هل فى القران مجاز؟

اما الاية التالية حسب الترتيب فى الاسئلة وهى:

{ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ }(سورة الإسراء:24)، وإن لم يكن للذل جناح ) ما الرد عليهم؟

قلنا أن سبب إشكالية المفسرين أو اللغويين هو قولهم بالحقيقة الجسد! وأن المعنويات إذا استُعمل معها أي وصف يُستعمل مع المجسمات يكون مجاز وهذا غير صحيح

وهنا مثال لما نقول, فالذل ليس شيئا ماديا وإنما هو شعور وإحساس يستشعره الإنسان, وهو احساس داخى داخل الانسان يخرج اثرة فى الواقع والإنسان يستعمل مع المعنويات نفس الأوصاف التي يستعملها مع المجسمات! وبدونها لن يستطيع الإنسان أن يصفها بشيء

ثانيا: هنا في هذه الآية استعمل الله عزوجل الجناح مع الذل وبما أن الذل ليس ماديا فكذلك جناح الذل لن يكون ماديا! ولكي نفهم الآية على حقيقتها ننظر في المعنى الأصلي للجنح! فإذا نظرنا إليه وجدنا أنه يدل على ميل وخروج عن أصل, (وليس الميل والعدوان كما قال ابن فارس!) وهو ما نراه أبرز ما يكون في ذلك العضو الموجود عند الطائر
فبعض المفسرين جعلوا الاية من المجسمات امثال الشيخ الشنقيطى وابن تيمية

قالو ان المراد ليس المراد ان للذل جناح بل المراد انها من اضافة الصفةالى الموصوف فيكون المعنى واخفض لهما جناحك الذليل لهما التى صفتة الرحمة ووصف الجناح بالذل مع انه صفة الانسان لان البطش يظهر برفع الجناح والتواضع واللين يظهر بخفضة فخفضة كناية عن لين الجانب وهى اليد وبطشها فالجناح هو اليد والعضد وهو اضافة صفة الانسان لبعض اجزائة وهذا من اساليب اللغة العربية كما فى قولة ( ناصية كاذبة خاطئة) فالشيخ الشنقيطى وابن تيمية يرى ان الذل له جناح كجناح الطائر من حيث يرى ان الجناح المضاف للذل حقيقة كجناح الطائر وجعلة جسم وهو يقصد به الحقيقة


ونسوا هؤلاء العلماء ان الذل شىء معنوى صورة معقولة وليس حسى وقال الشيخ انها امثال ( واضمم جناحك)

(
واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين) فليست دلالة الجناح على الجنب واليد كدلالة الجنب على الجنب واليد فالجناح فى قولة( ولاطائر يطير بجناحية) غير الجناح فى قولة( واخفض جناحك) والدليل ان القران يستعمل اليد فى مواضع والجناح فى مواضع والمواضع التى بها اليد مطلوب فيها الدقة فى الاحكام الشرعية

ففى بيان حد السرقة ذكر اليد ولم يقل جناحيهما وكذلك الوضوء ذكر اليد والتيمم

وكذلك بيان حال المفسدين فى الارض وعقابهم

فدل ذلك على ان الجناح غير اليد وانما تشبة اليد بالجناح لاثارة العواطف كما مر


وقال الشيخ ان الخفض والجناح والذل مستعمل استعمال حقيقى لان مريد البطش يرفع جناحية(يدة) ومظهر الذل والتواضع يخفض جناحية فاللامر بخفض الجناح كناية عن لين الجانب) وقولة كناية عن لين الجانب هذا مجاز الاانة عبر بلفظ اخر غير المجاز


قلت ان الذهاب الى ما قال الية الشيخ وحقيقة ما قالة فية حجر على معنى الاية فقد يكون الولد خافض الجناحين( اليدين) وهو من اشد الناس عنفا والحقهم اذى بالوالدين بلسانة وان هناك ايات فيها النهى عن ذمهم باللسان ولايكون على الفهم الضيق بارا بوالدية ولو اذا خفض الجناح وكذلك رفع الجناح _على راىء الشيخ ان الجناح هو اليد_ لايلزم منه العنف والشدة فقد يكون دليل الاستسلام وفقدان الحول والقوة

وما راى الشيخ فى ولد اقطع اليدين او مشلول اهذا مستجيل علية ان يبر بوالدية حيث لايدان له او لاجناحان لهما يخفضهما وما الراى الشيخ اذا فعل لم يرفع جناحية او يدة ولكن لم يبرهما بلسانة

ولكن الحقيقة فى الاية
ليس المقصود الجناح هو اليد فقد رددنا على هذا وان هناك فرق بين الجناح واليد فى اللغة فلو كان المقصود ذلك لقال اخفض لهما جناحك من الرحمة

ولكن المعنى الظاهر الحقيقى للاية وتواضع لوالديك ولاتعلو عليهم لان الجناح يعبر عن العلولان الطائر يعلو بجناحية ويتواضع ويخفض بهما

