هل كان أبو إبراهيم عليه السلام مؤمنا؟

الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
إنضم
12/01/2013
المشاركات
701
مستوى التفاعل
21
النقاط
18
العمر
52
الإقامة
مراكش-المغرب
بسم الله الرحمن الرحيم

هل كان أبو إبراهيم عليه السلام مؤمنا؟





من الفروق التي ذكرت بين الأب والوالد أن الأب أوسع من الوالد، فوالد الرجل من أنجبه، أما الأب فقد يقصد به الوالد أو الجد وإن علا، بل وقد يقصد به العم.
ومن حججهم قوله تعالى:" قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ"،فذكروا إسماعيل ضمن الآباء.
وقوله تعالى:" قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76)": أراد به آباؤهم وأجدادهم...

ومن هنا ذهب البعض إلى أن أبا إبراهيم كان مؤمنا وأن الكلام في القرآن الكريم لم يكن بخصوص والده وإنما بخصوص عمه آزر.
وهذا الرأي غير سديد وذلك لعدة أسباب:

1- سياق الكلام وأسلوب الحوار، كما في سورة مريم:" وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا (45)".
فانظر إلى هذا التلطف في الحوار: يا أبت...: فهنا لا ينازع عاقل أن المقصود أبوه الذي أنجبه لا عمه أو جده. لأن هذه المبالغة في التلطف وخفظ الجناح والخضوع لا تكن إلا مع الوالد غالبا.

2- هب أن ما ذكروه من الفرق بين الأب والوالد صحيح، فإن الألفاظ تفسر بالمشهور المتداول وليس بالغريب الشاذ. كما نبه عليه إمام المفسرين في تفسيره:"وتأويل كتاب الله على الأغلب من معروف كلام العرب، دون غيره.". اهـــ.

3- ورد في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه:"يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة و على وجه آزر قترة و غبرة فيقول له إبراهيم : ألم أقل لك لا تعصني ؟ فيقول أبوه : فاليوم لا أعصيك فيقول إبراهيم : يا رب ! إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون و أي خزي أخزى من أبي الأبعد ؟ فيقول الله : إني حرمت الجنة على الكافرين فيقال : يا إبراهيم ! انظر ما بين رجليك ! فينظر فإذا هو بذيخ ملتطخ فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار.".
قال الحافظ ابن حجر:"وقيل الحكمة في مسخه ضبعا أن الضبع من أحمق الحيوان وآزر كان من أحمق البشر لأنه بعد أن ظهر له من ولده من الآيات البينات أصر على الكفر حتى مات واقتصر في مسخه على هذا الحيوان لأنه وسط في التشويه بالنسبة إلى ما دونه كالكلب والخنزير وإلى ما فوقه كالأسد مثلا ولأن إبراهيم بالغ في الخضوع له وخفض الجناح فأبى واستكبر وأصر على الكفر فعومل بصفة الذل يوم القيامة.". اهــــــــ.
فهذا الحافظ يتكلم عن الحديث انطالاقا من الحقيقة الواضحة التي هي ظاهر القرآن الكريم وسنة خير المرسلين من أن أبا إبراهيم إنما هو والده الذي أنجبه لا غيره.

4- أن هذا القول لم يثبت عن أحد من السلف، فقد ذهب ابن عباس رضي الله عنه
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
وغير واحد من علماء النسب إلى أنا أبا إبراهيم عليه السلام
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
كان إسمه تارح وأن آزر إسم الصنم، وهذا يعني أن الحوار إنما كان بين الخليل ووالده.

وما أحسن ما قاله الحافظ ابن كثير رحمه الله
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
تعالى في توجيه الخطاب بآزر مع أنه اسم الصنم:" قلت: كأنه غلب عليه آزر لخدمته ذلك الصنم".اهــــ.

أما ابن جرير الطبري رحمه الله
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
تعالى فقد رجح أن يكون آزر اسم أبيه، ثم أجاب بأنه قد يكون له اسمان، كما لكثير من الناس، أو يكون أحدهما لقبا، قال الحافظ معلقا:"وهذا الذي قاله جيد قوي، والله أعلم.".اهــــ.

والله أعلم وأحكم ونسبة العلم إليه أسلم.
 
هناك تقرير رائع جدا للشيخ أحمد محمد شاكر رحمه الله في آخر تحقيق لكتاب (المعرب للجواليقي) يثبت فيه بأدلة كثيرة على خطأ من زعم أن آزر ليس اسماً لوالد إبراهيم عليه السلام، وأنه عمه ونحو ذلك، وأن الصواب أن آزر هو اسم والد إبراهيم مباشرة . والكتاب متوفر بتحقيق أحمد شاكر بصيغة PDF وتجدون البحث في ملحق بآخر الكتاب .
 
