٗۚ قُلۡ
أَتَّخَذۡتُمۡ عِندَ ٱللَّهِ عَهۡد
ٗا فَلَن يُخۡلِفَ ٱللَّهُ عَهۡدَهُۥٓۖ أَمۡ
تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ ٨٠ بَلَىٰۚ مَن كَسَبَ سَيِّئَة
ٗ
وَأَحَٰطَتۡ بِهِۦ خَطِيٓ‍َٔتُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ

فِيهَا خَٰلِدُونَ ٨١ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ
أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ٨٢
 
السلام عليكم أخي ناصر، ما قلته جميل ولا غبار عليه إذا فهمناه من منظور أهل السنه والجماعة الذين يجمعون بين نصوص الوحيين ولكن الإباضية لا يؤمنون بالشفاعة أصلا ولا بالأحاديث الوارده في ذلك.
وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّآ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَةٗۚ قُلۡ
أَتَّخَذۡتُمۡ عِندَ ٱللَّهِ عَهۡد
ٗا فَلَن يُخۡلِفَ ٱللَّهُ عَهۡدَهُۥٓۖ أَمۡ
تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ ٨٠ بَلَىٰۚ مَن كَسَبَ سَيِّئَة
ٗ
وَأَحَٰطَتۡ بِهِۦ خَطِيٓ‍َٔتُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ

فِيهَا خَٰلِدُونَ ٨١ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ
أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ٨٢
أخي عبد الله هل أنت إباضي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
 
و عليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته، أخي هاني، ليست الشفاعة ثابتة في السنة وحدها، بل هي ثابتة بنص القرآن كذلك، و صاحبك يزعم أنه يقدم القرآن، فأعرض عليه قول البارئ سبحانه:" يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا لمن أذن له الرحمن و رضي له قولا"-طه109- ،و قوله جل ذكره:" من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه"- البقرة255-، و قوله عز و جل:" و كم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء و يرضى"- النجم26-.
و هذه الآيات كما يقول العلماء تضمنت شروط الشفاعة، فلا بد من إذنه سبحانه فيها و رضاه عن الشافع والمشفوع، و كما هو معلوم فإن الله تعالى لا يمكن أن يرضى عن كافر أو مشرك، فيبقى أهل التوحيد الذين وحدوا الله تعالى في عبادته، فإن الله تعالى سيأذن في الشفاعة لمن دخل النار منهم و يرضى عن الشافعين و المشفوعين، و هذه الشروط الثلاثة- الإذن و الرضا عن الشافع و الرضا عن المشفوع- لا تتحقق في الكفار و المشركين أهل النار الخالدين فيها، و إنما تتحقق فيمن أفرد الله تعالى في عبادته، فإنه نائل بإذنه سبحانه الشفاعة.
و عليك أخي أن تحذر هذا الإباضي من الباطل الذي هو فيه، فإن الإيمان بالقرآن دون السنة ضلال بعيد، و الله تعالى يقول آمرا:" يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة"، و لا يقبل إسلام امرء إلا بتحقيق الشهادتين، شهادة التوحيد و شهادة الاتباع، و من معاني قولنا:" أشهد أن محمد رسول الله" تصديقه في كل ما أخبر، فكيف يصدقه هذا الإباضي فيما أتى به من القرآن و لا يصدقه فيما أتى به من السنة، مع أن الكل وحي، كما قال تعالى:" و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم".
يقول الإمام الشافعي رحمه الله تعالى:"وقال * (وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما) * (251) وقال * (واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آياتالله والحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا) * (252) فذكر الله الكتاب وهو القرآن وذكر الحكمة فسمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول الحكمة سنة رسول الله (253) وهذا يشبه ما قال والله أعلم 254 - لان القرآن ذكر وأتبعته الحكمة وذكر الله منه على خلقه بتعليمهم الكتاب والحكمة فلم يجز الله والله اعلم أن يقال الحكمة ها هنا إلا سنة رسول الله (255) وذلك أنها مقرونة مع كتاب الله وأن الله افترض طاعة رسوله وحتم على الناس اتباع امره فلا يجوز أن يقال لقوله فرض إلا لكتاب الله ثم سنة رسوله"-اهـ-.
 
السلام عليكم
أحرى بنا أن نترك المذهبية ونتبع الحق
آية طه نسختها خطأ أخى ناصر وصحها " يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ ٱلشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً " ... وهى تحتاج لتفسير ، فهل هى تنفع المشفوع له ، أم تنفع الشافع الذى أذن له ورضى الله له قولا
أما آية النجم فهى فى شفاعة الدنيا يقينا ... "وَكَمْ مِّن مَّلَكٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرْضَىٰ " فشفاعة الملائكة فى تغيير قوانين الحياة من أجل فلان أو علان لاتغنى شيئا ، إلا من بعد أن يأذن الله أن يشفعوا للصالحين من عباده .... والله أعلم
وكذلك آية الكرسى ... الشفاعة فيها لاتمت لشفاعة الآخرة بصلة " ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَيُّ ٱلْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ مَن ذَا ٱلَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَآءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ ٱلْعَلِيُّ ٱلْعَظِيمُ " إن الكلام على الدنيا والكون الآن ولاذكر للآخرة ولاشك .
ولذلك فإن آية النجم وآية الكرسى - وغيرهما الكثير مثل يونس 3 - ... لايستدل بهما على الشفاعة فى الآخرة .
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته، أخي في الله سؤالي لك: من سلفك في هذا التفسير الذي ذكرت؟
هذه الآيات الثلاث يستدل بها العلماء على ثبوت الشفاعة و شروطها، و إنك بقولك هذا تنفي ثبوت أي دليل من القرآن الكريم على الشفاعة ، و هذا أمر جلل. يقول الشيخ العلامة محمد خليل الهراس رحمه الله تعالى في شرحه للعقيدة الواسطية:"وَأَمَّا قَوْلُهُ : ( وَلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْقِيَامَةِ ثَلَاثُ شَفَاعَاتٍ ) ؛ فَأَصْلُ الشَّفَاعَةِ مِنْ قَوْلِنَا : شَفَعَ كَذَا بِكَذَا إِذَا ضَمَّهُ إِلَيْهِ ، وُسِمِّيَ الشَّافِعُ شَافِعًا لِأَنَّهُ يَضُمُّ طَلَبَهُ وَرَجَاءَهُ إِلَى طَلَبِ الْمَشْفُوعِ لَهُ .
وَالشَّفَاعَةُ مِنَ الْأُمُورِ الَّتِي ثَبَتَتْ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَأَحَادِيثُهَا مُتَوَاتِرَةٌ ؛ قَالَ تَعَالَى : { مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ } فَنَفْيُ الشَّفَاعَةِ بِلَا إِذْنٍ إِثْبَاتٌ لِلشَّفَاعَةِ مِنْ بَعْدِ الْإِذْنِ .
قَالَ تَعَالَى عَنِ الْمَلَائِكَةِ : { وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى } . فَبَيَّنَ اللَّهُ الشَّفَاعَةَ الصَّحِيحَةَ ، وَهِيَ الَّتِي تَكُونُ بِإِذْنِهِ ، وَلِمَنْ يَرْتَضِي قَوْلَهُ وَعَمَلَهُ ."-اهـ-.
و ممن استدل كذلك بهذه الآيات على إثبات الشفاعة في الآخرة العلامة ابن عثيميم رحمه الله تعالى، و انظر إن شئت شرحه للواسطية من الصفحة 523 إلى الصفحة533.
و هذه أقوال بعض أئمة التفسير لهذه الآيات الثلاث:
يقول [COLOR="Red"[COLOR="red"]]الحافظ ابن كثير[/COLOR][/COLOR]ر رحمه الله تعالى في تفسيره لآية طه:" يقول تعالى: { يَوْمَئِذٍ } أي: يوم القيامة { لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ } أي: عنده { إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلا } كقوله: { مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ } [البقرة: 255] ،وقوله: { وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى } [النجم: 26] ، وقال: { وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى } [الأنبياء: 28] وقال: { وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ } [سبأ: 23] ، وقال: { يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا } [النبأ: 38] ....وفي الحديث [أيضًا] (1) يقول تعالى: أخرجوا من النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان، فَيُخْرِجُون خلقا كثيرا، ثم يقول: أخرجوا من النار من كان في قلبه نصف مثقال من إيمان، أخرجوا من النار من كان في قلبه ما يزن ذرّة، من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال ذرّة من إيمان" الحديث . (2)"
و أما بالنسبة لآة الكرسي، فيقول الإمام القرطبي رحمه الله تعالى:" قوله تعالى : { من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه } ( من ) رفع بالإبتداء و ( ذا ) خبره و ( الذي ) نعت ل ( ذا ) وإن شئت بدل ولا يجوز أن تكون ( ذا ) زائدة كما زيدت مع ( ما ) لأن ( ما ) مبهمة فزيدت ( ذا ) معه لشبهها بها وتقرر في هذه الآية أن الله يأذن لمن يشاء في الشفاعة وهم الأنبياء والعلماء والمجاهدون والملائكة وغيرهم ممن أكرمهم وشرفهم الله ثم لا يشفعون إلا لمن ارتضى كما قال : { ولا يشفعون إلا لمن ارتضى }.."
ويقول الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى:"وقوله: { مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ } كقوله: { وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى } [النجم:26] وكقوله: { وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى } [الأنبياء:28] وهذا من عظمته وجلاله وكبريائه عز وجل أنه لا يتجاسر أحد على أن يشفع عنده إلا بإذنه له (2) في الشفاعة كما في حديث الشفاعة: "آتي تحت العرش فأخر (3) ساجدًا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقال: ارفع رأسك وقل تسمع واشفع تشفع" قال: "فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة" (4) ."-اهـ-.
و أما زعمك أن آية النجم إنما هي في الشفاعة الدنيوية فكلام مردود لم يقل به أحد من أهل التفسير، و هذا نموذج من كلام أئمة التفسير أنقله لك، يقول الإمام السعدي رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية:"{ 26 } { وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى } .
يقول تعالى منكرا على من عبد غيره من الملائكة وغيرهم، وزعم أنها تنفعه وتشفع له عند الله يوم القيامة: { وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ } من الملائكة المقربين، وكرام الملائكة، { لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا } أي: لا تفيد من دعاها وتعلق بها ورجاها، { إِلا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى } أي: لا بد من اجتماع الشرطين: إذنه تعالى في الشفاعة، ورضاه عن المشفوع له. ومن المعلوم المتقرر، أنه لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا لوجه الله، موافقا فيه صاحبه الشريعة، فالمشركون إذا لا نصيب لهم من شفاعة الشافعين، وقد سدوا على أنفسهم رحمة أرحم الراحمين." -اهـ-.
و هذا كلام العلامة الشنقيطي في تفسيره لآية الكرسي، أختم بها، يقول رحمه الله تعالى:"قَوْلُهُ تَعَالَى : (وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ) الْآيَةَ ، ظَاهِرُ هَذِهِ الْآيَةِ عَدَمُ قَبُولِ الشَّفَاعَةِ مُطْلَقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَلَكِنَّهُ بَيَّنَ فِي مَوَاضِعَ أُخَرَ أَنَّ الشَّفَاعَةَ الْمَنْفِيَّةَ هِيَ الشَّفَاعَةُ لِلْكُفَّارِ ، وَالشَّفَاعَةُ لِغَيْرِهِمْ بِدُونِ إِذْنِ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ .
أَمَّا الشَّفَاعَةُ لِلْمُؤْمِنِينَ بِإِذْنِهِ فَهِيَ ثَابِتَةٌ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ . فَنَصَّ عَلَى عَدَمِ الشَّفَاعَةِ لِلْكَفَّارِ بِقَوْلِهِ : (وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى) [21 \ 28] ، وَقَدْ قَالَ : (وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ) [39 \ 7] ، وَقَالَ تَعَالَى عَنْهُمْ مُقَرِّرًا لَهُ : (فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ) [26 \ 100]
وَقَالَ : (فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ) [74 \ 48] إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ .
وَقَالَ فِي الشَّفَاعَةِ بِدُونِ إِذْنِهِ : (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ) [2 \ 255] ، وَقَالَ : (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى) [53 \ 26] ، وَقَالَ : (يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا) [20 \ 109] إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْآيَاتِ .
وَادِّعَاءُ شُفَعَاءَ عِنْدَ اللَّهِ لِلْكُفَّارِ أَوْ بِغَيْرِ إِذْنِهِ ، مِنْ أَنْوَاعِ الْكُفْرِ بِهِ جَلَّ وَعَلَا ، كَمَا صَرَّحَ بِذَلِكَ فِي قَوْلِهِ : (وَيَقُولُونَ هَؤُلَاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا) [10 \ 18] "-اهـ-.
فأرجو أخي أن تكون قد اقتنعت بأن الآيات الثلاث من أقوى الأدلة على ثبوت الشفاعة، و هذا أمر لم ينكره عالم من علماء السنة، و إن تفسير كلام الله ليس بالأمر الهين، لأنه قد يكون-عياذا بالله- من التقول عليه سبحانه من حيث لا يشعر الإنسان، و الله تعالى حرم ذلك كما في قوله:"{ قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون } ".
 
