هل مازال في التفسير ما لم يحسم بعد ؟

مسافر وحدي

New member
إنضم
03/09/2008
المشاركات
67
مستوى التفاعل
0
النقاط
6
المشايخ الكرام السلام عليكم
هل يمكن ان نقول اننا نعرف بشكل قاطع تفسير ايات القران الكريم - بخلاف الحروف المقطعة - ام بقى ما هو في علم الله او بين الاحتمالات .
 
التفسير - كغيره من العلوم الشرعية - لم يحسم ولن يحسم ؛ وسيبقى فيه مجال للبحث والمدارسة ، والترجيح بين الأقوال المختلفة .
 
ليس في القرآن ما لا معنى له , أو ما لا يُعلَمُ معناه ؛ بل كل ما في القرآن معلوم المعنى ومنه الأحرف المقطعة .
 
ليس في القرآن ما لا معنى له , أو ما لا يُعلَمُ معناه ؛ بل كل ما في القرآن معلوم المعنى ومنه الأحرف المقطعة .

من أين هذا ؟
وبعد نقل سلفكم فيه ؛ فما هو المعنى الراجح عندكم للحروف المقطعة ؛ وما هو أصح الأقوال في معنى آية آل عمران ؟
 
[FONT=&quot]قال تعالى:
[/FONT]

[FONT=&quot]{هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَاب}[/FONT][FONT=&quot][آل عمران:7][/FONT][FONT=&quot][/FONT]
 
ليس في القرآن ما لا معنى له , أو ما لا يُعلَمُ معناه ؛ بل كل ما في القرآن معلوم المعنى ومنه الأحرف المقطعة .

لا أدرى : هل التبس الأمر على الأخ نايف فخلط ما بين التفسير ومعانى الألفاظ ؟!
أم أن التفسير عنده لا يعنى أكثر من معانى الألفاظ ؟!!
فالأخ الفاضل صاحب السؤال إنما كان يسأل عن ( تفسير آيات القرآن ) وليس عن معانى ألفاظه
ومن المعلوم أن بينهما فرق كبير
وغنى عن البيان أن سورة النصر – على سبيل المثال - كانت معلومة المعنى للصحابة الكرام أشياخ بدر - رضوان الله عليهم - من جهة اللغة والألفاظ ، ولكنهم جميعا لم يحيطوا بكامل معانيها حتى أنبأهم ابن عباس - رضى الله عنهما - بأنها تشير إلى دنو أجل النبى صلى الله عليه وسلم ، فثبت بذلك أن تفسير القرآن يُعد أوسع من مجرد العلم بمعانى الألفاظ
ومعلوم كذلك أن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم لم يفهموا المراد من لفظة ( ظُلم ) فى قوله تعالى " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " حتى أنبأهم النبى صلى الله عليه وسلم بأن المراد به هو الشرك مستشهدا بقوله تعالى : " إن الشرك لظلم عظيم "
فكيف يقال بعد هذا أن كل ما فى القرآن معلوم المعنى ، بما فى ذلك الأحرف المقطّعة ؟!!
ثم لو كانت العبارة الأخيرة صحيحة فلماذا تعددت أقوال المفسرين فيما تعنيه الأحرف المتقطعة حتى أنها قد بلغت فى احصاء الإمام الفخر الرازى أكثر من عشرين قولا ؟! !
بل لا تزال محاولات تفسيرها لا تتوقف ولا تنقطع حتى وقتنا الحاضر
فلماذا كان هذا لو كانت تلك الحروف معلومة المعنى ؟؟!!!!
ثم ما هو ذلك المعنى المعلوم لها ؟!
ولماذا لم يعبأ به مفسرو القرآن فذكروا من معانيها ما جاوز العشرين ؟!!!
 
في هذا الموضوع وهذا وهذا ما يزيد الكلام إيضاحاً بإذن الله .
وأحث إخواني على قراءة مقدمة تفسير ابن جرير رحمه الله ؛ فقد أجاب عن هذا السؤال في مواضع متعددة منها .
 
فالأخ الفاضل صاحب السؤال إنما كان يسأل عن ( تفسير آيات القرآن ) وليس عن معانى ألفاظه
ومن المعلوم أن بينهما فرق كبير
ما هو هذا الفرق الكبير ؟

وغنى عن البيان أن سورة النصر – على سبيل المثال - كانت معلومة المعنى للصحابة الكرام أشياخ بدر - رضوان الله عليهم - من جهة اللغة والألفاظ ، ولكنهم جميعا لم يحيطوا بكامل معانيها حتى أنبأهم ابن عباس - رضى الله عنهما - بأنها تشير إلى دنو أجل النبى صلى الله عليه وسلم
- هل جميع أشياخ بدر حضروا ذلك المجلس ؟
- وهل كان يجهل عمر ذلك المعنى أيضاً ؟
- وكيف جميع أشياخ بدر لم يحيطوا بكامل معانيها ؟ وأنت تقول قبل ذلك : كانت معلومة المعنى لهم !
المعنى هو المعنى , والمعنى عند من حضر من أشياخ بدر هو نفسه المعنى عند ابن عباس . فما الذي أضافه ابن عباس ؟ ما أضافه ابن عباس هو ما يسميه العلماء : الاستنباط .
ومن لا يفرق بينهما يقع في مثل هذا الخلط .

ومعلوم كذلك أن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم لم يفهموا المراد من لفظة ( ظُلم ) فى قوله تعالى " الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " حتى أنبأهم النبى صلى الله عليه وسلم بأن المراد به هو الشرك مستشهدا بقوله تعالى : " إن الشرك لظلم عظيم "
الصحابة رضي الله عنهم فهموا المراد من لفظة الظلم في الآية ؛ وهو : عموم الظلم , فقالوا : (وأيّنا لم يظلم نفسه) , وهذا المعنى صحيح سليم في لسانهم الذي نزل به القرآن , فكيف يُقَال أنهم لم يفهموا المُراد ؟!
وقول النبي صل1 لهم : (إنه ليس بالذي تذهبون إليه) ليس إتكاراً لأخذهم بمعنى اللفظ في لسانهم , وإنما توجيه إلى اعتبار المعاني القرآنية المشابهة للَّفظ في القرآن , وقد دَلَّ على ذلك توجيهه لهم بقوله : (ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح ؟) ؛ إذ كان بإمكانه أن يقول : (هو الشرك) بلا تبيين لوجه معرفته ودليله .
فعبارة الأخ العليمي مجانبة للصواب وفي الروابط السابقة ما يدلّ بالتفصيل على أنه ليس في القرآن ما لم يعلم معناه رسول الله صل1 , كما ليس فيه ما لا يعلم معناه صحابته على العموم رضي الله عنهم .

فكيف يقال بعد هذا أن كل ما فى القرآن معلوم المعنى ، بما فى ذلك الأحرف المقطّعة ؟!!
من يقول أن هذه الأحرف لا معنى لها إنما يُخبرُ عن حّدِّ نفسه , ومنتهى علمه ؛ فلا معنى لها عنده يعرفه .
وقد أمر الله الناس مؤمنهم وكافرهم بتدبر جميع القرآن , وقامت الحجة على الناس بجميعه , فكيف تقوم عليهم الحجة بما لا يعرفون معناه ؟! وكيف يكلفهم ما لا يستطيعون ويأمرهم بتدبر ما لا يعرفون معناه , فهذا أعظم الحرج ؟!
وقد كان المشركون واليهود زمن التنزيل أحرص الناس على الصد عن القرآن وتكذيبه ؛ فلو كانت هذه الحروف المقطعة مجهولة المعنى عندهم لكانت خير سبيل في الطعن في القرآن وردّه بأنه جاءهم بما لا يعرفونه في لسانهم , وخاطبهم بما ليس من معهود خطابهم .

ثم لو كانت العبارة الأخيرة صحيحة فلماذا تعددت أقوال المفسرين فيما تعنيه الأحرف المتقطعة حتى أنها قد بلغت فى احصاء الإمام الفخر الرازى أكثر من عشرين قولا ؟!!
بل لا تزال محاولات تفسيرها لا تتوقف ولا تنقطع حتى وقتنا الحاضر
فلماذا كان هذا لو كانت تلك الحروف معلومة المعنى ؟؟!!!!
وما علاقة هذا بهذا ؟
ما علاقة اختلاف المفسرين في تحديد معنى الأحرف المقطعة بعدم معرفتهم لمعناها ؟
وهل اختلاف المفسرين في تحديد معنىً ما دليلٌ على عدم معرفتهم لذلك المعنى ؟!
هذه طريقة غريبة في الاستدلال , ولو أخذنا بها لقلنا في كل موضع اختلف فيه المفسرون أو كثُر فيه اختلافهم : هذا دليلٌ على أن معنى هذه الآية غير معروف وإلاّ لَمَا اختلفوا !!

ثم ما هو ذلك المعنى المعلوم لها ؟!
ولماذا لم يعبأ به مفسرو القرآن فذكروا من معانيها ما جاوز العشرين ؟!!!
عدم معرفتك للمعنى لا يعني عدم وجوده , بل كثرة أقوال المفسرين في معنىً ما دليلٌ على وجوده ؛ وإلا لقالوا : هذا لا معنى له فلا حاجة للاختلاف حوله وتكثير الأقوال فيه بلا فائدة . فقد كانوا أذكى من يضيعوا أعمارهم وأوقاتهم فيما لا طائل تحته .
كل من فسرها من السلف والخلف يرى أن ذلك معناها عنده , فبأيّ وجهٍ تقول لا معنى لها في القرآن ؟
وأرجو ممّن يرى أنه ليس لها معنى أن يذكر مثالاً واحداً غيرها في القرآن لا معنى له .

أمّا تحديد ذلك المعنى فأرجح الأقوال فيه اختيار ابن جرير رحمه الله وقد بسطه في أوّل سورة البقرة .
 
السؤال ابتداء يحتاج إلى :
1/ إعادة صياغة .
2/ إلى تفصيل في الجواب لا بد منه .
فقد صيغ السؤال بطريقة : هل حسم أو لم يحسم ، وأكد في الأثناء بقوله :
نقول اننا نعرف بشكل قاطع تفسير ايات القران الكريم

والحق أن الدلالات القرآنية تدور على أمرين هما :
قطعيات الدلالة تؤدي إلى وحدة الفهم .
وظنيات الدلالة تؤدي إلى تنوع في الفهم .
وظنيات الدلالة المحتملة لأوجه النظر المتنوعة - وما أكثرها في الكتاب العزيز - لن تنقلب إلى قطعيات .
 
الحق الذي لا مراء فيه:
أن أهل العلم من لغة وتفسير وغيرهما بشر يخطؤون ويصيبون
وأنه لا يوجد علم شرعي أو إنساني غيره فيه كلمة أخيرة، إلا ما كان فيه نص غير مختلف فيه
فحينئذ يقال: لا اجتهاد في مورد النص، وكيف نفهم - لولا النص - أن الظلم هو الشرك في {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ }الأنعام82
وكيف نفهم لولا النص أن الزيادة هي النظر إلى وجه رب العزة في {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }يونس26
وكيف نفهم لولا النص أن العمل الصالح هو ما وافق السنة في
{ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً }الكهف110
وأظن أن بعض الخلاف غير سائغ ولا ذو وجه، كمن خالف في أن الزور هو أعياد الكفار في
{وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً }الفرقان72
وأمر آخر وهو الألفاظ التي لا تعرفها قريش ولامضر ولاتميم ولاقيس ولا ربيعة..
 
.....
وأمر آخر وهو الألفاظ التي لا تعرفها قريش ولامضر ولاتميم ولاقيس ولا ربيعة..

هذا الذي ذكرته آخراً سيكون مثالاً لما لم يحسم من غير الأحرف المقطعة .
وهذا ما طلبه الأخ أبو بيان قبلاً:
وأرجو ممّن يرى أنه ليس لها معنى أن يذكر مثالاً واحداً غيرها في القرآن لا معنى له .
فاشرحْ ومَثِّلْ .. فضلاً .
 
ما هو هذا الفرق الكبير ؟.


بسم الله الرحمن الرحيم

أخى الفاضل ، لو أنك دققت النظر جيدا فى سؤال الأخ السائل لتبين لك منه هذا الفرق الكبير الذى تستفسر عنه
ذلك أن روح السؤال وطريقة صياغته توحى بأن مفهوم التفسير لديه يتسع ليستوعب ( الإستنباط ) كذلك ، ومن هنا يصبح مفهوم التفسير لديه أكبر جدا من مجرد العلم بمعانى الألفاظ ، ويبدو أن الأخ عصام – بارك الله فيه – قد انتبه إلى طريقة صياغة السؤال التى أوحت بذلك المعنى ، كما يظهر من مشاركته الأولى
- هل جميع أشياخ بدر حضروا ذلك المجلس ؟
- وهل كان يجهل عمر ذلك المعنى أيضاً ؟
- وكيف جميع أشياخ بدر لم يحيطوا بكامل معانيها ؟ وأنت تقول قبل ذلك : كانت معلومة المعنى لهم !


