هل قوله تعالى ( وبرزت الجحيم لمن يرى ) يعمّ المؤمن والكافر ؟

غازي أحمد

New member
إنضم
15/10/2013
المشاركات
97
مستوى التفاعل
1
النقاط
6
الإقامة
عمان ، الأردن
فائدة قرآنية لم أجد من ذَكَرَ دليلَها من المفسرين وأحببت مشاركتها
قوله الله تعالى { وَبُرِّزَتِ ٱلجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ} [النازعات] استغرق بعمومه أهل الإيمان وأهل الكفر، وقوله تعالى: {وَبُرِّزَتِ ٱلجَحِيمُ لِلغَاوِينَ} [الشعراء:91] فيه ذكر فرد من أفراد عمومها فقط ولا يخصصها۔

والدليل على ذلك من السنة قول النبي (صلى الله عليه وسلم): " ما منكم أحدٌ إلّا سيكلّمه ربّه ليس بينه وبينه ترجمانٌ، فينظرُ أيمنَ منه فلا يرى إلّا ما قدَّمَ من عمله، وينظرُ أشأَمَ منه فلا يرى إلّا ما قَدَّمَ، وينظر بين يديه فلا يرى إلّا النّارَ تلقاءَ وجهِهِ، فاتّقوا النَّارَ ولو بشِقِّ تمرة" (متفق عليه)
 
اخي غازي ..
لا ادري كيف استفدت العموم من الاية ولا ادري كيف ربطت بين حديث الرسول عليه الصلاة والسلام والاية ، فالحديث فيه كلمة (النار ) وفي الاية الجحيم ، فهل يصلح ان نقول (فلايرى الا الجحيم تلقاء وجهه ) في ظني لايصلح ، وإذا امعنت النظر تجد في قوله تعالى (وَبُرِّزَتِ ٱلجَحِيمُ لِمَن يَرَىٰ ) خصوصية معينة ، وبدليل الاية التي اوردتها في مشاركتك فهي مفسرة لاية سورة النازعات وقوله تعالى ( وَبُرِّزَتِ ٱلجَحِيمُ لِلغَاوِينَ ) ، فالغاوون هم من يرى الجحيم وليس المؤمنون (اعاذني الله سبحانه وتعالى واياكم جميعا منها ) ، ناهيك عن لام الاستحاق والاسم الموصول في مفردة (لمن ) .

ولك جزيل الشكر وعلى ملاحظتك الدقيقه
وجزاك الله خيرا

والله اعلم
 
أخي الفاضل عمر،
العموم مسفادٌ من (مَن) في قوله تعالى (لمَن يَرى) وهو ظاهر في العموم،
وأما الحديث فظاهر أيضا في أنه يدخل فيه المؤمن لقول النبي(صلى الله عليه وسلم) : (ما منكم من أحد)
وأما التفريق بين (النار) و (الجحيم) فلا أعلم له وجها، فإن الجحيم من أسماء النار المتضمن لصفة الجُحمَة: وهي شدّة تأجّج النار۔

وللعلم قد أشار صديق حسن خان في تفسيره فتح البيان لهذه المسألة إلاأنه لم يدلل عليها۔
والذي يشهد لرؤية المسلمين للنار أيضا ما رواه ابن ماجة باسناد ثابت:
"يُفرَجُ له فرجةٌ قِبَلَ النّارِ، فينظرُ إليها يحطِمُ بعضُها بعضًا، فيقال له: انظر إلى ما وقاك اللّه، ثمّ يُفرَج له قِبَلَ الجنّة، فينظر إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: هذا مقعدُك" وأن الكافر" يُفرَجُ له قِبَلَ الجنّة، فينظرُ إلى زهرتها وما فيها، فيقال له: انظر إلى ما صَرَفَ اللّهُ عنك، ثمّ يفرج له فرجةٌ قِبَلَ النّار، فينظرُ إليها يحطِمُ بعضها بعضًا، فيقال له: هذا مقعدك"، كما قال رسول الله (سنن ابن ماجة)
صحح إسناده ابن حجر (فتح الباري 2/238) وقال البوصيري: رواه ابن أبي شيبة بسند الصّحيح (إتحاف الخيرة المهرة 3/204) وقال الألباني:إسناده صحيح على شرط الشيخين (مشكاة المصابيح 15 بتحقيقه)
 
والحديث الأخير الذي ذكرت يكون في القبر، إلا أنه يظهر الحكمة من إظهار النار للمسلم۔
 