السلام عليكم
أين انكار الشفاعة فى كلامى ؟!
أردت القول أن هناك شفاعة فى الدنيا أيضا
آية الكرسى تتكلم عن قيومية الله على شأن الدنيا الآن ، و" عنده " هى عندية الآن .... ويجب ألا نأخذ كل " عند" على أنها عندية الآخرة . ..... إذن لاشفاعة عنده الآن إلا بإذنه.
اقرأ قوله تعالى " إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ " يونس 3 ، تدرك أن الشفيع المنفى وجوده إلا من بعد إذن الله هو ذلك الشفيع الذى يشفع فى أمر الله الذى يدبره فى خلق السموات والأرض، أو هو الشفيع الذى يرد عنهم عذاب الله الذى أنذرهم به الرسول " أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَباً أَنْ أَوْحَيْنَآ إِلَىٰ رَجُلٍ مِّنْهُمْ أَنْ أَنذِرِ ٱلنَّاسَ......" يونس 2 ، ... وليس الشفيع فى الآخرة .
إذن الشفاعة ثابتة فى الدنيا والآخرة
......
ثم نعود إلى موضوعنا
نفهم علاقة الشفاعة بموضوعنا بعد فهم مجال الشفاعة ،
لم أعثر على بحث أو دراسة عن مجال الشفاعة ... هل هى فى الفصل أم فى الحساب أم فى الميزان أم بعد ذلك ؟
ونتساءل :
هل فى القرآن مايثبت أن الشفاعة تخرج من فى النار ؟وقد قال الله تعالى :
" أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي ٱلنَّارِ " الزمر 19
إن الذى تحق عليه النار بعد الفصل والحساب والميزان لاينقذه أحد .
والله أعلم
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أما بالنسبة لسؤالك الأول فإن إنكار الشفاعة من خلال الآيات التي سقتها ظاهر من كلامك، ألم تقل:" ولذلك فإن آية النجم وآية الكرسى - وغيرهما الكثير مثل يونس 3 - ... لايستدل بهما على الشفاعة فى الآخرة ".
أما بالنسبة لدلالة هذه الآيات على الشفاعة في الدنيا، و خاصة آية النجم فإني سألتك عن سلفك من أهل العلم في هذا القول و لم تجب، و السؤال لا زال قائما، من سلفك في هذا الفهم؟؟
أما بالسبة لكونك لم تعثر على بحث يتعلق بموضوع الشفاعة، في أي موضع تكون، هل في الموقف أم عند الحساب أم عند دخول النار لمن استحقها؟
فاعلم أن الشفاعة أنواع: هناك الشفاعة الكبرى و هي المقام المحمود الذي اختص به نبينا محمد صلى الله عليه و سلم دون سائر الخلائق كما دلت عليه الأحاديث الكثيرة كحديث أي هريرة رضي الله عنه:" أنا سيد الناس يوم القيامة و هل تدرون مم ذلك ؟ يجمع الله الأولين و الآخرين في صعيد واحد يسمعهم الداعي و ينفذهم البصر و تدنو الشمس منهم فيبلغ الناس من الغم و الكرب ما لا يطيقون و لا يحتملون فيقول بعض الناس لبعض : ألا ترون ما قد بلغكم ؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم ؟.."-انظر الحديث:2346 و الحديث 1466 من صحيح الجامع-.
ثم هناك شفاعة أخرى خاصة بالنبي صلى الله عليه و سلم لدخول المؤمنين الجنة كما دلت عليه نصوص من القرآن و السنة.
و هناك شفاعات أخرى مشتركة بين النبي صلى الاه عليه و سلم و غيره من المؤمنين و الملائكة، و منها الشفاعة في أهل الكبائر الذين دخلول النار ليخرجوا منها، كما فصلت القول في ذلك كثيرا.
و أرشدك إلى كتب العقيدة التي تحدثت عن موضوع الشفاعة بإسهاب كالعقيدة الطحاوية و شرحها لابن أبي العز الحنفي، و العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام مع شرحها للهراس-و قد نقلت طرفا من كلامه آنفا- و شرحها للشيخ ابن عثيمين، و شرح لمعة الاعتقاد له و غيرها كثير.
أما استدلالك بآية الزمر:" أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي ٱلنَّارِ " الزمر 19 ، و قولك: إن الذى تحق عليه النار بعد الفصل والحساب والميزان لاينقذه أحد" .
فكلام لا يصح، فإن الآية في الكفار الذين ماتوا على كفرهم فهؤلاء لا تنفع فيهم شفاعة كما قال تعالى عنهم في موضع آخر:" فما تنفعهم شفاعة الشافعين"، يقو السعدي رحمه الله تعالى في تفسير آية الزمر:" أي: أفمن وجبت عليه كلمة العذاب باستمراره على غيه وعناده وكفره، فإنه لا حيلة لك في هدايته، ولا تقدر تنقذ من في النار لا محالة".
و كلامك الأخير ظاهره نفس الشيء، فإن أغلب كلامك يفهم منه أنك تنكر وجود دليل من القرآن على الشفاعة في الآخرة، و هذا غير صحيح، و أرجو أن تعود إلى ما نقلته لك من كلام أهل العلم في المناقشة السابقة و تقرأه بتمعن، كما أرجو أن ترجع إلى ما ذكرته لك من المصادر، كما أنصحك مرة أخرى ألا تحاول الحكم على الآية من خلال فهمك وحدك، بل لا بد من الرجوع إلى كلام أهل العلم و أئمة التفسير، فإني ذكرت لك آنفا أن هذا قد يكون من التقول على الله بغير علم و هو من أشد المحرمات.
 
وعليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته
*أما بالنسبة لسؤالك الأول فإن إنكار الشفاعة من خلال الآيات التي سقتها ظاهر من كلامك، ألم تقل:" ولذلك فإن آية النجم وآية الكرسى - وغيرهما الكثير مثل يونس 3 - ... لايستدل بهما على الشفاعة فى الآخرة ".

**إذ أنهما تدلان على الشفاعة فى الدنيا.
*أما بالنسبة لدلالة هذه الآيات على الشفاعة في الدنيا، و خاصة آية النجم فإني سألتك عن سلفك من أهل العلم في هذا القول و لم تجب، و السؤال لا زال قائما، من سلفك في هذا الفهم؟؟

**الآيات " وَكَمْ مِّن مَّلَكٍ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ لاَ تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرْضَىٰ * إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ ٱلْمَلاَئِكَةَ تَسْمِيَةَ ٱلأُنْثَىٰ * وَمَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ ٱلظَّنَّ وَإِنَّ ٱلظَّنَّ لاَ يُغْنِي مِنَ ٱلْحَقِّ شَيْئاً * فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّىٰ عَن ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلاَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا " النجم 26 – 29 .... تتكلم عن قوم لايؤمنون بالآخرة ،لايريدون إلا الحياة الدنيا ، اتخذوا الملائكة شفعاء من أجل الدنيا وأسموهم تسمية الأنثى – اللات ، العزى ،مناة ، ...
من هنا لادليل أنها تتكلم عن شفاعة فى الآخرة ... بل تتكلم عن شفاعة فى الدنيا .. إنهم يعبدونها يستشفعون بها من أجل السيادة ، النصر ، المطر ، الانجاب ، ...
*و أرشدك إلى كتب العقيدة التي تحدثت عن موضوع الشفاعة بإسهاب كالعقيدة الطحاوية و شرحها لابن أبي العز الحنفي، و العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام مع شرحها للهراس-و قد نقلت طرفا من كلامه آنفا- و شرحها للشيخ ابن عثيمين، و شرح لمعة الاعتقاد له و غيرها كثير.
** جزاك الله خيرا ..

هذه المصادر لم تذكر آية صريحة فى الخروج من النار ... وهذا هو موضوعنا ، نستدل بأحاديث فيها ضعف ... نعم ، ولكن ليس هناك آية تدل على ذلك .. وهذا جواب السؤال فى موضوعنا .
*أما استدلالك بآية الزمر:" أَفَمَنْ حَقَّ عَلَيْهِ كَلِمَةُ ٱلْعَذَابِ أَفَأَنتَ تُنقِذُ مَن فِي ٱلنَّارِ " الزمر 19 ، و قولك: إن الذى تحق عليه النار بعد الفصل والحساب والميزان لاينقذه أحد" .
فكلام لا يصح، فإن الآية في الكفار الذين ماتوا على كفرهم فهؤلاء لا تنفع فيهم شفاعة

** هذا تفسير ... أنها فى الكفار ... ونحتاج دليلا قويا على أن من خفت موازينه ستنقذه الشفاعة قبل الالقاء به فى النار ،أو بعد البقاء فيها زمنا.
وهذا ليس انكارا ... ولكن لعظم الأمر وشدة الخوف لانريد أن نعتقده إلا بدليل ، وحتى لانكون مثل الذين قالوا " وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ ٱللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ ٱللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ "
أما القرائن التى تدل عليها بعض الأحاديث ... وأقوال أهل العلم فهى تعطى احتمال أن يكون هناك عند الله عهد .. ولكنها لاتعطى يقينا لضعف فيها سندا ومتنا ، ......
*و كلامك الأخير ظاهره نفس الشيء، فإن أغلب كلامك يفهم منه أنك تنكر وجود دليل من القرآن على الشفاعة في الآخرة، و هذا غير صحيح،
** الشفاعة حقيقة منصوص عليها فى القرآن والسنة ،لها مواطن كثيرة ... المقام المحمود وغيرها ... من أنكرها ؟!
أنا لاأقول إنه لاشفاعة فى الآخرة على الاطلاق ... ولكن نتدارس ونسأل :
إنه بعد الحساب والميزان ... تحق النار على من خفت موازينه " فأمه هاوية " ....فهل ينقذه أحد ؟،
ولئن قلت تنقذه الشفاعة ... لسألت : ما الدليل من القرآن - هذا مانبحث عنه - ومافائدة الحساب والميزان عندئذ ؟

*و أرجو أن تعود إلى ما نقلته لك من كلام أهل العلم في المناقشة السابقة و تقرأه بتمعن، كما أرجو أن ترجع إلى ما ذكرته لك من المصادر،
** إن شاء الله ... شكرا لك
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
أصارحك القول أخي، إنني تردت في المناقشة مرة أخرى في هذا الموضوع، لأنني لاحظت و للأسف أنك لا تقرأ كما ينبغي أقوال أهل العلم الذين نقلت كثيرا من كلامهم طيلة المناقشات السابقة، و لا شك أن ما ذكرته آنفا في كل مشاركاتي في هذا الموضوع طافح بالأدلة المقنعة و الحجج الساطعة على مذهب السلف و الخلف من أهل السنة و الجماعة على خروج المؤمنين العصات الذين استحقوا النار، الخروج منها لدخول الجنة بالشفاعة، و للأسف الشديد رغم كل ما ذكرت لك من الآيات البينات و الأحاديث الصريحة و أقوال أهل العلم المعتبرين، لا زلت مصرا على رأيك، و أنه ليس هناك دليل على خروج الموحدين الذين دخلوا النار بمعاصيهم، ليدخلوا الجنة، و سألتك أكثر من مرة عن اسم واحد من أهل العلم يقول بهذا القول يحمل آيات الشفاعة من سورة النجم و غيرها على شفاعة الدنيا، فلم تجب و استعملت الحيدة كثيرا.
و هذا مما يجب أن ينزه عنه طال العلم و طالب الحق، إن الصحابة رضي الله عنهم و من تبعهم بإحسان كانوا بمجرد وصول الحق إليهم يذعنون و يسلمون، فالحق أكبر من كل شيء، و طالب النجاة يجب أن يقبل الحق و لا يجادل.
اعلم أخي أن ما تقوله و ما تعتقده شيء خطير جدا، ألا تعلم أن المعتزلة و الخوارج هم الذين ينكرون الشفاعة و يقولون بخلود العصاة من الموحدين في النار و أن من دخل النار منهم لا يمكن أن يخرج منها بأي وسيلة؟[/COLOR][/COLOR]
و هذه أحد أصول المعتزلة الذي تتفق فيه مع الخوارج، يقول الدكتور محمد أمان الجامي رحمه الله تعالى في كتابه"العقيدة الإسلامية و تاريخها":" ...و هذه نقطة اتفاق بينهم -أي بين المعتزلة- و الخوارج..فبناء على هذا الزعم نفوا شفاعة النبي صلى الله عليه و سلم لأهل الكبائر مخالفين النصثوص الصريحة"-اهـ-.
و الخلاف بين المعتزلة و الخوارج في حقيقة الأمر مجر خلاف صوري، فإن الخوارج يقولون بأن صاحب الكبيرة كافر في الدنيا مخلد في النار في الآخرة، و المعتزلة يقولون بأنه في الدنيا في منزلة بين المنزلتين، أي أنه خرج من الإسلام و لم يدخل الكفر، لكنهم يتفقون مع الخوارج و يقولون بخلوده في النار في الآخرة.
و لا أظن أن مسلما عاقلا يرضى لنفسه أن يوافق هؤلاء المبتدعة في بعض اعتقاداتهم و ضلالاتهم.
و أخيرا أسأل الله لنا و لك الهداية للحق و قبوله و الاستسلام له، فإن ذلك من صفات المؤمنين الصادقين كما قال ربنا في وصفهم:" إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله و رسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا و أطعنا و أولائك هم المفلحون"-النور:51-.
 
السلام عليكم
*أصارحك القول أخي، إنني تردت في المناقشة مرة أخرى في هذا الموضوع، لأنني لاحظت و للأسف أنك لا تقرأ كما ينبغي أقوال أهل العلم الذين نقلت كثيرا من كلامهم طيلة المناقشات السابقة،

** أنت نقلت أقوال أهل العلم وأنا نقلت لك الآيات القرآنية .... فأيهما أولى بالاتباع

*و لا شك أن ما ذكرته آنفا في كل مشاركاتي في هذا الموضوع طافح بالأدلة المقنعة و الحجج الساطعة على مذهب السلف و الخلف من أهل السنة و الجماعة على خروج المؤمنين العصات الذين استحقوا النار، الخروج منها لدخول الجنة بالشفاعة
**وأنا لم أعترض إلا على القول أن هناك دليلا من القرآن على ذلك ... هذا تحرير الخلاف

* و للأسف الشديد رغم كل ما ذكرت لك من الآيات البينات
**لا لم تسق لى آية تدل دلالة بينة على ذلك ، ولقد فندت لك هذا الاستدلال بآية فاطر
*و الأحاديث الصريحة و أقوال أهل العلم المعتبرين، لا زلت مصرا على رأيك، و أنه ليس هناك دليل على خروج الموحدين الذين دخلوا النار بمعاصيهم، ليدخلوا الجنة،

**أنا لم أناقش الأحاديث ولا أقوال أهل العلم فى المسألة ، أنا أناقش هل دل القرآن عليها

*و سألتك أكثر من مرة عن اسم واحد من أهل العلم يقول بهذا القول يحمل آيات الشفاعة من سورة النجم و غيرها على شفاعة الدنيا، فلم تجب و استعملت الحيدة كثيرا.
**أنا أحترم أهل العلم ولكن الآية أولى ... آية النجم تتكلم عن الذين لايؤمنون بالآخرة ... فكيف تكلمهم عن شفاعة فى آخرة لايؤمنوا بها ؟! وفصلت لك وجهة نظرى . حيث لاحظت فى قراءاتى أن أى شفاعة فى القرآن يحملها أهل العلم مباشرة على شفاعة الآخرة ... وبدا لى أن هذا غير صحيح ، وتحريت الأمر ، وكانت النتيجة أن شفاعة الدنيا ذكرت أكثر من شفاعة الآخرة فى القرآن .
*و هذا مما يجب أن ينزه عنه طال العلم و طالب الحق، إن الصحابة و من تبعهم بإحسان كانوا بمجرد وصول الحق إليهم يذعنون و يسلمون، فالحق أكبر من كل شيء، و طالب النجاة يجب أن يقبل الحق و لا يجادل.