أولا : الله تعالى ينهى عن نسبة الرجل لغير أبيه ، فكيف ينسب ابراهيم لغير أبيه.
ثانياً : الله تعالى يقول "أبيه" وفلان وعلان يقولون بل عمه فهل نقدمهما على قوله الله البيّن المحكم؟
ثالثاً : زعم الرافضة أن الأنبياء والأئمة لا ينبغي أن يتناسلون من ظهور الكفار وذلك في سبيل اثبات العصمة التكوينية فروجوا لهذه الكذبة السخيفة التي تعارض وتناقض كلام الله فتخطفها يعض اهل السنة وأجروها مجرى القول المعتير وهو قول فاسد معارض لقول الله.
 
بحث العلامة أحمد شاكر الذي ذكرت لكم مرفق مع هذه المشاركة لمن رغب الاطلاع عليه بتوسع .
والذين قالوا بأنه ليس والده هم من كبار المفسرين كمجاهد بن جبر رحمه الله وغيره فليست المسألة تقليداً للرافضة ولا علاقة لذلك بالأمر .
 
السلام عليكم
القرآن كتاب مبين ، لو لم يأت ذكر لاسم آزر في القرآن لكان في ذلك قمة البيان الذي لا شك فيه أن أبا إبراهيم هو والده.
أما إذا لم يكن ذلك الأب والد إبراهيم عليه السلام فيجب ذكره بالإسم ، فهذا هو المعمول به بين الناس عند كل أهل الأرض ، إن سألت أحدا : هل التقيت أباك في السوق ؟ فإني أقصد بكلامي والده ،وكل من سمع سؤالي سيفهم أني أقصد والده، أما إن سألته : هل التقيت أباك عليا في السوق؟ فكل من سمع كلامي سيفهم منه أن عليا ليس هو الوالد، لو كان هو الوالد لما كانت هناك ضرورة لذكر اسمه العلم للتحديد،
قد يكون والد سيدنا إبراهيم توفي وترك ابنه يتيما في بطن أمه أو رضيعا فرباه عمه ، لم ير والده ولكنه فتح عينيه في الدنيا على أبيه آزر ، فمن الطبيعي أن يكن سيدنا إبراهيم لهذا الأب حبا وحنانا فيخاطبه بيا أبت.
في المقابل نجد آزر لم يبد ودا لإبراهيم ،ولم يبادله بلطف مثله وإنما هدده بالطرد والرجم ، ولم يحذره من الكلام بسوء عن الأصنام خوفا عليه من سدنة الأصنام وكهنتها . فهذا التصرف من الأب آزر ليس تصرف والد رحيم مع ابن من صلبه.
الخلاصة هي أن ذكر إسم آزر جاء ذكره ضرورة لبيان أنه ليس والد سيدنا إبراهيم ، فذكر الأسماء في القرآن يأتي للضرورة التي يتطلبها سياق الموضوع، توجد شخصيات مهمة في القرآن لم يذكرهم الله بأسماءهم لأنه لم تكن ضرورة لذكر أسماءهم ، مثل عزيز مصر وملك مصر والعبد العالم في سورة الكهف ، ولم يذكر إسم الرجل الذي مر على القرية الخاوية في سورة البقرة ولا إسم النبي الذي أخبر بني إسرائيل بتعيين الله طالوت ملكا .... ، فطالوت نفسه لم يذكره باسمه شاول وإنما بالصفة التي كان يتميز بها وهي أنه كان فارع الطول، وهذا يتناسب مع سياق الكلام (وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ).
تارح وآزر إسمان على نفس الوزن .
 
الله تعالى يخاطبنا نحن ويخبرنا نحن باسم والد ابراهيم ولم يخاطب ابراهيم وبالتالي مثالك في غير محله، ثم قارنت كلام الله في القرآن الذي لا يأتيه الباطل بالتوراة المحرفة ، الله سماه طالوت فهو طالوت وما عاكس وناقض نرميه عرض الجدار .
ثم إن ابراهيم يناديه بقوله يا أبتِ ، والله يسميه "أبيه" فمن يأتي ليخالف قول الله تعالى في كتابه نرمي بكلامه في سلة المهملات.
فلن نخطّئ كتاب الله لصالح التوراة
 