- ليست هذه قضيتنا ، فسواء كان الحاضرون كُثرا أم قلة فهذا لا يقدح فى كون المعنى نفسه كان خفيا وغير جلى بذاته
وصحيح أننى قلت أن السورة كانت معلومة المعنى لهم ، ولكنى قيدت هذا العلم بقولى : " من جهة اللغة والألفاظ " ، فهذا هو الجواب عن سؤالك : كيف ...؟
المعنى هو المعنى , والمعنى عند من حضر من أشياخ بدر هو نفسه المعنى عند ابنعباس . فما الذي أضافه ابن عباس ؟ ما أضافه ابن عباس هو ما يسميه العلماء : الاستنباط .
ومن لا يفرق بينهما يقع في مثل هذا الخلط .


هذا الكلام يجاب عنه كذلك بما سلف ذكره فى مستهل كلامى ، حيث يكون الاستنباط داخلا فى دائرة التفسير فى مفهوم السائل
الصحابةفهموا المراد من لفظة الظلم في الآية ؛ وهو : عموم الظلم , فقالوا : (وأيّنا لم يظلم نفسه) , وهذا المعنى صحيح سليم في لسانهم الذي نزل به القرآن , فكيف يُقَال أنهم لم يفهموا المُراد ؟!
وقول النبيلهم : (إنه ليس بالذي تذهبون إليه) ليس إتكاراً لأخذهم بمعنى اللفظ في لسانهم , وإنماتوجيه إلى اعتبار المعاني القرآنية المشابهة للَّفظ في القرآن , وقد دَلَّ على ذلكتوجيهه لهم بقوله : (ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح ؟) ؛ إذ كان بإمكانه أن يقول : (هو الشرك) بلا تبيين لوجه معرفته ودليله .
فعبارة الأخ العليمي مجانبة للصوابوفي الروابط السابقة ما يدلّ بالتفصيل على أنه ليس في القرآن ما لم يعلم معناه رسولالله, كما ليس فيه ما لا يعلم معناه صحابتهعلى العموم.


عبارتى بدت لك مجانبة للصواب لأنك لم تفهمها حق الفهم ، فأنا لم أنكر أن الصحابة الكرام – رضوان الله عليهم – قد فهموا معنى لفظة ( ظُلم ) وإنما قلت أنهم لم يفهموا المراد منها فى هذا الموضع على وجه الخصوص ، وأظن أن بين التعبيرين فارق ملحوظ
من يقول أن هذه الأحرف لامعنى لها إنما يُخبرُ عن حّدِّ نفسه , ومنتهى علمه ؛ فلا معنى لها عنده يعرفه .
وقد أمر الله الناس مؤمنهم وكافرهم بتدبر جميع القرآن , وقامت الحجة على الناسبجميعه , فكيف تقوم عليهم الحجة بما لا يعرفون معناه ؟! وكيف يكلفهم ما لا يستطيعونويأمرهم بتدبر ما لا يعرفون معناه , فهذا أعظم الحرج ؟!
وقد كان المشركونواليهود زمن التنزيل أحرص الناس على الصد عن القرآن وتكذيبه ؛ فلو كانت هذه الحروفالمقطعة مجهولة المعنى عندهم لكانت خير سبيل في الطعن في القرآن وردّه بأنه جاءهمبما لا يعرفونه في لسانهم , وخاطبهم بما ليس من معهود خطابهم .


أتفق معك تماما فى قولك هذا ، فما الذى تنكره علىّ ؟!!
وهل ترانى قد أنكرت أن يكون لتلك الحروف معنى مفهوم وقت تنزّل القرآن ؟!
أنا لم أقل هذا أبدا ، فكيف فهمتَ ذلك ؟ والله لا أدرى !
ما كنت أعنيه هو أن كون تلك الحروف لها معنى معلوم من قديم ، منذ نزل القرآن ، هو حق ، ولكن لا يلزم عنه أن يكون هذا المعنى القديم هو وحده المعنى الوحيد لها والذى تبطل معه أى معانى أخر فى قادم العصور والأزمنة ، ودللتُ على هذا بما ذكره الفخر الرازى عن العشرين قولا التى قيلت فى تفسيرها ، والذى يستفاد منه أن تلك الحروف ليس لها معنى معلوم واحد أو وحيد كما فهمتُ من كلامك ، بل يمكن أن تتسع دلالتها لتصل إلى عشرين ونيف من المعانى
هذا هو فحسب ما كنتُ أعنيه أخانا الفاضل ، فلا تُسىء فهم أخيك الضعيف بارك الله فيك
وما علاقة هذابهذا ؟
ما علاقة اختلاف المفسرين في تحديد معنى الأحرف المقطعة بعدم معرفتهملمعناها ؟
وهل اختلاف المفسرين في تحديد معنىً ما دليلٌ على عدم معرفتهم لذلكالمعنى ؟!
هذه طريقة غريبة في الاستدلال , ولو أخذنا بها لقلنا في كلموضع اختلف فيه المفسرون أو كثُر فيه اختلافهم : هذا دليلٌ على أن معنى هذه الآيةغير معروف وإلاّ لَمَا اختلفوا !!


أما هذه ففى غاية الغرابة منك أخى الكريم !!
إذ كيف تجعل إختلاف المفسرين حول مسألة بعينها بمثابة إتفاق منهم على أن لها معنى واحد أو وحيد ؟!!
فالذى أراه أن إختلاف المفسرين لا بأس به ، ولكنه يدل ولا شك على أن المعنى الصحيح الذى يُمثل مراد الله تعالى غير واضح أمامهم بذاته وإلا لما إختلفوا فيه ، أقول هذا وأنا أضع نُصب عينى العشرين قولا التى أوردها الفخر الرازى فى تفسير الأحرف المقطعة ، فهل ترى فى ذلك إتفاقا أو وحدة ؟!
عدم معرفتك للمعنى لايعني عدم وجوده , بل كثرة أقوال المفسرين في معنىً ما دليلٌ على وجوده ؛ وإلالقالوا : هذا لا معنى له فلا حاجة للاختلاف حوله وتكثير الأقوال فيه بلا فائدة . فقد كانوا أذكى من يضيعوا أعمارهم وأوقاتهم فيما لا طائل تحته .
كل من فسرها منالسلف والخلف يرى أن ذلك معناها عنده , فبأيّ وجهٍ تقول لا معنى لها في القرآن؟
وأرجو ممّن يرى أنه ليس لها معنى أن يذكر مثالاً واحداً غيرها في القرآن لامعنى له .


سبحان الله !!
ومن قال أننى أُنكر أن يكون لها معنى ؟!
هل هذا هو ما فهمته من كلامى ؟!!
إن ما أعنيه – بعبارة أخرى أشد وضوحا – هو أن لتلك الحروف معنى
بل ومعنى كبير
بل وإعجازى كذلك
ولكن : هل وقف أحد بعد على ذلك المعنى الكبير المُعجز ؟
هذا هو مربط الفرس
وأنا – العبد الفقير – أقول لك بكل يقين وثقة :
نعم ، ولتعلمن نبأه بعد حين ، عندما يأذن الله تعالى بذلك
ولكل مقام مقال ، فليس هذا أوان هذا الحديث
أمّا تحديد ذلك المعنى فأرجح الأقوال فيه اختيار ابن جريروقد بسطه في أوّل سورة البقرة

عفوا أخى الكريم ، فإن هذا الرأى الراجح عندك إنما يُمثّل وجهة نظرك الشخصية فى تلك المسألة ، ولكنه – عفوا – غير مُلزم لغيرك

وأخيرا وليس آخرا ، أرجو أن يتسع صدر أخى الكريم لمحاورتى ، وأن يكون النقاش بيننا بالحُسنى ، فإنى – ويعلم الله – لا أبتغى جدالا ولا مراءا ، وإنما الله من وراء القصد ، وهو الهادى إلى أقوم سبيل

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 
الحق الذي لا مراء فيه:
أن أهل العلم من لغة وتفسير وغيرهما بشر يخطؤون ويصيبون
وأنه لا يوجد علم شرعي أو إنساني فيه كلمة أخيرة ، إلا ما كان فيه نص غير مختلف فيه
فحينئذ يقال: لا اجتهاد في مورد النص،
..

بارك الله فيك أخى رصين ، فهذا هو ما أعتقده كذلك
وسعداء بعودتك إلينا
 
إن روح السؤال وطريقة صياغته توحى بأن مفهوم التفسير لديه يتسع ليستوعب ( الإستنباط ) كذلك ، ومن هنا يصبح مفهوم التفسير لديه أكبر جدا من مجرد العلم بمعانى الألفاظ
حيث يكون الاستنباط داخلا فى دائرة التفسير فى مفهوم السائل
أرجو أن تتكرم وتبين هذا ؛ فقد بحثت في ظاهر كلامه وباطنه ولم أجد ذلك , وقصد السائل لا نعلمه نحن ولا أنت , وإنما نكتب له على ما كتب لنا , ولا حاجة لتأويل كلام بعضنا مادمنا نقرأ ونفهم ونكشف عن أغراضنا بوضوح .

ليست هذه قضيتنا ، فسواء كان الحاضرون كُثرا أم قلة فهذا لا يقدح فى كون المعنى نفسه كان خفيا وغير جلى بذاته
تعليقي جاء على عبارتك ذاتها لا على موقعها من الكلام وهل هي من صلبه أم لا ؟
وتناولك لأثر ابن عباس ليس دقيقاً من جهة فهمه أو التعبير عنه ؛ فالحاضرون بعض أهل بدر , وعمر كان عالماً بما قاله ابن عباس .. والواجب التحقق من المعلومة قبل ذكرها سواء كانت من قضيتنا أو تابعة لها ؛ فإنّا لا نقبل كُلَّ ما يُكتَب ما لم يكن جديراً بذلك .

قارن بين قولك هنا :
وهل تراني قد أنكرت أن يكون لتلك الحروف معنى مفهوم وقت تنزّل القرآن ؟! أنا لم أقل هذا أبدا ، فكيف فهمتَ ذلك ؟ والله لا أدري!
وبين قولك قبل ذلك :
فكيف يقال بعد هذا أن كل ما فى القرآن معلوم المعنى ، بما فى ذلك الأحرف المقطّعة ؟!!
وستدري - مع جميع القرّاء - كيف فهمتُ ذلك ؟
هَب أنّا ما فهمنا كلام السائل , وأن روحه وفحواه ما فهمتَهُ رعاك الله.. فهل أخطأنا فهم كلامك النصّ هنا ؟! أم أنّ له روحاً أخرى ..

هذا هو فحسب ما كنتُ أعنيه أخانا الفاضل ، فلا تُسىء فهم أخيك الضعيف بارك الله فيك
لو أحسنت التعبير لمَا فهمنا ما لم ترده رعاك الله .

إن ما أعنيه هو أن لتلك الحروف معنى .. ولكن : هل وقف أحد بعد على ذلك المعنى الكبير المُعجز ؟
السؤال الأهم قبل ذلك :
هل المعنى الصواب لتلك الأحرف كان معلوماً لجيل الصحابة رضي الله عنهم ؟
فإن كان معلوماً لهم .. فما هو ؟

عفوا أخى الكريم ، فإن هذا الرأى الراجح عندك إنما يُمثّل وجهة نظرك الشخصية فى تلك المسألة ، ولكنه – عفوا – غير مُلزم لغيرك
أنت سألتني عن رأيي في تلك الأحرف وقلتَ :
ثم ما هو ذلك المعنى المعلوم لها ؟!
وأنا أجبتك . فليس جميلاً في الحوار أن تعلق بمثل ذلك , فتلك وجهة نظري الشخصية التي طلبتَها أنت , وسألتني عنها , ولم أُلزِم بها أحداً , ومن ذكرَ الإلزام أصلاً ؟!
فلا حاجة لمثل هذه العبارات الزائدة .
وليكُن حوارنا دقيقاً وحول المعلومة فقط وفقك الله .
 
أرجو أن تتكرم وتبين هذا ؛ فقد بحثت في ظاهر كلامه وباطنه ولم أجد ذلك , وقصد السائل لا نعلمه نحن ولا أنت , وإنما نكتب له على ما كتب لنا , ولا حاجة لتأويل كلام بعضنا مادمنا نقرأ ونفهم ونكشف عن أغراضنا بوضوح ..