**ونحن كذلك بفضل الله
الآية .. نؤمن بها ونسلم لله
دلالتها تحمل أوجه ...
فلما تفرض وجه على أنه الحق
*اعلم أخي أن ما تقوله و ما تعتقده شيء خطير جدا، ألا تعلم أن المعتزلة و الخوارج هم الذين ينكرون الشفاعة و يقولون بخلود العصاة من الموحدين في النار و أن من دخل النار منهم لا يمكن أن يخرج منها بأي وسيلة؟

* ألا من خروج من هذا التقسيم ؟!
ألا يوجد فى الدنيا غير الخروج على على واعتزال واصل
ألم تجد أقوال أخرى أولى بالنقاش
أم جمدنا على ما فى بطون الكتب ولا نرى الواقع
أنا أمقت هذا التقسيم الذى أصبح بغير ذات معنى ولافائدة

ما أفعله أننى أقرأ القرآن وأترك نفسى له ليهدينى ... وأجد فى أقوال أهل العلم أقوالا أجدها أحيانا– من وجهة نظرى – لاتنطبق مع الآية التى يفسرونها أو مع غيرها ... فلا آخذ نفسى بتلك الأقوال
أما ما تفعله أنت أنك تسير عكسى
بدلا من أن تجعل القرآن يهديك للحق .. آمنت بالقضية أولا لأنك سمعتها فى أدبيات بيئتك ، وذهبت تبحث عن دليل لها
وتعسقت فى استخراج الدليل ... فقلت أن آية فاطر دليل على الخروج من النار .
ثم تتهمنى أنا أنى أجادل
الذى يجادل هو من حمل الآية ماليس فيها .... أليس كذلك .

مسألتنا تكلم عنها القرآن فيما يخص أتباع الرسل – أى ليسوا كافرين - فى آيتين
"وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ ٱللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ ٱللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ " البقرة 80
" ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ " آل عمران 24
قالت آية آل عمران أن هذا افتراء .... هذا واضح .
أما آية البقرة فأمرت بمحاورتهم .. هل عندكم عهد من الله بهذا ، أم أنه قولك منكم بلا علم .؟
والسؤال عن العهد فى هذا يحمل احتمالين ..
إما أنه من الناس من أخذ عهد بهذا ولكن اولئك لم يأخذوا ويكون قولهم قول منهم بلا علم ،
وإما أنه لم يأخذ أحد عهد بهذا على الاطلاق .
وأنا أرجح الثانى ..
لأن آية آل عمران وصفت القول أنه افتراء مطلقا.... قولا واحدا
والله أعلم
 
بسم1
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ..
الاخ الفاضل هاني جوابا لسؤالك : لا لست أباضياً
جزاك الله خيرا وغفر لنا وأياك , وهل كتبت ألا ءايات من كتاب الله لأثراء الموضوع وما زدت من كلامي عليها من شئ .. وبوركت انفاسك أخي على طرح هذا الموضوع الهام
وانا فعلا أخي أردت أبتداءا أن اقرا لاخواني الفضلاء فاستزيد من خير الله مما فتح الله لهم به
فان طرأ في خاطري شئ من كتاب الله اوردته للثراء من أهل العلم والقرءان عسى ان ينفعني ربي بهم أو ينفعهم بي أنه سميع بصير .
وأما أهدى ما قرأت وأروع ما قاله أخونا مصطفى
ما أفعله أننى أقرأ القرآن وأترك نفسى له ليهدينى ...
جزى الله القائمين على هذا الملتقى وأهله خيرا
وصلى الله وسلم وبارك على رسول رب العالمين
 
جزاك الله خيرا أخي عبد الله، ما دفعني أن أسألك هذا السؤال هو أن الإباضية يطلقون على أهل السنة أنهم " أصحاب عقيدة لن تمسنا النار إلا أياما معدودات " فعندما ذكرت هذه الآية فقط ظننتُ أنك متفق معهم في عقيدتهم ولكن الحمد لله ولا تؤاخذني أخي على سوء الظن بارك الله فيك
 
بل نقول فارقوا العقل الان العقل عند نا لا يتعارض مع النقل ثانيا من اين له انه غفر لهم ابتداء قل له دليلك ان الله تعالى يقول {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره***ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} وشر نكر ه تدل على العموم عند ا اهل الاصول .
 
بل نقول فارقوا العقل الان العقل عند نا لا يتعارض مع النقل ثانيا من اين له انه غفر لهم ابتداء قل له دليلك ان الله تعالى يقول {فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره***ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره} وشر نكر ه تدل على العموم عند ا اهل الاصول .
معذرة أخى .... الكلام غير مفهوم ، لولا وضعت علامات ترقيم .
ثم ، هل "شرا" فقط هى النكرة ...أم أن " خيرا " أيضا كذلك ؟
 
السلام عليكم
إن تحديد الوقت الدقيق للمغفرة لأمر هام فى مسألتنا .
مثلا الرجل الذى قتل 99 نفس.... المفهوم من الحديث أنه لن يدخل النار !!
متى غُفر له؟ ... يوم قبلت توبته.
هل سيرى كبيرته يوم القيامة ؟...بحسب الآية سيراها ...، ولكن سيراها وقد غفرها الله .
والله أعلم .
 
وعليك السلام
أليست الاية بجملتها اية وعيد اي قوله {ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} حتى الذي هو دون الشرك هوفي المشيئه فربما غفر له ابتداء وربما ليس بتداء وما يدريك؟
 
السلام عليكم
ليس عن هذا نتكلم
كلامنا عن الذنب الذى غُفر ....لن يدخل على الميزان
أى أن المغفرة طهرت المذنب أو صاحب الكبيرة من كبيرته .. وليست النار يدخلها فتطهره ثم يخرج منها بعد حين
 
أكيد هذا ولكن أقصد ان الرجل مات على كبيرته هل يخلد في النار؟ والامر على ماقلت لك شيخنا .
وفوق هذا وذاك عفوا شيخنا على مجارتكم في الكلام
 