ورود إسم شخص في كتاب اليهود يختلف عن إسمه في القرآن لا يعني ذلك دائما أنه تم تحريفه من طرف اليهود ، فقد يكون الإسمان صحيحين، أحدهما إسم علم والآخر صفة له، فطالوت تم تعيينه في ظرف جهادي يتطلب ملكا يملك بنية قتالية ، في هذا الموقف فإن الملك لم يتم تعيينه لشخصه لأنه اسمه فلان ، وإنما لأنه الرجل الشجاع المقدام مفتول العضلات ، فنبي بني إسرائيل لم يقل لهم إن الملك الذي اختاره الله لكم إسمه طالوت . وإنما قال : إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا. الصفة هي المطلوبة في هذا الموقف وليس الإسم العلم ، أي أن المطلوب هو ملك بهذه المواصفات وليكن اسمه أي إسم.
كذلك إسم تارح الذي ورد ذكره في العهد القديم باعتباره أبا لإبراهيم عليه السلام، لا توجد مصلحة في تحريفه ، فلماذا نفترض تحريفه !! قد يكون تارح وآزر أخوين.
أما قولك :
فمن يأتي ليخالف قول الله تعالى في كتابه نرمي بكلامه في سلة المهملات.
أنا لم آت لأخالف قول الله وإنما أتيت لأخالف فهمك لقول الله.
قاعدة البيان في هذه المسألة التي فطر الناس عليها أن الأب إذا لم يذكر إسما علما فهو الوالد، وإذا ذكر فهو أب وليس والدا ، فالقرآن كتاب مبين لا يخالف الفطرة ، جاء في أول سورة ذكر فيها قصة سيدنا إبراهيم مع أبيه فقال : وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ .
هنا ذكر إسم أب إبراهيم ، لو كان هو والده لما كانت هنا ضرورة لذكر إسمه العلم ، وإنما العكس هو الصحيح، إن كان هذا الأب ليس هو الوالد البيولوجي فيجب ذكره بالإسم، لو قلت لك : هل جاء أبوك فلان ، من سمع هذا الكلام سيفهم أني لا أقصد والدك ، لو كنت أقصد والدك لما ذكرت إسمه العلم، هذه هي طريقة الكلام عند كل أهل الأرض لبيان الأب الوالد وغير الوالد، والله تعالى يخاطب الناس بنفس وسيلة البيان التي فطرهم عليها.
أما عبارة (يا أبت) فهذه العبارة تقال في كل اللغات ، حتى أطفال التبني يقولونها، فكلمة My dad بالإنجليزية تعني : أبي ، و Dadi تعني يا أبت.
 
السلام عليكم.
أشكر الإخوة بمداخلاتهم وأستسمحهم أن أقول أن الرأي ما ذهب إليه أخونا عدنان والعلماء المؤيدون من قبل، وأنَّ كلام المؤرخين القدامى هو ما يجب أن يوضع موضع الشك أو يوفقُ بأن يقال أن أبا إبراهيم الخليل له اسمان، ولا يُصرفُ ظاهر القرآن إلا بدليل قاهر.

أما تسمية إسماعيل عليه السلام أبا لبني إسرائيل في قوله تعالى: ({أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا)} ففرعٌ عارض يتجوز فيه لبعض الأغراض وليس الأصل.

وأتفهم ما يرمي إليه الأخ أبو علي.

وقد سألت أخا لي منذ سنواتٍ مختبرا إياه: لمَ ذكر الله اسم أبي إبراهيم هاهنا وأعرض عنه في مواضع أخرى في القرآن؟ ودللتهُ أنَّ الحكمة ولله العلم أن الله ينبه إلى الاستعداد لتلقي ما كان سيأتي القرآن على ذكره في مستقبل الآيات قريبا من آية: { (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً ۖ إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (74))} وفيها علمٌ عظيمٌ من علوم القرآن الكريم هو علم أنساب البشرية المبني على أنساب الأنبياء عليهم السلام المذكورين في القرآن كمرجع رئيس.

(الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ (82) وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ ۖ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (87) ذَٰلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْعَالَمِينَ (90)).

والله أعلم.
 
أضيف لما تقدم بأن القاعدة الإيمانية هي تحقيق تسمية النسب بما لا يصله الدم ، وفصل رابطة الدم بمالا يتصل به الدين
وهي قاعدة قرآنية معتبرة فالله جل علا جعل من الصلة الإيمانية تسمية نسب ولو لم يصله الدم فجعل:
المؤمنون إخوة فحقق تسمية الأخوَّة برغم عدم تحقق صلة الدم فقال تعالى : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [الحجرات:10]
وجعل من زوجات النبي أمهات للمؤمنين برغم عدم تحقق صلة الدم فقال تعالى: النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَىٰ أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَٰلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا [الأحزاب:6]
وجعل من سلف الرجل من أعمام أبيه وبنو عم أبيه من آبائه أبوّةً إيمانية وليست أبوة نسب بالضرورة فيقول تعالى : أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ [البقرة:133]

وفصل رابطة الدم بمالا يتصل به الدين ومن ذلك قطع نسبة الولد من ابيه فقال : قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ [هود:46]

وفصل رابطة الأهلية والزوجية فاستثنى زوجة لوط من الأهل حين قال : وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ [العنكبوت:33]