فالذل كأن لة جناح والمقصود وتواضع لوالديك ولاتعلو عليهم لاعن ذل لك لهم ولكن عن رحمة بهم فى كبرهم
وهذا المفهوم هو روح النص القرانى وليس هناك مجاز فى الاية لان ليس الاصل هو الموهوم فى العقل وهو التجسيم وهو الجناح الحقيقى للطائر والفرع هو المجاز بل هذا تحكم لا دليل عليه بل ان الاصل هو لفظ الجناح للمعنويات والحسيات بحسب السياق التى يحدد المعنى
 
السلام عليكم
نعم ليس فى الآية مجاز
ولكن قولك
فالذل كأن له جناح والمقصود وتواضع لوالديك ولاتعلو عليهما لاعن ذل لك لهما ولكن عن رحمة بهما فى كبرهما


فيه مجاز
وأرى الرد على القول بالمجاز فى الآية يكون كالتالى

كل الخصائص فى الانسان لها عتبة اثارة
فشخص تثيره كلمة وآخر تثيره لطمة .. الخ
فما يثير خصيصة الذل فى الانسان ؟! لابد أنه أمر عظيم
فالشحص قد لايذل لرئيسه مهما تحداه...
فعتبة حدوث الذل هنا عالية جدا
ولكن نفس الشخص قد يذل إذا رأى شخصا يمسك بيد ابنته مثلا
فهنا عتبة الذل منخفضة جدا ولكنه خفضها خجلا

الشرع يأمرنا أن نذل للوالدين رحمة ً

وكلمة جناح هنا هى عتبة الاثارة Threshold أى النقطة التى يحدث عندها الاستجابة لمنبه ما ؛ وهى النقطة التى يميل - يجنح - عندها الشخص لتغيير خصيصة سلوكية فيه
"واخفض جناحك للمؤمنين " يمكن تحليلها بنفس المنطق

والله أعلم

 
الاخ مصطفى سعيد جزاك الله خيرا

ليس فى قولى مجاز بل الاية على حقيقتها وهو المقصود بها ان اضاف الجناح للذل لان الجناح من خاصيتة التواضع فهنا يقصد الله عز وجل تواضع لابويك كتواضع الطير وليس ذلك ذلا بل رحمة بهما وهذا ليس مجاز بل حقيقة من الولد لابوية يتواضع لهما حسا ومعنى بالعمل والقول
 
وما معنى المرض في قوله: (في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً)؟ هل المرض حقيقى امالمقصود به الشك والنفاق؟

اولا:

مجموعة الذين في قلوبهم مرض مجموعة منفردة عن مجموعة المنافقين اذن فالذي في قلبه مرض وهو معرف قرآنيا بكونه طماعا وطامعا في أمر خطير جدا هو نفسه زعيم مجموعة الذين في قلوبهم مرض المنافقون ليسوا هم اللذين في قلوبهم مرض بل المنافقون المعبر عنهم انهم الشياطين من الانس الذين يجتمعون بالذين فى قلوبهم مرض

يقول الحق جل وعلا
{لَئِن لَّمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا} (60) سورة الأحزاب

ويقول أيضا الحق جل وعلا

{وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا} (12) سورة الأحزاب
لقوله الله جل وعلا وتعالى :


{وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَّا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا وَلَا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ} (31) سورة المدثر

يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ان اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا.))

ولو كان الأمر كذلك فلماذا لم تقل الآية مثلا: فلا تخضعن بالقول فيطمع المنافق ؟؟ وانما عوض ذلك حددت بدقة طبيعة مرض قلبه وهو هنا الطمع في شيء.
اذن هم مجموعات ودرجات قد قسمها القران وهناك فرق بينهم فى المواصفات فى الدنيا والعذاب فى الاخرة

مواصفات مجموعة المنافقين ومجموعة المنافقون ومواصفات الذين في قلوبهم مرض وقائدهم الذي في قلبه مرض

ان المنافقين يخادعون الله...))
((ان المنافقين في الدرك الأسفل من النار...))
((نسوا الله فنسيهم ان المنافقين هم الفاسقون...))
((والله يشهد ان المنافقين لكاذبون...))
((ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون..))

اذن : المنافقين -بالياء- : يخادعون الله..في الدرك الأسفل من النار..فاسقون..كاذبون..لا يفقهون..

أما المنافقون - بالواو -:
((اذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم..))
((المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف ويقبضون أيديهم...))
((واذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله الا غرورا..))
((لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها الا قليلا ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا.))

الذي في قلبه مرض :
(( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ان اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا.))

