هل كان بنو إسرائيل يسكنون في الجنوب ؛ لأن نهر النيل يجري من الجنوب إلى الشمال؟

نجم الشمال

New member
إنضم
14 سبتمبر 2008
المشاركات
9
مستوى التفاعل
0
النقاط
1
بسم الله والصلاة على رسول الله ..

في قصة موسى عليه السلام ، عندما القته امه بالتابوت ثم القته في نهر النيل بامر من الله لتلتقطه زوجة فرعون اما يدل ذلك على ان اهل موسى (ع) وهم بنو اسرائيل انهم كانوا يسكنون الى الجنوب من مدينة منفيس عاصمة الفراعنة في ذلك الوقت لان نهر النيل يجري من الجنوب الى الشمال .

نرجو من له علم في ذلك ان يفيدنا لماذ سكن بنوا اسرائيل جنوب المدينة ونخص ذلك بالطلب من المتخصصين في التاريخ .

وجزاكم الله خيرا
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وجهة نظر صائبة في حالة واحدة .. إن كان المقصود بـ (الْيَمِّ) هو نهر النيل .. وإن كان مقصود (بِالسَّاحِلِ) شاطئ نهر النيل

قال تعالى: (إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى *أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) [طه: 38، 39]

الساحل غالبا يقصد به شاطئ البحر وإن جاز إطلاقه على النهر .. لكن اليم في القرى يفيد البحر ولا يفيد النهر .. لأن في قول فرعون وهذه الأنهار تجري من تحتي تفريق بين لفظ نهر وبحر أو يم .. قال تعالى: (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلاَ تُبْصِرُونَ) [الزخرف 51]

هذا بخلاف أن مصر يجري بها نهر واحد فقط هو نهر النيل .. بينما فرعون ذكر أنهار

على كل لي كلام في هذه المسألة نشرته في أحد المنتديات ولكن نشر بطريقة غير مرتبة ومنظمة فطالعه

http://www.al-yemen.org/vb/showthread.php?t=277418&page=8

لكن لا يسعفني الوقت لنسخه دفعة واحدة لطول ما ذكرته .. لكن ساحاول اعادة نسخه هنا او حين انسقه اقوم بنشره باذن الله تعالى

مصر مدينة محصنة:
مصر حسب الوصف القرآني، هي مدينة محاطة بسور ذو أبواب متفرقة، فهي أشبه ما تكون بقلعة حصينة منيعة، بدليل أن يعقوب عليه السلام نهى بنيه عن الدخول من باب واحد، وطلب منهم الدخول من أبواب متفرقة، وهذا من قوله تعالى: (وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ) [يوسف: 67]. فمصر الوارد ذكرها في الآية هي مدينة محاطة بسور يتخلله أبواب متفرقة، فلا يوجد أبواب متفرقة بغير سور.

وقد طلب يوسف عليه السلام من أبويه وإخوته دخول مصر آمنين، قال تعالى: (فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ) [يوسف: 99]، والدخول على معنيان؛ إما دخول تخوم وحدود الدولة، أو دخول أبواب المدينة.

وبالجمع بين الآيتين، نجد مفاد طلب يعقوب عليه السلام من بنيه أن يدخلوا (مدينة مصر) أو (حصن مصر) من أبواب متفرقة، وبالتالي فلا يفهم من النص القرآني أن مصر المذكورة هي دولة كمصر وادي النيل اليوم، إنما يفهم أن مصر هي مدينة حصينة. وقد تكرر ذكر المدينة خمس مرات في القرآن الكريم للدلالة على مصر، مما يؤكد على أنها مدينة وليست دولة:

قال تعالى: (إِنَّ هَـذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ) [الأعراف: 123].

قال تعالى: (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ) [يوسف: 30].

قال تعالى: (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا) [القصص: 15].

قال تعالى: (فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفًا يَتَرَقَّبُ) [القصص: 18].

قال تعالى: (وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلاَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ * فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ) [القصص: 20] وقوله تعالى (مِنْهَا) ضمير عائد على المدينة، أي مدينة مصر.

مصر ميناء بحري:
من يتأمل الوصف القرآني لمصر يجد أنها كانت ميناءا بحريا، حيث كانت تطل على ساحل البحر، وتحديدا ساحل بحر القلزم أو البحر الأحمر كما يسمى اليوم، فقد أوحى الله إلى أم موسى عليه السلام، أن تقذفه في اليم، أي في البحر، حتى يلقيه اليم بالساحل، أي على شاطئ البحر، قال تعالى: (وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَيْكَ مَرَّةً أُخْرَى * إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى * أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي) [طه: 37: 39]، والساحل هو شاطئ البحر، وإن جاز أن يكون شاطئ نهر أيضا، إلا أن الفترة الزمنية كانت قصيرة فيما بين هروب بني إسرائيل ليلا قال تعالى: (فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ) [الدخان: 23]، وبين خروج فرعون ورائهم عند الشروق قال تعالى: (فَأَتْبَعُوهُم مُّشْرِقِينَ) [الشعراء: 60]، أي بمتوسط فارق زمني قدره حوالي عشر ساعات تقريبا. قال ابن كثير: (وكان خروجه بهم فيما ذكره غير واحد من المفسرين وقت طلوع القمر).

ثم تراءى الجمعان لبعضهما البعض، قال تعالى: (فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلاَّ إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ) [الشعراء: 61: 62]، فلا يمكن على وجه الإطلاق أن يرى بعضهم بعضا عن بعد وقد حل عليهم الظلام، فإذا كانت الفترة الزمنية محدودة بين هروبهم وبين خروج فرعون ورائهم، فلابد أن فرعون لحق بهم قبل دخول الليل على أبعد تقدير.

فإذا كانت الفترة الزمنية محدودة بين مدينة مصر، وبين مكان العبور على البحر الأحمر، فيما يعادل مسيرة نصف يوم، فحتما أن هذه المدينة تقع على ساحل البحر مباشرة، فلا يمكن أن تكون المسافة قصيرة إلى البحر، بينما تقع المدينة بعيدا عن الشاطئ إلى داخل اليابسة، بل يجب أن تقع على ساحل البحر مباشرة، لأن البحر مصدر رزق وكسب.

وهذا يدل على أن طريق الهروب كان موازيا لشاطئ البحر، من مدينة مصر إلى مكان العبور، إذن فقوله تعالى: (أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ) يشير إلى أن المقصود باليم هو البحر وليس النهر، وأن الساحل هنا هو شاطئ البحر الأحمر، وليس شاطئ نهر النيل، مما يؤكد أن مصر كانت ميناءا بحريا تجبى إليه البضائع والسلع من أنحاء المعمورة.

فالمسافة كانت قصيرة بين مصر والمعبر، مما يمكن فرعون وجنوده من اللحاق بهم، خاصة وأنهم مسرعين على دوابهم التي تفوق سرعة بني إسرائيل المتعثرين في خطواتهم بسبب ما يحملونه من متاعهم، بخلاف الضعفاء منهم من العجائز ونسائهم وأبنائهم ، ولا يصح أن استغرق اللحاق بهم زمنا أطول من يوم.

ففي السلسلة الصحيحة من حديث أبو موسى الأشعري (أعجزتم أن تكونوا مثل عجوز بني إسرائيل؟) فقال أصحابه: يا رسول الله وما عجوز بني إسرائيل؟ قال: قال: (إن موسى لما سار ببني إسرائيل من مصر، ضلوا الطريق، فقال: ما هذا؟ فقال علماؤهم: نحن نحدثك؛ إن يوسف لما حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا يخرج من مصر حتى ننقل عظامه معنا، قال: فمن يعلم موضع قبره؟ قالوا: ما ندري أين قبر يوسف إلا عجوز من بني إسرائيل. فبعث إليها، فأتته. فقال: دلوني على قبر يوسف، قالت: لا والله لا أفعل حتى تعطيني حكمي. قال: وما حكمك؟ قالت: أكون معك في الجنة. فكره أن يعطيها ذلك، فأوحى الله إليه أن أعطها حكمها. فانطلقت بهم إلى بحيرة، موضع مستنقع ماء. فقالت: انضبوا هذا الماء، فأنضبوا. قالت: احفروا واستخرجوا عظام يوسف، فلما أقلوها إلى الأرض، إذ الطريق مثل ضوء النهار).

فلما تم استخراج عظام يوسف عليه السلام، والعظام هنا كناية عن جثمانه، فيطلق الجزء ويقصد به الكل، لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن الله عز وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء)، إذا الطريق مضيء مثل ضوء النهار، أي أن الوقت كان لا يزال ليلا لم تذهب عتمته بعد، فهذه امرأة عجوز معهم ثقيلة الخطوات، وفي الوقت نفسه يحملون معهم جثمان يوسف عليه السلام، قال ابن كثير: (وأن موسى سأل عن قبر يوسف عليه السلام فدلته امرأة عجوز من بني إسرائيل عليه فاحتمل تابوته معهم. ويقال إنه هو الذي حمله بنفسه عليه السلام). وهذا كله يجعل مسيرتهم بطيئة جدا، ويعطلهم عن الفرار من فرعون وجنوده.

إذا فيوسف عليه السلام غير مدفون في مصر، والله تعالى أعلى وأعلم أين تم دفنه بعد استخراج جثمانه من مصر، ولا يزال مجهول لدي سبب طلب يوسف عليه السلام استخراج عظامه من مصر. لكن من الواضح أن بني إسرائيل استقر مقامهم في مصر، واجتمعوا حول أبيهم يعقوب عليه السلام حين حضره الموت، (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَـهَكَ وَإِلَـهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) [البقرة: 133]، فهل دفن يعقوب عليه السلام في مصر؟ وإن دفن فهيا وليس خارجها؟ فلما لم يطلب استخراج عظامه كما فعل يوسف عليه السلام؟ أسئلة بحاجة إلى بحث.

ولاحظ أيضا قوله صلى الله عليه وسلم (فانطلقت بهم إلى بحيرة، موضع مستنقع ماء)، فلا يمكن أن يكون القبر قد حفر في الأصل تحت بحيرة أو مستنقع، مما يدل على أن موضع القبر كان جافا حين دفنوا فيه جثمان يوسف عليه السلام، لكن يبدو أن البحيرة أو المستنقع تكون مما تخلف من الطوفان الذي ابتلاهم به الله تعالى، قال تعالى: (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ) [الأعراف: 133].

وهذا الطوفان يذكرنا بطوفان قوم نوح عليه السلام، قال تعالى: (فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ) [العنكبوت: 14]، ففتح الله عليهم أبواب السماء بالمطر، وفجر الأرض عيونا، فاجتمع عليهم ماء السماء وماء الأرض، قال تعالى: (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ * وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) [القمر: 11، 12]، حتى صار الموج عاتيا كالجبال، قال تعالى: (وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ) [هود: 42].

107816583.jpg

فمن الراجح لدي أن الطوفان لم يتم بسبب الأمطار الغزيرة، إنما بسبب طوفان من البحر الأحمر، وقد رأينا في زماننا طوفان "تسانومي" وما خلفه من دمار ماحق، وبكل بد فطوفان البحر أشد قوة وتدميرا من طوفان الأمطار، فإن صح أنه كان طوفانا من البحر، فإنه يؤكد أن مدينة مصر كانت تقع على شاطئ البحر.

837193181.jpg

فإن سلمنا أنه طوفانا عن طريق المطر، لأطلق عليه لفظ (سيل)، كما قال تعالى في قصة سبأ: (فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ) [سبأ: 16]. ولم يقل: ((فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ)، خصوصا وأن جبال عسير تنهمر عليها أمطار موسمية تنحدر في وديانها، فمهما زادت غزارة السيول فسوف تتجمع لتجري في مسيلها على هيئة أنهار تصب في البحر مباشرة، بحيث يحدد المسيل مسارها، فلا تدمر ما تمر به من مزارع وبيوت.

وهناك حديث مرسل عن سعيد بن جبير رضي الله عنه أشك في صحة متنه، ذكر فيه اسم القبط، وأنهم من كان يقيم بنوا إسرائيل بينهم، (أمر موسى قومه من بني إسرائيل، وذلك بعد ما جاء قوم فرعون الآيات الخمس، الطوفان وما ذكر الله في الآية – يعني قوله تعالى : (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ ... ) فلم يؤمنوا ولم يرسلوا معه بني إسرائيل، فقال: ليذبح كل رجل منكم كبشا، ثم ليخضب كفه في دمه، ثم ليضرب به على بابه، فقال القبط لبني إسرائيل: لم تجعلون هذا الدم على أبوابكم؟ فقالوا: إن الله يرسل عليكم عذابا يقتلكم وتهلكون. فقال القبط: فما يعرفكم الله إلا بهذه العلامات! فقالوا: هكذا أمرنا نبينا، فأصبحوا وقد طعن من قوم فرعون سبعون ألفا، فأمسوا وهم لا يتدافنون، فقال فرعون عند ذلك لموسى عليه السلام: (ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ ...) وهو الطاعون (لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ) فدعا ربه فكشف عنهم). ولكن ما يطعن في صحة الحديث ويبطل متنه أن تخضيب أبواب البيوت هي طقوس وثنية موغلة في القدم، ولا زالت تمارس حتى يومنا هذا، فلا يصح أن يأمر موسى عليه السلام بممارسة مظاهر وثنية.

مصر تقع على مصب أنهار:
من يدرس جغرافيا مصر وادي النيل سيجد أنها صحراء قاحلة، يتخللها نهر واحد فقط هو نهر النيل، وعند مصب النهر في البحر الأبيض المتوسط يتفرع النهر إلى فروع عديدة حسب الخرائط القديمة، لم يبقى منها اليوم إلا فرعان فقط هما فرع دمياط وفرع رشيد. حيث يتفرعان في محافظة القليوبية، عند القناطر الخيرية على مسافة تبعد 22 كيلو مترًا أقصى شمال القاهرة الكبرى.

230152985.jpg

بينما عاصمة شمال مصر كانت (ممفيس) أو (منف) أسسها عام 1300 قبل الميلاد الملك "نارمر"، وكانت عاصمة لمصر السفلى, ومكانها الحالي بالقرب من منطقة سقارة على بعد 19 كم جنوب القاهرة. وكانت منف معروفة باسم "الجدار الأبيض" حتى القرن السادس والعشرين قبل الميلاد إلى أن أطلق عليها المصريون اسم "من نفر" وهو الاسم الذي حرفه الإغريق فصار "ممفيس". وهي المفترض أن يوسف وموسى عليهما السلام أقاما فيها حسب القول الرائج اليوم.

في ضوء ما ذكرناه عن جغرافيا مصر وادي النيل سابقا، سنجد أنه يتعارض تماما مع الوصف الجغرافي الدقيق لمصر المذكورة في القرآن الكريم، قال تعال: (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلاَ تُبْصِرُونَ) [الزخرف: 51]، هنا يذكر فرعون وجود أنهار تجري من تحته، وليست نهرا واحدا كما في مصر، فإن كانت مصر مدينة ساحلية، تطل على البحر، فحتما كان الساحل مصب لروافد النهر، أو أنهار عديدة، فإن كانت المدينة المقصودة هي "منف"، فإنها بعيدة جدا عن مصب نهر النيل، ولا تطل على أفرع أو روافد قديمة له، بل يجري أمامها نهر واحد فقط لا أنهار ولا أفرع متعددة له.

وقد فسر بعض المعاصرين الأنهار هنا بالترع والمصارف التي تم شقها عن نهر النيل، والحقيقة أن شق الترع والقنوات وبناء والقناطر الخيرية كان في عهد "محمد علي"، ومن قبله كان فيضان النيل يسفر عن برك من الطين والوحل كانت تصل حتى "نزلة السمان" أسفل هضبة أهرامات الجيزة، وهي مسافة عريضة جدا. وعليه ففي زمن الفراعنة لم يكن هناك أنهار حسب وصف فرعون في القرآن الكريم.

986610512.jpg

أما في عسير، فهناك أنهارا موسمية، تنحدر من الجبال وتجري في الأودية لتتشعب الأنهار إلى أفرع عديدة تصب في ساحل البحر الأحمر. وهذا يتفق مع الوصف الجغرافي المذكور على لسان فرعون.

مصر مدينة متحضرة:
مسألة هامة يجب أن نضيفها، أن مدينة مصر المذكورة في القرآن لابد أن تكون مدينة شاسعة المساحة، مترامية الأطراف، وليست مجرد قرية صغيرة محدودة المساحة، لأن روافد الأنهار الموسمية تتطلب مساحة كبيرة من الأرض لكي تجري فيها، ومساحة تكفي المساكن والبيوت. فمن الواضح أنها كانت مدينة تعيش في رغد من النعيم، وترف من العيش، فقد جمعت بين الأنهار بمائها العذب الوفير، وبين البحر بأسماكه المتنوعة، وكنوزه الوفيرة، وكانت ميناءا بحريا تجبى إليه البضائع والسلع من شتى بلدان العالم.