فكيف ينسب ابراهيم بصورة من صور الأبوة وهو لا يتصل مع ابنه لا بنسب أبوة ولا بدين ؟؟
إن قول الله (إذ قال إبراهيم لأبيه آزر) لا يدل أبداً على أن ذكر اسم ابراهيم فيه دلالة على نسب غير النبوة بينه وبين آزر ، بل يلفت الله تعالى أنظار المؤمنين إلى حجم البلاء الذي لقيه ابراهيم بكفر أبيه وصده عن الدين ومحاربته لله ولهذا استغفر له سعياً في نجاته من النار لأنه أبوه الذي رباه ووالده سبب وجوده في الحياة وهذا من أعظم صور الإيمان عند إبراهيم ولا ننس بلاءه في إبنه اسماعيل حين اُمر بذبحه ، وقول أن والد ابراهيم تارح وليس آزر هو تكذيب لكتاب الله وتعديل وانتصار للتوراة ولا شك أن مسلمة يهود ومن دس ما دس في كتب التراث وضعوا ذلك عمداً ليحصل ما يحصل اليوم بيننا وبين المسلمين والحمدلله أنهم لم ينجحوا مع من أنار الله قلبه وفهمه كتابه الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
والله يقول أبيه آزر فمن أصدق من الله حديثاً ؟؟
 
بارك الله فيكم جميعاً على هذا النقاش العلمي المؤدب .

أشكر الأخ أبا علي على ما تفضل به وهو كلام متداول وأحسبه هو علة من عدل عن تسمية آزر إلى تارح

وأشكر أخي عدنان وأقول إن قولك : (وقول أن والد ابراهيم تارح وليس آزر هو تكذيب لكتاب الله وتعديل وانتصار للتوراة) فيه قسوة على من يناقش الأمر من الزاوية الأخرى من الباحثين، فليس فعلهم ذلك تكذيباً للقرآن وإنما هو محاولة للفهم فقط .
 
، وقول أن والد ابراهيم تارح وليس آزر هو تكذيب لكتاب الله وتعديل وانتصار للتوراة
ليس انتصارا للتوراة ولا تكذيبا للقرآن المجيد، فالمسألة تتعلق بالبيان الذي جاء به الكتاب المبين، ولا شك أن أية قضية قرآنية يبينها الله بنفس طريقة بيانها عند الناس .
أين بين الله أن أبا إبراهيم هو والده ؟
الآية : وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ ..... إن كانت هذه الآية تعتبرها بيانا أن والد إبراهيم هو أبوه آزر فأنا تبين لي منها العكس ، تبين لي أن آزر ليس والد سيدنا إبراهيم عليه السلام ، لو كان هذا الأب الكافر هو الوالد لما ذكر اسمه في القرآن ،وبهذا لن تجد أحدا يقول إن الأب الكافر ليس هو الوالد.
أو إن كان هذا الأب الكافر هو والد إبراهيم ويستحق أن يذكر اسمه فلا يأتي ذكرة بنفس الصيغة التي جاءت في سورة الأنعام ، ولجاءت بتعبير آخر ،مثل : وقال آزر لابنه إبراهيم . لو جاء ذكره هكذا لكان هذا أيضا بيانا أن آزر هو والد سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام.
ذلك الأب الكافر آزر الذي تبرأ منه إبراهيم في شبابه ونهي عن الاستغفار له ليس هو ذلك الوالد الذي استغفر له في شيخوخته حين قال : رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ ).
 