اذن المنافق ليس من الذين في قلوبهم مرض..وانما هو وبشرط أساسي أن يدوم نفاقه : مخادع /فاسق/كاذب/لا يفقه/في الدرك السفل من النار.
أما المنافق الذي لا يدوم نفاقه فهو يتساوى مع الذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة في المصير كونهم جميعا ملعونين.. أينما ثقفوا يأخذون ويقتلون تقتيلا .
فهل يتساوى الملعون مع الفاسق والكاذب وغيرالمتفقه
اما بخصوص الاية وانها على الحقيقة وليس المجاز كما يقول اهل المجاز
وكما قلت مرار وتكرارا أنا أفهم الكلمة تبعا للأصل اللساني الذي جاءت منه, أما هم فيجعلون أحد معانيها أصلا ثم يقولون أن ما عداه مجاز!

ويجعلون للاسف كما ان الحقيقة للمحسوسات وهو الاصل ويجعلون المعانى الفرعية وهى المعنويات وهو الجبن والخوف والحقد والحسد مجاز

من الذى اعطى لهم الحق فى اعطاء الاصل وهو الوضع الاول للحسيات والوضع الثانى للمعنويات الاقرينة فقط وهو العقل لانهم لايقبلون ان يكون من اضافة الله لتلك الاشياء الحس وهو حق وكلامة حق

اما بخصوص المرض ما هى القرينة التى صرفتها من الحقيقة الى المجاز وما هى العلاقة بين الحقيقة والمجاز لايوجد قرينة ولا علاقة

أصل كلمة المرض في اللسان يدل على الضعف والخفوت وعدم الانتظام, وبالضد تتبين الاشياء(لاحظ
أنها عكس: ضرم) ومن ثم فإذا كان في قلوبهم ضعف إيمان ويقين وعدم ثبات على حال وإنما تنقل من حال لآخر ففي قلوبهم مرض!

قالل ابن فارس ( المرض أصلٌ صحيح يدلُّ على ما يخرج به الإنسان عن حدِّ الصّحَّة )

فهو فى قلوبهم مرض وهو الغل والخوف والحقد و ان تلك المعانى للمرض على حقيقتها لانها انفعالات فى القلب فكما قلت الخوف هو ارتفاع نسبة الادرينالين فى الدم فهو انفعال فى القلب وكذلك الحقد والحسد مثلة مثل الغضب وهو غليان الدم فى القلب وكذلك الغل والحقد كلها انفعالات حقيقية تظهر على المنافقين لان الاصل فى صحة القلب هو تزكية القلب عن تلك الانفعالات التى تنافى الايمان وخروج القلب عن ذلك مرض للقلب وهو حقيقى لذلك فزادهم الله رعبا والقى فى قلوبهم الرعب والخوف حتى يصل القلب الى الخروج عند حد الاعتدال وقد ذكر الله ان الله القى فى قلوبهم الرعب والخوف فى ايات كثيرة وتلك هى الزيادة واصل المرض الاول من عندهم اما المرض الثانى فزادة الله من عندة ويتناسب مع الاضافة مثل قوله نار الله الموقدة النار تتناسب مع الاضافة وهو الله نار عظيمة كذلك المرض الثانى التى زادة الله لهم مرض لايعلم عظمتة الا الله لان النكرة اذا اعيدت كانت الثانية غير الاولى فالمرض الاول غير المرض الثانى بل الثانى اعظم وهى الزيادة من عند الله والمرض بالرفع ليس هو المرض بالنصب ..
المرض بالرفع مرض حاد ووموضوع في المكان ومحدود جغرافيا أما المرض بالنصب فهو مفتوح على الزمان ولا حدود له جغرافية وعذابه أبدي لا ينقطع وان تقطعت القلوب الطامعة نفسها من سوء العذاب وشدته.

فالعلاقة الوطيدة بين الأمراض العضوية والأمراض النفسية أصبحت جد معروفة في وقتنا الحاضرلدرجة أن أصبح معروفا حتى لغير المتخصصين الدور الأساسي والرئيسي للمرض النفسي في حدوث المرض العضوي وأن هذا الأخير ما هو الا نتيجة مباشرة للمرض النفسي.. على السبيل هناك مثالا واضحا وهو مرض السرطان وهو مرض فتاك ويقتل الآلآف من الناس بوتيرة مهولة ..لماذا لم يجدوا له دواء كيميائيا لحد الآن بالرغم من التقدم العلمي الكبير الذي وصل اليه الباحثون في هذا المجال؟

ويبقى فهم الايات على الحقيقة لان الاصل النظر فى السياق والسابق والاحق للاية وان مرد ذلك الى استعمال النظام القرانى فى اصل اللسان العربى لا الى المجازات العقلية


 
الأخ أحمد علي البراك
ممكن أن تقرأ كتاب الأصول من علم الأصول للشيخ العثيمن، ستجد المبحث في الحقيقة والمجاز حيث أنه ينقسم الحقيقة إلى ثلاثة أقسام: لغوية وشرعية وعرفية. نفهم من هذا التقسيم بأن لكل لفظ ثلاثة معان، وكله يسميه بالحقيقة.
 
عودة
أعلى