هل لمراتب الإخفاء أثر صوتي عند القراءة ؟

أحمد نجاح

New member
إنضم
22/02/2011
المشاركات
940
مستوى التفاعل
0
النقاط
16
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :
ذكر العلماء رحمهم الله لإخفاء النون الساكنة والتنوين عند حروفها مراتبا ، ومبناها تفاوت حروف الإخفاء في القرب والبعد ، وهذا ما أشار إليه الداني رحمه الله حيث قال : " إلا أن إخفاءهما على قدر قربهما منهن وبعدهما عنهن ، فما قربا منه كانا عنده أخفى مما بعدا عنه " النشر 2/24 .
وقال عبد الوهاب القرطبي رحمه الله :" إن حروف الإخفاء أيضا ترتبت في التوسط ، فكان فيها أقرب وأبعد ، فكان الإخفاء في الأقرب أكثر منه في الأبعد " . الموضح 117 .
وقال علي القاري رحمه الله: " ثم إن الإخفاء يأتي على مراتب ، فكل ما هو أقرب يكون الإخفاء فيه أزيد ، وما قرب إلى البعد يكون الإخفاء كذلك " المنح الفكرية 161 .
ولما كان لحروف الإخفاء ثلاث مراتب من حيث قربها من النون وبعدها عنها جعلوا الإخفاء على ثلاث مراتب أعلاها عند الطاء والدال والتاء ، وأقلها عند القاف والكاف ، وأوسطها عند بقية الحروف .
فهل لهذه المراتب أثر صوتي ظاهر ؟
أغلب من أشار إلى مراتب الإخفاء من المتقدمين لم يذكر ما الأثر الصوتي المترتب على ذلك سوى ما ذكره الملا علي القاري رحمه الله حيث قال : " وتظهر فائدته في تفاوت التشديد ، وتفاوت الغنة " المنح الفكرية 161
وعلق المرعشي رحمه الله على ذلك فقال : " قوله : ( في تفاوت الغنة ) يعني أن كون النون أزيد وغير لأزيد لا يظهر فائدته في نفس النون ؛ لأنها معدومة في جميع المراتب ، ولا تمايز في الإعدام ، ففائدة هذه المراتب إنما في الأثر الباقي من النون وهي الغنة " بيان جهد المقل 160 .
وقال أيضا : " وبالجملة إن مراتب الإخفاء ثلاث ، فإخفاؤهما عند الحروف الثلاثة الأول أزيد ، وغنتهما الباقية قليلة ، بمعنى أن زمان امتداد الغنة قصير ، وإخفاؤهما عند القاف والكاف أقل وغنتهما الباقية كثيرة بمعنى أن زمان امتدادهما طويل ، وإخفاؤهما عند بواقي الأحرف متوسط ، فزمان غنتهما متوسط ، ولم أر في مؤلف تقدير امتداد الغنة في هذه المراتب " جهد المقل 160 .
وقال في حاشيته : " ولو قلنا : إن أعلاها قدر ألف ، وأدناها قدر ثلث ألف ، وأوسطها قدر ثلثي ألف لأصبنا الحق أو قربنا منه ، والله أعلم " بيان جهد المقل 160 .
وهذا ما انفرد به المرعشي رحمه الله ورده جل من نقل عنه ، قال محمد مكي نصر : " والذي نقلناه عن مشايخنا وعن العلماء والمؤلفين في فن التجويد المتقنين أن الغنة لا تزيد ولا تنقص عن مقدار حركتين كالمد الطبيعي ؛ لن التلفظ بالغنة الظاهرة يحتاج إلى تراخي لما ذكره في التمهيد أن الغنة في النون والتنوين أشبهت المد في الواو والياء لكن ينبغي التحذير من التراخي " نهاية القول المفيد 137 .
وقال الشيخ المرصفي رحمه الله :" وأما الغنة في الإخفاء في جميع أحواله السابقة فلا تفاوت فيها على التحقيق فهي لا تزيد ولا تنقص عن مقدار حركتين كالمد الطبيعي " هداية القاري173 .
فاتضح لنا مما سبق أن مراتب الإخفاء ليس لها اثر صوتي في طول زمان الغنة وقصره ، فهل تؤثر في كيفية النطق ، بمعنى أن تكون النون مشوبة بصوت الحرف الواقع بعدها حسب القرب والبعد ؟
أشار بعض المصنفين إلى الفائدة المترتبة على ذلك غير أنهم لم يوضحوا ماهية التغير الصوتي .
قال محمد مكي نصر :" ثم اعلم أن الإخفاء تارة يكون إلى الإظهار أقرب وتارة إلى الإدغام أقرب، وذلك حسب بعد الحرف منهما وقربه ، ولفظ ذلك قريب بعضه من بعض " نهاية القول المفيد 136.
وقال الإمام الضباع رحمه الله : " واعلم أن الإخفاء تارة يكون إلى الإظهار أقرب وتارة إلى الإدغام أقرب، وذلك على حسب بعد الحرف منهما وقربه " منحة ذي الجلال 143 .
فأنت ترى أن مع ذكرهم ما ترتب على هذه المراتب غير أنهم لم يوضحوا كيفية النطق الصوتي لها سوى ما ذكره مكي نصر : " ولفظ ذلك قريب بعضه من بعض " .
لكن المتأمل الآن والمستمع لمشاهير القراء يجد لهذا الكلام صدى ؛ حيث أنك تسمع الغنة عند القاف والكاف مقرونة بصوتيهما بمعنى أن المخرج ينغلق فيهما مع الغنة ، وتساوت بقية الأحرف في النطق .
لكن المرعشي رحمه الله بعد أن ذكر مراتب الإخفاء وبين الفائدة المترتبة عليها حذر من هذا النطق حيث قال :" ثم اعلم أن زمان الغنة لما كان طويلا عند القاف والكاف يخشى إحداث كاف صماء ، والكاف الصماء على ما في النشر كاف ليس فيها شدة ولا همس . قلت : والكاف الصماء إذا قارنت الغنة تكون كا يقال في لسان الترك لألف من العدد: (بك) فليحذر القارئ من لإطباق أقصى اللسان لإلى الحنك عند التلفظ بالغنة قبل القاف والكاف " جهد المقل 160،161 .
والذي حذر منه المرعشي هو المقروء به الآن ، وهو الذي قرأنا به على مشايخنا ، بل كانوا يعدون افتراق أقصى اللسان عن الحنك الأعلى عند إخفاء القاف والكاف على نحو ما أراد المرعشي من اللحن .
وبتدقيق النظر يظهر أن الذي ذهب إليه المرعشي هو الموافق لاصطلاح الإخفاء ؛ لأن انغلاق المخرج حال الإخفاء عند القاف والكاف يجعلهما إلى الإدغام الناقص أقرب ، فصوت الغنة عند الإدغام في الواو والياء في نحو :" من يومهم "و"من ورائهم " عبارة عن غنة ممزوجة بصوتيهما ، وهو كذلك حال انغلاق المخرج عند القاف والكاف على النحو المقروء به الآن فتجد أن صوت الغنة في :" من كان " و"من قبل " عبارة عن غنة ممزوجة بصوتيهما ، ولا يصدق على هذا النطق في الإخفاء قول العلماء إن الإخفاء يكون عند غيره لا في غيره ، لأنه بهذه الكيفية يكون في غيره لا عند غيره أو بعبارة أوضح يكون إدغاما ناقصا . لأن غنة الإخفاء تكون مستقلة في النطق عن الحرف التالي لها بخلاف الإدغام ، فتجد أن صوت الغنة في" الإنسان " عبارة عن غنة مستقلة غير مشربة أو ممزوجة بالحرف التالي لها ، وصوت الغنة عند الياء الواو في نحو " من يومهم " عبارة عن غنة ممزوجة بصوت الواو أو العكس ، وعليه فنطق الإخفاء عند القاف والكاف بانغلاق المخرج عبارة عن إدغام ناقص ، وذلك خلافا لما ذكروه من أن الإخفاء عندهما يكون قريبا من الإظهار .
وأحسب أن مراتب الإخفاء ليس لها أثر صوتي ظاهر كما أشار محمد مكي نصر ، وإن وضعنا في الاعتبار كلام العلماء بأنه يكون تارة قريب من الإدغام وتارة يكون قريبا من الإظهار كان حقيقة النطق أن يقرع طرف اللسان مخرج الطاء والدال والتاء عند الإخفاء ، وهو بذلك يكون شبيها بالإدغام ، وأن يتجافى أقصى اللسان عند إخفاء القاف والكاف ، ويتهيأ اللسان أو يقترب من مخارج الحروف المتبقية ، وهذا مخالف لما قرأنا به ، والله أعلم
 
أشكرك أخي الفاضل أحمد نجاح على هذه المشاركة.
وقد أشرت فيها إلى أمرين:
الأول: طول الغنة.
الثاني: تأثر صوت الغنة بما بعدها حال الإخفاء.

وفيما يخص الأمر الثاني فقد سألت شيخي سيد لاشين أبو الفرح رحمه الله، فقال: لا بد أن يظهر أثر للحرف المخفى في النون تفخيما وترقيقا، ويظهر هذا جليا في مثل قوله تعالى: (ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمةً طيبةً كشجرةٍ طيبة) حيث توالى حرف مرقق فمخم مرتين، فمثل هذا وأشباهه ينبغي أن يظهر فيه أثر الحرف المفخم، ولا يكون الإخفاء على صوت واحد عند الحرفين. على أن هذا يجب ألا يكون فيه مبالغة شديدة كما يقع فيه البعض، بل هو مجرد أثر بسيط للحرف التالي للنون (ثم قرأها لي وقرأتها بقراءته وهو أمر يُعرف بالتلقي لكنه على جميع الأحوال لا يشبه ما نسمعه من بعض القراء اليوم من التفخيم الشديد).

وقد طُرح هذا الموضوع عدة مرات في هذا الملتقى بكلام جيد يشمل وجهات النظر المختلفة يحسن الرجوع إليها، ومنها:

- http://vb.tafsir.net/tafsir19545/
- http://vb.tafsir.net/tafsir11546/
- http://vb.tafsir.net/tafsir21247/
- http://vb.tafsir.net/tafsir19706/
- http://vb.tafsir.net/tafsir16394/
 
الأخ الكريم جزاكم الله خيرا
وإن كان مرادي في الموضوع على غير ما أشرتم إليه .بوركتم تحية وتقدير
 

لكن المرعشي رحمه الله بعد أن ذكر مراتب الإخفاء وبين الفائدة المترتبة عليها حذر من هذا النطق حيث قال :" ثم اعلم أن زمان الغنة لما كان طويلا عند القاف والكاف يخشى إحداث كاف صماء ، والكاف الصماء على ما في النشر كاف ليس فيها شدة ولا همس . قلت : والكاف الصماء إذا قارنت الغنة تكون كا يقال في لسان الترك لألف من العدد: (بك) فليحذر القارئ من لإطباق أقصى اللسان لإلى الحنك عند التلفظ بالغنة قبل القاف والكاف " جهد المقل 160،161 .
والذي حذر منه المرعشي هو المقروء به الآن ، وهو الذي قرأنا به على مشايخنا ، بل كانوا يعدون افتراق أقصى اللسان عن الحنك الأعلى عند إخفاء القاف والكاف على نحو ما أراد المرعشي من اللحن .
وبتدقيق النظر يظهر أن الذي ذهب إليه المرعشي هو الموافق لاصطلاح الإخفاء ؛ لأن انغلاق المخرج حال الإخفاء عند القاف والكاف يجعلهما إلى الإدغام الناقص أقرب ، ...
كذلك الذي تلقيناه عن عامَّة شيوخنا هو إلصاق أقصى اللسان بالحنك في حالة الإخفاء عند القاف والكاف، بحيث تُسمع الغنة وكأنها ممزوجة بالقاف أو الكاف، إلا شيخاً واحداً من شيوخنا فقد كان ينكر علينا بشدة هذا النطق، ويلزمنا بتجافي اللسان عن مخرج القاف والكاف حال الإخفاء، ويعد الإلصاق لحناً وخطأً في القراءة، وهو حفظه الله من الشيوخ المتقنين الذين لهم عناية كبيرة بالتجويد وحسن الأداء، ولا زال في نفسي شيء كبير من إطباق اللسان بشدة في حالة الإخفاء عند الحرفين المذكورين حيث إن بعض القراء يطبق لسانه حتى ينعدم صوت الغنة تماماً.
 

أشار بعض المصنفين إلى الفائدة المترتبة على ذلك غير أنهم لم يوضحوا ماهية التغير الصوتي .
قال محمد مكي نصر :" ثم اعلم أن الإخفاء تارة يكون إلى الإظهار أقرب وتارة إلى الإدغام أقرب، وذلك حسب بعد الحرف منهما وقربه ، ولفظ ذلك قريب بعضه من بعض " نهاية القول المفيد 136.
وقال الإمام الضباع رحمه الله : " واعلم أن الإخفاء تارة يكون إلى الإظهار أقرب وتارة إلى الإدغام أقرب، وذلك على حسب بعد الحرف منهما وقربه " منحة ذي الجلال 143 .
فأنت ترى أن مع ذكرهم ما ترتب على هذه المراتب غير أنهم لم يوضحوا كيفية النطق الصوتي لها سوى ما ذكره مكي نصر : " ولفظ ذلك قريب بعضه من بعض " .
يبدو أن ما ذكره مكي نصر استفاده من شرح سيف الدين الفضالي (ت 1020 رحمه الله) على المقدمة الجزرية: (الجواهر المضية، ص 310) ونص كلامه:
"... فأُعطيا - أي النون الساكنة والتنوين - حكماً متوسطاً بين الإظهار والإدغام وهو الإخفاء، ويكون تارةً إلى الإظهار أقرب، وتارة إلى الإدغام أقرب، على حسب بُعد الحرف من النون وقربه، ولفظ ذلك قريب بعضه من بعض".
 
الأخ الكريم محمد أحمد الأهدل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
بوركت على مداخلتك الطيبة ، ولقد كان لي شرف التحدث مع الدكتور أيمن سويد في هذه المسألة ، فأخبرني بأن الصحيح انغلاق المخرج عند القاف والكاف ، فلما ذكرت له تحذير المرعشي ، قال إن الكاف الصماء الذي أشار إليها ابن الجزري في النشر ليست كما ذكر المرعشي ، ولا يشترط أن تكون عند الإخفاء ، بل هي كاف خالية من الهمس يقع الخطأ فيها في على انفرادها وليس عند إخفائها ، وبالطبع لم أذكر له اشتباهها بالإدغام الناقص تأدبا وحتى لا أكثر عليه خاصة أو الحديث كان من خلال الجوال .
أما النص الذي نقلته عن الفضالي فيبدوا أن محمد مكي نصر نقله عنه ، على الرغم من أن مكي نصر ذكر الكتب التي اعتمد عليها في مقدمة الكتاب ولم يذكر هذا الكتاب، فيبدوا أنه نقله عن من نقل عنه أو يكون الاثنان نقلا عن كتاب واحد ، ولو وقفت على نص الفضالي لأثبته لتقدمه على محمد مكي نصر ، والسلام عليكم .
 