فقد جاء في سورة يوسف وصف لما كان عليه أهل مدينة مصر من رغد وتمدن، فكانوا يجلسون على متكئات، وكانوا يستخدمون السكين في تقشير الفواكه التي تفد إليهم من خارج المدينة، فالمدن لا حقول ولا مزارع فيها، قال تعالى: (فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّينًا) [يوسف: 30].

وكان الأسياد منهم لهم خدام متخصصين في سقايتهم الشراب والخمر، قال تعالى: (يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا) [يوسف: 41].

وكان الأثرياء منهم يعيشون في قصور ذات غرف عديدة، وأبواب كثيرة بمغاليق، قال تعالى: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ) [يوسف: 23].

قال تعالى: (وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ) [الأعراف: 137] قال ابن كثير: (أي وخربنا ما كان فرعون وقومه يصنعونه من العمارات والمزارع (وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ) قال ابن عباس ومجاهد (يَعْرِشُونَ) يبنون).

وقال تعالى: (فَأَخْرَجْنَاهُم مِّن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ) [الشعراء: 57: 59].​
 
مدينة مصر كانت عاصمة البلاد:
وبما أن مستقر الملك كان في (مدينة مصر) سواء كان في عهد يوسف عليه السلام، أو عهد موسى عليه السلام، فإن كان الملوك يقيمون في عاصمة البلاد، فهذا يدل على أن مصر كان عاصمة البلاد في ذاك الزمان. أي أن سلطان الملك كان ممتدا إلى مدن أخرى خلاف مدينة، وهي ما أطلق عليها القرآن الكريم (الْمَدَآئِنِ) جمع مدينة، وهي خلاف مدينة (المدائن) التاريخية عاصمة الساسانيين والتي تقع على بعد بضعة كيلومترات جنوب شرق بغداد. فكل هذه المدائن في مجموعها تشكل الدولة التي كان يحكمها الملك، بينما مصر كانت هي عاصمة مدائن المملكة حين ذاك:

ـ قال تعالى: (قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ) [الأعراف: 111، 112].

ـ قال تعالى: (قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ) [الشعراء: 36، 37].

أما حينما أسرى موسى بقومه، فإن فرعون خشي من اتساع دائرة المؤمنين، وأن يمتد الخروج عليه في المدائن الأخرى. فقد أرسل فرعون رسله في المدائن، يحشرون الناس ويحذرونهم أجمعين من فعل موسى وقومه، ويصورون لهم أن موسى وقومه مجرد شرذمة قليلون خارجون على فرعون، وأنهم تسببوا في شدة غضبه، قال تعالى: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ * فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ * إِنَّ هَؤُلاَء لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ) [الشعراء: 53: 56]. والغيظ وهو أشد من الغضب، فيه تحذير من فرعون لأهل المدائن جميعا، أن سيحيق بهم غضب فرعون وبطشه، إن هم اتبعوا موسى، أو مدوا له ولقومه يد العون، أو حاولوا الخروج معهم واللحاق بهم.

من ينفي وجود مدينة تسمى "مصر" فقد أفتى بغير علم ولا سلطان مبين .. واتبع الأقوال الرائجة التي أشاعها التوراتيين من خلال الإعلام الضال المضلل .. فإن كانت قد تغير اسمها مع الزمن .. أو تم الحجر عليها أثريا بفعل الحكومات فهذا لا ينفي أن المؤرخين ذكروها في كتبهم

وفي لسان العرب ما يثبت أن هناك مدينة تسمى "مصر" وإن لم يبين حدودها وموقعها إلا أنه أثبت انها مدينة وليست دولة .. وسوف أنقل فيما بعد ما يشير إلى موقع مدينة مصر

يقول ابن منظور: الجوهري: مِصْر هي المدينة المعروفة، تذكر وتؤنث؛ عن ابن السراج. والمِصْر: واحد الأَمْصار. والمِصْر: الكُورَةُ، والجمع أَمصار. ومَصَّروا الموضع: جعلوه مِصْراً. وتَمَصَّرَ المكانُ: صار مِصْراً. ومِصْرُ: مدينة بعينها، سميت بذلك لتَمَصُّرِها، وقد زعموا أَن الذي بناها إِنما هو المِصْرُ بن نوح، عليه السلام؛ قال ابن سيده: ولا أَدري كيف ذاك، وهي تُصْرفُ ولا تُصْرَفُ. قال سيبويه في قوله تعالى: اهْبِطُوا مِصْراً؛ قال: بلغنا أَنه يريد مِصْرَ بعينها. التهذيب في قوله: اهبطوا مصراً، قال أَبو إِسحق: الأَكثر في القراءَة إِثبات الأَلف، قال: وفيه وجهان جائزان، يراد بها مصرٌ من الأَمصار لأَنهم كانوا في تيه، قال: وجائز أَن يكون أَراد مِصْرَ بعينها فجعَلَ مِصْراً اسماً للبلد فَصَرفَ لأَنه مذكر، ومن قرأَ مصر بغير أَلف أَراد مصر بعينها كما قال: ادخلوا مصر إِن شاء الله، ولم يصرف لأَنه اسم المدينة، فهو مذكر سمي به مؤنث.

وقال الليث: المِصْر في كلام العرب كل كُورة تقام فيها الحُدود ويقسم فيها الفيءُ والصدَقاتُ من غير مؤامرة للخليفة. وكان عمر، رضي الله عنه، مَصَّر الأَمصارَ منها البصرة والكوفة. الجوهري: فلان مَصَّرَ الأَمْصارَ كما يقال مَدّن المُدُنَ، وحُمُرٌ مَصارٍ. ومَصارِيُّ: جمع مَصْرِيٍّ؛ عن كراع؛ وقوله: وأَدَمَتْ خُبْزِيَ مِنْ صُيَيْرِ، من صِيرِ مِصْرِينَ أَو البُحَيْرِ أَراه إِنما عنى مصر هذه المشهورة فاضطر إِليها فجمعها على حدّ سنين؛ قال ابن سيده: وإِنما قلت إِنه أَراد مصر لأَن هذا الصِّيرَ قلما يوجد إِلا بها وليس من مآكل العرب؛ قال: وقد يجوز أَن يكون هذا الشاعر غَلِطَ بمصر فقال مِصْرينَ، وذلك لأَنه كان بعيداً من الأَرياف كمصر وغيرها، وغلطُ العربِ الأَقْحاح الجُفاةِ في مثل هذا كثير، وقد رواه بعضهم من صِيرِ مِصْرَيْن كأَنه أَراد المِصْرَيْنِ فحذف اللام.

والمِصْران: الكوفةُ والبصْرةُ؛ قال ابن الأَعرابي: قيل لهما المصران لأَن عمر، رضي الله عنه، قال: لا تجعلوا البحر فيما بيني وبينكم، مَصِّروها أَي صيروها مِصْراً بين البحر وبيني أَي حدّاً. والمصر: الحاجز بين الشيئين. وفي حديث مواقيت الحج: لمَّا قُتِحَ هذان المِصْرانِ؛ المِصْر: البَلَد، ويريد بهما الكوفةَ والبَصْرَةَ. والمِصْرُ: الطِّينُ الأَحْمَرُ. وثوب مُمَصَّرٌ: مصبوغ بالطين الأَحمر أَو بحُمْرة خفيفة. وفي التهذيب: ثَوْب مُمَصَّرٌ مصبوغ بالعِشْرِقِ، وهو نبات أَحْمَرُ طيِّبُ الرائِحَةِ تستعمله العرائس؛ وأَنشد:مُخْتلِطاً عِشْرِقُه وكُرْكُمُهْ أَبو عبيد: الثياب المُمَصَّرَةُ التي فيها شيء من صفرة ليست بالكثيرة. وقال شمر: المُمَصَّرُ من الثياب ما كان مصبوغاً فغسل. وقال أَبو سعيد: التَّمْصِيرُ في الصَّبْغِ أَن يخرج المَصْبُوغُ مُبَقَّعاً لم يُسْتَحْكْم صَبْغُه. والتمصير في الثياب: أَن تَتَمَشَّقَ تَخَرُّقاً من غيرِ بلى. وفي حديث عيسى، عليه السلام: ينزل بين مُمَصَّرَتَيْن؛ المُمَصَّرَةُ من الثياب: التي فيها صُفْرة خفيفة؛ ومنه الحديث: أَتى عليٌّ طَلْحَةَ، رضي
الله عنهما، وعليه ثَوْبانِ مُمَصَّرانِ.
 
كتب أحمد الدبش في كتابه (موسى وفرعون في جزيرة العرب) في الفصل السادس صفحة (51 ـ 64) تحت عنوان (مصر، المشكلة، والحل!) يقول:

يتفق ثلاثة من ثقاة الباحثين العرب في مجالات الدراسات التوراتية، أن مصر التوراتية هي غير مصر - وادي النيل، وأنها، أي مصر التوراتية، ليست إلا إقليما في الجزيرة العربية. فيذهب العلامة د. كما الصليبي إلى أن المقصود بمصراييم في التوراة هو: أل مصرمة، بين أبها وخميس مشيط، وقرية مصر في وادي بيشة في إقليم عسير. أما تفسير د. زياد منى فهو: مصراييم في هذا التقسيم الإثني يقصد بها مصر في جزيرة العرب (أي إقليم مصر). أما الباحث فرج الله صالح الديب فله رأي يخالف ذلك، وهو أن مصر التوراتية ما هي إلا منطقة السحول اليمنية والمسماة سرة اليمن أو مصر اليمن.

هكذا أصبحت مصر إقليما في جزيرة العرب، ولكن؛ هل يوجد في النقوش العربية ما يؤكد هذا الطرح؟ هناك نقش معيني يرجع إلى عهد الملك معين (أبيدع يثع) وابنه (معد كرب إل يفع) من النقوش التي عثر عليها في مدينة براقش (يثل في النقوش)، وهو في مدونة النقوش الفرنسية (ربرتورا/3022) وصاحباه هما:

عم صدق / بن / حم عثت / ذ يفعن / وسعدم / بن / علج / ذ ضفجن أي: (عمي صدق بن حمى عثت ذي يفعن) و(سعد بن علج ذي صفجين) يصفان نفسيهما بأنهما: كبرى / مصرن / ومعن / مصرن أي: (كبرى مصرن ومعين مصرن). وهذه إشارة إلى إقليم أو منطقة تعرف حتى النصف الثاني من القرن الأول قبل الميلاد بـ: مصرن أو المصر، إذا اعتبرنا النون هي لاحقة التعريف العربية الجنوبية، وبهذا فقبيلة معين (معن) هي جزء من إقليم مصرن / المصر.

ويعلق على ذلك د. عبد العزيز صالح قائلا: ثمة قضية قديمة جديرة بالاعتبار، لا بأس من ذكر مناقشتها في هذا المقام، لاحتمال صلتها بمصر ... وهي أن بعض النصوص العربية الجنوبية ذكرت اسم "معن مصرن"، وعنت به منطقة ما في شمال شبه الجزيرة العربية، كان يقيم بها أو يشرف عليها كبير أي وال من دولة معين اليمنية الجنوبية. وفي تعيين منطقة "معن مصرن" هذه وتحليل اسمها رأى عدد من باحثي الجيل الماضي، ولا يزال يأخذ برأيهم الأستاذ أدولف جروهمان في كتابه (Arabien) الذي أصدره 1963، أن الاسم يعني واحة العلا أو عاصمة ددان بعد أن ظهر فيها النفوذ التجاري والسياسي لدولة معين الجنوبية، وجعلها أكبر مراكز التجارة المعينية في مال شبه الجزيرة، وترتب على ذلك أن عرفت الواحة باسم عميلتها الكبرى "معن" أي معين الجنوبية، ولكن؛ مع تخصيصها بصيغة "مصرن" التي قد تعني معنى الحد أو الحاجز. على انه ثمة افتراضا آخر نشير إليه على سبيل التحوط وتقليب المشكلة التاريخية على كل وجوهها، وهو احتمال دلالة اسم "معن مصرن" على معان المصرية، في أقصى شمال الحجاز لدى الحدود الأردنية، وقد ورد اسمها في بعض المصادر الإسلامية فعلا مرادفا لاسم معان الحجازية، وفي مقابل معان المالية، لكنه افتراض فيه بعض الضعف، بسبب ما ذكرته النصوص المعينية الجنوبية عن إقامة كبير معين أو والي معين في "معن مصرن"، وليس ن بينة معروفة على امتداد نفوذ دولة معين اليمنية إلى قرب الحدود الأردنية، وإنما هو نفوذ اقتصر مداه الشمالي القديم على واحة لحيان في حدود ما نعلمه من المصادر حتى الآن.

وقد أثارت (معن مصرن) أو (معين مصرن)، جلا شديدا بين العلماء، ولاسيما علماء التوراة، فذهب بعضهم هوغو ونكلر (Hugo Winckler) إلى أن مصر أو مصرايم (Mizraim) الواردة في التوراة ليست المعروفة التي يرويها نهر النيل، بل أريد بها (معين مصران)، وهو موضع تمثله (معان) في الأردن في الزمن الحاضر. وإن لفظ (PERO) التي ترد في التوراة أيضا لقبا لملوك مصر، والتي تقابلها لفظة فرعون في العربية، لا يراد بها فراعنة مصر، بل حكام (معين مصران)، وأن عبارة هاكرهم مصريت HAGAR HAM _ MISRITH)، بمعنى هاجر المصرية، لا تعني هاجر ن مصر المعروفة، بل من مصر العربية، أي ن هذه المقاطعة التي تحدث عنها (معن مصرن) وإن القصص الواردة في التوراة عن مصر وعن فرعون، هي قصص تخص هذه المقاطعة العربية، وملكها العربي.

لكن من الأمور المثيرة للدهشة اكتشاف لقى أثرية عراقية مسجل عليها، بالأحرف المسمارية كلمة (مصر)، ويعلق على ذلك العالم الأثري المصري عبد العزيز صالح قائلا: أضافت النصوص الآشورية اسمين أثارا مشكلة عويصة، فروت أن ملكها جزي برءو (برعو) ملك مصرو، كما روت أنه تلقى اثني عشر جوادا كبيرا لا مثيل لها، هدية من شليخيني (أو شلكاني) وهو ملك مصري، وأشارت معها إلى ما سمته باسم مدينة نخل مصر. ويبدو أن هذه الأسماء لم تكن لها صلة بمصر بمعناها المعروف؛ حيث ذكرت النصوص الاشورية اسم برءو (برعو) ملك مصر ومع رؤساء البادية مثل سمسي ملكة أريبي، ويثع أمير السّبئ، وذلك مما قد يعني أن منطقة مصرو كانت من مناطق البادية أيضا، ويغلب الظن أنها كانت قريبة من البحر الأحمر ومن الحدود المصرية، وأنها المنطقة نفسها التي روى "شلمانصر" من قبل أنه عين عليها الشيخ البدوي إديبئيل. أما برءو، فقد يكون تحريفا لاسم شيخها البدوي في عهده. أو تكون تبعيتها القديمة لمصر قد أغرت الكتبة الآشوريين على اعتبار جزاها من جزئ الفرعون المصري نفسه، وكان لقبه في اللغة المصرية برعو فعلا. أما شليخيني أو شلكاني ملك مصري، فقد يكون تحريفا لاسم عربي مثل سلحان، كما رأى الباحث "ريكمان". وليس اسما لفرعون مصري، كما ظن "فيدنر"، يضاف إلى ذلك، أن مصر لم تشتهر بتربية الخيول الكبيرة التي أشارت إليها نصوص سرجون، وإنما كانت جيادها صغيرة الحجم نسبيا، على الرغم من تهجينها بسلالة ليبية في العصور المتأخرة. بقي اسم نخل مصر، وهذا قد يترجم بمعناه الآشوري بمعنى قناة مصر، أو سيل مصر، ويدل بذلك على جزء من وادي العريش، أو جزء من خليج السويس. كما رأى بعض الباحثين، أو يدل على واد قريب من رفح، كما نم عن ذلك نص آخر، أو يكون له بعض الصلة باسم قرية نخل الحالية في شبه جزيرة سيناء.

