حمد بن صالح المري
New member
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعد:
فقد وقفْتُ على كلامٍ للشيخ الشعراوي رحمه الله في تفسير قصّة آدم في سورة البقرة، وأعجبني جدّاً، فبحثْتُ عن قائلٍ قبله أو بعده، فلم أظفَرْ به. وكلامُه هذا يوافقُ ظاهرَ القرآن، ويوافقُ ظاهرَ حديث موسى مع آدم عليها السلام في الصحيح.
وقبل أن أتبنّى هذا الرأي، فإني أطرحه هنا لأستفيد من شيوخي الأفاضل. والسؤال يدور حولَ جوازِ تبنّي هذا القول؛ بغضّ النظر عن قائلِه أو عن أيّ مسألةٍ أخرى.
قال الشيخ الشعراوي رحمه الله: (بعد أن خلق الله سبحانه وتعالى آدم وأمر الملائكة أن تسجد له وحدث كفر إبليس ومعصيته أراد الله جل جلاله أن يمارس آدم مهمته على الأرض . ولكنه قبل أن يمارس مهمته أدخله الله في تجربة عملية عن المنهج الذي سيتبعه الإنسان في الأرض ، وعن الغواية التي سيتعرض لها من إبليس . فالله سبحانه وتعالى رحمة منه لم يشأ أن يبدأ آدم مهمته في الوجود على أساس نظري ، لأن هناك فرقا بين الكلام النظري والتجربة...) إلى أن قال: (بعض الناس يقول : أنها جنة الخلد التي سيدخل فيها المؤمنون في الآخرة . وبعضهم قال : لولا أن آدم عصى لكنا نعيش في الجنة . نقول لهم لا . . جنة الآخرة هي للآخرة ولا يعيش فيها إنسان فترة من الوقت ثم بعد ذلك يطرد منها بل هي كما أخبرنا الله تعالى جنة الخلد . . كل من دخلها عاش في نعيم أبدي .
إذن فما هي الجنة التي عاش فيها آدم وحواء؟ هذه الجنة هي جنة التجربة أو المكان الذي تمت فيه تجربة تطبيق المنهج...) ثم قال بعدها بصفحة أو صفحتين: (ليست جنة الخلد وإنما هي جنة سيمارس فيها تجربة تطبيق المنهج . ولذلك لا يقال : كيف دخل إبليس الجنة بعد أن عصى وكفر ، لأن هذه ليست جنة الخلد ولابد أن تنتبه إلى ذلك جيدا حتى لا يقال أن معصية آدم هي التي أخرجت البشر من الجنة . لأن الله تعالى قبل أن يخلق آدم حدد مهمته فقال : { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرض خَلِيفَةً } [ البقرة : 30 ]
وسؤالي: لماذا لم يلتفت أهل التفسير إلى هذه الآية الصريحة (إني جاعل في الأرض)، وهذا قبل الوقوع في المعصية؟
فأطلب من أساتذتي العلمَ والبيان...وأجزل الله لهم المثوبة والأجر...
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعد:
فقد وقفْتُ على كلامٍ للشيخ الشعراوي رحمه الله في تفسير قصّة آدم في سورة البقرة، وأعجبني جدّاً، فبحثْتُ عن قائلٍ قبله أو بعده، فلم أظفَرْ به. وكلامُه هذا يوافقُ ظاهرَ القرآن، ويوافقُ ظاهرَ حديث موسى مع آدم عليها السلام في الصحيح.
وقبل أن أتبنّى هذا الرأي، فإني أطرحه هنا لأستفيد من شيوخي الأفاضل. والسؤال يدور حولَ جوازِ تبنّي هذا القول؛ بغضّ النظر عن قائلِه أو عن أيّ مسألةٍ أخرى.
قال الشيخ الشعراوي رحمه الله: (بعد أن خلق الله سبحانه وتعالى آدم وأمر الملائكة أن تسجد له وحدث كفر إبليس ومعصيته أراد الله جل جلاله أن يمارس آدم مهمته على الأرض . ولكنه قبل أن يمارس مهمته أدخله الله في تجربة عملية عن المنهج الذي سيتبعه الإنسان في الأرض ، وعن الغواية التي سيتعرض لها من إبليس . فالله سبحانه وتعالى رحمة منه لم يشأ أن يبدأ آدم مهمته في الوجود على أساس نظري ، لأن هناك فرقا بين الكلام النظري والتجربة...) إلى أن قال: (بعض الناس يقول : أنها جنة الخلد التي سيدخل فيها المؤمنون في الآخرة . وبعضهم قال : لولا أن آدم عصى لكنا نعيش في الجنة . نقول لهم لا . . جنة الآخرة هي للآخرة ولا يعيش فيها إنسان فترة من الوقت ثم بعد ذلك يطرد منها بل هي كما أخبرنا الله تعالى جنة الخلد . . كل من دخلها عاش في نعيم أبدي .
إذن فما هي الجنة التي عاش فيها آدم وحواء؟ هذه الجنة هي جنة التجربة أو المكان الذي تمت فيه تجربة تطبيق المنهج...) ثم قال بعدها بصفحة أو صفحتين: (ليست جنة الخلد وإنما هي جنة سيمارس فيها تجربة تطبيق المنهج . ولذلك لا يقال : كيف دخل إبليس الجنة بعد أن عصى وكفر ، لأن هذه ليست جنة الخلد ولابد أن تنتبه إلى ذلك جيدا حتى لا يقال أن معصية آدم هي التي أخرجت البشر من الجنة . لأن الله تعالى قبل أن يخلق آدم حدد مهمته فقال : { وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأرض خَلِيفَةً } [ البقرة : 30 ]
فآدم مخلوق للخلافة في الأرض ومن صلح من ذريته يدخل جنة الخلد في الآخرة ، ومن دخل جنة الخلد عاش في النعيم خالدا...) إلى أن قال: (جعلهما الله سبحانه وتعالى يمران بتجربة عملية بالنسبة لتطبيق المنهج وبالنسبة لإغواء الشيطان . وحذرهما بأن الشيطان عدو لهما).
وسؤالي: لماذا لم يلتفت أهل التفسير إلى هذه الآية الصريحة (إني جاعل في الأرض)، وهذا قبل الوقوع في المعصية؟
فأطلب من أساتذتي العلمَ والبيان...وأجزل الله لهم المثوبة والأجر...