بسم الله الرحمن الرحيم
بالنسبة للأخ مصطفى سعيد، أرجو أن تكون منصفا في كلامك و ردك، و لا تتحامل، و إني و الله ما أريد إلا إظهار الحق الذي تشهد له النصوص الشرعية و أقوال الأئمة، لكن دعني أولا أقف على بعض ما جاء في جوابك الأخير:
قلت: " * ألا من خروج من هذا التقسيم ؟!
ألا يوجد فى الدنيا غير الخروج على على واعتزال واصل
ألم تجد أقوال أخرى أولى بالنقاش
أم جمدنا على ما فى بطون الكتب ولا نرى الواقع
أنا أمقت هذا التقسيم الذى أصبح بغير ذات معنى ولافائدة":إن هذا الكلام منك في غاية البطلان، و لا نصيب له من الصواب، كيف تهزأ و تدعي أن القول بتقسيم المسليمن إلى فرق جمود على ما في بطون الكتب و أنه بلا فائدة و أنك تمقته؟
ألا تعلم أن تقسيم الناس عموما أمر ذكره الله تعالى -و أنت الذي تقدم القرآن- في عدة مواضع من كتابه الحكيم، بل إنه سبحانه ذكر شيئا من هذا التقسيم في فاتحة كتابه، حيث ذكر الأصناف الثلاث: المنعم عليهم من أهل الإيمان، و المغضوب عليهم و هم اليهود و الضالون و هم النصارى، و كذا في السورة التي تليها: سورة البقرة، ألم يستفتح الله تعالى هذه السورة المباركة بذكر أقسام ثلاث: المؤمنون و الكافرون ثم المنافقون...
و في السنة، ألم يصح عن النبي صلى الله عليه و سلم في عدة أحاديث، أن هذه الأمة ستفترق على ثلاث و سبعين فرقة، كما في حديث أنس رضي الله عنه مرفوعا:" إن بني إسرائيل افترقت على إحدى و سبعين فرقة و إن أمتي ستفترق على اثنتين و سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة و هي : الجماعة"-صحيح الجامع-...
و قد ذكر أئمة الإسلام أن من هذه الفرق المعتزلة و الخوارج و القدرية و المرجئة و غيرها و صنفت في ذلك التصانيف الكثيرة.
فكيف تعارض بل و تمقت شيئا أخبر به النبي صلى الله عليه و سلم الذي قال عنه ربه:" و ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي"، و في الصحيحين من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه:" كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الخير و كنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني..، جاء في آخره قوله صلى الله عليه و سلم:" فاعتزل تلك الفرق كلها..."، فسماها فرقا.
أيليق بمن آمن بالله ربا و بنبيه رسولا و بالإسلام دينا أن يمقت و ينتقد أمرا صح عن النبي عليه الصلاة و السلام؟؟
[/COLOR]
قلت:" ما أفعله أننى أقرأ القرآن وأترك نفسى له ليهدينى ... وأجد فى أقوال أهل العلم أقوالا أجدها أحيانا– من وجهة نظرى – لاتنطبق مع الآية التى يفسرونها أو مع غيرها ... فلا آخذ نفسى بتلك الأقوال
أما ما تفعله أنت أنك تسير عكسى
بدلا من أن تجعل القرآن يهديك للحق .. آمنت بالقضية أولا لأنك سمعتها فى أدبيات بيئتك ، وذهبت تبحث عن دليل لها
وتعسقت فى استخراج الدليل ... فقلت أن آية فاطر دليل على الخروج من النار .
ثم تتهمنى أنا أنى أجادل
الذى يجادل هو من حمل الآية ماليس فيها .... أليس كذلك":
أسألك بالله: هل يمكن لأحد أن يكتفي بعقله و برأيه و فكره في فهم القرآن دون استنارة بأحاديث النبي صلى الله عليه و سلم و أقوال العلماء؟؟، لو كان الأمر كذلك، فما معنى قول الله تعالى:" و أنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم"؟ و ما معنى قول الله جل شأنه:" فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون"؟ و ما معنى قوله جل ذكره:"..و لو ردوه إلى الرسول و إلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم"...
و إذا كان بإمكان الإنسان أن يفهم القرآن بنفسه، فما بال الصحابة تشكل عليهم آيات كثيرة، فيينها لهم رسول الله صلى الله عليه و سلم، أأنت أعلم و أذكى من الصحابة؟؟ و هم فرسان الميدان في الفصاحة و البيان و في الحفظ و الفهم و رغم ذلك بين لهم النبي الكريم كثيرا مما أشكل عليهم، و لولا الإطالة لسقت لك نماذج كثيرة من ذلك،
لكن أكتفي بذكر مثالين:
عن عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه:" لما نزلت : ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم )، شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا : يا رسول اله : أينا لم يظلم نفسه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ليس ذاك إنما هو الشرك ألم تسمعوا قول لقمان لابنه : ( يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ؟ )
في رواية : " ليس هو كما تظنون إنما هو كما قال لقمان لابنه " . متفق عليه .
و عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها و أرضاها قالت:" قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" من حوسب يوم القيامة عذب قالت عائشة : أو ليس يقول الله : { فسوف يحاسب حسابا يسيرا } ؟ قال : ليس ذلك بالحساب إنما ذلك العرض و لكن من نوقش الحساب يهلك" -متفق عليه-.
ألم يصح عن حبر هذه الأمة عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما أنه قسم التفسير إلا أربعة أقسام:" قسم لا يعلمه إلا الله و قسم تعرفه العرب من لغتها و قسم يعرفه العلماء و قسم لا يعذر أحد بجهله"-أو كما قال-
إني لا أعجب أن ترى أن تفسير كل المفسيرن لا يتناسب مع الآية و أن تفسيرك هو الذي يوافقها- في وجهة نظرك كما قلت-، أليس هذا من التعالم، كيف يمكن أن يضل العلماء الراسخون في تفسير آية ثم يأتي من يرى أن تفسيره أنسب و أليق؟؟، ألم يقل الله تعالى:" هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب و أخر متشابهات، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة و ابتغاء تأويله و ما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا...".
و أخيرا، سبقت أن ذكرت لك عدة آيات في إثبات خروج من استحق النار منها ليدخل الجنة، منها آية فاطر و آيات الشفاعة، و ذكرت لك أقوال كثير من المفسرين الذين أجمعوا على حمل الشفاعة على الآخرة، و هذا قول كثير من السلف-و لم يقل أحد فيما أعلم بحمل ذلك على شفاعة الدنيا- ثم جئت أنت و خرقت هذا الإجماع - معتقدا خلاف ذلك -و الله المستعان-، مع أن من قواعد التفسير التي تعتمد في هذا العلم العظيم:" فهم السلف حجة يحتكم إليه لا عليه".
ثم سلمنا جدلا أن القرآن لا يدل على خروج الموحدين العصاة الذين استحقوا النار منها ليدخلوا الجنة، و قلت سلمنا جدلا- لأنك كما تعلم أني على يقين بالأدلة التي سقتها إليك-، لكن التسليم الجدلي من وسائل إثبات الحق للمخالف، فأقول سلمنا جدلا أنه لا دليل من القرآن على ذلك، اختلفت أنا و أنت في ثبوت دليل ذلك من القرآن، ما العمل و ما المخرج؟؟ و لمن نرد هذا النزاع بيني و بينك في هذه المسألة؟؟ لا شك أنك ستقول بما قال ربنا جل و علا حين قال آمرا سبحانه:" فإن تنازعتم في شيء فردوه إلا الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر، ذلك خير و أحسن تأويلا"، و قال جل في علاه:" فلا و ربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم"، إذن فكوننا مؤمنين يوجب علينا رد هذا الاختلاف و هذا النزاع إلى الرسول صلى الله عليه و سلم، ألم يقل صلى الله عليه و سلم:" شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي"، و قال:" يعذب ناس من أهل التوحيد فيطرحون في النار حتى يكونوا فيها حمما ثم تدركهم الرحمة فيخرجون و يطرحون على أبواب الجنة فيرش عليهم أهل الجنة الماء فينبتون كما ينبت الغثاء في حمالة السيل ثم يدخلون الجنة "، و كذا صح عنه صلى الله علسه و سلم في الحديث الطويل:"...ثم يقول الله : شفعت الملائكة و شفع الأنبياء و شفع المؤمنون و بقي أرحم
الراحمين . قال : فيقبض قبضة من النار - أو قال : قبضتين - ناس لم يعملوا لله خيرا قط ، قد احترقوا حتى صاروا حمما . قال : فيؤتى بهم إلى ماء يقال له : ماء الحياة فيصب عليهم ، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ، فيخرجون من أجسادهم مثل اللؤلؤ ، في أعناقهم الخاتم : عتقاء الله . قال : فيقال لهم : ادخلوا الجنة ، فما تمنيتم أو رأيتم من شيء فهو لكم ، عندي أفضل من هذا .
قال : فيقولون : ربنا ! و ما أفضل من ذلك ؟ قال : فيقول : رضائي عليكم ، فلا أسخط عليكم أبدا " .- متفق عليه-.
إذن فالحكم بيننا الرسول الكريم عليه من ربه أفضل الصلاة و التسليم، فقد بين في هذه الأحاديث و غيرها أن من دخل النار من هذه الأمة سيخرج لا محالة و لن يخلد فيها؟ ألا ترضى بقوله و بحكمه؟؟ و آمل ألا تعترض، لأنك تعلم أن كل حرف نطق به صلى الله عليه و سلم فيما يتعلق بالدين وحي من الله تعالى:" و ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى".
ثم أختم بتساؤل: إن كان الأمر كما تزعم: أن العاصي الذي يدخل النار من أمة الإسلام لن يخرج منها و سيخلد فيها، فما الفرق إذن بينه و بين الكافر، فالكل على قولك سيخلد في جهنم، أليس هذا طعن في عدل الله سبحانه، و وصفه بالظلم الذي نزه نفسه عنه بقوله:" إن الله لا يظلم مثقال ذرة" و قوله:" و ما ربك بظلام للعبيد"، أليست المساواة بين العاصي الموحد الذي صلى و صام و زكى و حج و قرأ القرآن و ....، لكنه أتى بكبائر و معاصيى استحق بسببها دخول النار، أليست المساواة بينه و بين الكافر و المشرك و الملحد، باعتباره مخلدا معهم في النار أليس هذا عين الظلم؟؟ و الله إنه من أكبر الظلم ، و لا أظن مسلما يقدر الله حق قدره يقول بهذا القول.






