هل لوجود مستشرقين فائدة لهم ولمتابعي ملتقى أهل التفسير ورواده؟

إنضم
14/05/2012
المشاركات
1,111
مستوى التفاعل
13
النقاط
38
الإقامة
الأردن
في مثل هكذا إشكالية، مِن الحكمة النظر مِن زوايا مختلفة، أبرزها:

1. هذا ملتقى / منتدى، وطبيعة المنتديات تختلف عن طبيعة المجلات الإلكترونية، فالمجلة الإلكترونية ناطقة باسم الإدارة، بينما المنتدى فعمل الإدارة الرئيس فيه: تسهيل الحوار بين الأطراف على أسس وسياسات عامة متفق عليها يعلمها الجميع ويحترمونها، وعليه فلا يقول عاقل بأن كل عضو في المنتدى يكون بالضرورة ناطقاً باسم إدارتها، وليس من الحكمة مصادرة رأيه، إذ لا فائدة لمنتدى يتفق رواده على كل قضية مطروحة للنقاش.

2. وجود المستشرقين في مثل ملتقانا هبة من الله إلينا لنتدرب على حوار أصحاب الأفكار الأخرى.

3. بدلاً من القيام بواجب الدعوة بأن نذهب إلى منتديات الحوار الديني المليئة بالشتم والتهكم والسخرية من مقدساتنا، فقد رزقنا الله من يأتي إلينا الذين لا يتفوهون بتلك الشتائم (رغم خلافنا العقدي معهم).

4. ذهب الشيخ عبدالرحمن السميط (رحمه الله) إلى مجاهل إفريقيا للدعوة، ونحن يأيتينا المدعوون لعندنا.

5. كل حوار بناء في الدنيا كان سبب ثمرته اليانعة أن نقطة البداية فيه بدأت من الاتفاق على قضية غير خلافية تتفق فيها مع الآخر (حتى حوارك البناء مع زوجك!!)، وكل حوار يبدأ من نقاط الخلاف فقد حكمنا عليه بالتفجير منذ بدايته.

6. الكلمة السواء والنقاط المتفق عليها كثيرة بيننا وبين كثير من المستشرقين العقلانيين فلا بأس من الانطلاق منها.

7. الحوار الذي يصل إلى نتيجة مثمرة هو حوار يستمر ليزيد نقاط الاتفاق بين طرفي الحوار وتكثيرها وتكثيرها.

8. لا يعني الانطلاق من نقاط الاتفاق في نقطة ما ((مع غير المسلم)) أنك قد واليته وعاديت المسلمين، فهذا تجنٍّ وسوء ظن ولزوم لما لا يلزم.

9. قال سليمان التيمي: " ما أغضبتَ أحداً فقبِلَ منك "؛ فلا يوجد عاقل في الدنيا تغضِبُه ثم يسمع منك النصيحة، ولا أظن أن قدوتنا أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم أسمع نصارى نجران أقسى الكلام وأشده وأقبحه - حاشاه بأبي هو وأمي - بمجرد أن لقيهم.

10. ليس كل مخالف لك في العقيدة بالضرورة يريد قتلك / هدم دينك / الطعن بمقدساتك، بل أكثرهم عوام لا يريدون منك إلا معاملتهم بإنسانية.

11. إن منكم منفرين:
فعلى الناصح أن لا يكون عوناً للشيطان على المنصوح، حين يجتمع بسوء خلقه مع الشياطين وهوى النفس على المنصوح، فيفتح أبواب الشر الحاجبة عن قبول النصيحة، ويغلق أبواب الخير.

12. بعضنا يناقش بسيف الحاكم صاحب السلطة الأبوية:
يقول ابن حزم لهذه الفئة من الناس: " ولا تنصح على شرط القبول منك، فإن تعديت هذه الوجوه، فأنت ظالم لا ناصح، وطالب طاعة ومُلك، لا مؤدي حق أمانة؛ وليس هذا حكم العقل، ولا حكم الصداقة، لكن حكم الأمير مع رعيته، والسيد مع عبيده ".

13. لماذا يشارك المستشرق في الملتقى؟
لا يهمني، فله شأنه الخاص، وله رب يحاسبه، المهم أن الله سيسألني عن (صحبة ساعة)، وسبحان الذي كتب الإحسان في كل شيء، وسبحان الذي جعل مِن سنن خلقه أن الرفق ما دخل في شيء إلا زانه.