الصواب الذي دلَّ عليه الدليل بجمع الآيات في عموم القرآن، وبضميمة القراءات، وبحديث البخاري أنَّ آزر أبو إبراهيم. والقول الآخر – في تقديري - عدول عن المحكم إلى المتشابه. ولعل الذي ألجأ القائلين بالقول الآخر إليه – وفيهم جِلَّة أفاضل – أمران:
الأول: ما ورد في التوراة من أنَّ اسمه تارح. وقد وُجّه هذا الاختلاف بين القرآن والتوراة بأقوال؛ أقواها وأرجحها عندي أن (آزر) ترجمة (تارح)، جلَّاه وانتصر له الباحث محمود رؤوف أبو سعدة في كتابه الفذّ: "العلم الأعجمي في القرآن مفسرًا بالقرآن" انظر ثـَمَّ: (ص 260- 268). وقيل: يجوز أن يكون له اسمان، كما لكثير من الناس في دهرنا هذا، وكان ذلك فيما مضى لكثير منهم. وقيل: جائز أن يكون لقبًا. وقيل غير ذلك مما لا طائل تحته. انظر: جامع البيان، للطبري 9/ 344، والتفسير البسيط، للواحدي 8/ 235. وعلى كلٍّ؛ فلو لم يرَ المخالف هذه الأقوال وجيهة في الجمع بين ما في القرآن والتوراة، فيبقى القرآن هو الأصل المهيمن.
الثاني: استعظامهم أن يكون أبو الخليل كافرًا. وفيه سجال عقديٌّ مشهور، ينسحب على القول في والدي النبي – صلى الله عليه وسلّم – وعلى ابن نوح، إذ الابن كالأب.
هذا، وفي موضع الأنعام قرأ يعقوب (آزرُ) بضمّ الراء، وقرأ الباقون بفتحها [انظر: النشر في القراءات العشر، لابن الجزري (5/ 1687)].
فمن فتح؛ فلأنّه بدل من (أبيه) مجرور بالفتحة؛ لأنه عَلَمٌ ممنوعٌ من الصرف، ومَن ضمَّ فلأنه مُنادى على إضمار (يا).
ويتحصل من مجموع القراءتين أنَّه قال له: يا آزرُ أتتخذ أصنامًا آلهة؟ يستنكر عليه ذلك.
وقراءة الرفع أدلُّ على أنَّه خاطبه خطاب غلظة؛ لتصلُّب أبيه في الشرك، فذلك مقتضى مناداته باسمه المجرّد. [انظر: التحرير والتنوير، لابن عاشور (7/ 312)].
ويرى ابن عاشور أنَّ «مباشرته إياه بهذا القول الغليظ كانت في بعض مجادلاته لأبيه بعد أن تقدم له بالدعوة بالرفق... فلما رأى تصميمه على الكفر سلك معه الغلظة استقصاء لأساليب الموعظة لعل بعضها أن يكون أنجع في نفس أبيه من بعض، فإن للنفوس مسالك ولمجال أنظارها ميادين متفاوتة، ولذلك قال الله تعالى لرسوله r: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) [النحل: ١٢٥]، وقال له في موضع آخر: (واغلظ عليهم) [التوبة: ٧٣، والتحريم: 9]. فحكى الله تعالى عن إبراهيم r في هذه الآية بعض مواقفه مع أبيه، وليس في ذلك ما تنافي البرور به؛ لأن المجاهرة بالحق دون سبٍّ ولا اعتداء لا ينافي البرور. ولم يزل العلماء يخطئون أساتذتهم وأئمتهم وآباءهم في المسائل العلمية بدون تنقيص. وقد قال أرسطاليس في اعتراض على أفلاطون: أفلاطون صديق، والحقُّ صديق؛ لكن الحقُّ أصدق». [التحرير والتنوير، لابن عاشور (7/ 314). وأحسن من قول أرسطاليس قول ابن القيم (مدراج السالكين 2/ 38) في حقّ الهروي: «شيخ ‌الإسلام ‌حبيب إلينا، والحقُّ أحبُّ إلينا منه»].
ولا يبعد أنَّه كان في مقتبل عُمره إذ خاطبه بالغلظة، فناسبت غلظة الخطاب سَوْرة الشباب، ثمَّ تلطّف معه في الحوار بعدُ. والظاهر أنَّ المحاورة التي أثبتتها سورة مريم كانت من آخر ما دار بينهما، وأعقبها أن اعتزلهم إبراهيم، قال تعالى: (قَالَ سَلَٰمٌ عَلَيۡكَۖ سَأَسۡتَغۡفِرُ لَكَ رَبِّيٓۖ إِنَّهُۥ كَانَ بِي حَفِيّٗا ٤٧ وَأَعۡتَزِلُكُمۡ وَمَا تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَأَدۡعُواْ رَبِّي عَسَىٰٓ أَلَّآ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّي شَقِيّٗا ٤٨ فَلَمَّا ٱعۡتَزَلَهُمۡ وَمَا يَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَهَبۡنَا لَهُۥٓ إِسۡحَٰقَ وَيَعۡقُوبَۖ) [مريم: 47- 49]، وهي نموذج يُحتذى في التلطُّف في الخطاب مع الأب.
وقد ظهرت لي نكتة أرجو أن تكون حسنة، وهي أنَّ حذف أداة النداء على قراءة الرفع تصلح أن تكون قرينة على قُرب إبراهيم الشديد من أبيه حال خطابه، [قال الميداني: «حذف ‌أداة ‌النداء له دلالةٌ في نفس البليغ، وهي أنّ المنادَى هو في أقرب منازل القرب من المنادِي، حتّى لَم يحتجْ إلى ذكر أداة نداءٍ له لشدّةِ قُربِهِ». انظر: البلاغة العربية (1/ 242)].
وهذا القرب يصلح أن يكون معنويًّا، أو حسيًّا، وهذا لا يتأتى - غالبًا - إلا إذا كان يناجيه خاليًا به عن الناس، فكأن القرآن الكريم، لما صرَّح بقول إبراهيم عليه السلام لأبيه: (إني أراك وقومك في ضلال مبين) [الأنعام: 74]، وهو مما يُغتفَر فيه إذا كان يناجيه ما لا يُغتفر إذا كان يخاطبه أمام الناس، فكأنَّ قراءة الرفع أكملت لنا هذا المشهد: إبراهيم - عليه السلام - يعظ أباه؛ منفردًا به عن أسماع الناس وأبصارهم، مظهرًا له حبَّه وحدبه عليه، مُغلظًا له القول أحيانًا. وكأنَّه جبر هذه الغلظةَ بصفو النجوى.
بل إنَّ أسلوب مخاطبةِ الابن أباه - في بعض الأحيان - مخاطبةَ صاحبه؛ يكون له أعظم الأثر وأوقعه في نفس الأب، فلعلَّ هذا يُفسِّر مناداته باسمه كما ينادي الصاحب صاحبه، ويدلُّ عليه حذف أداة النداء في إشارة إلى حال الخلوة عن أعين الناس، فلا بأس أن يُغلظ له بعض الشيء وهما على هذه الحال، فيقول له: (إني أراك وقومك في ضلال مبين) [الأنعام: 74]. والله أعلم بما كان.
وبالجملة؛ فقراءة الرفع تُسهم في تصوُّر هذا المشهد على نحو واقعيٍّ مختلفٍ تمامًا عما كانت لَتُوحي به قراءة الجمهور بمفردها. والله تعالى أعلم.
 