بسم الله الرحمن الرحيم

أدعوك مرة أخرى – تفضلا لا أمرا - إلى أن تدقق النظر فى كلام الأخ السائل ، وعندها ستجد مفردات من قبيل : ( حُسم ) و ( بشكل قاطع ) ، هى التى أوحت لى – ولغيرى – بما ذكرته .
تعليقي جاء على عبارتك ذاتها لا على موقعها من الكلام وهل هي من صلبه أم لا ؟
وتناولك لأثر ابن عباس ليس دقيقاً من جهة فهمه أو التعبير عنه ؛ فالحاضرون بعض أهل بدر , وعمر كان عالماً بما قاله ابن عباس .. والواجب التحقق من المعلومة قبل ذكرها سواء كانت من قضيتنا أو تابعة لها ؛ فإنّا لا نقبل كُلَّ ما يُكتَب ما لم يكن جديراً بذلك .
تُخطىء يا أخى إذ تظن أنى لم أكن أعلم ملابسات أثر ابن عباس – رضى الله عنهما - وأننى ما كنت متحققا من المعلومة ، سامحك الله على هذا الظن
ومرة أخرى أقول : ليست تلك هى القضية ، فلا ينبغى أن نتوقف عندها طويلا ، فالمهم فى الأمر أن المعنى البعيد للسورة لم يكن جليا بذاته

قارن بين قولك هنا :وبين قولك قبل ذلك :
وستدري - مع جميع القرّاء - كيف فهمتُ ذلك ؟
هَب أنّا ما فهمنا كلام السائل , وأن روحه وفحواه ما فهمتَهُ رعاك الله.. فهل أخطأنا فهم كلامك النصّ هنا ؟! أم أنّ له روحاً أخرى ..
معذرة يا أخى إذا قلت : إنك أنت المسؤول الأول عن هذا اللبس ، وذلك بسبب تعبيرك القائل ( معلوم المعنى ) ، فهذا التعبير ملتبس وغير دقيق ، والأفضل أو الأدق منه تعبير ( قابل للفهم ) أو ( ميسّر للفهم ) والذى هو أشد قربا لقوله تعالى : " ولقد يسّرنا القرآن للذكر "
فقولك أخى : " كل ما فى القرآن معلوم المعنى " يجعل ما يتبادر منه إلى الفهم أن كل ما فى القرآن يصبح واضحا جليا بمجرد سماعه من أول وهلة ، هكذا دون حاجة إلى تدبره والتفكير فيه ، مع أن مفهوم ( التدبر ) المنصوص عليه فى القرآن ذاته لا يتحقق بمجرد السماع ، وأظنك توافقنى على ذلك ، ولهذا السبب كان إعتراضى على عبارتك بقولى : " فكيف يقال بعد هذا أن كل ما فى القرآن معلوم المعنى "
هل اتضح لك الآن أخى الكريم سبب دهشتى من فهمك لكلامى
على أية حال : لا تثريب عليك ، فالمسألة برمتها - حتى الآن - لا تعدو أن تكون من قبيل سؤ التفاهم ، غفر الله لنا ولك
لو أحسنت التعبير لمَا فهمنا ما لم ترده رعاك الله .
لقد أبنتُ لك للتو أن ما ظننتَه عدم إحسان منى للتعبير كان نتيجة لعدم إحسانك أنت كذلك له ، فلا تُثرّب على أخيك أمرا تُشاركه إياه ، عفا الله عنا جميعا
السؤال الأهم قبل ذلك :
هل المعنى الصواب لتلك الأحرف كان معلوماً لجيل الصحابة ؟
فإن كان معلوماً لهم .. فما هو ؟
هب أن هذا المعنى ما كان معروفا لجيل الصحابة رضى الله عنهم ، فهل هذا يلزم منه حتما أنهم قد جهلوا المعنى الصواب ؟!
ألا يوجد إحتمال آخر يفيد أن لتلك الحروف أكثر من معنى وكلها صواب
قد تعجب من هذا ، ولكن أدعوك أن تفكر فى المسألة بهدؤ وتؤدة وعلى مهلٍ :
أليس الله عز وجل بقادر على أن يضع فى اللفظ الواحد معانى عديدة كلها حق فى ذاتها ، بحيث يفهم منها العلماء ما لا يفهمه العامة من الناس ، مع كونها مفهومة كذلك لعامة الناس على نحو آخر يُعد صحيحا فى ذاته ؟!
أليس هذا فى مقدوره عز وجل ؟
بلى ، هذا بمقدوره جلّت قدرته ، وبذلك يتحقق الإعجاز فى أروع صوره
إن هذا الذى أقوله ليس بعجيب ، بل هو الأساس الأصيل الذى قام عليه الإعجاز العلمى للقرآن الكريم ، حيث يكون للكلمة الواحدة من القرآن ظلالا وايحاءات متعددة ، وبحيث يأخذ منها كل جيل ما يلائم معارف وعلوم عصره
وتلك هى معجزة (( ثراء المعنى )) لألفاظ القرآن ومفرداته الخاصة
فهذا الثراء البيانى المُعجز لا يلزم منه أن يكون لمعانى الألفاظ وجه واحد هو وحده الصواب وما دونه يصبح باطلا ، فهذا لا يجعله مُعجزا ، وإنما الذى يجعله مُعجزا بحق أن يكون ملائما لمستويات عديدة من المعانى ، كل منها حق فى ذاته ، ولمستويات عديدة من الفهم ، كل منها يجد فيه مبتغاه وكفايته
أنت سألتني عن رأيي في تلك الأحرف . . وأنا أجبتك . فليس جميلاً في الحوار أن تعلق بمثل ذلك , فتلك وجهة نظري الشخصية التي طلبتَها أنت , وسألتني عنها , ولم أُلزِم بها أحداً , ومن ذكرَ الإلزام أصلاً ؟!
فلا حاجة لمثل هذه العبارات الزائدة .
مرة أخرى أقول : لقد أسأتَ فهم كلامى هنا ، ومع ذلك أقول :
أعتذر منك أخى الفاضل إن كنت قد آذيت مشاعرك دون أن أقصد
فوالله ما كان هذا قصدى أبدا ، ومعاذ الله أن يكون كذلك ، وإنما أردت فحسب بيان أنه من غير المستحب أن نتوقف عند رأى بعينه من آراء القدماء فى تفسير مسألة ما طالما فى الأمر متسع للإجتهاد فيها وتدبرها على نحو واسع جدا ، فلعلّ وعسى أن نظفر من هذا الاجتهاد بمعان أُخر لها تكون أكثر إعجازا من كل ما قيل فيها من قبل ، وهذا هو ما حدث معى بالفعل ، وأحمد الله حمدا كثيرا على فضله الكبير ورحمته الواسعة : " ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها ، وما يمسك فلا مرسل له من بعده "
" قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون "
لقد بيّنت لك ما كنت أعنيه أخى الفاضل ، فلستَ أنت شخصيا المقصود بكلامى
ومع ذلك أكرر إعتذارى برغم براءتى مما ظننت بى ، عفا الله عنى وعنك

وليكُن حوارنا دقيقاً وحول المعلومة فقط وفقك الله
أكرمك الله أخى الفاضل ، و أرجو ألا يؤثر خلافنا فى الرأى على حق التآخى فى الله
وجزاك الله خيرا على سعة صدرك ، وقد سُررت بالحوار معك
سبحانك اللهم وبحمدك ، نشهد أن لا إله إلا أنت ، نستغفرك ونتوب إليك
 
التفسير - كغيره من العلوم الشرعية - لم يحسم ولن يحسم ؛ وسيبقى فيه مجال للبحث والمدارسة ، والترجيح بين الأقوال المختلفة .
بعض العلوم القرآنية حسمت وأصبحت من ناحية التجديد والإضافة موات. مثل التجويد والقراءات . هي فقط للتدارس والتعلّم وليست للإضافة. تماماً مثل علم النحو فهو أيضاً علم موات ليس فيه أي إضافة أو تغيير أو شطب.
 
جزاك الله خيراً
هب أن هذا المعنى ما كان معروفا لجيل الصحابة رضى الله عنهم ، فهل هذا يلزم منه حتما أنهم قد جهلوا المعنى الصواب ؟!
ألا يوجد إحتمال آخر يفيد أن لتلك الحروف أكثر من معنى وكلها صواب
وجود أكثر من معنى كلها صائبة ليس محل حديثنا .
ولازال السؤال قائماً :
هل المعنى الصواب لتلك الأحرف كان معلوماً لجيل الصحابة رضي الله عنهم ؟
فإن كان معلوماً لهم .. فما هو ؟

شكر الله لك .
 
بعض العلوم القرآنية حسمت وأصبحت من ناحية التجديد والإضافة موات. مثل التجويد والقراءات . هي فقط للتدارس والتعلّم وليست للإضافة. تماماً مثل علم النحو فهو أيضاً علم موات ليس فيه أي إضافة أو تغيير أو شطب.
هذه العلوم التي تفضلت بذكرها هي نفسها مثل علم التفسير ، والجميع - والحمد لله - لا زالوا أحياء يرزقون ؛ وطالب العلم المتمرس من أمثالكم يجالسهم كل يوم في اليقظة لا في المنام ، وليست يقظة التيجاني ..
إن علم النحو لا زال وسيظل تبين بعض معالمه ويرجح بين أقوال النحويين من خلال ما يتبين لأي عالم ؛ وليس احمرار ابن بونه واستدراكاته على ابن مالك عنا ببعيد ، وأما في الصرف فليست طرة ابن زين عنا ببعيد أيضا ..
وكذلك القراءات والتجويد ؛ ولو أردت أمثلة من ذلك ؛ فهي موجود لكن أهل التخصص أدرى فلعلهم يجلون هذه النقطة ..
ولا تستغرب إن قلت لك إن الإضافة ستظل موجودة حتى في علم الفرائض وهو أضيق من جميع العلوم التي ذكرت .
 
هذه العلوم التي تفضلت بذكرها هي نفسها مثل علم التفسير ، والجميع - والحمد لله - لا زالوا أحياء يرزقون ؛ وطالب العلم المتمرس من أمثالكم يجالسهم كل يوم في اليقظة لا في المنام ، وليست يقظة التيجاني ..
إن علم النحو لا زال وسيظل تبين بعض معالمه ويرجح بين أقوال النحويين من خلال ما يتبين لأي عالم ؛ وليس احمرار ابن بونه واستدراكاته على ابن مالك عنا ببعيد ، وأما في الصرف فليست طرة ابن زين عنا ببعيد أيضا ..
وكذلك القراءات والتجويد ؛ ولو أردت أمثلة من ذلك ؛ فهي موجود لكن أهل التخصص أدرى فلعلهم يجلون هذه النقطة ..
ولا تستغرب إن قلت لك إن الإضافة ستظل موجودة حتى في علم الفرائض وهو أضيق من جميع العلوم التي ذكرت .
سيدي الفاضل:
نعم ما زالت حية ولكنها لا تتجدد ولكنها تتدارس . هل سيكون الفاعل مفعول به سنة 2200. ام أن الإظهار سيكون أقلاباً في ذلك الوقت.
سيدي:
يمكن تقول لي ما هي الإضافات التي ستظل موجودة في علم الفرائض حتى لا أستغرب؟؟!! هاتِ مثالاً على ذلك لو سمحت. .
علم التفسير يتجدد حتى في أساسيات الآي أحياناً وهذا ما أقصده الاساسيات وليست فروع الفروع.
علم الحديث أيضاً يتجدد كأصل وليس كفرع وها هم علماء الحديث يصححون الضعيف ويضعفون بعض الذي كان صحيحاً.
والفقه أيضاً يتجدد كأصل وليس كفرع ويتطور ويدخل عليه مسائل بحاجة الى قياس واجتهاد . هذا ما قصدته أخي الحبيب
فهل عندك مثل ذلك للتجويد والنحو؟؟؟؟
 
سيدي الفاضل:
نعم ما زالت حية ولكنها لا تتجدد ولكنها تتدارس . هل سيكون الفاعل مفعول به سنة 2200. ام أن الإظهار سيكون أقلاباً في ذلك الوقت.
سيدي:
يمكن تقول لي ما هي الإضافات التي ستظل موجودة في علم الفرائض حتى لا أستغرب؟؟!! هاتِ مثالاً على ذلك لو سمحت. .
علم التفسير يتجدد حتى في أساسيات الآي أحياناً وهذا ما أقصده الاساسيات وليست فروع الفروع.
علم الحديث أيضاً يتجدد كأصل وليس كفرع وها هم علماء الحديث يصححون الضعيف ويضعفون بعض الذي كان صحيحاً.
والفقه أيضاً يتجدد كأصل وليس كفرع ويتطور ويدخل عليه مسائل بحاجة الى قياس واجتهاد . هذا ما قصدته أخي الحبيب
فهل عندك مثل ذلك للتجويد والنحو؟؟؟؟

ما أعنيه - أخي الفاضل - بينته وأوضحته بلغة سهلة يسيرة ؛ وإن أمعنت النظر فيه سيتضح لك ..
والنحو ليس مجرد تغير الفاعل إلى مفعول - وإن كان تغيره واردا في بعض الأفعال قبل 2200 هـ - وإنما حتى ما تسميه أنت أصول كل علم هي تتجدد بمقدار ما يتجدد علم التفسير وغيره من العلوم الشرعية ؛ إلا إذا كان قصدك بتجدد علم التفسير ما يظهر بين الفينة والأخرى من الدعوات الهدامة كالمدرسة العقلانية وما نتج عنها من مواليد الإعجاز التي لم تدون في الأحوال المدنية .
وأما طلبك لمثال في علم الفرائض فأتعجب منه إذ أنك تقرر أن علوم الحديث تتجدد وعلم التفسير يتجدد وأن بعض الأحاديث تصحح وأخرى تضعف ؛ أليس ذلك - في نظرك - يؤثر في علم الفرائض ؛ وهل أس الفرائض إلى الآيات والأحاديث ؟
إن العلوم الشرعية وحدة متكاملة متجددة دوما وثابتة مستقرة في نفس الوقت ..
وفقني الله وإياك لما يحبه ويرضاه.
 