وهكذا ظهر أن النصوص الاشورية لا تتحدث عن وادي النيل، فذهب بعض العلماء إلى أن ما ورد في النصوص الاشورية من ذكر لـ Musri لا يعني أيضا مصر المعروفة، بل مصر العربية، وأن ما جاء في نص تغلاتبسر الثالث الذي يعود عهده إلى حوالي سنة 734 قبل الميلاد، من أنه عين عربيا Arubu واسمه ادبئيل (اد ب ال) (ادب ايل) Idibail حاكما على (Musri)، لا يعني أنه عين حاكما على مصر الأفريقية المعروفة، بل على هذه المقاطعة العربية التي تقع شمال نخل مصري أي وادي مصر. ويرى "وينكر"، أن سبعة (Sibe) الذي عينه تغلا تبسر سنة 725 ق.م على مصري، والذي عينه سرجون قائدا على هذه المقاطعة، إنما عين على أرض مصر العربية، ولم يعين على مصر الأفريقية. وقد ورد في أخبار سرجون أن من جملة من دفع الجزية إليه برعو (Piru) وقد نعت في نص سرجون بـ "برعو شاروت مصري"، أي "برعو ملك أرض مصري". وورد ذكر برعو هذا في ثورة أشدود التي قامت سنة 711 ق.م وورد ذكر مصري في أخبار سنحاريب ملك آشور، وكان ملك مصري، وملك ملوخا، قد ساعد اليهود ضد سنجاريب.

ويرى "وينكلر" إنا كل ما ورد في النصوص الآشورية عن مصري مثل: "شراني مت مصري" (SHARRANI MAT MUSRI)، أي ملوك أرض مصر إنما قصد به هذه المقاطعة العربية.

علاوة على ذلك، فقد عثر سنة 1956 في حرن على كتابة مهمة جدا في بحثنا هذا دونها الملك "نبونيئد"، وكانت مدفونة في خرائب جامع حران الكبير، تتحدث عن تأريخ أعمال ذلك الملك، ومما جاء فبها: أنه لما ترك بابل وجاء تيماء، أخضع أهلها، ثم ذهب إلى ددانو (ديدان) وبداكو (فدك) وخبرا (خيبر) وإيديخو (؟) حتى بلغ أتريبو (يثرب) ... ثم تحدث بعد ذلك عن عقدة صلحا مع مصر وميديا ومادا ومع العرب.

عند قراءة هذا النقش بتمعن يتضح منه انه يجب ان تكون مصر هذه المذكورة في النقش قريبة جدا من باقي البلاد، ليمكن ربط الأحداث مع بعضها. كما لا يوجد في كل ما اكتشف في مصر _ واي النيل ما يشير إلى هذا الصلح.

إن النقوش آنفة الذكر لم تكن الإثبات الوحيد على وجود إقليم في جزيرة العرب باسم مصر، فعلى سبيل المثال نقرأ أن الكاتب الإغريقي "أبولودور" (Appollodorus) كان على علم بهذه المسألة وسجلها في مؤلفه المكتبة (Bibliotica)، الذي يعتقد بأنه صدر في القرن الأول أو الثاني قبل الميلاد، وفي ذلك المؤلف الذي يحوي الخرافات والأساطير الإغريقية، أشار الكاتب لـ "مصر في جزيرة العرب" هذه الإشارة العابرة لإقليم مصر، تؤكد أنه وجد في ذاكرة العالم القديم وحتى القرن الثاني أو الأول قبل الميلاد، معلومة، أو بقايا معلومة، عن بلاد باسم مصر في جزيرة العرب.

بناء على ما تقدم يستخلص أنه وجدت في الماضي منطقة في جزيرة العرب عرفت باسم مصر. ولكن؛ أين موقعها الجغرافي؟ يرى بعض الباحثين أن الاسم "مصر" يشير إلى نطقة من مناطق البادية، ويغلب الظن أنها كانت قريبة من البحر الأحمر ومن الحدود المصرية (د. عبد العزيز صالح)، ولكن هذا التحديد أقرب إلى النفي منه إلى أي شيء آخر، لأنه لا يعتمد على أدلة أو حجج علمية. برأينا أن "مصر" أرض تقع في جنوب شبه الجزيرة العربية. وللبرهان على ذلك علينا استشارة التوراة وما قاله المؤرخون القدامى وإعادة قراءة النقوش الأثرية التي ورد فيها اسم "مصر" قراءة موضوعية. تقول التوراة واصفة تنقلات إبراهيم: "وانتقل إبراهيم من هنالك إلى أرض الجنوب وسكن بين قادش وشور" _ سفر التكوين (20 _ 1)، وتكرر التوراة الإشارة إلى الموضع (شور) عدة مرات، كموضع أو مدسنة شهيرة في تلك البلاد الجنوبية التي ارتحل إليها إبراهيم. وتحدد التوراة في موضع آخر مكان بلاد (شور) قائلة: "شور التي أمام مصر" _ سفر التكوين (25 _ 18)، وقد افترض مؤخرا الأشاوس على الفور أن المقصود من (شور) هو بلاد أشور الرافدين، بينما بلاد آشور لا تقع أمام مصر وادي النيل ولا خلفها. فأين موضع شور هذه؟ إن تحديد موضع شور هذه، سوف يؤكد فرضيتنا بأن هناك مقاطعة في شبه الجزيرة العربية وتحديدا في اليمن أطلق عليها اسم مصر، وفي ذلك يقول "هوغو ونكلر" (Hugo Winckler): إن أشوريم عشيرة عربية من قبائل قطورة بإجماع علماء التوراة، ولا صلة لها بـ (أشور) أي ألشوريين، وقد ورد في الترجوم أن أشوريم مضرب لخيام أشور، وقد ورد اسم أشور في نصوص معينية مقرونا باسم موضع عبر نهرن، ونقع هذهالمنطقة من طور سيناء إلى بئر السبع وحبرون وتحاذي مصر في جزيرة العرب ... .

لكن ماذا كانت تعني النصوص المعينية بـ "ااشور / ااشر" المقرونة بـ "عبر نهرين"؟ السادة مؤرخونا الأفاضل أصحاب وحراس الفكر العربي الآسن، ممن تربوا على أيدي الأثريين التوراتيين، كان لهم تفسير غاية في الغرابة، فذهبوا إلى أن "ااشور / ااشر" هي آشور، عبر النهرين هي بلاد ما بين النهرين!؟.

لكننا بالبحث عن هذه الأمانكن، نفاجأ بأنها موجودة في إطار جغرافية اليمن، لا في بلاد أخرى يفترض وجودها فيها.

فالمؤرخ "د. جواد علي" يذكر في كتابه الموسوعي (المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام) "إن أهم المدن القديمة فيها (يقصد دولة قتبان)، كانت شور وحريب".

علاوة على ذلك يوجد "واد السر" على بعد 23كم إلى الشمال الشرقي من صنعاء، يطل عليه حصن (ذي مرمر) وحصن ضباب وجبل صرع. وقد وصفه لسان اليمن المؤرخ "الهمداني"، في سفره الرائع صفة (جزيرة العرب): "هو من عيون أودية اليمن وبه قرى كثيرة ومنازل لآل الروية للضيافة ولمن سبل الطريق، وفيها من جبال مراد جبل برجام في السر، ومنازل آل الروية باعفاف وحذان من السر ... والسر مبتدأ المحجة إلى البصرة من صنعاء ووادي سعوان .." .

أما فيما يخص"عبر النهرين" فهناك في الراضي اليمنية واد يدعى وادي ميتم يتفرع عن جبل التعكر إلى فرعين، وبينهما أسست مدينة "جبلة" وقد وصفها "ياقوت الحموي" قائلا: "جبلة بالكسر ثم السكون ذو جبلة مدينة باليمن تحت جبل صبر وتسمى ذات النهرين وهي من أحسن مدن اليمن وأنزهها وأطيبها ... وكان أول من اختطها عبد الله بن محمد الصلحي المقتول في سنة 374، وكان أخوه علي ولاه حصن التعكر وهذا الحصن على الجبل المطل على ذي جبلة، وهي في سفحه، وهي مدينة بين نهرين جاريين في الصيف والشتاء".

وفي ذلك يقول "ابن المجاور" في مؤلفه (تاريخ المستبصر) قائلا: "ذي جبلة من مخلاف جعفر، وجبلة كان رجلا يهوديا يبيع الفخار في الموضع الذي بنيت فيه دار العز، وبه سميت المدينة، وأول من اختط ذي جبلة "عبد الله بن محمد الصليحي" "... وهي مدينة بين نهرين جاريين في الصيف والشتاء" ويستطرد "اين المجاور" عند الحديث عن صفة بناء ذي جبلة فيقول: "بنى بذاك الصليحي في مخلاف جعفر وحدودها بالطبول من نقيل صيد إلى مصابح، وبالعرض من سوق وصفات على حصن الطريمة إلى ذي الأسود من حدود مخلاف حب. وتسمى قلعة النهرين لأن جبل التعكر ما بين أيمن البلد وشماله ومجمع النهرين في آخر البلد عن موضع يقال له وادي ميتم، كما قال "المازني" في بعض قصائده؛ حيث يقول:

ما مصر ما بغداد ما طبرية ـــــ كمدينة قد حازها النهران
حدود لها شأم وحب مشرق ـــــ وكذلك تعكرها المنيف ماني​

هناك نقش معيني (جلاسر 1155) أثار ضجة بين الدارسين واختلفوا في تقدير زمنه. وكان ذلك النقش يتحدث عن غارة سبئيين وخولانيين على قافلة معينية في موضع بين معين ورجمة التي يعتقد أنها مدينة نجران نفسها. ويذكر حربا كانت دائرة وقتها بين مذي وبين مصر في وسط مصر.

واختلف الباحثون في تعيين زمن وقوع الحرب، كما اختلفوا في تثبيت هوية المتحاربين.

فذهب كثيرون، ومنهم صاحب النقسش "جلاسر"، إلى البحث عن معارك وحروب في مصر _ وادي النيل. ولم يثر الشك لديهم في أن مصر المقصودة هنا تقع في اليمن قرب سبأ ومعين، أن موقع المعركة يمكن أن يكون داخل اليمن، وضمن نزاعات الممالك القديمة المسلحة التي كانت تعصف بالبلاد. فبمطلق الأحوال، "معين" صاحبة حضارة شهيرة، ولا داع لذكرها. في حين أن "رجمة" هي برجام: بكسر الباء الموحدة، يسمى اليوم رجام: بكسر الراء، وهي من أودية السر ذات أعناب كثيرة وتنمو فيها شجر القات، وهكذا فمن المحتمل أن يكون وادي السر هو المقصود بـ "ااشور / ااشر"، التي وردت في بداية النقش.

أما الحرب بين مذي ومصر في وسط مصر، فقد تكون حربا قامت بين (مذي اليمانية) و(مصر اليمانية)، فقد أشارت "مذي" المذكورة في النقش إلى موقع ما هو "ميدي"، ضمن المناطق السهلية، وميدي مركز القضاء ومدينة شهيرة على البحر الأحمر، ومن الموانئ التي تستقبل السفن الشراعية للاستيراد والتصدير، وتقه بالقرب من أقصى الحدود الشمالية لليمن، وتتبع إداريا لواء حجة، كما أن ميدي تعتبر عاصمة لقضاء ميدي، إحدى أقضية هذا اللواء قضاء" ميدي على العموم منطقة تهامية.

أما عن مصر، فربما يكون المقصود بها منطقة السحول التي يطلق عليها مثر اليمن. كما سنرى بعد قليل علاوة على ذلك لدينا العديد من النقوش التي انفردت بذكر اسم "مصر" وقد ورد هذا الاسم (مصر) في مجموعة النقوش المسندية المنشورة في كتاب "مطهر الإرياني" الموسوم (في تاريخ اليمن: نقوش مسندية وتعليقات) وقد وردت في المسند رقم (5): ملك سبأ / وذريدن / وكل / مصر / ... مصر / يدع إل / ملك حضرموت ... وكل / مصر .. .
وفي المسند رقم (21) على هذا النحو:

... بعلى / مصر / حضرموت ... .

ويشير نقش (جام 612) إلى حرب شنها الملك عل حضرموت، وهو نقش قصير تركه لنا أحمد ينعم بن نشاي مقتوي الملك بمناسبة عودته من تلك الحرب التي رافق فيها الاقبال والحبشة بأرض حضرموت (س 8_ 10)، وقتل خلالها رجلين كما يقول (ك 12)؛ حيث يقول أحد أصحاب ذلك النقش، واسمه كرب عثت أراد، إنه هرج رجلا وأخذ فرسه خلال اشتراكه في الحرب التي شنها الملك على "مصر" حضرموت.

ولكن ؛ ماذا يعني اسم مصر في النقوش اليمنية؟

هذا ما أجاب عليه الأستاذ "حمزة علي لقمان" في كتابه (معارك حاسمة في تاريخ اليمن) بأن اسم مصر في النقوش اليمنية، يعني القلعة، وهو المعنى نفسه تقريبا في المعجم العربي

بالنظر إلى الخارطة اليمانية الجغرافية، يجد الباحث العديد من المواقع والمستوطنات التي تحمل اسم مصر، ومنها "منطقة السحول" التي طالما ذكرها لسان اليمن "الهمداني" على أنها "مصر اليمن" فماذا قصد بمنطقة السحول أو مخلاف السحول؟ مخلاف السحول ذكرها "الهمداني" في كتابه (الإكليل) ـ الجزء الثامن، و(صفة جزيرة العرب) قائلا: ويتصل بمخلاف (خولان) مخلاف (آل ذي جرة) ... ومخلاف ذي جرة وخولان يسمى (خزانة اليمن) وذمار ورعين والسحول مصر اليمن.

ويعلق محقق كتاب الهمداني العلامة محمد بن علي الأكوع على ذلك قائلا: السحول سرة اليمن ومصر اليمن، والشائع لدى عامة الناس في عوم اليمن، أن من يهرب من الجوع فعليه السحول، وفيه يقول حكيم المزارعين اليمنيين "علي بن زايد" في أحد مهاجل البذار:

إن كنت هاربا من الموت ـــــ ما حد من الموت ناجي

وإن كنت هاربا من الجوع ـــــ أهرب سحول بن ناجي​

وفيه يقول "طرفة بن العبد":_

وبالسفح آيات كان رسومها ـــــ يمان وشتة ريدة وسحول​

ويدخل في السحول قسم من يحصب يعرف بذي قينان، وتعد يحصب من المناطق الخصبة زراعيا، ولذلك تعددت السدود التي أقامها اليمنيون القدماء في هذه المنطقة، حتى قيل إنها وصلت ثمانين سدا، وإلى ذلك أشار "أسعد تبع" في قوله: _

وفي البقعة الخضراء من أرض يحصب ـــــ ثمانون سدا تقذف الماء سائلا​

لدينا علاوة على ذلك نقش جدير بالتنويه له، فقد ذكر "ابن هشام" أنه وجد باليمن مقبرة مفتوحة نتيجة للطوفان أخرجت منها رفاة امرأة لفت حول عنقها أشرطة من اللؤلؤ، خواتم مرصعة بالأحجار الكريمة ووضعت، كما وجدت لوحة عليها نقوش ترجمها "جون فوستر" كما يلي:

"باسم الله، إله حمير:

أنا تاجة (Tajah) ابنة ذو شنار (DHU SHEFAR) أرسلت وكيلي إلى يوسف.

ولما تأخر في العودة إلي أرسلت إليه وصيفتي.

ومعها مكيال من الفضة ليرده إلى مكيال من دقيق.

ولما عجزت عن الحصول عليه أسلتها بمكيال من الذهب.

ولما عجزت عن الحصول أرسلتها بمكيال من لؤلؤ

ولما عجزت عن الحصول عليه أصدرت أمرا بطحنها.

ولما لم أجد أي فائدة منها كان مصيري الدفن هنا.

فإلى كل من يسمع عني، هلا رثى لمصيري

وإلى أي امرأة تفكر في التحلي بحلية من زينتي.

أن تلقى الميتة نفسها التي لقيتها.


هذه النقوش السالفة تنتمي إلى زمن يوسف، وهي تؤيد تماما ما جاء في القرآن من القحط الذي أهلك عددا من الأمم في تلك العصور.

إن الاهتداء الصحيح لموقع مصر، سيؤدي بنا لمناقشة مسألة خطيرة، وهي هل ينحدر العرب حقا من أم مصرية (هاجر)، وماذا كان يقصد بها؟

من الأمور الجديرة بالملاحظة، إشارة التوراة إلى انحدار العرب من أم مصرية (هاجر) فهل المقصود بذلك مصر _وادي النيل أم مصر العربية، كما ذكر "ونكلر" فيما سبق؟ يبدو أن المقصود هنا ليس مصر وادي النيل، وإنما هو مصر جزيرة العرب.
إن قضية اسم أم إسماعيل بأنه كان "هاجر"، أمر سهل التفسير، لأن أهل اليمن يطلقون على المدينة اسم "هجر" والمتتبع للتاريخ اليمني القديم يعرف عمق الـ "الهجر"، فلفظ "هجر" قد عرف قبل انتشار الإسلام في اللغة اليمنية القديمة.