الأخ الكريم محمد أحمد الأهدل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
بوركت على مداخلتك الطيبة ، ولقد كان لي شرف التحدث مع الدكتور أيمن سويد في هذه المسألة ، فأخبرني بأن الصحيح انغلاق المخرج عند القاف والكاف
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيكم.
وأنا كذلك قرأت بعض القرآن بالقراءات العشر الكبرى على فضيلة الدكتور أيمن سويد حفظه الله، وبالتحديد الفاتحة والخمس الآيات الأولى من البقرة، فلما قرأت (من قبلك) قرأتها بانغلاق المخرج تماماً كما كنت أسمع قراءته له واستحسن قراءتها بتلك الكيفية، كما قرأت على بعض طلابه الجزء الأول من البقرة، وعلى أحد طلاب طلابه ختمة كاملة برواية حفص عن عاصم وكلهم يشددون على التصاق أقصى اللسان بمخرج القاف والكاف في حالة إخفاء النون الساكنة والتنوين عندهما.
 
ولا زال في نفسي شيء كبير من إطباق اللسان بشدة في حالة الإخفاء عند الحرفين المذكورين

بالفعل أخي محمد ولكن ليس لنا إلا القراءة بما تلقيناه ، ولم يقرأني أي من مشايخي بتجافي أقصى اللسان عند القاف والكاف والسلام عليكم
 
الأستاذ الفاضل / أحمد نجاح محمد : جهدكم المبذول في هذا البحث واضح ولكم جزيل الشكر ، ولكني لا أتفق معكم في هذا الرأي : (وأحسب أن مراتب الإخفاء ليس لها أثر صوتي ظاهر كما أشار محمد مكي نصر) ، فليس هذا ما قرأت به : فالإخفاء عند القاف والكاف يختلف عن الإخفاء عند الدال والتاء والطاء ، يختلف عنه عند باقي الحروف ، وليس أثر هذا الاختلاف في زمن الغنة ، وإنما أثره الصوتي يظهر في درجة بيان صوت الغنة بالنسبة لصوت الحرف المُخفى عنده كما قال الإمام الضباع رحمه الله : " واعلم أن الإخفاء تارة يكون إلى الإظهار أقرب وتارة إلى الإدغام أقرب ، وذلك على حسب بعد الحرف منهما وقربه " ، ولبيان هذا نقول : ما معنى الإخفاء عند مخرج الحرف ؟؟؟
معناه أن القارئ يتخذ بعضوي النطق للحرف المُخفى عنده : هيئة النطق بهذا الحرف ، ويركب غنة النون على هذا المخرج من غير أن يقرع لسانه مخرج النون ، لأنه لو قرع مخرج النون فسنسمع صوت غنة نون خالصة غير مخفاة ، والدليل على ذلك : جرّب إخفاء النون عند الفاء في كلمة : (أنفسهم) >> واختياري للفاء لأن مخرجها واضح حيث أنه خارج الفم وليس داخله ، نجرب بطريقتين :
الأولى : النطق بالغنة وطرف اللسان الدقيق يقرع مخرج النون (أنفسهم) ، سنجد أننا نسمع صوت غنة نون ظاهرة بسبب طول المكث في المخرج وهذا الصوت هو نفسه صوت غنة النون المشددة أو المدغمة في نون مثلها مثل كلمة (أنّا) ، ولم نتلق الإخفاء بهذه الطريقة ولا بهذا الصوت .
الثانية : النطق بالغنة وطرف اللسان بعيد تماما عن مخرج النون بينما يحدث تلامس بين أطراف الثنيتين العلويتين وباطن الشفة السفلى ، وهذا معنى قولنا عند مخرج الحرف (أنفسهم) : بهذه الطريقة سنسمع صوت غنة النون المخفاة عند الفاء لأنني شرّبت صوتها بصوت الفاء التي أخفي عندها ، وهذا هو المقصود : بتركيب صوت غنة النون على مخرج الحرف الذي أخفي عنده .
والقارئ المتقن هو الذي يستطيع السامع أن يعرف من صوت غنة الإخفاء الحرف الذي سيخفي عنده قبل النطق به لأن الغنة تشربت تماما بصوت الحرف بعد أن ركبناها على المخرج بإعدام مخرج النون تماما وتلامس طرفي مخرج الحرف الذي سنخفي عنده .
والإخفاء الحقيقي سمي بذلك لأننا نعدم مخرج النون تماما ونعتمد على مخرج الحرف المُخفى عنده في سماع صوت الغنة الذي هو صفة النون ، بينما الإخفاء المجازي سمي كذلك لأننا لا نعدم مخرج الميم عند إخفائها عند الباء لأن مخرجهما هو منطبق الشفتين ، وعلى هذا فإن القراء يقومون بإخفاء النون عند الباء بثلاثة طرق جمعها وعرضها الأستاذ غانم قدوري الحمد في شرحه للجزرية ، وهي كما فهمتها :
الأولى : التصادم في مخرج النون مع كل الحروف ، فلا فرق في صوت الغنة عند حروف الإخفاء الخمسة عشر لأن ما نسمعه هو غنة نون خالصة ، وهذا خطأ ولا يؤيده أبدا ما ذكرته فضيلتكم من أقوال العلماء .
الثانية : تعليق اللسان داخل الفم في جميع مواضع الإخفاء الخمسة عشر بنفس الطريقة من غير أن يجعل هناك تلامسا بين طرفي عضو نطق الحرف الذي سيخفي عنده ، فلا يختلف صوت الغنة عند أي من حروف الإخفاء الخمسة عشر ، بل نسمع صوت غنة نون مختنق داخل الفم والخيشوم ، وهذا أيضا خطأ .
الثالثة : الاعتماد على مخرج الحرف المُخفى عنده بإطالة المكث فيه زمن النطق بالغنة وترك مخرج النون تماما ، وهذه هي الطريقة الصحيحة التي يتحقق بها أثر مراتب الإخفاء على صوت الغنة بحسب قرب وبعد المخرج عن النون ، كالتالي :
** عند الدال والتاء والطاء : قربها الشديد من مخرج النون يجعل القارئ يحذر من تلامس اللسان مع مخارج هذه الحروف وإلا سمعنا صوت نون خالصة (عند - من تاب - وانطلق) والصواب أن اللسان يكون قريبا جدا من مخارج هذه الحروف وبالتالي يكون قريبا جدا من مخرج النون مما يجعل الغنة أكثر وضوحا وهذا ما جعل العلماء يصفون هذه الحالة بانها : إلى الإدغام أقرب ، ولذا وصفت بأنها أعلى مراتب الإخفاء .
** عند القاف والكاف : بعدهما عن مخرج النون يجعل القارئ يعتمد على مخارج هذه الحروف عند إخفاء النون وإعدام مخرجها اللساني وتركيب الغنة على هذين المخرجين ، فنسمع صوت الغنة مشربا تماما بصوت الحرف ، وهذا ما جعل صوت الغنة عند الكاف يتميز عنه عند القاف (من كان - من قال ) ولهذا رققت عند الأول وفخمت عند الثاني ، وهذا ما جعل العلماء يصفون هذه الحالة بأنها : إلى الإظهار أقرب ، ولذا وصفت بأنها أدنى مراتب الإخفاء .
** عند باقي الحروف : وهنا يتوسط الصوت وهو الإخفاء المطلوب الذي هو حالة بين الإظهار والإدغام كما يعرف العلماء الإخفاء ، ولا يقرع القارئ بطرف لسانه مخرج النون وإنما يكون عند مخرج الحرف الذي سيخفي عنده متخذا وضع النطق به ، مما يوضح للسامع عند سماعه للغنة ما الحرف الذي سيخفي القارئ عنده : (أنـ...صتوا) ، (أنـ...سانيه) .
وهذا هو الإتقان التام ، وهو ما قرأت به على شيخي ، بارك الله فيه وفيكم .
(الأترجة المصرية) .
 
بالفعل أخي محمد ولكن ليس لنا إلا القراءة بما تلقيناه ، ولم يقرأني أي من مشايخي بتجافي أقصى اللسان عند القاف والكاف والسلام عليكم
لكني تلقيت عن بعض شيوخي بتجافي اللسان في حالة الإخفاء عند القاف والكاف، ولم أقرأ بإلصاق اللسان بمخرج القاف والكاف في حالة الإخفاء عندهما بشدة إلا على الشيوخ الذين تتصل أسانيدهم بالشيخ أيمن سويد حفظه الله، ومن خلال سماعي لقراءة كثير من الشيوخ المتقنين لم أسمع أحداً منهم يلصق اللسان في الحالة المذكورة إلا إلصاقاً خفيفاً، والله أعلم.
 
الأخت الكريمة_الأترجة المصرية_ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
أولا : جزاكم الله خيرا على هذه المشاركة القيمة .
ثانيا : لاحظي أيتها الكريمة أني ختمت الكلام بـ " وهذا مخالف لما قرأنا به " .
ثالثا : تناولت مداخلتكم أمرين ، ما تفضلتم به وما نقلتموه عن الدكتور غانم قدوري الحمد أجزل الله له الثواب . وسنتناول الأمرين بإذن الله .
ما تفضلتم به من تركيب صوت الغنة على الحرف المخفى عنده لا يعتبر إخفاء بل إدغام ناقص ، ولتوضيح ذلك أقول :
عندما نقرأ " من يومهم " أو " من ورائهم " ما هو الصوت الواقع بعد الميم من " من " ، نريد وصفا لهذا الصوت ، نقول هو عبارة عن ياء ممزوجة أو مشربة بغنة ، وهذا أمر لا خلف فيه ، طيب عند إخفاء النون بالوصف الذي وصفتيه بتركيب صوت غنة النون على مخرج الحرف المخفاة عنده ، ما هو الصوت الواقع بعد النون عبارة عن غنة ممزوجة بهذا الحرف ، إذن هو إخفاء أم إدغام بل هو إدغام بغنة .
عندما يقول العلماء بأن الإخفاء عند القاف والكاف يكون قريبا من الإظهار وعند الطاء والدال والتاء يكون قريبا من الإدغام ، فلو أردنا تطبيق ذلك في نطق " من يومهم " للزمنا أن يكون صوت الإخفاء عند الطاء والدال والتاء عبارة عن غنة ممزوجة بصوت هذه الحروف كما هي في :" من يومهم " ،حتى يكون قريبا من الإدغام ، وعندما نرى أن القراء يفعلون ذلك في الإخفاء عند القاف والكاف ، فهذا يدل على أن الإخفاء عند هذين الحرفين قريبا من الإدغام لا الإظهار كما نص عليه العلماء .
نتناول هذا الأمر من ناحية أخرى ، من ناحية اصطلاح الإخفاء ، قالوا هو حال بين الإظهار والإدغام ، طيب النون المظهرة في : " من آمن " تقرع مخرج النون ، والنون المدغمة في : " من يومهم " تنتقل إلى مخرج الياء ، إذن الإخفاء لا تقرع فيه النون مخرجها ولا تنتقل إلى مخرج الحرف الواقع بعدها ، فإن قرعت مخرجها كانت مظهرة وإن انتقلت إلى مخرج الحرف الواقع بعدها كانت مدغمة ، إذن النون المخفاة لا تقرع مخرجها ولا تنتقل إلى مخرج الحرف بعدها ، والوصف الذي وصفتيه من تركيب الغنة على مخرج الحرف الواقع بعدها يكون إدغاما بغنة بناء على ما بينت ، نمثل بقوله : " منذر " و " من ورائهم " ، ما الفرق عندك في النطق بين الاثنين ، الغنة الأولى ممزوجة بصوت الذال ، والغنة الثانية ممزوجة بصوت الواو، أظن أن الرؤية اتضحت ، ولم أستدل بأقوال العماء لأن ذلك سأفعله في تناوي كلام الدتور غانم .
إذن صوت غنة الإخفاء لا يقرع مخرج الغنة ولا يمزج بصوت الحرف الواقع بعدها ، بل بينهما ، فيكون اللسان معلقا ، والغنة مستقلة عن صوت الحرف الواقع بعدها ، لذا فقولكم القارئ المتقن هو الذي يستطيع السامع أن يعرف من صوت غنة الإخفاء الحرف الذي سيخفى عنده قبل النطق بالغنة لأن الغنة تشربت تماما بصوت الحرف . . .الخ " غير مستقيم ؛ لأن الغنة كما أسلفت لا تتشرب صوت الحرف الواقع بعدها إلا مع الإدغام ، فالصواب أن السامع لا يستطيع أن يعرف الصوت الواقع بعد النون في " منـ... " هل هو " منضود " أم " منصورا " ، وكذلك " انـ . . " هل هوي " انـ. . . طلق " أم : " انـ . . . ظر " .
ولعل الكلام سيتضح بتناولي كلام الدكتور غانم _أجزل الله له الثواب _ ، لقد تناولت كلام الدكتور غانم ضمن شرحي على منظومة المفيد ، لذا سأستل ما أريده من الشرح لكونه معضد بالدليل :
" وحقيقة الإخفاء أن يبطل عند النطق بها _أي : النون_ الجزء المعمل لها من اللسان عند التحريك والبيان ، فلا يسمع إلا صوت مركب من الخيشوم . مرشد القارئ 36 .
وقال مكي : " فإذا خفيت لأجل ما بعدها زال مع الخفاء ما كان يخرج من طرف اللسان " الكشف 1/166
وقال ابن الجزري : "إن مخرج النون والتنوين مع حروف الإخفاء الخمسة عشر من الخيشوم فقط ولا حظ لهما معهن في الفم لأنه لا عمل للسان فيهما كعمله مع ما يظهران عنده أو ما يدغمان فيه بغنة " النشر 2/24 .
ويتبين لنا من هذه النصوص أن كيفية الإخفاء ألا عمل لطرف اللسان مطلقا ، سواء كان في مخرج النون أو في مخرج الحرف المخفاة عنده النون ، ولو عمل في مخرج النون لكان إظهارا ، ولو عمل في مخرج الحرف المخفاة عنده النون لكان إدغاما ، وهو ما يعطيه قول ابن الجزري : " لأنه لا عمل للسان فيهما كعمله مع ما يظهران عنده أو ما يدغمان فيه بغنة " فينبغي أن يتجافى طرف اللسان عن لثة الأسنان ليبطل عمل النون ويحقق الإخفاء المطلوب من دون أن يقترب من الحرف الآخر .
وجنح بعض المعاصرين إلى أن لطرف اللسان عمل ، ولكن ليس في مخرج النون ، بل في مخرج الحرف المخفاة عنده النون ، بانتقال طرف اللسان إلى مخرج الحرف التالي .
قال الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين : " إخفاء النون الساكنة بمعنى نطقها أنفية ، مع وضع اللسان موضع الحرف التالي بشكل متزامن " علم الأصوات لمالبرج ص142 ،نقلا من شرح المقدمة الجزرية 486 .
ورجح هذا الرأي الدكتور غانم قدوري الحمد _ أجزل الله له الثواب _ فقال : " فموضع طرف اللسان عند النطق بالنون المخفاة في " منذر " هو نفس موضع الذال ، وكذلك " أندادا " نفس موضع الدال ، وفي " منقلب " نفس موضع القاف ، وهيئته هي نفس هيئته " شرح المقدمة الجزرية 486 .
ومثل هذا مردود باصطلاح الإخفاء ، وبيان حقيقته عند العلماء ، ومردود بالنصوص المذكورة سلفا ، لأن نطق الإخفاء بالهيئة المذكورة يجعله إلى الإدغام الناقص أقرب ، بل هو عينه ، فتزامن طرف اللسان في مخرج الحرف المخفاة عنده النون مع الغنة الخارجة من الخيشوم في نحو " منذر" يجعل صوت الإخفاء عبارة عن غنة ممزوجة بصوت الذال ، فلا فرق حينها بين صوت النون المخفاة في " منذر " وصوت النون المدغمة في " من ورائهم " فالأول غنة ممزوجة بصوت الذال ، والثاني غنة ممزوجة بصوت الواو ، ولا يصدق على هذا النطق في الإخفاء قول العلماء إن الإخفاء يكون عند غيره لا في غيره ، لأنه بهذه الكيفية يكون في غيره لا عند غيره أو بعبارة أوضح يكون إدغاما ناقصا ، لذا فالأولى أن يبقى طرف اللسان معلقا ، ولا يعمل في لثة الأسنان ولا في مخرج الحرف المخفاة عنده ، لأنه لو عمل الأولى لكان إظهارا ولو عمل الثانية لكان إدغاما كما هو معطى كلام ابن الجزري سابقا ، مع العلم أن الإخفاء بهذه الكيفية المذكورة ممتنع مع حروف الصفير ، ولا يمكن أن يتزامن وضع اللسان في مخرج هذه الأحرف مع خروج الغنة من الخيشوم ، ووجه الصعوبة أن هذه الأحرف لا ترتكن إلى عضو معين في الفم ، وذلك مشاهد في نحو نطق هذه الكلمات " الإنسان " " من صياصيهم " " قولا زورا " فمن الصعوبة أن يتأتى صوت الغنة من الخيشوم مع عمل اللسان في مخرج هذه الأحرف ، وإن كان نطق القراء يوافقهم الآن عند القاف والكاف وسنرجئ الحديث عن ذلك إلى مبحث قادم " . انتهى .
فهل من الممكن تركيب مخرج النون في حروف الصفير ؟!! .
أخيرا بارك الله فيكم ونفع بكم ، مشاركة قيمة ، تنبئ عن حسن فهم والسلام عليكم .
 