جزاك الله خيراً

وجود أكثر من معنى كلها صائبة ليس محل حديثنا .
ولازال السؤال قائماً :
هل المعنى الصواب لتلك الأحرف كان معلوماً لجيل الصحابة رضي الله عنهم ؟
فإن كان معلوماً لهم .. فما هو ؟

شكر الله لك .

شكر الله لك ، وجزاك خيرا أخى الكريم
كنت قد عقدت العزم على الخروج من الموضوع ، وأكدت هذا بذكر دعاء ختم المجلس ، ولكنى وجدت أنه ليس من اللياقة ولا من الأدب أن أهمل سؤال أخى الكريم بألا أعبأ به أو أتركه بلا رد
ولأنى أدرك جيدا أن سؤال أخى الفاضل ليس سؤالا عاديا ، بل إنه سؤال ذو أبعاد كبيرة ، فلهذا آثرت أن يأتى الرد عليه من شخصية علمية مرموقة ولها ثقلها ووزنها العلمى
إنه المفكر الاسلامى الكبيرالأستاذ الدكتور محمد عمارة ، ففى كتابه الموسوم (( شبهات واجابات حول القرآن الكريم )) والصادر عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمصر ، يقول فى صفحة 82 منه ما يلى:

(( يظل الباب مفتوحا أمام العقل المتدبر فى أسرار القرآن لاكتشاف وجوه جديدة للاعجازوالاطلاع على أسرار قرآنية لم يعرفها الأقدمون - بمن فيهم الصحابة رضوان الله عليهم - فهذا لا يقدح فى القرآن الكريم ، وانما هو الطبيعى مع هذا الكتاب المتنامية أوجه اعجازه ، والمتدفقة مستجدات معانيه ، والمتوالية كنوز أسراره مع مراحل نمو العقل الانسانى ، وتراكم العلوم والمعارف المعينة على اكتشاف أسرار آياته ، واشتداد عودالفكر المتدبر لأبعاد هذا القرآن الكريم . ولذلك فإن تصور ضرورة معرفة جيل الصحابة بكل أسرار القرآن وعجائبه هو الأمر الغريب . . . بل هو التصور الذى يقدح فى القرآن الكريم ! . . . انطلاقا من هذه الحقيقة لا نرى بأسا من فتح أبواب جديدة لفهم الرموز التى جاءت فواتح لبعض سور القرآن الكريم ، والتى لم تعد تفسيرات القدماء لها مقنعة للعقل المسلم فى العصر الذى نعيش فيه. . . ان بقاء الباب مفتوحا لاكتشاف المعانى الجديدة والأسرار غير المسبوقة لهذه الحروف والرموز هو الطبيعى ، فنحن أمام كتاب لا تنقضى عجائبه ولا تنفد مكتشفات أسراره ، ولسنا أمام نص قد طوت الأفهام - حتى ولو كانت أفهام الصحابة - كل أسراره ومعانيه ومراميه ))
انتهى الاقتباس من الكتاب المذكور ، والمرجو الإنتباه جيدا للفقرات الملونة بالأحمر والتى وضعتُ تحتها خط لأن فيها يكمن الجواب عن السؤال المطروح
فمن هذا الكلام يتبين لنا أنه ليس من الضرورى ولا الحتمى أن يكون المعنى الإعجازى الكبير لتلك الأحرف معلوما لجيل الصحابة رضى الله عنهم ، وهذا لا يقدح فى علمهم أو فى فضلهم على الإطلاق ، ويُخطىء كثيرا من يظن ذلك ، أو من يربط هذا بذاك
فإنهم قد علموا من معانى تلك الأحرف ما أراد الله لهم أن يعلموه ، علموا منها القدر الذى يتناسب مع ظروف عصرهم ومع مبلغ العلم فيه ، والله لا يكلف نفسا إلا ما آتاها
المهم فى الأمر أنهم علموا من معانيها شيئا يمكن أن يُوصف بأنه صواب فى حد ذاته
أما ماذا يكون هذا الشىء الذى علموه منها ؟ فمثل هذا السؤال قد يُعد فضولا منا ، لأنه ما أدرانا أن ذلك المعنى الذى عقلوه قد وصل إلينا ؟ ، أو أن الله عز وجل قد قيض له التدوين والتسجيل كى يصل إلينا ؟
هذا ما لا يمكن الجزم به مطلقا
بل قد يكون العكس من هذا هو ما حدث ، وذلك وفقاً لحكمة إلهية بالغة ، إليك بعض تفاصيلها :
قد يكون هذا المعنى الذى فهموه منها لم يصل الينا بقدر الله تعالى وتدبيره الحكيم لأن هذا المعنى كان فهما خاصا بهم ، أو بمعنى أكثر دقة كان فهما مرحلياً يناسب طبيعة عصرهم ولايوافق المدلول الكبير لها والذى يعد اعجازيا بكل ما فى كلمة اعجاز من معنى ( كما سوف نرى حين يأذن الله بذلك ) ، فقد يكون الله عز وجل لم يشأ لهذا الفهم أن يستعلن ، ولم يقيض له الإنتشار والذيوع لهذا السبب
وأيضا قد يكون هذا له سبب آخر هو : لأن هذا لو حدث ( بأن وصل إلينا فهم الصحابة الكرام لها على نحو قاطع ) لتمسّكنا حينذاك بهذا الفهم وحده ولعضضنا عليه بالنواجذ ضاربين صفحا عن أى محاولة للإجتهاد فى فهم تلك الفواتح ،لأن فهمهم سيكون حينذاك هو المقدم على كل فهم آخر سواه ، وفى تلك الحالة سيتوقف الإجتهاد والتدبر فيها مما يُفوّت علينا إدراك حقيقتها الاعجازية والوقوف على وجوه الإعجاز الكامنة فيها ، وهى الوجوه التى ادخرها سبحانه لأهل هذا العصر الحاضر الذى نعيشه

ومع ذلك أقول : إنه من الممكن التوصل إلى حقيقة ما كان عليه فهم جيل الصحابة رضوان الله عليهم لتلك الفواتح ، ولكن ذلك لن يحدث إلا عن طريق الإستنباط والتدبر الشامل الدقيق ، وأعتقد أنى قد تمكنت بفضل الله تعالى من التوصل إليه ، وبالقرائن والأدلة القرآنية الخالصة ، أما تفصيل هذا الكلام وبيانه فيحتاجان الى وقت كثير ؛ لأنى قد حررت هذه المسألة وحدها - والخاصة بفهم الأقدمين للحروف المتقطعة - فى فصل كامل طويل من كتابى (( حل رموز فواتح السور ، وبيان اعجازها العظيم )) والذى لم يخرج الى النور بعد
وبعد ، فقد كان هذا بعض ما أسفر عنه بحثى الطويل فى تلك المسألة ، وهو البحث الذى استغرق منى نحو عقدين من الزمان حتى تم الكشف عن وجوه الاعجاز الرائعة فى تلك الأحرف جميعا، وأرجو الله تعالى أن ييسر لى إخراج هذا الكتاب إلى النور فى أقرب وقت ، وهو ولى التوفيق
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
 
أخي الفاضل الشيخ العليمي حياك الله ..
اعتذر منك لضعف عزمي عن انتظار صدور كتابكم الكريم ، الذي لا أشك في احتوائه على فوائد مكنوزة .
ولكن المعنى القطعي في شأن الأحرف الفواتح هو أنها حروف معروفة لا رموز سرية ..
فقد تبادر هذا إلى فهمي من كلامك في ظاهر العنوان الذي عنونت به : (( حل رموز فواتح السور ، وبيان إعجازها العظيم )).

وبيان ذلك :

قال صلى الله عليه وسلم :

"لا أقول (ألــــم) حرف ، ولكن : ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف ".​

هذا الحديث ، الذي لم يصح عن النبيء حديث غيره في هذا الباب ، هو الإطار العام الذي ينبغي أن لا يخرج فهم الأحرف المقطعة عنه ، وعلى هذا الحديث كان مدار آثار الناظرين في هذه الأحرف من أذكى الناس وأتقاهم وهم الصحابة والتابعون ومن بعدهم .
وهذا الحديث أيضاً كاشف وحده أن هذه الحروف العربية من حيث هي حروف عريية لا تحتمل من المعاني أكثر من أنها في حال تكونها مفردات في فواتح السور هي هي الحروف التي تكونت منها الكلمات فيما بعد الفواتح ، وأن تكوّن تلك الكلمات من تلك المفردات هو إعجاز للعرب أي إعجاز .
وهي من حيث هي حروف عربية غير قابلة للحل والفك والتحليل ، ومجرد التفكير في تفكيكها = سيكون إخراجاً لها عن سنن العرب في التعامل مع حروفها وكلامها وإدارة معانيها على هذا السَنن .
وإدراك معناها على هذا الوصف دال دلالة معنوية قاطعة أن لها غرضاً في الكلام بلغ إلى المخاطبين ، ففهموه كما فهموا بقية الآيات ، وعجزوا عن الإتيان بالآيات القرآن بتلك الأحرف .
وإخراج هذه الأحرف النورانية من (الحرفية) المعجمية ، إلى (الرمزية) السرية .. لا يخرج عن أنه ظن معارض للقطع الثابت في ذلك الأثر ، وأنه غير ذلك مخالف لطرائق العرب في تخاطبها واستعمالها للحروف .
إن كل من ينظر إليها على أنها رموز سيستخرج منها معاني لم تخطر على أحد ، والسبب ظاهر جداً ، وهو أنها ليست رموزاً ، ولم يتعامل معها أحد على أنها كذلك ، ولا يجوز أن ننظر إليها على أنها رموز ، كما لا يجوز أن نتعامل مع القرآن بغير طريقة العربية في الفهم والتفكيك .
ولو نظرت في اكتشافهم العظيم أنها (14) حرفاً وأنها نصف حروف العربية ، ونصفها الأقوى ، والأفصح ، والأفخم ، وأنها تركت للناس الـ (14) حرفاً الأخرى .. إلخ .. لظهر أن تعامل المفسرين كان ينظر إلى هذه الحروف على أنها ذوات أغراض ظاهرة كل الظهور للعرب الذين يتحسسون حروفهم وألسنتهم كما يتحسس كل ذي مهارة أدق أدواته وأهمها ..
أرجو أن تنظر إلى هذا الذي قلته على أنه وجه نظر ، نابعة من النظر في الدليل ، عليها كثير من المفسرين ، الذين لا يستهان بهم رواية ودراية وفصاحة لسان وعروبة بيان .
وبهذا يتجلى واضحاً أن هذه الحروف كانت ولا زالت مدركة المعنى للعرب حين تنزل القرآن .. ولا يخفى أن هذا المعنى لا كان ولا زال محتفظاً بصلوحيته التي كان عليها منذ ذلك الحين إلى الآن ، ومقنعاً كل الإقناع في حد ذاته .
وأما كثرة الأقوال فمردها - وهو الأكثر- إما إلى تنوع في النظر إلى أنها حروف ، وكل مفسر نظر إلى خاصية في حرفيتها ، وإما خطأ - وهو الأقل - في تصور المسألة ، وإبحار إلى غير شاطئ الحرفية الثابتة لهذه الحروف كما سلف بيانه .
والله تعالى من وراء القصد .
 