فيقال "هـ ج ر ن / ص ن ع و " كما في (CIH 314 /1, GL 452 A / 4,1)، أي مدينة صنعاء، و"هـ ج ر ن / م ر ب" ويرد الاسم أيضا (بالياء) أي "هـ ج ر ن / م ر ي ب" كما في (CIH 19/16, CIH 389/41 RES 3197/4) أي مدينة مأرب، و"هـ ج ر ن / ت م ن ع" كما في (RES 3566/4.8 RES 3691/8) أي مدينة تمنع، و"هـ ج ر ن / ش ب م" كما في (S H 32/17, JR 32/25.26) أي مدينة شبام في حضرموت.

ويذكر "محمد بن علي الأكوع الحوالي محقق كتاب (صفة جزيرة العرب) للهمداني أن "الهجر بالتحريك في لغة حمير، القرية الكبيرة".

وذكر "ياقوت الحموي" في (معجم البلدان) أن الهجر بلغة حمير والعرب العاربة: القرية، فمنها هجر البحرين، وهجر نجران، وهجر جازان".

وقد ذكر لسان اليمن "الهمداني" لفظة "الهجر" في كتابه المعروف (صفة جزيرة العرب)، بقوله: "والهجر هي القرية الحديثة ..."، وقد أيدت النقوش ما سجله "الهمداني" ، فقد نشر "د. يوسف عبد الله" نقشا يمنيا جاء فيه: "هجرهو"، وترجمتها بأن "هجر": المدينة، وأن هو: الضمير، فيصبح المعنى: "مدينته". أما الكلمة التالية فكانت: نأت، وجنأ، وهي لفظة شائعة في النقوش اليمنية القديمة، وتعني سور، وجمعها: جنات. وانتهى بذلك إلى أن: "هجرهو جنأت" تعني مدينته ذات الأسوار، أي المدينة المسورة.

وكان "د. محمود الغول" قد أكد هذا المعنى في مقالة بعنوان (مكانة نقوش اليمن في تراث اللغة العربية الفصحى)، فقال: "أما الهجرة، وهي قضية كبرى في الإسلام، فقد اشتقها الناس من هجر المكان بمعنى تركه، وإن هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ومن معه كان تركه "مكة" إلى "المدينة"، وهذا ليس صحيحا على علاته، فالهجرة في حقيقتها مأخوذة من (الهجر)، وهي بلغة النقوش ولغة حمير: القرية أو المدينة التي فيها سلطان أو من ينوب نيابة، ومعنى هاجر لذلك هو اتخاذ الهجر دارا للإقامة والتقييد بطاعة صاحب الأمر فيها".

واللغة الشمالية تعرف لفظ "هجر" ضمن الألفاظ الجغرافية المتخصصة، وذلك في الدلالات المرتبطة بأسماء الأعلام، وكذلك في أسماء العلم المركبة والتي تعرف بالإضافة. وقد اشتق منها فعل بمعنى (هاجر).

فـ "هاجر" على هذا، امرأة هجرية، والارتباط بمصر، هو ارتباط بمصر العربية اليمنية. ا.هـ
 
[align=center]دليل أثري باليمن

يؤكد ما جاء في القرآن عن قصة يوسف عليه السلام[/align]



لدينا علاوة على ذلك نقش جدير بالتنويه له، فقد ذكر "ابن هشام" أنه وجد باليمن مقبرة مفتوحة نتيجة للطوفان أخرجت منها رفاة امرأة لفت حول عنقها أشرطة من اللؤلؤ، خواتم مرصعة بالأحجار الكريمة ووضعت، كما وجدت لوحة عليها نقوش ترجمها "جون فوستر" كما يلي:

"باسم الله، إله حمير:

أنا تاجة (Tajah) ابنة ذو شنار (DHU SHEFAR) أرسلت وكيلي إلى يوسف.

ولما تأخر في العودة إلي أرسلت إليه وصيفتي.

ومعها مكيال من الفضة ليرده إلى مكيال من دقيق.

ولما عجزت عن الحصول عليه أرسلتها بمكيال من الذهب.

ولما عجزت عن الحصول أرسلتها بمكيال من لؤلؤ

ولما عجزت عن الحصول عليه أصدرت أمرا بطحنها.

ولما لم أجد أي فائدة منها كان مصيري الدفن هنا.

فإلى كل من يسمع عني، هلا رثى لمصيري

وإلى أي امرأة تفكر في التحلي بحلية من زينتي.

أن تلقى الميتة نفسها التي لقيتها.

هذه النقوش السالفة تنتمي إلى زمن يوسف، وهي تؤيد تماما ما جاء في القرآن من القحط الذي أهلك عددا من الأمم في تلك العصور.

ما ذكرته عن نص اللوحة قام بترجمته "جون فوستر" .. وذكر "ابن هشام" كيف تم العثور عليها

وهذا الكلام نقلته من كتاب (موسى وفرعون في جزيرة العرب) للباحث الفلسطيني المقيم بمصر (أحمد الدبش) .. وقد ذكره في الصفحة 62 .... وفي الهامش كتب يقول:

نادفي (سيد مظفر الدين)، التاريخ الجغرافي للقرآن، ترجمة: د. عبد الشافي غنيم عبد القادر، لجنة البيان العربي، سلسلة الألف كتاب (67)، 1956، ص (19_ 20).

سوف أسعى جاهدا للحصول على المرجع السابق ذكره عسى أن أصل لبيانات أوسع عن هذه اللوحة بعون الله ومشيئته

وعلى من يهتم بالأمر من أهل اليمن أن يبحث عن هذه اللوحة في بلدهم .. خصوصا في المتاحف ويسأل عنها الأثريين .. وأن يصورها إن عثر عليها .. أو على الأقل يذكر رقمها الدولي .. فكل قطعة آثار في العالم لها رقم ثابت وموحد تعرف به .. ومن خلال هذا الرقم يمكن الحصول عن كل ما كتب عنها .. وربما هناك كتب ومؤلفات معاصرة صورت اللوحة وكتبت تفاصيل عنها

إن صح وجود هذه اللوحة وهو الراجح فهذا له دلالات خاصة .. فلا يعقل أن ترسل امرأة وصيفتها بمكيال من الفضة .. ثم أرسلتها بمكيال من ذهب .. ثم أرسلتها بمكيال من لؤلؤ .. إلا أن مصر التي يقيم فيها يوسف عليه السلام كانت قريبة منها في اليمن .. على الأقل مسيرة عدة أيام لا شهور .. هذا على فرض أن الوصيفة سافرت في حراسة بعض العبيد .. وإلا فمن الخطورة أن تسافر امرأة وحدها بغير حراسة وهي تحمل كل هذه الكميات من المعادن الثمينة .. خاصة وأن هناك جفاف وقحط ومجاعة فلا تأمن على نفسها من هجوم اللصوص وقطاع الطريق .. فإن ثبت وجود هذه اللوحة فهي دعم مادي لوجهة نظري التي بينتها لكم
 
أم إسماعيل هاجر من مصر

قال الحاكم

(- أخبرنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ الحسن بن علي بن زياد ثنا إبراهيم بن موسى ثنا هشام بن يوسف عن معمر عن الزهري عن ابن كعب بن مالك عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إذا افتتحتم مصرا فاستوصوا بالقبط خيرا فإن لهم ذمة و رحما
قال الزهري : فالرحم أن أم إسماعيل منهم

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه)
وهو في المصنف
( أخبرنا معمر عن الزهري عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ملكتم القبط فأحسنوا إليهم فإن لهم ذمة وإن لهم رحما قال معمر فقلت للزهري يعني أم إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم قال بل أم إسماعيل)
انتهى


وقول الباحث
(فقد ذكر "ابن هشام" أنه وجد باليمن مقبرة مفتوحة نتيجة للطوفان أخرجت منها رفاة امرأة لفت حول عنقها أشرطة من اللؤلؤ، ...)
من المقصود بابن هشام
 
القول بأن هاجر قبطية هو قول الزهري .. وليس بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وكل يؤخذ منه ويرد إلا قول المعصوم صلى الله عليه وسلم .. وما ذهب إليه الزهري يتعارض مع ظاهر نص القرآن الكريم الذي يؤكد أن مصر المذكورة في القرآن الكريم مدينة وليست دولة كما سبق وسردت البيان القرآني في هذا .. وهذا يكفي للنظر في قول الزهري

الأحاديث ذكرت مصر لم تبين صراحة ما هو المقصود بالرحم هنا .. قد تكون كناية عن هاجر أم إسماعيل عليهما السلام .. وقد تكون أمنا مارية القبطية زوج نبينا صلى الله عليه وسلم .. وهذا هو الراجح لديوفق نصوص كثيرة وردت بهذا الصدد

ومصر وادي النيل كان لها عدة مسميات مختلفة في وقت واحد بعدة لغات. واسم مصر ممنوع من الصرف (التنوين) والسبب أنه اسم علم، وأعجمي. ومصر تأتي بمعنى بلد أو مدينة، كأن نقول: (ذهبت إلى مصرٍ)، و(ذهبت إلى مصرَ). فمصر الأولى تحتها كسرتين (مجروره ومنونه) والثانية عليها فتحه وممنوعه من التنوين. والفارق بين الجملتين أن الجمله الأولى تعني الذهاب إلى مصر بمعنى بلد ما، والثانيه تعني الذهاب إلى بلد اسمها مصر. ومصر اسم قد يطلق على بلد أو مدينة، أما مصر الواردة في القرآن فهي مدينة، ولا يصح أن تكون دولة بحال.

اسم مصر في العربية واللغات السامية الأخرى مشتق من جذر سامي قديم قد يعني البلد أو البسيطة (الممتدة)، وقد يعني أيضا الحصينة أو المكنونة. الاسم العبري مصرَيم מִצְרַיִם مذكور في التوراة (العهد القديم) على أنه ابن لحام بن نوح و هو الجد الذي ينحدر منه الشعب المصري حسب الميثولوجيا التوراتية (سفر التكوين أصحاح 10، 6) التي يرد فيها اسم "مصرايم" كاسم البلاد المعروفة حاليا كمصر.

الاسم الذي عرف به المصريون موطنهم في اللغة المصرية هو تامري وتاوي وكِمِتومنها اشتق اسم علم الكيمياء و تعني "الأرض السوداء"، كناية عن أرض وادي النيل السوداء تمييزا لها عن الأرض الحمراء الصحراوية دِشْرِت، و أصبح الاسم لاحقا في المرحلة القبطية من اللغة كِمي في اللهجة البحيرية و خمي في اللهجة الصعيدية. وعرفت عند العرب بمصر وذلك في الكتابة المسمارية السبئية وهو ما وجد في رسائل العمارنة عصر أخناتون حيث وردت باسمها العربي مصر. الأسماء التي تعرف بها في لغات أوربية عديدة مشتقة من اسمها في اللاتينية إجبتوس Aegyptus المشتق بدوره من اليوناني أيجيبتوس Αίγυπτος، وهو اسم يفسره البعض على أنه مشتق من حط كا بتاح أي محط روح بتاح اسم معبد بتاح في منف، العاصمة القديمة.

وفي الانجليزية لا تترجم أسماء (الأشخاص والبلاد) وإنما تكتب كما تنطق بالأحرف اللاتينية. فتكتب مصر هكذا Egypt. وليس ثمة وجه تشابه بين أحرف Egypt ومصر، بالإضافة إلى أن حرف p ليس له مقابل في الأحرف العربية.

وعلى هذا فإن مصر أو Egypt كانت تسمى باللغة القبطية "كمت" وبالكتابه القبطيه "كِمي" (فتحولت التاء في آخر الكلمه إلى يود) والكلمه معناها أسود رمز للأرض السوداء (الخصبه). والاسم مستخدم الآن في كلمة كيميا و chemistry وهي مأخوذه من اسم مصر الأصلي. والمصريون باللغه المصريه يطلق عليهم "رم ن كمي" أي المقيمون بمصر.

كانت المدن في مصر لها أكثر من اسم وقد كان الإله "بتاح" الإله الرسمي لمدينة منف فكانت تدعى "حوت كا بتاح" حوت تعني مكان أو سكن أو مقر و"كا" أحد أنواع الأروح عند المصريين، و"بتاح" هو الإله "بتاح" إله الصناعه وإله مدينة منف. فيكون معناها "حوتكابتاح". وقد انتقل الاسم محرفا عن طريق الإغريقيين، ولأنهم لا ينطقون الحروف الحلقيه مثل حرف الحاء، فقد فكانوا ينطقونها "إتكبت" والتي تحولت إلى "Egypt ". وأضافوا إليها علامة الرفع في اللغة الإغريقية فتصبح "Egyptos". وكان "إجبتوس" في الأساطير الإغريقيه يمثل أبو المصريين وإبن الإله "جوبتر". فكان الإغريقيون بيعتبرون المصريين أنصاف آلهة.

وحين تعرف الأوربيون على العالم من خلال الثقافة الإغريقية الحضارة القديمة الوحيدة في أوروبا وجدوا أن الإغريق يسمون مصر "Egyptos" فحذفوا النهاية الزائدة "os" وأبقوا على جذر الكلمة فصارت " Egypt".

ولم يرد في أي من النصوص ربط اسم مصر وادي النيل بأحداث تاريخية كخروج بني إسرائيل في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وربما أن من سماها مصر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث وردت مصر مرتبطة بأحداث مستقبلية وليس بصيغة الماضي. وربما ذكرها الصحابة والتابعين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذا كله لا ينفي ما أثبته القرآن الكريم أن مصر مدينة، فربما اجتمع لها اسم بلد واسم مدينة في مكانين مختلفين

وعلى فرض ورود الاسم من قبل . فهذا لا يتعارض أن يكون هنا مصرين (مدينة مصر) و(دولة مصر). أما (مصر) التي ذكرها الله تبارك وتعالى في كتابه العظيم فهي تحمل صفات مدينة وأشار النص غلى أنها كانت مدينة لفظا والله أعلم.