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، وبارك فيكم الله ونفع بكم أستاذنا الفاضل ، سأرد في هذه المشاركة على : أولا وثانيا فقط ، وأتابع المناقشة معكم حول ما أوردتم في رابعا يوم الأحد إن شاء الله (لمشاغل عندي فقط ليس إلا) :
أولا : جزاكم الله خيرا على هذه المشاركة القيمة .
وجزاكم الله خيرا أن فتحتم لنا باب المشاركة بهذا الموضوع القيم والمفيد .
ثانيا: لاحظي أيتها الكريمة أني ختمت الكلام بـ " وهذا مخالف لما قرأنا به " .
ولاحظ أستاذي الفاضل أني بدأت بـ : " ولكني لا أتفق معكم في هذا الرأي : (وأحسب أن مراتب الإخفاء ليس لها أثر صوتي ظاهر كما أشار محمد مكي نصر) . انتهى .
فقد انتبهت جيدا لجملتك الأخيرة التي ختمت بها ، وكذلك فهمت أنكم على الرغم من تلقيكم إياها هكذا ، إلا أنكم لكم رأي آخر بنيتم عليه هذا البحث فقلتم في العبارة الأخيرة : (
وأحسب أن مراتب الإخفاء ليس لها أثر صوتي ظاهر كما أشار محمد مكي نصر) .
وهذا ما أخالفكم فيه على حسب علمي وفهمي القاصرين ، وسأوضحه إن شاء الله بعد غد .
وفقكم الله .
 
قلت سابقا :
‏(‏وكذلك " انـ . . " هل هي" انـ. . . طلق " أم : " انـ . . . ظر " )
حتى لا أوتي من قبلها
ولا يمكن أن تخطلت إحداهما بالأخرى لاختلاف البدء بهمزتي الوصل .
 
[FONT=&quot]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، هذه بعض التعليقات على المشاركة الأولى :[/FONT]
[FONT=&quot]الأستاذ أحمد نجاح :[/FONT]
[FONT=&quot]الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :[/FONT]
[FONT=&quot]ذكر العلماء رحمهم الله لإخفاء النون الساكنة والتنوين عند حروفها مراتبا ، ومبناها تفاوت حروف الإخفاء في القرب والبعد ، وهذا ما أشار إليه الداني حيث قال : " إلا أن إخفاءهما على قدر قربهما منهن وبعدهما عنهن ، فما قربا منه كانا عنده أخفى مما بعدا عنه " النشر 2/24 .[/FONT]
[FONT=&quot]وقال عبد الوهاب القرطبي رحمه الله :" إن حروف الإخفاء أيضا ترتبت في التوسط ، فكان فيها أقرب وأبعد ، فكان الإخفاء في الأقرب أكثر منه في الأبعد " . الموضح 117 .[/FONT]
[FONT=&quot]وقال علي القاري رحمه الله : " ثم إن الإخفاء يأتي على مراتب ، فكل ما هو أقرب يكون الإخفاء فيه أزيد ، وما قرب إلى البعد يكون الإخفاء كذلك " المنح الفكرية 161 .[/FONT]
[FONT=&quot]ولما كان لحروف الإخفاء ثلاث مراتب من حيث قربها من النون وبعدها عنها جعلوا الإخفاء على ثلاث مراتب أعلاها عند الطاء والدال والتاء ، وأقلها عند القاف والكاف ، وأوسطها عند بقية الحروف .[/FONT]
[FONT=&quot]فهل لهذه المراتب أثر صوتي ظاهر ؟[/FONT]
[FONT=&quot]أغلب من أشار إلى مراتب الإخفاء من المتقدمين لم يذكر ما الأثر الصوتي المترتب على ذلك سوى ما ذكره الملا علي القاري رحمه الله حيث قال : " وتظهر فائدته في تفاوت التشديد ، وتفاوت الغنة "[/FONT][FONT=&quot] المنح الفكرية 161[/FONT]

[FONT=&quot]الأترجة : أما تفاوت التشديد فلم يقل أحد بوجود التشديد في الإخفاء ، فالفرق بين الإخفاء والإدغام الناقص هو : عدم التشديد في الأول ، والتشديد في الثاني ، وذلك لأن الإدغام فيه إبدال لأن النون تتحول إلى جنس الحرف التالي لها فنقول أن الإدغام يكون في الحرف فيتزامن صوت الغنة مع صوت الحرف ، بينما الإخفاء ليس فيه إبدال لأننا نأتي بالغنة عند مخرج الحرف حيث اتخذ عضوا النطق هيئة النطق به ، ولهذا فخمت الغنة عند المستعلي ورققت عند المستفل ، لأن الاستعلاء بأقصى اللسان يتم يالتلازم مع التصادم في مخرج الحرف ، ولهذا فإن صوت غنة الإخفاء عند التاء يختلف عنه عند الطاء لأن اللسان يتخذ هيئة النطق بالحرف أثناء اداء الغنة ثم يتم تحقيق المخرج بالتصادم بين طرفيه ثم التباعد للجوف بالحركة في زمن النطق بها .[/FONT]
[FONT=&quot]وأما تفاوت الغنة فهذا هو ما يظهر أثره في القراءة كما تفضلتم : [/FONT][FONT=&quot]وهذا ما أشار إليه الداني حيث قال : " إلا أن إخفاءهما على قدر قربهما منهن وبعدهما عنهن ، فما قربا منه كانا عنده أخفى مما بعدا عنه " النشر 2/24 .[/FONT]
[FONT=&quot]قلت الأترجة : وهذا ما يفسره ما تفضلتم بنقله أدناه :[/FONT][FONT=&quot] قال محمد مكي نصر :" ثم اعلم أن الإخفاء تارة يكون إلى الإظهار أقرب وتارة إلى الإدغام أقرب، وذلك حسب بعد الحرف منهما وقربه ، ولفظ ذلك قريب بعضه من بعض " نهاية القول المفيد 136. [/FONT]
[FONT=&quot]فغنة الإخفاء عند الحروف النطعية أعلى وضوحا منها عند الحرفين اللهويين (الكاف والقاف) لقرب الأولى وبعد الأخيرة ، وبتفصيل أكثر يمكننا القول أن مراتب الإخفاء ثلاثة : [/FONT]
[FONT=&quot]** أعلاها عند الطاء والتاء والدال : لأن غنة النون تكون أكثر وضوحا (لقرب مخارج هذه الحروف من مخرج النون) ويتدنى مع وضوحها وضوح صوت الحرف ، وهذا ما جعلها أقرب للإدغام (ينطقون – من دابة – ينتهوا) .[/FONT]
[FONT=&quot]** وأدناها عند القاف والكاف : لأن غنة النون تكون أقل وضوحا (لبعد هذين المخرجين عن مخرج النون) ويزيد مع تدني وضوحها وضوح صوت الحرف ، وهذا ما جعلها أقرب للإظهار : (من قال – من كان) .
** وتوسطت عند باقي الحروف : لتساوي درجة وضوح صوت غنة النون مع درجة وضوح صوت الحرف المخفى عنده ، وهذا ما جعلها تتوسط بين الإظهار والإدغام دون الميل لأي منهما : (من شيء - الإنسان - من جاء) ...
[/FONT]

[FONT=&quot]يتبع إن شاء الله .[/FONT]
 