الذي يقصده أخي الفاضل العليمي أن هذه الحروف ترمز الى أشياء معينة وليست حروف مجردة . فإذا كانت حروف فحسب ففيما النقاش وفيما السؤال. ولكنها حروف مكتنزة برموز لها مفاهيم خاصة يقبلها العقل والنقل.
 
الذي يقصده أخي الفاضل العليمي أن هذه الحروف ترمز الى أشياء معينة وليست حروف مجردة . فإذا كانت حروف فحسب ففيما النقاش وفيما السؤال. ولكنها حروف مكتنزة برموز لها مفاهيم خاصة يقبلها العقل والنقل.


هذه الرمزية للحروف العربية هي التي تحتاج إلى البرهان القطعي حتى يقبلها العقل ؟

وأنى لهم به ؟

أما الظنون فلا تغني من الحق شيئاً

مع فائق الاحترام​
 
هذه الرمزية للحروف العربية هي التي تحتاج إلى البرهان القطعي حتى يقبلها العقل ؟

وأنى لهم به ؟

أما الظنون فلا تغني من الحق شيئاً

مع فائق الاحترام​
استاذي الحبيب . الظن وغلبة الظن في التفسير مقبول ليس للأحرف فقط بل لكل القرآن . لا يوجد اجماع على كثير من التفاسير . أما الاستنباط فهو أيضاً غلبة ظن في كثير من الأحيان . فغلبة الظن والظن في علم التفسير لا عيب فيه فهو بداية للوصول الى الحق ما دام لا يعارض أصلاً او نقلاً . وانت اعلم بذلك مني أخي الحبيب.
مثال على ذلك: قوله تعاللى: (طه) قال أحد المفسرين هي كلمة حبشية بمعنى يا رجل. وقال آخر هي بمعنى طئها أي الأرض المقدسة . وقال آخر هي حرفين من كلمتين مثل طسين وغيرها . وقال آخر هي أحد اسماء محمد عليه السلام . وقال آخر.........
فما رأيك ؟؟؟ هل يوجد اجماع على هذه التفسيرات؟؟ وهي كلها بحاجة الى دليل نقلي لإثباتها. فلماذا نقف عند بعض المتأخرين ونترصد لهم المراصيد ونكمم أفواهم ونحجر النصوص دونهم؟؟؟!!!
 
أخي الفاضل الشيخ العليمي حياك الله ..
اعتذر منك لضعف عزمي عن انتظار صدور كتابكم الكريم ، الذي لا أشك في احتوائه على فوائد مكنوزة .
ولكن المعنى القطعي في شأن الأحرف الفواتح هو أنها حروف معروفة لا رموز سرية ..
فقد تبادر هذا إلى فهمي من كلامك في ظاهر العنوان الذي عنونت به : (( حل رموز فواتح السور ، وبيان إعجازها العظيم )).

وإخراج هذه الأحرف النورانية من (الحرفية) المعجمية ، إلى (الرمزية) السرية .. لا يخرج عن أنه ظن معارض للقطع الثابت في ذلك الأثر ، وأنه غير ذلك مخالف لطرائق العرب في تخاطبها واستعمالها للحروف .
إذاً فهمت من كلامك أخي الفاضل أنك تعترض على كلمة رمزية . وتقول أنها أحرف معلومة لدى العرب وليس لها علاقة بالرمزية. وهذا رأي احترمه لأنه ورد ضمن التفسيرات التي قالها الأقدمون. ولكن ينبغي لنا أيضاً أن نحترم وجهة نظر الآخرين إذا كان لديهم أيضاً نصوص تثبت أن الأقدمين قد وصفوها بالرمزية أيضاً . ولا نستغفل ونستحجر قولهم . فهذه لغة خطاب لا ينبغي أن تكون بين أهل العلم.
اورد ابن عاشور أكثر من 13 قولاً حول مسألة الأحرف ولنقف عند القول السابع منها:
القول السابع أنها رموز. كل حرف رمز إلى كلمة فنحو : ( ألم ) أنا الله أعلم ، و ( ألمر ) أنا الله أرى ، و ( ألمص ) أنا الله أعلم وأفصل . رواه أبو الضحى عن ابن عباس ، ونظروه بأن العرب قد تتكلم بالحروف المقطعة بدلاً من كلمات تتألف من تلك الحروف نظماً ونثراً ، من ذلك قول زهير :
بالخير خيرات وإن شرٌّ فَا
ولا أُريد الشر إلا أنْ تَا
أراد وإن شر فشر وأراد إلا أن تَشا ، فأتى بحرف من كل جملة . وقال الآخر ( قرطبي ) :
ناداهم ألا الجموا ألا تا
قالوا جميعاً كلهم ألا فا
أراد بالحرف الأول ألا تركبون ، وبالثاني ألا فاركبوا . وقال الوليد بن المغيرة عامل عثمان يخاطب عدي بن حاتم :
قلت لها قفي لنا قالتْ قافْ
لا تَحْسِبَنِّي قد نسيت الإيجاف
أراد قالت وقفت . وفي الحديث : ( من أعان على قتل مسلم بشطر كلمة ) قال شقيق : هو أن يقول أُقْ مكان اقتل . وفي الحديث أيضاً : ( كفى بالسيف شَا ) ، أي شاهداً . وفي ( كامل المبرد ) من قصيدة لعلي بن عيسى القمي وهو مولد :
وليس العجاجة والخافقا
تتِ تريك المَنَا برؤوس الأسل
أي تريك المنايا . وفي ( تلع ) من ( صحاح الجوهري ) قال لبيد :
وأظن أن كثير من كتب التفسير قد تحدثت عن معاني بعيدة للأحرف المقطعة ولم ينكر أحد على أحد تلك التفسيرات أو نقل عن احد أنه استخف بها.
وبارك الله بك أخي الفاضل وجعلنا دوماً من اهل الحق الذي لا مراء ولا جدال فيه.
 
هذه الرمزية للحروف العربية هي التي تحتاج إلى البرهان القطعي حتى يقبلها العقل ؟​



وأنى لهم به ؟​

أما الظنون فلا تغني من الحق شيئاً​


مع فائق الاحترام​
على رسلك يا أخى عصام ، فإنك قد شطحت بعيدا ، ونسبت إلى بحثى - ومن مجرد عنوانه فحسب - ما ليس فيه على الإطلاق !!
وكان من الواجب أن تنتظر ردى أولا قبل أن تتمادى فى الظنون ، لا سيما وأنت القائل :

أما الظنون فلا تُغنى من الحق شيئا​

فعلى رسلك يا أخانا الحبيب ، فقد كنت مشغولا جدا طيلة اليومين الماضيين ، ولهذا تأخرت فى الرد عليك
فلتلتمس لأخيك العذر ، وتمهل قليلا حتى أفرغ من بعض المشاغل بارك الله فيك
 
وفي الدر المنثور:
وأخرج ابن جرير والبيهقي في كتاب الأسماء والصفات عن ابن مسعود قال ألم حروف اشتقت من حروف هجاء أسماء الله
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ألم وحم و ن قال : اسم مقطع
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في كتاب الأسماء عن ابن عباس في قوله ألم و المص و الر و المر و كهيعص و طه و طسم و طس و يس و ص و حم و ق و ن قال : هو قسم أقسمه الله وهو من أسماء الله
وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال ألم قسم
وأخرج ابن جريج عن ابن مسعود في قوله ألم قال : هو اسم الله الأعظم
وأخرج ابن جريج وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ألم و حم و طس قال : هي اسم الله الأعظم
وأخرج ابن أبي شيبة في تفسيره وعبد بن حميد وابن المنذر عن عامر
أنه سئل عن فواتح السور نحو ألم و الر قال : هي أسماء من أسماء الله مقطعة الهجاء فإذا وصلتها كانت أسماء من أسماء الله
وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس في قوله ألم قال : ألف مفتاح اسمه الله ولام مفتا اسمه لطيف وميم مفتاح اسمه مجيد
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : فواتح السور أسماء من أسماء الله
وأخرج أبو الشيخ والبيهقي في الأسماء والصفات عن السدي قال : فواتح السور كلها من أسماء الله
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ألم قال : اسم من أسماء ألقرآن
وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله ألم قال : اسم من أسماء القرآن
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ بن حبان عن مجاهد قال ألم و حم و المص و ص فواتح افتتح الله بها القرآن
/وغير ذلك كثير
 
وفي الدر المنثور:
وأخرج ابن جرير والبيهقي في كتاب الأسماء والصفات عن ابن مسعود قال ألم حروف اشتقت من حروف هجاء أسماء الله
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله ألم وحم و ن قال : اسم مقطع
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في كتاب الأسماء عن ابن عباس في قوله ألم و المص و الر و المر و كهيعص و طه و طسم و طس و يس و ص و حم و ق و ن قال : هو قسم أقسمه الله وهو من أسماء الله
وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال ألم قسم
وأخرج ابن جريج عن ابن مسعود في قوله ألم قال : هو اسم الله الأعظم
وأخرج ابن جريج وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ألم و حم و طس قال : هي اسم الله الأعظم
وأخرج ابن أبي شيبة في تفسيره وعبد بن حميد وابن المنذر عن عامر
أنه سئل عن فواتح السور نحو ألم و الر قال : هي أسماء من أسماء الله مقطعة الهجاء فإذا وصلتها كانت أسماء من أسماء الله
وأخرج عبد بن حميد عن الربيع بن أنس في قوله ألم قال : ألف مفتاح اسمه الله ولام مفتا اسمه لطيف وميم مفتاح اسمه مجيد
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال : فواتح السور أسماء من أسماء الله
وأخرج أبو الشيخ والبيهقي في الأسماء والصفات عن السدي قال : فواتح السور كلها من أسماء الله
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ألم قال : اسم من أسماء ألقرآن
وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله ألم قال : اسم من أسماء القرآن
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ بن حبان عن مجاهد قال ألم و حم و المص و ص فواتح افتتح الله بها القرآن
/وغير ذلك كثير

أخي تيسير ..
ما معنى هذا النقل ؟
إذا كان لإثبات أن الأوائل قالوا بـ (الرمزية) فهو غير ظاهر .
وما علاقة الرمزية المعاصرة بقولهم إن ( أ ) أول حرف من ( أنا ) و(ل) جزء من ( الله ) و(م) جزء من (أعلم) ؟
أليست حروفاً على كل حال ؟
 
أخي تيسير ..
ما معنى هذا النقل ؟
إذا كان لإثبات أن الأوائل قالوا بـ (الرمزية) فهو غير ظاهر .
وما علاقة الرمزية المعاصرة بقولهم إن ( أ ) أول حرف من ( أنا ) و(ل) جزء من ( الله ) و(م) جزء من (أعلم) ؟
أليست حروفاً على كل حال ؟
يبدو أنك لم تقرأ ما أورده ابن عاشور فقد قال أكثر من 13 قولاً حول مسألة الأحرف كما ذكرت لك في المشاركة أعلاه وقلت فيها: لنقف عند القول السابع منها:
القول السابع أنها رموز. كل حرف رمز إلى كلمة فنحو : ( ألم ) أنا الله أعلم ، و ( ألمر ) أنا الله أرى ، و ( ألمص ) أنا الله أعلم وأفصل . رواه أبو الضحى عن ابن عباس ، ونظروه بأن العرب قد تتكلم بالحروف المقطعة بدلاً من كلمات تتألف من تلك الحروف نظماً ونثراً ،

فهل لديك أزمة مصطلحات؟؟؟؟.
 
تنظير هذا القول بالوقف على بعض الحروف غير مستقيم .
لأن الأحرف المقطعة واقعة في الابتداء وليس في الوقف .
 
إذا كان المقصود من الحسم هو رفع الخلاف
فهذا دونه خرط القتاد كما يقولون
وإذا كان المقصود أن في القرآن ما لم يفهم معناه بشكل من الأشكال وننتظر الكشف عن معناه فهذا قطعا لا يوجد
 
تنظير هذا القول بالوقف على بعض الحروف غير مستقيم .
لأن الأحرف المقطعة واقعة في الابتداء وليس في الوقف .
ولماذا تقف؟؟؟
والوقوف لأجل عذر شرعي كالتفسير والتعليم وغيره لا بأس بمقامه.
المفسرون يقفون على كل حرف من كل كلمة لإعرابها أولاً وبيان أوجه قرائتها ثانياً ثم تفسيرها . اليس كذلك؟؟؟
 
ولماذا تقف؟؟؟
والوقوف لأجل عذر شرعي كالتفسير والتعليم وغيره لا بأس بمقامه.
المفسرون يقفون على كل حرف من كل كلمة لإعرابها أولاً وبيان أوجه قرائتها ثانياً ثم تفسيرها . اليس كذلك؟؟؟

الوقف الذي ذكرتُه مصطلح معروف شهير ، وليس هو الذي ذهبت إليه أنت .
ولست أنا من وقف ، بل قلت تلك الأقوال التي نقلتها أنت تنظر الأحرف بالوقف على بعض الكلمة ارتكاناً إلى فهمها من السياق. ولعلك تسألهم : لماذا وقفتم ؟
والقول الذي ذكرته أنا مبني على أنها ابتداء أي الألف واقعة في صدر كلام يبتدأ به هكذا : ألم .
كيف سيقفون على الألف من ( ألم ) ؟ غير ممكن . فبطل تنظيره بالوقف على الحروف .
 