وهذا طرفا من الأحاديث التي ورد فيها ذكر مصر، وأنه مرتبط ببلاد القبط، منها ما هو ضعيف لا يعتد به، ومنها ما هو صحيح

65827 - الله الله في قبط مصر ؛ فإنكم ستظهرون عليهم ، ويكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله
الراوي: أم سلمة هند بنت أبي أمية المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 3113
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح رجاله ثقات
________________________________________
1870 - إنكم ستفتحون مصر . وهي أرض يسمى فيها القيراط . فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها . فإن لهم ذمة ورحما . أو قال : ذمة وصهرا . فإذا رأيت رجلين يختصمان فيها في موضع لبنة ، فاخرج منها . قال : فرأيت عبدالرحمن بن شرحبيل بن حسنة وأخاه ربيعة ، يختصمان في موضع لبنة ، فخرجت منها .
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2543
خلاصة الدرجة: صحيح
________________________________________
2174 - منعت العراق درهمها وقفيزها . ومنعت الشام مديها ودينارها . ومنعت مصر إردبها ودينارها . وعدتم من حيث بدأتم . وعدتم من حيث بدأتم . وعدتم من حيث بدأتم . شهد على ذلك لحم أبي هريرة ودمه .
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2896
خلاصة الدرجة: صحيح
________________________________________
169111 - أتيت عائشة أسألها عن شيء . فقالت : ممن أنت ؟ فقلت : رجل من أهل مصر . فقالت : كيف كان صاحبكم لكم في غزاتكم هذه ؟ فقال : ما نقمنا منه شيئا . إن كان ليموت للرجل منا البعير ، فيعطيه البعير . والعبد ، فيعطيه العبد . ويحتاج إلى النفقة ، فيعطيه النفقة . فقالت : أما إنه لا يمنعني الذي فعل في محمد بن أبي بكر ، أخي ، أن أخبرك ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول في بيتي هذا ( اللهم ! من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم ، فاشقق عليه . ومن ولى من أمر أمتي شيئا فرفق بهم ، فارفق به ) .
الراوي: عائشة المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1828
خلاصة الدرجة: صحيح
________________________________________
155772 - قل اللهم اهدني وسددني ، واذكر بالهداية هداية الطريق ، واذكر بالسداد تسديدك السهم . قال : ونهاني ؛ أن أضع الخاتم في هذه ، أو في هذه ، للسبابة والوسطى ، ونهاني عن القسية والميثرة . قال أبو بردة : فقلنا لعلي : ما القسية ؟ قال : ثياب تأتينا من الشام ، أو من مصر ، مضلعة فيها أمثال الأترج ، قال : والميثرة شيء كانت تصنعه النساء لبعولتهن
الراوي: علي بن أبي طالب المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4225
خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]
________________________________________
9034 - كنا بمدينة الروم ، فأخرجوا إلينا صفا عظيما من الروم فخرج إليهم من المسلمين مثلهم أو أكثر ، وعلى أهل مصر عقبه ابن عامر ، وعلى الجماعة فضالة بن عبيد ، فحمل رجل من المسلمين على صف الروم ، حتى دخل عليهم ، فصاح الناس وقالوا : سبحان الله يلقي بيديه إلى التهلكة . فقام أبو أيوب الأنصاري فقال : يا أيها الناس إنكم لتأولون هذه الآية هذا التأويل ؛ وإنما نزلت هذه الآية فينا معشر الأنصار ، لما أعز الله الإسلام وكثر ناصروه . فقال بعضنا لبعض سرا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أموالنا قد ضاعت ، وإن الله قد أعز الإسلام وكثر ناصروه ، فلو أقمنا في أموالنا فأصلحنا ما ضاع منها ، فأنزل الله تبارك وتعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم يرد علينا ما قلنا { وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة } فكانت التهلكة الإقامة على الأموال وإصلاحها وتركنا الغزو فما زال أبو أيوب شاخصا في سبيل الله حتى دفن بأرض الروم
الراوي: أبو أيوب الأنصاري المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2972
خلاصة الدرجة: حسن صحيح غريب
________________________________________
3146 - إذا فتحتم مصر فاستوصوا بالقبط خيرا ، فإن لهم ذمة ورحما ، يعني : أن أم إسماعيل كانت منهم
الراوي: كعب بن مالك المحدث: البيهقي - المصدر: دلائل النبوة - الصفحة أو الرقم: 6/322
خلاصة الدرجة: روي من أوجه أخر
________________________________________
26515 - أن عمر كتب إلى عماله : أن لا يضربوا الجزية على النساء والصبيان ، ولا يضربوها إلا من جرت عليه المواسي ويختم في أعناقهم ويجعل جزيتهم على رؤوسهم على أهل الورق أربعين درهما ومع ذلك أرزاق المسلمين وعلى أهل الذهب أربعة دنانير وعلى أهل الشام منهم مدي حنطة وثلاثة أقساط زيت وعلى أهل مصر أردب حنطة وكسوة وعسل – الحديث
الراوي: أسلم مولى عمر المحدث: ابن كثير - المصدر: إرشاد الفقيه - الصفحة أو الرقم: 2/339
خلاصة الدرجة: إسناده صحيح
________________________________________
229367 - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصى عند وفاته فقال الله الله في قبط مصر فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله
الراوي: أم سلمة المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 10/66
خلاصة الدرجة: رجاله رجال الصحيح‏‏
________________________________________
229369 - إنكم ستقدمون على قوم جعد رؤوسهم فاستوصوا بهم خيرا فإنهم قوة لكم وإبلاغ إلى عدوكم بإذن الله يعني قبط مصر
الراوي: عبدالله بن يزيد و عمرو بن حريث المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 10/67
خلاصة الدرجة: رجاله رجال الصحيح‏‏
________________________________________
84763 - إذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيرا ، فإن لهم ذمة و رحما
الراوي: كعب بن مالك المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 698
خلاصة الدرجة: صحيح
________________________________________
90076 - منعت العراق درهمها و قفيزها ، و منعت الشام مدها و دينارها ، و منعت مصر أردبها و دينارها ، و عدتم من حيث بدأتم ، و عدتم من حيث بدأتم ، و عدتم من حيث بدأتم
الراوي: أبو هريرة المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6623
خلاصة الدرجة: صحيح
________________________________________
85823 - إنكم ستفتحون مصر ، و هي أرض يسمى فيها القيراط ، فإذا فتحتموها ، فاستوصوا بأهلها خيرا ، فإن لهم ذمة و رحما ، فإذا رأيت رجلين يختصمان في موضع لبنة ، فاخرج منها
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2307
خلاصة الدرجة: صحيح
________________________________________
97354 - عن حذيفة قال ما بين طرفي حوضي النبي كما بين أيلة و مصر و إن آنيته أكثر أو مثل عدد نجوم السماء أحلى من العسل و أطيب ريحا من المسك و أبرد من الثلج من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها
الراوي: زر المحدث: الألباني - المصدر: كتاب السنة - الصفحة أو الرقم: 725
خلاصة الدرجة: إسناده حسن
________________________________________
62835 - ستكون دمشق في آخر الزمان أكثر المدن أهلا وهي تكون لأهلها معقلا وأكثر أبدالا وأكثر مساجد وأكثر زهادا وأكثر مالا وأكثر رجالا وأقل كفارا ألا وإن مصر أكثر المدن فراعنة وأكثر كفورا وأكثر ظلما وأكثر رياء وفجورا وسحرا وشرا فإذا عمرت أكنافها بعث الله عليهم الخليفة الزائد البنيان والأعور الشيطان والأخرم الغضبان فويل لأهلها من أتباعه وأشياعه ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور } فإذا قتل ذلك الخليفة بالعراق خرج عليهم رجل مربوع القامة أسود الشعر كث اللحية براق الثنايا فويل لأهل العراق من أشياعه المراق ثم يخرج المهدي منا أهل البيت فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا
الراوي: واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة المحدث: الألباني - المصدر: فضائل الشام - الصفحة أو الرقم: 18
خلاصة الدرجة: منكر
________________________________________
235890 - يكون للمسلمين ثلاثة أمصار مصر بملتقى البحرين ومصر بالحيرة ومصر بالشام فيفزع الناس ثلاث فزعات فيخرج الدجال في أعراض الناس فيهزم من قبل المشرق فأول مصر يردون المصر الذي بملتقى البحرين فيصير أهله ثلاث فرق فرقة تبقى تقول نشامه ننظر ما هو وفرقة تلحق بالأعراب وفرقة تلحق بالمصر الذي يليهم ومع الدجال سبعون ألفا عليهم السيجان فأكثر تبعه اليهود والنساء ثم يأتي المصر الذي يليهم فيصير أهله ثلاث فرق فرقة تقول نشامه ننظر ما هو وفرقة تلحق بالأعراب وفرقة تلحق بالمصر الذي يليهم بغربي الشام وينحاز المسلمون إلى عقبة أفيق فيبعثون سرحا لهم فيصاب سرحهم فيشتد ذلك عليهم وتصيبهم مجاعة شديدة وجهد شديد حتى إن أحدهم ليخرق وتر قوسه فيأكله فبينما هم كذلك إذ نادى مناد من السحر يا أيها الناس أتاكم الغوث ثلاثا فيقول بعضهم لبعض إن هذا لصوت رجل شبعان وينزل عيسى بن مريم عليه السلام عند صلاة الفجر فيقول له أميرهم يا روح الله تقدم فصل فيقول هذه الأمة أمراء بعضهم على بعض فيتقدم أميرهم فيصلي فإذا صلى به أخذ عيسى عليه السلام حربته فيذهب نحو الدجال فإذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الرصاص فيضع حربته بين ثندوتيه فيقتله وينهزم أصحابه فليس شيء يومئذ يواري منهم أحدا حتى إن الشجرة لتقول يا مؤمن هذا كافر ويقول الحجر يا مؤمن هذا كافر
الراوي: عثمان بن أبي العاص المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 7/345
خلاصة الدرجة: فيه علي بن زيد وفيه ضعف وقد وثق وبقية رجاله رجال الصحيح
________________________________________
165141 - أنزل الله من الجنة إلى الأرض خمسة أنهار سيحون وجيحون وهو نهر بلخ والدجلة والفرات وهو نهر بلخ العراق والنيل وهو نهر مصر أنزلها الله عز وجل من عين واحدة من عيون الجنة من أسفل درجة من درجاتها على جناحي جبريل فاستودعها الجبال وأجراها في الأرض وجعل فيها منافع للناس في أصناف معايشهم فذلك قوله { وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض } فإذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج أرسل الله جبريل فرفع من الأرض القرآن والعلم كله والحجر الأسود من ركن البيت ومقام إبراهيم وتابوت موسى بما فيه وهذه الأنهار الخمس ترفع كل ذلك إلى السماء وذلك قوله عز وجل { وإنا على ذهاب به لقادرون } فإذا رفعت هذه الأشياء من أهل الأرض فقد ذهب من أهلها في الدنيا والآخرة
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: ابن حبان - المصدر: المجروحين - الصفحة أو الرقم: 2/374
خلاصة الدرجة: [فيه] مسلمة بن علي يقلب الأسانيد ويروي عن الثقات ما ليس من أحاديثهم توهما بطل الاحتجاج به
________________________________________
8434 - خرج النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه أجمع ما كانوا ، فقال : إني أريت الليلة منازلكم في الجنة ، وقرب منازلكم . ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل على أبي بكر ، فقال : يا أبا بكر ! إني لأعرف رجلا اسمه واسم أبيه وأمه لا يأتي بابا من أبواب الجنة إلا يقال له : مرحبا مرحبا ، فقال له سلمان : إن هذا لمرتفع شأنه يا رسول الله ، قال : فهو أبو بكر بن أبي قحافة . ثم أقبل على عمر ، فقال : يا عمر لقد رأيت في الجنة قصرا من درة بيضاء شرفه لؤلؤ أبيض مشيد بالياقوت ، فقلت : لمن هذا ؟ فقيل : لفتى من قريش ، فظننت أنه لي ، فذهبت لأدخله ، فقال : يا محمد ! هذا لعمر بن الخطاب ، فما منعني من دخوله إلا غيرتك يا أبا حفص ، فبكى عمر ، وقال : بأبي وأمي أعليك أغار يا رسول الله ؟ ! ثم أقبل على عثمان بن عفان ، فقال : يا عثمان ، إن لكل نبي رفيقا في الجنة ، وأنت رفيقي في الجنة ، ثم أخذ بيد علي ، فقال : يا علي ! أما ترضى أن يكون منزلك في الجنة مقابل منزلي ؟ قال : بلى بأبي وأمي يا رسول الله ، قال : فإن منزلك في الجنة مقابل منزلي ، ثم أقبل على طلحة والزبير فقال : يا طلحة ويا زبير إن لكل نبي حواري وأنتما حواري ، ثم أقبل على عبد الرحمن بن عوف فقال : لقد بطأ بك عني من بين أصحابي حتى خشيت أن تكون قد هلكت وغرقت غرقا شديدا ، فقلت : ما بطأ بك ؟ فقلت : يا رسول الله من كثرة مالي ما زلت موقوفا محاسبا أسأل عن مالي من أين اكتسبته وفيما أنفقته ، فبكى عبد الرحمن وقال : يا رسول الله هذه مائة راحلة جاءتني الليلة من تجار مصر ، فأنا أشهدك أنها على أهل المدينة وأبنائهم ، لعل الله يخفف عني ذلك اليوم
الراوي: عبدالله بن أبي أوفى المحدث: البزار - المصدر: البحر الزخار - الصفحة أو الرقم: 8/278
خلاصة الدرجة: [فيه] عمار بن سيف صالح، وعبد الرحمن المحاربي ثقة، وابن أبي مواتية صالح، وسائر الإسناد لا يسأل عنهم لثقتهم
 
وقول الباحث
(فقد ذكر "ابن هشام" أنه وجد باليمن مقبرة مفتوحة نتيجة للطوفان أخرجت منها رفاة امرأة لفت حول عنقها أشرطة من اللؤلؤ، ...)
من المقصود بابن هشام[/COLOR]

ما ذكرته عن نص اللوحة قام بترجمته "جون فوستر" .. وذكر "ابن هشام" كيف تم العثور عليها

وهذا الكلام نقلته من كتاب (موسى وفرعون في جزيرة العرب) للباحث الفلسطيني المقيم بمصر (أحمد الدبش) .. وقد ذكره في الصفحة 62 .... وفي الهامش كتب يقول:

نادفي (سيد مظفر الدين)، التاريخ الجغرافي للقرآن، ترجمة: د. عبد الشافي غنيم عبد القادر، لجنة البيان العربي، سلسلة الألف كتاب (67)، 1956، ص (19_ 20).

[align=center]
626500844.jpg
[/align]

سوف أسعى جاهدا للحصول على المرجع السابق ذكره عسى أن أصل لبيانات أوسع عن هذه اللوحة بعون الله ومشيئته

[align=center]رابط كتاب (التوراة جاءت من جزيرة العرب)
وهو أحد المراجع الهامة في الكلام عن مصر عسير
تأليف الدكتور: كمال الصليبي


http://dc59.4shared.com/download/263...63602-48c6e537[/align]

هذا بخلاف أنه لاتوجد قطعة أثرية واحدة معتبرة داخل مصر وادي النيل تثبت أي أثر لوجود بني إسرائيل هناك، وهذا سوف اثبته في المشاركة القادمة بإذن الله تعالى
 
الدبش؛ أحمد / موسى وفرعون في جزيرة العرب/ الطبعة الأولى 2004/ دار خطوات ـ دمشق/صفحة: 45) يقول:

(أطلق سكان وادي النيل الأوائل على أرضهم أسماء كثيرة عبر التاريخ ومختلف الأزمنة، ففي الجزء الأول من موسوعة "مصر القديمة" لرائد الدراسات المصرية "سليم حسن"، يتعرض العالم الثقة لهذه المسألة، فيقول تحت عنوان "مصر وأصل المصريين": (... وقد كان يطلق عليها (مصر) قديما اسم "كمي" وقد بقي محفوظا إلى أن جاء الإغريق فأسموها أجبتيوس Aegyptos، ولم يفسر أصل اشتقاق هذا الاسم تفسيرا شافيا إلى الآن، وأفضل هذه التفاسير "حا ـ كا ـ بتاح" أي مكان الإله بتاح. الذي كان يعبد في بلدة منف عاصمة الديار المصرية في عهد الدولة القديمة).

الدبش؛ أحمد / موسى وفرعون في جزيرة العرب/ الطبعة الأولى 2004/ دار خطوات ـ دمشق/صفحة: 47، 48) يقول:

(إن اسم مصر الدولة، أطلق عليها إسلاميا. وأما المصريون القدماء، فقد أطلقوا على بلادهم وأرضهم أسماء وصفات عديدة ذكروها في نصوصهم المختلفة منذ عصر الدولة القديمة حتى العصر اليوناني والروماني. وحتى زمان رسولنا الكريم ففي رسالته صلى الله عليه وسلم إلى المقوقس، لم يذكر اسم مصر، بل ذكرها باسم القبط، ورسالته محفوظة إلى اليوم، وهذا هو نصها: (بسم الله الرحمن الرحيم (من) محمد عبد الله ورسوله إلى المقوقس عظيم القبط، سلام على من اتبع الهدى، وأما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت، فعليك إثم القبط).

فكلمة مصر أدخلها عمرو بن العاص في فترة التحرير الإسلامي، حينما عسكر بجنده في قرية تدعى بابليون) في منطقة الأزبكية في القاهرة حاليا، وفي مكان الفسطاط، التي هي خيمته، أمر ببناء بلدة ودعاها الفسطاط، ثم مصرها. و(مصرها) أي جعل خراج أفريقيا يجيء إليها، فدعيت مصر. وحتى الآن حينما ينزل ابن الإسكندرية أو ابن الصعيد إلى القاهرة يقول "نازل مصر").

حتى اللحظة لم يعثر على أي دليل أثري واحد يثبت وجود بني إسرائيل في مصر وادي النيل، ولا حتى في شبه جزيرة سيناء. ولم يرد عنهم أدنى ذكر معتبر في النقوش الفرعونية في مصر. حتى القطعة الأثرية الوحيدة التي ترجمها بعض الأثريين على أنها تذكر اسم (إسرائيل) وتسمى لوحة مرنبتاح Merneptah stela، أو (لوحة إسرائيل Israel Stela) فإنه مختلف على صحة الترجمة ودلالتها، وتسمى بلوحة مرن بتاح.​

493746226.jpg

وفي ذلك كتب الباحث الفلسطيني أحمد صبري الدبش تحت عنوان (لوحة مرنبتاح .. وأخطر سرقة في التاريخ .. الدبش؛ أحمد / موسى وفرعون في جزيرة العرب/ الطبعة الأولى 2004/ دار خطوات ـ دمشق/صفحة: 31: 38) يقول:

لوحة مرنبتاح .. وأخطر سرقة في التاريخ
دونما حياء وبلا استحياء يشير بعض الباحثين الغربيين ووالاهم في ذلك السادة أصحاب وحراس الفكر الآسن من الأكاديميين العرب ، إلى وجود ذكر لبني إسرائيل على نصب وجد في طيبة يعود إلى السنة الخامسة من حكم مرنبتاح (1230 ق . م) ، وتقع هذه الكلمة في السطر السابع والعشرين، فمنذ العثور على النصب اعتقد الكثيرون بعناد مثل عناد الحمير!؟ أن النص يشير إلى وجود بني إسرائيل في فلسطين ، ولكن هذا الرأي لم يجد أي سند من التاريخ وظلت الآثار المصرية والعراقية والفلسطينية على صمتها تجاه هذا الأمر . فكيف توصل باحثونا الأجلاء إلى هذا الاستنتاج !؟ قام علماء اللغة والآثار بترجمة الجملة التي جاء فيها ذكر بني إسرائيل حسبما يزعمون بأوجه مختلفة ننتخب منها ما يأتي :

(1) دمرت إسرائيل ولم يعد لبذرتها وجود ..