جمَّلكم الله بالستر والعافية، ونفع بكم وبعلومكم، ووفّقكم لما يحب ويرضى أستاذنا الحبيب فضيلة الدكتور عبد الرحمن.
 
n503403 قال:


فالأبوة لا تنصرف إلا (لأبوة النسب )لانه هو المتبادر المفهوم ، إلا بقرينة تصرف السؤال أو الجملة من أبوة النسب إلى الجد أو العم وإلا انقلبت المفاهيم .

ليس صحيحا قولك هذا، قال تعالى : .... وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ)
هذا يعني وجود أبناء ليسوا من الأصلاب ، بعبارة أخرى يوجد آباء ليسوا والدين.
أي أن كل والد هو أب وليس كل أب هو والد.
القاعدة التي يجب أن ننطلق منها في التدبر القرآني هي : وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ)، بأي حق استحق آزر أن يذكر إسمه ولم يذكر إسم كفار مثله أو أشد كفرا ؟، مثل ذلك الملك الذي حاج إبراهيم في ربه، ولم تذكر أسماء رجال صالحين وردت قصصهم في القرآن ، منهم ذلك النبي الذي أنبأ الملأ من بني إسرائيل باختيار الله طالوت ملكا، وذلك الرجل الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه وأحيا له حماره، وذلك الرجل الذي سافر إليه موسى عليه السلام عند مجمع البحرين !!.
القول إن في ذكر إسم آزر بيان أنه هو والد إبراهيم غير صحيح، بالعكس، عدم ذكر الإسم هو البيان التام أن أبا إبراهيم هو والده.
أما القول بأني أنصر التوراة على القرآن فهذا افتراء ، ولماذا نفترض أن كل ما جاء في التوراة محرفا، فالتحريف إنما يكون لتحقيق مصلحة أو لهوى في نفس المحرف ، فما المصلحة في تغيير إسم بإسم آخر خاصة وأن والد إبراهيم في العهد القديم لم يذكر إن كان مؤمنا أو كافرا. فأنا لا يهمني إسم والد إبراهيم لأعرفه من التوراة وإنما يهمني أن أعرف هل هذا الأب الكافر هو والد إبراهيم ، إن كان هو نفسه الوالد فلا حاجة لذكر إسمه لأن الأب إذا ذكر مجردا دون إسمه العلم فهو الوالد، وإن كان ليس هو الوالد فذكر الإسم العلم (أبيه آزر) فيه بيان (لي) أنه أب وليس والدا .​
 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أرجو من الأخوة ألا يقوموا بحذف المشاركات والردود التي كتبتها
لا أعلم لماذا تم حذفه ، وأظن أن هالحركة مقصودة وعيب على اللى حذف الردود لا سيما أنها ردود علمية وليس فيها اساءة لأحد .
 
هذا يعني وجود أبناء ليسوا من الأصلاب

سؤال : كيف يكون ( أبناء ) ليسوا من أصلاب آبائهم ؟!!!!!! عجيب !!!! اشرح لي !!
هؤلاء (الأبناء) الذين ليسوا من الأصلاب لا يقال عنهم أبناء لأن الله حرم التبني ، أنت تناقض نفسك !!!

فطالوت نفسه لم يذكره باسمه شاول وإنما بالصفة التي كان يتميز بها وهي أنه كان فارع الطول

الدليل على أنها صفة له وليست اسماً ؟؟؟ وما أدراك أن اسمه شاول ؟؟؟ لا تقول لي قال فلان وعلان ، أريدها من عند رسول الله .

القاعدة التي يجب أن ننطلق منها في التدبر القرآني هي : وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ)، بأي حق استحق آزر أن يذكر إسمه ولم يذكر إسم كفار مثله أو أشد كفرا ؟، مثل ذلك الملك الذي حاج إبراهيم في ربه، ولم تذكر أسماء رجال صالحين وردت قصصهم في القرآن ، منهم ذلك النبي الذي أنبأ الملأ من بني إسرائيل باختيار الله طالوت ملكا، وذلك الرجل الذي أماته الله مائة عام ثم بعثه وأحيا له حماره، وذلك !!.

كأن في كلامك اعتراض على الله إذ سمى الله أبو أبراهيم آزر ولم يسم غيره كاسم الملك الذي حاج ابراهيم في ربه ، واسم الرجل الذي سافر إليه موسى عليه السلام
wAAACH5BAEKAAAALAAAAAABAAEAAAICRAEAOw==
عند مجمع البحرين؟؟؟

الله سبحانه وتعالى إذ سمى آزر فلحكمة وعلم ، هذا يعني ان في اسمه علم يعين على فهم قصة ابراهيم .وإذ لم يسم فليس هناك علم من وراء التسمية ثم إن الله سبحانه وتعالى يفعل ما يريد ويسم من يشاء ويذكر من يشاء باقتضاء حكمته وعلمه فبأي حق تعترض وتتسائل مثل هذه الأسئلة ؟؟ فقبل أن تنزل القاعدة على الآخرين أنزلها على نفسك أولاً .

أرجو أن لا يتم حذف المشاركة
 
الله المستعان سبحانه.
بعد ما كتبه الدكتور محمود روزن، لا أرى حاجة ولا فائدة ولا إضافة في كلام الأخ أبو علي والأخ صالح زيدان، لكنه مجرد الرغبة في الكتابة ولو على حساب العلم والوقت.
أنا حذفت المشاركة السابقة رغبة في إبقاء الموضوع في إطاره العلمي فقط.
 
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله تعالى خيرا وباركم بكم الاستاذ المشرف العام عبد الرحمن الشهري اللهم بارك في هذا الملتقى واجمع اعضائه على الهدى والخير .
 
كأن في كلامك اعتراض على الله إذ سمى الله أبو أبراهيم آزر
مثل هذا الكلام هو الذي يدفعني للرد عليه، أنا لا أعترض على كلام الله تعالى وإنما أعترض على فهمك، لو كنت تعي ما كتبته لأدركت أنه تكفير لي، فالاعتراض على الله كفر.
أنا أرى أن ذكر اسم آزر في قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام قد جاء بالحق ليضيف فائدة علمية ، وليس لمجرد إعلامنا أن أبا إبراهيم كان إسمه فلان، فسواء علمنا أن إسمه هو آزر أو لم نعلم فلن يزيد ذكر الإسم أهمية للقصة إلا في حالة أن يكون إبراهيم عليه السلام ابنا ليس من صلب آزر ، أن يكون عمه ، في هذه الحالة يجب ذكره في أول سورة تتكلم عنه (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ) ثم بعد ذلك لا داعي لذكر اسمه إن تكرر ذكره بصفة الأبوة لإبراهيم لأننا عرفنا إسمه في سورة الأنعام.
أما إن كان هذا الأب هو الوالد فذكر اسمه العلم لن يضيف أية فائدة علمية تبين أنه والده ، هذا هو التعبير الفطري عند كل أهل الأرض على اختلاف ألسنتهم في مثل هذه الحالة ، لا يسألك أحد عن والدك فيقول : قل لأبيك فلان أن يفعل كدا ...)، إن قالها عربي أو إنجليزي أو صيني فمن سمعه لن يتبين له مما سمعه أن أباك فلان هو والدك ، والله تعالى يكلم الناس بنفس فطرة طريقة كلامهم التي يفهمون بها سياق المعاني.
 
السلام عليكم ورحمة الله

بعد ما كتبه الدكتور محمود روزن، لا أرى حاجة ولا فائدة ولا إضافة في كلام الأخ أبو علي والأخ صالح زيدان، لكنه مجرد الرغبة في الكتابة ولو على حساب العلم والوقت.
أنا حذفت المشاركة السابقة رغبة في إبقاء الموضوع في إطاره العلمي فقط.

الأخ عبد الرحمن ، أنت تظن أنني أجلس أرد على فلان وعلان فقط رغبة في الكتابة وإضاعة الوقت والمجادلة بالباطل !!! يا أخي أحسن الظن بالأخرين بارك الله فيك ، وكن لبقاً على الأقل واستأذن قبل ما تحذف ، ثم تركت كل المنتدى وكل المشاركات وقمت بحذف مشاركتي ، يا أخي ما بيجرى شي اذا زاد المنتدى مشاركة أو ثنتين .

أنا أتبع طريقة معينة ألا وهي التدرج في البيان ، ثم إن ما كتبه الاخ روزن ما فيه رد على الشبهة التي ألقاها الاخ أبو على فأرجو رجاء شديد ألا تحذف مشاركاتي ، حاولت أرسل لك هالرسالة ع الخاص لكن ما قدرت ، ما باليد حيلة .

الأخ أبو علي عنده شبهة ، فأولاً أزيل هذه الشبهة ثم أثبت الأمر بالحجج الواضحات .
 
الأخ أبو علي الكريم السلام عليكم ورحمة الله

أنا لا أعترض على كلام الله تعالى وإنما أعترض على فهمك، لو كنت تعي ما كتبته لأدركت أنه تكفير لي، فالاعتراض على الله كفر.

أنا أعي والحمد لله ما كتبت وهون عليك فأنا لم أتهمك بكفر ولاشي ، فلا داعي لمثل هذا الكلام فالتكفير مسألة عظيمة ويراد لها أدلة واضحة وصريحة ،ثم أنا لست في معرض التكفير بل نتورع قدر الامكان عن مثل هذه الأمور والتي مذ ظهرت جلبت على الامة الويلات وما تزال ، كل ما هنالك أن في كلامك رائحة اعتراض ( لماذا ذكر الله اسم ابو ابراهيم ولم يذكر غيره ، لماذا يسم الله هذا الرجل ولم يذكر اسم هذا ) ؟؟ فبينا لك أن الله يفعل ما يريد ولا يفعل شيء إلا لحكمة بالغة فوجب التدبر بدلا من طرح الأسئلة التي لا توصل لشيء .

أنا أرى أن ذكر اسم آزر في قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام قد جاء بالحق ليضيف فائدة علمية ، وليس لمجرد إعلامنا أن أبا إبراهيم كان إسمه فلان، فسواء علمنا أن إسمه هو آزر أو لم نعلم فلن يزيد ذكر الإسم أهمية للقصة إلا في حالة أن يكون إبراهيم عليه السلام ابنا ليس من صلب آزر

بل لمعرفة الاسم كل الاهمية بارك الله فيك ، والخطأ في اعتقادي ناجم عن انصراف الناس عن تدبر الاسم ( آزر ) وانشغالها بمثل هذه الأسئلة التي نحن بصددها ( هل كان آزر من صلب ابراهيم أم لا ؟؟؟ ، وما نوع كلب اصحاب الكهف وهل هو أبيض أم أسود ؟؟ ) رغم صراحة القران والأحاديث في ذلك .

فإذا سمى الله اسماً فلابد من التدبر فيه لأن في الاسم أهمية تعين على الفهم وتعين على معرفة مراد الله من وراء التسمية ، فالله لم يذكر الاسم زيادة كلام حاش لله من هذا ..

وإليك معنى الاسم :
الأَزْرَ: القُوَّة. وقوله تعالى: "اُشْدُدْ به أَزْري"، أي ظهري، ومَوضعَ الإزارِ من الحَقْوَيْنِ. وآزَرْتُ فلاناً، أي عاونْته. والإزارُ معروفٌ، يذكّر ويؤنث، والإزارَةُ مثله.ويقال أَزَّرْتُهُ تأْزيراً فتأَزَّرَ.

وتَأزَّر النَبت: التفَّ واشتدّ قال تعالى ( فآزرهُ فاسْتَغْلَظ ) وقُرأ ( فأَزَره فاسْتَغْلَظ ).
وتَأَزَّرَ الزَّرْعُ : قَوَّى بعضُه بعضاً فالتَفَّ وتلاصَقَ واشتدَّ كآزَرَ .

أزَرَ ، يَأزُر، أَزْرًا ، فهو آزِر، أزَر الشَّيءَ / أزَر الشَّخصَ : قوّاه ودعّمه ، أزَر الحائطَ ، أزرَه على خصومه كله بمعنى .
الأزْرُ: الظَهْرُ والعَوْنُ، آزَرَه على أمْرِه. والزَرْعُ يُؤازِرُ بَعْضُه بَعْضاً .

والأزر من إزار الرجل وهو الموضع الذي يشده اذا استعد لصعاب الأمور .

فمما سبق نجد أن (آزر ) فيه معاني القوة والشد والمساندة والعون ، فعلى ما يبدوا أن أبو ابراهيم عليه السلام كان يصنع هذه التماثيل بيده ويعبدها ويبيعها لقومه على أنها آلهة ، فكان أبو ابراهيم رأس في مآزرة ومساندة قومه في عبادة الاصنام والأوثان . فأراد الله أن يُعلم بـ ( آزر ) أنه من رؤوس الكفر والعناد وأنه أيضا ًذو مكنة وقوة وأعوان . وقصة ابراهيم تشهد بهذا المعنى و تؤيده .

هذا الكلام من خلاصة تدبر قمت به من عدة سنوات في معنى كلمة (آزر) . والله أعلم .
أرجو أن يكون تبين المعنى أو السبب في ذكر ( آزر ) .
 
للمتنبي بيت جميل يقول فيه :
ومن البليةِ عَذلُ مَنْ لا يرعوي *** عَنْ غيِّهِ، وخِطابُ مَنْ لا يَفهمُ​

وصدقَ في ذلك.
 
الحالة
مغلق و غير مفتوح للمزيد من الردود.
عودة
أعلى