الوقف الذي ذكرتُه مصطلح معروف شهير ، وليس هو الذي ذهبت إليه أنت .
ولست أنا من وقف ، بل قلت تلك الأقوال التي نقلتها أنت تنظر الأحرف بالوقف على بعض الكلمة ارتكاناً إلى فهمها من السياق. ولعلك تسألهم : لماذا وقفتم ؟
والقول الذي ذكرته أنا مبني على أنها ابتداء أي الألف واقعة في صدر كلام يبتدأ به هكذا : ألم .
كيف سيقفون على الألف من ( ألم ) ؟ غير ممكن . فبطل تنظيره بالوقف على الحروف .
فاسأل إذاً الأولين لمَ فعلوا ذلك . فقد نقلت لك مقالتهم وعلى رأسهم ما رواه أبو الضحى عن ابن عباس . فهل تظن أنهم أخطأوا بذلك حسب فهمك وتقديرك؟؟؟؟؟؟؟
 
أخي الكريم العليمي
أشكر لك اهتمامك , ولكنك لم تُجِب على السؤال .
أمّا ما نقلته عن الشخصية العلمية المرموقة الأستاذ الدكتور المفكر الإسلامي .. فليس بجديد ؛ فإنه ليس بأوّل من قال إن من المعاني ما لم يعرفه الصحابة رضي الله عنهم , فقد سبقه وتبعه طائفةٌ تعلم مآلات هذا القول , وطائفة أخرى تقول به بطيب قلب وثقةً في الطائفة الأولى .
وكثيرٌ ممّن يتناول إعجازات الآيات وأسرارها العددية والعلمية والرمزية .. انحرفوا في التطبيق وأخطأوا في النتائج بسبب أخذهم بهذا الكلام .
ومادمتَ أنهيت الكلام فسأحيل من أراد الفائدة حول هذه المسألة إلى (حوارٍ موسّعٍ سابق) يكشف عن مآلات هذا القول وآثاره السيئة على الكلام في كتاب الله تعالى , وقد أشرت إلى بعضه فيما مضى :
في هذا الموضوع وهذا وهذا ما يزيد الكلام إيضاحاً بإذن الله
والله الموفق .
 
أخي الفاضل الشيخ العليمي حياك الله ..
اعتذر منك لضعف عزمي عن انتظار صدور كتابكم الكريم ، الذي لا أشك في احتوائه على فوائد مكنوزة .
ولكن المعنى القطعي في شأن الأحرف الفواتح هو أنها حروف معروفة لا رموز سرية ..
فقد تبادر هذا إلى فهمي من كلامك في ظاهر العنوان الذي عنونت به : (( حل رموز فواتح السور ، وبيان إعجازها العظيم )).....
وإخراج هذه الأحرف النورانية من (الحرفية) المعجمية ، إلى (الرمزية) السرية .. لا يخرج عن أنه ظن معارض للقطع الثابت في ذلك الأثر ، وأنه غير ذلك مخالف لطرائق العرب في تخاطبها واستعمالها للحروف ..


بسم الله الرحمن الرحيم

مرحبا بالأخ الحبيب الذى يطيب له أحيانا أن يخالفنى ، ومع ذلك أجدنى أحبه ( بسمة )
icon7.gif

أخى عصام ، بادىء ذى بدء أقول : ليس ما فهمتَه من عنوان الكتاب بصحيح
فإنى مذ بدأتُ البحث فى فواتح السور وأنا أتعامل معها على أنها من حروف الهجاء العربية ، واستمر هذا دأبى معها طيلة عشرين سنة حتى ألقيت بعصا البحث أخيرا متنفسا الصُعداء قرير العين بما توصلت إليه من نتائج إعجازية بشأن تلك الأحرف المدهشة فى طرائق تركيبها ، والمذهلة فى مدلولاتها الإعجازية !!!
فهى عندى إذاً من حروف الهجاء العربية أولاً وأخيراً
وأظننى قد ذكرت ذلك من قبل فى هذا الملتقى فى موضوع مماثل للأخ الدكتور فهد الوهبى ، وأذكرُ أنك كنت مشاركا معنا فى ذاك الموضوع ، وأنك قد اطلعت بالتالى على كلامى هناك ، ولكنك ربما نسيت ، ولا تثريب عليك
أما ما ذكرتَه أنت هنا من إنتقادات لوصف ( الرمزية ) فإنه لا يخلو من التباس وظنون ، وذلك من عدة وجوه ، هى كالتالى :
الوجه الأول : أن إطلاق وصف ( الرموز ) على الأحرف المقطعة ليس المقصود به عندى وعند أغلب الباحثين الذين أطلقوه عليها - وهم بالمناسبة كُثّر لا قليل – إلا أن معناها غير محدد ويحتاج إلى تأويل ، فهى صفة قد تُطلق أحيانا على الأمر المبهم الذى يتعذر فهمه على نحو قطعى ، ولهذا وجدنا البعض يصفها بالحروف الغامضة ، هذا هو كل ما فى الأمر
الوجه الثانى : أن إعتبار الأحرف المقطّعة رموزا لمعانٍ أخر ليس بدعا من القول ، بل إنك تجده يشيع بكثرة ملحوظة فى أقوال العلماء والباحثين الثقات ، والأمثلة على ذلك تُعد أكثر من أن تُحصى ، وقد ذكر أخى العزيز تيسير بعضا منها فى مشاركات له سابقة ، ويمكن أن أضيف إلى ما تفضل بذكره بعض أمثلة أخرى :
فمثلا يقول الدكتور محمد غلاب أثناء عرضه لأقوال العلماء الأقدمين فى حروف ألف لام ميم ( آلم ) ما يلى : " الألف رمز للفظ الجلالة ( الله ) ، واللام رمز للّطيف ، والميم رمز للمجيد ، أو أن الألف واللام رمز للفظ الجلالة ، والراءرمز للرحمن ، والميم رمز للرحيم . . . وكذلك أعلن البعض أن ( ق ) رمز لجبل " ( أنظر : د. محمد غلاب : نظرات استشراقية فى الاسلام – مصر – وزارة الثقافة – ص 38 )
وبالمثل نجد الدكتور عبد الوهاب حمودة يذكر أن : " السيد محمد على الهندى ذهب إلى أن الطاء ترمز إلى اسم اللطيف " ( أنظر له : رأى فى تأويل فواتح السور – مجلة رسالة الإسلام – رجب – رمضان 1379 )
وهكذا يتبين لك أخى الكريم أن وصفى لها بالرموز ليس بدعا من القول ، وليس بالأمر الجديد أو المبتدع ، بل سبقنى إليه عشرات العلماء والباحثين ، ولو كان لدى متسعاً من الوقت لجئتك بشواهد وأمثلة كثيرة جدا غير ما ذكرتُ
ولعل أقرب شاهد لدينا هنا هو ما جاء فى كلام الدكتور محمد عمارة ، والذى سبق ذكره فى المشاركة رقم 21 من هذا الموضوع ، فإذا رجعت إليه لوجدت أنه قد أطلق وصف ( الرموز ) على الأحرف المقطّعة أكثر من مرة ، فمن ذلك قوله مثلا :
(( لا نرى بأسا من فتح أبواب جديدة لفهم الرموز التى جاءت فواتح لبعض سور القرآن الكريم ، والتى لم تعد تفسيرات القدماء لها مقنعة للعقل المسلم فى العصر الذى نعيش فيه. . . ان بقاء الباب مفتوحا لاكتشاف المعانى الجديدة والأسرار غير المسبوقة لهذه الحروف والرموز هو الطبيعى ، فنحن أمام كتاب لا تنقضى عجائبه ولا تنفد مكتشفات أسراره ، ولسناأمام نص قد طوت الأفهام - حتى ولو كانت أفهام الصحابة - كل أسراره ومعانيه ومراميه )) انتهى الإقتباس
الوجه الثالث :
أن إطلاق وصف ( رموز ) على الحروف المقطّعة لا يرفع عنها بالضرورة وصفها بالحروف ، لأنه لا يوجد أى تعارض أو تناقض منطقى ما بين هاتين الصفتين ، فالحروف قد تُستعمل أحيانا كرموز ، دون أن يخلع هذا عنها جوهرها الأصيل ، والأمثلة على هذا كثيرة أيضا ، فعلى سبيل المثال تجد علوم الرياضيات كالهندسة والجبر وغيرها تستخدم حروفا هجائية كرموز لمفاهيم رياضية محددة ، دون أن يخرجها هذا عن كونها حروف هجاء أصلا ، فنجد مثلا حرفا مثل ح يرمز فيها إلى محيط الدائرة ، أو حرفا مثل ق يرمز إلى قطرها . . وهكذا ، أما فى علم آخر كالكيمياء مثلا فنجد أن حرف ح يرمز فيه إلى عنصر الحديد ، وحرف ص إلى الصوديوم. . . إلى آخره
تلك مجرد أمثلة فحسب على إمكانية إستخدام الحروف الهجائية كرموز لما سواها دون أن يغير هذا من حقيقةكونها حروف هجاء أصلا
ولكن ينبغى القول أن الأمثلة السابق ذكرها ليس المقصود منها أن الحروف المقطعة تُفسّر على نفس هذا النحو ، وإنما المراد فحسب بيان أنه لا يوجد ما يمنع من استعمال حروف الهجاء كرموز ، أى لا يوجد تناقض منطقى فى هذا الأمر

تم عرض الوجوه الثلاثة الأولى ، أما الوجه الرابع فنظرا لأهميته البالغة فسأفرد له وحده المشاركة القادمة إن شاء الله
 
تابع ما قبله :
الوجه الرابع :
النظر إلى الأحرف المقطّعة على أنها حروف هجائية لا ينفى بحال إمكانية استعمال البعض منها كرموز تشير إلى أمور أخرى ذات صلة وثيقة جدا بها ، وحتى تتضح لك الصورة أكثر وتفهم مرادى من وصف ( رموز ) فلا بأس من ضرب مثال يرفع اللبس عن حقيقة الأمر :
ما الذى يمنع – مثلا – أن يكون حرف الطاء ( ط ) فى الفاتحة ( طه ) قد أتى للإشارة إلى السور التى بدأت بهذا الحرف نفسه ( ط ) ، وهى سور : ( طه ، الشعراء ، النمل ، القصص ) ، ففى تلك الحالة يصبح الحرف ط رمزا إلى سور قد بدأت به هو كحرف هجائى
فهل الرمزية المعطاة للحرف ط فى المثال المذكور قد أخرجته عن كونه حرفا هجائيا بالأساس ؟! ، أو جعلت منه رمزا سريا إلى أمور أخرى غريبة عنه ؟!
ومع أن الإجابة واضحة ، ولكن لا بأس من أن أستشير فيها ؛ لأنى سأبنى عليها كلاما هاما جدا ، وما خاب من استشار ، وأرجو من أهل العلم فى هذا الملتقى المبارك ألا يبخلوا علينا بآرائهم ، فعلى ضوء آرائهم سوف يتحدد إذا ما كان بالإمكان أن أعرض لمقتطفات من بحثى عن إعجاز تلك الحروف فى هذا الملتقى ، أم لن يتسنى ذلك لى

انتهى الرد من كافة الوجوه ، وأرجو أن يكون الإلتباس قد ارتفع و زال، والله ولى التوفيق

ملحوظة : من باب الإستشارة كذلك أقول :
إذا كان لديك أخى الكريم إقتراح بشأن عنوان آخر للكتاب غير " حل رموز فواتح السور ، وبيان إعجازها العظيم " أو لدى أى أحد من الأخوة الأفاضل اقتراح مماثل حول عنوان يراه أفضل من السابق ذكره ، فإننى أرحب بمقترحاتكم جميعا وسأنظر فيها، وبارك الله فيكم أجمعين
 