(2) لقد أبيدت إسرائيل واستؤصلت ..

(3) إسرائيل أقفرت وليس بها بذرة ..

(4) خربت إسرائيل ، ولم يعد لأبنائها وجود ..

(5) قضي على إسرائيل ، ولكن لم يتم القضاء على ذريتها ..

(6) وقوم إسرائيل قد أتلفوا ، وليس لديهم غلة ..

(7) وإسرائيل قد محي وبذرته لا وجود لها ..

لقد بدأ لوحة مرنبتاح يكتسب أهمية خاصة في الجدل الدائر مؤخراً ، فالإشارة إلى إسرائيل (كما فسرها أصحاب الفكر الآسن) التي تظهر في تراتيل الانتصار على الليبيين ، أصبحت مركز الاهتمام في الدفاع عن إسرائيل التوراتية المزعومة في مواجهة النزعة التشكيكية لدى أصحاب حركة البحث الجديد في إسرائيل القديمة .. ولكن تظل مسألة الربط الواضح وغير المشكوك فيه بين الكيان المذكور في لوحة مرنبتاح الحجري وبين إسرائيل التوراتية المزعومة كما يراها "بيمسون" بحاجة إلى إثبات .

وإذا كان مؤرخونا الأفاضل أصحاب الفكر الآسن ، لم يشككوا لحظة فيما تلقنوه ، بل رددوه كببغاء في صالون المتحف ، فإن نبلاء الضمير من المفكرين الغربيين لم يسعه السكوت على هذا الكذب التاريخي ، فيعقب المفكر الغربي "بير روسي" في كتابه القيم ـــ مدينة إيزيس ـــ على هذا النص قائلاً : "إن المفسرين اندفعوا بشراهة نحو كلمة إسرائيل لكي يتلمسوا فيها الدليل الذي لا يمكن دحضه على وجود مملكة إسرائيل ، أو شعب إسرائيل ، والواقع أن معني الكلمة يفلت من كل محاولة لتحديد أصوله ، زد على ذلك أن فيها ما يسميه علماء القواعد الكلمة التي وردت للمرة الوحيدة في نص ، فليس لدينا مثال آخر في مدونة مكتوبة . ولنضف إلى ذلك أنه ، بصورة مستمرة ، ومنذ الألف الثاني قبل الميلاد حتى زمن البطالمة كانت أرض فلسطين تميز بالتعبير عمورو . وأنه من المستحيل اليوم ، ومع التدقيق ، أن نجد معنى قومياً أو جغرافياً لكلمة إسرائيل" .

ويعلق العالم "كيث وايتلام" في سفره الرائع - اختلاق إسرائيل القديمة إسكات التاريخ الفلسطيني - لوح مرنبتاح قائلاً : .. أن هذه اللوحة لا تقدم دلائل ملموسة على طبيعة إسرائيل القديمة وموقعها ، أو علاقتها بالأحداث والقصص التي جاءت في عده مواقع من التوراة العبرية . وتنصب المشكلة على مغزى ومعنى التحديد الذي جاءت به النقوش المصرية حول إسرائيل ومقارنتها بكيانات أخرى أو مواقع أخرى ذكرت في السياق نفسه . ويبدو أن إسرائيل مميزة بأسماء المناطق : عسقلان ، جازر ــ جيزر ، وينعم برمز للتمييز يُُستعمل في مواضع أخرى لتحديد "الشعب" أو "شعب غريب" . وقد استعملت هذه السمة لتدعيم الكتابات التاريخية المتخيلة لكل من "أولبرايت" و"ألت" ، والتي تقول إن قبائل إسرائيل جاءت من خارج فلسطين ، مما يدل على أنها مجموعة بدوية ، كانت على ما يبدو تتجه نحو الاستقرار ، بالإضافة إلى التصورات الأخيرة التي جاء بها "ألستروم" و"كوت" والتي تعرض فكرة كون إسرائيل شعباً أصلياً في المنطقة . يبدو بوضوح أن هناك بعض الاختلافات ، ولكن الاستنتاجات المسرفة والمتعارضة في كثير من الأحيان ، والتي استخلصت من هذه الدلائل المغرية تبتعد كثيراً عن الدلائل المتوافرة . فأقصي ما يمكن أن يكشف عنه النقوش هو أن إسرائيل كانت موجودة في المنطقة في ذلك الوقت ومن الممكن أن يكون لها دور مهم نسبياً . ولكن يصعب جداً استعمال هذه النقوش لدعم النظريات المفصلة والادعاءات المفرطة التي بُنيت عليها .

ويذهب العلامة "تومس ل . تومسون" في كتابه ــ التاريخ القديم للشعب الإسرائيلي ــ إلى أن النص المصري يصف إسرائيل كشعب هزمه "مرنبتاح" وتفسير "يوركو" الأخير لمشاهد المعركة في الكرنك الذي يعرض حملة "مرنبتاح" يلاحظ أن الفنانين المصريين يرسمون إسرائيل بنفس الأسلوب الذي يرسمون به سكان عسقلان وجازر وينعم وأن مجموعة إسرائيل التي هزمها "مرنبتاح" هي بالأحرى مجموعة محددة تماماً ضمن سكان فلسطين تحمل الاسم الذي يرد هنا لأول مرة . وفي مرحلة لاحقة متأخرة من تاريخ فلسطين ، أصبح يحمل معنى مختلفاً إلى حد كبير . ويضيف "تومسون" إن نصب إسرائيل يقدم لنا مجرد اسم في بيئة تاريخية شاع فيها تغير الأسماء الجغرافية والقبيلة وتشويشها على مدى القرون .

أما "لودس" فيذكر في كتابه - إسرائيل: أنه من المحتمل أن هناك مستعمرة كنعانية تعرف باسم إسرائيل في فلسطين آنذاك . أما العلامة "تومس تومسون" فيقول في إحدى دراسته الموسومة ــ هل نستطيع كتابة تاريخ فلسطين القديم !؟ ــ : أن الاسم إسرائيل على النقش المصري الشهير للفرعون مرنبتاح في نهاية القرن الثالث عشر قبل الميلاد لا يشير إلى جماعة إثنية معينة وسط جماعات إثنية أخرى مميزة في فلسطين ، حتى وإن استخدم النص العلامة الهيروغليفية الدالة على شعب في كتابة الاسم. ولعل الأكثر إثارة للاهتمام أن النص يزودنا بأقدم استخدام مدون لبطريرك هو "إسرائيل" كمجاز أدبي يدل على الشخصية الحامية لكل سكان فلسطين . وفي هذا الأمر تشابه مذهل مع الطريقة التي تغير بها اسم يعقوب التوراتي ليصبح "إسرائيل" ليتسنى له ولأبنائه تمثيل 12 قبيلة تمثل كل فلسطين . يقترن اسم إسرائيل في النقش المصري مع المرأة حورو (تجسيد الأرض) كأرملة له يقول النص "انقطعت بذرة إسرائيل" ويأخذ فرعون باعتباره الزوج الجديد لحورو وحاميها ، الأرض كعروس له . أما الدور العائلي الذي يقوم به الأبناء فيمنح للبلدان التي يدعي مرنبتاح حمايتها: غزة ، عسقلان ، جزر ، ينعم . في هذا النص أول إشارة إلى اسم إسرائيل في التاريخ ، وقد حضر الاسم كموتيف في حكاية . ربما جاء الاسم نفسه من اسم منطقة آشر في عصر البرونز المتأخر (ورد كاسم لمنطقة فلسطين ، وابن إسرائيل في التوراة) ، وقد يكون نوعاً من التلاعب بكلمات القصيدة ، ربما "انقطعت بذرة إسرائيل" ـ إشارة إلى وادي مرج بن عامر الخصيب في فلسطين .

ويذكر "تومسون" في كتابه الذي صدر أخيراً بعنوان:

ــThe Bible In History How Writes Create a past , Cape (1999) ــ

إن ربط "إسرائيل" بكنعان في هذا النقش المصري المبكر لا يمكن اعتباره مرادفاً لإسرائيل الواردة في التوراة ، فإذا كان نقش مرنبتاح يعبر عن أي حقيقة تاريخية فإن التوراة لا تذكر عنها شيئا .

وفي تعليقه على تفسير الفقرة التي وردت في لوحة مرنبتاح يقول عالم الآثار الإسرائيلي "زئيف هرتسوغ" في تقريره المثير للجدل ـ التوراة : لا إثباتات على الأرض ــ ... رويدا رويدا بدأت تتبلور الثقوب في الصورة وبشكل متناقض نشأ وضع بدأت فيه المكتشفات الكثيرة تزعزع المصداقية التاريخية للوصف التوراتي بدلا من تعزيزها مرحلة الأزمة بدأت ، وهي مرحلة لا تنجح فيها النظريات في حل عدد كبير ومتزايد من الأمور المجهولة وتأخذ في إيراد تأويلات غير ملائمة تماما، وبذلك يلف الغموض لوحة البازلت التي تبنيها المكتشفات الأثرية ليتضح إنها غير قابلة للاستكمال .

ومن الجدير بالذكر أن كثير من الأسماء الواردة في التوراة كان يعتقد ـ قبل الاكتشافات الآثارية الحديثة ـ أنها توراتية حتى بدأت تتسرب المعلومات كلما اكتشفت مواقع أثرية جديدة ، فقد وجدت مسلة أسطوانية في وادي الرافدين تعود إلى فترة "نارام سين" (2260ـ2223ق.م) تحمل اسم شخص يدعى "اسر ــ إيل" (Isre-Il) مما يدل على استعمال الاسم قبل فترة طويلة من وجود التوراة وشخوصها وأحداثها ، فهذا التاريخ يسبق إبراهيم إذا راعينا معاصرته لحمورابي ــ حسب ما تزعم التوراة ــ بحوالي 700 سنه .

وينفرد "الدكتور/ رمضان السيد" في كتابه ــ تاريخ مصر القديمة ، الجزء الثاني ـ بنظرة تحليلية للفقرة التي وردت في نص لوحة مرنبتاح ــ نرجحه ونميل للآخذ به ـ فيذكر: مما يؤسف له أن أغلب العلماء عندما يتعرضون لهذه الفقرة في كتاباتهم يترجمون كلمة "يزريل بــ إسرائيل" وهذا ما يخالف في رأينا قراءة وترجمة الكلمة على هذا النحو . لذلك فمن الأفضل قراءتها وترجمتها بــ "يسيرارو" والمقصود بهذه التسمية في رأينا سكان أو قبائل سهل "يزريل" أو "جزريل" ـ الذي ذكرته التوراة تحت اسم اسدرالون (Jezreel) ، وهو مرج ابن عامر من الناحية الشرقية الشمالية من جبال الكرمل والذي يمتد من حيفا غرباً إلى وادي الأردن الغور ـ ومن ناحية أخرى فإن ترجمة الاسم بـ "إسرائيل" يخالف ما كان سائداً من أوضاع سياسية في فلسطين في عصر الأسرة التاسعة عشرة وما قبلها ، لأن ترجمة الكلمة بـ "إسرائيل" يعنى وجود أرض مملكة إسرائيل على أرض فلسطين في بداية هذه الأسرة أو قبل قيامها بفترة . وهذا لم تشر إليه النصوص من هذه الفترة .

ويبدو أن جيش مرنبتاح قد اتخذ الطريق الدولي القديم الذي يمكن تتبعه من دلتا النيل وعلى ساحل سيناء حيث يتفرع إلى مناجم النحاس والفيروز في شبة جزيرة سيناء ومن سيناء يتجه الطريق شمالاً نحو ساحل فلسطين حتى جبال الكرمل على مسافة من البحر . ومن هنا يتفرع إلى طريقين يتجه الواحد إلى الساحل فيصل صور وصيدا وجبيل وسائر المواني الفينيقية . ويسير الأخر إلى الداخل فيجتاز سهل مجدو ويعبر الأردن في واديه الشمالي ثم يتجه رأساً إلى دمشق في الشمال الشرقي.

وكما يحدثنا نص مرنبتاح أن جيش الملك بدأ بمعاقبة كنعان ويقصد بها هنا مدينة غزة ثم عسقلان وهما يقعان على الساحل الجنوبي لفلسطين ، ثم سار إلى وادي الأردن أو منطقة مرج أبن عامر (Esdraelon) أي اجتاز فلسطين بأكملها وتقابل مع سكان أو قبائل سهل جزريل أي في المنطقة التي تفصل بين تلال الجليل في الشمال عن مرتفعات فلسطين في الجنوب . ويلاحظ أن الكاتب المصري قد اتبع الترتيب الجغرافي أي ذكر مدن جنوب الساحل ثم الموجودة في الداخل في الشمال الشرقي .

ثانياً : مما يؤسف له أيضاً أن أغلب العلماء يسمون هذه اللوحة بـ "لوحة إسرائيل" . وهذا يخالف ما جاء على وجهي اللوحة من نصوص . فهي تحتوى في وجهها الأمامي على نص من عهد الملك "أمنحتب الثالث" يسجل فيه أعمال له بالنسبة لمعابد طيبة وخاصة معبدي الأقصر والكرنك . وعلى ظهرها يوجد نص مرنبتاح ، ولهذا فمن الأفضل تسميتها إما بـ "اللوحة ذات النصين" أو "لوحة انتصارات أمنحتب الثالث ومرنبتاح" أو "نص البر الغربي لأمنحتب الثالث ومرنبتاح" عند الحديث عن أعمال أحدهما .

ثالثاً : يلاحظ أن كلمة "يزريل" بها مخصص العصا المعقوفة وهو المخصص نفسه الذي نجده في أسماء الشعوب الأجنبية . وأضاف كاتب النص إلى الكلمة أو الاسم مخصص الرجل الجالس والمرأة واتبعهما بثلاثة شرط علامة الجمع .

ونلاحظ أيضا خلو الكلمة أو الاسم من أية مخصصات للمكان (الجبل أو المدينة) مما يدل على سكان البلاد الأجنبية والذي نجده في أسماء بعض المدن الفلسطينية مثل كنعان وعسقلان وجزر وينعم . ونلاحظ كذلك أن في أسماء هذه المدن الأخيرة يوجد مخصص العصا المعقوفة والجبل معا مما يعنى أنها تخص ممالك أو دول وشعوبها أو مدن سكانها. ولهذا فإن غياب مخصص الجبل أو المدينة من كلمة "يزريل" يدل على أن التسمية يراد بها أقوام كانت تعيش في مناطق الحواف الجنوبية لسهل جزريل شرق شمال جبال الكرمل ولهذا لم يربطهم النص صراحة بمدينة أو بمنطقة جبلية داخل فلسطين نفسها ، وذلك يعنى أيضا أنهم كانوا أقواماً في حالة ترحال وتنقل دائمين . أو كانوا من سكان مناطق السهل المتاخمة للحدود مما تؤكده علامة الحدود في الاسم . ومما يدل على أن الحديث هنا في كلمة "يزريل" عن سهل ، هو المصطلح المصري القديم : bnprf.f أي "لم يعد له بذور" حيث أن الزراعة لا تنمو إلا في مناطق السهول . كما أن الكاتب المصري استخدم الضمير المتصل للشخص الثالث الغائب المذكور المفرد للدلالة على الملكية "له" ولم يكتب "لهم" .

رابعاً : لم يذكر لنا النص من قريب أو من بعيد أنهم كانوا من نزلاء فلسطين كما رأي "الدكتور / عبد العزيز صالح" . وهناك نص مؤرخ من العام الثامن من حكم رمسيس الثاني جاء فيه التعبير الجغرافي يزري (ل) الذي كان يطلق على المنطقة جنوب فينيقية وهذا التعبير قريب الصلة بكلمة "يزريل" في نص مرنبتاح (يلاحظ وجود مخصص العصا المعقوفة والجبل معاً في نهاية الكلمة).