[/COLOR]
 
السلام عليكم
قلت:إن هذا الكلام منك في غاية البطلان، و لا نصيب له من الصواب، كيف تهزأ و تدعي أن القول بتقسيم المسليمن إلى فرق جمود على ما في بطون الكتب و أنه بلا فائدة و أنك تمقته؟
ألا تعلم أن تقسيم الناس عموما أمر ذكره الله تعالى –.........
و في السنة، ألم يصح عن النبي صلى الله عليه و سلم في عدة أحاديث، أن هذه الأمة ستفترق على ثلاث و سبعين فرقة، ...........
و قد ذكر أئمة الإسلام أن من هذه الفرق المعتزلة و الخوارج و القدرية و المرجئة و غيرها و صنفت في ذلك التصانيف الكثيرة.
**ظلمتنى إذاً ،
أنا قلت : ألا يوجد فى الدنيا غير الخروج على على واعتزال واصل
ألم تجد أقوال أخرى أولى بالنقاش
أم جمدنا على ما فى بطون الكتب ولا نرى الواقع
أنا أمقت هذا التقسيم الذى أصبح بغير ذات معنى

أنا أتكلم على تقسيم الفكر إلى خوارج ومعتزلة ... لاعلى مبدأ التقسيم نفسه ،
أنا أقصد أن هناك فرق وفلسفات أخرى كثير
فلما تحصرنى بين الخوارج والمعتزلة
إن قلت أن صاحب الكبيرة التى لم يتب منها ولم تكفرها الذنوب وأحاطت به ودخل بسببها النار فلن يخرج لأنه ليس هناك ماينقذه بعدما حقت عيه كلمة العذاب ...إن قلت ذلك وسمتنى أننى من الخوارج .
دع هذا التقسيم ، وليكن التقسيم الأولى
اليهود قالوا ...سيمكث أياما معدودة
النصارى قالوا سينقذه المسيح
بعض المسلمين قالوا سيخرجه النبى بعد حين بشفاعته بدون دليل على هذه الشفاعة
*أسألك بالله: هل يمكن لأحد أن يكتفي بعقله و برأيه و فكره في فهم القرآن دون استنارة بأحاديث النبي صلى الله عليه و سلم و أقوال العلماء؟؟،
**لا طبعا
ولكن اسألك ماذا تسمى سؤال أم المؤمنين عائشة فى الحديث الذى ذكرته ؟
و عن أم المؤمنين عائشة و أرضاها قالت:" قال رسول الله صلى الله عليه و سلم:" من حوسب يوم القيامة عذب قالت عائشة : أو ليس يقول الله : فسوف يحاسب حسابا يسيرا ؟ قال : ليس ذلك بالحساب إنما ذلك العرض و لكن من نوقش الحساب يهلك" -متفق عليه-.
هل هو جدال ، أم تدبر ، أم رد شبهة أم ماذا ؟
وماذا تقول عن الشواهد التى يأت بها معارضك .... هل ترد عليها
آية البقرة " لن تمسنا النار إلا أياما .." ، وآية " وأما من خفت موازينه "
وبالمناسبة إن آية القارعة فى المؤمنين الذين يقام لهم وزن ، أما الكافرين " فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا "" الكهف 105
*سلمنا جدلا أنه لا دليل من القرآن على ذلك، اختلفت أنا و أنت في ثبوت دليل ذلك من القرآن، ما العمل و ما المخرج؟؟ و لمن نرد هذا النزاع بيني و بينك في هذه المسألة؟؟ لا شك أنك ستقول بما قال ربنا جل و علا حين قال آمرا سبحانه:" فإن تنازعتم في شيء فردوه إلا الله و الرسول إن كنتم تؤمنون بالله و اليوم الآخر، ذلك خير و أحسن تأويلا"،
............. إذن فكوننا مؤمنين يوجب علينا رد هذا الاختلاف و هذا النزاع إلى الرسول صلى الله عليه و سلم،
**نعم ... نرده إلى الله و الرسول
..........
...........
* ثم أختم بتساؤل: إن كان الأمر كما تزعم: أن العاصي الذي يدخل النار من أمة الإسلام لن يخرج منها و سيخلد فيها، فما الفرق إذن بينه و بين الكافر، فالكل على قولك سيخلد في جهنم، أليس هذا طعن في عدل الله سبحانه، و وصفه بالظلم الذي نزه نفسه عنه بقوله:" إن الله لا يظلم مثقال ذرة" و قوله:" و ما ربك بظلام للعبيد"، أليست المساواة بين العاصي الموحد الذي صلى و صام و زكى و حج و قرأ القرآن و ....، لكنه أتى بكبائر و معاصيى استحق بسببها دخول النار، أليست المساواة بينه و بين الكافر و المشرك و الملحد، باعتباره مخلدا معهم في النار أليس هذا عين الظلم؟؟ و الله إنه من أكبر الظلم ، و لا أظن مسلما يقدر الله حق قدره يقول بهذا القول.
لا لست معك
أول ملاحظة أنك أعملت العقل وتساءلت... كيف تساوى بين الكافر ومرتكب الكبيرة .... هذا ظلم ... الخ ، اقرأ هذه المساواة ".... يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَٰنُهَا لَمْتَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِيۤ إِيمَٰنِهَا خَيْراً ...." الأنعام 158
ثانيا صاحب الكبيرة ترديه كبيرته حال عدم توبته ، وحال كون كبائره أعظم من صلاته وحجه و.... الخ ، جعلت موازينه تخف " وأما من خفت موازينه " .... تقول سيخرج من هذه الهاوية ، سيتبرأ أو يُبرأ من أمه هذه – النار - ....
وأسألك بدورى
لماذا لم تعلق على استشهادى بآية البقرة وآل عمران عن قول اليهود " لن تمسنا النار إلا أياما .... "

حياك الله
 
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
قرأت صباح هذا اليوم كلاما لشيخ الإسلام يقول فيه- رحمه الله-:" وقد كان العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إذا تنازعوا في الأمر اتبعوا أمر الله تعالى في قوله : { فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا } وكانوا يتناظرون في المسألة مناظرة مشاورة ومناصحة..."-من مجموع الفتاوى-
فقلت في نفسي نحن مأمورون بالاقتداء بسلفنا، فقررت أن أستمر في مناظرتك و مناقشتك في هذا الموضوع لعل الله يظهر لك الحق.
- قولك:"ولكن اسألك ماذا تسمى سؤال أم المؤمنين عائشة فى الحديث الذى ذكرته ؟...هل هو جدال ، أم تدبر ، أم رد شبهة أم ماذا ؟".
من مصادرالصحابة رضي الله عنهم في التفسير اعتماد الرأي و الاجتهاد، و الأمثلة على ذلك كثيرة، أمابخصوص سؤالك، فإن عائشة رضي الله عنها استشكلت فهم الآية فبين لها النبي صلى الله عليه و سلم و لم يقرها على فهمها. و قد أشكلت آيات من القرآن على بعض الصحابة فكان النبي صلى الله عليه و سلم يبين لهم كل ما أشكل عليهم، و من ذلك ما أشكل عليهم في لفظ الظلم -في آية الأنعام- فبين لهم أن المقصود بالظلم هنا الشرك، و الأمثلة على هذا كثيرة أيضا.
- قولك:" وماذا تقول عن الشواهد التى يأت بها معارضك .... هل ترد عليها
آية البقرة " لن تمسنا النار إلا أياما .." ، وآية " وأما من خفت موازينه "
وبالمناسبة إن آية القارعة فى المؤمنين الذين يقام لهم وزن ، أما الكافرين " فلا نقيم لهم يوم القيامة وزنا "" الكهف".
أقول: بالنسبة لآية البقرة فإنها بخصوص أهل الكتاب من اليهود الذين زعمت طائفة منهم بأنهم سيعذبون بعدد أيام الأسبوع لذلك ناسب التعبير بجمع القلة:" لن تمسنا النار إلا أياما معدودات"، و طائفة أخرى زعمت أنهم سيعذبون مدة عبادة أجدادهم العجل فناسب التعبير بجمع الكثرة:" لن تمسنا النار إلا أياما معدودات"، و الأية الأولى في البقرة و الثانية في آل عمران.
فما علاقة هذه الآية بموضوعنا فهي بخصوص اليهود المخلدون -قطعا في النار-، و نحن نتكلم عن مؤمنين موحدين، فأرجو ألا تخلط بين الأمور و لا تحتج بآيات في غير موضوعها.
و أما آية القارعة فهي فيمن كانت له حسنات أقل من سيئاته أو لم تكن له حسنة مطلقا، يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى:" { وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ } بأن لم تكن له حسنات تقاوم سيئاته"اهـ و يقول الإمام البيضاوي:"{ وأما من خفت موازينه } بأن لم يكن له حسنة يعبأ بها أو ترجحت سيئاته على حسناته "اهـ.
و لا شك أن من كان كذلك فإنه يؤتى كتابه بشماله، و أما صاحب التوحيد فإن معه أعظم إكسير للذنوب.
- قلت معقبا على قولي بأن الحكم على العاصي بالخلود في النار تسوية له بالكافر، و أن هذا عين الظلم الذي يتنزه عنه البارئ سبحانه كما دلت على النصوص الكثيرة:" لا لست معك، أول ملاحظة أنك أعملت العقل وتساءلت... كيف تساوى بين الكافر ومرتكب الكبيرة .... هذا ظلم ... الخ ، اقرأ هذه المساواة ".... يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَٰنُهَا لَمْتَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِيۤ إِيمَٰنِهَا خَيْراً ...." الأنعام 158".".
قبل أن أجيبك على هذه الآية أدعوك إلا الاستغفار و التوبة من قولك:" لست معك": أنا أقول لك أن الحكم على المؤمن الموحد الذي عرف ربه و سجد له و دعاه و...الحكم عليه بالخلود في النار تسوية له بالكافر الذي كفر بربه و استكبر عن عبادته، و هذه التسوية عين الظلم و الله حرم على نفسه الظلم، فكيف تقول معقبا على هذا بأنك لست معي؟
أما بالنسبة لاستدلالك بالآية فهو الآخر استدلال غير مناسب، و ذلك أن قوله تعالى:" يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَٰنُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِيۤ إِيمَٰنِهَا خَيْراً ...." الأنعام 158-، فهذه الآية معناها أن المؤمن لا ينتفع بعمله الصالح الذي يعمله عند معاينة بعض علامات الساعة الكبرى-كطلوع الشمس من مغربها- إذا لم يكن عاملا به قبل ذلك، يقول السعدي رحمه الله تعالى:" لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا } أي: إذا وجد بعض آيات الله لم ينفع الكافر إيمانه إن آمن، ولا المؤمنَ المقصر أن يزداد خيرُه بعد ذلك، بل ينفعه ما كان معه من الإيمان قبل ذلك، وما كان له من الخير المرجوِّ قبل أن يأتي بعض الآيات.
و أما بالسبة لآية البقرة و آل عمران فقد بينت لك أنهما في اليهود.
فأرجو ألا تستمر في التشبت برأيك و إيراد الشبه، و اقبل الحق الذي أجمع عليه أهل السنة قاطبة، و دلت عليه نصوص الكتاب و السنة...كيف تقبل لنفسك أن تتمادى في مخالفة كل هذا؟ فأدعوك مرة أخرى إلى الاستسلام للنصوص و ألا تحكم عقلك أكثر من اللازم، فإن النص حاكم على العقل لا العكس، و ما ضل من ضل من أهل البدع إلا لأنهم عكسوا المسألة فجعلوا العقل حاكما، فما وافق عقولهم قبلوه و ما خالفها رفضوه أو أولوه، و لا شك أن هذا ضلال، عياذا بالله تعالى.
و اقرأ معي قول الإمام فخر الدين الراوي رحمه الله تعالى، عندما تبين له الحق و قد كان من أئمة أهل الكلام، لكنه بمجرد ظهور الحق لم يكابر و لم يعاند بل تراجع عن مذهبه و استسلم للحق الذي يعلو و لا يعلى عليه، يقول رحمه الله تعالى:
نهاية إقدام العقول عقال ... وغاية سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا ... وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه : قيل وقالوا
فكم قد رأينا من رجال ودولة ... فبادوا جميعا مسرعين وزالوا
وكم من جبال قد علت شرفاتها ... رجال ، فزالوا والجبال جبال.
و الإمام الغزالي رحمه الله تعلى كذلك يموت و صحيح البخاري على صدره، بعد أن كان من أئمة الكلام.
فلم تمنعهم إمامتهم في الكلام و تقديمهم العقل على النص من الاستسلام و التوبة بمجرد أن تبين لهم الحق و ظهر.
نسأل الله الهداية.