اخى العليمى المصرى انت قد وعدتنا منذ فنرة طويلة جدا بالتكلم على الحروف المقطعة ثم نظرا لضيق وقتك وعدتنا ان تتكلم عن الحروف المقطعة عن الحروف (ق؛ص؛ن) اول غرة رجب وقد مر شهر رجب وشعبان ورمضان ولم تتكلم عن تلك الحروف من قريب او بعيد او الكشف عن شىء قليل من بحثك بالتكلم فقط عن تلك الحروف الثلاثة فقط وانا متابع من فترة لهذا البحث ولم اجد انك تكلمت ولم توفى بوعد من قريب او بعيد ولم ارى سوى النقد لاراء الاخوة والعلماء فالنقض للاراء ينبغى ان يبنى بعدها حتى يتبين المقام من صحة كلامك فلم ارى اى بناء لنقض كلام الاخرين الى الان سوى النقض والنقد لارائهم فقط لاغير وعذرك ضيق الوقت ونحن فى مشاغل مثلك ويضيق الوقت بنا مثلك وندخل بين الاخر والاخر على فترات متباعدة وكان من الاولى دخولك الموقع وغيرة ونقض ونقد اراء الاخرين يدل على ان عندك بعض من الوقت جعلك تتدخل برايك على اراء الاخرين كان منه الدخول فى بحثك وبيان ما وعدتنا به وهذا هو الاولى يااخى اعذرنى فانى صريح مع من احبهم وهذا راى ونصيحة من اخ لك فهلا اخى بدلا من النقض والنقد لاراء العلماء ان تدخل فى بحثك وفى ثنايا البحث ان تنقض الاراء المذكورة للعلماء وترجح الراى الصحيح لتلك الحروف على اسس علمية متينة ارجوا منك ذلك فى المرة المقبلة ان تفرد بحث وصفحات لذلك

اخوك فى الله​
 
اخى العليمى المصرى انت قد وعدتنا منذ فنرة طويلة جدا بالتكلم على الحروف المقطعة ثم نظرا لضيق وقتك وعدتنا ان تتكلم عن الحروف المقطعة عن الحروف (ق؛ص؛ن) اول غرة رجب وقد مر شهر رجب وشعبان ورمضان ولم تتكلم عن تلك الحروف من قريب او بعيد اخوك فى الله​
يا أخى لا تظلمنى هكذا ، فليس الأمر بيدى فى هذا التأخير
كما أن الأمر لا يتوقف علىّ فحسب ، فلا بد من التمهيد له لمعرفة هل يتم السماح لى بالبدء فى عرض بحثى أم لا ؟
فهذا الملتقى له سياساته التى أحترمها
وفى الختام أُذكّرك بقوله تعالى :
وما تشاءون إلا أن يشاء الله
والتمس لأخيك سبعين عذرا
 
بسم الله الرحمن الرحيم



مرحبا بالأخ الحبيب الذى يطيب له أحيانا أن يخالفنى ، ومع ذلك أجدنى أحبه ( بسمة )
icon7.gif

ومرحباً بالأخ الحبيب الذي يخجلني بأدبه الكبير كلما خالفته ( لا عن طيب نفس ) .
وأحبك الله الذي أحببتني فيه .
وإذا كان صرح الود قائماً فلا تضره صواعق المخالفة .
وإذا كان جبل الثقة راسخاً فلن تضره هبوب الشكوك وسوء الظن .
ويا جبل ما تهزك ريح .
 
تابع ما قبله :
الوجه الرابع :
النظر إلى الأحرف المقطّعة على أنها حروف هجائية لا ينفى بحال إمكانية استعمال البعض منها كرموز تشير إلى أمور أخرى ذات صلة وثيقة جدا بها ، وحتى تتضح لك الصورة أكثر وتفهم مرادى من وصف ( رموز ) فلا بأس من ضرب مثال يرفع اللبس عن حقيقة الأمر :
ما الذى يمنع – مثلا – أن يكون حرف الطاء ( ط ) فى الفاتحة ( طه ) قد أتى للإشارة إلى السور التى بدأت بهذا الحرف نفسه ( ط ) ، وهى سور : ( طه ، الشعراء ، النمل ، القصص ) ، ففى تلك الحالة يصبح الحرف ط رمزا إلى سور قد بدأت به هو كحرف هجائى
فهل الرمزية المعطاة للحرف ط فى المثال المذكور قد أخرجته عن كونه حرفا هجائيا بالأساس ؟! ، أو جعلت منه رمزا سريا إلى أمور أخرى غريبة عنه ؟!

ولمناقشة الفكرة ، من حيث هي فكرة ، أقول :
هذه العبارة أخي الكريم العليمي هي التي دفعتني إلى الاعتراض في البدء ، فقد صرّحت أكثر عن تلميح صريح العنوان ، وفصلت شيئاً من مجمله .
فما معنى قولك إذن :

أخى عصام ، بادىء ذى بدء أقول : ليس ما فهمتَه من عنوان الكتاب بصحيح

أليس معنى قولك : إن ( ط ) ( طه ) رمز للطاءات في ( طسم ، وطس ، وطسم ).
وكيف سيطرد هذا ، ولماذا بعضها فقط وليس كلها ، وما الفائدة أو الحكمة من جعلها رمزاً ، ولماذا لا تكون ( ط ) (طس) هي الرمز .
وأظن أنك دخلت إلى الرمز من أوسع أبواب ، ونفيت حكماً كلياً ينطبق على كل الحروف وأثبت حكماً جزئياً في بعضها دون بعض .. فالطاء رمز للطاء والألف رمز للألف ... فإلى أين سننتهي .. أإلى رمز أيضاً ؟
وإثبات الحكم في الجزء (ط) أصعب من التعميم (على كل الحروف). وأين الدليل على الاجتزاء المذكور ؟

ومع أن الإجابة واضحة ، ولكن لا بأس من أن أستشير فيها ؛ لأنى [/
سأبنى عليها كلاما هاما جدا
، وما خاب من استشار ، وأرجو من أهل العلم فى هذا الملتقى المبارك ألا يبخلوا علينا بآرائهم ، فعلى ضوء آرائهم سوف يتحدد إذا ما كان بالإمكان أن أعرض لمقتطفات من بحثى عن إعجاز تلك الحروف فى هذا الملتقى ، أم لن يتسنى ذلك لى

أتمنى أن تبدأ ذلك من الآن ، فقد آن لك تنجز ما وعدت به بعرض مقتطفات من الكتاب.. فلن نعدم نحن ولا أنت فوائد .

ملحوظة : من باب الإستشارة كذلك أقول :
إذا كان لديك أخى الكريم إقتراح بشأن عنوان آخر للكتاب غير "
حل رموز فواتح السور ، وبيان إعجازها العظيم " أو لدى أى أحد من الأخوة الأفاضل اقتراح مماثل حول عنوان يراه أفضل من السابق ذكره ، فإننى أرحب بمقترحاتكم جميعا وسأنظر فيها، وبارك الله فيكم أجمعين

العنوان في مثل بحثك توقيع عن الله تعالى ، يجب أن لا يكون مدعماً وموافقاً إلا للأدلة النقلية والعقلية ..
وليس جيداً أن أذكر شيئاً ، وأدعي أنه من الإعجاز القرآني ، وهي أخطر قضايا ثبوت القرآن ، ثم يأتي من يأتي بأدلة تنفي الإعجازية التي أثبتها .
فهذا بحد ذاته فتنة من فتن القول ومفسدة بحثية وتحقير لما عظم الله وتعريض له للمنقصة والسخرية العلمانية والليبرالية واللادينية ، ولا يخفى ذلك كله على أمثالكم من العارفين .
وأشكر لك فتحك المشورة في وضع العنوان لبحثك الدقيق في موضوعه وفي مصدره وفي أهميته .
فهذا يدل على حبك الكبير للحق وثقتك في كتاب الله وفي إخوانك .
وأنت أدري مع كل ذلك بمكنون نتائجك الموثقة والمبرهنة وأبعاد دراستك وأهدافها القريبة والبعيدة ، لتختار لها العنوان الأنسب .
وتقبل كلام أخيك المؤمن أنها كلها حروف من حروف المعجم على طبق من الود والإكرام ، أو فرد عليه كيفما تحب ودون تثريب عليك .
 
يا أخى لا تظلمنى هكذا ، فليس الأمر بيدى فى هذا التأخير
كما أن الأمر لا يتوقف علىّ فحسب ، فلا بد من التمهيد له لمعرفة هل يتم السماح لى بالبدء فى عرض بحثى أم لا ؟
فهذا الملتقى له سياساته التى أحترمها​


اظن يا اخى المصرى ان الادراة والاخوة فى الملتقى لايمانعون ذلك فى البدأ فى بحثك واظن الدكتور فهد الوهبى لايمانع ذلك فابدأ على بركة الله ودع النتائج لله عز وجل فكما قال الاخ عصام اتمنى ان تبدأ بحثك واما مسألة عنوان البحث فهذا امر بسيط جدا يمكن تعديلة ان تبين موافقة البحث تطابقا مع المضمون

فابدأ على بركة الله وارجوا من الاخوة تسجيل اصواتهم للموافقة على بدء الاخ المصرى بحثة المنتظر لعله فيه فوائد وعدم تخيب ظننا فيه والوفاء بوعدة ان قدر ذلك​
 
ومرحباً بالأخ الحبيب الذي يخجلني بأدبه الكبير كلما خالفته ( لا عن طيب نفس ) .
وأحبك الله الذي أحببتني فيه .
وإذا كان صرح الود قائماً فلا تضره صواعق المخالفة .
وإذا كان جبل الثقة راسخاً فلن تضره هبوب الشكوك وسوء الظن .
ويا جبل ما تهزك ريح .

أحبكم الله ورفع قدركم أخى عصام فى الدنيا والآخرة
وبمشيئة الرحمن سوف يظل صرح الود قائماً ، وطور الثقة راسخاً
وما أجمل التآخى فى الله ، لا سيما وإننى وحيد ، ليس لى من الوالدين أخ شقيق ، ولكنى أعتبر كل زميل لى فى هذا الملتقى أخاً لى
وإن كان يلزم القول أن الله عز وجل قد أنعم علىّ بأختين شقيقتين تحسبهما من الملائكة من فرط حنانهما ورفعة خُلُقهما ، بارك الله لهما فى زوجيهما وفى وأولادهما
 
أليس معنى قولك : إن ( ط ) ( طه ) رمز للطاءات في ( طسم ، وطس ، وطسم ).
وكيف سيطرد هذا ، ولماذا بعضها فقط وليس كلها

بل كلها وليس بعضها ، وإنما ذكرت طه على سبيل المثال فحسب
ثم إن الطاء فى طه أو فى طس أو فى طسم ليست رمزا للطاءات كما فهمتَ أنت
ولكنها رمز للسور التى بدأت بالطاءات ، هذا ما عنيته بكلامى أخى الحبيب
وما الفائدة أو الحكمة من جعلها رمزاً ،ولماذا لا تكون ( ط ) (طس) هي الرمز .

قلت توا أن ط حيث وقعتَ وأينما حلت فإنها تكون رمزا سواء فى طه أو فى طس
أما الفائدة والحكمة فهذا موضوع آخر وشرحه يطول ، ونحن نتناقش الآن فى جزئية محددة هى مفهوم الرمز ، فهى التى كانت محل النزاع ومثار النقاش
ومع ذلك أقول لأُطمئنك : ثق كل الثقة أن الفائدة عظيمة ، والحكمة بالغة

وأظن أنك دخلت إلى الرمز من أوسع أبواب ،ونفيت حكماً كلياً ينطبق على كل الحروف وأثبت حكماً جزئياً في بعضها دون بعض .. فالطاء رمز للطاء والألف رمز للألف ... فإلى أين سننتهي .. أإلى رمز أيضاً؟
للمرة الثانية لم تفهمنى أخى الحبييب
ولا أدرى إلى متى يظل كلامى عُرضةَ لسوء الفهم حتى من بعض من أُحبهم
فأنا لم أقل – كما تقول أنت – أن الألف رمز للألف ، وإنما ذكرت الطاء فقط لا غير
وقولك ( الطاء رمز للطاء ) قول غير صحيح ، وقد بينتُ لك خطأه منذ قليل
أتمنى أن تبدأ ذلك من الآن ، فقد آن لك تنجز ما وعدت به بعرض مقتطفات من الكتاب.. فلن نعدم نحن ولا أنت فوائد .
كما أخبرتك من قبل : إننى أنتظر آراء أهل العلم فى هذا الملتقى المبارك فيما نتباحث الآن بشأنه حول مفهوم الرمز
كما أنتظر أن يحددوا موقفهم من الإعجاز الإحصائى وأن يحسموا أمرهم تجاهه ، وذلك لأن جانبا كبيرا من بحثى يقوم على العدّ والإحصاء
فعلينا إذاً أن ننتهى أولاً من قضية الإعجاز الإحصائى ، وبعدها سيكون كل شىء مُيسّرا بإذن الله
العنوان في مثل بحثك توقيع عن الله تعالى ، يجب أن لا يكون مدعماً وموافقاً إلاللأدلة النقلية والعقلية ..
وليس جيداً أن أذكر شيئاً ، وأدعي أنه من الإعجازالقرآني ، وهي أخطر قضايا ثبوت القرآن ، ثم يأتي من يأتي بأدلة تنفي الإعجازية التيأثبتها .