بسم الله الرحمن الرحيم

فيظهر والله أعلم أن المؤمنين مبعدون عن النار ، ولا يسمعون حسيسها فضلاً عن رؤيتهم لها.
يقول تعالى في سورة الأنبياء: (إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ (98) لَوْ كَانَ هَٰؤُلَاءِ آلِهَةً مَّا وَرَدُوهَا ۖ وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ (99) لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لَا يَسْمَعُونَ (100) إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَىٰ أُولَٰئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ (101) لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا ۖ وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ (102) لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَٰذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (103)

ولا بد من السؤال من الذين سبقت لهم من الله الحسنى؟
فسبقت فيه إشارة إلى وعد الله لهم بالحسنى:
(لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ ۖ وَلَا يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلَا ذِلَّةٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)
ويقول تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَىٰ لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ)
(وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا)
(مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ۖ وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)
(لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَىٰ)
(مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا)

وانظر إلى قوله صلى الله عليه وسلم: من صام يوماً في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً.

أما ذكره الأخ الكريم في الحديث في رؤية المؤمنين للنار ، فهذا والله أعلم -إن صح- فهو ليس تخويفاً لهم وإنما ليروا ما نجاهم الله منه.
وهذا والله أعلم بعيد لأننا نقرأ سؤال أهل الجنة ومناداتهم لأهل النار هل وجدتم ماوعدكم ربكم حقاً؟ فلو كانوا رأوه أو يرونهم لما سألوهم.
(وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)


والله تعالى أعلم ،
والحمد لله رب العالمين.
 
أختي الكريمة ،
الحديث متفق عليه بين البخاري ومسلم ولا مجال لرده و الآية تحتمل ذلك كما نص غير واحد من المفسرين منهم صديق حسن خان
 
جزاك الله خيراً
نعم لاشك أن هناك احتمالاً ووجهاً مقبولاً في التفسير بهذا ، لكنني -من وجهة نظري- أظن أننا نحتاج إلى بحث ودراسة مطولة للحديث قبل القطع به ، وأهل الحديث أعرف بهذا من إسناد وروايات ومتون إلى آخره.
وهذا رابط يستحق الإطلاع: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16015
فلست أظن أننا ينبغي أن نبحث عن الحديث الذي يفسر القرآن الكريم قبل أن نبحث في القرآن الكريم. ثم نتوجه إلى الحديث فيكون فهمنا له صحيحاً..
ولا أريد الخروج عن الموضوع حقيقةً..
وعلى سبيل المثال فقوله (وبرزت) فيه إشارة إلى التخويف والتهديد ، وهذا لا يتفق مع رؤية المؤمن لمقعده من النار وما نجا منه لأن هذا تطمين وليس تخويفاً.
وهذا يؤكده قوله تعالى: (وأزلفت الجنة للمتقين * وبرزت الجحيم للغاوين) فهنا نرى التقابل بين تقريب الجنة وإبراز النار ومافي الأول من بشارة والآخر من تخويف وتهديد.

وهناك وجه آخر يحتمله قوله تعالى: (وبرزت الجحيم لمن يرى) ، فهناك من يحشر أعمى يوم القيامة:
(وَمَن كَانَ فِي هَٰذِهِ أَعْمَىٰ فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَىٰ وَأَضَلُّ سَبِيلًا)
(وَمَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ ۖ وَمَن يُضْلِلْ فَلَن تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِهِ ۖ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا ۖ مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا)
فيظهر والله أعلم أن هناك من هو أعمى في الآخرة وأبكم وأصم ، وفي الآية الآخرى:
(قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَىٰ وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا)
فهنا هو أعمى لكنه ليس أبكماً لأنه يتكلم. وشواهد حديث وسماع أهل النار كثيرة. فمن هذا والله أعلم نستنتج أن هناك من هو أعمى وأصم وأبكم ، وهناك من هو أعمى فقط وليس أبكماً ، فيمكن أن نستنتج أن هناك من ليس بأعمى ولا أصم ولا أبكم من أهل النار أيضاً.
فقد يكون قوله تعالى: (لمن يرى) تخصيص لهؤلاء الصنف من أهل النار.