وعلى ذلك فإن كلمة "يزريل" (Jezreel) ـ مرج أبن عامر ـ في شرق شمال جبال الكرمل يقصد بها سكان هذه المناطق ولا يقصد بها كما فهم أو فسر أغلب علماء الدراسات المصرية بالاسم "إسرائيل" . ومما يعزز هذا الرأي هو ما جاء في نهاية الفقرة : "وخارو أصبحت أرملة لمصر" ، وكما نعلم أن كلمة خارو كان يقصد بها جنوب فينيقية (أو سورية) وجزء من فلسطين . ولم يظهر أي من التعبيرين : يزريل ـ الذي جاء في نص مرنبتاح ـ ويزري (ل) ــ الذي جاء في نص رمسيس الثاني ــ في المصادر التاريخية أو الأثرية المصرية من العصور اللاحقة مما يشير إلى أن هذين التعبيرين استخدما فقط في الأسرة التاسعة عشرة للتعبير عن معنى جغرافي محدد .

وكل هذه المعطيات تشير إلى أن المقصود بكلمة "يزريل" في نص مرنبتاح هم قبائل سهل جزريل الذين أرادوا أن يحتكوا بجيوش الملك مرنبتاح فأنزل بهم أشد العقاب . وإذا نظرنا إلى ترتيب ذكر مدن الساحل في نص مرنبتاح نجده يذكر كنعان وعسقلان وجزر وينعم مما يدل على أن جيوش الملك بعد أن أخضعت مدن الساحل اتجهت إلى الناحية الشرقية الشمالية من سهل فلسطين لإخضاع القبائل هناك الذين ربما تعرضوا لسبل التجارة المصرية .

خامساً : تشير الفقرة "لم يعد له بذور" أن المنطقة أصابها دمار شديد ، أي لم يصبح لديها ما تستطيع أن تقتات به ، على الرغم من أن النص لم يذكر السبب الحقيقي وراء معاقبة هذه الجماعة أو القبائل . ولكن كان من نتيجة هذه الجملة أن أصبحت سورية وفلسطين بدون حماية ، وهذا هو المقصود بالتعبير "خارو أصبحت أرملة لتاميري" أي أن جيوش الملك نجحت في تأمين الحدود الغربية وما وراءها .

http://www.ofouq.com/today/modules.php?name=News&file=print&sid=1074

* أحمد صبري الدبش : باحث فلسطيني في التاريخ القديم مقيم بالقاهرة​
[email protected]
 
ملاحظات حول التشكيك بموقع مصر

كل الدراسات القديمة والحديثة تأكد ان مصر موسى هي مصر الحالية ورغم ماذكره الاخوان جند الشام وبن وهب فلدي الملاحظات التالية :

1 ) ان النص القرآني اشار الى ان فرعون قد طغى وعلى في الارض ولشعبها قصور وآثار وجيوش وحضارة وغيرها وهذه الحضارة العظيمة غير موجودة حسب هذه المواصفات الا في مصر .

2) ان مدينة فرعون لايمكن ان تكون على البحرالاحمر لأنه لايوجد مكان حضارة واستقرار في مصر الا على وادي النيل حتى وان وجدة بعض الآثار فهي لاتشكل الحضارة العظيمة التي تكلم عنها القرآن .

3) اما ان القول ان كلمة اليم او البحر هو مقصود بها البحر عندما امر الله ام موسى ان تلقي ابنها بالتابوت ثم في اليم فهذا غير صحيح لأن اغلب المفسرين اوضحوا انه النهر هونهر النيل بالذات ولدينا امثلة كثيرة تشير الى ان النهر ممكن ان يطلق عليه بحر كقوله تعالى (مرج البحرين يلتقيان ) وكقول الشافعي
(اعرض عن الجاهل السفيه فكل ماقله فهو فيه )
(ما ضر بحر الفرات يوما ان خاض بعض الكلاب فيه )

4) لنا مأخذ على جند الشام وهو اعتماده كثيرا على التوراة في شرحه لوجهة نظره وان ارى لامانع من الاستدلال بالتوراة والاسرائيليات لمعرفة بعض الجوانب التي لم تذكرها الآيات والاحاديث النبوية على ان لانجعلها امور قاطعة فلا يخفى ما في التورات من تحريف .

5) اما قولك ان المسافة كبيرة بين ممفيس مدينة فرعون والبحر الاحمر وبذا لايمكن لموسى واصحابه ان يلتقيا عند البحر فهذا صحيح خاصة وان البحر الاحمر يبعد مسافة 120 كم تقريبا ، ولكنك افترض ان موسى واصحابه كانوا يسيرون على اقدامهم فلماذا لم تفترض انهم كانوا يركبون على احد الدواب كما هو الحال بفرعون وجيشه وممكن بذلك ان يلتقوا بهم بعد مسيرة عدة ايام فلا دليل انهم التقوهم في نفس اليوم او بالغد .

6) لماذا لا نفرض ان موسى (ع) قد عبر نهر النيل وليس البحر الاحمر فيمكن انهم قد
سكنوا غرب النهر ثم انهم اتجهوا شمالا ليصلوا الى مكان ضحل او به مراكب حتى يعبروا الى الضفة الاخرىوبذا ممكن ان يكون وصل اليهم فرعون في نفس اليوم او بالغد اذا لم يكن لهم دواب يركبونها .

7) كما تروي كتب التاريخ فان يوسف (ع) قد سجن في مكان مدينة الفيوم ( روي ان اسم الفيوم جاء من عدد الايام التي قضاه يوسف في السجن وهي الفي يوم ) واذا علمنا ان الفيوم تقع غرب النيل وانه لايمكن ان يقع السجن بعيدا عن المدينة فهذا ممكن ان يدلنا ان مدينة فرعون كانت الى الغرب من النيل .

8) في القرآن ذكر ان الله قد نجى فرعون ببدنه لكي يجعله آية ونحن نشاهد هذه الآيات بجثث وموميآت الفراعنة وملوكهم في مدن وادي النيل فقط وليس في مكان اخر وهذا اكبر دليل ان موسى (ع) انطلق من وادي النيل وليس من مدينة على البحر الاحمر
 
كل الدراسات القديمة والحديثة تأكد ان مصر موسى هي مصر الحالية ورغم ماذكره الاخوان جند الشام وبن وهب فلدي الملاحظات التالية :

أولا أنا معرفي هو (جند الله) .. ولست انتمي إلى أي حزب أو جماعة أو أي فرقة أو مذهب ديني خلاف الكتاب والسنة فقط لا غير

1 ) ان النص القرآني اشار الى ان فرعون قد طغى وعلى في الارض ولشعبها قصور وآثار وجيوش وحضارة وغيرها وهذه الحضارة العظيمة غير موجودة حسب هذه المواصفات الا في مصر .

لا تنسى أخي الفاضل أن الله تعالى دمر ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون .. قال تعالى: (وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ) [الأعراف: 137] .. إذا فمدينة مصر المذكورة في كتاب الله تعالى تم تدميرها ولن تجد لها أثرا .. ثم إن القرآن العظيم بين أنها مدينة وليست دولة

2) ان مدينة فرعون لايمكن ان تكون على البحرالاحمر لأنه لايوجد مكان حضارة واستقرار في مصر الا على وادي النيل حتى وان وجدة بعض الآثار فهي لاتشكل الحضارة العظيمة التي تكلم عنها القرآن .

مدينة فرعون اسمها مصر حسب النص القرآني .. وأنت هنا تتكلم عن دولة مصر .. وبالتالي لا يصح أن نقيس مدينة على دولة .. فهذا خلط في إسقاط النص يصح

3) اما ان القول ان كلمة اليم او البحر هو مقصود بها البحر عندما امر الله ام موسى ان تلقي ابنها بالتابوت ثم في اليم فهذا غير صحيح لأن اغلب المفسرين اوضحوا انه النهر هونهر النيل بالذات ولدينا امثلة كثيرة تشير الى ان النهر ممكن ان يطلق عليه بحر كقوله تعالى (مرج البحرين يلتقيان ) وكقول الشافعي
(اعرض عن الجاهل السفيه فكل ماقله فهو فيه )
(ما ضر بحر الفرات يوما ان خاض بعض الكلاب فيه )

أخي الفاضل: في بداية موضوعك أشرت إلى أمر هام .. وهو أن نهر النيل يجري قدما من صعيد مصر في اتجاه البحر الأحمر .. وهذا يعني أن النهر يجري موازيا للشاطئ .. بينما البحر يتجه صوب الشاطئ متعامدا عليه .. قال تعالى: (إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى *أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ) [طه: 38، 39] .. فإن كان نهرا فسيدفعه معه إلى الأمام تبعا لمجرى النهر وموازيا للشاطئ .. وإن كان بحرا فسيلقه متعامدا على شاطئ البحر .. وهذا هو مفهوم صريح النص

جرب عمليا وضع صندوق في أي نهر جاري فسوف يتجه الصندوق مع مجرى النهر ولن يلقه بالشاطئ .. وجرب إلقاء الصندوق في أي بحر لجي .. فسوف يلقي الصندوق بالشاطئ

4) لنا مأخذ على جند الشام وهو اعتماده كثيرا على التوراة في شرحه لوجهة نظره وان ارى لامانع من الاستدلال بالتوراة والاسرائيليات لمعرفة بعض الجوانب التي لم تذكرها الآيات والاحاديث النبوية على ان لانجعلها امور قاطعة فلا يخفى ما في التورات من تحريف .

الإسرائيليات في النص المذكور اعلاه نقلته عن الكاتب أحمد الدبش .. وهو ليس كلامي .. إنما ذكرته من باب الإمانة العلمية في الاستشهاد بقول من سبقني إلى رأيي

5) اما قولك ان المسافة كبيرة بين ممفيس مدينة فرعون والبحر الاحمر وبذا لايمكن لموسى واصحابه ان يلتقيا عند البحر فهذا صحيح خاصة وان البحر الاحمر يبعد مسافة 120 كم تقريبا ، ولكنك افترض ان موسى واصحابه كانوا يسيرون على اقدامهم فلماذا لم تفترض انهم كانوا يركبون على احد الدواب كما هو الحال بفرعون وجيشه وممكن بذلك ان يلتقوا بهم بعد مسيرة عدة ايام فلا دليل انهم التقوهم في نفس اليوم او بالغد .

افترضت أن من بني إسرائيل من كان يسير على قدميه لأنه حتما هناك فقراء لا يملكون دابة يركبونها .. حتى الراكب منهم سيحمل على راحلته الضعفاء منهم ويترجل هو .. هذا تصور منطقي للفروق الطبقية

6) لماذا لا نفرض ان موسى (ع) قد عبر نهر النيل وليس البحر الاحمر فيمكن انهم قد
سكنوا غرب النهر ثم انهم اتجهوا شمالا ليصلوا الى مكان ضحل او به مراكب حتى يعبروا الى الضفة الاخرىوبذا ممكن ان يكون وصل اليهم فرعون في نفس اليوم او بالغد اذا لم يكن لهم دواب يركبونها .

العبور خلال النهر مستبعد تماما .. وهذا لسبب بسيط أن كل فلق كان كالجبل العظيم ..وهذا يحتاج إلى كمية مياه ضخمة جدا .. ونهر النيل لا يمكن أن يفي بهذه الكمية الرهبة كالبحر

7) كما تروي كتب التاريخ فان يوسف (ع) قد سجن في مكان مدينة الفيوم ( روي ان اسم الفيوم جاء من عدد الايام التي قضاه يوسف في السجن وهي الفي يوم ) واذا علمنا ان الفيوم تقع غرب النيل وانه لايمكن ان يقع السجن بعيدا عن المدينة فهذا ممكن ان يدلنا ان مدينة فرعون كانت الى الغرب من النيل .

كتب التاريخ تحمل كثيرا من الأكاذيب ما لا يعلمه إلا الله تعالى .. فمن الخطأ إسقاط القرآن الكريم على نصوص مشكوك في صحتها .. فما أدراك صحة هذه المعلومة؟!!

8) في القرآن ذكر ان الله قد نجى فرعون ببدنه لكي يجعله آية ونحن نشاهد هذه الآيات بجثث وموميآت الفراعنة وملوكهم في مدن وادي النيل فقط وليس في مكان اخر وهذا اكبر دليل ان موسى (ع) انطلق من وادي النيل وليس من مدينة على البحر الاحمر

البدن لغة هو الدرع القصير .. أو الجسد بدون الرأس .. ولما غرق فرعون أخرج الله جثته وعليها درعه ليراها من خلفه وهم قوم موسى حتى يتيقنوا من غرقه .. (راجع كتب التفسير واللغة لتتأكد من صحة كلامي)

ولقد سالت طبيبا شرعيا .. وناقشته في مسألة غرق فرعون ثم تحنيطه .. فقال هذا مستحيل أن يحدث طلقا .. لأن بشرة الإنسان وجلده يتحول مع الغرق وماء البحر إلى مادة رغوية بيضاء .. وبالتالي يفسد الجلد ويصبح غير قابل للتحنيط .. انظر إلى أطراف أصابعك بعد الاستحمام ستجد أن الجلد شديد البياض ورغوي نوعا ما

وهناك سؤال إذا كان الله أغرق فرعون وجنوده .. ثم أخرج جثته لقوم مسى على الشاطئ الآخر من البحر .. فمن أخرج جثة فرعون من الشاطئ الآخر ليحنطها؟؟؟

وإذا كان البحر بعيدا عن ممفيس .. فمن يضمن سلامة جثة غارقة يسير بها مسافة طويلة من أنقذها من البحر إلى ممفيس .. طبعا سوف تتعفن الجثة وتتلف سريعا ولن تصلح للتحنيط .. خاصة وان الغارق يدخل جوفه ماء كثير
 
زيادة في اثبات مدينة فرعون

زيادة في اثبات مدينة فرعون

اود هنا ان ارد على من يشكك في ان مصر المعروفة هي التي كانت مدينت فرعون من خلال هذه الناقط : -

1 ) قال الله في سورة الدخان ( كذلك واورثنـــها قوما ءاخرين ) آية 28 وهذا يدل على ان مدينة فرعون قد سكنها اناس آخرون ولم تندثر كما يعتقد البعض

2 ) لما قال موسى لبني اسرائيل اهبطوا مصرًا فإن لكم ماسألتم هذا يدل على ان مصر هي اسفل منهم اي في وادي تماما مثل وادي النيل حيث هو منخفض عن الصحراء ولايمكن ان تكون في اليمن كما يدعي البعض حيث ان اليمن جبال مرتفعة اعلى من الصحراء التي لجىء اليها موسى ومن معه ولايمكن ان تكون في صحراء الحجاز فتكون بذلك بنفس الارتفاع فلايكون هناك هبوط .
 
الآيات تشير إلى مصير مختلف لمدينة مصر ويجب التوفيق بينهما

قال تعالى: (كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ) [الدخان: 25: 28]

وهذه الآية الكريمة تصف لنا جنات من الفواكه وعينون ماء وزروع ومقام كريم ونعم ..

وهذا في جملته يوحي بأن الحديث يدور عن أراضي زراعية فيها من أصناف الزروع والفواكه .. ومصر المذكورة في القرآن مدينة ليس فيها شيء من حياة الريف

وتذكر الآية عين الماء بالجمع .. وعيون الماء دائما تكون خارج المدن .. ومصر وادي النيل لا تعتمد في نظام الري على عيون الماء .. إنما على نظام الري من ماء نهر النيل .. وعيون الماء تعني أن هذه الدولة تعتمد في نظام ريها على الأمطار المسمية وما يتخلف عنها من عيون ماء وأنهار موسمية .. وهذا يتفق مع طبيعة مصر المذكورة في القرآن قال تعالى: (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلاَ تُبْصِرُونَ) [الزخرف: 51]

هذا في مجمله يصرف الآيات إلى الحديث عن قرى محيطة بمدينة مصر وليس عن مدينة مسورة ذات أبواب مختلفة تسمى مصر

قال تعالى: (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ) [الأعراف: 137]

هنا الآية تتكلم عن مصيرين مختلفين

المصير الأول: أن القوم ورثوا (مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا) وهي ما يحيط بمدينة مصر من قرى ومزارع وجنات وعيون .. وهذه تعود على قوله تعالى (كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ) أي ورثوا الجنات والعيون والزروع والمقام الكريم والنعم . وكما ذكرت مصر وادي النيل ليس فيها عيون ماء .. ومصر المذكورة في القرآن مدينة حصينة ذات أبواب

المصير الثاني: أن الله تبارك وتعالى دمر مصر (وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ) .. وتم التدمير بالطوفان حسب قوله تعالى (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ) [الأعراف: 133] ونحن رأينا في تسانومي كيف أن الله عز وجل دمرها بفيضان من البحر

وحتى إن تم تدمير مصر فهذا لا يمتنع منه إعادة بناءها وتشييدها مرة أخرى بصفتها مدينة وليست دولة .. وإن صح أن الله سلط على مصر الطوفان .. فعلى فرض صحة هذا القول فهذا يعني أن مصر وادي النيل أغرقت بكاملها كدولة ... وليس مجرد غرق مدينة .. فما جريرة سائر مدن مصر إن كانت مدينة فرعون كفرت وجحدت؟!!