ليس فى الأمر إدعاء يا أخانا الحبيب ، بل هو يقين ، وقد بلغ معى حد عين اليقين
إنه أمر مُعجز يقيناً ، فكن مطمئنا من تلك الجهة كل الإطمئنان
ولنفس هذا السبب أجدُنى مطمئنا تماما ومقتنعا ومستريحا جدا للعنوان الذى اخترته لكتابى
وأنت أدري مع كل ذلك بمكنون نتائجك الموثقة والمبرهنة وأبعاد دراستك وأهدافهاالقريبة والبعيدة ، لتختار لها العنوان الأنسب

صدقتَ ، ولهذا السبب قلتُ ما قلتُه توا .
كان هذا رداً على أهم ما جاء فى مشاركتك الطيبة ، وأرجو أن أكون قد وُفقت فى رفع الإلتباس عن كلامى
وأخيرا وليس آخرا : كنت أنتظر منك أن تحدثنى عن رأيك الآن فى مفهوم ( الرمزية ) بعد أن أوضحت لك المراد به لدىّ ، ولدى كثير من العلماء ، فقد كان هذا هو محل اعتراضك فى بادىء الأمر ، فالمرجو بيان هذا بايجاز
ولى عتاب عليك أرجو أن تعتبره من جنس عتاب المحبين ، فإن شئت رددتَ عليه ، وإن شئت أعرضت عنه ولا جُناح عليك :
كنت أعرف عنك أنك من المؤيدين للإعجاز الإحصائى ( أو العددى ) للقرآن الكريم
وأنك قد نافحت عنه معنا فيما سلف ضد المهاجمين له بلا بينة ، فما الذى حملك أخيرا على انتقاد الأستاذ جلغوم ؟!
هذا ما استغربتُه منك أخى ، فلعلك لم تعمد إلى ذلك ، ولكن قد يكون الشيطان نزغ بينكما دون إرادة منكما لذلك
وفى الختام تَقبّل تحياتى ، و دُمتَ بخير
 
اظن يا اخى المصرى ان الادراة والاخوة فى الملتقى لايمانعون ذلك فى البدأ فى بحثك [/CENTER]
أخى الكريم البراك
كنتُ أرجو أن يكون ظنك فى محله ، ولكنك قد شهدتَ معنا الحرب الضروس التى دارت رحاها فى الملتقى حول المنهج الإحصائى والإعجاز العددى ، ولعلك طالعت ما قلتُه لأخى عصام فى المشاركة السابقة ردا على طلبه منى البدء فى عرض البحث
وأعلم أخى بأنى لن أتأخر مطلقا فى الإستجابة لطلبك أنت والأخ عصام إذا ما وجدت بادرة ترحيب من الأخوة فى الإدارة وفى مقدمتهم الأخ الدكتور عبد الرحمن الشهرى الذى علمتُ أنه قد طالع طرفا من هذا الموضوع وربما يتابعه أولا بأول ، وقد علمت بذلك من خلال استعماله لأيقونة الشكر فيه
ولسوف تجدنى يا أخى رهن الإشارة إن شاء الله فى حال موافقة الإدارة على عرض بحثى القائم فى جانب كبير منه على المنهج الإحصائى
وقبل أن أختم اسمح لى بأن أعتب عليك أخى البراك على حدة اسلوبك فى الخطاب ، فمن أسفٍ أنك قد آذيت مشاعرى للغاية بهجومك الشديد علىّ والذى لم يكن فيه رفق ولا هوادة مع كونى مظلوما فيما نسبته إلىّ ، فأرجو أن تراعى ذلك فى المرات القادمة أخى الكريم وأن تترفق بى فى حديثك ، وعفا الله عما سلف
 
وأخيرا وليس آخرا : كنت أنتظر منك أن تحدثنى عن رأيك الآن فى مفهوم ( الرمزية ) بعد أن أوضحت لك المراد به لدىّ ، ولدى كثير من العلماء ، فقد كان هذا هو محل اعتراضك فى بادىء الأمر ، فالمرجو بيان هذا بايجاز
ولى عتاب عليك أرجو أن تعتبره من جنس عتاب المحبين ، فإن شئت رددتَ عليه ، وإن شئت أعرضت عنه ولا جُناح عليك :
كنت أعرف عنك أنك من المؤيدين للإعجاز الإحصائى ( أو العددى ) للقرآن الكريم
وأنك قد نافحت عنه معنا فيما سلف ضد المهاجمين له بلا بينة ، فما الذى حملك أخيرا على انتقاد الأستاذ جلغوم ؟!
هذا ما استغربتُه منك أخى ، فلعلك لم تعمد إلى ذلك ، ولكن قد يكون الشيطان نزغ بينكما دون إرادة منكما لذلك
وفى الختام تَقبّل تحياتى ، و دُمتَ بخير
شكر الله لك وبارك فيك وجعلنا من المتحابين فيه .
إجابة طلبيك بعد الصلاة والسلام على الحبيب :
1) الرمزية
عرضك مفهوم الرمزية كان عرضاً مختصراً ، لا يعطي صورة كاملة عما تريد أن تكشف لنا عن إعجازه .
ولا سيما بعد أن ربطته بموضوع "العجائب العددية في القرآن" .
وهو أيضاً غير مفهومها القديم .
فتحصل من عرضك أن لدينا أكثر من ثلاثة مجاهيل ، ليست محل اتفاق بالاتفاق ، وهي : الرمزية + العجائب العددية + جدة الاستخدام + اختصار العرض .
وهذه يا أخي الحبيب تحتاج إلى عقل حاسوبي يجمع الصورة الرمزية المعجزة، وسند نقلي يهدي إلى نورانية مفهومة .. وأين ؟

2) الأستاذ جلغوم والعجائب العددية :
لم أعترض الآن على مشروع البحث العددي أو الإحصاء العددي كما تسميه أنت الآن ، وقد دافعت عنه منذ ما سلف من المشاركات التي أشرت إليها ، باعتباره بحثاً في كتاب الله .. وهذا البحث كما يراه الجميع مازال في إطار تجميع المادة في أجزاء متفرقة لا رابط بين كثير من أرقامها ، ومازال ذلك البحث بعيداً عن إيجاد تأصيل شامل مقنع للقراء المسلمين فضلاً عن غيرهم ..
وليس ما جرى بيني وبين الأستاذ الفاضل الإحصائي عبدالله جلغوم ، داعياً له بالصحة التامة والعافية الدائمة ، إلا سؤال مني ، يقول : ما الحد الأدنى من الإعجاز العددي ؟ فما سمعت جواباً منه ولا من غيره عما ثار في نفسي ، كانت هذه أول مرة أبدي فيها خطاباً مباشراً بحثاً عن الجواب المقنع ، وأظهر سؤالاً محدداً .
لم يشفع لي ذيادي عن البحث العددي قبلاً ، حتى رميت في سلة أعداء البحوث العددية الألداء ... !
مشكلة الباحثين ( العادّين ) في الظاهرة العددية في القرآن ، وأنا أحترمهم جميعاً وأحترم كدهم وجهدهم وإحصاءاتهم ، مشكلتهم أنهم استبقوا النتائج بعد جمع قليل من المقدمات ، فتزببت أحكامهم قد تتحصرم ، وجعلوها إعجازاً ، ولو كره المتفكرون !.
وهي فيما أرى ، وقد أكون مخطئاً ، إلى العجائب الفردية أقرب في الوصف من كونه إعجازاً كالإعجاز البياني الذي هو أصل الإعجاز القرآني كله بلا نزاع ولا خداع ، وهو الكافي كل الكفاية ، النافع كل النفع ، الهادي كل الهداية ، المريح للقلوب كل الراحة ، المنير للعقول كل النور.
الإعجاز القرآني له وصف مخصوص لعدد من الآيات معروف مفارق للمألوف مقرون بالتحدي .. يكون في حده الأدنى سورة ، وأقل سورة ثلاث آيات ، فمهما جئت بثلاث آيات ، من أي مكان من المصحف ، مهما كانت السورة ، ومهما كان الموضوع ، فقد رأيت ما يبهر ويعجز ، وهو الذي تُحُدّيت العرب وغيرها في عقر دارها ، وفي أقوى قواها ، أن تأيي بمثله ، ولم يستطع أحد من الإنس والجن ، من قبل ومن بعد ، أن يفعل ذلك ، هذا هو العجز حقاً .
أما الحكمة التشريعية والحكمة العلمية ، ولا أقول إعجازاً تشريعاً ولا علمياً إلا تجوزًا، فقد تأتي السورة وليس فيها تشريع كشأن أغلب السور المكية ، التي كانت فاتحة الإعجاز للعرب ، وتأتي الآيات الطويلة ذوات العدد المجاوز للثلاث وليس فيها علوم كونية ولا نفسية . هذا النوع تابع للبياني ضمناً .
فكيف يسمى إعجازاً وقد تخلف عنه أهم شرائط الإعجاز ؟ وهو قدر السورة المتحدى بأن يؤتى بمثلها ؟
ولذا اخترت أن يسمى الإحصاء العددي : العجائب العددية ، لأن اللفظة القرآنية وحدها تعجب ، والآية وحدها تعجب ، أما السورة وحدها فتعجب وتعجز جميعاً معاً ...
وأما أنه إعجاز فلا يسلم من اعتراض ، كما هو حاصل بيننا نحن القوم المسلمين، والمتخصصين ، ومن المخلصين (فيما نحسب، والله الحسيب)..
إن التحدي لا يقع بلفظة واحدة فقط ولا بآية واحدة فقط ولا بآيتين فقط ولا باختراع واحد فقط ولا اختراعين فقط .. والتشريع أو الكشف العلمي قد يكون في جزء آية .. كيف يقال عنه : إنه إعجاز .
وما أكثر ما يعقب الله على تشريعاته بأنه حكيم عليم ، عليم حليم ، ونحوه .
أرجو أن تكون أتعتبتني بعد ملامتك ، وعذرتني بعد معاتبتك ..
وقولي صواب يحتمل الخطأ .
والسلام عليكم.
 
عذرااخى المصرى فهذا عتاب المحبين ولقد قلت فى ثنايا الكلام انه نصيحة وعتاب فى نفس الوقت ووالله انى احبك فى الله مادام كلنا ننشد الحق ولا ارى الاخ الدكتور عبد الرحمن لايمانع من ذلك والاخوة الكرام وارجوا من الاخوة فى الملتقى والادارة التصويت للموافقة والنزول هنا فى تلك الصفحة للموافقة على عرضك لبحثك المنتظر وتسجيل الاخوة اصواتهم دليل على تأيدك فى عرض بحثك وعلى راسهم الدكتور عبدالرحمن فهلا اجاب الدكتور لطلبك
 
إجابة طلبيك بعد الصلاة والسلام على الحبيب .
صلى الله عليه وآله وسلم
عرضكمفهوم الرمزية كان عرضاً مختصراً ، لايعطي صورة كاملة عما تريد أن تكشف لنا عن إعجازه .
ولا سيما بعد أن ربطته بموضوع "العجائب العددية في القرآن" .
وهو أيضاً غير مفهومها القديم .
فتحصل من عرضكأن لدينا أكثر من ثلاثة مجاهيل ، ليست محل اتفاق بالاتفاق ، وهي : الرمزية + العجائب العددية + جدة الاستخدام + اختصار العرض .
ربما تريد أن تقول أن الفكرة لا تزال غير واضحة أمامك كل الوضوح
ولا ألومك فى هذا ، لأن المسألة لن تتضح بكافة أبعادها إلا مع العرض الكامل لها
وهذا هو ما أنتظر أن يُؤذَن لى فيه
أما ماذكرتَه عن الإعجاز الإحصائى وكونه لا يرقى – بنظرك – إلى أن يكون إعجازا ، فهذا ما أخالفك فيه كل المخالفة أخى الحبيب ، لأنى قد عاينت بنفسى العديد من الشواهد القوية الدالة على كونه مُعجزا
والسلام عليكم
 
عودة
أعلى