 
طال هذا الموضوع، وسبق في الملتقى عدد من الموضوعات المشابهة التي لم يفد طول النقاش فيها.
مبدأ السؤال أيها الكرام يبين لنا سبب إيراده، فهو وارد من سائل لا يثبت حجية السنة ومنزلتها من الدين، ومثل هذا -بالتجربة- لا يجاب عنه بالدخول في التفاصيل، بل بالجواب المجمل الذي يؤسس لأصل القضية في بيان حجيّة السنة من الدين، لأن النقاش دون تأسيس هذا الأصل محض تضييع للوقت.
وفي تأصيل هذا يمكن الرجوع إلى كتاب الإمام الشافعي رحمه الله (جماع العلم)، فقد كتبه بناء على مثل هذه الشبهة، وردها على طريقة السؤال والجواب، وهو كتاب مختصر ماتع مكتنز علما وبلاغة، وحسبك بهذا الإمام علمًا، ويمكن قراءة بدايته إلى صفحة 32 من طبعة أحمد شاكر إن أردت الاقتصار على مبحث حجية السنة [ رابط الكتاب ].

أما الإشكالات التي يطرحها أخي مصطفى فلا أظنها صادرة عن إشكال عنده في هذا الأصل، بل هي إشكالات في فهم الآيات، يمكن أن تزال بالمدارسة وفهم الآيات على وجهها، وربطها بصحيح السنة.. والله أعلم.​
 
وعليكم السلام و رحمة الله تعالى و بركاته

أبدأ بما انتهيت به

*فأرجو ألا تستمر في التشبت برأيك و إيراد الشبه، و اقبل الحق الذي أجمع عليه أهل السنة قاطبة، و دلت عليه نصوص الكتاب و السنة...
** نحن نتساءل على نص الكتاب الذى قال هذا
كيف تقبل لنفسك أن تتمادى في مخالفة كل هذا؟ فأدعوك مرة أخرى إلى الاستسلام للنصوص و ألا تحكم عقلك أكثر من اللازم، فإن النص حاكم على العقل لا العكس، و ما ضل من ضل من أهل البدع إلا لأنهم عكسوا المسألة فجعلوا العقل حاكما، فما وافق عقولهم قبلوه و ما خالفها رفضوه أو أولوه، و لا شك أن هذا ضلال، عياذا بالله تعالى.
و اقرأ معي قول الإمام فخر الدين الراوي
تعالى، عندما تبين له الحق و قد كان من أئمة أهل الكلام، لكنه بمجرد ظهور الحق لم يكابر و لم يعاند بل تراجع عن مذهبه و استسلم للحق الذي يعلو و لا يعلى عليه، يقول تعالى:
نهاية إقدام العقول عقال ... وغاية سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا ... وحاصل دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا ... سوى أن جمعنا فيه : قيل وقالوا
فكم قد رأينا من رجال ودولة ... فبادوا جميعا مسرعين وزالوا
وكم من جبال قد علت شرفاتها ... رجال ، فزالوا والجبال جبال.

** النص حاكم على العقل .... هذا يقين ،
ولكن ليس فهم الآخرين للنص هو الحاكم
ولديك المثال ... فأنا لاأؤمن أن غاية سعى العالمين ضلال .... لأن المؤمنين ليس سعيهم ضلال ولا غايته ضلال ، فلما تردد هذا الكلام بلا تفكر ؟!
والرجل يقول أنه ضيع عمره فى قيل وقالوا ...فلما تصر أنت أن تكون مثله ؟!

*أقول: بالنسبة لآية البقرة فإنها بخصوص أهل الكتاب من اليهود الذين زعمت طائفة منهم بأنهم سيعذبون بعدد أيام الأسبوع لذلك ناسب التعبير بجمع القلة:" لن تمسنا النار إلا أياما معدودات"، و طائفة أخرى زعمت أنهم سيعذبون مدة عبادة أجدادهم العجل فناسب التعبير بجمع الكثرة:" لن تمسنا النار إلا أياما معدودات"، و الأية الأولى في البقرة و الثانية في آل عمران.
فما علاقة هذه الآية بموضوعنا فهي بخصوص اليهود المخلدون -قطعا في النار-، و نحن نتكلم عن مؤمنين موحدين، فأرجو ألا تخلط بين الأمور و لا تحتج بآيات في غير موضوعها.


**إن كان الأمر كذلك فكل ما أتى عن أهل الكتاب فى القرآن لايخصنا
مثل " واستعينوا بالصبر والصلاة ... "
ومن لم يحكم بما أنزل الله فاؤلئك هم ال..... "
الخ ... وهذا غير صحيح بل إنه يخصنا ونهى لنا أن نُخطأ نفس خطأهم
فكيف تسنكر أن يكون للآية علاقة بموضوعنا ... بل هى عين موضوعنا ..
رجل من أتباع الرسل يتبع منهج الرسول الذى عاصره ولكن سيئاته فاقت حسناته فطرح فى النار ، قررت الآيتين أنه لايخرج منها لأنه لاعهد من الله له بذلك .
تقول اليهود مخلدون قطعا فى النار - وهم كذلك - ولكن ألم تسأل نفسك : لماذا وهم موحدون ؟ هل بسبب شوائب فى عقيدتهم أم بسبب مخالفات فى عملهم ؟
كله محتمل ....ولكن النتيجة أنهم مخلدون رغم توحيدهم
فما الذى يجعل غيرهم غير مخلد رغم أنه مثلهم فى بعض الاعتقادات وفى بعض المعاصى ؟
أليس من يكنز الذهب والفضة مثلهم ولاينفقها فى سبيل الله سيعاقب مثلهم ؟!
إنه أمر عجيب أن تقول إنها فى اليهود !!
"وَقَالُواْ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ ٱللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ ٱللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيـۤئَتُهُ فَأُوْلَـۤئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " البقرة 80 ،81 ،
الحكم فى الآية 81 عام ... لاتقل أنه فى اليهود

*و أما آية القارعة فهي فيمن كانت له حسنات أقل من سيئاته أو لم تكن له حسنة مطلقا، يقول العلامة السعدي تعالى:" وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ بأن لم تكن له حسنات تقاوم سيئاته"اهـ و يقول الإمام البيضاوي:"وأما من خفت موازينه بأن لم يكن له حسنة يعبأ بها أو ترجحت سيئاته على حسناته "اهـ.
و لا شك أن من كان كذلك فإنه يؤتى كتابه بشماله، و أما صاحب التوحيد فإن معه أعظم إكسير للذنوب.