هذا والله اعلم
 
رد عاى الاخ جند الله عندا قال
(
الآيات تشير إلى مصير مختلف لمدينة مصر ويجب التوفيق بينهما

قال تعالى: (كَمْ تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ) [الدخان: 25: 28]

وهذه الآية الكريمة تصف لنا جنات من الفواكه وعينون ماء وزروع ومقام كريم ونعم ..

وهذا في جملته يوحي بأن الحديث يدور عن أراضي زراعية فيها من أصناف الزروع والفواكه .. ومصر المذكورة في القرآن مدينة ليس فيها شيء من حياة الريف

وتذكر الآية عين الماء بالجمع .. وعيون الماء دائما تكون خارج المدن .. ومصر وادي النيل لا تعتمد في نظام الري على عيون الماء .. إنما على نظام الري من ماء نهر النيل .. وعيون الماء تعني أن هذه الدولة تعتمد في نظام ريها على الأمطار المسمية وما يتخلف عنها من عيون ماء وأنهار موسمية .. وهذا يتفق مع طبيعة مصر المذكورة في القرآن قال تعالى: (وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلاَ تُبْصِرُونَ) [الزخرف: 51]

هذا في مجمله يصرف الآيات إلى الحديث عن قرى محيطة بمدينة مصر وليس عن مدينة مسورة ذات أبواب مختلفة تسمى مصر

قال تعالى: (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ) [الأعراف: 137]

هنا الآية تتكلم عن مصيرين مختلفين

المصير الأول: أن القوم ورثوا (مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا) وهي ما يحيط بمدينة مصر من قرى ومزارع وجنات وعيون .. وهذه تعود على قوله تعالى (كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ) أي ورثوا الجنات والعيون والزروع والمقام الكريم والنعم . وكما ذكرت مصر وادي النيل ليس فيها عيون ماء .. ومصر المذكورة في القرآن مدينة حصينة ذات أبواب

المصير الثاني: أن الله تبارك وتعالى دمر مصر (وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ) .. وتم التدمير بالطوفان حسب قوله تعالى (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْمًا مُّجْرِمِينَ) [الأعراف: 133] ونحن رأينا في تسانومي كيف أن الله عز وجل دمرها بفيضان من البحر

وحتى إن تم تدمير مصر فهذا لا يمتنع منه إعادة بناءها وتشييدها مرة أخرى بصفتها مدينة وليست دولة .. وإن صح أن الله سلط على مصر الطوفان .. فعلى فرض صحة هذا القول فهذا يعني أن مصر وادي النيل أغرقت بكاملها كدولة ... وليس مجرد غرق مدينة .. فما جريرة سائر مدن مصر إن كانت مدينة فرعون كفرت وجحدت؟!!

هذا والله اعلم
)
انتهى كام الاخ جند الله
واقول ان الله حدد الذي دمره وهو ماصنع فرعون ومايعرشون وليس كل المدينة كما تقول فلعل المقصود هنا من باطل من المعابد والاصنام ومايعرشون من قصور فلو دمرها كلها لذكر ذلك كما قال عن الامم التي دمرها كلها كقوله (دمرنها تدميرا ) او (هل ترى لهم من باقية )
اما قولك انهم دمروا بالطوفان فهذا غير صحيح لأن الطوفان حدث بوجود موسى (ع) وهي احد معجزاته بل ولم تكن المعجزة الاخيرة فكيف تكون تدمرت مصر بينما خرج منها موسى وقومه ثم تبعهم فرعون وجنوده فلو تدمرت مصر لمات فرعون وجنوده

_اما القول ان مصر هي مدينة على البحر الاحمر وقد اندثرت فهذا لادليل به فكيف يكون دمرها الله ثم اعادوا بناءها وهي غير موجودة اليوم

- ثم كيف تكون مدينة فرعون (مصر ) على البحر الاحمر وتبعد مئات الاميال عن سيناء ثم يذهب اخوة يوسف اليها لكي يحصلوا على الطعام ويتركوا مدن وادي النيل التي هي اقرب لهم واكثر خيرا
ولو كانت مصر على البحر الاحمر لهرب منها بنوا اسرائيل بسفينة وليس مشيا على الاقدام فهي اسرع واريح واضمن
وهناك من الادلة الشرعية والتاريخية المنطقية والعلمية الكثيرة التي لامجال لذكرها هنا التي تثبت ان مصر القديمة هي الموجودة الان
 
نقاش علمي طيب،جزى الله عليه المشاركين خير الجزاء،ولست من أهل هذا الشأن ولا فرسان هذا الميدان،وإن كنت استفدت كثيرا من تحاورهم العلمي الجميل.
ولي رجاء من الإخوة الكرام المتحاورين أن يعتنوا بتحرير بحوثهم هذه ويصونوها من بعض الأخطاء الإملائية والنحوية واللغوية المشينة،وهي كثيرة؛إذ لا تليق بمثل هذه الدراسات العلمية الرصينة في مضونها أن تشوه بمثل تلك التجاوزات السيئة في لفظها.
أعانكم الله ووفقكم لكل خير.وواصلوا بالتي هي أحسن،فأنا أحد المستفيدين من علمكم الداعين لكم بخيري الدنيا والآخرة . والله الموفق.
 
التعديل الأخير:
الأخ جند الله
بحثك طويل ولم يتيسر لي أن انظر فيه، ولكن لاحظت من المقدمات أنك تقفز إلى النتائج كما يحلو لك من غير دليل. وإليك بعض الأمثلة:
أولاً: اليم ليس البحر وليس النهر وإنما هو الماء الكثيف، ونحن نعكس ونقول مي.
ثانياً: حاولت أن تقول إن مصر هي مدينة وليست القطر المعروف ولم تقدم أي دليل ولا شك أن يوسف عليه السلام كان في مدينة من مدن مصر فهل يكفي ذكر لفظة مدينة حتى تقفز إلى هذه النتيجة!! وما رأيك بقوله تعالى:" فأرسل فرعون في المدائن حاشرين".
ثالثاً: يبدو أنك لا تعلم أن نهر النيل يتفرع في الشمال وأن هناك عدة بحيرات ضخمة. ومن هنا استنتجت أن المقصود هو البحر الأحمر.
من هنا أنصح أن تعرض كتاباتك على أهل الاختصاص قبل النشر.
 
ملاحظات حول التشكيك بموقع مصر

كل الدراسات القديمة والحديثة تأكد ان مصر موسى هي مصر الحالية ورغم ماذكره الاخوان جند الشام وبن وهب فلدي الملاحظات التالية :

1 ) ان النص القرآني اشار الى ان فرعون قد طغى وعلى في الارض ولشعبها قصور وآثار وجيوش وحضارة وغيرها وهذه الحضارة العظيمة غير موجودة حسب هذه المواصفات الا في مصر .

2) ان مدينة فرعون لايمكن ان تكون على البحرالاحمر لأنه لايوجد مكان حضارة واستقرار في مصر الا على وادي النيل حتى وان وجدة بعض الآثار فهي لاتشكل الحضارة العظيمة التي تكلم عنها القرآن .

3) اما ان القول ان كلمة اليم او البحر هو مقصود بها البحر عندما امر الله ام موسى ان تلقي ابنها بالتابوت ثم في اليم فهذا غير صحيح لأن اغلب المفسرين اوضحوا انه النهر هونهر النيل بالذات ولدينا امثلة كثيرة تشير الى ان النهر ممكن ان يطلق عليه بحر كقوله تعالى (مرج البحرين يلتقيان ) وكقول الشافعي
(اعرض عن الجاهل السفيه فكل ماقله فهو فيه )
(ما ضر بحر الفرات يوما ان خاض بعض الكلاب فيه )

4) لنا مأخذ على جند الشام وهو اعتماده كثيرا على التوراة في شرحه لوجهة نظره وان ارى لامانع من الاستدلال بالتوراة والاسرائيليات لمعرفة بعض الجوانب التي لم تذكرها الآيات والاحاديث النبوية على ان لانجعلها امور قاطعة فلا يخفى ما في التورات من تحريف .

5) اما قولك ان المسافة كبيرة بين ممفيس مدينة فرعون والبحر الاحمر وبذا لايمكن لموسى واصحابه ان يلتقيا عند البحر فهذا صحيح خاصة وان البحر الاحمر يبعد مسافة 120 كم تقريبا ، ولكنك افترض ان موسى واصحابه كانوا يسيرون على اقدامهم فلماذا لم تفترض انهم كانوا يركبون على احد الدواب كما هو الحال بفرعون وجيشه وممكن بذلك ان يلتقوا بهم بعد مسيرة عدة ايام فلا دليل انهم التقوهم في نفس اليوم او بالغد .

6) لماذا لا نفرض ان موسى (ع) قد عبر نهر النيل وليس البحر الاحمر فيمكن انهم قد
سكنوا غرب النهر ثم انهم اتجهوا شمالا ليصلوا الى مكان ضحل او به مراكب حتى يعبروا الى الضفة الاخرىوبذا ممكن ان يكون وصل اليهم فرعون في نفس اليوم او بالغد اذا لم يكن لهم دواب يركبونها .

7) كما تروي كتب التاريخ فان يوسف (ع) قد سجن في مكان مدينة الفيوم ( روي ان اسم الفيوم جاء من عدد الايام التي قضاه يوسف في السجن وهي الفي يوم ) واذا علمنا ان الفيوم تقع غرب النيل وانه لايمكن ان يقع السجن بعيدا عن المدينة فهذا ممكن ان يدلنا ان مدينة فرعون كانت الى الغرب من النيل .

8) في القرآن ذكر ان الله قد نجى فرعون ببدنه لكي يجعله آية ونحن نشاهد هذه الآيات بجثث وموميآت الفراعنة وملوكهم في مدن وادي النيل فقط وليس في مكان اخر وهذا اكبر دليل ان موسى (ع) انطلق من وادي النيل وليس من مدينة على البحر الاحمر
الموضوع قديم
أحسن الله إليكم

ابن وهب يقول أن مصر هي مصر المعروفة فأي معنى لقولكم - وفقكم الله -
(ورغم ماذكره الاخوان جند الشام وبن وهب)
فما معنى (رغم ما ذكره ابن وهب)
 
(فإذا رأيت رجلين يختصمان فيها في موضع لبنة ، فاخرج منها) .
قال ابن وهب : فسمعت الليث يعني ابن سعد يقول : لا أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له ذلك إلا للذي كان من أهل مصر في عثمان بن عفان .
http://www.google.com.sa/search?hl=...5268l6559l0l7347l3l3l0l0l0l0l599l1159l5-2l2l0
 
جميل هذا النقاش
و لكن دعونا نحسم قضية ان مصر المذكورة في القرأن هي مصر الحالية علي وادي النيل
فعندما ذكر الله عز و جل فرعون في القران قال "و فرعون ذي الأوتاد" اي الاهرام
فهذا ينهي هذا الجدال
الا ان اثبتم وجود اهرام في شبه الجزيرة العربية او اليمن !!!!
النقطة الوحيدة التي يمكن الاخذ و الرد فيها هي مسألة اين وضعت ام موسي موسي في البحر ام في النهر و اين عبر موسي و قومه النهر ام البحر
و هنا لدينا احتمالين
الاول و تبعا للمنطق التاريخي فإن العاصمة في مصر القديمة كانت علي النيل في مدن مختلفة عبر العصور من ممفيس قرب الجيزة الي طيبة الاقصر جنوبا مرورا بالشرقية و بني سويف و الفيوم
و طبقا للتاريخ ان بحيرة قارون حيث منزل قارون هي في الفيوم
فإن صح هذا فتكون عاصمة فرعون في هذه الفترة اما في الفيوم او بني سويف او بينهما او قريبة منهما
و علي هذا يقول المنطق ان ام موسي وضعته في النيل و ايضا كان العبور عبور لنهر النيل و ليس البحر نظرا لقصر الفترة بين اسراء موسي و قومه ليلا و اتباع فرعون لهم وقت الشروق
الاحتمال الثاني
نظرا لقول الحق بكلمة البحر و اليم في مواضع القصة في القرأن متحدثا عنهم انهم مكان العبور و مكان وضع موسي صغيرا
و في اية اخري يقول فرعون ان الانهار تجري من تحته
فهذا ينقل النظر ان هناك فرق بين هذا و ذاك
و ان العاصمة و قصر فرعون كانت علي البحر
و ان ربطنا قصة هروب موسي بعد قتله الشخص من ال فرعون فلقد هرب الي مدين
الا ترون ان الهرب من وادي النيل الي شمال السعودية مدين امر غير منطقي لقطع كل هذه المسافة فقد كان يمكنه الاختباء في سيناء او فلسطين او حتي الاردن كمدن اقرب او اي مكان اخر في مصر جنوبا ؟؟!!!!

و عليه فإن احتمالية وقوع القصة عند البحر الاحمر هي الاكثر منطقية علي خليج السويس
بل الاوقع ان تكون في ارض سيناء و التي كان بها انهارا في العصور الماضية و التي هي الاقرب الي مدين و التي هي قريبة من البحر

و الله اعلم بالحقيقة
 
بسم الله الرحمن الرحيم.
ما يليه ما سطر بتمامه في حينه من اصل خاطرة لي بشهر رمضان الفائت تقبله منا ومنكم:
"
البعد التاريخي لمكية مصر في منابع النيل:
"وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ"
تأتي هذه الآية من سورة الزخرف في معرض ذكر مسوغات استحقاق الألوهية المزعومة لفرعون مصر.
الوقفة الأولى :
"أليس لي ملك مصر"
والوقفة الثانية :
"وهذه الأنهار تجري من تحتي".
فملك مصر لم يكن متاحا لأحد قبل فرعون بهذه الصورة من الاتساع الجغرافي ولما ساق ذلك دليلا على استحقاق الالوهية بزعمه ولما صح منه نسبة ذلك اليه لما نادى في القوم حال اجتماعهم.
والاحتجاج ثانيا بهذه الأنهار تجري من تحته بصيغة الجمع والتأكيد أنها تجري من تحته أن مكان وقوفه وامتداد ملكه الى المنابع ذاتها فتعدد الأنهار بتعدد المنابع .
وان ملك مصر على زمن فرعون يصل الى منابع النيل ودول الحوض الآن ولو لم يكن الأمر بخلاف ذلك لعد ذلك منه سفها.
وليس الأمر على سبيل التعظيم نهر واحد يوصف بالأنهار
فالبعد الجغرافي لمصر وقتها من المنبع الى المصب .
فالأصول التاريخية لمصر في دول حوض النيل ثابتة بهذه الآية
ومن اللطائف في هذا المعرض الوقوف على هذه:
"أليس لي ملك مصر وهذه" والاشارة اما على سبيل العاصمة المدائن
أو مكان آخر على سبيل التخصيص استغنى عن ذكره لشهرته بينهم اضافة لملك مصر يستحق الإفراد بالذكر وتكون منابع النيل أهلا لذلك.
والله اعلم
قاله ولم يرد الاستطالة:
سعيد بن محمود صويني"
ا.هـ
 
الفصل في قضية ان مصر المذكورة في القرأن هي مصر الحالية

عندما يذكر شيء في القرأن يذكر علي اسمه المعروف في هذا الوقت
اذن فالعرب في هذا الوقت يعرفون ماهية مصر و مكانها

و هناك احاديث نبوية تتكلم عن مصر واصفة اياها بانها مصر وادي النيل

و في التاريخ ذكر فتح مصر وادي النيل في عهد عمر بن الخطاب
و ذكر ذهاب ال البيت الي مصر وادي النيل بل و دفنوا بها

فكيف تقولون ان مصر المذكورة في القرأن ليست مصر وادي النيل و قد اشترك الاسم في القرأن و الاحاديث و الاثر في نفس الزمان

بالاضافة الي انه عندما ذكر الله عز و جل فرعون في القران قال "و فرعون ذي الأوتاد" اي الاهرام

فالنقطتين السابقتين ينهو الجدال تماما

 
عودة
أعلى