و نجد في سورة الشعراء التي جاء فيها ذكر قوله تعالى: (وبرزت الجحيم للغاوين) أصنافاً أخرى من أهل النار وهم الذين يدعونهم من دون الله ، وجنود إبليس ، وإبليس أيضاً ، والغاوون.
ويظهر والله أعلم أن هناك صنفاً من الذين أسرفوا على أنفسهم ينجيهم الله بتقواهم ، والتقوى قد تكون بشق تمرة ؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (اتقوا النار ولو بشق تمرة) فيمكن أن يكون من هؤلاء من حصل منهم أنه اتقى النار بمثل هذا القدر أو أكثر، فيرون النار ثم ينجيهم الله منها ، نقرأ في سورة مريم:
(رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ ۚ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (65) وَيَقُولُ الْإِنسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (66) أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (67) فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَالشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيًّا (68) ثُمَّ لَنَنزِعَنَّ مِن كُلِّ شِيعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدُّ عَلَى الرَّحْمَٰنِ عِتِيًّا (69) ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلَىٰ بِهَا صِلِيًّا (70) وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا ۚ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا (71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72)
فنرى هنا من عبد مع الله غيره وظن أن له شريكاً (فاعبده واصطبر لعبادته هل تعلم له سمياً) ، وإنكار الإنسان للبعث وعدم تذكره أن الله عزوجل خلقه من العدم. فظن أن ما يدعوه من دون الله مثيل لله ، شريك لله في خلقه - والله عز وجل هو من خلق الإنسان من عدم- (وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ ۖ) ، وهؤلاء الشركاء زعموا أن لا بعث (وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَن لَّن يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَدًا) في سورة الجن.
وهؤلاء هم الغاوون الذين يُسألون أين ما كنتم تدعون من دون الله؟ (وَقِيلَ لَهُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَعْبُدُونَ ﴿92﴾ مِن دُونِ اللَّهِ هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُونَ) الشعراء.
ثم نرى (لنحشرنهم والشياطين) صنفان ، ثم (من كل شيعة) أصناف متعددة أيضاً ضمن الصنفين ، (أيهم أشد على الرحمن عتياً) فهذا إبليس وأعوانه والله أعلم ومن بلغ مبالغ في الكفر والإضلال والظلم. ثم ينجي الله الذين اتقوا ويَذر الظالمين. فهنا مقابلة بين من استمرأ الظلم تماماً ومن اتقى الظلم وقد يكون ذلك بشق تمرة (اتقوا النار ولو بشق تمرة).
فنجاة هؤلاء الغاوين هي بترك الظلم.
وفي ختام سورة الشعراء:
( وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ (224) أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ (225) وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (226) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ۗ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (227)

وقد يقول قائل إن القول بأن هناك من هو أعمى وغير ذلك هو في الحشر.
وهذا دقيق ، ولا أعرف له جواباً ، لذلك فما ذكرته هنا هو وجه محتمل يحتاج إلى كثير من البحث.

والله تعالى أعلم ،
والحمد لله رب العالمين.
 
أختي الكريمة هناك فرق بين الحديث المتفق عليه وبين الحديث الذي على شرطهما
فالمتفق عليه أي أخرجه الشيخان في كتابيهما
وللفقير تقريب لألفية السيوطي في علم الأثر يبين أقوال العلماء و أن أعلى الصحيح هو المتفق عليه
يقول السيوطي:
48 {وَلَيْسَ فِي الْكُتْبِ أَصَحُّ مِنْهُمَا***بَعْـدَ الْقُـرَانِ وَلِهَـذَا قُدِّمَـا}
49 {مَرْوِيُّ ذَيْنِ ، فَالبُخَارِيِّ ، فَمَا***لِمُسْلِمٍ ، فَمَا حَوَى شَرْطَهُمَـا}
50 {فَشَرْطَ أَوَّلٍ ، فَثَانٍ ، ثُـمَّ مَـا***كانَ عَلَى شَرْطِ فَتًى غَيْرِهِمَـا}
51 {وَرُبَّمَا يَعْرِضَ لِلْمَفُـوقِ مَـا***بِجَعْلِـهِ مُسَاوِيًـا أَوْ قُـدِّمَـا}


قال ابن الصلاح: "كتابا البخاري ومسلم أصح الكتب بعد كتاب الله العزيز"، زاد النووي في شرح مسلم :"باتفاق العلماء"

والصحيح ليس على مرتبة واحدة بل هو على مراتب سبعة، وهي بهذا الترتيب إجمالا:
1- ما اتفق على إخراجه الشيخان
2- ما انفرد به البخاري دون مسلم
3- ما انفرد به مسلم
4- ما كان على شرطهما ولم يخرجاه
5- ما كان على شرط البخاري فقط
6- ما كان على شرط مسلم فقط
7- ما كان صحيحا عند غيرهما ولم يكن علي شرط واحد منهما
----------------------
أما بالنسبة لقوله تعالى: وبرزت ، فإنه لا يقتضي التخويف
----------------------
وأما بالنسبة لكونهم يحشرون عميا فللأئمة تفصيل في ذلك حاصله أنهم في حشرهم إلى النار يكونون عميا فقط وقد فصل القرطبي ذلك في كتاب التذكرة له
 