[FONT=&quot] الأستاذ أحمد نجاح : [/FONT]
[FONT=&quot]وعلق المرعشي رحمه الله على ذلك فقال : " قوله : ( في تفاوت الغنة ) يعني أن كون النون أزيد وغير لأزيد لا يظهر فائدته في نفس النون ؛ لأنها معدومة في جميع المراتب ، ولا تمايز في الإعدام ، ففائدة هذه المراتب إنما في الأثر الباقي من النون وهي الغنة " بيان جهد المقل 160 .[/FONT]
[FONT=&quot]وقال أيضا : " وبالجملة إن مراتب الإخفاء ثلاث ، فإخفاؤهما عند الحروف الثلاثة الأول أزيد ، وغنتهما الباقية قليلة ، بمعنى أن زمان امتداد الغنة قصير ، وإخفاؤهما عند القاف والكاف أقل وغنتهما الباقية كثيرة بمعنى أن زمان امتدادهما طويل ، وإخفاؤهما عند بواقي الأحرف متوسط ، فزمان غنتهما متوسط ، ولم أر في مؤلف تقدير امتداد الغنة في هذه المراتب " جهد المقل 160 .[/FONT]
[FONT=&quot]وقال في حاشيته : " ولو قلنا : إن أعلاها قدر ألف ، وأدناها قدر ثلث ألف ، وأوسطها قدر ثلثي ألف لأصبنا الحق أو قربنا منه ، والله أعلم " بيان جهد المقل 160 .[/FONT]
[FONT=&quot]وهذا ما انفرد به المرعشي رحمه الله ورده جل من نقل عنه ، قال محمد مكي نصر : " والذي نقلناه عن مشايخنا وعن العلماء والمؤلفين في فن التجويد المتقنين أن الغنة لا تزيد ولا تنقص عن مقدار حركتين كالمد الطبيعي ؛ لأن التلفظ بالغنة الظاهرة يحتاج إلى تراخي لما ذكره في التمهيد أن الغنة في النون والتنوين أشبهت المد في الواو والياء لكن ينبغي التحذير من التراخي " نهاية القول المفيد 137 .[/FONT]
[FONT=&quot]وقال الشيخ المرصفي رحمه الله :" وأما الغنة في الإخفاء في جميع أحواله السابقة فلا تفاوت فيها على التحقيق فهي لا تزيد ولا تنقص عن مقدار حركتين كالمد الطبيعي " هداية القاري173 .[/FONT]
[FONT=&quot]فاتضح لنا مما سبق أن مراتب الإخفاء ليس لها اثر صوتي في طول زمان الغنة وقصره :[/FONT]
[FONT=&quot]قلت الأترجة : وهذا لا خلاف فيه فهو الصواب إن شاء الله وعليه جمهور أهل الأداء .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot] فهل تؤثر في كيفية النطق ، بمعنى أن تكون النون مشوبة بصوت الحرف الواقع بعدها حسب القرب والبعد ؟[/FONT]
[FONT=&quot]أشار بعض المصنفين إلى الفائدة المترتبة على ذلك غير أنهم لم يوضحوا ماهية التغير الصوتي .[/FONT]
[FONT=&quot]قال محمد مكي نصر :" ثم اعلم أن الإخفاء تارة يكون إلى الإظهار أقرب وتارة إلى الإدغام أقرب، وذلك حسب بعد الحرف منهما وقربه ، ولفظ ذلك قريب بعضه من بعض " نهاية القول المفيد 136.[/FONT]
[FONT=&quot]وقال الإمام الضباع رحمه الله : " واعلم أن الإخفاء تارة يكون إلى الإظهار أقرب وتارة إلى الإدغام أقرب، وذلك على حسب بعد الحرف منهما وقربه " منحة ذي الجلال 143 .[/FONT]
[FONT=&quot]فأنت ترى أن مع ذكرهم ما ترتب على هذه المراتب غير أنهم لم يوضحوا كيفية النطق الصوتي لها سوى ما ذكره مكي نصر : " ولفظ ذلك قريب بعضه من بعض " .[/FONT]
[FONT=&quot]لكن المتأمل الآن والمستمع لمشاهير القراء يجد لهذا الكلام صدى ؛ حيث أنك تسمع الغنة عند القاف والكاف مقرونة بصوتيهما بمعنى أن المخرج ينغلق فيهما مع الغنة ، وتساوت بقية الأحرف في النطق .[/FONT]
[FONT=&quot]لكن المرعشي رحمه الله بعد أن ذكر مراتب الإخفاء وبين الفائدة المترتبة عليها حذر من هذا النطق حيث قال :" ثم اعلم أن زمان الغنة لما كان طويلا عند القاف والكاف يخشى إحداث كاف صماء ، والكاف الصماء على ما في النشر كاف ليس فيها شدة ولا همس . قلت : والكاف الصماء إذا قارنت الغنة تكون كا يقال في لسان الترك لألف من العدد: (بك) فليحذر القارئ من لإطباق أقصى اللسان لإلى الحنك عند التلفظ بالغنة قبل القاف والكاف " جهد المقل 160،161 .[/FONT]
[FONT=&quot]والذي حذر منه المرعشي هو المقروء به الآن ، وهو الذي قرأنا به على مشايخنا ، بل كانوا يعدون افتراق أقصى اللسان عن الحنك الأعلى عند إخفاء القاف والكاف على نحو ما أراد المرعشي من اللحن .[/FONT]
[FONT=&quot]وبتدقيق النظر يظهر أن الذي ذهب إليه المرعشي هو الموافق لاصطلاح الإخفاء ؛ لأن انغلاق المخرج حال الإخفاء عند القاف والكاف يجعلهما إلى الإدغام الناقص أقرب ، فصوت الغنة عند الإدغام في الواو والياء في نحو :" من يومهم "و"من ورائهم " عبارة عن غنة ممزوجة بصوتيهما ، وهو كذلك حال انغلاق المخرج عند القاف والكاف على النحو المقروء به الآن فتجد أن صوت الغنة في :" من كان " و"من قبل " عبارة عن غنة ممزوجة بصوتيهما ، ولا يصدق على هذا النطق في الإخفاء قول العلماء إن الإخفاء يكون عند غيره لا في غيره ، لأنه بهذه الكيفية يكون في غيره لا عند غيره أو بعبارة أوضح يكون إدغاما ناقصا . لأن غنة الإخفاء تكون مستقلة في النطق عن الحرف التالي لها بخلاف الإدغام ، فتجد أن صوت الغنة في" الإنسان " عبارة عن غنة مستقلة غير مشربة أو ممزوجة بالحرف التالي لها ، وصوت الغنة عند الياء الواو في نحو " من يومهم " عبارة عن غنة ممزوجة بصوت الواو أو العكس ، وعليه فنطق الإخفاء عند القاف والكاف بانغلاق المخرج عبارة عن إدغام ناقص ، وذلك خلافا لما ذكروه من أن الإخفاء عندهما يكون قريبا من الإظهار .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]الأترجة : أوضحت في بداية تعليقاتي الفرق بين الإدغام الناقص والإخفاء ، وليس ما يقرأ به القراء وقرأنا به في الإخفاء عند الكاف والقاف بخطأ لأنه لا يشبه الإدغام الناقص في شيء ، لأننا عند الحرف ولسنا فيه ، فالمخرج متهيئ تماما للنطق به من غير تحقق التصادم بين الطرفين والذي لا يتم إلا بعد الانتهاء من أداء الغنة التي تشربت تماما بصوت الحرف الذي تهيأ له مخرجه ، فننطق قافا وكافا تشربت كل منهما بصوت الغنة ولكن بعد مخرجيهما عن مخرج النون جعل صوت الحرف أكثر وضوحا من صوت الغنة ، ولكنها ليست قافا صماء ولا كافا صماء لعدم تحقق التصادم بين طرفي المخرج ، لأنه لو تحقق التصادم لاحتبس فورا صوت الحرف كما في الحرف المشدد ، ولن يطول زمن النطق به لأن احتباس صوت الحرف بالتصادم بين الطرفين سيجعل صوت الغنة كذلك يحتبس ، فهل قرأ أحدنا بذلك ؟؟؟ بالطبع لا ، ولكنه القرب الشديد من المخرج المتهيء تماما للنطق بالحرف ، مما سمح بجريان صوت الغنة وليس صوت القاف أو الكاف عند تجاورهما مع النون الساكنة ، وذلك لأن مخرجي هذين الحرفين غير صالحين لجريان الصوت ، وكذلك مخرجيهما وكل مخارج حروف الإخفاء غير صالحة وحدها لتركيب الغنة عليها ، فلا بد من تجاور النون الساكنة التي يُعدم مخرجها اللساني ويبقى مخرجها الخيشومي ، بعكس الواو والياء اللذان يصلح مخرجاهما للنطق بالغنة (بالخطأ) في غير وجود النون ، فكثير من المبتدئين يخطئ عندما يدغم الواو الساكنة المحققة في مثيلتها المتحركة فيأتي بغنة ، مثال : (عصوا وّكانوا) وذلك لمرونة مخارج هذه الحروف بما تحمله من صفة اللين التي سمحت بجريان صوت الغنة وسمحت كذلك بجريان صوت الحرف وامتداده في المخرج المقدر عند وجود السبب ، فهذه مزية خاصة بالواو والياء ، ولذا كان الإدغام فيهما ناقصا غير مكتمل التشديد ، مما جعل الغنة تتشرب بصوت الحرف والقارئ في مخرجه (من وال – من يعمل) ودل على نقصان التشديد أن صوت الحرف الذي شدد للتضعيف كما في (أوّاب – النبيّين) يختلف تماما عن صوت الحرف الذي شدد للإدغام في النون فتشرب الحرف بغنتها كما في المثالين السابقين . [/FONT]
[FONT=&quot]يتبع إن شاء الله ....[/FONT]
 
[FONT=&quot] الأستاذ أحمد نجاح :[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]وأحسب أن مراتب الإخفاء ليس لها أثر صوتي ظاهر كما أشار محمد مكي نصر ، وإن وضعنا في الاعتبار كلام العلماء بأنه يكون تارة قريب من الإدغام وتارة يكون قريبا من الإظهار كان حقيقة النطق أن يقرع طرف اللسان مخرج الطاء والدال والتاء عند الإخفاء ، وهو بذلك يكون شبيها بالإدغام ، وأن يتجافى أقصى اللسان عند إخفاء القاف والكاف ، ويتهيأ اللسان أو يقترب من مخارج الحروف المتبقية ، وهذا مخالف لما قرأنا به ، والله أعلم .[/FONT]
[FONT=&quot]الأترجة : قد ذكر المرصفي رحمه الله في هداية القاري ما يفند هذا التعليل بحسب فهمي : [/FONT]
[FONT=&quot]من الخطأ في الإخفاء أيضا إلصاق اللسان في الثنايا العليا عند إخفاء النون الساكنة والتنوين إذ ينشأ عن ذلك النطق بالنون ساكنة مظهرة مصحوبة بغنة ، فيخرج القارئ بذلك عن الإخفاء المقصود وما سمي الإخفاء إخفاءً إلا لإخفاء النون الساكنة والتنوين عند الحروف الخاصة به ، وكيفيته كما صرح به غير واحد من أئمتنا كالحافظ القسطلاني : أن يكون هناك تجاف بين اللسان والثنايا العليا ، أو بعبارة أخرى أن يجعل القارئ لسانه بعيدا عن مخرج النون قليلا فيقع الإخفاء الصحيح المقصود ، ويتأكد ذلك عند الطاء والدال المهملتنان والتاء المثناة فوق وكذلك الضاد المعجمة . انتهى نقلا من : هداية القاري .[/FONT]
[FONT=&quot]قلت الأترجة : هذا التأكيد من الشيخ لكون مخارج هذه الحروف قريبة جدا من مخرج النون ، فيحرص القارئ على تجافي طرف اللسان عن مخارجها حتى لا تظهر معها غنة نون مظهرة ، وأما الضاد فلكونها لا تستغني عن مخرج اللام بحال فذكرها مع هذه الحروف احترازا من ظهور غنة النون المظهرة معها ، وإنما يُكتفى باستعلاء أقصى اللسان المصاحب لارتفاع الحافتين الخلفيتين منه (مخرج الضاد) دون الحافتين الأماميتين وقت أداء غنة الإخفاء لتخرج مفخمة متشربة بصوت الضاد المفخم ، ولا يتحقق التصادم بين الحافتين الأماميتين وما يحاذيهما من غار الحنك الأعلى إلا بعد أداء الغنة ليتم بعده مباشرة التباعد للحركة .[/FONT]
[FONT=&quot]ولولا هذا التنبيه من الشيخ لظن القارئ للوهلة الأولى أن مقصوده هو أن يبقى اللسان معلقا داخل الفم دون الاعتماد على مخرج الحرف المخفى عنده ، ولو كان كذلك لصار صوت غنة الإخفاء عند السين يشبه صوت غنة الإخفاء عند الشين ، يشبه صوت غنة الإخفاء عند الفاء ، يشبه صوت غنة الإخفاء عند الثاء .[/FONT]
[FONT=&quot]ولكن هذا التنبيه بين أن الإخفاء الذي هو عند مخرج الحرف يكون بالاعتماد على هذا المخرج بتهيئته للنطق بالحرف مع تركيب الغنة عليه كما أسلفت وأوضحت ، ما عدا الحروف الأربعة المذكورة لقربها الشديد من النون ، فإن تهيأ القارئ للنطق بها متخذا مواضع مخارجها معتمدا للغنة لنطق بغنة نون مظهرة وليست مخفاة ، والصواب أن يكون تهيؤه للنطق بها قريبا من مخارجها ، وهذا إيضاح آخر لمعنى الإخفاء عند المخرج وليس فيه كما يكون في الإدغام . [/FONT]
[FONT=&quot]يتبع إن شاء الله . [/FONT]
 
[FONT=&quot]وأما التعليق على ما جاء في رابعا من المشاركة الثانية لفضيلتكم ، وهو :[/FONT]
[FONT=&quot]رابعا : تناولت مداخلتكم أمرين ، ما تفضلتم به وما نقلتموه عن الدكتور غانم قدوري الحمد أجزل الله له الثواب . وسنتناول الأمرين بإذن الله .[/FONT]
[FONT=&quot]ما تفضلتم به من تركيب صوت الغنة على الحرف المخفى عنده لا يعتبر إخفاء بل إدغام ناقص ، ولتوضيح ذلك أقول :[/FONT]
[FONT=&quot]عندما نقرأ " من يومهم " أو " من ورائهم " ما هو الصوت الواقع بعد الميم من " من " ، نريد وصفا لهذا الصوت ، نقول هو عبارة عن ياء ممزوجة أو مشربة بغنة ، وهذا أمر لا خلف فيه ، طيب عند إخفاء النون بالوصف الذي وصفتيه بتركيب صوت غنة النون على مخرج الحرف المخفاة عنده ، ما هو الصوت الواقع بعد النون عبارة عن غنة ممزوجة بهذا الحرف ، إذن هو إخفاء أم إدغام بل هو إدغام بغنة .[/FONT]
[FONT=&quot]عندما يقول العلماء بأن الإخفاء عند القاف والكاف يكون قريبا من الإظهار وعند الطاء والدال والتاء يكون قريبا من الإدغام ، فلو أردنا تطبيق ذلك في نطق " من يومهم " للزمنا أن يكون صوت الإخفاء عند الطاء والدال والتاء عبارة عن غنة ممزوجة بصوت هذه الحروف كما هي في :" من يومهم " ،حتى يكون قريبا من الإدغام ، وعندما نرى أن القراء يفعلون ذلك في الإخفاء عند القاف والكاف ، فهذا يدل على أن الإخفاء عند هذين الحرفين قريبا من الإدغام لا الإظهار كما نص عليه العلماء .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]الأترجة : قد شرحت الفرق بين الإدغام الناقص والإخفاء في التعليق الثاني على المشاركة الأولى ، وأنتظر تعليقكم عليه ، بارك الله فيكم ، وعذرا لعودتي بالتعليقات للمشاركة الأولى وذلك لأن تفصيلكم فيها كان أوسع من الثانية من ناحية ، وفي المشاركة الثانية كان أكثر تفصيلا من الأولى من ناحية أخرى .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]نتناول هذا الأمر من ناحية أخرى ، من ناحية اصطلاح الإخفاء ، قالوا هو حال بين الإظهار والإدغام ، طيب النون المظهرة في : " من آمن " تقرع مخرج النون ، والنون المدغمة في : " من يومهم " تنتقل إلى مخرج الياء ، إذن الإخفاء لا تقرع فيه النون مخرجها ولا تنتقل إلى مخرج الحرف الواقع بعدها ، فإن قرعت مخرجها كانت مظهرة وإن انتقلت إلى مخرج الحرف الواقع بعدها كانت مدغمة ، إذن النون المخفاة لا تقرع مخرجها ولا تنتقل إلى مخرج الحرف بعدها ، والوصف الذي وصفتيه من تركيب الغنة على مخرج الحرف الواقع بعدها يكون إدغاما بغنة بناء على ما بينت ، نمثل بقوله : " منذر " و " من ورائهم " ، ما الفرق عندك في النطق بين الاثنين ، الغنة الأولى ممزوجة بصوت الذال ، والغنة الثانية ممزوجة بصوت الواو، أظن أن الرؤية اتضحت ، ولم أستدل بأقوال العماء لأن ذلك سأفعله في تناوي كلام الدتور غانم .[/FONT]
[FONT=&quot]إذن صوت غنة الإخفاء لا يقرع مخرج الغنة ولا يمزج بصوت الحرف الواقع بعدها ، بل بينهما ، فيكون اللسان معلقا ، والغنة مستقلة عن صوت الحرف الواقع بعدها ، لذا فقولكم القارئ المتقن هو الذي يستطيع السامع أن يعرف من صوت غنة الإخفاء الحرف الذي سيخفى عنده قبل النطق بالغنة لأن الغنة تشربت تماما بصوت الحرف . . .الخ " غير مستقيم ؛ لأن الغنة كما أسلفت لا تتشرب صوت الحرف الواقع بعدها إلا مع الإدغام ، فالصواب أن السامع لا يستطيع أن يعرف الصوت الواقع بعد النون في " منـ... " هل هو " منضود " أم " منصورا " ، وكذلك " انـ . . " هل هوي " انـ. . . طلق " أم : " انـ . . . ظر " .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]الأترجة : وهذا أيضا تم توضيحه في التعليق الثاني ، وهذا ما قرانا به كما اتفقنا ، وهذه العبارة الخاصة بالقارئ المتقن قرأتها في سراج الباحثين وكذلك تيسير الرحمن ، ولا أعلم مصادرهما في هذا القول ولكن الأداء كان به .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]يتبع إن شاء الله .[/FONT]
 
[FONT=&quot]الأستاذ أحمد نجاح :[/FONT]
[FONT=&quot]ولعل الكلام سيتضح بتناولي كلام الدكتور غانم _أجزل الله له الثواب _ ، لقد تناولت كلام الدكتور غانم ضمن شرحي على منظومة المفيد ، لذا سأستل ما أريده من الشرح لكونه معضد بالدليل :[/FONT]
[FONT=&quot]" وحقيقة الإخفاء أن يبطل عند النطق بها _أي : النون_ الجزء المعمل لها من اللسان عند التحريك والبيان ، فلا يسمع إلا صوت مركب من الخيشوم . مرشد القارئ 36 .[/FONT]
[FONT=&quot]وقال مكي : " فإذا خفيت لأجل ما بعدها زال مع الخفاء ما كان يخرج من طرف اللسان " الكشف 1/166[/FONT]
[FONT=&quot]وقال ابن الجزري : "إن مخرج النون والتنوين مع حروف الإخفاء الخمسة عشر من الخيشوم فقط ولا حظ لهما معهن في الفم لأنه لا عمل للسان فيهما كعمله مع ما يظهران عنده أو ما يدغمان فيه بغنة " النشر 2/24 .[/FONT]
[FONT=&quot]ويتبين لنا من هذه النصوص أن كيفية الإخفاء ألا عمل لطرف اللسان مطلقا ، سواء كان في مخرج النون أو في مخرج الحرف المخفاة عنده النون ، ولو عمل في مخرج النون لكان إظهارا ، ولو عمل في مخرج الحرف المخفاة عنده النون لكان إدغاما ، وهو ما يعطيه قول ابن الجزري : " لأنه لا عمل للسان فيهما كعمله مع ما يظهران عنده أو ما يدغمان فيه بغنة " فينبغي أن يتجافى طرف اللسان عن لثة الأسنان ليبطل عمل النون ويحقق الإخفاء المطلوب من دون أن يقترب من الحرف الآخر .[/FONT]
[FONT=&quot]وجنح بعض المعاصرين إلى أن لطرف اللسان عمل ، ولكن ليس في مخرج النون ، بل في مخرج الحرف المخفاة عنده النون ، بانتقال طرف اللسان إلى مخرج الحرف التالي .[/FONT]
[FONT=&quot]قال الأستاذ الدكتور عبد الصبور شاهين : " إخفاء النون الساكنة بمعنى نطقها أنفية ، مع وضع اللسان موضع الحرف التالي بشكل متزامن " علم الأصوات لمالبرج ص142 ،نقلا من شرح المقدمة الجزرية 486 .[/FONT]
[FONT=&quot]ورجح هذا الرأي الدكتور غانم قدوري الحمد _ أجزل الله له الثواب _ فقال : " فموضع طرف اللسان عند النطق بالنون المخفاة في " منذر " هو نفس موضع الذال ، وكذلك " أندادا " نفس موضع الدال ، وفي " منقلب " نفس موضع القاف ، وهيئته هي نفس هيئته " شرح المقدمة الجزرية 486 .[/FONT]
[FONT=&quot]ومثل هذا مردود باصطلاح الإخفاء ، وبيان حقيقته عند العلماء ، ومردود بالنصوص المذكورة سلفا ، لأن نطق الإخفاء بالهيئة المذكورة يجعله إلى الإدغام الناقص أقرب ، بل هو عينه ، فتزامن طرف اللسان في مخرج الحرف المخفاة عنده النون مع الغنة الخارجة من الخيشوم في نحو " منذر" يجعل صوت الإخفاء عبارة عن غنة ممزوجة بصوت الذال ، فلا فرق حينها بين صوت النون المخفاة في " منذر " وصوت النون المدغمة في " من ورائهم " فالأول غنة ممزوجة بصوت الذال ، والثاني غنة ممزوجة بصوت الواو ، ولا يصدق على هذا النطق في الإخفاء قول العلماء إن الإخفاء يكون عند غيره لا في غيره ، لأنه بهذه الكيفية يكون في غيره لا عند غيره أو بعبارة أوضح يكون إدغاما ناقصا ، لذا فالأولى أن يبقى طرف اللسان معلقا ، ولا يعمل في لثة الأسنان ولا في مخرج الحرف المخفاة عنده ، لأنه لو عمل الأولى لكان إظهارا ولو عمل الثانية لكان إدغاما كما هو معطى كلام ابن الجزري سابقا .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]الأترجة : وأنتظر رأيكم بعد قراءتكم تعليقاتي السابقة ، إن كنتم توافقونني الرأي أم لا ؟؟ وما رأيكم في سبب الإخفاء عند الشين والجيم والإدغام في الياء وثلاثتهم من وسط اللسان : أليس السبب طبيعة مخرج الياء التي تسمح بتركيب الغنة فيه ، بينما طبيعة مخرجي الحرفين الآخرين لم تسمح إلا بتركيب الغنة عندهما ؟؟[/FONT]
[FONT=&quot]وكذلك الحال بالنسبة لحروف الشفتين .[/FONT]
[FONT=&quot]يتبع إن شاء الله ... [/FONT]
 
[FONT=&quot]الأستاذ أحمد نجاح :[/FONT]
[FONT=&quot] مع العلم أن الإخفاء بهذه الكيفية المذكورة ممتنع مع حروف الصفير ، ولا يمكن أن يتزامن وضع اللسان في مخرج هذه الأحرف مع خروج الغنة من الخيشوم ، ووجه الصعوبة أن هذه الأحرف لا ترتكن إلى عضو معين في الفم ، وذلك مشاهد في نحو نطق هذه الكلمات " الإنسان " " من صياصيهم " " قولا زورا " فمن الصعوبة أن يتأتى صوت الغنة من الخيشوم مع عمل اللسان في مخرج هذه الأحرف ، وإن كان نطق القراء يوافقهم الآن عند القاف والكاف وسنرجئ الحديث عن ذلك إلى مبحث قادم " . انتهى .[/FONT]
[FONT=&quot]فهل من الممكن تركيب مخرج النون في حروف الصفير ؟!! .[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]الأترجة : وما المانع من ذلك ، بالعكس : مخارج حروف الصفير مخارج مفتوحة تسمح بجريان الصوت بسبب الفرجة الطبيعية التي تتكون بين رأس طرف اللسان وما بين الصفحة الداخلية للثنايا العليا والسفلى ، باختلاف وضع هذه الفرجة مع كل حرف ، فمع السين يكون رأس طرف اللسان أقرب للثنايا السفلى ، ومع الصاد يكون أقرب للثنايا العليا ليتحقق الإطباق ، ولذل ننصح من ينطق الصاد مرققة بأن يرتفع برأس طرف لسانه قريبا من غار الحنك العلى ، وأما الزاي فرأس طرف اللسان يكون أقرب للثنايا العليا من السفلى بغير استعلاء لأقصى اللسان ، وهذا ما ننصح به من ينطق الزاي سينا وخاصة في كلمة (رزقا) ، معنى هذا ان هذه الحروف الثلاثة محققة المخارج من غير خلاف ، فلكل حرف منها بقعة تخصه ، فما معنى قولكم : ([/FONT][FONT=&quot]ووجه الصعوبة أن هذه الأحرف لا ترتكن إلى عضو معين في الفم) بل طرفي المخرج يتمثلان في رأس طرف اللسان والصفحة الداخلية للثنايا العليا والسفلى ، وتركيب الغنة عليها ليس أسهل منه ، والفرق واضح بين صوت غنة الإخفاء عند كل من الصاد المفخمة والسين والزاي المرققتان ، وليس معنى أنني أخفي عند الحرف بتهيئة مخرجه للغنة أن آتي بصفاته ، وإلا كيف سنخفي النون عند الحروف النطعية والقاف والكاف والجيم وكلها شديدة ؟؟ هل تتحقق صفة الشدة معها ويحتبس الصوت ؟ وكيف يحتبس الصوت وأنا عند المخرج ولست فيه ؟؟ فلماذا نطالب بظهور صفة الصفير مع الحروف الصفيرية عند الإخفاء ونحن عند مخرج الحرف ولسنا فيه ؟؟[/FONT]
[FONT=&quot]هذا ما فهمته من العبارة الأخيرة ، ووارد أن يكون فهمي خاطئا ، وإن كان كذلك فانتظر التوجيه من فضيلتكم ، بارك الله فيكم . [/FONT]
 
بارك الله فيكم ، وجزاكم الله خيرا .
سأعقب لاحقا وقد أتأخر قليلا .
الذهن مشتت نسأل الله التيسير والسلام عليكم
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر الأستاذ أحمد نجاح على طرح هذا الموضوع وكذا الأخت الاترجة على ما تفضلت به من إفادة وأحب أن أشارككم لعلي أفيد أو أستفيد .
هل لمراتب الإخفاء أثر صوتي عند القراءة ؟
كلمة مراتب تدل على التفاوت ولا أعلم في الاخفاء شيء يصلح لهذا الإطلاق إلا شيئين ـ
أولا : التفاوت في زمن الغنة ، وقد ذهب إلى هذا المرعشي رحمه الله ، كما أشرتم ولم أقف على من وافقه ، بل أكثر الناس على خلاف ذلك وأنها متساوية عند جميع حروف الإخفاء .
ثانيا : أن التفاوت يكون في صوت الغنة لا في زمنها ، وهذا الذي أميل إليه ، وأرى أن تعبير الأئمة يشير إليه وهذا القول له علاقة وطيدة بكيفية الاخفاء ، كما أنه شاهد لها ، ولعلي أوضح هاته النقطة في مداخلة قادمة إن شاء الله
 
الأخت الكريمة :الأترجة المصرية
الاستاذ الفاضل : سمير مخلوف
جزيتم خيرا على المداخلات القيمة ، وألتمس منكم عذرا ، لن أستطيع التعليق على ما تفضلتم به قبل السبت القادم
والسلام عليكم
 
الأخت الكريمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
شكر الله لكم هذا الجهد المبارك ، ويبدوا أن الخلاف لفظي فقط كما سنبين ، وسأحاول تلخيص المشاركات لئلا يتشتت القارئ .
قلتم : " فالفرق بين الإخفاء والإدغام الناقص هو : عدم التشديد في الأول ، والتشديد في الثاني"
ولكن هذا الفرق ليس له أثر صوتي ظاهر، والفارق الصوتي الوحيد الظاهر بين الإخفاء والإدغام الناقص هو استقلال غنة الأول عن الحرف التالي له ، وامتزاج غنة الثاني بالحرف التالي له، وبهذا الفارق يستطاع به رد قول من نسب الإدغام عند الواو والياء إلى الإخفاء .
قلتم : " فنقول أن الإدغام يكون في الحرف فيتزامن صوت الغنة مع صوت الحرف ، بينما الإخفاء ليس فيه إبدال لأننا نأتي بالغنةعند مخرج الحرف حيث اتخذ عضوا النطق هيئة النطق به "
بين هذه العبارة وقولكم الأول تناقضا ، وهو : " ويركب غنة النون على هذا المخرج "
لأن تركيب الغنة يكون (فيه) وليس (عنده) ، أي: فالإخفاء يكون عند الحرف، والإدغام في الحرف ، والجملة الأخيرة هي التي جعلتني أصف ما ذكرتموه بالإدغام الناقص .
قلتم : "لأن غنة النون تكون أكثر وضوحا (لقرب مخارج هذه الحروف من مخرج النون) ويتدنى مع وضوحها وضوح صوت الحرف ، وهذا ما جعلها أقرب للإدغام
** وأدناها عند القاف والكاف : لأن غنة النون تكون أقل وضوحا (لبعد هذين المخرجين عن مخرج النون) ويزيد مع تدني وضوحها وضوح صوت الحرف ، وهذا ما جعلها أقرب للإظهار)
** وتوسطت عند باقي الحروف : لتساوي درجة وضوح صوت غنة النون مع درجة وضوح صوت الحرف المخفى عنده ، وهذا ما جعلها تتوسط بين الإظهاروالإدغام دون الميل لأي منهما .
هذا الوصف هو الذي قرأنا به على مشايخنا ، وهو أفضل تفسير لقول العلماء :" إن الإخفاء تارة يكون إلى الإظهار أقرب وتارة إلى الإدغام أقرب "
ولم يتضح لي مرادهم من العبارة السابقة إلا بالتفسير المذكور ، ولقد بنيت كلامي أولا بالنظر إلى حقيقة صوت النون المخفاة ، ولم ألتفت إلى مسألة ظهور الحرف ووضوحه حال التفريق ، فلما رأيت امتزاج الغنة بحرفي القاف والكاف عند الإخفاء قلت أن هذا الصوت إلى الإدغام أقرب .وعلى كل لا يخلو هذا الكلام من تجوز ؛ لأن الكلام عن الإظهار والإخفاء في النون لا الحرف التالي لها ، فقولكم : " ويزيد مع تدني وضوحها وضوح صوت الحرف ، وهذا ما جعلها أقرب للإظهار " تعليل فيه نظر ، لأن الإظهار لا يسمى إظهارا إلا لظهور النون لا الحرف التالي لها ، فقولكم" تدني وضوحها " يتنافى مع الإظهار ، لأن مقتضى التشبيه أن يزيد وضوح النون ، حتى تشتبه بالإظهار ، ولا دخل لوضوح الحرف التالي لها في التسمية .
قلتم :" وليس ما يقرأ به القراء وقرأنابه في الإخفاء عند الكاف والقاف بخطأ لأنه لا يشبه الإدغام الناقص في شيء"
بارك الله فيكم، أنا لم أقل أن النطق خطأ ، لأني قرأت بذلك ، وجميع القراء المتقنين كذلك ، ولو شئتُ تخطئة لخطأت الوصف لا القراءة ، فأرجوا التمييز ، فأنا أقول إن وصف العلماء بأن الإخفاء عند القاف والكاف قريب من الإظهار غير منطبق على القراءة ، لأن أداء الإخفاء عند هذين الحرفين بالصورة الموجودة قريب من الإدغام .
أما قولكم :" لأنه لا يشبه الإدغام الناقص في شيء"
فأقول بل هو عين الإدغام الناقص ، بيني لي الفرق بين النطق ( من قبلهم ) و( من يومهم) وذلك التوضيح من خلال قراءة بعض المشايخ الكبار كالحصري ، ستجدين أن المثال الأول قاف ممزوجة بغنة ، والمثال الثاني ياء ممزوجة بغنة ، وهو الذي يدل عليه قولكم : " فننطق قافا وكافا تشربت كل منهما بصوت الغنة " إذن القاف متشربة بغنة ، والياء في :" من يومهم " متشربة بغنة ، فما الفرق ، أليس ذلك إدغاما .
قولكم :" فالمخرج متهيئ تماما للنطق به من غير تحقق التصادم بين الطرفين "
لا بل التصادم متحقق عند القاف والكاف ، وإلا فكيف يكون الحرفان متشربين صوت الغنة وهما لم يتحققا في مخرجيهما ، كما أن ذلك يناقض قولكم تركيب الغنة على الحرف المخفاة عنده النون ، إذ تركيب الغنة لابد له من تحقق الحرف ، وحرفا القاف والكاف لا يتحققا إلا بالتصادم .
أما ما عللتموه بمنع التصادم بقولكم : " لو تحقق التصادم لاحتبس فورا صوت الحرف كما في الحرف المشدد ، ولن يطول زمن النطق به لأن احتباس صوتالحرف بالتصادم بين الطرفين سيجعل صوت الغنة كذلك يحتبس ، فهل قرأ أحدنا بذلك ؟؟؟بالطبع لا "
لا لن يحتبس صوت الغنة ولا شيء ، ففي حال التصادم ينغلق المخرج ، وتجري الغنة من الخيشوم ، ويتأتى زمنها من دون صعوبة .

قلتم : " وكذلك مخرجيهما وكل مخارج حروف الإخفاء غير صالحة وحدها لتركيب الغنة عليها ، فلا بد من تجاور النون الساكنة التييُعدم مخرجها اللساني ويبقى مخرجها الخيشومي"
هذا الكلام فيه تناقض ، أما أن يكون تجاورا أو تركيبا ، فتركيب الغنة على مخرج الحرف لا يكون تجاورا ، والعكس . ولذا قلت بدءا أن الخلاف قد يكون لفظيا .
أما قولي : " وأحسب أن مراتب الإخفاء ليس لها أثر صوتي ظاهر كما أشار محمد مكينصر ، وإن وضعنا في الاعتبار كلام العلماء بأنه يكون تارة قريب من الإدغام وتارةيكون قريبا من الإظهار كان حقيقة النطق أن يقرع طرف اللسان مخرج الطاء والدالوالتاء عند الإخفاء ، وهو بذلك يكون شبيها بالإدغام ، وأن يتجافى أقصى اللسان عندإخفاء القاف والكاف ، ويتهيأ اللسان أو يقترب من مخارج الحروف المتبقية ، وهذامخالف لما قرأنا به ، والله أعلم .
فهذه رؤية خاصة لي أنا وأعلم مخالفتي لقول العلماء ، ولذا ختمت بقولي : وهذامخالف لما قرأنا به ، والله أعلم .
أما قول العلامة المرصفي رحمه الله :
" من الخطأ في الإخفاء أيضا إلصاق اللسان في الثنايا العليا عند إخفاءالنون الساكنة والتنوين إذ ينشأ عن ذلك النطق بالنون ساكنة مظهرة مصحوبة بغنة ،فيخرج القارئ بذلك عن الإخفاء المقصود وما سمي الإخفاء إخفاءً إلا لإخفاء النونالساكنة والتنوين عند الحروف الخاصة به ، وكيفيته كما صرح به غير واحد من أئمتناكالحافظ القسطلاني : أن يكون هناك تجاف بين اللسان والثنايا العليا ، أو بعبارةأخرى أن يجعل القارئ لسانه بعيدا عن مخرج النون قليلا فيقع الإخفاء الصحيح المقصود، ويتأكد ذلك عند الطاء والدال المهملتان والتاء المثناة فوق وكذلك الضاد المعجمة" .
فهذا يرد به قولكم : " تركيب الغنة على مخرج الحرف " وليس أدل على ذلك من أن الدكتور غانم قدوري الحمد _ أجزل الله له الثواب _ ذكره في مقابل المذهب الذي يراه هو _وترونه أنتم_ ولن أزيد على ذلك لكن يمكنكم مراجعة شرح الجزرية صـ 486 .
قلتم _بارك الله فيكم _ : " ولا يتحقق التصادم بين الحافتين الأماميتين وما يحاذيهما من غار الحنك الأعلى إلا بعد أداءالغنة "
إذن الغنة ليست مركبة على صوت الحرف ، لأن التصادم لا يتحقق _الذي هو مخرج الحرف _ إلا بعد أداء الغنة .
قلتم : " ولولا هذا التنبيه من الشيخ لظن القارئ للوهلةالأولى أن مقصوده هو أن يبقى اللسان معلقا داخل الفم دون الاعتماد على مخرج الحرفالمخفى عنده " .
راجعي في ذلك كلام الدكتور غانم شرح الجزرية 485، ستجدي أن ذلك هو الفهم المطلوب من نص المرصفي رحمه الله .
قلتم : " ولو كان كذلك لصار صوت غنة الإخفاء عند السين يشبه صوت غنة الإخفاءعند الشين ، يشبه صوت غنة الإخفاء عند الفاء ، يشبه صوت غنة الإخفاء عند الثاء .
وهذا هو الصواب_أعني وجود التشابه_ ؛ لأن الغنة مستقلة عن مخرج الحرف الواقع بعدها ، ولا يُبدأ النطق به إلا بعد انتهاء الغنة ، كما دل عليه قولكم : " إلابعد أداءالغنة "
قلتم : " ولكن هذا التنبيه بينأن الإخفاء الذي هو عند مخرج الحرف يكون بالاعتماد على هذا المخرج بتهيئته للنطق بالحرف مع تركيب الغنة عليه كما أسلفت وأوضحت "
لا يمكن، إما أن يتهيأ أو يتركب ، عند نطق : " منذر " إن قرع طرف اللسان أطراف الثنايا مع الغنة فهذا يسمى تركيبا ، وهو في الحقيقة إدغام ناقص ، وإن لم يقرع طرف اللسان أطراف الثنايا بل اقترب منها فهذا تهيئة .
قلتم تعليقا على قولي : " ، فالصواب أن السامع لا يستطيع أن يعرف الصوت الواقع بعدالنون في " منـ... " هل هو " منضود " أم " منصورا ".
" وهذا ما قرانابه كما اتفقنا "
لم نتفق لأنكم قلتم : إن القارئ المتقن الذي يستطيع السامع أن يعرف من صوت الغنة الحرف الذي سيخفى عنده "
إلا إن كنتم رجعتم عن ذلك .
قلتم : " قرأتها في سراج الباحثين وكذلك تيسير الرحمن "
بارك الله فيكم ، هذه الكتب غير معتبرة في الخلاف .
قلتم : " وما رأيكم في سبب الإخفاء عند الشين والجيم والإدغام في الياء وثلاثتهم من وسط اللسان : أليس السبب طبيعة مخرج الياءالتي تسمح بتركيب الغنة فيه ، بينما طبيعة مخرجي الحرفين الآخرين لم تسمح إلابتركيب الغنة عندهما ؟؟ "
يا أختنا الكريمة لا يمكن أن يكون التركيب (عند ) بل ( فيه ) ، مقتضى التركيب أن يكون معه في نفس الوقت ، أما (عنده) فلا يكون معه في نفس الزمن بل تكون الغنة أولا ثم مخرج الحرف ثانيا ،كما ذكرتم أنتم قبلا : " بعد أداءالغنة "
أما سبب إدغام الياء دون الشين والجيم فلما ذكره ابن الجزري في التمهيد أن الغنة التي في النون أشبهت المد واللين اللذين في الياء .
قلتم : " : وما المانع من ذلك ، بالعكس : مخارج حروف الصفير مخارج مفتوحة تسمح بجريان الصوت بسبب الفرجةالطبيعية التي تتكون بين رأس طرف اللسان وما بين الصفحة الداخلية للثنايا العلياوالسفلى " .
وهذا دليل على أن الخلاف لفظي فقط ، لأنه لا يمكن أن تتأتي الغنة في نفس وقت تحقق مخرج هذه الأحرف ، فهل تقرئين : " منـــ صورا " أي تنتهي الغنة ثم يتلفظ بالحرف أم تخرج الغنة في نفس وقت خروج الصاد ، بالطبع الأولى ،لأن الثانية مستحيلة ، ولئن كان كذلك فإن الغنة لا تكون مركبة على صوت الحرف بل مستقلة عنه ثم يتأتى صوت الصاد بعد الانتهاء من الغنة .
قلتم : " فمامعنى قولكم : ( ووجه الصعوبة أن هذه الأحرف لاترتكن إلى عضو معين في الفم)بل طرفي المخرج يتمثلان في رأسطرف اللسان والصفحة الداخلية للثنايا العليا والسفلى ، وتركيب الغنة عليها ليس أسهلمنه ".
نعم يمثلان ولكن من دون قرع ، أي أن طرف اللسان لا يقرع صفحة الأسنان ، وهذا معنى قولي : " لا ترتكن " .لذا عبر عنها المرعشي بالمسامتة .
هناك بعض التجاوزات في العبارات السابقة لم أشأ أن أتعرض لها خشية التشتت .
بارك الله فيكم وفي علمكم ، ونفع بكم في الدنيا ، ورفع قدركم في الآخرة .
والسلام عليكم .
 
الأخت الكريمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :
شكر الله لكم هذا الجهد المبارك ، ويبدوا أن الخلاف لفظي فقط كما سنبين ، وسأحاول تلخيص المشاركات لئلا يتشتت القارئ .
قلتم : " فالفرق بين الإخفاء والإدغام الناقص هو : عدم التشديد في الأول ، والتشديد في الثاني"
ولكن هذا الفرق ليس له أثر صوتي ظاهر، والفارق الصوتي الوحيد الظاهر بين الإخفاء والإدغام الناقص هو استقلال غنة الأول عن الحرف التالي له ، وامتزاج غنة الثاني بالحرف التالي له، وبهذا الفارق يستطاع به رد قول من نسب الإدغام عند الواو والياء إلى الإخفاء .
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، وجزاكم الله خيرا على جهودكم المباركة ، وبالنسبة للفرق بين الإخفاء والإدغام الناقص ذكرته في مشاركتي السابقة ، وقولكم باستقلال الغنة في الإخفاء عن الحرف المُخفى عنده يتنافى مع تعريفه بأنه يكون عند مخرج الحرف ، الغنة مع الإخفاء تتشرب بصوت الحرف ومع الإدغام الناقص يجري صوتها مع جريان صوت الحرف بسبب ليونة مخرجي الواو والياء ، ولهذا قلت لكم : لماذا أدغمت النون الساكنة في الياء ، وأُخفيت عند الجيم والشين وثلاثتهم من مخرج وسط اللسان ؟؟

قلتم : " فنقول أن الإدغام يكون في الحرف فيتزامن صوت الغنة مع صوت الحرف ، بينما الإخفاء ليس فيه إبدال لأننا نأتي بالغنة عند مخرج الحرف حيث اتخذ عضوا النطق هيئة النطق به "
بين هذه العبارة وقولكم الأول تناقضا ، وهو : " ويركب غنة النون على هذا المخرج "
لأن تركيب الغنة يكون (فيه) وليس (عنده) ، أي: فالإخفاء يكون عند الحرف، والإدغام في الحرف ، والجملة الأخيرة هي التي جعلتني أصف ما ذكرتموه بالإدغام الناقص .
ليس هناك تناقضا ، ففي أول مشاركة ضربت مثالا بالإخفاء عند الفاء ، وقد اتخذ طرفا عضوي النطق هيئة النطق بالحرف تماما لأني عند المخرج ، ولكن في حالة تلامس وليس تصادم بكيفية الرخو المهموس ، ولهذا كان التحذير من هذا التلامس مع الحروف النطعية حتى لا نسمع صوت نون مظهرة وليست مخفاة ، وبتفصيل أكثر لو اتخذ طرفا عضوا النطق مخرج الحرف معتمدا للنطق بالغنة وتم التصادم بينهما بنفس كيفية النطق بالحرف لما جرى صوت الغنة مع الحرف لأن مخارج هذه الحروف غير مهيئة لتركيب صوت الغنة عليها مفردة ، بل يجب أن تجاورها النون الساكنة لنعدم مخرجها اللساني ونحتفظ بغنتها عند مخرج الحرف ، ولو تم التصادم بين طرفي مخارج الحروف الشديدة لاحتبس صوت الحرف ولما جرت معه الغنة ، لأن الشدة معناها حبس الصوت عن الجريان مع الحرف ، فالمخرج الشديد بطبيعته مخرج مغلق إغلاق تام ولذا احتاج لمكمل سواء بالجهر المتمثل في القلقلة (ما عدا الهمزة) أو الهمس مع الكاف والتاء ، فلا يمكن تحقيق التصادم بين طرفي كل مخرج من هذه المخارج الشديدة (د ، ت ، ط ، ج ، ق ، ك) عند الإخفاء لأن تحققه ينتج عنه احتباس الصوت في المخرج المحقق ، والغنة صوت مجهور يجري في المخرج المقدر (الخيشوم) بعد أن تشرب بصوت الحرف الذي اتخذ طرفاه هيئة ووضعية النطق به من غير إحكام التصادم بين الطرفين كما يحدث عند الإدغام .

قلتم : "لأن غنة النون تكون أكثر وضوحا (لقرب مخارج هذه الحروف من مخرج النون) ويتدنى مع وضوحها وضوح صوت الحرف ، وهذا ما جعلها أقرب للإدغام
** وأدناها عند القاف والكاف : لأن غنة النون تكون أقل وضوحا (لبعد هذين المخرجين عن مخرج النون) ويزيد مع تدني وضوحها وضوح صوت الحرف ، وهذا ما جعلها أقرب للإظهار)
** وتوسطت عند باقي الحروف : لتساوي درجة وضوح صوت غنة النون مع درجة وضوح صوت الحرف المخفى عنده ، وهذا ما جعلها تتوسط بين الإظهاروالإدغام دون الميل لأي منهما .
هذا الوصف هو الذي قرأنا به على مشايخنا ، وهو أفضل تفسير لقول العلماء :" إن الإخفاء تارة يكون إلى الإظهار أقرب وتارة إلى الإدغام أقرب "
ولم يتضح لي مرادهم من العبارة السابقة إلا بالتفسير المذكور ، ولقد بنيت كلامي أولا بالنظر إلى حقيقة صوت النون المخفاة ، ولم ألتفت إلى مسألة ظهور الحرف ووضوحه حال التفريق ، فلما رأيت امتزاج الغنة بحرفي القاف والكاف عند الإخفاء قلت أن هذا الصوت إلى الإدغام أقرب .وعلى كل لا يخلو هذا الكلام من تجوز ؛ لأن الكلام عن الإظهار والإخفاء في النون لا الحرف التالي لها ، فقولكم : " ويزيد مع تدني وضوحها وضوح صوت الحرف ، وهذا ما جعلها أقرب للإظهار " تعليل فيه نظر ، لأن الإظهار لا يسمى إظهارا إلا لظهور النون لا الحرف التالي لها ، فقولكم" تدني وضوحها " يتنافى مع الإظهار ، لأن مقتضى التشبيه أن يزيد وضوح النون ، حتى تشتبه بالإظهار ، ولا دخل لوضوح الحرف التالي لها في التسمية .

بما أنكم أفصحتم عن ما يجيش في صدركم ، فسأفصح لكم عن ما حدثتني به نفسي وأنا أكتب تلك الكلمات ، وهو قريب مما ذكرتم بل هو عينه ، كنت أقول في نفسي : كيف وصف علماؤنا الأجلاء الإخفاء عند الحروف النطعية بأنه أعلى درجة منه عند الحرفين اللهويين ؟؟ الإخفاء هو الستر ، وخفاء النون عند الحروف النطعية أحرى بأن يوصف بأنه أدنى مرتبة في الإخفاء ، وذلك لزيادة وضوح غنتها (قوة ظهور أثرها فهي أقل خفاءً ) في مقابلة أصوات تلك الحروف لقربها الشديد منه (يعني بالبلدي بتقول : أنا هنا بصوت عالي) ، إذن ، فقد تدنت درجة خفائها ، بينما عند القاف والكاف ولبعد المخرجين زادت درجة خفائها المتمثلة في ضعف وضوح غنتها (ضعف ظهور أثرها فهي أكثر خفاءً) في مقابلة صوت الحرف (يعني بالبلدي : أنا بعيدة ومش قادرة أوصل صوتي) إذن فقد زادت درجة خفائها ، فكان الأحرى علمياً أن نقول : أدنى مراتب الإخفاء عند الحروف النطعية لزيادة وضوح غنة النون التي ضعف خفاؤها فصارت للإظهار أقرب ، وأدناها عند القاف والكاف لضعف وضوح غنة النون المخفاة التي زاد خفاؤها فصارت للإدغام أقرب ، ولكن : لأن علماءنا الأجلاء لما دونوا هذا العلم كانت غايتهم الأولى حفظ وتدوين وتبيين طريقة الأداء التي حفظت بالتلقي ، وصارت الكتب مبينة ومثبتة وحافظة لها ، فكان هذا التعبير أفضل من الناحية الأدائية والعملية لأن المتلقي بالسماع والقارئ لهذه التعاريف والتفاصيل يعلم أن صوت الغنة ووضوحه وخفاؤه هو ما عليه العمل والتركيز عند الأداء ، فإذا قال له معلمه : أعلى درجات الإخفاء عند الحروف النطعية ، فهم منه زيادة وضوح صوت الغنة فوصف بأنه أقرب للإدغام قياسا على وضوح صوت الغنة مع النون المدغمة (والصواب علميا أنه أقرب للإظهار لظهور صوت النون متمثلا في غنتها أكثر وضوحا) ، وإن قال له : أدناها عند القاف والكاف ، فهم منه تقليل ظهور صوت الغنة فوُصف بأنه أقرب للإظهار قياسا على عدم ظهور صوت الغنة مع النون المظهرة (والصواب علميا أنه أقرب للإدغام لخفاء صوت النون وضعفه متمثلا في غنتها الأقل وضوحا وبيان صوت الكاف والقاف وهذا ما أوصلك أستاذي الفاضل للقول بأن الإخفاء عندهما يشبه الإدغام الناقص : بالمفهوم العلمي : نعم يشبهه وليس هو ، وبالمفهوم العملي : هو أقرب للإظهار لتدني وضوح صوت الغنة) ، وبهذا الترتيب من العلماء حُفظ الأداء مدونا كما حُفظ شفاهة ، ولو كانوا حرروه كما وصفت من قليل لأحدث لبسا كبيرا كما سيُحدث بعد نزول هذه السطور في الموضوع ، والله أعلم .
(أرجو أن لا ينقلب علي الملتقى ، هو مفهوم فهمته وذكرته فقط ، قد يكون صوابا وقد يكون خطأ ، والله أعلم) .


قلتم :" وليس ما يقرأ به القراء وقرأنا به في الإخفاء عند الكاف والقاف بخطأ لأنه لا يشبه الإدغام الناقص في شيء"
بارك الله فيكم، أنا لم أقل أن النطق خطأ ، لأني قرأت بذلك ، وجميع القراء المتقنين كذلك ، ولو شئتُ تخطئة لخطأت الوصف لا القراءة ، فأرجوا التمييز ، فأنا أقول إن وصف العلماء بأن الإخفاء عند القاف والكاف قريب من الإظهار غير منطبق على القراءة ، لأن أداء الإخفاء عند هذين الحرفين بالصورة الموجودة قريب من الإدغام .
عذرا منكم لم أقصد التخطيء ، وربما خانني التعبير .

أما قولكم :" لأنه لا يشبه الإدغام الناقص في شيء"
فأقول بل هو عين الإدغام الناقص ، بيني لي الفرق بين النطق ( من قبلهم ) و( من يومهم) وذلك التوضيح من خلال قراءة بعض المشايخ الكبار كالحصري ، ستجدين أن المثال الأول قاف ممزوجة بغنة ، والمثال الثاني ياء ممزوجة بغنة ، وهو الذي يدل عليه قولكم : " فننطق قافا وكافا تشربت كل منهما بصوت الغنة " إذن القاف متشربة بغنة ، والياء في :" من يومهم " متشربة بغنة ، فما الفرق ، أليس ذلك إدغاما .
شرحتها في المشاركات السابقة وفي هذه المشاركة بتفصيل أكثر ، فلن أثقل عليكم بالإعادة ، بارك الله فيكم .

قولكم :" فالمخرج متهيئ تماما للنطق به من غير تحقق التصادم بين الطرفين "
لا بل التصادم متحقق عند القاف والكاف ، وإلا فكيف يكون الحرفان متشربين صوت الغنة وهما لم يتحققا في مخرجيهما ، كما أن ذلك يناقض قولكم تركيب الغنة على الحرف المخفاة عنده النون ، إذ تركيب الغنة لابد له من تحقق الحرف ، وحرفا القاف والكاف لا يتحققا إلا بالتصادم .
أما ما عللتموه بمنع التصادم بقولكم : " لو تحقق التصادم لاحتبس فورا صوت الحرف كما في الحرف المشدد ، ولن يطول زمن النطق به لأن احتباس صوتالحرف بالتصادم بين الطرفين سيجعل صوت الغنة كذلك يحتبس ، فهل قرأ أحدنا بذلك ؟؟؟بالطبع لا "
لا لن يحتبس صوت الغنة ولا شيء ، ففي حال التصادم ينغلق المخرج ، وتجري الغنة من الخيشوم ، ويتأتى زمنها من دون صعوبة .
الشرح والتوضيح أعلاه أستاذي الفاضل ، وأنا مقتنعة به تماما ،وإلا : كيف يجري الصوت بين طرفي مخرج أُغلقا تماما ؟؟؟

قلتم : " وكذلك مخرجيهما وكل مخارج حروف الإخفاء غير صالحة وحدها لتركيب الغنة عليها ، فلا بد من تجاور النون الساكنة التي يُعدم مخرجها اللساني ويبقى مخرجها الخيشومي"
هذا الكلام فيه تناقض ، أما أن يكون تجاورا أو تركيبا ، فتركيب الغنة على مخرج الحرف لا يكون تجاورا ، والعكس . ولذا قلت بدءا أن الخلاف قد يكون لفظيا .
أستاذي الفاضل ليس هناك تناقض لو تمعنت جيدا في المقصود : هل يمكننا النطق بالفاء أو الثاء أو الطاء أو الجيم بتركيب الغنة على مخارجها من غير سبب ؟؟ لا يمكن ، لأن هذه المخارج غير مهيئة للنطق بالغنة إلا إذا جاورتها النون الساكنة فحينها يُعدم مخرجها اللساني ويبقى مخرجها الخيشومي الذي ركبنا غنته على مخرج الحرف التالي لها لأنه حينها صار يصلح لأن يتشرب صوته بصوت غنة النون التي جاورته ساكنة .

أما قولي : " وأحسب أن مراتب الإخفاء ليس لها أثر صوتي ظاهر كما أشار محمد مكي نصر ، وإن وضعنا في الاعتبار كلام العلماء بأنه يكون تارة قريب من الإدغام وتارة يكون قريبا من الإظهار كان حقيقة النطق أن يقرع طرف اللسان مخرج الطاء والدال والتاء عند الإخفاء ، وهو بذلك يكون شبيها بالإدغام ، وأن يتجافى أقصى اللسان عند إخفاء القاف والكاف ، ويتهيأ اللسان أو يقترب من مخارج الحروف المتبقية ، وهذا مخالف لما قرأنا به ، والله أعلم .
فهذه رؤية خاصة لي أنا وأعلم مخالفتي لقول العلماء ، ولذا ختمت بقولي : وهذامخالف لما قرأنا به ، والله أعلم .
ولذا بدأت تعليقاتي معكم بأنني أخالفكم هذا الرأي - الخاص بكم - فلا أتفق معكم فيه ليس إتباعا مني للعلماء فقط ، ولكن عن قناعة تامة ، وأوضحت لكم سبب قولكم هذا فيما أظن ، وبينت لماذا لم يقل به أحد على الرغم من كونه الأقرب للصواب من الناحية العلمية من وجهة نظري القاصرة .
أما قول العلامة المرصفي رحمه الله :
" من الخطأ في الإخفاء أيضا إلصاق اللسان في الثنايا العليا عند إخفاء النون الساكنة والتنوين إذ ينشأ عن ذلك النطق بالنون ساكنة مظهرة مصحوبة بغنة ،فيخرج القارئ بذلك عن الإخفاء المقصود وما سمي الإخفاء إخفاءً إلا لإخفاء النون الساكنة والتنوين عند الحروف الخاصة به ، وكيفيته كما صرح به غير واحد من أئمتنا كالحافظ القسطلاني : أن يكون هناك تجاف بين اللسان والثنايا العليا ، أو بعبارة أخرى أن يجعل القارئ لسانه بعيدا عن مخرج النون قليلا فيقع الإخفاء الصحيح المقصود، ويتأكد ذلك عند الطاء والدال المهملتان والتاء المثناة فوق وكذلك الضاد المعجمة" .
فهذا يرد به قولكم : " تركيب الغنة على مخرج الحرف " وليس أدل على ذلك من أن الدكتور غانم قدوري الحمد _ أجزل الله له الثواب _ ذكره في مقابل المذهب الذي يراه هو _وترونه أنتم_ ولن أزيد على ذلك لكن يمكنكم مراجعة شرح الجزرية صـ 486 .
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم وفي الأستاذ الدكتور غانم قدوري ، ولكن : الفهم يختلف من شخص لآخر ، والعبارة تحتمل التعليلين - على الأقل من وجهة نظري القاصرة - ولا يُفهم من ذلك أي مقارنة مع الدكتور غانم ، فأين الثرى من الثريا ، ولكنه الاجتهاد في شرح العبارة ليس إلا ، وليس اجتهاد في وضع قواعد جديدة ، فلن نخترع علم تجويد مستحدث .
قلتم _بارك الله فيكم _ : " ولا يتحقق التصادم بين الحافتين الأماميتين وما يحاذيهما من غار الحنك الأعلى إلا بعد أداء الغنة "
إذن الغنة ليست مركبة على صوت الحرف ، لأن التصادم لا يتحقق _الذي هو مخرج الحرف _ إلا بعد أداء الغنة .
سبق التعليق والتوضيح ، بارك الله فيكم .

قلتم : " ولولا هذا التنبيه من الشيخ لظن القارئ للوهلة الأولى أن مقصوده هو أن يبقى اللسان معلقا داخل الفم دون الاعتماد على مخرج الحرف المخفى عنده " .
راجعي في ذلك كلام الدكتور غانم شرح الجزرية 485، ستجدي أن ذلك هو الفهم المطلوب من نص المرصفي رحمه الله .
جزاكم الله خيرا ، التعليل أعلاه .

قلتم : " ولو كان كذلك لصار صوت غنة الإخفاء عند السين يشبه صوت غنة الإخفاء عند الشين ، يشبه صوت غنة الإخفاء عند الفاء ، يشبه صوت غنة الإخفاء عند الثاء .
وهذا هو الصواب_أعني وجود التشابه_ ؛ لأن الغنة مستقلة عن مخرج الحرف الواقع بعدها ، ولا يُبدأ النطق به إلا بعد انتهاء الغنة ، كما دل عليه قولكم : " إلابعد أداءالغنة "
قلتم : " ولكن هذا التنبيه بين أن الإخفاء الذي هو عند مخرج الحرف يكون بالاعتماد على هذا المخرج بتهيئته للنطق بالحرف مع تركيب الغنة عليه كما أسلفت وأوضحت "
لا يمكن، إما أن يتهيأ أو يتركب ، عند نطق : " منذر " إن قرع طرف اللسان أطراف الثنايا مع الغنة فهذا يسمى تركيبا ، وهو في الحقيقة إدغام ناقص ، وإن لم يقرع طرف اللسان أطراف الثنايا بل اقترب منها فهذا تهيئة .
قلتم تعليقا على قولي : " ، فالصواب أن السامع لا يستطيع أن يعرف الصوت الواقع بعد النون في " منـ... " هل هو " منضود " أم " منصورا ".
" وهذا ما قرانا به كما اتفقنا"
لم نتفق لأنكم قلتم : إن القارئ المتقن الذي يستطيع السامع أن يعرف من صوت الغنة الحرف الذي سيخفى عنده "
إلا إن كنتم رجعتم عن ذلك .
أبدا لم أرجع عن ذلك ، الاتفاق في الأداء الذي خالفه رأيكم الشخصي على الرغم من قراءتكم به كما صرحتم في كيفية الإخفاء عند القاف والكاف .

قلتم : " قرأتها في سراج الباحثين وكذلك تيسير الرحمن "
بارك الله فيكم ، هذه الكتب غير معتبرة في الخلاف .
لم أذكرها اعتبارا بها ، بل لبيان المصدر فقط الذي سألتم عنه ، فليس هذا التعبير اجتهادا مني وإن كان الأداء يؤيده .

قلتم : " وما رأيكم في سبب الإخفاء عند الشين والجيم والإدغام في الياء وثلاثتهم من وسط اللسان : أليس السبب طبيعة مخرج الياءالتي تسمح بتركيب الغنة فيه ، بينما طبيعة مخرجي الحرفين الآخرين لم تسمح إلابتركيب الغنة عندهما ؟؟ "
يا أختنا الكريمة لا يمكن أن يكون التركيب (عند ) بل ( فيه ) ، مقتضى التركيب أن يكون معه في نفس الوقت ، أما (عنده) فلا يكون معه في نفس الزمن بل تكون الغنة أولا ثم مخرج الحرف ثانيا ،كما ذكرتم أنتم قبلا : " بعد أداءالغنة "
أما سبب إدغام الياء دون الشين والجيم فلما ذكره ابن الجزري في التمهيد أن الغنة التي في النون أشبهت المد واللين اللذين في الياء .
استكمالا لما أوضحته في هذه المشاركة أعلاه : اللين الذي في مخرجي الواو والياء جعل تركيب الغنة على هذين المخرجين أمرا سهلا من غير الحاجة لمجاورة النون الساكنة ، وضربت أمثلة في المشاركات السابقة لما يحدث بالخطأ من بعض المبتدئين ، أما حروف الإخفاء فغير صالحة أبدا لتركيب صوت الغنة إلا إذا جاورتها النون الساكنة ، كما أوضحت أعلاه .
قلتم : " : وما المانع من ذلك ، بالعكس : مخارج حروف الصفير مخارج مفتوحة تسمح بجريان الصوت بسبب الفرجة الطبيعية التي تتكون بين رأس طرف اللسان وما بين الصفحة الداخلية للثنايا العليا والسفلى " .
وهذا دليل على أن الخلاف لفظي فقط ، لأنه لا يمكن أن تتأتي الغنة في نفس وقت تحقق مخرج هذه الأحرف ، فهل تقرئين : " منـــ صورا " أي تنتهي الغنة ثم يتلفظ بالحرف أم تخرج الغنة في نفس وقت خروج الصاد ، بالطبع الأولى ،لأن الثانية مستحيلة ، ولئن كان كذلك فإن الغنة لا تكون مركبة على صوت الحرف بل مستقلة عنه ثم يتأتى صوت الصاد بعد الانتهاء من الغنة .
أعيد : [FONT=&quot]والفرق واضح بين صوت غنة الإخفاء عند كل من الصاد المفخمة والسين والزاي المرققتان ، وليس معنى أنني أخفي عند الحرف بتهيئة مخرجه للغنة أن آتي بصفاته ، وإلا كيف سنخفي النون عند الحروف النطعية والقاف والكاف والجيم وكلها شديدة ؟؟ هل تتحقق صفة الشدة معها ويحتبس الصوت ؟ وكيف يحتبس الصوت وأنا عند المخرج ولست فيه ؟؟ فلماذا نطالب بظهور صفة الصفير مع الحروف الصفيرية عند الإخفاء ونحن عند مخرج الحرف ولسنا فيه ؟؟[/FONT]
[FONT=&quot][/FONT]
قلتم : " فما معنى قولكم : ( ووجه الصعوبة أن هذه الأحرف لا ترتكن إلى عضو معين في الفم)بل طرفي المخرج يتمثلان في رأس طرف اللسان والصفحة الداخلية للثنايا العليا والسفلى ، وتركيب الغنة عليها ليس أسهل منه ".
نعم يمثلان ولكن من دون قرع ، أي أن طرف اللسان لا يقرع صفحة الأسنان ، وهذا معنى قولي : " لا ترتكن " .لذا عبر عنها المرعشي بالمسامتة .
ولكنها حروف محققة بلا خلاف ، ولذا عُبر عنها بالمسامتة وإلا صارت مقدرة .

هناك بعض التجاوزات في العبارات السابقة لم أشأ أن أتعرض لها خشية التشتت .
لا بأس ، فما زلنا في بداية الطلب ، ويسعدنا ويشرفنا تلقي التوجيه والإرشاد منكم ، وأعذركم لانشغالكم ، فلن أثقل عليكم أكثر من هذا ولن أطالب برد على هذه المشاركة ، فكل منا أوضح وجهة نظره بما فيه الكفاية ، وفقكم الله .

بارك الله فيكم وفي علمكم ، ونفع بكم في الدنيا ، ورفع قدركم في الآخرة .
والسلام عليكم .

وفيكم بارك الله وفي عملكم ، ولكم بمثل وزيادة ، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
 
الأخت الكريمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :
جزاكم الله خيرا ، أختزل هذه المشاركة في عدة نقاط حتى لا نعيد ما نكرره كل مره .
[FONT=&quot]- [/FONT]قولكم : " الغنة مع الإخفاء تتشرب بصوت الحرف " يتنافى تماما مع قولكم : " ولا يتحقق التصادم بين الحافتين الأماميتين وما يحاذيهما من غار الحنك الأعلى إلا بعد أداء الغنة " إن كانت تتشرب فهي متحققة في وقت خروج الحرف ، ولا ينطبق هذا مع قولكم : بعد أداء الغنة ، إلا إن كنتم تقصدون : " الغنة مع الإخفاء مشوبة بصوت الحرف " ولم يسعفكم اللفظ ، فهذا لا تناقض فيه .[FONT=&quot][/FONT]
[FONT=&quot]- [/FONT]قلتم : "وإلا كيف يجري الصوت بين طرفي مخرجا أغلقا تماما " .[FONT=&quot][/FONT]
يا أستاذنا الكريمة نحن نتكلم عن صوت الغنة ، والغنة لها مخرج مستقل ، من الخيشوم ، فإذا انغلق مخرج حرف تسرب صوت الغنة من مخرجها الخيشومي ، فالغنة لا تخرج من بين طرفي المخرج ، ألا ترين أن الميم ينغلق المخرج فيها تماما ويخرج صوتها من الخيشوم !! أظن أن الفارق اتضح .
[FONT=&quot]- [/FONT]قلتم _ بارك الله فيكم _ : "فلماذا تطالب بظهور صفة الصفير مع الحروف الصفيرية عند الإخفاء"
كل مشاركاتي السابقة ليس فيها هذا الطلب ، بل قلت أنه يستحيل تركيب صوت الغنة على مخرج هذه الأحرف ، وهذا لا يحتاج إلى جهد جاهد لإثباته ،بل واضح لأدنى متأمل ، وهو الذي يؤيده قولكم : "بعد أداء الغنة " . [FONT=&quot][/FONT]
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته . [FONT=&quot][/FONT]

 
أستاذي الفاضل : الغنة فعلا لها مخرج مستقل ولكن لا بد من الاعتماد على مخرج محقق يسمح بجريان صوت الغنة في المخرج المقدر ، وهما مخرجان لا ثالث لهما : النون والميم ، ويمكن أن تخرج الغنة بالخطأ مع الواو والياء اللينتين وكذلك مع حروف المد والحركات ، أما غيرها من الحروف المحققة فلا يمكن أن تخرج الغنة مع أصواتها ساكنة ، بينما يمكن أن تشوب صوت الحرف - كما تفضلتم واخترتم هذا التعبير - وهو متحرك في حالة واحدة : إذا جاورتها النون الساكنة وساغ إخفاؤها عند هذه المخارج . وصدقا : منذ أن قرأت هذا الموضوع وتعليقات الأستاذ محمد الأهدل وأنا أحاول جاهدة أن أنطق بالنون مخفاة عند الكاف والقاف بإلصاق أقصى اللسان عند غار الحنك ، فلم أجد لذلك سبيلا ، لأن الإلصاق يحبس الصوت فورا لانغلاق طرفي المخرج وانغلاق الحبلين الصوتيين معهما واحتباس الصوت الخارج من الرئتين فلا يجد منفذا لا إلى خارج الفم ولا إلى الخيشوم إلا بانفكاك طرفي المخرج ، وإنما القرب الشديد من المخرج هو الذي يسمح بجريان صوت الغنة التي يشوبها صوت الحرف . وعموما هي مجرد خلافات اصطلاحية ودقائق أدائية ، ولن أكثر عليكم أكثر من ذلك ، فجزاكم الله خيرا لما قدمتم وتقدمون وجعله في موازين حسناتكم .
 
بارك الله فيكم ونفع بكم .
وأكتفي بذلك ، ولن أذكر تعقيبا .وجزيتم خيرا مداخلاتكم النافعة المثمرة
والسلام عليكم
 
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد :
فأقول وبالله التوفيق :
الحرف المُدغم يذهب ذاتا (مخرجا) وصفتا
والمُظهر عكسه (يبقى ذاتا وصفة)
والمُخفى حاله بين هذا وذاك ، فالنون المخفاة تذهب ذاتا (مخرجا) ، وتبقى صفة من صفاتها (وهي الغنة)
وعليه ، فكلما زاد المتبقي من النون (الغنة) كان الصوت والوصف إلى الإظهار أقرب ، وكلما قلَّ كان إلى الإدغام أقرب
ولما كان اعتماد الغنة على الخيشوم أكمل وصوتها أوضح كما هو الحال في إخفائها عند القاف والكاف ؛ لارتفاع اللسان إلى مخرجهما وخروج الصوت كاملا من الخيشوم ، كان صوت النون إلى الإظهار أقرب
ولما كان كمال اعتماد الغنة على الخيشوم أقلّ وصوتها أضعف (وذلك بخروج صويت من الفم معها ؛ لعدم انغلاق طريقه الفموي كما في الحالة السابقة) ، كانت النون إلى الإدغام أقرب
هذا ما أفهمه في مسألة مراتب الإخفاء
والله أعلم
 
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد :
فأقول وبالله التوفيق :
الحرف المُدغم يذهب ذاتا (مخرجا) وصفتا
والمُظهر عكسه (يبقى ذاتا وصفة)
والمُخفى حاله بين هذا وذاك ، فالنون المخفاة تذهب ذاتا (مخرجا) ، وتبقى صفة من صفاتها (وهي الغنة)
وعليه ، فكلما زاد المتبقي من النون (الغنة) كان الصوت والوصف إلى الإظهار أقرب ، وكلما قلَّ كان إلى الإدغام أقرب
ولما كان اعتماد الغنة على الخيشوم أكمل وصوتها أوضح كما هو الحال في إخفائها عند القاف والكاف ؟؟؟ ؛ لارتفاع اللسان إلى مخرجهما وخروج الصوت كاملا من الخيشوم ، كان صوت النون إلى الإظهار أقرب ؟؟؟
ولما كان كمال اعتماد الغنة على الخيشوم أقلّ وصوتها أضعف (وذلك بخروج صويت من الفم معها ؛ لعدم انغلاق طريقه الفموي كما في الحالة السابقة) ، كانت النون إلى الإدغام أقرب ؟؟؟
هذا ما أفهمه في مسألة مراتب الإخفاء
والله أعلم
شكرا على المشاركة أستاذي الفاضل ، ولكن الغنة صوتها أوضح مع الحروف النطعية ، وأقل وضوحا مع الحرفين اللهويين ، يعني العكس تماما مما فهمته أنا من المشاركة ، وإن كان فهمي خاطئا فأرجو التوضيح ، وجزاكم الله خيرا .
 
نعم كما تفضلت الأخت الأترجة ، الظاهر عند إخفاء الكاف والقاف صوت هذه الأحرف وليست الغنة هي الأظهر.
وهناك تعليق آخر لكن فيما بعد فالمشاركة من الجوال
 
نعم أختي وأخي الكريمان ، ما فهمتم من مشاركتي صحيح ، وهو فعلا عكس ما تقولان به .
ولكن تعالوا أولا نتفق على ما نُقِل ، وخلاصته : كلما كانت الغنة أبقى كان الوصف إلى الإظهار أقرب ، وكلما كانت أذهب كان إلى الإدغام أقرب .
فما يميز صوت النون إلا الغنة ، ولا تخلو نون منها ، ظهور النون وعدمه يعتمد على بيان صوتها وهو الغنة ، وهو ما يفرق بين الإظهار وغيره .
ويدل على ذلك أننا إذا قمنا بسد الأنف ثم حاولنا إخراجها أو سماعها فلن نستطيع ، فلن يجد الصوت إلى الخروج من جهاز النطق سبيلا .
إن ثبت هذا وتقرر مع التسليم بما سلف {اعتماد الغنة على الخيشوم أكمل وصوتها أوضح حال إخفائها عند القاف والكاف ؛ لارتفاع اللسان إلى مخرجهما وخروج الصوت كاملا من الخيشوم ، واعتماد الغنة على الخيشوم أقلّ وصوتها أضعف حال إخفائها عند النطعية (وذلك بخروج صويت من الفم معها ؛ لعدم انغلاق طريقه الفموي كما في الحالة السابقة)} انضبطت القاعدة التي ذكرها العلماء (قرب الإخفاء من الإظهار عند القاف والكاف ومن الإدغام عند الدال والتاء والطاء ، ووسط في البقية) ، والتي نظمها شيخ مشايخنا السمنودي - رحمه الله رحمة واسعة - في تحفته عند كلامه على الإخفاء بقوله :
وَقَارَبَ الإظْهَارَ عِنْدَ أَوَّلَيْ *** (كَمْ قَرَّ) وَالإدْغَامَ (دَوْمًا تِلْوُ طَيْ)
وَوَسَطٌ (صِدْقٌ سَمَا زَاهٍ ثَنَا *** ظَلَّ جَلِيلاً ضِفْ شَرِيفًا ذَا فِنَا)
ويبقى ما اختلفتْ فيه أُذُني مع أُذُنكم - بارك الله فيكم - وهو أن الغنة عند القاف والكاف أكمل وأبين وأوضح .
إذن فلنجرب قراءة أو سماع قوله تعالى : أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً ... الآية [السجدة:18]
ثم نقرأ أو نسمع مثلاً : "أنتم" أو "عند"
ونتذوق الصوت ونستشعر الفرق ، أو نغلق الأنف في الأولى والثانية ، فسيتبين لنا أن اعتماد الغنة على الخيشوم أكمل وصوتها أوضح في المثال الأول ، فإن بدا لكم ما بدا لي ظهر ، فالحمد لله ، وإلا فلا نزال مختلفين ، وهو خلاف لفظي ما دمنا جميعا نتفق ونلتزم حال التطبيق بالصفة المتلقاة عن مشايخنا عن مشايخهم بأسانيدهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأحترم رأيكم ، وأحبكم في الله ؛ فالخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية .
وفي هذا القدر كفاية ، نسأل الله لنا ولكم التوفيق والهداية
والسلام ختام
 
ذكر المنتوري مراتب الغنة ونقل أقوال كثير من العلماء الذين قالوا بمراتب الغنة في الإخفاء منهم الداني رحمه الله وأنكرها العلامة القيجاطي (يعني الخلاف قديم ) ولا حجة لمن منع التفاوت
 
ذكر المنتوري مراتب الغنة ونقل أقوال كثير من العلماء الذين قالوا بمراتب الغنة في الإخفاء منهم الداني رحمه الله وأنكرها العلامة القيجاطي (يعني الخلاف قديم ) ولا حجة لمن منع التفاوت
الكلام ليس على منعها ، بل على وجود أثرها الصوتي ، لم يتناول هذا الأمر أحد من المتقدمين سوى ما نقلناه عن المرعشي بما خالف به الجمهور
 
عودة
أعلى