وما أجمل قول صاحب الإحياء:
" ما أحسن الإيمان يزيّنه العلم،
وما أحسن العلم يزيّنه العمل،
وما أحسن العمل يزيّنه الرّفق،
وما أضيف شيء إلى شيء مثل حلم إلى علم ".
 
د. عبدالرحيم الشريف، جزاك الله خيرا.
قرأت عنوان المشاركة بينما كنت أتناول الشاي و انتظرت حتى اشرب الشاي اولا قبل ان يبرد و في خلال ثواني او داقائق الانتظار خطر على بالي اكثر من فكرة سلبية حول عنوان المشاركة الذي نفرت منه بدون ان اعرف محتواه و لا أدري ما السبب، ربما يكون ان هذا هو طبيعة العناوين، انها تثير في الشخص شعور قد يكون له ارتباط بأمور خاصة به او بغير ذلك، او لان في بعض الأحيان صياغة العنوان قد تحتاج الى تغير او اضافة،...
المهم، بعد "ثرثرة النساء"، اخي الفاضل الشريف عبدالرحيم، بعد ان قرأت محتوى مشاركتك تغيرت الفكرة السلبية تماماً الى انطباع ايجابي رائع عن مشاركتك، و ادعو الله الكريم ان يلهمني ان أشارك فيها بما يثريها و يزيدها إيجابية.
الشريف عبدالرحيم كتبت التالي:
( 2. وجود المستشرقين في مثل ملتقانا هبة من الله إلينا لنتدرب على حوار أصحاب الأفكار الأخرى.)
اعتقد ان العبارة يمكن ان يصاغ منها التالي بالاضافة الى المعنى الإيجابي الذي تحمله:
وجود كل عضو في الملتقى هبة من الله لنتدرب على الحوار مع الآخرين و نضيف اليهم من ايجابياتنا او نأخذ من إيجابياتهم.
أتذكر في هذا المقام مقولة لزميلتي الامريكية المسلمة التي تعلمت منها الكثير عندما كانت تدرس الصف الاول الابتدائي بعد تدريسها لفترة المرحلة الثانوية باختيارها، كانت تقول لي عن طلاب الصف الاول الابتدائي:
(هؤلاء ثروة لا يدرك الكثير قيمتها).
حقاً في كثير من الأحيان نبحث عن الثروة في الأماكن البعيدة و نترك الثروة التي بين أيدينا.
كل عضو في الملتقى ثروة ينبغي ان نسعى ان نستفيد منها قدر المستطاع.
د. عبدالرحيم، اذا تيسر لي ان شاء الله اكتب حول النقاط الاخرى التي طرحتها في مشاركتك او أضيف نقاط اخرى.
وفقك الله وسدد خطاك.
 
أخي الدكتور عبدالرحيم
لي بعض التعليقات على ما أوردت أعلاه بارك الله فيك وهي تعبير عن نفسي لا تلزم غيري بشيء :
- هذا الملتقى موقع علمي في تأسيسه أستبعد أن ترد فيه فرصة دعوة أحد إلى الإسلام إلا أن يشاء الله .
- الحديث عن الحكمة من مشاركة مستشرقين من عدمها في هذا الملتقى المبارك لا معنى له ، فالأصل في الملتقيات العلمية الفوائد والنتائج العلمية المستخلصة مهما كان مصدرها سواء أمن مستشرق أم مستغرب وسواء أمن معروف أم نكرة !
- الإشكال محصور محصور محصور في مسيرة الحوار والنقاش ؛ فلا يقبل من مستشرق ولا مستغرب ولا كافر ولا مؤمن حين يفحمه الحوار ويسقط محاوره أفكاره أن يلوذ إلى مكانة قدسية وضعها لنفسه ينطلق منها ليمارس عنجهية وصلفا وغمزا ولمزا وتحقيرا لمحاوريه ، فإن أعياه الأمر بعد ذلك لجأ إلى الكذب ، فإن انتصر أحد لنفسه عده من يشرف على هذا الملتقى تجاوزا وشخصنة وأحكاما مسبقة على أفكار الناس بسبب كفر أو إيمان أو استشراق أو استغراب!!
- أخي عبدالرحيم أرى أن ننظر إلى الأمر ليس من زاوية هوية المحاور الدينية أو الثقافية أو من زاوية داعية ومدعو إلى الإسلام وإنما من منطلق العدل مع المحاورين والمتناقشين ممن هذه مسؤوليته في هذا الموقع المبارك .
- بعض الإخوة ( يعني الإخوان والأخوات ) قد يرى خلاف ما أقول وأن هذه ساعة يسأله الله فيها لم لم يدعو فيها فلانا من المشاركين ، فأقول إن كان ولابد فراسله على الخاص لدعوته لدينك وليس على صفحات الملتقى وقد يكون ذلك أحرى بالإستجابة .
هذا والله أعلم .
 
هذه القضية - ككل القضايا - نسبية، تحمل بين طياتها إيجابيات وسلبيات، الدعوة إلى الله فن، والصبر عليها جهاد، وليس الداعية فقط خطيب القوم وواعظهم، فكم من داعية في أخلاقه الرياضية، معاملته الطبية الإنسانية، حواره المنطقي العلمي العقلاني الموضوعي، نصيحته الهندسية، قدوته في الإدارة ومحاسنته للموظفين.

أما اقتصار الدعوة على الخاص فهذا حجرٌ لواسع، فكثير من المتحاورين - هكذا خلق الله جبلَّته الشخصية - يحب أن تناظره أمام الناس.
ليس هنالك مانع شرعي من ذلك، ففرعون رغم كثرة القرائن على صدق نبوة سيدنا موسى عليه السلام إلا أنه أصر على أن يكون: " مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَن يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى ".

في النهاية، أنا طبيب أعمل في مستشفى وأمارس الدعوة وحث الناس (بمختلف مراتبهم) على الخير، فيأتيني طبيب ويقول لي هذا مكان علاج أمراض الجسد، ليس مكاناً مخصصاً للدعوة.
فأنظر إليه مبتسماً بحبّ.. وأقول له: جزاك الله خيراً على تذكري!
 
شيخنا الطبيب الحبيب الدكتور عبدالرحيم
أنا أقصد الدعوة للدخول في دين الإسلام ، وفي هذا الملتقى ما أجد لي ولا لك زبائن عدا نزر يسير ، فكل الأعضاء هنا مسلمون، ومثلي يسترشد الحق بكلام جلهم .
ودعوة واحد من الأعضاء للإسلام على صفحات هذا الملتقى يتحول إلى حوار بين جميع الأعضاء من طرف وعضو واحد من طرف آخر !
في مثل هذه الحالة الدعوة على الخاص أولى وأحرى بالاستجابة ( قمن أن تجاب الدعوة ).
وعلى كل حال كان هذا جانبا ثانويا من مشاركتي .
حفظك الله داعية هدى حيث ما كنت وسددك في كل مسعاك .
 
أعجبني تعريف محمد أبو الفتح البيانوني للدعوة:
" تبليغُ الإسلام للناس، وتعليمُه إياهم، وتطبيقه في واقع الحياة "
مسوغات هذا التعريف بحسب رأيه:
لكي يشمل تعريفُ الدعوة الإسلامية مراحل الدعوة الثلاث : التبليغية ، والتكوينية، والتنفيذية من جهة ، ولكي يحتوي على عناصر عمل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام عامة وعمل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاصة من جهة أخرى.

وبحسب هذا التعريف فإن تبليغ غير المسلمين رسالة الإسلام يعد جزءاً من ثلاثة أجزاء للدعوة = الثلث فقط.
 
مقال ثمين للدكتور عبدالرحيم، شكر الله كلماته الطيبة و أضيف إليه إن أذن لي:


١- النظر إلى جانب من النصوص الشرعية و ترك الجانب الآخر يؤدي انحراف يقل أو يكثر بقدر الإفراط في النظر إلى ذلك الجانب. فمثلا الإفراط في النظر إلى النصوص الشرعية الداعية إلى اللين يؤدي إلى انحراف في هذا الجانب، فالله عزوجل الذي كتب الإحسان في "كل شئ" ، كتب علينا القتال ، وهو "كره" لنا ، (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم )، فهل القتال من الإحسان و اللين و الرفق؟ ربما للأولى وجه ما لكنه بعيد عن البقية.


٢- لا شك أن الأصل في "الدعوة" أو "النصيحة" أو "الجدال" أن يكون باللين و الرفق و الحلم كما أمر الله موسى عليه السلام : (فقولا له قولا لينا) ، وقوله تعالى ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)، لكن ينبغي عدم الغفلة عن حالات خارجة عن هذا ، كما قال موسى (وإني لأظنك يا فرعون مثبورا) ، و استثنى الله عزوجل من الجدال بالتي أحسن ( الذين ظلموا منهم) ، وذلك لأن اللين في هذه الحالات تربو مفاسده على مصالحه ،و في السيرة النبوية مواقف كثيرة من هذا لم يكن النبي قدوتنا أشرف الخلق ﷺ على جانب من اللين في أقواله و أفعاله وحاشاه ﷺ أن يخرج عن الخلق العظيم الذي وصفه به ربه عزوجل. فالصحابي أخذ خاتمه و رماه على الأرض، أما الأعرابي الذي بال في المسجد فتلطف معه، و في كلا الحالين كانت ردة الفعل تشير إلى المصلحة المتحققة و المفسدة التي اندفعت.


٣- هذه المساحة بلا شك خاضغة للاجتهاد ، فقد يرى البعض أن تلك الحالة و ذلك الموقف يستحق اللين أو غيره بنسب متفاوتة تبعا لما يراه من مصالح و مفاسد، ولا تثريب إن شاء الله، وصدر سورة عبس فيه إشارة مهمة الى ضرورة التفريق بين المدعوين، و إلى عتاب من يحرص على الأبعد أكثر من حرصه على الأقرب.


٤- أحيانا الشدة قد تؤدي إلى المطلوب من تحريك عقل المخالف و قلبه "ليتذكر أو يخشى"، فلما قدم عمر رضي الله عنه على النبي ﷺ أخذه بمجامع ثوبه و جبذه جبذه شديدة و قال له : أما أنت منتهيا يا ابن الخطاب حتى ينزل الله بك من الخزي و النكال.
وقد دخل بعض السلف على بعض السلاطين فأغلظ له و المواقف كثيرة في هذا . و ربما يكره بعض الأحبة هذا الأسلوب ولا يجد نفسه تتقبله لكن ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم ) ، ( وعسى أن تكرهوا شيئا و يجعل الله فيه خيرا كثيرا).


٥- في كتاب الله عزوجل الكثير من كلمات التبكيت و الوعيد و الشدة مع أهل الكتاب مثل قوله تعالى : ( غلت أيديهم و لعنوا بما قالوا) ، ( فلم تحاجون فيما ليس لكم به علم ) ، ( وما يضلون إلا أنفسهم و ما يشعرون ) ، ( لم تلبسون الحق بالباطل ، و تكتمون الحق و أنتم تعلمون ) ، ( يلوون ألسنتهم بالكتاب ) ( ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون ) ، ( فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون ) و غيرها كثير و الآيات الأخيرة وردت بعد قوله تعالى : ( تعالو إلى كلمة سواء ) فتأمل ثم ارع سمعك للتوجيهات الربانية من الآية رقم ١٠٠ فما بعدها.


٦- ربما أدى التودد و الملاطفة الزائدة إلى عكس المقصود ، وهذا مشاهد أيضا و طباع الناس مختلفة فمنهم من يؤثر فيه من يشد عليه وتجده يلاحقه و يشاكسه وتلك علامة على التأثير ، و منهم من ينفر من هذا ولا يؤثر فيه . ومنهم من يبدأ معه باللين أو الشدة ثم ينتقل إلى ضده بحسب الاستجابة وهكذا هي عملية تفاعلية الجمود فيها على أسلوب مضر، ولا يلزم أن تغضب أحدا فلا يستفيد منك أو يقبل أو يتأثر، فبعض الصداقات بنيت بعد إغضاب و نفور، و يصد البعض عمن يتودد لهم، " وليس الذكر كالأنثى" في هذا ، و النفس البشرية غريبة الأطوار فسبحان من سواها.
ولأجل هذا فأجد العبارة المنقولة عن سليمان التيمي تحتاج نظرا دقيقا، فهل المقصود كل أحد في كل حال ، لا أظن ذلك لمخالفته ما سبق إيراده من النصوص.


٧- أنبه ثانية أن المقصود مما سبق ضرورة النظر في كافة النصوص الشرعية حتى لا تميل كفة و لا يطغى جانب. ولا يقال أن ما سبق إيراده من النصوص و الاقتداء بها في مواضعها يندرج تحت بند ( إن منكم منفرين ) و سوء الخلق مع المخالف و قفل أبواب الخير ... الخ ، و لا ريب أن كل البشر معرض للخطأ في هذا جهلا أو ظلما و (ما أبرئ نفسي، إن النفس لأمارة بالسوء) .


٨- وجود المستشرقين كما ذكر الدكتور عبدالرحيم مفيد للتدرب عليهم و بلا شك نتمنى وجود عدد أكثر من توجهات متنوعة منهم ليكون التدريب أكثر فائدة و أشمل. ولم أر من اعترض على هذا من حيث المبدأ.


٩- طبعا لا ينبغي هذا أن يقودنا للحرص الزائد على وجودهم و تكلف التلطف ، لأن الفائدة من وجودهم تابعة و ليست أصيلة و لن يضر غيابهم أكثر المتابعين و الأعضاء و في وصف وجودهم بأنه "هبة من الله " نوع مبالغة و فيها دلالات كاشفة . وهنا ينبغي التفريق بين مستويات متمايزة:
الاستفادة من وجودهم ، و الفرح بوجودهم، فرض شروط على مشاركتهم، النظر إلى القيمة العلمية المضافة و مقارنتها بالسلبيات ... الخ
لا ينبغي أن ننسى كذلك أنهم مستفيدون و حريصون على الملتقى الذي وفر لهم فرصة ثمينة في مجال تخصصهم و مستعدون لكثير من التنازلات في سبيل الاستفادة من ذلك، و الملتقى صاحب فضل عليهم في هذا.


١٠- فرق بين من ذهب إليهم الدكتور السميط رحمه الله و بين أتوا إلى هذا الملتقى، و الانترنت ملئ بأمثال هؤلاء الذين ذهب إلى مثلهم السميط و هي فرصة كبيرة لمن يتقن لغاتهم . وكما تفضل الدكتور التعامل مع العوام الأصل فيه اللين وفيه إشارة مهمة تساعد على التفريق، مع الأخذ بالاعتبار قوله تعالى : ( ود "كثير" من أهل الكتاب أن يضلونكم) وتنبه إلى كلمة كثير ، و من الإضلال هدم الدين و الطعن بالمقدسات.


١١- لا اتفق مع الدكتور حفظه الله أن كل حوار يثمر بسبب الانطلاق من الاتفاق على قضية غير خلافية وأنه حوار يستمر، ومرد الإشكال هنا في تصور الثمرة المرجوة من الحوار، فقد يتصور المرء ثمرة معينة لا يمكن الوصول لها إلا بطريق معين، و أعتقد أن تصورنا لثمرات الحوار يجب أن يكون أشمل.


١٢- بلا شك مجرد الاتفاق مع أهل الكتاب أو غيرهم في نقطة معينة لا يعني الموالاة ، هذا صحيح لكن كذلك بعض التصرفات ليست "مجرد" اتفاق مقبول، و الصراحة مطلوبة من كل مسلم حتى يدفع عن نفسه سوء الظن وقد قال حبيبنا ﷺ : حسبكم إنها صفية.


١٣- مما يستفاد من عبارة ابن حزم رحمه الله أن كل من يتعامل ( من المستشرقين خصوصا) بصفة الأبوية أو الأستاذية أو السيف الحاكم .. الخ ينبغي تصحيح وضعه ، ومن الأساليب المجربة في ذلك أن تتعامل معه كذلك بنفس طريقته حتى يتأمل و ينظر ثم يعود إلى حجمه الطبيعي. و هذا مجرب محسوس قريب.

١٤- استعمال العبارات الشرعية ذات الدلالات و الحدود الواضحة أفضل من استعمال العبارات السائلة مثل : احترام الرأي الآخر، إنسانية التعامل، ... الخ
 
شكراً لك أخي نادر على حسن ظنك ومتابعتك الدقيقة وملاحظاتك الرائعة التي هي أقرب إلى مناقشة رسالة ماجستير (ابتسامة)
 
على هامش:
هل لوجود مستشرقين فائدة لهم ولمتابعي ملتقى أهل التفسير ورواده؟

اثناء قراءتي في موقع مثل : موقع الجمعية الدولية للدراسات القرانية http://iqsaweb.org، او قراءة أبحاث او كتب لكتاب غربيين معاصرين، لاحظت انهم يقدمون أنفسهم بصفة: باحث في الدراسات الاسلامية او القرانية ونحوه، و في نفس الوقت صفة استشراق او مستشرق بالمعنى التقليدي موجودة في الكتب القديمة.
هل من المناسب او المفيد عدم استخدام استشراق و مشتقاتها و الاكتفاء بكلمة باحث او متخصص من اجل الابتعاد عن السلبيات التي تحملها كلمة استشراق في ذهن القارئ ؟
هل من المناسب او المفيد دعوة باحثين غربيين متخصصين في الدراسات القرانية للمشاركة في الملتقى خاصة انه يوجد منهم من يعرف العربية و قد تكون لديه رغبة في المشاركة و لكنه لم تتح له الفرصة للتعرف على الملتقى؟
ما كتبته اعلاه كان بعد قراءة مشاركة للدكتور عبدالرحمن الصالح على هذا الرابط:


http://vb.tafsir.net/tafsir2288/#.VL-zctoaySM
المشاركة:
(( عندما سئل الأستاذ جاك بيرك ، وكان على خلاف الأخ موراني لا يُسمي نفسه مستشرقا، بل كان يقول: أنتم تسمونني مستشرقا، أنا عالم اجتماع غربي مختص بالعالم الإسلامي! سئل
هل ظلم الاستشراق الإسلامَ؟
قال نعم بالتأكيد. الاستشراق القديم نشأ في أوساط متعصبة وتبشيرية . وبأهداف غير علمية. الاستشراق شأن جميع العلوم الانسانية بدأ يسير ببطء نحو الموضوعية
لا يمكننا الحكم على الحركة الاستشراقية بكاملها أي مسيرة 300 سنة بصفحة واحدة أو أن نكون وجهة نظر موضوعية عنها


لكن الملاحظ أن الدارسين العرب أو الكاتبين العرب يتحاملون لأسباب يعود معظمها إلى عيب في الفكر العربي وفي الثقافة العربية كلها
هذا العيب إذا لم يتداركه الدارسون والباحثون وطلبة العلم فإن مردوده السيء ستكون له عواقب وخيمة
هذا العيب هو (اللاتاريخية) بمعنى عدم ربط المعلومة بواقعها التاريخي بل التعامل معها وكأنها طائرة في الهواء
وهذا الخلل المنهجي لدى الدارسين المسلمين قد تسرب إليهم من اللاعقلانية الهرمسية التي تبنتها المذاهب الشيعية وعلى رأسها الرافضة
والسبب الثاني هو ظلم السياسي الغربي وصانع القرار هناك ولاموضوعيته ىإزاء قضية المسلمين الرئيسية (فلسطين)
فالعربي بعاطفيته يمزج بين السياسي والمثقف الغربي فيعد المستشرق عدوا حتى إذا كان باحثا موضوعيا
وهذا أيضا قصور في التصوّر سببه عدم سفر الدارسين المسلمين الى الجامعات الغربية والاختلاط بالمستشرقين ومحاورتهم عن كثب
ويوجد جهل حقيقي بجهود المستشرقين العملاقة في حفظ التراث العربي وإعادة التفكير فيه
جهل لا يمكن أن يزول بمقال او بجدل فارغ
بل يتطلب قراءة
ناريخ التراث العربي للأستاذ فؤاد سزكين كاملا
ومن نعم الله ترجمته الى اللغة العربية


وهذا الحال في الدارسين من التعصب بعيد كل البعد عن موضوعية العلماء القدماء كابن قتيبة الدينوري في مقدمة تأويل مختلف الحديث حيث يقول ما معناه ، ونحن نعوذ بالله أن يطلع ذو النهى منا على ظلم لخصم أو إيثار لهوى


والاستشراق اليوم قد تركه المستشرقون أنفسهم ، وعمره من وجهة نظري قرن ونصف وما قبلها كان بوادر وما بعد عام 1973 هو ذوبان الاستشراق في التخصص الأكاديمي العام))
 
هذا الذي تفضلت بالحديث عنه يسمى (ما وراء الاستشراق) أو ( ما بعد الاستشراق)
قياساً على (ما وراء الحداثة)

أما بالنسبة لكتاب سزكين
فلا بد لمن يقرأه أن يطلع على هذا الكتاب
استدراكات على تاريخ التراث العرب لحكمت بشير ياسين وآخرون
http://waqfeya.com/book.php?bid=9631
 
جدير بالذكر أنّ الاستدراكات على تأريخ التراث العربي صدر ١١ / ١٤٢٢ الموافق ١/٢٠٠٢ م . أي بعد ٣٥ عام على نشر الأصل الألماني في مدينة ليدن . أنا شخصيا لا أعلم بقائمة ما لا يمكن التوسيع أو التعديل فيها . بعد الإستقراء في هذه الاستدراكات مرارا وتكرارا وجدت فيها خيرا كثيرا كما تحققت فيها من الخطأ الرئيسي في المنهج العام فيها . وبداية : لا أدافع عن سزجين ولا عن غيره ،بل اعترف بهذه الاستدراكات مع تحفظاتي تجاه تكوينها . عنوان كتاب سزجين : تأريخ التراث العربي . وفي البداية كان الهدف منه توسيع ما جاء في تأريخ الأدب العربي لبروكلمان وإضافات عليه . إلا أنّ سزجين توجه إلى تأليف كتابه الخاص حتى إلى عام ٤٥٠ هـ فحسب . وأخرج المجلد الأول عام ١٩٦٧ .
أولا : عنوان الكتاب بالأصل يذكر العبارة : Schrifttum أي : آداب أو مدونات أو بالأحرى : التراث المكتوب : تأريخ التراث العربي المكتوب . وهذا ما قام سزجين بتقديمه وعرضه قبل ٣٥ عام حسب المخطوطات المحفوظة في المكتبات التركية أولا وبعد ذلك بمكتبات أخرى .
وفي الاستدراكات يجد القارىء إحالات لا تحصى إلى (مثلا ) : "وذكره ابن النديم " وذكره الداودي" وذكره الذهبي" وذكره القاضي عياض....وذكره ما شاء الله . هذه الإحالات بلا فائدة لأنها لا تعتبر تراثا مكتوبا مدونا اليوم تركز عليه سزجين (وكذلك بروكلمان قبله).
أما ذكر المخطوطات التي لم يذكرها سزجين ففيه فائدة ويستحق المتابعة من أجل النظر فيها .
أما الحديث (الطويل) عن "تفسير مالك بن أنس" (نموذجا) ج ١ ، ص ٨١ - ٨٣
فلا يستفيد منه من يبحث عن التراث ، لأنّ مجموعة هذه الأخبار تثبت احتمال وجود شيء فحسب بغير إحالة إلى التراث المكتوب . وفي حينه كان من الأفضل الإحالة على الكتاب "الإمام مالك مفسّرا" لحميد لحمر . دار الفكر ١٩٩٥ .
كلمات حول تفسير يحيى بن سلام (ت ٢٠٠ ) ج ١ ، ٩٠ - ٩١
توجد نسخ مبتورة (وبعضها مصورة في دار الكتب المصرية) في مكتبة الجامع الكبير بالقيروان (ولا القرويين بفاس) . جميع الأرقام تشير إلى الأرقام القديمة في المكتبة العتيقة بالقيروان . وبعض الأجزء منه مطبوع اليوم ولم يأتي ذكره في الاستدراكات ، منه أيضا جزءان كأطروحتَي لنيل الدكتوراة في تونس تحت إشراف محمد الطالبي ، كلاهما اليوم مصورا في مكتبة مركز التفسير القرآن بالرياض هدايةً مني . أما التصاريف لابن سلام (لم يذكر الكتاب في الاستدراكات) ، في هي مطبوع منذ ١٩٧٨ .
أما الاستدراكات على الفقه المالكي المبكر فلا أريد أن أطيل فيها أو عليها . من الملاحظ فقط أنّ مؤلفي الاستدراكات في المجلد الثاني تركزوا في وصفهم للمدونة سحنون على ما جاء في الفهارس المطبوعة في مكتبة القرويين (نعم ، القرويين بفاس) ولم يروا حتى جزءا واحدا من النسخ الكثيرة ( كذلك سزجين أيضا) . لو رأووا وبحثوا فيها لوجدوا أن بعض تلك النسخ يسمى بـ"المختلطة" ولا "المدونة" . إلا أنّ ذلك حكاية أخرى وتجد بعض التفاصيل حول المالكية في القرن الثالث في "دراسات في مصادر الفقه المالكي" (منذ ١٩٩٧ بالعربية أيضا) .
 
طبعا! له معهد فيه مساعدون وعلماء يبحثون معه تاريخ التراث ليس عمل شخص واحد .


[تمت المشاركة باستخدام تطبيق ملتقى أهل التفسير]
 
عودة
أعلى