بعد مراجعة المشاركات ، أقول ...
أنت على حق اخي غازي في رؤية المؤمنون النار وشهودهم لاعمال يوم القيامة وكما دل على ذلك النصوص الصريحة ، ولكن لابد من التنبيه هنا بأمر وهو أن المؤمنين لهم ثبات خاص واطمئنان تام ، في ذلك اليوم ومن عند الله (سبحانه وتعالى ) .
قوله تعالى { يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) } (سورة الحديد )
وقوله تعالى { يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللهُ مَا يَشَاءُ (27) } (سورة إِبراهيم)
وقوله تعالى
({ لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (103) } (سورة الأنبياء)
فهذه هي خصوصيه المؤمنين ثبات وايمان من عند الله ، فلايهولهم شي .. فرؤيتهم للنار ، رؤيا برد وسلام ، يعرفوا منها فضل الله العظيم عليهم ونعمته عليهم اذ انجاهم منها .

قوله تعالى ({ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَى (36) } (سورة النازعات )
فيها إثبات الرؤيا للجميع كما تفضلت لااعتراض على كلامك هنا ، ولكن الاية فيها خصوصيه كذلك لاتهمل ابدا ، من جهة تعليلها الاستحقاقي لسبب هذا البدوء والظهور، (فالجحيم ) ما ظهرت ومابانت الا لطائفه معينه من الرائيين ، فلام الجر التعليليه وضحت سبب بروز الجحيم (ومن ) الموصوله اختارت فئة معينة من الرائيين وهم (الغاوون ) كما جاء في سورة الشعراء
وبذلك نثبت الرؤيا للجميع ولكن علينا أن لانهمل خصوصيه (برزت ) ، ومن دلالات الفعل المبنى للمفعول التركيزعلى هول وعظم الحدث الموجه أساسا لفئة معينة من الرائيين .

ما جعلني اعيد النظر ، هي سورة التكاثر
قوله تعالى ({ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ (2) كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4) كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8) } (سورة التكاثر )

عَن عبدِ اللَّهِ بنِ الزُّبَيْرِ بنِ العوَّامِ ، عَن أبيهِ ، قالَ : لمَّا نزلت : ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ قالَ الزُّبَيْرُ: يا رسولَ اللَّهِ ، وأيُّ النَّعيمِ نسألُ عنهُ ، وإنَّما هُما الأسوَدانِ التَّمرُ والماءُ ؟ قالَ: أما إنَّهُ سيَكونُ .الراوي : الزبير بن العوام المحدث : الوادعي المصدر : الصحيح المسند الصفحة أو الرقم: 345 خلاصة حكم المحدث : حسن


والله اعلم
 
لا شك أنّ إبراز الجحيم للمؤمن هو لبيان فضل الله عليه ولبيان هول ما وقاه ربّه سبحانه، وأنه لولا رحمة الله لما نجا منها أحد
 
بسم الله الرحمن الرحيم

جزاكم الله خيراً على هذا النقاش المثري ، وأجمل ما في النقاش والاختلاف أننا نبحث ونتعلم..

هناك عدة نقاط أريد أن أتأكد من ذكرها لذلك سأوردها بهذا الشكل:

* في البداية فإن الأحاديث ليست هي الموضوع ، لذلك لا أريد أن أطيل وأخرج عن الموضوع. وليس عندي -حقيقةً- من العلم الكافي الذي يجعلني أفرق بين المراتب التي ذكرتها.
والنقطة التي أحببت أن أؤكد عليها -وهي من الموضوع الذي أرفقتُ رابطه سابقاً- أن صحة السند ليست شرطاً قاطعاً على صحة المتن ، هذا غير أنه لا مقطوع بصحة شيء غير كتاب الله عز وجل. ومن ذلك فإننا نحتاج إلى بحث ودراسة لكل مافي الأحاديث من معانٍ ودلالات.

* ثم يا أخي الكريم فإنني أريد دليلاً من القرآن أو السنة على أن البخاري ومسلم أصح كتابين بعد كتاب الله عز وجل ، وما هو التعريف للصحيح؟
بل إن الأدلة من القرآن والسنة على عدم صحة هذا القول كثيرة.
وأرجو ألا يفهم قولي على أنه إساءة ، بل ما أؤكد عليه أننا يجب أن نأخذ كل حديث بوعي فندرسه ونفهمه ولا نقطع بصحته قبل التأكد منه ، لأنه دون شك ليس نصاً قرآنياً محفوظاً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

* هناك إشكالات -أو بالأصح أسئلة تظهر- في الأحاديث التي ذكرتها:
١- ففي الحديث الأول ذكر: (ما منكم أحد إلا سيكلمه ربه) ..
لكننا نعرف أن هناك من لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ).
٢- التخصيص:
ثم إن الناس -على قدر فهمي وقد يكون خاطئاً- يعطون كتابهم فيعرفون نتيجة حسابهم: (فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه).
فإذا أردنا أن نفهم الحديث فهو مخصص لفئة يكلمهم الله ولا يعرفون نتيجة حسابهم فيظلون في خوف وتوجس ، ومثال ذلك أهل الأعراف والله أعلم. فهذا ليس عاماً لكل المؤمنين وقطعاً ليس عاماً لكل "الكافرين" أو الذين ورد أن الله عز وجل لا يكلمهم يوم القيامة.
٣- في الحديث الآخر (يفرج له فرجة....) فهذا في مبدئه صحيح على شرط الشيخين أي أن سنده صحيح لكن متنه غير مقطوع بصحته ، بناءاً على ما قرأتُ في الموضوع السابق.
هذا الحديث أولاً ذكر رؤية المؤمن لمقعده من النار عندما يكون في قبره ، وليست يوم القيامة ، فلابد أن نضع هذا في الحسبان عند ربطنا.
الأمر الآخر أن سؤالاً يظهر إذا كان المؤمن يرى مقعده من الجنة والنار فلماذا يسأل أهل الجنة أهل النار في سورة الأعراف: (وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ).؟

الأمر الآخر الذي وجدته خلال البحث ، هو تأكيد إمكانية رؤية الجحيم أو -سواء الجحيم بالأدق- من قبل أهل الجنة: (فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاءِ الْجَحِيمِ) في سورة الصافات وهذا عجيب جداً لأننا نقرأ في سورة الأعراف نداء أهل الجنة أهل النار و أن بينهما حجاباً ، ونقرأ إطلاع بعض من أهل الجنة على سواء الجحيم.
فيظهر والله أعلم أن هناك فرقاً بين النار والجحيم.


والله تعالى أعلم ،
والحمد لله رب العالمين.
 
قولك أختي الكريمة :" لا مقطوع بصحة شيء غير كتاب الله خالف الصواب لأن هناك أحاديث قطعية ومنها المتواتر ومنها ما أخرجه البخاري ومسلم أو أحدهما ولم ينتقده أحد من الحفاظ "
أما الدليل على أن البخاري ومسلم أصح كتابين بعد كتاب الله هو إجماع الأمة على ذلك
وأما بالنسبة للدليل الآخر فلا يلزم أن يكون قطعيا في ثبوته باتفاق أهل السنة حتى نحتج به بل يكفي غلبة الظن في ذلك
أما استفهام سورة الأعراف فينظر في الغرض من ورائه
 
بسم الله الرحمن الرحيم
{ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَنْ يَرَىٰ } [النازعات:36] لا يعني لداخليها بل لعموم من يرى من الخلائق يوم الموقف فيراها الكافر والمؤمن رؤية مجردة حقيقية ليست بخيال او وهم او تشبيه والله جلت قدرت يؤكد على مسألة الرؤية في غير موضع فيقول تعالت ذاته في سورة التكاثر :
كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ (5) لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ (6) ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ (7) ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ (8)

لترونَّ الجحيم (لو تهيأ لكم علم اليقين) اي في القبر الذي زرتموه ثم لترونها عين اليقين : (ثم) تفيد التراخي لترونها عين اليقين أي ترون الجحيم رؤية لا خيال فيها ولا تمثيل .
وهذا بلا شك يشمل كل جنس بني آدم ولا يقتصر على الكافر.
ثم أعقب قوله تعالى (وبرزت الجحيم لمن يرى) أعقبها تصنيف الناس بعدها حسب أعمالهم (فأما) و (وأما) فهذه الفئتين احداهما سيكون مأواها الجنة والأخرى سيكون
مأواها الجحيم وبالتالي فالصنفين يرون الجحيم ويدخلون في قوله (لمن يرى) وهذه الرؤية تسبق الحساب ليعلم كلٌ مآله مسبقا إن كان من أهل الشمال.
ويؤكد ذلك السياق في سورة التكاثر ، فبعد الرؤية الأولى تحدث الرؤية الثانية عين اليقين ثم يعقب الرؤية المجردة السؤال فيقول تعالى ( ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيم ) فيتفق الترتيب بين الموضعين بأن الرؤية تسبق الحساب فهي بذلك تؤكد بأنها تشمل المؤمن والكافر لأنهما لم يخضعان للمحاسبة بعد وهذه قرينة ثالثة ودلالة ثابتة.
والله أعلم
 
عودة
أعلى