**انظر إلى التناقض فى قولك : وأما صاحب التوحيد فإن ....
نحن لانقارن بين صاحب التوحيد وغيره ... فقد تكلم الجزء الأول من الآية عن غير المؤمن ، بل نقارن بين رجلين من أصحاب التوحيد
رجل فاقت حسناته سيئاته فدخل الجنة
ورجل آمن ولم يكسب فى ايمانه خيرا ... أى فاقت سيئاته حسناته .... فخفت موازينه فأمه هاوية ..... هل يترك أمه هذه ويخرج منها أم أن الآية نافية لهذا الخروج ؟
*- قلت معقبا على قولي بأن الحكم على العاصي بالخلود في النار تسوية له بالكافر، و أن هذا عين الظلم الذي يتنزه عنه البارئ سبحانه كما دلت على النصوص الكثيرة:" لا لست معك، أول ملاحظة أنك أعملت العقل وتساءلت... كيف تساوى بين الكافر ومرتكب الكبيرة .... هذا ظلم ... الخ ، اقرأ هذه المساواة ".... يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَٰنُهَا لَمْتَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِيۤ إِيمَٰنِهَا خَيْراً ...." الأنعام 158".".
قبل أن أجيبك على هذه الآية أدعوك إلا الاستغفار و التوبة من قولك:" لست معك"

**أستغفر الله مما أعلم ومما لم أعلم
*أما بالنسبة لاستدلالك بالآية فهو الآخر استدلال غير مناسب، و ذلك أن قوله تعالى:" يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ ءَايَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْساً إِيمَٰنُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِيۤ إِيمَٰنِهَا خَيْراً ...." الأنعام 158-، فهذه الآية معناها أن المؤمن لا ينتفع بعمله الصالح الذي يعمله عند معاينة بعض علامات الساعة الكبرى-كطلوع الشمس من مغربها- إذا لم يكن عاملا به قبل ذلك، يقول السعدي قال تعالى:" لا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا أي: إذا وجد بعض آيات الله لم ينفع الكافر إيمانه إن آمن، ولا المؤمنَ المقصر أن يزداد خيرُه بعد ذلك، بل ينفعه ما كان معه من الإيمان قبل ذلك، وما كان له من الخير المرجوِّ قبل أن يأتي بعض الآيات.
* لانختلف .. ما كان معه من الايمان والعمل الصالح قبل ذلك ينفعه ، قررت الآية أنه مؤمن ليس معه عمل صالح يُكسبه فى ايمانه خير فلا ينفعه هذا الايمان ، فى هذا الوقت ، ثم سيستمر عدم النفع لأنه لن يزداد خيرا بعد ذلك فى الحشر أو الحساب ...، وفى الميزان رجحت سيئاته هذا الايمان ... فطرح فى النار ،
فى النار سيكون فى دركة غير دركة الكافر الذى لم يؤمن ابتداءا
إذن الفرق بينه والكافر أن الكافر لم ينصب له ميزان مثله وأنه فى دركة أسفل منه
ولكن من حيث الخلود فلادليل من القرآن على خروج أحد
*و أما بالسبة لآية البقرة و آل عمران فقد بينت لك أنهما في اليهود.

**وأنا قلت أن هذا مرفوض ... بل فيهم وفى كل من قال بقولهم .
والله أعلم
حياك الله
 
حوار جميل
أراه بين متدبر للقرآن ومفسر للقرآن
وبينهما فرق واختلاف
ننتظر نهاية النقاش
جزاكم الله خيرا
 
ما شاء الله أنا فعلا مستمتع بهذا الحوار فجزاكم الله خيرا
ولكن ورد عندي إشكال عندما قال الأخ مصطفى أن الكافر سوف يكون في دركة أسفل من المؤمن صاحب الكبائر في النار وهو أنني قرأت منذ زمن بعيد بأن أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم هو أهون أهل النار عذابا وهو كافر كفرا أكبر وخالد في النار وهذا لا خلاف فيه فكيف يكون الكافر أهون عذابا في النار من المؤمن الذي ارتكب الكبائر وقد بحثت عن الحديث على الإنترنت وهذا نصه فقد روى مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أهْوَنُ أهلِ النَّار عَذاباً أبُو طالِب وهوَ مُنْتَعِلٌ بنَعْلَيْنِ مِنْ نارٍ يَغْلِي مِنْهُما دِماغُهُ.)
فأرجو الرد من الأخ مصطفى بارك الله فيه على هذا الإشكال
 
نعم هذا ما أفهمه من الحديث من قول النبي صلى الله عليه وسلم (أهون أهل النار) فالكافرين المخلدين في النار هم من يصدق فيهم أنهم أهل النار أما المؤمنين الموحدين من أصحاب الكبائر فحسب ما أعتقد أنهم لا يخلّدون في النار وأنهم سيخرجون منها فلا يحق أن يقال أنهم أهل النار وبهذا يزول الإشكال .....
أما إذا قلنا بخلود أهل الكبائر في النار فأظن أن لفظة ( أهل النار ) سوف تشملهم لأنهم أصبحوا أهلها بخلودهم فيها مثل الكافرين فهنا يأتي الإشكال كيف يكون الكافر المخلد في النار أهون عذابا من المؤمن المخلد في النار؟
 
لو قسنا بالعدل الإلهي فابليس واحد من الجن أي من الثقلين وأصر على معصية واحدة فقط واستحق كلمة العذاب واللعنة.
والله عادل ومعنى هذا أن كل فرد من الثقلين اذا أصر على معصية واحدة استحق كلمة العذاب.
والدليل أن آدم عليه السلام طرد من الجنة بمعصية واحدة فقط ولكنه لم يصر وتاب فتاب الله عليه.
فلا يوجد فرق بين لو أن الشخص أصر على معصية رافضا أمرا من أوامر الله عنادا واصرارا ولم يتب وبين أن يكون رافضا لكل الأوامر .أقصد من ناحية غضب الله عليه

والله أعلم ولكن هذا ما يفهم من تدبر الآيات
 
نعم هذا ما أفهمه من الحديث من قول النبي صلى الله عليه وسلم (أهون أهل النار) فالكافرين المخلدين في النار هم من يصدق فيهم أنهم أهل النار أما المؤمنين الموحدين من أصحاب الكبائر فحسب ما أعتقد أنهم لا يخلّدون في النار وأنهم سيخرجون منها فلا يحق أن يقال أنهم أهل النار وبهذا يزول الإشكال .....
أما إذا قلنا بخلود أهل الكبائر في النار فأظن أن لفظة ( أهل النار ) سوف تشملهم لأنهم أصبحوا أهلها بخلودهم فيها مثل الكافرين فهنا يأتي الإشكال كيف يكون الكافر المخلد في النار أهون عذابا من المؤمن المخلد في النار؟
السلام عليكم
يبدو أن المداخلة السابقة حدث فيها خطأ ما فلم تكتمل
على كل حال
إن أهل النار دركات
فهناك من يعرفون بسيماهم ويؤخذون بالنواصى والأقدام .... أولئك المجرمون ... يدخلون النار بغير حساب
وهناك من يجادلون عن أنفسهم ويقولون عملنا أعمال خير - مثل أبى طالب - ولكن لعدم ايمانهم أو لشركهم يُجعل ماعملوا هباءا منثورا
وهناك المؤمن الموحد فى العقيدة المشرك فى بعض الأعمال ... حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أمة جاثية فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ورجل يقتل في سبيل الله ورجل كثير المال فيقول الله تبارك وتعالى للقارئ ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي صلى الله عليه وسلم قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما علمت قال كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار فيقول الله تبارك وتعالى له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال فلان قارئ فقد قيل ذاك ويؤتى بصاحب المال فيقول الله له ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما آتيتك قال كنت أصل الرحم وأتصدق فيقول الله له كذبت وتقول الملائكة له كذبت ويقول الله بل إنما أردت أن يقال فلان جواد فقد قيل ذاك ويؤتى بالذي قتل في سبيل الله فيقال له في ماذا قتلت فيقول أمرت بالجهاد في سبيلك فقاتلت حتى قتلت فيقول الله له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال فلان جريء فقد قيل ذاك ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ركبتي فقال يا أبا هريرة أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة.
وهؤلاء الأُول من المؤمنين الذين يدخلون النار
ثم من يكون لهم ميزان .... من قُبل منهم التوحيد ، من عمل حسنة واحدة فهى له عشر ....حتى أضعافا كثيرة وفق جدول معلوم للعاملين حتى الأجر بغير حساب، والسيئة بمثلها
فمن رجحت سيئاته رغم هذا الفضل الالهى أليس من أصحاب النار ؟
فرق البعض بين أصحاب النار وأهل النار فقال بعضهم أن أصحاب أقوى من أهل ، وقال آخرون بل أهل أقوى وفريق ثالث قال إنهما بمعنى .... فما رأيك؟
وسؤال آخر للتدارس
هل المذكورون فى آيات الأعراف كفار أم مؤمنون رجحت سيئاتهم
"وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَا وَٱسْتَكْبَرُواْ عَنْهَآ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ " الأعراف 36
" وَنَادَىۤ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ أَصْحَابَ ٱلنَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقّاً فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلظَّالِمِينَ " الأعراف 44
الواضح أن كلاهما يسمى أصحاب النار
فى الآية 36 المكذبين المستكبرين هم أصحاب النار ، وفى الآية 44 من ميزهم الميزان هم من المؤمنين وهم أصحاب النار أيضا
والله أعلم
ولو قست الأمر عقليا لقلت أن المؤمن يعاقب على قدر معصيته فى النار ثم يخرج ، ولكن السؤال الذى عنونت به الموضوع ياأخ هانى : هل من دليل من القرآن على ذلك ؟
 
يوقف هذا الموضوع مؤقتًا أيها الأحبة، رغبة في التروي في الردود، وعدم التسرع في إبداء الرأي، واستكتابًا لبعض المتخصصين.​
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى