هل لأوراق القرآن حرمة بعد حرقها ؟

إنضم
24/05/2003
المشاركات
18
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته .
هذا سؤال فقهي ولكنه حول القرآن فيدخل في دائرة اهتمام أعضاء المنتدى الأكارم .
من المعروف أن الطريقة الصحيحة للتخلص من بعض أوراق المصحف هي :
1- بإحراقه .
2- أو بدفنه في مكان طاهر .
ولكن !!
إذا أحرقت هذه الأوراق ، فهل لهذه المحروقات من قيمة ؟!! أعني هل يمكنني إلقاؤها في النفايات – أجلَّ الله القارئين – ؟
أرجو إفادتي وجزاكم الله خيراً .
والشيء بالشيء يذكر ، فأقترح على المشرفين المشايخ الأفاضل أن يكون هناك قسم لإجابة الأسئلة المتعلقة بالقرآن ، أو ما هو في فلكه ، وفقكم الله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
 
لو كان للمحروقات قيمة ما كان للحرق قيمة ، وقد يدخل على المرء في ذلك ما يذكره بعض أهل العلم من فرك المحروق بعد حرقه ثم دفنه ، وقد أشكل عليّ الأمر فترة حتى قرأت لأحد القائلين بذلك تعليلا للأمر حيث قال ما معناه : لأن المحروق يبقى فيه أثر الكلام ـ وإن كان ضعيفا ـ حتى بعد حرقه ، فواضح أن الأمر معلل
وكل حكم دائر مع علّته ـ ـ ـ ـ ـ وهي التي قد أوجبت لشرعته
ولا يخفى عليك فعل عثمان ـ رضي الله تعالى عنه ـ من إحراق المصاحف
 
ليس هناك اتفاق على جواز حرق الأوراق التي تحتوي على قرآن بين الفقهاء ، بل بعضهم يرى عدم جواز ذلك.
مع ذكرهم لعمل عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وقول علي بن أبي طالب بعد ذلك : لو كان الأمر لي لفعلت مثل ما فعل عثمان.
ولكن يمكن الخلوص بالقول أن الأولى عند الحاجة إلى التخلص من مصحف بالٍ ، أو أوراق منه ، أن يدفن بحيث يؤمن من أن يوطأ بالأقدام.
فإن لم يؤمن عليه ذلك ، فالأولى إحراقه. وبعد حرقه تزول الحرمة عن هذه الأوراق إن شاء الله.
ولا أظن الأمر يخفى عليكم يا شيخ عبدالحميد حفظكم الله فمعذرة ، وأعلم أن قصدك إفادتنا. وفقك الله.

وللفائدة فقد بحث الدكتور فرج توفيق الوليد الأستاذ المساعد في كلية الشريعة بجامعة بغداد هذا الموضوع ضمن كتابه النفيس (فقه القرآن وخصائصه). حيث ناقش كل ما يتعلق بالقرآن من الأحكام الفقهية. والكتاب مطبوع بمطبعة الرشاد ببغداد عام 1410هـ . ومسألة إحراق المصاحف ناقشها ص 484-487 وخلاصة ما وصل إليه هو الرأي الذي ذكرته أعلاه ، مع أنه لم يتعرض للمسألة التي سألت عنها وهي ارتفاع الحرمة عن الأوراق بعد الحرق.
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
 
استيضاح :
هل صح عن عثمان رضي الله عنه حرق المصاحف المخالفة بعد المنع من الإقراء بها ؟
وجزاكم الله خيراً .
 
أشار الشيخ مشهور حسن سلمان وفقه الله في حاشية من حواشي كتابه (كتب حذر منها العلماء) إشارة سريعة لحكم حرق المصحف فقال :
(وللفقهاء تفصيل في حرق المصحف . فإن كان صالحاً للقراءة لا يحرق لحرمته .
وحَرْقُه امتهاناً كفرٌ.
ويحرق إذا صار خلقاً - أي بالياً - وتتعذر القراءة منه على وجه صيانته. وكذا كل ما نقش من القرآن على الخشب والألواح ، ولا يجوز حرقها لحاجة الطبخ ونحوها. ويلحق بها كتب الفقه والحديث والعلم)
انظر : كتب حذر منها العلماء 1/39 الحاشية .
وقد ذكر مصادر تعرضت لحكم حرق المصحف هي :
- حاشية الدسوقي 1/125 ، 4/301
- تفسير القرطبي 1/54-55
- حاشية ابن عابدين 1/177 ، 6/422
- روضة الطالبين للنووي 1/80
- نهاية المحتاج 1/112
- المغني 1/533
- الفروع 1/115
- كشاف القناع 1/137
 
معذرة !
بعد قراءتي هذه المسألة لا أزال أتساءل :
ما هي الفائدة في التخلص من بعض أوراق القرآن اليوم؟

ما هو السبب الذي قد يدفع المرء لحرق أوراق القرآن اليوم ؟

هل يرجع السبب لحرق الأوراق الى نسخ النص فيه أخطاء من قبل الناسخ ؟


موراني
 
د. موراني
أحياناً تجد بعض المصاحف ممزقاً لكثرة القراءة فيه ، ولا سيما من الصبيان في حلقات حفظ القرآن الكريم ، فيرى بعضنا أن الأفضل والأكرم لهذه النسخة أن يتخلص منها لتمزق أوراقها وعدم صلاحيتها للقراءة في المسجد ، ولا سيما مع وجود عدد كبير من النسخ الجيدة في المسجد. هذا أحد الأسباب وقد يكون هناك أسباب أخرى للتفكير في التخلص من بعض المصاحف إكراماً لها طبعاً ، وحفظاً لها من الامتهان . وقد يرى البعض أن حرقها أفضل طريقة لذلك ، وقد يرى آخرون غير ذلك ، والأمر كما ترى فيه مجال للنظر والحمد لله .
 
شكرا لكم على هذا التوضيح .
لقد سمعت وانا مقيم بالقاهرة في الدراسة أن الأوراق من (المسودّة) لطبع القرآن
محفوظة في صناديق في الأزهر فلا تحرق أو تدفن . فلا أدري ان كان هذا الخبر صحيحا أم لا , هكذا قيل لي .

موراني
 
أخواني الكرام
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

لاشك أن الواجب على كل مسلم ومسلمة أن يحافظوا على الصحف والكتب وغيرها ، مما فيه آيات قرآنية ، أو أحاديث نبوية أو كلام فيه ذكر الله أو بعض أسمائه سبحانه ، فيحفظها في مكان طاهر وذهب جمع من أهل العلم إلى أن طريق لتخلص منها إذا استغنى عنها بدفنها في أرض طاهرة أو أحرقها أو تمزيقها تمزيقا ما يبقي معها شيء فيه ذكر الله أي تمزيقا دقيقا فلا حرج في ذلك ، وممن ذهب إلى جواز ذلك الشيخ عبد العزيز بن باز ذلك في المجلد الثاني والتاسع من فتاواه
ونشرت في مجلة البحوث الإسلامية ، العدد 6 ص 289 ، 290 .

كما أنني أرى أنه يجب على من يحرقها أن يضعها في نار تتلفها وتفتتها تمما حتى لا يبقى أي كلمة واضحة يمكن أن تقرأ بعد الحرق حيث أنه لو أحرقها حرق خفيف تبقى الورقة متماسكة ويبقى بعض الكلمات واضحة ومقرؤة حتى بعد الحرق ولقصد من تلافها أن تمحى الكلمات تماما .

وأما ماذكره أخونا الحارث
هل صح عن عثمان رضي الله عنه حرق المصاحف المخالفة بعد المنع من الإقراء بها ؟


فقد أخرج البخاري في باب: جمع القرآن.

4702 - حدثنا موسى: حدثنا إبراهيم: حدثنا ابن شهاب: أن أنس بن مالك حدثه:
أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين، أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب، اختلاف اليهود والنصارى. فأرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها أليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن ابن الحارث بن هشام، فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القريشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم، فافعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق.



وقد روى هذا الحديث غير البخاري ولكني اكتفيت بإراد هذا الحديث منعا للإطالة .
 
عودة
أعلى